اسئلة مسيحية

هل يحق لى أن أصلى هكذا؟



هل يحق لى أن أصلى هكذا؟

هل
يحق لى أن أصلى هكذا؟

ما
رأيكم في هذه العبارات وهذه الصلوات التى قرأتها في كتاب يحمل إسم أرشثوذكسي؟

·
” أجلسنا معه في السماويات فوق كل أعدائنا. ابليس تحت أقدامنا، هللويا “.

·
في كل حروبى مع قوى الظلمة، ذكرنى أيها الآب السماوي، أننى جالس فوقها، جالس مع
المسيح، وأدوس عليها بقدمى “.

·
لابد أن نعلن سلطاناً. لابد أن نهتف أمام ابليس، صارخين في وجهة: أنت عدو مهزوم.
أنت مهزوم بالكامل مكانك تحت أقدامنا “.

·
أيها الآب السماوى: إننى أفرح لأن لى كامل النصرة في اسم ابنك. ولأن ابليس صار
قدمى. هللويا”.

هل
يحق لى أن أصلى هكذا؟

 

الرد:

حقاً
إن السيد المسيح الرب أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو

ولكن
كيف ندوسها؟ ندوسها بالإتضاع.

الشيطان
سقط بالعظمة والكبرياء، حينما قال ” أرفع كرسي فوق كواكب الله أصير مثل العلى
” (اش14: 13، 14). فهزمه السيد المسيح بالاتضاع، لما أخلى ذاته وأخذ شكل
العبد ” (فى2: 7). وهكذا فإن ماراسحق في ميمره عن الاتضاع، قال: أريد أن
أتكلم عن الاتضاع، ولكنى خائف كمن يتكلم عن الله. لأن الاتضاع هو الحله التى لبسها
اللاهوت لما جاء لأجل خلاصنا والشيطان حينما يري إنساناً لابساً حله الاتضاع هذه،
يرتعب منه، لأنه يرى فيه صورة خالقه الذى هزمه وهو لابس هذه الحله عينها

 

أنظر
كيف أن القديس الأنبا أنطونيوس هزم الشيطان باتضاعه.

كان
في محاربة الشياطين له، يقول لهم ” ايها الأقوياء، مذا تريدون منى أنا
الضعيف؟! “. وكان يصلى إلى الله قائلاً ” انقذنى يارب من هؤلاء الذين
يظنون أننى شئ. وأنا أضعف من أن أقاتل أصغرهم “. قلما كان الشياكين يرون هذه
الصلاة المملوءة إتضاعاً، كانوا ينحلون كالدخان

 

كيف
تقول للشياطين أنتم تحت قدمي، بينما يقول لهم القديس الأنبا أنطونيوس: أيها
الأقوياء ماذا تريدون منى أنا الضعيف؟!

 

قال
القديس الأنبا أنطونيوس: أبصرت فخاخ الشياطين مبسوطة على الأرض كلها. فصرخت ”
يارب من يفلت منها؟ فجاءنى صوت من السماء يقول: المتضعون يفلتون منها

 

فهل
من الاتضاع أن تقول للشيطان: أنت تحت قدمي؟!

هل
تظن أنك تستطيع أن تحارب الشيطان بنفس سلاحه؟!

ما
أسهل أن الشيطان في حربه معك يحب أن يجذبك إلى نفس الأسلوب الذى انهزم به، أعنى
التعالى الذى سقط به رئيس ملائكة اعرف إذن أنه:

 

كما
انتصر القديس الأنبا أنطونيوس على الشياطين بالاتضاع، هكذا بنفس الاتضاع انتصر
عليهم أنبا مقار.

 

لقد
ظهر السيطان للقديس مقاريوس الكبير، وقال له ” ويلاه منك يا مقاره. أي شئ أنت
تفعله ونحن لا نعلمه؟! أنت تصوم، ونحن لا نأكل. أنت تسهر، ونحن لا ننام ولكن بشئ
واحد تغلبنا ” فسأله مقاريوس عن ذلك، فأجاب: بتواضعك وحده تغلبنا

كيف
يا ابنى تسمح لنفسك أن تقول إن الشيطان تحت قدمي؟! هل أنت فوق حروب الشياطين
وخداعهم؟ ألم تسمع ما قيل عن الخطية إنها ” طرحت كثرين جرحي، وكل قتلاها
أقوياء ” (أم7: 26).

صدقنى
يا ابنى، إن قلت هذا الكلام، تكون في خطر!! بل تكون في خطرين اثنين:

خطر
الكبرياء والشعور بالذات، كأنك أصبحت فوق مستوي السقوط، وفوق مستوي الحروب، وفوق
مستوى القديس أنطونيوس الكبير الذى قال للشياطين ” أنا أضعف من أن أقاتل
أصغركم ”

والخطر
الثاني، هو خطر تحديك للشيطان بغير داع!! كما لو كنت تثيرهم، وتحفزهم للقتال ضدك
وتجربة الحرب معك.

هناك
فرق كبير بين أن الله أعطانا سلطاناً، وبين أن نفتخر بهذا السلطان ونتحدي!!

وذلك
بعبارة ” لابد أن نعلن سلطاننا. لابد أن نهتف أمام ابليس صارخين في وجهة
مكانك تحت أقدامنا.

الكتاب
المقدس يذكر أن ميخائيل رئيس الملائكة لم ينتهر الشيطان، بل قال ” لينتهرك
الرب ” (يه9).

كذلك
ملاك الرب الذى عمل على انقاذ يهوشع الكاهن العظيم من يد الشيطان لم ينتهره مباشرة،
بل قال له:


لينتهرك الرب يا شيطان، لينتهرك الرب ” (زك3: 2).

فهل
يتعالى إنسان أكثر من رئيس الملائكة في انتهار الشيطان؟

أيقول
إنسان إن القوة هي من الرب لا منى حسناً ولكن القوة لا تستطيع أن تستخدمها إلا
بالاتضاع وإن فقد أحد اتضاعه، فقد قوته ولعبت به الشياطين. ما معنى ” ابليس
صار تحت أقدامنا. هللويا”؟!

إنك
لا تزال في حرب مع قوي الظلمة. ولا تدري ما نتائجها.

إن
القديس بولس لرسول يقول ” البسوا سلاح الله الكامل، لكى تقدروا أن تثبتوا ضد
مكايد ابليس لكي تقدروا أن تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير حاملين فوق الكل ترس
الإيمان الذى به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة ” (أف 6: 11 16).

هى
حرب إذن: تحتاج إلى سلاح الإيمان، لكي تقدروا أن تقاوموا وأن، لكى تقدروا أن
تقاوموا وأن تثبتوا وليست مجرد دوس كل قوي الظلمة تحت الأقدام!!

والقديس
بطرس الرسول يقول ” اصحوا واسهروا، لأن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً
من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الإيمان ” (1بط5: 8، 9). ولم يقل أحد أن
مقاومة الأسد الذى يزأر ويجول ليبتلع، هي أن تقول له ” أنت تحت قدمي”!!

 

بل
هو جهاد يقول فيه القديس بولس الرسول للعبرانيين ” للأخو القديسين، شركاء
الدعوة السماوية ” (عب3: 1).


لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية ” (عب12: 4).

 فهل
المقاومة حتى الدم هو أن تعلن للشيطان أنه تحت قدميك؟! ما أصعب هذا الكلام وما
أخطره!

 

غالباً
هذا الكلام هو نتيجة قراءة أو ترجمة كتب غريبة، من التى تحل أسلوب الكبرياء هذا.
أما الروحيات الأرذوكسية فيه مبنية على الاتضاع.

 

نحن
لا نخاف الشياطين. ولكن في نف الوقت ى ننتفخ عليهم، ولا ننتهرهم في احتقار، ولا
يقول لهم أنتم تحت أقدامنا. إنما ننتصر عليهم بالاتضاع وانسحاق النفس. نعم بهاتين
الصفتين اللتين تجعلان قوة الله معنا، تحاربهم بسبب ضعفنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار