علم المسيح

هل هذا ممكن؟



هل هذا ممكن؟

هل
هذا ممكن؟

المحاور:
هل من الممكن ان يصير الله إنساناً؟

التعليق:
ولم لا؟ هل هناك شيئ عسير علي الله. انني اسوق اليك هذه القصه كان فلاح يحرث
الأرض..ورأي في الطريق حجراً للنمل، فأراد أن يحذر النمل من المحراث، فأخذ ينادي
فلم يسمعوا، وطلب اليهم فلم يستجيبوا، وقال لهم فلم يفهموا..فقال في نفسه: انهم
بالحق نمل، وأنا إنسان، والاختلاف واضح..لكنه سرعان ماتحول الي نملة صغيرة، وتفاهم
معهم بنفس لغتهم، وحذرهم، وفداهم من الضياع، وبعدها عاد مرة أخري للحراثة ورحم
النمل من تلك الكارثة، فأحب النمل الفلاح. وصار النمل للفلاح صديقاً. وهكذا سارت
الحياة…

انني
أقدم هذه القصة حتي أسأل بعدها هذا السؤال: هل هذا ممكن؟؟ الاجابة بالطبع لا..لأن
الانسان لايستطيع أن يحول نفسه الي نملة، فهو غير قادر.. ومن هذا المنطلق نقول:
ألا يستطيع الله القادر علي كل شئ أن يصير انساناً ويفديه من الغضب الآتي؟..

نعم
يستطيع، لأنه قادر علي كل شئ، اذا فما هو مقدار الحب المتوقع من الانسان لهذا
الاله المحب؟!.

 

لماذا
جاء في الجسد؟

المحاور:
ماهو هدف الله من تجسده؟

التعليق:
لله أغراض سامية في أمر التجسد، منها: –

1-
ليتفاهم مع الانسان: لقد جاء السيد المسيح الي الأرض حتي يوجد التفاهم بين
الله،الانسان، فان وسيلة التفاهم هي الكلمة.. وكان الكلمة الله… الله بعد ماكلم
الآباء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه) (عب1:
1-2).

ب-ليعلن
حبه للانسان: كان الله بالنسبة للبشر هو إله الطوفان وإله نار سدوم وعمورة..الله
اله الوصايا والناموس، ولم يعرف الناس أن الله محبة الا باعلان يسوع السيد المسيح
(الله بين محبته لنا) (رو5: 5)، (ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل
أبنه كفارة لخطايانا) (ايو4:
10).

ج
ليخلص الانسان: الخلاص هو عطية الله للانسان، فهو هبة مجانية أعطيت للانسان من فرط
كرم الله. ولكي يخلص الله الانسان كان لابد أن ينفذ السيد المسيح ذلك بأن يموت علي
الصليب ليهبنا الحياة ويوفي الله كل حقوقه. وكان لابد أن تتوفر فيه الصفات الالهية
والصفات الانسانية حتي يصالح الله والانسان، ويكون بديلا للانسان وفداء له.. وفي
نفس الوقت لينفذ رغبة الله في خلاص الانسان دون المساس بعدله وقداسته..مما جعله
يتجسد ويضحي بنفسه ويموت علي الصليب حتي يخلصنا.

د-وأشياء
أخري كثيرة لا مجال لها الآن،

المحاور:
سبق أن سألتك في بدايه الحوار قائلاً (ان صار الله انساناً فلابد ان يكون له السلطان
ان يعود من حيث جاء وأجبتني بايجار وقلت لك سنعود الي علاقه السيد المسيح بالسماء
فيما بعد. هل يمكنك ان تحدثني عن هذا الموضوع؟

التعليق
-قال السيد المسيح في حديثه مع اليهود: (أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء)
(يو6: 14). وقال إنه بهذا معطي الحياة (لأن خبز اللَّه هو النازل من السماء،
الواهب حياة للعالم) (يو6: 33). وكرر عبارة (نزلت من السماء) (يو6: 83). وفسر
نزوله من السماء بقوله: خرجت من عند الآب، وأتيت إلي العالم). (وأيضاً أترك العالم
وأذهب إلي الآب) (يو
16: 28). وركز علي عبارة
خروجه من عند الآب بقوله لتلاميذه (الآب يحبكم لأنكم قد أحببتموني، وآمنتم أني من
عند الآب خرجت) (يو
16: 27). وكرر هذا المعني
أيضاً في حديثه مع اليهود (يو8:
42).

إذن
هو ليس من الأرض، بل من السماء، وقد خرج من عند الآب. هذا هو موطنه الأصلي. أما
وجوده بين الناس علي الأرض بالجسد، فذلك لأنه (أخلي نفسه، آخذاً صورة عبد، صائراً
في شبه الناس) (في2: 7). ولكنه لابد أن يصعد إلي السماء التي نزل منها. أما عن هذه
الأرض، فهو كائن قبلها، بل هو الذي أوجدها، لأن (كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ
مما كان) (يو1: 3) أما هو فقد كان في الآب منذ الأزل، وهذا هو مكانه الطبيعي، بل
هذه مكانته…

-ونزوله
من السماء وصعوده إليها، أمر شرحه لنيقوديموس، فقال: (ليس أحد صعد إلي السماء، إلا
الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء) (يو3:
13).

والمقصود
بالسماء هنا سماء السماوات، التي لم يصعد إليها أحد، ولم ينزل منها أحد، إلا
المسيح باعتباره أقنوم الابن (الكائن في حضن الآب) (يو1:
18) في سماء
السماوات حيث عرش اللّه، كما قال في العظة علي الجبل إن السماء هي كرسي اللَّه
(متي5:
34) أي
عرشه…. وقوله (ابن الإنسان الذي هو في السماء) معناها أنه كائن في السماء، بينما
هو علي الأرض يتكلم، مما يثبت لاهوته أيضاً لوجوده في السماء وعلي الأرض في نفس
الوقت…. ومعجزة صعوده إلي السماء (أع: 9) هي تأكيد لقوله لتلاميذه (وأيضاً أترك
العالم وأذهب إلي الآب) (يو
16: 28).

وهو
ليس في السماء كمجرد مقيم، إنما له فيها سلطان:: فقد قبل إليه روح القديس اسطفانوس
أول الشمامسة الذي قال في ساعة رجمه (أيها الرب يسوع اقبل روحي) (أع7:
59)…. وهو
الذي أدخل اللص إلي الفردوس أي السماء الثالثة (2كو
12: 2-4) إذ
قال لهذا اللص (اليوم تكون معي في الفردوس) (لو
23: 43)…. من هو
الذي يقبل الأرواح، وله السلطان أن يدخلها إلي الفردوس إلا اللَّه نفسه؟! وهكذا
كان ولا يزال وسيظل السيد المسيح.

وهو
الذي أعطي الرسل مفاتيح السماء أيضاً…فقال للقديس بطرس الرسول (وأعطيك مفاتيح
ملكوت السموات) (متي
16: 19).وقال للتلاميذ جميعاً
(كل ما تربطونه علي الأرض يكون مربوطاً في السماء. وكل ما تحلونه علي الأرض يكون
محلولاً في السماء) (متي
18: 18)….وهنا
نسأل من له سلطان أن يسلم مفاتيح السموات للبشر، ويعطيهم سلطاناً أن يحلوا ويربطوا
فيها سوي اللَّه نفسه؟!

ومن
سلطان المسيح في السماء، أنه تسجد له كل القوات السمائية. وفي هذا يقول الرسول
(لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء، ومن علي الأرض؟) (في2: 9). وسجود
الملائكة له دليل علي لاهوته. وقد قال عنه الرسول أيضاً0 إنه أعلي من السموات،
وإنه في السماء يشفع فينا…فقال (إذ هو حي كل حين ليشفع فيهم، لأنه كان يليق بنا
رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولادنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلي من
السموات) (عب7:
2526)…إذن من علاقة
المسيح بالسماء يمكن إثبات لاهوته بدلائل كثيرة. وأعتقد أنني أعدت كثيراً وأطلت
فهل لازلت غير فاهم؟

المحاور:
هناك آيه تقول (الله لم يره أحد قط) (يو1:
18) وفي نفس
الوقت تقولون ان الله ظهر لكثيرين وكلمهم وتقولون ان السيد المسيح هو الله والناس
كانت تراه. فكيف يكون هذا؟

التعليق:
المقصود بعبارة (لم يره أحد قط) اللاهوت. لأن اللاهوت لايري. والله- من حيث
لاهوته- لايمكن رؤيته بعيوننا المادية التي لاتري سوي الماديات، والله روح…لذلك
فإن الله، عندما أراد لنا أن نراه، ظهر في هيئة روئية، في صورة إنسان، في هيئة
ملاك. وأخيراً ظهر في الجسد،فرأيناه في إبنه يسوع السيد المسيح، الذي قال (من رآني
فقد رأي الآب).

ولهذا
فإن يوحنا الإنجيلي، بعد أن قال (اللَّه لم يره أحد قط) استطرد بعدها (الإبن
الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر) (أي قدم خبراً عن اللَّه).

طالما
نحن في هذا الجسد المادي، فإنه ضبابة يمنع رؤية الله إننا (ننظر كما في مرآه) كما
يقول بولس الرسول (أما في الأبدية، عندما يخلع الجسد المادي، ونلبس جسداً روحانياً
نورانياً، يري ما لم تره عين) فحينئذ سنري اللَّه.

المحاور:
هل لك ان تخبرني اين كان السيد المسيح قبل تجسده وماذا كان؟

التعليق:
قبل التجسد كان موجوداً بلاهوته منذ الأزل… نعرفه باسمه (إقنوم الإبن) ثابتاً في
الآب والروح القدس. إسم (السيد المسيح) عرف به في تجسده، وتدل عليه بعض النبؤات
مثل (روح السيد المسيح الرب علي، لأنه مسحني) (أش
61: 1).

أما
عن سؤالك (أين كان؟). فإنه كان في كل مكان، وما كان يسعه مكان. ولكنه عبّر عن علو
مكانه بعبارة السماء، كما نقول أيضاً عن الآب (أبانا الذي في السموات). فقال أثناء
تجسده لنيقوديموس (ليس أحد صعد إلي السماء، إلا الذي نزل من السماء، إبن الإنسان
الذي هو في السماء) (يو3:
13).

أما
عن تجسده، فكان من القديسة مريم العذراء، في ملء الزمان (غل4: 4). لكنه بلاهوته،
كان موجوداً قبل أن يولد بالجسد. كان قبل أن يوجد الكون. بل إن (كل شئ به كان،
وبغيره لم يكن شئ مما كان) (يو1: 3).

 

بين
الآب والأبن

المحاور:
جاء في أنجيل يوحنا (17: 25) (إن العالم لم يعرفك. أما أنا فعرفتك) إلا تري معي ان
السيد المسيح فصل شخصيته عن شخصية الآب بينما يقول في اماكن اخري من رآني فقد رأي
الآب… وهل معرفة السيد المسيح بالآب تشبه معرفة التلاميذ للآب؟

التعليق:
أود أن ألفت نظرك إلي قول الرب (كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب) (يو 10: 15)
(الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر) (يو 1: 18) ومن هنا
ندرك أن معرفة الأبن للآب إنما هي معرفة ذاتية تتساوي مع معرفة الآب للأبن0

*
أما معرفة التلاميذ للآب فهي اكتسابية، لأنها باعلان الابن (أيها الآب البار، إن
العالم لم يعرفك، أما أنا فعرفتك، وهؤلاء (التلاميذ) عرفوا أنك أرسلتني وعرفتهم
أسمك وساعرفهم…) (يو 17: 36) (وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ولا من هو
الآب إلا الابن ومن أراد الابن ان يعلن له) (لو 10: 22)0

*
فالعالم لم يعرف الآب، أي جهله جهلاً تاماً لأن من ليس له الأبن فليس له الآب
أيضاً (1 يو 2: 23) وهنا تتجلي ميزة المؤمنين عن غير المؤمنين، فالأولون (أي
المؤمنون) أعلن لهم الفادي معرفة الآب (من يؤمن بالأبن فله حياة أبدية، والذي لا
يومن بالأبن لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله) (يو 3: 36) (وهذه هي الحياة
الأبدية: أن يعرفوك أنت الأله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته) (يو 17: 3)0

*
فاذا كانت معرفة التلاميذ للآب كمعرفة الابن للآب، فأنها (أي معرفة التلاميذ للآب)
من تلقين الابن (يو 17: 26) نفسه فهي معرفة واحدة في الواقع وإنما مع الفارق0 وهو
ان معرفة الابن للآب ذاتية متبادلة بين الآب والأبن (يو 10: 15) أما معرفة
التلاميذ للآب فهي اكتسابية لأن الأبن هو الذي اعلمهم وعرفهم بها0

المحاور:
عندما مات السيد المسيح علي الصليب سلم روحه التي كانت داخل جسده للآب فهل كان
للسيد المسيح روح داخل جسده بخلاف لاهوته الذي تقول انه حال فيه؟ وما معني (الروح
القدس يحل عليك) وقول السيد المسيح (الآب الحال فيّ) وهل هناك علاقة بين الروح
واللاهوت؟ وما هو اللاهوت؟

التعليق:
اللاهوت هو الكيان الإلهي، غير المحدود من الزمان أو المكان، وهو عبارة عن الشخصية
الذاتية الإلهية غير المتناهية، الواحدة في الذات والمثلثة في الاقانيم والصفات،
الآب والابن والروح القدس (1 يو 5: 7)0

*
وكل هذه الأقانيم الثلاثة له عمله الذي يمتاز عن الاخر، فالآب والد الآبن وباثق
الروح القدس (مز 2: 7) ويو 15: 26)، والأبن مولود من الآب، والروح القدس منبثق من
الآب، من هذا تدرك كيف أن الآب شخصية أقنومية تتميز بحقيقتها الأقنومية عن أقنومي
الأبن والروح القدس، كذلك الروح القدس شخصية أقنومية تتميز بحقيقتها عن أقنومي
الآب والابن0

*
ومع أن كلا من هذه الاقانيم الثلاثة هو إله له شخصيته الأقنومية التي تتميز في
أقنوميتها عن الأخري كما توضح أعلاه، إلا أن هؤلاء الأقانيم الثلاثة هم إله واحد
بالذات كما قال القديس يوحنا الرسول (إن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب
والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد) (1 يو 5: 7)0

*
نفهم مما تقدم أن الوحدة الإلهية إنما هي في الذات، وأما التثليث فإنه في الأقانيم
والصفات0

فالأقنوم
الثاني من الثالوث الأقدس، وهو كلمة الله، أتخذ ناسوتاً في بطن السيدة العذراء،
وأتحد به اتحاداً جوهرياً بدون اختلاط ولا امتزاج ولا استحالة ولا تغيير، ولبث في
بطن السيدة العذراء تسعة أشهر ثم ولد منها (إلهاً متأنساً) قال عنه الملاك (فلذلك
ايضاً القدوس المولود منك يدعي أبن الله) وقال عنه القديس بولس الرسول (الله ظهر
في الجسد) (لو 1: 25، 1 تي 3: 16)0

*
والناسوت الذي اتحد به الإله الكلمة هو إنسان كامل (روح وجسد)0 فالروح التي سلمها
السيد المسيح علي الصليب في يد الآب (لو 23: 46) هي الروح البشرية في ناسوته
المبارك، كمانموت نحن البشر تماماً بمفارقة أرواحنا لأجسادنا (جا 12: 7)0

*
أما المقصود من قول الملاك للسيدة البتول والدة الإله (الروح القدس يحل عليك وقوة
العليّ تظللك)، فهو الرد علي سؤالها: كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلا)، حلاً
لمشكلة (الحبل بدون زرع بشر) فلا يفهم منه أن الروح القدس حل محل الروح البشرية في
ناسوت السيد المسيح كما ظننتهم؟

*
كذلك معني قول السيد المسيح له المجد (الآب الحال فيّ) يشير إلي وحدة الأبن بالآب
في الذات الإلهية، وفي نطاق هذا المعني قال له المجد (الذي رآني فقد رأي الآب…
إنني في الآب والآب فيّ) (يو 14: 9 11)0

 

هل
السيد المسيح هو الديان؟ وهل هو ايضاً غافر الخطايا؟

المحاور:
نحن متفقين علي ان اللَّه وحده هو الذي سيدين العالم. وبالتالي هو وحده غافر
الخطايا. وبالطبع لن يعطي الله هذه الصفات لأحد. لا للسيد المسيح أو لأحد آخر فما
قولك؟

التعليق:
يقول داود النبي (وتخبر السموات بعدله لأن الله هو الديان) (مز
50: 6) ويقول
الوحي الالهي أيضاً ان السيد المسيح هو الديان وبالتالي يكون السيد المسيح هو
الله.

المحاور:
واين جاء بالوحي ان السيد المسيح هو الديان؟

التعليق:
يقول السيد المسيح له المجد لليهود (لأن الآب لايدين أحد. بل قد أعطي كل الدينونة
للابن. لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لايكرم الابن لايكرم الآب الذي
أرسله) (يو5: 22-
23).

ويقول
القديس بولس الرسول: (من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً
الذي هو أيضاً عن يمين اللَّه الذي أيضاً يشفع فينا) (رو8:
34)

وأيضاً
يقول: فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل
لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدماً للجميع
إيماناً إذ أقامه من الأموات) (أع
17: 30-13) ويكتب
لتيموثاوس (فإني أنا الآن أسكب سكيباً ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن
أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيراً وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم
الرب الديان العادل. وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا) (2تي 4:
6-8)… (لأنه لابد أننا جميعاً نظهر أمام كرسي السيد المسيح لينال كل واحد ما كان
بالجسد بحسب ماصنع خيراً كان أم شراً) (2كو5:
10)

(ومتي
جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس علي كرسي مجده
ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء)
(مت
25: 3132)…..(ثم
رأيت عرشاً عظيماً أبيض والجالس عليه من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما
موضع. ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام اللَّه وانفتحت أسفار وانفتح سفر
آخر هو سفر الحياة ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم) (رؤ
20: 11-12) وإذا
قارنا بين كلمات السيد المسيح (لأن الآب لايدين أحداً بل قد أعطي كل الدينونة
للابن) وبين الكلمات القائلة (ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام اللّه..
ودين الأموات بحسب أعمالهم) تأكدنا أن السيد المسيح هو اللَّه الديان، الذي وقف
أمامه ابراهيم وناداه بأنه (ديان كل الأرض) (تك
18: 25) والذي قال
عن نفسه (كثيرون يقولون لي في ذلك اليوم يارب يارب أليس باسمك تنبأنا وبأسمك
أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط. اذهبوا
عني يافاعلي الإثم) (مت7: 22-
23) فعلي أساس أن السيد المسيح هو ديان كل
الأرض فالسيد المسيح هو الله.

 

وهو
أيضاً غافر الخطايا

ولأن
السيد المسيح هو الله ولأنه هو الديان فهو ايضاً غافر الخطايا

المحاور:
أنا أعلم انه لايستطيع انسان أن يغفر الخطايا علي الأرض أو في السماء. فما هذا
التجاوز الذي تقوله؟

التعليق:
لايستطيع إنسان علي الأرض أن يغفر خطايا الناس لأن اللَّه وحده عنده المغفرة، كما
تقول كلمات المزمور (لأن عندك المغفرة لكي يخاف منك) (مز
130: 4) وكما
يقول دانيال (للرب إلهنا المراحم والمغفرة) (دا9: 9) وكما نقرأ في سفر ميخا (من هو
إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب) (ميخا7:
18) ويعلن
العهد الجديد أن السيد المسيح له السلطان المطلق لغفران خطايا الراجعين اليه،
ولهذا فأنا أومن أنه اللَّه.

ذات
يوم كان السيد المسيح في كفر ناحوم، وسمع الناس أنه في بيت (وللوقت اجتمع كثيرون
حتي لم يعد يسع ولا ماحول الباب. وهناك (جاءوا إليه مقدمين مفلوجاً يحمله أربعة،
وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع كشفوا السقف حيث كان، وبعدما نقبوه
دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعاً عليه) أن الذين زاروا فلسطين يدركون أن
عملية كشف السقف ونقبه في كثير من بيوتها ليست صعبه، فالسقوف في المباني العادية
مبنية من جذوع الشجر المغطاة بطبقة من الخشب الرقيق، عليها طبقة من القطع الخزفية،
يمكن رفعها بسهولة، وإنزال مايريدون إنزاله من بين العروق بالحبال. (فلما رأي يسوع
إيمانهم قال للمفلوج يابني مغفورة لك خطاياك) (مر2: 5) (وكان قوم من الكتبة هناك
جالسين يفكرون في قلوبهم. لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا
إلا اللَّه وحده). ولو كان السيد المسيح مجرد إنسان لاعتبرناه وهو يغفر خطايا ذلك
المفلوج مجدفاً، إذ أن أي إنسان من البشر يدعي أن في قدرته أن يغفر الخطايا يجدف.
ولأن السيد المسيح هو اللَّه فله سلطان الغفران، وقد شعر بروحه أنهم يفكرون في
أنفسهم هكذا فقال لهم: (لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم؟ أيما أيسر أن يقال للمفلوج
مغفورة لك خطاياك؟ أم يقال قم واحمل سريرك وامش) (مر2: 8-9)

إن
غفران الخطايا أصعب جداً من شفاء المرض، لأن الغفران اقتضي أن يموت السيد المسيح
علي الصليب (لأن أجرة الخطية هي موت) بينما شفاء هذا الرجل من مرضه المستعصي تم
بكلمة من بين شفتيه المباركتين. (ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً علي
الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج. قم واحمل سريرك واذهب إلي بيتك. فقام للوقت
وحمل السرير وخرج قدام الكل حتي بهت الجميع ومجدوا الله قائلين مارأينا مثل هذا
قط).

لقد
شفي السيد المسيح ذلك المفلوج ليؤكد سلطانه لغفران الخطايا ولا يقدر أحد أن يغفر
خطايا إلا اللَّه وحده. ومرة ثانية يمارس السيد المسيح سلطانه للغفران فقد (سأله
واحد من الفريسيين أن يأكل معه فدخل بيت الفريسي وأتكا. وإذا امرأة في المدينة
كانت خاطئة إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من
ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه
وتدهنهما بالطيب) (لو7:
3638) وتضايق
سمعان الفريسي- مضيف السيد المسيح- أن تدخل بيته امرأة خاطئة فتلوثه بنجاسة
حياتها، وسمعتها الرديئة، وتضايق بالأكثر أن يسمح لها السيد المسيح أن تلمسه
بيديها وأن تمسح قدميه بشعرها، وتكلم في نفسه قائلاً (لو كان هذا نبياً لعلم من
هذه المرأة التي تلمسه وماهي. إنها خاطئة). وعرف فاحص القلوب أفكار قلب سمعان،
وأراد أن يظهر له شر بره الذاتي فقال له: (ياسمعان عندي شئ أقوله لك) فقال: (قل
يامعلم) وتابع السيد المسيح حديثه قائلاً: (كان لمداين مديونان علي الواحد خمسمئة
دينار وعلي الآخر خمسون. وإذ لم يكن لهما مايوفيان سامحهما جميعاً. فقل أيهما يكون
أكثر حباً له؟ فأجاب سمعان وقال: أظن الذي سامحه بالأكثر).

وهنا
قام الرب بمقارنة بين سمعان الفريسي المتكل علي بره الذاتي، وبين المرأة الخاطئة
التي عزمت أن تتوب توبة حقيقية. فقال لسمعان (بالصواب حكمت) (ثم التفت إلي المرأة وقال
لسمعان أتنظر هذه المرأة؟ إني دخلت بيتك وماء لأجل رجلي لم تعط. وأما هي فمنذ دخلت
لم تكف عن تقبيل رجلي. بزيت لم تدهن رأسي. وأما هي فقد دهنت بالطيب رجلي). ثم قال
للمرأة (مغفورة لك خطاياك).

(فابتدأ
المتكئون معه يقولون في أنفسهم من هذا الذي يغفر خطايا أيضاً). ولم يعتذر السيد
المسيح، ولم يتراجع، إنه (اللَّه الابن) الذي له سلطان الغفران. (لأن الآب لايدين
أحداً بل قد أعطي كل الدينونة للابن) (يو5: 22).

ولذا
تابع حديثه للمرأة قائلاً (إيمانك قد خلصك. أذهبي بسلام) (لو7:
50) لقد أكد
السيد المسيح سلطانه المطلق لغفران الخطايا، واعلن انه هو اللَّه.

المحاور:
كيف يكون السيد المسيح هو غافر الخظايا وهو الديان كما تقول وفي الوقت نفسه ليس في
وسعه مجازاتهم؟ إلم يقل ليس لي أن أعطيه إلا للذين أعد لهم من أبي؟!

التعليق:
جاء في مواضع شتي من الإناجيل أن الدينونة للسيد المسيح وحده وقد أشرنا إلي ذلك من
قبل، وهو المجازي عبيده علي ما يفعلون أن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً حيث قيل:
(لأن الآب لا يدين أحداً بل اعطي كل الدينونة للأبن) (يو 5: 22 ومت 25: 30) ولا
يمكن أن يكون الابن دياناً للناس وليس في وسعه مجازاتهم لأن ذلك لا ينطبق علي
المنطق ولا يسلم به العقل السليم، قال القديس بولس الرسول: (وأخيراً وضع لي أكليل
البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين
يحبون ظهوره أيضاً (أي المسيح) (2 تي 4: 8) ومن هنا يستدل علي أن الذي يدين هو
نفسه الذي يهب المجازاة، وقال جل شأنه عن نفسه: (ها أنا آتي سريعاً وأجرتي معي
لأجازي كل واحد كما يكون عمله) (رؤ 22: 12) إذن ليس المراد من قوله (ليس لي ان
أعطيه) نفي القدرة عنه علي اعطاء الثواب والمجازاة لمستحقيها بل قال ذلك توبيخاً
لأم أبني زبدي التي كانت تزعم أن مجرد قرابتها للقديسة مريم يحمل السيد علي
إعطائها ما تروم لأبنيها وكأنه يقول لها أيتها المرأة كفي عن طلبك هذا ولا تلحي
للحصول عليه لأنه ليس لي أن أعطيه لأبنيك لصلة القرابة ولكنه يعطي لمن يستحقه
بأعماله الصالحة0

ما
المقصود بالسموات تخبر بعدله؟ وماعلاقه الكواكب بالسيد المسيح؟

المحاور:
عندما سألتك هل السيد المسيح هو الديان؟ قلت لي أن داود النبي يقول (السموات تخبر
بعدله) كيف تخبر السموات بعدل الله أو عدل السيد المسيح كما تدعي. وهل هناك علاقة
بين الكواكب والسيد المسيح؟

التعليق:
عندما نتحدث عن السماء فأننا نتحدث عن السمائين اساساً. ولكنك تطرقت بنا الي موضوع
آخر. وهو الأفلاك والكواكب وهذه الأفلاك أيضاً تتحدث عن السيد المسيح له المجد
وتعلن لنا عن جلاله الأقدس وتدعونا للأعتراف بلاهوته الأقدس.

المحاور:
كيف يعلن الجماد أشياء مقدسه مثل تلك التي نتحدث عنها؟

التعليق:
الم يقل السيد المسيح عند دخوله الي اورشليم (ان سكت هؤلاء فالحجاره تصرخ)
والحجارة من الجمادات والأن دعني اناقشك في موضوع الكواكب. فنحن نقرأ في سفر
التكوين (وقال اللّه لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل. وتكون
لآيات وأوقات وأيام وسنين. وتكون أنوار اً في جلد السماء لتنير علي الأرض. وكان
كذلك. فعمل اللّه النورين العظيمين النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم
الليل. والنجوم0 وجعلها الله في جلد السماء لتنير علي الأرض ولتحكم علي النهار
والليل ولتفصل بين النور والظلمة) (تك1:
1418. إن الكلمة
(آيات) المذكورة في النص جاءت في العبرية (
Othoth) التي معناها
(الآتي) ولو أنك درست الأصل العبري للكلمة لرأيت أنها ترينا أن نجوم السماء عملت
لكي تتحدث عن شخص آت. والكلمة (أوقات) تعني في العبرية (أوقات معينة) فهي تتحدث عن
شخص سيأتي في وقت معين كما قال بولس الرسول (ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل اللَّه
ابنه مولوداً من امرأة) (غلا4: 4) (لأن السيد المسيح مات في الوقت المعين لأجل
الفجار) (رو5: 6).

ولذا
فليس بعجيب أن نقرأ عن مجئ المجوس من المشرق للسجود للسيد المسيح الوليد كما سجل
متي في انجيله بالكلمات (ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك
إذا مجوس من المشرق قد جاؤا إلي أورشليم قائلين: أين هو المولود ملك اليهود. فإننا
رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له؟) (مت2: 1-2) لقد رنم داود قديماً في مزموره
قائلاً (السموات تحدث بمجد اللَّه. والفلك يخبر بعمل يديه. يوم الي يوم يذيع
كلاماً وليل إلي ليل يبدي علماً) (مز
19: 1-2) ومجد اللَّه
الذي تتحدث به السموات والفلك، ليس هو مجده في الخليقة فقط، بل مجده في الفداء
أيضاً.

هناك
أثنتي عشرة مجموعة من النجوم الثابتة في السماء تدور في منطقة البروج سأذكرها بحسب
ترتيبها الزمني:

(1)العذراء
(2) الميزان (3) العقرب

 (4)
القوس (5) الجدي (6) الدلو

 (7)
الحوت (8) الحمل (9) الثور

(10) الجوزاء
(11) السرطان (
12) الأسد

إن
هذه البروج تتحدث عن (قصة الفداء) فبرج العذراء يتحدث عن ميلاد السيد المسيح من
عذراء، وبرج الميزان يرينا أن البشر قد وزنوا بالموازين فوجدوا ناقصين، وبرج
العقرب وقد ترجم في الانجليزية
Serpant أي الحية، يرينا الحية القديمة التي سممت حياة الانسان بالخطية،
وبرج القوس يرينا السيد المسيح الظافر المنتصر الذي سحق رأس الحية بموته علي
الصليب. وبرج الجدي يتحدث عن ناحية من نواحي عمل السيد المسيح علي الصليب كما نقرأ
في (لاويين9: 3) وبرج الدلو يتحدث عن السيد المسيح ينبوع الماء الحي كما نقرأ في
(يوحنا4:
14-7: 3739 ورؤ22: 17) وبرج
الحوت يرينا السيد المسيح المدفون المقام من الأموات (لأنه كما كان يونان في بطن
الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث
ليال) (مت
12: 40)0

 وبرج
الحمل يرينا السيد المسيح حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يو1:
29) وبرج
الثور يرينا السيد المسيح ذبيحة الخطية كما نقرأ في (لاويين4:
1315) وبرج
الجوزاء أو التوأمان يرينا السيد المسيح في يوم عرسه (ر
ؤ19: 7-9) كما
يرينا إياه وقد صالح العبرانيين والأمم مع الله بالصليب (أفسس 3:
16) وبرج
السرطان يرينا الانسان العتيق سرطان الجنس البشري الذي سيمحو الله ذكره من تحت
السماء، وأخيراً برج الأسد الذي يرينا النصرة النهائية للسيد المسيح كما نقرأ في
الكلمات (هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود ليفتح السفر ويفك ختومه
السبعة) (رؤ5: 5) وسيأتي اليوم القريب الذي يسمع فيه الهتاف الجميل (قد صارت ممالك
العالم لربنا ومسيحه فسيملك إلي أبد الآبدين) (رؤ11:
51).

فإذا
كانت النجوم في بروجها تتحدث عن السيد المسيح، وداود يقول في المزمور (السموات
تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه) فالسيد المسيح إذا ليس مجرد انسان، إنما هو
الله الابن المسيطر علي الكون (حامل كل الأشياء بكلمة قدرته) (عب1: 3) وعلي أساس
اعلانات الفلك والنجوم عن السيد المسيح فأنا أومن بأنه الله، فالفلك لم يتحدث قط
بهذه الصورة الرائعة عن كائن من بني الانسان.

 

هل
الله يموت وينام ويأكل ويشرب ويبكي ويصلي؟

المحاور:
نحن متفقين أن السيد المسيح مات فهل الله يموت؟ وقيل إنه تألم (مت
16: 21)، وإنه جاع
(مت4: 2)، وإنه عطش (يو91:
28). وإنه تعب (يو4: 6). وإنه نام (لو8: 23) فهل الله
يتألم ويجوع ويعطش، ويتعب وينام؟! وهل يبكي ويصلي أيضاً وحينما كان ميتاً أو
نائماً، من كان يدبر أمور العالم؟!

التعليق:
بديهي أن الطبيعة الإلهية لله غير قابلة للموت… ونحن نقول عن الله في الثلاثة
تقديسات (قدوس الحي الذي لايموت). ولا يمكن أن ننسب إلي الطبيعة الإلهية الموت.
ولكن الذي حدث في التجسد الإلهي، أن طبيعة الله غير المائتة اتحدث بطبيعة بشرية
قابلة للموت.

وهذه
الطبيعة البشرية هي التي ماتت علي الصليب.

انفصلت
فيها الروح الانسانية التي للناسوت عن الجسد، ولكن اللاهوت ظل متحداً بالروح،
ومتحداً بالجسد، وهو حي لايموت. ولذلك نحن نقول في صلاة الساعة التاسعة (يامن ذاق
الموت بالجسد في وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة).

ولأننا
لانفصل الطبيعتين، نسب الموت إلي السيد المسيح كله.

فالإنسان
مثلاً يأكل ويشرب. الجسد هو الذي يأكل وليس الروح. والجسد هو الذي يشرب، وليس
الروح. ومع ذلك نقول إن الإنسان هو الذي أكل وشرب، ولا نقول بالتحديد إن جسد
الإنسان قد أكل. كذلك في الموت: روح الإنسان لاتموت بل تبقي حية بعد الموت. ولكن
الجسد هو الذي يموت بانفصاله عن الروح. ولا نقول إن جسد الإنسان وحده قد مات، بل
نقول إن الانسان قد مات (بانفصال روحه عن جسده). وكذلك في القيامة. انها قيامة
الجسد، لأن الروح لم تمت حتي تقوم. ومع ذلك نقول إن الإنسان قام من الأموات.
الطبيعة البشرية- المتحدة بالإلهية- هي التي ماتت. ولكن طبيعة الله لا تموت. لو
كان السيد المسيح إلهاً فقط، غير متحد بطبيعة بشرية، لكان لك حق فيما تقول (هل
الله يموت؟)00أما مادام قد اتحد بطبيعة بشرية، فإن الموت كان خاصاً بها. ونفس
الوضع نقوله عن باقي النقاط… الله لاينام، ونقول عنه في المزمور إنه (لاينعس
ولاينام) (
مز120). ولكنه
نام بطبيعته البشرية. وكذلك أكل وشرب بطبيعته البشرية، وتألم وتعب بطبيعته
البشرية00إلخ. ولكن طبيعته البشرية كانت متحدة بلاهوته اتحاداً كاملاً. فنسب ذلك
إليه كله. أما عن عبارة (بكي يسوع) وباقي المشاعر البشرية. فنقول إن الطبيعة
البشرية التي اتحد بها، كانت تشابهنا في كل شئ ماعدا الخطية. فلو كان بلا مشاعر،
ماكان إنساناً. ولكنه أطلق علي نفسه لقب (ابن الإنسان) لأنه أخذ طبيعة الإنسان في
كل شئ، ماعدا الميل إلي الخطية. وكإنسان كان له كل ماينسب إلي الإنسان من مشاعر،
ماعدا النقائص والأخطاء…وطبعاً ليس في المشاركة الوجدانية خطأ. ليس في البكاء
خطأ، بل هو دليل علي رقة الشعور، وعلي الحب والحنو.

 

وماذا
إذن عن الصلاة؟

لو
كان السيد المسيح لايصلي، لكانت رسالته عرضة للفشل، إذ يقولون عنه إنه غير متدين.
وأيضاً ما كان يقدم قدوة صالحة لغيره في الفضيلة والحياة الروحية.هو إذن- كإنسان-
كان يصلي.كانت هناك صلة بين ناسوته ولاهوته. والصلاة هي صلة. صلة بين طبيعتنا
البشرية، وبين الله. اعتقد ان الأمور أصبحت واضحة فيما يختص بالصلاه والبكاء
والنوم والموت.

المحاور:
ولكن موت السيد المسيح يؤكد انه انسان وليس الله؟

التعليق:
لقد أوضحت لك أن الطبيعه الالهيه غير قابله للموت. اما الطبيعه البشريه فهي التي
ماتت علي الصليب. بل أنني أقول لك ان السيد المسيح بعدما مات قام أيضاً.

 

قيامه
السيد المسيح من بين الأموات ولاهوته

المحاور:
وماأهميه قيامته لقد سبق أن قام قبله اشخاص آخرين مثل ابنه يايروس وابن ارمله
نايين ولعازر؟

التعليق:
لا… هناك أهميه كبري والفرق واضح. فهذه الأمثله الثلاثه لم تقم من ذاتها بل ان
السيد المسيح هو الذي أقامها. قد اختلفت الحالات الثلاثه في المظهر الخارجي فقط
فالفتاه أقامها السيد المسيح بعد موتها مباشره. والشاب ابن الارمله. أقامه السيد
المسيح خلال تشيع جنازته. اما لعازر فقد أقامه بعد أربعه أيام. أي بعد ان أنتن.
انها خلافات في المظهر. في درجه الموت. ولكن الثلاثه كانوا امواتاً. وبعد شهور
قليلة لم يكن ممكناً لاحد التفريق بينهم من حيث المظهر كذلك. حيث أنهم ماتوا مرة
أخري0

وفي
كل حالة من حالات الموت هذه، لم يكن هناك سوي واحد فقط هو الذي في قدرته الإنقاذ
من الموت وهو المسيح الرب. وفي كل حالة من الحالات السابقة قام الميت من الموت
بكلمة الرب. فقد قال الرب للفتاة الصغيرة: (طليثا قومي) (لو8:
54) وقال
للشاب في نايين: (أيها الشاب لك أقول قم) (لو7:
14)وقال
للعازر: (لعازر هلم خارجاً) (يو11:
43). وفي كل حالة حدثت
القيامة بكلمة الله، لأن الذي تكلم هو (ابن الله) و (الله الابن). لقد قام هؤلاء
الثلاثة بقوة رب الحياة، ومعطي الحياة، ولكنهم ماتوا ثانية بحكم فساد طبيعتهم
وابتلعهم القبر من جديد. تماماً كما عاد إلي الموت ابن الأرملة الذي أقامه إيليا
بالصراخ للرب، وابن المرأة الشونمية الذي أقامه اليشع بالصلاة للرب.

 

قيامه
فريده لجسد لم يتعفن

أما
الرب يسوع المسيح فقد قام من الأموات بصورة فريدة لم يسبقه اليها غيره، وهو لن
يموت أيضاً ولن يسود عليه الموت بعد كما قال بولس الرسول (عالمين أن السيد المسيح
بعدما أقيم من الأموات لايموت أيضاً. لايسود عليه الموت بعد) (رو6: 9).

وهناك
عدة حقائق تتعلق بقيامة السيد المسيح الفريدة منها أن جسد السيد المسيح لم يتعفن
بعد موته وهذه الحقيقة يقررها القديس بطرس الرسول في كلماته (أيها الرجال
الاسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله
بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون. هذا أخذتموه
مسلماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه. الذي
أقامه الله ناقضاً أو جاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يمسك منه. لأن داود يقول فيه
كنت أري الرب أمامي في كل حين. إنه عن يميني لكي لا أتزعزع. لذلك سر قلبي وتهلل
لساني حتي جسدي أيضاً سيسكن علي رجاء. لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ولاتدع قدوسك
يري فساداً. عرفني سبل الحياة وستملأني سروراً مع وجهك) (أع2: 22-
28).

 

لاهوته
لم يفارق ناسوته..كيف؟

المحاور:
كيف تقولون ان لاهوته لم يفارق ناسوته وفي نفس الوقت تقولون ان المسيح صلب وقبر
وقام من الأموات؟ كيف توفقون بين هذا وذاك؟

التعليق:
قال الحكيم: (ليس لانسان سلطان علي الروح ليمسك الروح ولاسلطان علي يوم الموت)
(جا8: 8) وهذا حق نافذ علي كل إنسان- آدم وجميع ذريته إلا إنساناً واحد فقط (يو8:
04،1تي2: 5) هو الفرد العلم (الانسان يسوع المسيح) الإله المتأنس، اللَّه الظاهر
في الجسد (1تي2: 5،3:
16) الذي له وحده السلطان علي الروح ليمسك
الروح وله سلطان علي يوم الموت، أليس هو له المجد القائل عن روحه (…لي سلطان أن
أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً..)ولهذا يمتاز موته الكفاري علي الصليب عن موت
جميع البشر بأنه موت ارادي (عب
10: 10)، أما موت
البشر فغير ارادي.

*موتنا
نحن البشر ليس بإردتنا، وكم من الناس من يطلبون الموت، ولايجدونه وكم منهم من
يتجاهلون الموت ولكن يفاجئهم بغتة كالمخاض للحبلي فلا ينجون (لو
12: 19،02،1تس5:
2) وكم من الأبرار من لايريد الموت ليتسني له القيام برسالته في الحياة وكم منهم
من يرغب في الإنطلاق حباً في سعادة الأبد، وفي جميع هذه الحالات، ليس بيد من يسعي
ولا بيد من يشاء (رو9:
16،أش38: 1-3،في1: 23،رو7: 24) بل بيد
رئيس الحياة الذي يميت ويحيي وله مفاتيح الهاوية والموت (رؤ1:
18).

*هذا
فضلاً عن أن سكرات موتنا نحن البشر تتسرب إلي أجسامنا تدريجياً فنفتقد وعينا شئياً
فشيئاً إلي أن يتلاشي، حتي وإن ظل الوعي فينا أحياناً ونحن نعالج سكرات الموت، فقد
يكون وعياً مشوباً بالضعف الشديد، حتي لقد يكون وعينا آنئذ (هذيانا) أكثر منه
وعياً.

أما
فادينا الحبيب فلأن موته إرادي وبسلطانه الذاتي بوصفه الإله المتأنس الله الظاهر
في الجسد، لهذا فقد كان يقظاً علي الصليب واعياً إلي آخر لحظة وعياً كاملاً،
ممسكاً بزمام وسائل إتمام معالم الفداء، السابق ذكرها في الكتب المقدسة.

ولما
كان الفادي الحبيب هو صاحب الشخصية الفدائية العجيبة (أش9: 6) الذي حلقه حلاوة
وكله مشتهيات (نش5:
16) فإن كلماته السبع علي الصليب وهو في أشد ساعات
آلامه كانت كلها عذوبة وحلاوة روحية منسابة من ينبوع حلقه الحلو ومشتهيات قلبه
الطاهر.

*فتأمل
أيها الحبيب وأنت خاشع في حضرة قدس أقداس الفداء في ظلال صليب رب المجد (نش2: 3)
واصغ إلي قول البشير (…بعد هذا رأي يسوع أن كل شئ قد كمل فلكي يتم الكتاب قال
أنا عطشان..فلما أخذ يسوع الخل قال قد أكمل ونكس رأسه وأسلم الروح) (يو91:
2830).

ثم
اصغ إلي صوت الفادي، صوته اليقظ الداوي (إلهي إلهي لماذا تركتني) (مت
27: 46) لتلمس
الصلة بين قوله هذا وبين قوله أنا عطشان، وتحصل علي معني عميق ومفهوم رائع، من
روائع معاني ومدركات أعمال الفداء، وتدرك كيف أن المصلوب كان في أتم يقظته الساهرة
ووعيه الكامل، وكيف كان لآخر لحظة يحتمل آلام وأوجاع الصليب المريرة ممسكاً بزمام
استكمال المكتوب عنه في غرورهم وحسدهم وشرهم، إلي ضرورة الرجوع إلي المزمور الثاني
والعشرين الذي مطلعه (إلهي إلهي لماذا تركتني) ليتحققوا أنه بقوله أنا عطشان قد
أكمل حقاً المكتوب عنه في الكتب بوجه عام وفي هذا المزمور بالذات بوجه خاص (مز22)
لعلهم يثوبون إلي رشدهم فيؤمنوا بأنه حقً هو المسيا فادي البشرية فيخلصوا.

*هذه
اليقظة الرائعة وها الوعي الكامل منقطع النظير لآخر لحظة من آلام وأوجاع الصليب،
من بين دلائل سمو شخصية المصلوب، وأنه ليس إنساناً عادياً بل هو الإله المتأنس،
اللَّه الظاهر في الجسد، الذي له وحده فقط السلطان علي روحه الناسوتية، ليضعها متي
أراد، ويردها إلي جسده بعد موته (جا8: 8، ويو
10: 18)، وعلي ضوء
ذلك سجلت الكنيسة أعترافها بهذه القدرة الإلهية لفادي البشرية، في نهاية القداس
(بالحقيقة أؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين)، مفسرة بذلك
سر يقظة الفادي وهو علي الصليب ووعيه الكامل منقطع النظير، لآخر لحظة من ساعات
آلام وأوجاع الصلب المريرة، وكيف ظل الاتحاد الكامل بين لاهوته وناسوته قبل الموت،
وبعد استيداع روحه الناسوتية في يدي الآب (لو
23: 46) وبعد دفن
جسده في القبر (يو
19: 3842). وقد
تأيدت هذه القدرة الإلهية للمصلوب فادي البشرية عندما أعاد- في يقظته اللاهوتية
التي لم تتأثر مطلقاً لا بالآلام ولا بالموت، لأنه من هذه الناحية اللاهوتية (حي
لايموت)- روحه البشرية إلي جسده فكانت قيامته بالجسد الممجد.

*إذن
ليس هناك تناقض بين التعبيرين المشار اليهما في السؤال، حتي يحتاج الأمر إلي
التوفيق بينهما. فشخصية الكلمة المتأنس (اللَّه الظاهر في الجسد) اتحد فيها لاهوت
الابن الكلمة الأزلي بناسوته المأخوذ في ملء الزمان (غل4: 4-5) من السيدة البتول
مريم في بطنها البتول (لو1:
35،38). وهذه هي
الآية التي أعطي الرب نفسه فيها آية (ها العذراء تحبل وتلد أبناً وتدعو إسمه
عمانوئيل) (أش7:
14) ومتي تم الاتحاد بين لاهوت الكلمة الأزلي
وجنينه الناسوتي الزمني في بطن العذراء لم يفارق لاهوته ناسوته لحظة واحدة ولا
طرفة عين.

*فلما
صلب كان المصلوب هو نفسه صاحب الشخصية الإلهية المتأنسة. كذلك لما مات وقبر، كان
هو نفسه صاحب الشخصية الإلهية المتأنسة. وفي الصلب والموت والقبر كان صلبه إلهياً،
أي أن المصلوب هو نفسه (اللَّه الظاهر في الجسد) المصلوب بالجسد (لأنهم لو عرفوا
لما صلبوا رب المجد) (1كو2: 8).

وهو
هو الذي مات بالجسد وقبر بالجسد، (مماتا في الجسد ولكن محي في الروح الذي فيه
أيضاً ذهب فكرز للأرواح التي في السجن (1بط3:
18،19) أي أنه هو
نفسه صاحب الشخصية الإلهية المتأنسة الذي مات وقبر (بالجسد)- كما نموت نحن موت
الجسد (بانفصال الروح عن الجسد)، كذلك موت المسيح كان بانفصال روحه البشرية
الناسوتية عن جسده، وكان اللاهوت متحداً بناسوته (روحاً وجسداً)، متحداً بروحه
البشرية الناسوتية التي انفصلت بالموت عن الجسد (لو
23: 46)، وبجسده
الذي مات علي الصليب ودفن في القبر ثلاثة أيام.

*كذلك
صاحب هذه الشخصية الإلهية المتأنسة (اللَّه الظاهر في الجسد) هو هو الذي قام من
الأموات حين عادت روحه الناسوتية (وهي متحدة باللاهوت) إلي جسده الإلهي المدفون في
القبر (متحداً باللاهوت) فقام المسيح من القبر بجسده الممجد ظافراً منتصراً علي
شوكة الموت.

*
وهو صاحب الشخصية الإلهية المتأنسة (اللَّه الظاهر في الجسد) الذي وهو بهاء مجد
أبيه السمائي ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيراً
لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعمال صائراً أعظم من الملائكة بمقدار ماورث
إسماً أفضل منهم (عب1: 3-4) (الذي إذ كان في صورة اللَّه لم يحسب خلسة أن يكون
معادلاً للَّه. لكنه أخلي نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس. وإذ وجد في
الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب لذلك رفعه اللَّه أيضاً وأعطاه
اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن علي الارض ومن تحت
الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد اللَّه الآب) (في2: 6-11).

 

ابن
داود وليس داود ذاته

المحاور:
قال داود النبي (لن تترك نفسي في الهاوية) فكيف تقولون أن هذا يعني لاخوت المسيح؟

التعليق:
يعلن القديس بطرس الرسول ويتابع أن هذه النبوة ليست عن داود شخصياً، وإنما عن
السيد المسيح الذي جاء من نسل داود فيقول: (أيها الرجال الإخوة يسوغ أن يقال لكم
جهاراً عن رئيس الآباء داود إنه مات ودفن وقبره عندنا حتي هذا اليوم. فإذ كان
نبياً وعلم أن الله حلف له بقسم أنه من ثمرة صلبه يقيم السيد المسيح حسب الجسد
ليجلس علي كرسيه سبق فرأي وتكلم عن قيامة السيد المسيح أنه لم تترك نفسه في
الهاوية ولا راي جسده فساده. فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعاً شهود لذلك. وإذ
ارتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الآب سكب هذا الذي أنتم تبصرونه
وتسمعونه لأن داود لم يصعد إلي السموات. وهو نفسه يقول قال الرب لربي أجلس عن
يميني حتي أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل
يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً) (أع2:
2936)

إن
هذه العبارات تؤكد في وضوح لاغموض فيه أن جسد السيد المسيح لم يري فساداً، لم
يتعفن كما تتعفن أجساد البشر أجمعين. لقد بقي في كل بهائه، وجماله. لأنه خلا من كل
عناصر الخطية.

اقام
نفسه بنفسه وخرج من القبر المغلق

الحقيقه
الثانيه: هي ان السيد المسيح أقام نفسه بنفسه لقد أعلن السيد المسيح عن قدرته في
أقامة جسده من بين الأموات، وأكد هذا بكلماته (لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي
لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي
سلطان أن آخذها أيضاً) (يو
10: 1718)

*الحقيقة
الثالثة أن السيد المسيح عندما قام خرج من قبره وهو مغلق: إن كثيرين يتصرورن إن
ملاك السماء جاء ودحرج الحجر عن باب القبر ليساعد السيد المسيح علي الخروج منه،
وهذا تصور خاطئ، لقد قام السيد المسيح وخرج من القبر وهو مغلق، ثم جاء الملاك
ودحرج الحجر وقال للمرأتين- مريم المجدلية ومريم الأخري وليس هو ههنا لأنه قام كما
قال. هلما أنظروا الموضع الذي كان الرب مضطجعاً فيه) (مت
28: 6)… لقد
خرج الرب من القبر وهو مغلق. خرج متحدياً أختام الامبراطورية الرومانية وقوتها
العسكرية. تماماً كما دخل إلي العلية التي في أورشليم والأبواب مغلقه يوحنا
20: 91-92].
ولقد كانت قيامة السيد المسيح هي الدليل الساطع علي نصرة الحق علي الباطل، والنور
علي الظلام، وإله السلام علي إله هذا العالم الأثيم. ومن هنا يتضح ان السيد المسيح
هو الله.

 

هل
السيد المسيح طاهر وبار وقدوس؟

المحاور:
نحن نعلم ان القداسه من الناحيه الايجابيه هي أسمي حالات الطهاره والبراره
والنقاوه. ومن الناحيه السلبيه هي الأنفصال عن الشر والخطيه والدنس. اما العصمه
فهي التنزه عن الأثم. والقداسه الكامله والعصمه هما من صفات الله وحده فهل تريد ان
تقنعني بأن السيد المسيح كان طاهراً وباراً وقدوس؟

التعليق:
القدوس هو الذي يسكن في نور لايدني منه، فالقداسة هي كل ماينافي الظلمة، أي أن
الله نور، ليس فيه طلمة البتة، وهو لايعرف ماينافي القداسة. وهذه صفة أدبية لم
يتمتع بها البشر، فهي من صفات الله وحده. ولكن في الوقت نفسه قيل عن الرب يسوع
المسيح: (القدوس المولود منك يدعي ابن الله) (لو1:
35). وهذا هو
ماقيل عن الله. (ليس قدوس مثل الرب) (صم2: 2). وقد قال الوحي الإلهي في سفر
أشعياء: (أنا الرب قدوسكم)، وهو ما ردده أيضاً القديس بطرس الرسول عن السيد
المسيح: (اجتمع علي فتاك القدوس يسوع).

والقداسة
تعني الانفصال عن الشر، والخلو من العيوب، وهذا ماقاله كاتب العبرانيين: (لأنه
يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلاشر ولادنس، قد انفصل عن الخطاة) (عب7:
26). وقداسة
السيد المسيح له المجد جعلته يقول: (رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شئ) (يو41:
3).

أي
أن الشيطان ليس له في السيد المسيح شئ، بل لقد هرب الشيطان من أمامه وانتصر علي كل
الأبالسة والشياطين، فهو قدوس، واذ جرب مثلنا في كل شئ لم يكن في طبيعته مايجعله
يتجاوب مع الخطية، فقيل عنه انه (بلا خطية) (عب4:
15).

 

ليس
أحد صالح الا الله وحده والله هو الصالح

(ليس
أحد صالحاً الا الله وحده) هذا ماقاله السيد، له كل المجد، عندما جاء شاب غني
يسأله ماذا يفعل حتي يرث الحياة الأبدية (لو
18).

والصلاح
يعني الجود والاحساس المستمر، وهذه صفة أدبية لله وحده، فكل البشر لانستطيع أن
نقول عنهم أن بينهم من هو صالح علي الدوام00يعطي بلا مقابل.

(ليس
من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد) (رو3:
12). فليس من طبيعة البشر
الجود بالصلاح، ولكنها طبيعة الله00وقد كان السيد المسيح – له كل المجد- وهو علي
الأرض، صالحا.

(أيها
المعلم الصالح) (لو
18: 18). (فهو لم يفعل شئياً
ليس في محله) (لو
23: 41). (لقد كان السيد
المسيح (قدوساً) باراً طاهراً نقياً صالحاً، منزها عن الشر، ومعصوماً عن الخطية.
وهو الشخص الوحيد الفريد، الذي عرفه التاريخ كاملاً في قداسته وعصمته، فكراً
وقولاً وعملاً. وقد قيل عنه بهذا المعني (لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا
قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلي من السموات) (عب7:
26).

المحاور:
هذه النقطه غير جوهريه فهناك أشخاص كثيرون ابراراً وصديقون ولم يخطأوا.

التعليق:
هذا خطأ فمن المعروف لدي جميع الأديان أن جميع البشر خطاه مذنبون وناقصون، وفي
(الموازين إلي فوق) (مز
62: 9) والكتاب المقدس يقدم تقريره عن
البشر فيقول: (الكل زاغوا معاً، فسدوا ورجسوا، ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا
واحد00ليس بار ولا واحد) (مز
14: 3-35: 1-3رو2: 1018).

ويصف
داود النبي حالتة التي تنطبق علي كل انسان بقوله: (لأني بالأثم صورت، وبالخطية
حبلت بي أمي) (مز
51: 5). وقد وصف الانسان عموماً بعد السقوط بأن
(كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم) (تك6: 5).

 

اعلان
الأخطاء بلا مجامله

وفي
الوقت الذي يذكر لنا فيه الكتاب المقدس اخطاء الانبياء بلا مجاملة، ويخبرنا مثلاً
بأن ابراهيم كذب، ونوح سكر وتعري، وموسي لم يمجد الله، وداود زني وقتل، واشعياء
اعترف بأنه نجس الشفتين، وبطرس انكر سيده، وبولس وصف نفسه بأنه أول الخطاه00بل
بينما يقول الكتاب ان السموات غير طاهرة أمام عيني الله، وإلي ملائكته ينسب حماقة)
(أي4: 8-
15: 15) الخ.

اذا
بالكتاب نفسه، لاينسب أي خطأ أو شبه شر للسيد المسيح بل ويعلن تمجيده وكمال قداسته
وعصمته المطلقة باعتباره بهاء مجد الله ورسم جوهره. ولما كان الله وحده القدوس أي
الكامل القداسه- وهو وحده المعصوم من الخطيه فيكون السيد المسيح المعصوم بالضروره
هو الله الظاهر في الجسد (1تي3:
16) ويصف القديس يوحنا الرسول السيد المسيح
له المجد قائلاً (تعلمون أن ذاك أظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية) (1يو3: 5).
ويصفه القديس بطرس الرسول بالكلمات (فإن السيد المسيح أيضاً تألم لأجلنا تاركاً
لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته. الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر) (1بط2:
21-22) ويصفه
القديس بولس الرسول قائلاً (الذي لم يعرف خطية) (2كو5:
21). فالسيد
المسيح تسامي فوق البشر بخلو حياته من الخطأ- أي خطأ- واتصف بالصلاح المطلق، وليس
أحد صاحاً إلا واحد وهو الله.

 

ايها
المعلم الصالح

ذات
يوم جاء شاب غني إليه وقال له: (أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة
الأبدية؟ فقال له لماذا تدعوني صالحاً؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله) (مت91:
1617) وكأن
السيد المسيح له المجد يقول لذلك الشاب: أتدعوني صالحاً بمقياس الصلاح البشري؟ أم
تدعوني صالحاً بمقياس الصلاح الإلهي؟ وإذا كنت تقصد إنني صالح بمقياس الصلاح
الإلهي فهذا يعني إنني الله، لأنه ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله، فإذا اعترفت
بحق بصلاحي بالمقياس الإلهي وجب عليك أن تعترف بأنني الله. أجل، كان السيد المسيح
صالحاً، منزهاً عن الخطأ، لأنه كان الله الابن المتجسد في صورة انسان.

يقال
إن الفضل ماشهدت به الأعداء، ولقد تحدي السيد المسيح أعداءه علانيه قائلاً (من
منكم يبكتني علي خطية) (يو8:
46)ولم يستطيع أعداءه أن يمسكوا عليه زلة،
أو يجدوا في حياته شبه خطأ أو شر. امرأة أمسكت في زنا. ولما أقاموها في الوسط
قالوا له: يامعلم هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل. وموسي في الناموس
أوصانا أن مثل هذه ترجم. فماذا تقول أنت؟ قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم مايشتكون
به عليه) (يو8: 2-6) ولم يحضر هؤلاء الفريسيين الرجل المضطجع معها حيث ينص الناموس
ان كلا من الرجل والمرأه يرجمان (تث22: 22) وهذا يؤكد أن قصدهم لم يكن الدفاع عن
الناموس. بل الإيقاع بالسيد المسيح (قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم مايشتكون به
عليه) وكان الموقف دقيقاً فإذا قال السيد المسيح ارجموها ظهر واضحاً أن لافرق بينه
وبين موسي00فبأي جديد أتي اليهم؟! وإذا قال لا ترجموها اتهموه بالحض علي عصيان
الناموس واشتكوا عليه00ولكن السيد المسيح (المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم)
(كو2: 3) (انحني إلي أسفل وكان يكتب بأصبعه علي الأرض، ولما استمروا يسألونه انتصب
وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر. ثم انحني أيضاً إلي أسفل وكان
يكتب علي الأرض). هل انحني في ذلك الوقت ليكتب خطاياهم ويصفها أمام عيونهم؟
ربما00ولكن الأمر المؤكد نقرأه في كلمات الوحي الإلهي (وأما هم فلما سمعوا وكانت
ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحداً فواحداً مبتدئين من الشيوخ إلي الآخرين وبقي يسوع
وحده والمرأة واقفة في الوسط) (يو8: 1-9)

 

الضمائر
تصحوا

لقد
انسحب الكتبة والفريسيون الذين أحضروا المرأة الزانية، انسحبوا بعد أن أيقظ
ضمائرهم بكلماته، وأظهر لهم خباياهم وخطاياهم، فهرب الفريسيون أمام نار عينيه
لأنهم كلهم في الموازين إلي فوق00كلهم خطاة وأثمة. (وبقي يسوع وحده والمرأة).

أجل
بقي وحده لأنه القدوس المنزه عن الخطأ الذي له وحده حق الدينونه والقضاء وغفر
للمرأة الساقطة، واهباً إياها قوة لحياة الطهر والنقاء ويقول السيد المسيح لليهود
في نفس هذا الاصحاح. (أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان
قتالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق، ثم يتحداهم بعد ذلك
قائلاً: ومن منكم يبكتني علي خطية؟) (يو8:
46) وكأن
الروح القدس وهو يضع هذه الآية في هذا المكان أراد أن يقارن بين المخلوقات الساقطة
والإله القدوس، بين الذين لوثتهم الخطية، وذاك الذي قال عنه كاتب الرسالة إلي
العبرانيين إنه (قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلي من السموات)
(عب7:
16) بين السيد
المسيح وبين خلائقه.

وكأن
السيد المسيح يقول في هذه المقارنة: هاأنا قد كشفت لأفضل من فيكم من المتدينين،
للكتبة والفريسيين شر حياتهم فهربوا أمام نور عيني00لكن (من منكم يبكتني علي
خطية؟)00من منكم يستطيع أن يذكر لي زلة؟ أو هفوة؟ أو كلمة نابية؟ أو نظرة دنسة؟ أو
موقفاً ضعيفاً؟…(من منكم يبكتني علي خطية؟).

المحاور:
وماهي أدلتك الأخري علي قداسه السيد المسيح وعصمته؟

التعليق:
دليل من النبوات: سأوجز لك عده أدله حتي لا أطيل عليك ومنها: –

 رآي
أشعياء في رؤياه، السيد الرب الجالس في الهيكل والذي يسبحه السرافيم هاتفين (قدوس
قدوس قدوس، مجده ملء كل الأرض) (أش6: 3).كما تحدث عن فدائه بالقول (وهو مجروح من
أجل معاصينا. علي أنه لم يعمل ظلماً، ولم يكن في فمه غش) (أش
53: 5،9).

دليل
من بشارة الملائكة قال الملاك جبرائيل للقديسة العذراء مريم (الروح القدس يحل عليك
وقوة العلي تظللك فلذلك القدوس المولود منك يدعي ابن الله) (لو1:
35) كما قال
إنه (يخلص شعبه من خطاياهم) (مت1:
21).

دليل
من ميلاد السيد المسيح: إن ميلاد السيد المسيح المعجزي بروح الله القدوس، من عذراء
طهور لم يمسسها بشر، يعني أنه لم يصور بالاثم، ولا بالخطية حبلت به أمه، وأنه
اعتبر (آدم الثاني) وصار رأساً ثانياً للبشرية من جهة الروح والخلاص.

دليل
من حياة السيد المسيح عاش السيد المسيح حياة قدسية ناصعة، بلغت قمة السمو كانت
حياته بيضاء، أكثر من الثلج، الذي يتوج قم الجبال الشامخة، نوارنيه مضيئة مشعة حتي
شبهت بشمس البر الحاملة لشفاء من أمراض البشرية وأدناسها.

دليل
من تعاليم السيد المسيح علم السيد المسيح بكمال القداسة فنادي (كونوا قديسين،
وكونوا كاملين. وجعل القداسة شرطاً أساسياً للحياة المسيحية، فبدونها لن يري أحد
الرب، والسماء لن يدخلها دنس ولا من يصنع رجساً أو كذباً. وعمل السيد المسيح بكل
ماعلم به.

 

دليل
من موته

كان
موت السيد المسيح اختيارياً للتفكير عن خطايا البشر، فصار ذاك الذي لم يعرف خطية،
ذبيحة خطية من أجلنا، لنصير نحن بر الله فيه (2كو5:
21) وفي هذا
المعني أيضاً يقول الكتاب (وتعلمون أن ذاك أظهر لكي يرفع خطايانا بصليبه- وليس فيه
خطية) (1يو3: 5) وعندما طعن جنب السيد المسيح بالحربة بعد موته خرج منه دم وماء
إشارة للتبرير بالدم والتقديس والاغتسال بماء المعمودية.

دليل
من قيامته لما كان الموت عقوبة للخطية، وكان السيد المسيح قدوساً بلا خطية، فقد
كان لابد وأن يقوم بعد موته الاختياري الفدائي، لخلوه من الخطية، وعدم سيطرة الموت
عليه. ولذلك يقول الرسول بولس: (وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة
من الاموات) (رو1: 4):

دليل
من اسماء السيد المسيح والقابه: دعي السيد المسيح (بالقدوس) وانه (قدوس القدوسين)
وانه (ملك القديسين)((لو1:
35-دا9: 42رؤ15: 3) مع
ملاحظة أن الكتاب المقدس يقول عن الله (انك أنت وحدك قدوس) (رؤ
15: 4)كما دعي
السيد المسيح (بالصالح) بقوله (أنا هو الراعي الصالح) و(المعلم الصالح) و (النصيب
الصالح) في الوقت الذي يعلن فيه السيد المسيح (إنه ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو
الله) ودعي السيد المسيح (باراً) و (ملك البر) (راجع حوارنا عن ألقاب السيد المسيح
الإلهية) فالسيد المسيح إذن هو منبع البر والقداسة.

دليل
من شهادة السيد المسيح عن نفسه: قال السيد المسيح عن نفسه (رئيس هذا العالم- أي
الشيطان- يأتي وليس له في شئ) (يو41:
30). وقال لخادم رئيس
الكهنه عندما لطمه وهو في طريقه للصلب (ان كنت قد تكلمت ردياً فأشهد علي الردي وان
حسنا فلماذا تضربني) (يوحنا
18: 23)

دليل
من شهادة الرسل عن السيد المسيح: قال القديس بطرس الرسول لليهود عن السيد المسيح
(ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار00) (أع3: 4). وقال الرسل في صلاتهم (لأنه اجتمع
علي فتاك القدوس يسوع الذي مسحته. هيرودس وبيلاطس البنطي مع أمم وشعوب وملوك) (أع4:
27) القديس
بطرس الرسول يشهد ويقول: (بدم كريم كما من جمل بلا عيب ولادنس، دم السيد المسيح)
(1بط1:
19).

 والقديس
يوحنا الرسول يشهد ويقول: (وتعلمون أن ذاك أظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية)
(1يو3: 5). وبولس الرسول يشهد ويقول: (لأنه جعل الذي لم يعرف خطية لأجلنا) (2كو5:
21). ويهوذا
الخائن يشهد ويقول: (قد أخطأت اذ سلمت دما برئياً) (مت
27: 4).

 

قزم
امام عملاق

وأمام
طهارة حياة السيد المسيح في جملتها وتفصيلها00في ظاهرها وباطنها00أمام عصمة السيد
المسيح عن الزلل00أمام نقاوة السيد المسيح في ذاته وتصرفاته، يري أعظم الأنبياء
والقديسين نفسه بأنه قزم أمام عملاق00فليس بين الأنبياء من خلت حياته من الخطأ
والزلل، وليس بين القديسين من لم تزل قدمه ذات يوم كما قرر إشعياء النبي بكلماته
(كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلي طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا) (إش
53: 6) أما
السيد المسيح فهو يقف فريداً في نقاوة حياته ولذا فقد شهد عنه بيلاطس الوالي
الروماني قائلاً: (لست أجد فيه علة واحدة) (يو
18: 38) وقال عنه
قائد المئة الذي أشرف علي صلبه (بالحقيقة كان هذا الانسار باراً) (لو
23: 47) وعلي أساس
حياته الخالية من الخطأ والمعصومة من الزلل نقرر في يقين وأنه (أبن الله) أنه
(الله ظهر في الجسد)… اللص التائب علي الصليب يقول: (وأما هذا فلم يفعل شيئاً
ليس في محله) (لو
23: 41). وبيلاطس الذي أمر
بصلبه قال: فأي شر عمل هذا؟. اني لم أجد فيه علة للموت) (لو
23: 22) وقائد
المئة قال عند موت السيد المسيح: (كان هذا الانسان باراً) (لو
23: 47).

وهكذا
نري أن لاأحد يقول ان فيه عيباً واحداً أو انه فعل خطأ واحدا، ولكن الكل يجمع علي
عصمته، والعصمة لله وحده فهو بالتأكيد الله الذي ظهر في الجسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار