علم المسيح

هل موت المسيح إسطورة



هل موت المسيح إسطورة

هل موت
المسيح إسطورة

سؤال:
هناك
من ينادون بأن موت السيد المسيح هو اسطوره لأنه لم يصلب بل ان الله رفعه الي
السماء وان الذي صلب بدلا منه هو تلميذه الخائن يهوذا وان الله القي شبه المسيح
علي يهوذا، ما رأيك؟

التعليق: في إلقاء
شبه السيد المسيح علي الغير إشكالات

(الأول) إنه إن جاز أن
يقال أن الله يلقي شبه إنسان علي إنسان آخر فهذا غير مقبول.

(الثاني) كان السيد
المسيح قادراً علي إحياء الموتي فهل عجز عن حماية نفسه؟

(الثالث) إن الله تعالي
كان قادراً علي تخليصه برفعه إلي السماء فما الفائدة في إلقاء شبهه علي غيره، وهل
فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه؟

(الرابع) بإلقاء الشبه
علي غيره صارت بلبله وهذا لا يليق بحكمة الله.

(الخامس) إن النصاري
علي كثرتهم في كل الأرض وشدة محبتهم للمسيح وغلوهم في أمره أخبروا أنهم شاهدوه
مقتولاً مصلوباً، فلو أنكرنا ذلك كان طعناً فيما ثبت بالتواتر والطعن في التواتر
يوجب الطعن في نبوة محمد وعيسي وسائر الأنبياء.

(السادس) ألا يقدر
المشبوه به أن يدافع عن نفسه أنه ليس بعيسي. ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الناس. فلما
لم يوجد شئ من ذلك علمنا أن الأمر ليس علي ما ذكرتم”.

قصه الزوج وزوجته والأبن
وشبه الأبن هو انت مش بابا؟

القاضى والمأذون
والزوجين:

لو افترضنا أن أحد
الأشخاص دخل إلى المحكمة الشرعية مثلاً يطعن فى صحة زواج “فلان” من
“فلانه” وادعى بأن الزواج لم يقع يقيناً، بل شبه للمأذون أن الزوجين
تراضيا أمامه وهما لم يتراضيا

ووقعا على العقد وهما لم
يوقعا،

وشبه له أن الشهود
شهدوا ووقعوا بتوقيعاتهم وهم لم يوقعوا،

 كما شبه للزوجين
أنهما تزوجا وهما لم يتزوجا،

وشبه لهما أنهما اجتمعا
معاً وهما لم يجتمعا،

وأن ثمرة الزواج التى
أخلفاها وقيداها فى دفتر المواليد وها هى تتكلم أمام القاضى ليست حقيقة إنما شبه
لهما أنهما ولدا ولداً وأن عقد الزواج ليس يقيناً، إنما شبه للقاضى أن أمامه عقد
زواج وهو ليس بموجود أمامه.

فهل يأخذ القاضى بهذا
الادعاء ويحكم ببطلان الزواج وعدم وقوعه، معتبراً الدلائل المحسوسة وهما وتخيلات
وتهيؤات، أم يصر لقاضى على رفض هذا الإدعاء ويحكم بصحة الزواج ووقوعه فعلاً؟.

 لو
كان موت المسيح أسطورة من أساطير الأولين? فلماذا ضحَّى جميع حواريّي المسيح
تقريباً بحياتهم؟ هل من أجل أسطورة ?

قد
يضحّي الإنسان بحياته من أجل غرض نبيل أو اقتناعاً منه بصدق ما يؤمن به? أما أن
يضحي بحياته من أجل أكذوبة أو أسطورة فهذا يتعذر حدوثه? ولا سيما إن صدر عن قوم
صالحين كمثل تلاميذ المسيح.

 لقد
كرز الحواريون? منذ موت المسيح وقيامته وحتى آخر لحظة من حياتهم? بإنجيل الخلاص.
وكانت كرازتهم? ولا سيما في السنوات الأولى من خدمتهم? بين الأوساط اليهودية التي
شهدت مأساة صلب المسيح? وعرفت بقيامته? ولم يجرؤ واحد من اليهود أو حتى من رؤساء
الكهنة والفريسيين الذين تآمروا على المسيح أن ينكر على التلاميذ حديثهم أو
يتّهمهم بالكذب. فالقديس بطرس الرسول يقف في أورشليم ولم يكن قد مضى على صعود
المسيح إلى السماء إلا عشرة أيام? وعلى بُعد أمتار قليلة من مكان صَلْب المسيح?
ويجابه اليهود بقوة وإصرار قائلاً لهم:

·
“وَلكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ… وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ
قَتَلْتُمُوهُ? الَّذِي أَقَامَهُ اللّهُ مِنَ الأَمْوَاتِ? وَنَحْنُ شُهُودٌ
لِذلِكَ” (أعمال الرسل 3: 14 و15).

وفي
مكان آخر يقول القديس بطرس الرسول في يوم الخمسين مخاطباً اليهود:

·
“هذَا (أي المسيح) أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللّهِ الْمَحْتُومَةِ
وَعِلْمِهِ السَّابِقِ? وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ”
(أعمال الرسل 2: 23).

والحقيقة
أن العهد الجديد مفعم بكثير من الشهادات المشابهة التي تؤكد على موت المسيح
مصلوباً ? وأن اليهود المعاصرين للحواريين هم الذين قتلوه.

فلو
كانت هذه الاتهامات باطلة لأنكرها اليهود إنكاراً كلياً ? ولما ضحّى التلاميذ بأنفسهم
في سبيل أسطورة أو أكذوبة

 هناك
أدلة منطقية أخرى لا يسع المرء أن يتجاهلها. ولعل أبرزها:

 تلك
الوقائع الإنسانية التي حدثت في بلاط السنهدريم وبيلاطس وهيرودس?

 ايضا
تلك التلة الرهيبة المعروفة في التاريخ بتلة الجلجثة.

 تناول
الباحث البريطاني فرانك موريسون في كتابه: “ من دحرج الحجر?” قصة صلب المسيح
وقيامته بعقلية القانوني المتضلع الذي استهدف أن يدحض مزاعم المسيحية? ولكن دراسته
أسفرت عن نتائج لم يكن موريسون نفسه يتوقعها. فبدلاً من أن يكون الكتاب تفنيداً
لأسطورة الصلب كما كان يعتقد? جاء البحث ليكون وثيقة إثبات صارخة في وجه الرافضين
الساخرين.

يخلق
من الشبه أربعين

سؤال: يقول البعض إن الله قادر أن يخلق من الشبه أربعين فلماذا الأعتراض علي
موضوع الشبه?

جوابانا: أجل? إن الله قادر علي كل شيء وقادر أن يخلق من الشبه أربعين? كما يقول
المثل العامي ولكن في حالة السيدالمسيح هذه لم تكن هناك حاجة لذلك. فالمسيح لم يكن
متهرباً من الصلب بل قد جاء في الدرجة الأولى? لفداء الإنسان? وهي مهمة اختارها
لنفسه بفعل إرادته الشخصية. فلو تهرّب المسيح من الصّلب حقاً يكون قد تهرّب من
المسؤولية التي أخذها على عاتقه? إما جبناً أو لامبالاة. وهذا ليس من شأن يسوع
المسيح الذي هو كلمة الله. فإذاً لم تكن هناك حاجة لمعجزة الشبه على الإطلاق.

سؤال: يقول البعض إن الله ارسل ملاكه جبريل لينقذ المسيح من
أيدي أعدائه

جوابناً: لم يكن المسيح في حاجة إلى الملاك جبرائيل لينقذه من أيدي أعدائه? لأن
المسيح كان قادراً على إنقاذ نفسه من غير معونة أحد.

إن
معجزاته التي أجراها قبل موته وقيامته كانت تفوق بقوتها عملية الإنقاذ? فيما لو
حدثت حقاً. والواقع? كما دونه الإنجيل? لأكبر دليل على سلطانه اللامحدود. فعندما
أقدم أعداؤه على الإحاطة به طرحهم أرضاً بكلمة منه? وكان بوسعه آنئذ أن يمضي في
طريقه آمناً. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتواطأ فيها اليهود عليه فينسل من
بينهم من غير أن يجرؤ أحد منهم على إيذائه. ولكن عندما دنت ساعته سلم نفسه مختاراً
لينجز ما جاء من أجله.

محاكمة
المسيح استغرقت اكثر من ليلة

 علينا
أن نشير هنا إلى أن الوثائق المتوافرة لدينا تنبر أن محاكمة المسيح استغرقت ليلة
بكاملها وشطراً من النهار التالي. وكانت تلك في محضر رؤساء اليهود? ومجلس
السنهدريم وهو أعلى سلطة دينية في زمن المسيح. لهذا فإن الاعتقاد بأن المصلوب لم
يكن المسيح بالذات بل شخصاً آخر لعله يهوذا الإسخريوطي? اعتقاد خاطئ من أساسه لم
تثبته الوقائع ولا يتفق مع طبيعة الأحداث.

 ألم
يكن في وسع المصلوب البديل في أثناء محاكمته أن يحتج ولو احتجاج الضعيف نافياً أنه
المسيح?

إن
الوثائق التي بين أيدينا لم تسجل لنا احتجاجاً واحداً أو شبه احتجاج صدر عن هذا
الشبيه! ولا أعتقد أن يهوذا الإسخريوطي – إن كان حقاً هو المصلوب كما يدَّعي البعض
– يهمل مثل هذه الفرصة الذهبية لإنقاذ نفسه من هذه الميتة الشنيعة.

المعلق
على الصليب يصفح عن قاتليه فهل هو يهوذا؟

 كذلك
يسجل لنا الإنجيل موقفاً إنسانياً لا يمكن أن يصدر عن شخص غير المسيح بالذات. ففي
الساعات الأخيرة من حياته? وهو ما برح معلقاً على الصليب? نراه بكل محبة يصفح عن
قاتليه وأعدائه. وهذا فعل لا يمكن أن يأتيه شخص مثل يهوذا الإسخريوطي الخائن الذي
سلم سيده إلى أيدي خصومه الألدّاء.

حوار
المسيح علي الصليب مع امه ويوحنا الحبيب

 بالإضافة
إلى ذلك? علينا أن لا ننسى دور مريم أم المسيح التي ظلت إلى جوار الصليب مع نساء
أخريات ورد ذكرهن في الإنجيل? وكذلك شاهد العيان الحواريّ يوحنا الحبيب. هؤلاء
شهدوا أحداث الصلب وخاطبهم المسيح في غمرة آلامه الهائلة قائلاً لأمه: “يا امرأة?
هوذا ابنك? ثم قال ليوحنا: هوذا أمك”. ألم يكن في وسع مريم أم المسيح أن تميز صوت
ابنها من صوت الشبيه?

هل
أخفقت العذراء في اكتشاف الفارق بين جسد ابنها وجسد الشبيه?

 هناك
قضية هامة وهي قضية جسد المسيح. لقد زعم البعض أن الشبه قد وقع على وجه المسيح ولم
يقع على جسده فإن صح هذا القول الذي يستنكره العقل، فكيف أخفقت مريم أم المسيح في
اكتشاف الفارق بين جسد ابنها وجسد الشبيه?

هل
أخفق يوسف الرامي ونيقوديموس عضوي السنهدريم في اكتشاف الفارق بين جسد المسيح وجسد
الشبيه?

 هناك
دليل ماديّ يتعذر على أي باحث موضوعي تجاهله. فقد ورد في قصة صلب المسيح أن يوسف
الرامي ونيقوديموس عضوي السنهدريم اللذين كانا قد آمنا سراً بالمسيح? قد حصلا على
إذن رسمي من الحاكم الروماني بيلاطس البنطي بدفن المسيح في قبر كان قد أعده يوسف
الرامي لنفسه. واستطاعا معاً – وربما بمساعدة خدمهما – أن يقوما بجميع مراسيم
الدفن كما نصت عليها الشريعة اليهودية? فلو كان المصلوب هو الشبيه ? وليس المسيح?
كيف لم يستطيعا أن يميّزا بين جسد المسيح وبين جسد الشبيه وهما اللذان قاما بغسله
وتطييبه وتكفينه? أكان هذا الشبيه مماثلاً للمسيح في طوله? وحجمه ولون بشرته? وما
قد يتميز به من خصائص جسدية شخصية?

 إن
إيراد ذكر المواقف المخجلة التي ارتكبها تلاميذ السيد المسيح وما اعتراهم من خوف
وجُبن وهربهم أمام أعدائه وتخليهم عنه? وقضية إنكار بطرس لسيده ثلاث مرات لأكبر
دليل على صحة قصة الصلب? إذ كيف يمكن للحواريين متى ويوحنا أن يدوّنا هذه التفاصيل
المزرية لو لم يكن ذلك بوحي إلهي أمين? وهو وحي لا يحابي ولا يتحيّز لأحد. وكيف
يمكن لبطرس وسواه من الحواريين أن يقبلوا ما قيل عنهم بالأناجيل لو لم يكن ذلك
حقاً وصدقاً ? إن من طبيعة كُتَّاب السِّير الذاتية أن يستروا معائبهم ويغالوا في
إظهار مناقبهم. وهذا لا نراه إطلاقاً في قضية الصلب.

سؤال: هل عملية القاء الشبه هدفت إلى عقاب يهوذا الإسخريوطي؟

يقول
البعض إن عملية الشبه هدفت إلى عقاب يهوذا الإسخريوطي الذي غدر بالمسيح فما رأيك؟

جوابناً: أكان الله حقاً في حاجة إلى إلقاء الشبه على يهوذا الإسخريوطي الذي غدر
بالمسيح كعقاب له علي ما فعله? أن الإنجيل يقدم لنا تقريراً ضافياً عن مصير يهوذا
هذا إذ أقدم على الانتحار ندماً على ما جنت يداه.

 لو
فرضنا جدلاً أن قصّة الشَّبيه قد حدثت فعلاً فإن ذلك يضفي على الله صفتي الخداع
والاحتيال. فالحواريون الذين بشروا بموت المسيح وقيامته يكونون في الواقع قد كرزوا
بموت الشبيه وقيامته? وتبعتهم الكنيسة في ذلك على مدى ستة قرون.

هذا
الموقف يثير طائفة من الأسئلة التي لا بد من الإجابة عنها? أهمها:

من
هو مصدر هذا الخداع?

لماذا
لم يكشف الله الحقيقة لتلاميذ السيد المسيح وتركهم مضَلّين ومضِلّين?

لماذا
سمح الله للبشر أن يستمروا في ضلالهم طوال عده عصور? ولم يعلن لهم حقيقة المصلوب?

من
هو المسؤول عن ضلال ملايين من النفوس التي آمنت بأكذوبة? وما هو ذنب هؤلاء الذين
آمنوا بنيّة صادقة بناء على تعاليم الإنجيل الذي بشر به الرسل?

إن
إصبع الاتهام في هذه الحالة يتجه نحو الله عزّ وجلّ.

الواقع
أن الذين ينادون بقصة الشبيه يجعلون من الله إلهاً مشابهاً في صفاته لآلهة
الأساطير اليونانية كزوس وهيرا وأبولو الذين كانوا يتآمرون ويحتالون على بعضهم
البعض وعلى الناس أيضاً.

ولكننا
نعلم يقيناً أن الله القدوس لا يمكن أن يكون مخادعاً محتالاً ? لأن ذلك يتناقض مع
طبيعته الإلهية. حاشا لله أن يكون محتالاً.

هل
يقبل العقل القول بالقاء شبه السيد المسيح علي آخر؟

القول
إن الذي صُلب هو غيره? هو شبيه به? مخالف للعقل والنقل.

أما
كونه مخالفاً للعقل

فإن
إلقاء شبه المسيح على يهوذا أو تهريب المسيح من اليهود يدل على عجز فاعل هذا?
والله ليس بعاجز.

بل
لو أراد الله أن يمنع قصد اليهود لأعجزهم وضربهم بالفشل والهلاك كما ضرب المصريين
ومنعهم من أذى موسى وقومه فعبر هؤلاء البحر الأحمر سالمين وأغرق أولئك هم وملكهم
كما في (خروج 15: 1)…

وأما
مسألة التهريب فهي من حيل المجرمين واللصوص لا من فعل الإله العظيم الذي هو على كل
شيء قدير.

كذلك
في مسألة التهريب تضليل للحكومة التي قامت بالتنفيذ? ولليهود الذين اشتكوا عليه?
وللتلاميذ الذين آمنوا به واتبعوه وعززوه ونصروه بإيمانهم وشهاداتهم? ولأمه مريم
وبقية أقربائها الذين حزنوا عليه حزناً شديداً. وحاشا لله أن يكون مخادعاً مضللاً
للملايين من أتباع المسيح في كل أجيال الكنيسة.

أما
كونه مخالفاً للنقل

فالتاريخ
الروماني سجل الحكم على المسيح وتنفيذه في سجلات الحكومة الرومانية القائمة يومئذ?

والتاريخ
اليهودي أثبت هذه الحادثة بشهادة رؤساء الكهنة الذين كانوا من ضمن المشتكين عليه.
والإنجيل نفسه قرر هذه الحقيقة بالتفصيل الكافي الوافي.

من
الأمور التي تسترعي الانتباه في قصة الصلب? حادثة القيامة.

إن
قيامة المسيح من بين الأموات لم تكن حدثاً عادياً لا أثر له في تاريخ الكنيسة
وتطورها? بل على النقيض فإن القيامة هي سرّ استمرارية قوة الكنيسة ونموها المطرد.

فإن
كان الصلب هو موضوع الخلاص وجوهره فإن القيامة هي سر انتصار الكنيسة وغلبتها
الروحية. فالصلب من غير قيامة لا قيمة له? والقيامة من غير صلب لا معنى لها. لهذا
رأى التلاميذ ومن بعدهم الكنيسة على مرّ العصور? في القيامة? الرمز الأبدي
لاستمرارية الكنيسة وصمودها أمام الاضطهادات? والهرطقات وهجوم أصحاب الديانات
الأخرى عليها.

لكن
للقيامة بُعداً آخر في الشهادة لموت المسيح.

فالمسيح
كما شهد الحواريون? بل كما شهد مئات من أتباع المسيح بعد قيامته مباشرة وفي خلال
أربعين يوماً? قد ظهر لهم مؤكداً لهم أنه حقاً قد صُلب ثم قام من بين الأموات.

ولعل
أبرز حدث نستشهد به هو موقف الحواري توما الذي اشتهر بواقعيته وعقلانيته التي
تميَّزت بالشَّك. هذا أبى أن يصدّق ما رواه له بقية الحواريين عن ظهور المسيح لهم?
وظن كما يبدو أن ما اعتراهم من ألم وحزن على صلب سيدهم وموته قد أثر على عقولهم?
لهذا تحداهم قائلاً:

“إِنْ
لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ? وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ
الْمَسَامِيرِ? وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ? لا أُومِنْ” (يوحنا 20: 25).

وبعد
ثمانية أيام فيما كان الحواريون جميعاً مجتمعين في العلِّيّة ومن جملتهم توما? وقد
أحكموا إغلاق الأبواب خوفاً من اليهود? ظهر المسيح لهم فجأة ووقف في وسطهم
وحيّاهم? ثم التفت نحو الحواري توما وقال له:

“هَاتِ
إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ? وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي
جَنْبِي? وَلا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً” (يوحنا 20: 27).

هذه
الحادثة إن دلّت على شيء إنما تدلُّ على أن قصة صلب المسيح قد تعرضت حقاً للتحقيق
والتمحيص حتى بين أوساط التلاميذ? وهم أقرب الناس إلى المسيح وأكثرهم ولاء له. فلا
يجوز إذاً أن نستخف بما ورد عنها من نصوص كتابية وندّعي? من غير إثبات أو بيّنة?
أن قصة صلب المسيح من نسيج تخيلات الأولين? أو نقتبس ما ردده الهراطقة وكأن
أقوالهم آيات منزلات.

الظلام
المظلوم:
أثار
البعض اعتراضاً بأن المسيح قبض عليه فى ظلام الليل، مما يؤدى إلى الالتباس
وإمكانية القبض على شخص آخر.

التعليق: هذا بالطبع
غير صحيح لما يلى:

السيد المسيح شخصية
معروفة. وقد قال للذين أتوا للقبض عليه “كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصى
لتأخذونى. كل يوم كنت أجلس معكم فى الهيكل ولم تمسكونى”(مت26: 55) فالمسيح
الذى صنع المعجزات وأطعم الآلاف الذين سمعوه فى وعظه والذى كان كثيراً فى الهيكل
معلماً، لا يمكن أن يكن شخصية نكرة غير معروفة حتى يحدث الالتباس ويتم القبض على
شبيه له.

أن يهوذا أيضاً شخصية
معروفة، على الأقل للكهنة، وللجنود الذين قادهم للقبض على المسيح فحدوث الالتباس
والخلط والخظأ أمر مستحيل.

هذه الليلة هى ليلة الفصح،
ويحتفل بها فى منتصف شهر نيسان (شهر قمرى)، أى أن البدر فى كامل إضاءته. وإذا
فرضنا أنهم قد جاءوا فى وقت متأخر فالكتاب يوضح أنهم “جاءوا إلى هناك بمشاعل
ومصابيح”، أى أن دعوى القبض عليه فى ليلة مظلمة وأن هناك احتمال للقبض على
آخر، ادعاء غير صحيح بالمرة، فإن أقوال وأعمال الشخص المقبوض عليه تؤكد أنه المسيح.
هذا بالإضافة إلي شهود العيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار