المسيحية

هل كان محمد نصرانياً



هل كان محمد نصرانياً

هل
كان محمد نصرانياً

إن
سلسلة نسب نبي الإسلام تنفي الوثنية عن جدوده بدءاً من اسم أبيه، عبد الله الذي لا
يعقل أن يتسمى به وثني، وانتهاءا ب (الياس) بن فهر الذي لا يمكن أن يكون إلا
نصرانياً.

كذلك
معروف عن قبيلة (بني النجار)، وهي القبيلة التي تنتسب إليها أمه، آمنة بنت وهب
أنها من قبائل النصارى العرب. وأن أمه ماتت على نصرانيتها، وأن نبي الإسلام حاول
أن يستغفر لها، وأن يطلب لها الحياة مجدداً لفترة قصيرة وبما يكفي لها أن تتوب،
لولا أن الله لم يسمح بذلك بحسب الحديث المنسوب إليه ولقد حاول نبي الإسلام أن
يقنع عمه أبا طالب بهجر البدعة النصرانية التي كان عليها – وأعتقد أنها النسطورية
– لكن التأريخ الإسلامي يذكر لنا أنه أبن ذلك.

بيد
أن الدليل الحاسم على نصرانية نبي الإسلام، قبيل اضطلاعه بالرسالة الإسلامية، يكمن
في حادثة زواجه الأول من خديجة بنت خويلد. ذلك أنه من الثابت تاريخياً أن القس
ورقة بن نوفل هو الذي تولى عقد القرآن، بحضور عم محمد بن أبي طالب الذي ألقى قصيدة
شهيرة في المناسبة!

والقس
ورقة، ما يدل عليه لقبه، يتولى مسؤولية كهنوتية، وبغض النظر عن البدعة النصرانية
التي ينتمي إليها فإن الرجل ولا شك كاهن نصراني، وينتمي إلى قبيلة أسد النصرانية
والتي تنتمي إليها خديجة نفسها. هنا نصل منطقياً إلى تحديد تاريخي لا يمكن تجاهله
أو الحياد عنه. وذلك للأسباب التالية:

1-
من الثابت أن الذي تولى عقد القرآن كان قسيس.

2
– وأن هذا القسيس هو ابن عم خديجة (العروس).

3
– وأن عقد القرآن تم قبل تكليف محمد بالرسالة بسنوات.

وهذا
يعني أن كاهناً قسيساً سيزوج ابنة أخيه، وابنة عمه، هناك روايتان

(بهذا
الصدد) بشاب لم يكن مسلماً بعد، فإن كان نصرانياً تم تعميده في تاريخ سابق، فإنه
لا مشكلة تعترض القسيس الكاهن لإتمام مراسم الزواج، وإن كان وثنياً وقتذاك – على
سبيل الافتراض – فإن القس ورقة النصراني والكاهن ما كان يقبل إتمام مراسم الزواج
قبل أن يعتنق العريس النصرانية وأن يتم تعميده أصولاً. وفي كل الاحتمالات نجد
أنفسنا مجبرين على التأكيد بأن محمداً كان نصرانيا، عندما تزوج خديجة، ولا يمكن
ترجيح احتمال آخر..

إعتقادنا
في آباء النبي محمد (ص) هو أنه ليس فيهم كافر ولا مشرك ولا في أمهاته زانية من
أبيه عبدالله إلى آدم (ع) ومن أمه آمنة إلى حواء (ع).

دليلنا
على ذلك، قوله تعالى: هو الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. فإن المروي في
تفسيره في المتفق على روايته بين الأمة (هو: تقلبك في الموحدين) أي انتقاله (ص) من
أصلاب الموحدين الساجدين إلى أرحام الموحدات الساجدات وقوله (ص) في الصحيح المتفق
عليه: نقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية. والمراد أن آباءه كانوا
مسلمين بدليل قوله تعالى: (إنما المشركون نجس).

 

 لقد
أجمعت السير النبوية على أن محمدا، قبل مبعثه، كان “يتحنف” مثل جده عبد
المطلب، مع ورقة بن نوفل قس مكة. وقد نقلت السيرة الحلبية (1: 259) في ذلك قول ابن
الاثير في تاريخه: ” اول من تحنث في حراء عبد المطلب: كان اذا دخل شهر رمضان
صعد حراء وأطعم المساكين، ثم تبعه على ذلك من كان يتعبد كورقة بن نوفل، وأبي أمية
بن المغيرة”.

 

نص
تاريخي منقول بالتواتر وبالاجماع، يكشف لنا أسرار التاريخ والدعوة القرآنية.

تنقل
لنا السيرة الحلبية الخطب المتبادلة بمناسبة زواج محمد من خديجة بين والي محمد أبا
طالب ووالي خديجة القس ورقة. وبعد خطبة ابا طالب، خطب ورقة فقال: الحمد لله الذي
جعلته كما ذكرت، وفضلتنا على ما عددت. فنحن سادة العرب وقادتها، وأنتم أهل ذلك كله،
لا ينكر العرب فضلكم، ولا يرد احد من الناس فخركم وشرفكم، ورغبتنا الاتصال بحبلكم
وشرفكم. فاشهدوا علّي معاشر قريش: اني ازوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله.

http: //arabic.islamicweb.com/Encyclopedia/seerah.asp?book=3&id=226

يعنينا
في الرواية اولا مقام القس وابنة عمه في مكة: “نحن سادة العرب وقادتها”.
والدور الذي يلعبه القس في عقد النكاح: انه ولي العقد كما يفعل كل رجل دين نصراني
او مسيحي. — فهو الذي خطط لزواج محمد من خديجة: نقل ابن هشام (1: 203) ما قاله
ورقة: انه سيكون نبي هذه الامة! هكذا أطلع ورقة خديجة على كلمة السر بشأن محمد 15
عاما قبل مبعثه!! – – وهو الذي يشرف على التنفيذ، لاجل تهيئة محمد للدور العظيم
الذي ينتظره، ولتهيئة الاسباب له في كنف الثرية العظيمة والقس الحكيم.

 

قس
نصراني يزوج ابنة عمه خديجة من محمد، فعلى أيّ ديانة أزوجهم؟؟

ويعترض
الاخوة المسلمين بان ورقة لم يكن قساً او عالماً مسيحياً!! نعرف من تاريخ اليعقوبي
” وأما من تنصر من أحياء العرب فقوم من قريش”. هذه شهادة بغزو النصرانية
قبيلة قريش!!

 

تنقل
لنا السيرة الحلبية (1: 274) والسيرة المكية ايضاً حديث محمد مع ورقة: ” فلما
توفي ورقة قال رسول الله ص: لقد رأيت القس في الجنة، وعليه ثياب الحرير..”

 

والقس
بلغة النصارى الاراميه السريانية، يرادف الاسقف بلغة الروم. فقد كان ورقة
“رئيس النصارى” اي مطرانهم بمكة!!

 

مطران
نصراني مع جماعته بمكة؟؟ فاشهدوا علّي معاشر قريش: اني ازوجت خديجة بنت خويلد من
محمد بن عبد الله” — المطران ورقة ابن نوفل.

 

الحرية
واحترام العقل

لا
يمكن لعقيدة تحترم عقل الانسان، ان لا تحترم حريته، فالعقل من دون حرية هو عقل
ملغى ومعطل, ومقولة ان هذا الدين او ذاك هو دين عقل تبقى مقولة باطلة وجوفاء ما
دامت ايديولوجية هذا الدين معادية لحرية الانسان وحرية تفكيره وعقله

واذا
اردنا ان نبحث في نظرة الاسلام او المسيحية الى العقل وحريته، علينا ان نبحث او
نتوقف على الحرية الأنسانية في مبدأها ومنطلقها..اي حرية الأنسان بإزاء المطلق وان
نرى الاختلاف الجوهري فيما بين الاسلام والمسيحية حولها.

هذا
الاختلاف يعود، في اساسه، الى مدى تدخل الله في حياة الانسان، اي الى مفهوم الوحي
عند الطرفين، ونشير للحال ونقول: ان حرية الانسان المسلم، بإزاء المطلق، هي حرية
مرتهنة ب”شريعة منزلة من فوق،

 

 فيما
حرية المسيحي منوطة بالوضع البشري المتحرك الخاضع لتغيرات هذا الكون، ولا تجمده
شريعة منزلة من فوق، كما لا تملى عليه احكام يصوغها المطلق.

 

على
هذا الاختلاف، في موضوع الحرية الانسانية، تتوقف نتائج جسيمة على العقل، وحرية
العقل،على حرية الانسان وكرامة الانسان وسنعين بعض ما يجب علينا من هذه الاختلافات
للتوضيح لا للحصر:

 

ان
الحرية التي نتكلم عليها الآن هي حرية الأنسان بإزاء الله ذاته، لأن المشكلة
الأساسية للحرية الحقيقة هي ’ في الواقع، مع الله: في الوقوف أمام وجهه، في
التعامل معه، في التكيف مع علمه للغيب وللمستقبلات، في التحرر من قيود النواميس
الكونية التي وضعها، في الخروج من محدودية المكان والزمان، في تحدي المصير, في
التفلت من ضغط المطلق وهيمنته الكلية على البشر..

هذا
يعني ان حرية الانسان بإزاء الله يحددها موقفان: موقف بإزاء القوانين الطبيعية
التي يخضع لها الانسان من ذات طبعه، وموقف بإزاء الشريعة الالهية الموحاة، اي
الناموس المنزل في كتاب، هذا يأخذ به اليهود والمسلمون ويقدسونه، اما المسيحيون
فلا ناموس عليهم، فهم محررون.

 

 هذا
يعني أيضا أن الانسان الذي يخضع لشريعة بشرية وضعية يسهل عليه هذا الخضوع، أكثر من
الخضوع لشريعة فوقانية لا تعير لمتغيرات الكون بالا، قد يأتي يوم يتحرر فيه
الانسان من كل شريعة بشرية وضعية، ولكن لن يأتي ذلك اليوم اطلاقا لأن يتحرر فيه من
شريعة سماوية منزلة من فوق.فأول طعنة في حرية الأنسان إذا تأتي من تصور الأنسان
لله مشترعا وواضع قوانين أزلية ثابتة، منزلة على الانسان تنزيلا.

 

 في
الاسلام هذا التصور: لقد انزل الله على الانسان شريعة من فوق، صيرها في “كتاب
منزل” لا يخضع لمتغيرات الكون، وجمدها في “حرف” لا يرحم، وبسبب هذا
الانزال العجيب تبدو الحرية الانسانية، بنظر الاسلام، مقيدة بأحكام شريعة سماوية،
منزلة، جامدة، صامدة بصمدانية “الله الصمد”.. وشعور المسلم بان الله
يقيده يقيده باحكامه “المنزلة” هو شعور يلفه الكثير من اليأس الكياني،
كانت إحدى نتائجه العملية الأستسلام للقضاء والقدر, وهي مسالة ايمانية مفروضة على
المسلم كركن من اركاتن دينه.

 

 ومقولة
الشريعة المنزلة من فوق، من السماء السابعة، مقولة لا نتيجة لها سوى القضاء على
العقل وتغييبه، القول بالكتاب المنزل والشريعة المنزلة، يصيب العقل في صميمه،
ويطعن بحرية الانسان، الكتاب والشريعة معصومون عصمة الله نفسه، كتاب فيه الحق كله،
والعلم كله، واليقين كله..بيد ان الانسان يتطور، والزمن يتغير، والمجتمع يتبدل،
وكل شيء في الكون كأنه مزعزع على اكتاف الجن والعفاريت..فلا يبق في الحالة هذه الا
ان يتخلف العقل بتخلف الكتاب والشريعة التي يعمل بها، عن الانسان السابح بحريته في
ارجاء الكون..وهذه الحرية بحسب المفهوم المسيحي هي من الله..وقد يكون هذا اهم سبب
لتخلف الشعوب المسلمة

 

هكذا
الغى الاسلام العقل, فترى الاسلاميين يستعملون كلاما من فوق، يسقطون بأستمرار آيات
من السماء، تقضي على ما تبقى من وجود لهذا العقل, فما نفع العقل وهم المنتصرون
مسبقا لا محالة: الحقيقة بقبضة ايديهم، الأدلة عليها دامغة، الموقف منها على
اطمئنان تام، البراهين عليها في ملفات جاهزة، المعرفة حسابية علمية، الكون
وقوانينه كلها في الكتاب، والشريعة قوانين الهية ازلية أبدية لا تتزحزح، نظم الكون
والحياة محددة، حركات العالم والكائنات معينة، العلوم كلها نستنبشها من آيات
الكتاب المعصوم، فلا حاجة للعقل لبشري ولا حاجة لوجوده.

 

ومن
نتائج الغاء حرية العقل، هي الغاء كرامة الانسان وحريته، فبسبب هذه الشريعة
المنزلة لا يرى المسلم محيدا عن قتال اي انسان غير مسلم لا يسير بموجب هذه الشريعة،
اي ان كرامة الانسان وحريته، بإزاء هذه الشريعة, ليستا هما شيئا يذكر، قد يقتل غير
المسلم في سبيل الله، ويقهر وتؤسر حريته، او يدفع الجزية وهو صاغر, او يخضع لقضايا
كثيرة حرمت عليه باسم الله.

الحرية
إزاء المطلق هي التي تميز العقل في المسيحية عنه في الاسلام، وحرية هذا العقل هي
حرية الانسان: “ان الحرية الحقيقية هي في الانسان علامة مميزة عن صورة الله
فيه، لأن الله اراد ان يتركه الى مشورته الخاصة, حتى يتمكن بذاته من أن يبحث عن
خالقه، ويلتحق به بحرية، ويبلغ هكذا الى تمام سعادته الكاملة “(نص مجمعي: سيراخ
15/14)

الانسان
في المسيحية اذا، كائن حر، خلقه الله كذلك، حريته من الله، وبقدر ما يحقق حريته
بقدر ما يحقق صورة الله فيه.

 

وقد
تكمن العلامة الكبرى لحرية الأنسان بإزاء الله في المسيحية في أن الله اراد أن
يترك الانسان لذاته، حتى يتمكن بذاته، من البحث عن الله ذاته، نفهم من هذا الكلام:
” ان الله لم يفرض على الانسان شريعة، حفظا منه على حرية العقل والحرية
الانسانية المطلقة, بل ان الله لم يقدم للأنسان دليلا على وجوده، وذلك ايضا حتى لا
يكون الانسان اسير هذا الدليل، “فالبحث عن الله ” كما تعلم المسيحية، هو
رائد الحرية الانسانية الحقة، وبالتالي رائد حرية العقل الحقة، وعلى هذا المستوى
اللاهوتي الواسع والغني تعالج مسالة الحرية الانسانية.

من
هذا المستوى، حرية العقل في المسيحية تبدو وكأنها مطلقة، كونها تضع الانسان بحريته
بإزاء الله نفسه، وجها لوجه: بها نستطيع ان نقول لله نعم او لا، وبها يبحث عقله عن
خالقه، ومن دون حرية العقل لا بحث ولا تفكير, بل استسلام واطمئنان وتخدير للعقل.

 

وفي
مفهوم المسيحيين ايضا ان الله نفسه يسعى، شأنه شأن المربي الحكيم مع ربيبه، الى
رفع القيود عن الانسان وعقله، وذلك بقدر ما يرى في الانسان الذي يتولى تربيته نموا
ورقيا، فقد لا يسعى الانسان، اذا ما ترك لذاته، نظرا لمحدوديته، الى مثل تلك
الحرية التي يوليها له الله، ففي مجال اكتساب الحرية، يبدو الله اكثر سخاء من الانسان
نفسه، اذ انه قد يسيء الانسان المحدود الرؤية الى حريته، فيبحث عنها في الامور
النسبية العابرة، بينما تكون كرامة الانسان بكل كيانه البشري العظيم بتعامله مع
“المطلق”

 

هذا
الترابط بين حرية الانسان(اي حرية عقله) ومشيئة الله، نراه في مذكرة مجمع العقيدة
والايمان، جاء فيها: ” ولا تلغى ابدا مقدرة الانسان على تحقيق ذاته من خلال
تبعيته لله..كما لو كان اثبات الله يعني نفي الانسان، او لو كما كانت مداخلته
تعالى في التاريخ تعطل مساعي الانسان، في الحقيقة، لا تستمد الحرية البشرية معناها
وقوامها الا من الله وبالنسبة اليه ”

وفي
الختام نريد ان ننبه الى هذا الفارق الاساسي في موضوع الحرية فيما بين المسيحية
والاسلام: في ممارسة الحرية يصطدم المسيحي بحريات الآخرين، لا بالله، اما في
الاسلام فيصطدم المسلم بالله، والانسان الحر في المسيحية، حفاظا على حريته بترك
غيره يمارس حريته باوسع نطاق ممكن، بهذا تنمو الحرية الانسانية الحقة وويترك للعقل
يمارس دوره

 

تاملات
اسلامية في التحريف

حجة
تزوير الانجيل والتوراة، حجة تطيح بمسلمات قرآنيةاساسية, لا يمكن ان يتشبث بها سوى
الجاهل بعقيدة القرآن، او المتجاهل لها عمدا، سعيا الى كسب معركة في نقاش هنا، او
نقاش هناك, حيث تكون حجة التزوير محاولة في الظاهر لالغاء صحة الوحي المسيحي، ولكن
في الجوهر يعرف كل عالم في فلسفة القرآن حول الوحي الآلهي، ان هذه المحاولة تؤدي
الى الغاء الوحي القرآني ذاته.

 

الآيات
التالية تؤكد ان محمد او القرآن بمعنى آخر، كان يعترف بصحة الكتب الموجودة بين يدي
اهل الكتاب في عصره, بدليل الآيات التالية:

“والذي
اوحينا اليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه (فاطر31)

“”ولكن
تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين “(يونس 37)

 

وفي
المدينة تزداد نظرية تصديق القرآن للكتاب وضوحا وتوكيدا: طيا بني اسرائيل اذكروا
نعمتي التي انعمت عليكم، وآمنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر
به”(البقرة 42)

اذا
يعترف القرآن بصحة التوراة والانجيل الموجودين في عصره، قالتصديق تعني المطابقة
بين الاصل ونسخته، والقرآن هو نسخة الاصل.

اذا
لو سلمنا جدلا، بأن الكتاب المقدس الحالي بعهديه القديم والجديد، هما مزوران، هذا
يعني ان التزوير لم يحصل قبل الدعوة المحمدية, والوثائق التاريخية الاثرية التي
اكتشفت والتي يرجع تاريخها منذ قبل المسيح حتى عصر محمد، لا يوجد بينها ما يؤيد
الدعوة المحمدية، فكلها تدور في محور الاناجيل الرسمية، مهما كان مبتعدة عنها.

اذا
الانجيل المزعوم بأنه مفقود، لا يمكن ان يكون قد اخفاه اليهود

والمسيحيون
لعدة اسباب:

1-
لا يمكن ان يتفق الفريقان على اخفاءه، وهما عدوان لدودان،والتاريخ اخبرنا عن
تحالفات بين طوائف او مجموعات مسيحية وبين المسلمين، او عن تحالفات بين اليهود
والمسلمين، ولكن لم يخبرنا التاريخ قبل العصر الصناعي الحديث عن تحالفات مسيحية
يهودية، او اي صداقات بين الطرفين.

 

2-الفتوحات
الاسلامية حصلت بسرعة فاجأت العالم القديم، بحيث اجتاحت الجيوش الأسلامية منطقة
سورية المسيحية،فدخلت هذه الجيوش الكنائس والأديرة، قبل ان تدخلها نسخ القرآن،
الذي لم يزل في صدور حفاظ الوحي, فوصلت سيوف المسلمين الى رقاب المسيحيين السوريين
قبل ان يسمعوا

بالنبي
محمد وبدعوته, فهل يعقل بأنه لم تقع يد تلك الجيوش الجرارة ولو على نسخة واحدة من
ذلك الانجيل المفقود؟؟

3-
لم يكن عند الفتح الاسلامي يوجد دولة مسيحية تسيطر على كل المسيحيين في ذلك الوقت،
فالاقباط كانوا على نزاع مع الروم،

والسريان
الشرقيون تحت حكم الفرس ووالسريان الغربيون ايضا في بعض طوائفهم كانوا على خلاف مع
دولة الروم، والمسيحيون العرب انضموا مع السريان الى جانب الجيوش العربية في
المعارك ضد الروم,اذا من المستحيل ان توجد قوة في ذلك الوقت قادرة على اخفاء
الكتاب المقدس في ذلك الوقت.

أمر
آخر، يجب أخذه بعين الاعتبار، وهو ان تهمة تزوير الكتاب المقدس، هي تهمة لا تطال
المسيحيين، بل تطال صحة القرآن بحسب ايمان

المسلمين
به, بأن الله حفظه ويحفظه من اي محاولة لتزويره، فيصبح بذلك الله قادرا على حفظ
احد كتبه المقدسة، وفاشلا في الحفاظ على ما سبقه من الكتب, فهل يجوز ذلك؟؟!!

اذا
تزوير الكتاب المقدس هو أمر لا يمكن ان يكون قد حدث لا في المنطق ولا في الحقائق
التاريخية، ولا في الحقائق الايمانية.. الامر الأقرب الى العقل والمنطق والى حقيقة
التاريخ،وحقيقة الايمان، هو ان القرآن الذي كان مفترضا ان يكون قراءة من الكتاب
المقدس ومترجما عن فصول منه ومصدقا للأنجيل والتوراة، قد زور او بتعبير أصح، قد
حورت دعوته، فكيف حصل ذلك؟؟ للاسف ان التاريخ وواقع الرسالة المحمدية وسيرة محمد
وسيرة قرآنه تثبت أن محمد، في بداية دعوته كان على طريق المسيح، الى حد ما، ومن ثم
اضاع تلك الطريق, فكلمة قرآن، هي كلمة سريانية، في الاصل “قريانا”،
والمسيحيون لا يزالون الى عصرنا هذا، عندما يقومون بقراءة الانجيل في الكنائس،
يقراون مثلا: “قراءة من انجيل لوقا الفصل كذا..”وفي السريانية كلمة
قراءة تتحول الى كلمة: “قريان “وفي العربية اصبحت: “قرآن”

والقرآن
نفسه يؤكد بانه ليس الا ترجمة لبعض الكتاب المقدس: “تنزيل من الرحمن الرحيم،
كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون وبشيرا ونذيرا “(فصلت 1-3) وكلمة
تفصيل تعني في لغة القرآن ترجمة كما يظهر في الىية التالية: “ولولا جعلناه
قرآنا أعجميا لقالوا: لولا فصلت اياته..” فالتفصيل هنا يعني النقل من الاصل
الاعجمي الى العربي.

اذا
لم يكن القرآن يعني في بداية الدعوة سوى ترجمة للكتاب المقدس, كما يثبت التاريخ في
قصة مرشد النبي الروحي القس ورقة بن نوفل، الذي قالت عنه كتب السيرة بانه كان
يترجم من الأنجيل العبراني الى العربية، فما دام القرآن ترجمة للانجيل، كان هذا
القرآن ينقل دعوة المسيح بصدق وامانة، الا انه يبدو بأن محمد، وبسبب طموحاته
السياسية والشخصية، حور الوحي، وجعل من نفسه هو محور هذا الوحي وغايته، فبدا عصر
الظلام في القرآن، واصبحت شخصية المسيح ثانوية مهمشة، بعد ان كانت في بداية الدعوة
هي محور القرآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار