المسيحية

نزول الوحي على محمد



نزول الوحي على محمد

نزول
الوحي على محمد

يستند
الكتاب المسلمون إلى القرآن والحديث ليصفوا لنا تطور نفسية محمد أمام الوحي الإلهي.ويعتقدون
بأن الله اتبع عدة مراحل في تهيئة هذه النفسية حتى يستطيع قبول هذا الوحي. فلقد
جاء في الحديث على لسان عائشة زوجته: “أول ما بدء به رسول الله..من الوحي
الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح” (23).ويبدو،
حسب رأي المسلمين، أن محمدا كان في الأربعين من عمره عندما كلمه جبريل لأول مرة في
غار حراء فقال له: “أقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق اقرأ وربك
الأكرم،الذي علم بالقلم،علم الإنسان ما لم يعلم”(العلق: 1-5)

وفتر
الوحي الإلهي بعد ذلك خلال ثلاث سنوات. فأصاب محمد الحزن الشديد،لكنه كان يزداد
شوقا للوحي،ولكن الله أنزل عليه الآيات التالية في سورة المدثر: “يا أيها
المدثر،قم فأنذر،وربك فكبر،وثيابك فطهر،والرجز فأهجر، ولا تمنن تستكثر، ولربك
فأصبر”(المدثر: 1-7). ثم هدئ روعه، فأصبح في استعداد لملاقاة الملاك جبرائيل
الذي كان صوته يشبه صلصلة الجرس، كما ورد في الحديث قوله: “أحيانا يأتيني مثل
صلصلة الجرس وهو أشده على فيفصم عنى (ينكشف، ينجلي) وقد وعيت عنه ما قال.وأحيانا
يتمثل لي الملاك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول “.ثم حمى الوحي وتتابع خلال عشرين
سنة في أمكنة مختلفة

أما
حالته لدى نزول الوحي، فقد وصفته عائشة بقولها: “ولقد رأيته ينزل علية الوحي
في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه،وان جبينه ليتفصد عرقا”.كما كان يشعر أحيانا
بثقل كبير وكان محمد في جميع الحالات واعيا لا يخلط أبدا ” بين شخصيته
الإنسانية المأمورة المتلقية وشخصية الوحي الآمرة المتعالية ” (24). ويتعلم
بدقة ما يلقنه الملاك ثم يحمل الوحي إلى قومه دون أن يكون له أي تدخل في مضمون
الوحي وألفاظه(يونس: 15- 16، الأنعام: 5.)

 

عجز
اللغة

اذا
تكلمنا عن عجز اللغة، فنحن نعني ان الله لا يمكن تحديد صفاته وخصائصه

بمحدوديات
اللغة. فاي لغة مهما عظم شأنها ومهما سمت، فانها تظل لغة ابتكرتها

البشرية
لتناقل الافكار والمشاعر والمعلومات

 

فهل
يمكن ان نلخص الله في افكار ومشاعر ومعلومات؟؟

 

ولكن
نشكر الله انه يتعامل معنا بالوسيلة والواسطة التي وهبها لنا

النفخة
الاولى التي اعطاها لادم (الروح)

 

ويشهد
القرآن بانه بالنسبة لله تعجز الكلمات والتشبيهات واللغة.

 

(فَاطِرُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ
الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً

يَذْرَأُكُمْ
فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: 11)

 

وكذلك
قال الله في الكتاب المقدس

 


فبمن تشبهونني فاساويه يقول القدوس.” (اشعياء 40: 25)

 


بمن تشبهونني وتسوونني وتمثلونني لنتشابه “(اشعياء 46: 5)

 

ويشرح
الكتاب المقدس هذا المفهوم في الكلمات الاتية

 

موضحا
اننا نفهم الله ونتعامل معه ليس بمحدودية الكلمات واللغة

 

بل
باتساع وسمو وانطلاق الروح

 

فيقول
الكتاب المقدس اننا لا نفهم بالعقل او باللغة

 


بالايمان نفهم ان العالمين أتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر”

(عبرانيين
11: 3)

 

ومع
ذلك فنحن مدعوون لان نعرف (لا نفهم) الله

 

7
بل نتكلم بحكمة الله في سرّ.الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور
لمجدنا.

8
التي لم يعلمها احد من عظماء هذا الدهر.لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد.

9
بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله
للذين يحبونه

10
فاعلنه الله لنا نحن بروحه.لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله.

11
لان من من الناس يعرف امور الانسان الا روح الانسان الذي فيه.

هكذا
ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله.

12
ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من
الله

13
التي نتكلم بها ايضا لا باقوال تعلّمها حكمة انسانية بل بما يعلّمه الروح القدس
قارنين الروحيات بالروحيات.

14
ولكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لانه عنده جهالة.ولا يقدر ان يعرفه
لانه انما يحكم فيه روحيا.

15
واما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يحكم فيه من احد.

16
لانه من عرف فكر الرب فيعلمه.واما نحن فلنا فكر المسيح

 

احبائي
ادعوكم الي معرفة الله (وليس فقط محاولة فهمه)

اعرف
الله من كلمته (اقرأ الكتاب المقدس) اقرأ الانجيل.

 6)
قالوا بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.. وهذا يناقض العقل الذي يرى أن القرآن
المكون من حروف وكلمات ويتحدث عن أحداث زمانية لا بد أن يكون مخلوقا..

 

حول
مسألة خلق القرآن أو عدم خلقه.. هل لي أن أسأل ما معنى القول بخلق القرآن؟..

يعني
ما هو المفهوم الذي تفهمه من قولنا خلق القرآن؟.. لأني أراك استقبحت هذا الرأي
وأردت أن أستعلم وجه قباحته عندك!!.. فلربما أنت فهمت شيئا آخر غير ما نعنيه نحن..

 

القرآن
مخلوق

أعتقد
أننا نعلم وانتم معنى قولنا أن القرآن مخلوق

الرد
على من زعم أن القرآن مخلوق

أقول

من
زعم أن القرآن مخلوق تعلق بمتشابه وهو على ضربين

1.
عقلي

2.
وسمعي

فالعقلي:
إن صفة الكلام من جملة الصفات وذات الله عندهم بريئة من التركيب جملة

وإثبات
صفات الذات قول بتركيب الذات وهو محال، وعندهم الكلام لا يعقل إلا بأصوات وحروف
وهو صفات المحدثات

والسمعي:
(الله خالق كل شيء) والقرآن إما أن يكون شيئاً أو لا شيئ.. ولا شيءعدم والقرآن
ثابت

وهاتان
الشبهتان أخذ بالتعلق بالمتشابهات

فإنهم
قاسوا الباري على البرية ولم يعقلوا ما وراء ذلك فتركوا معاني الخطاب وقاعدة
العقول

فتركهم
لقاعدة العقول- لم ينظروا في قوله تعالى (ليس كمثله شيء) وهذه الآية نقلية عقلية

وتركهم
لمعاني الخطاب (وهو السميع البصير) وما أشبه ذلك

 

بالنسبة
للقول بخلق القرآن أوعدم خلقه:

 

لقد
تعرفت على منهج أهل الحديث في كلامي السابق.. ويبدو أنك متفق معي على التعريف الذي
تقدمت به..

 

انطلاقا
من هنا أقول: بأن أهل الحديث لما كان منهجهم الأخذ بظواهر القرآن الكريم والسنة
النبوية دون تأويل ولا إضافة عنصر العقل.. قالوا طبقا لهذا المنهج أننا لا نستطيع
أن نقول بأن القرآن مخلوق.. ولا نستطيع أن نقول أيضا بأنه قديم.. وقالوا أن آيات
القرآن والسنة لم تتعرضا لهذه المسألة ولذلك نحن لا نستطيع أن نبت فيها!.. وقالوا:
كل الذي نستطيع أن نقوله بأن القرآن كلام الله غير مخلوق!..

 

هذا
كلامهم طبق منهجهم.. لكن الغريب أن مسألة خلق القرآن وعدم خلقه لم يتعرض لها لا في
القرآن ولا السنة فلماذا اختاروا أنه غير مخلوق!! رغم أن السنة وقبلها القرآن لم
يقولا أن القرآن غير مخلوق فكان الأجدر بأهل الحديث طبق منهجهم أن يقولوا بأن
القرآن مسكوت عنه لا نستطيع أن نقول بأنه مخلوق ولا أنه غير مخلوق لأن الحكم عليه
بأحد هذين الوصفين لم يذكر لا في الكتاب ولا في السنة..

 

وحينما
نتابع تاريخ مسألة القول بعدم خلق القرآن عند أهل الحديث قد نفهم شيئا آخر غير
المتبادر إلى الذهن من هذا القول.. وذلك لأنهم امتنعوا أن يحكموا على القرآن بأنه
قديم!!.. رغم أن الملازم عقلا من قولهم أن القرآن غير مخلوق هو أن القرآن قديم غير
مسبوق بعدم لأن كل غير مخلوق فهو قديم غير مسبوق بعدم كما هو واضح..

 

والشيء
المثير أن البعض من أهل الحديث كان سيتقبح كلمة خلق القرآن.. لأنها تعني لغويا أن
القرآن مختلق وكذب لا أساس له من الصحة.. تماما مثلما نقول أن هذه الحادثة مختلقة
ومخلوقة أي أنها لا أساس لها من الصحة وأنها ابتدعت من غير أساس واقعي..

 

وهذا
يعني أنهم حينما يقولون بأن القرآن غير مخلوق يعني أنه غير مبتدع ولا مختلق من غير
أساس واقعي..

 

ونجد
أن الشيخ المفيد إمام الشيعة في عصره يقول كلاما موافقا لأهل الحديث في أحد كتبه
فهو يقرر أن القرآن لا يقال له مخلوق.. لكنه حادث وغير قديم..

 

إذن
ربما كان معنى مخلوق اللغوي سبب القول بعدم خلق القرآن بمعنى مختلف غير الذي
يتبادر منه إلى الذهن.. وإلا فلو جئنا إلى كلمة مخلوق بمعنى حادث لا بمعنى مختلق
لكان نسبة هذا المعنى إلى القرآن بديهيا لا يختلف فيه أي عاقل.. ولكن لما كانت
لفظة مخلوق تحتمل معنيين أحدهما صحيح يمكن نسبته إلى القرآن الكريم وهو معنى حادث..
والآخر معنى فاسد لا ينسب إلى القرآن الكريم وهو معنى مختلق ومكذوب.. لذلك رأى بعض
العلماء من بينهم الشيخ المفيد من أئمة الشيعة أن لا يطلق لفظ مخلوق على القرآن
الكريم وذلك حتى لا يسبب اللفظ اشتباها لبعض الأذهان القاصرة..

 

ملاحظة:
بعض علماء الحديث المتأخرين عن الإمام أحمد بن حنبل نص على أن القرآن غير مخلوق
وعلى أنه قديم أيضا.. وهذا لم يرد في لسان علماء الحديث السابقين فقد اكتفوا
بالقول أنه غير مخلوق وسكتوا عن القول بأنه قديم مما يشير إلى المعنى الذي ذكرناه..

 

بعد
هذه المقدمة أحب أن أقول لك يا أخي الكريم.. إن كنت تقول بأن القرآن غير مخلوق
بمعنى الاختلاق فهذا مما لا شبهة فيه ولن نختلف في هذا الأمر أبدا..

 

وأما
إذا كنت تريد أن تقول لي بأن

القرآن
كلام الله غير مخلوق بمعنى غير حادث ويلازم هذا القول بأنه قديم فهنا سنختلف لأن
هذا القول باطل بل واضح البطلان.. وكلام الإمام أحمد بن حنبل لا يدل على هذا القول
الباطل..

 

لكن
لو كنت تقول به فعليك أن تجيب على هذا السؤال ولن أطيل عليك:

 

هل
القرآن كلام الله شيء غير الله أم أنه شيء داخل كجزء في الله تعالى؟..

 

هنا
إن أجبت بأنه شيء غير الله فكل ما غير الله فهو مخلوق إجماعا.. وإن قلت بأنه جزء
من الله فهل يعقل أننا حينما نتلو القرآن نتلو جزءا من الله عز وجل؟؟!!.. وهل يعقل
أن يكون ما بين الدفتين في المصحف الشريف جزءا من الله تعالى؟؟!!..

 

أكتفي
بهذا المقدار حول مسألة خلق القرآن الكريم..

 

القرآن
يستخدم الظواهر الطبيعية للبرهنة على وجود الله وتوحيده؟؟ بأي منطق هذا؟؟

براهين
التوحيد في القرآن

براهين
التوحيد على نوعين: المشاهد الكونية، وتاريخ البشرية في قصصها مع انبيائها.
الخليقة تشهد لخالقها؛ هذا دليل البداهة؛ المشاهد الكونية تدل على الكائن الاعظم؛
هذا برهان الفطرة: “سنريهم آياتنا في آلافاق وفي انفسهم حتى يتبيّن لهم أنه
الحق” (فصلت 53). ثم يفصل هذه الآيات.

ونلاحظ
أن حوار القرآن كله، ليس لبيان الله، فوجوده مسلمُ به في مكة، وجميع العرب يؤمنون
به قبل القرآن. انما الحرب القرآنية قائمة على الشرك بالله؛ والدعوة القرآنية تدعو
من سورة الى سورة، الى التوحيد الخالص من الشرك. هتاف القرآن الذي صار دستور الدين
والايمان والحق، هو ” لا إاله الا الله”. وبراهين التوحيد على هذه
الشهادة تتخذ مثلها صيغة سلبية أكثر منها ايجابية.

الله
واحد لأنه خلق السماوات والارض، فلا

يقدر
على ذلك سواه.

الله
واحد لأنه خلق النجوم (الواقعه 75)

والجواري
الكنّس (تكوير 16) خصوصاً الشمس والقمر، وهو رب الشعرى!

الله
واحد لانه يولج الليل في النهار، والنهار في الليل.

الله
واحد بحسب تصريفه للرياح(حجر 22، الجاثية 4، اعراف 55) وتحليق الطير (نحل81).

الله
واحد لانه هو الذي يُنزل من السماء ماء يحيي به الارض الموات. ومنه الرعد والبرق.

الله
واحد لأنه خلق الجنس البشري من نفس واحدة، أولاً من حمإِ مسنون، ثم من ماء مهين،
من نطفه، في ظلمات ثلاث.

الله
واحد لأنه فَصّل الأحياء، وخلق الأنعام لمنفعة الانسان.

الله
واحد لأنه خلق البحار، وصيدها، وجعل منها ماء مالحاً ومنها عذباً فراتاً، وتوج
آيته بسير الفلك العجيب على المياه. (نحل 14)

الله
واحد لانه جعل الارض رواسي أن تميد بمَن عليها.

وهذه
المشاهد الكونية يسمّي اوصافها امثالاً يضربها للناس لعلهم يتفكرون (اسراء 89، كهف
54، الزمر 27): ” لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من
خشية الله: وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ” (الحشر 21).

وتجد
مثلاً رائعاً على هذه الامثال والبراهين وطريقتها من سورة النحل:


ينزّل الملائكة بالروح من امره على مَن يشاء من عباده أن أنذروا ان لا إاله إلا
أنا فاتقونِ.


خلق السماوات والارض بالحق، تعالى عما يشركون.


خلق الانسان من نطفه فإذا هو حصم مبين.

“والانعام
خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون.

ولكم
فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون.

وتحمل
اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيع الا بشق الأنفس: ان ربكم لرؤوف رحيم.

والخيل
والبغال والحمير، لتركبوها، وزينة. ويخلق ما لا تعلمون.


ينبت لكم به الزرع والزيتون. والنخيل والاعناب، ومن كل الثمرات: إن في ذلك لآية لقوم
يتفكرون.


وسخر لكم الليل والنهار، والشمس والقمر! والنجوم مسخرات بأمره: ان في ذلك لآيات
لقوم يعقلون.


وما ذرأ لكم في الارض مختلفاً الوانه: ان في ذلك لآية لقوم يذكرون.


وهو الذي سخّر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً، وتستخرجوا منه حلية تلبسونها. وترى الفلك
مواخر فيه. ولتبتغوا من فضله. ولعلكم تشكرون.


والقى في الارض رواسي ان تميد بكم، وأنهار وسبلاً، لعلكم تهتدون:


أفمن يخلق كمن لا يخلق؟؟”.

 

يتدبر
المؤمن هذه البراهين ويسائل نفسه: مشاهد الكون عظيمة، لا أعظم ولا اجمل ولا أكمل!

 ولكن
كيف تبرهن هذه المشاهد على ان الله واحد؟ كيف تظهر وحدانية الله من خلق الانسان من
نطفة، أو سير الفلك على الماء، أو من نزول الماء من السماء؟ كيف يرمز خلق الانعام،
والخيل والبغال والحمير على وجود الخالق وتوحيده؟ كيف تدل انواع الحيوان، واصناف
الثمار، على وحدانية الخالق؟ كيف يدل تسخير الليل والنهار، والشمس والقمر، وسائر
النجوم للانسان، على توحيد الرحمان؟ كيف يظهر تصريف الرياح، وتسخير البحار ان لا
إله الا الله؟ كيف تهدي الرواسي التي تمنع الارض ان تميد بمن عليها الى وجود
الخالق وضرورة توحيدة؟؟

مشهد
رائع!

ومنطق
حائر محيّر!!

 

في
القرآن، هناك تكرار مكشوف في براهين التوحيد. فقد جمعها في قوله: “وإلهكم إله
واحد، لا إله الا هو، الرخمن الرحيم. إن قي 1) خلق السماوات والارض 2) واختلاف
الليل والنهار 3) والفلك تجري في البحر بما ينفع الناس 4) وما أنزل الله من السماء
من ماء، فاحيا به الارض بعد موتها 5) وبث فيها من كل دابة 6) وتصريف الرياح 7)
والسحاب المسخر بين السماء والارض – لآيات لقوم يعقلون” (البقرة 163-164).

 

نلاحظ
أنها براهين الحس والوجدان الديني، لا براهين العقل والمنطق. فالعقل والعلم يفسران
هذه المشاهد الكونية بدون لجوء الى الله، وان كان العلة الاولى ورائها جميعا.
لكنها بحد ذاتها لا برهان فيها على وجود الله أو على توحيده. وليس في القرآن من
براهين العقل والمنطق سوى قوله: “لو كان فيها آلهة الا الله لفسدتا”
(الانبياء 22)، ويسمى برهان التمانع؛ وقوله: ” ما اتخذ الله من ولد، وما كان
معه من إله: أذن لذهب كل إله بما خلق، ولعلا بعضهم على بعض” (المؤمنون 91).
ويسمى برهان التسليم والامتناع، وقوله ايضا: ” قل لو كان معه آلهة، كما
يقولون، اذا لا بغتوا الى ذي العرش سبيلا” (الاسراء 42). لذلك ” زعم
الجاحظ ان المذهب الكلامي لا يوجد منه شيء في القرآن” (1)

 

1)
خلق السماوات والأرض: هذا برهان متواتر تقريبا في كل سورة وبلفظ واحد، ولكنه لا
يستغله جدلا.

2)
اختلاف الليل والنهار: هذا برهان متواتر أيضا بحرفه الواحد (2: 164؛ 3: 109؛ 45: 5)،
فما النكته البيانيه في تكراره بالحرف الواحد؟

3)
والفلك تجري في البحر: برهان متواتر، ولكنه برهان بدائي لقوم بدائيين، يدهشون من
جري الخشب على الماء، فكيف بهم اذا يرون الطائرات تمشي في الهزاء، والصواريخ تغزو
الفضاء؟ لكن كيف يصح أن يكون برهانا على التوحيد لقوم يعقلون؟

4)
أنزل من السماء ماء: وهل تنزيل المطر من السماء معجزة الهية تدل على وجود الله
وعلى توحيده؟

5)
وبث فيها من كل دابة: فهل من خلق الدواب والشجر من برهان على توحيد الله؟؟

6)
وتصريف الرياح: هل فيه برهان لقوم يعلمون؟؟

7)
والسحاب المسخر بين السماء والارض: هذا ايضا برهان متواتر على توحيد الله؟ فهل
الله هو الذي يخلق السحاب بمعجزة. وهل في ذلك برهان لقوم يعقلون؟؟

 

تلك
هي براهين التوحيد في القرآن. إنها أقرب الى الشعر منه الى البرهنة. وهي تملأ سور
القرآن.

 

(1)
الاتقان 2: 135. وأحمد الرازي في كتاب (حجج القرآن) لا يحفظ من حجج أهل التوحيد
على وحدانية الله سوى تلك الايات الثلاث (ص 4).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار