بدع وهرطقات

من هو يسوع المسيح فى فكر شهود يهوه؟



من هو يسوع المسيح فى فكر شهود يهوه؟

من
هو يسوع المسيح فى فكر شهود يهوه؟

 

1–
إيمانهم بوجود ثلاث مراحل (حيوات) لوجود المسيح:

يقسم
شهود يهوه وجود السيد المسيح إلى ثلاث مراحل أو ثلاث حيوات؛ مرحلة الوجود السابق
في السماء، ثم مرحلة صيرورته إنسانا، وأخيرا مرحلة عودته ثانية إلى السماء. فهم
يميزون بين حياته قبل أن يصير إنساناً وبعد أن صار إنسانا، ثم حالة ما بعد الإنسان
أو الإله الممجد في السماء. وهم لا يؤمنون بالتجسد بل يقولون أن الله نقل حياته من
السماء ووضعها في رحم العذراء مريم، وفي رحم العذراء تحول كلية إلى إنسان. لقد
فهموا من قول الكتاب ” والكلمة صار جسدا ” (يو1: 1) أنه تحول تحولا
كاملا إلى إنسان كامل وبالتالي انتهت المرحلة الأولى من وجوده، حياته الأولى،
وبدأت مرحلة ثانية. ثم وبعد صلبه وموته الذي مات فيه وأنتهي من الوجود كلية، لم
يعد له وجود مطلقا لمدة ثلاثة أيام!! وقالوا أنه، بجسده وروحه ونفسه، الإنسان
يسوع، لم يقم من الموت وإنما فني وتلاشى ولم يعد له وجود!! صار عدما ومن ثم انتهت
المرحلة الثانية من وجوده، أو حياته الثانية! ثم أقامه الله من الموت ولكن في
شخصية ثالثة جديده وفي حالة روحية مطلقة ومن ثم بدأت المرحلة الثالثة من حياته، أي
خُلقت الشخصية الثالثة!!

 

يقول
كتاب (يمكنكم أن تحيوا إلى الأبد في الفردوس على الأرض ص 66و67و72) ” هنالك
ثلاثة أجزاء لحياة ابن الله. أولا، هنالك العدد غير المعروف من السنين التي قضاها
مع أبيه في السماء قبل أن يصير إنسانا. ثم ال 31 ,33 سنة التي قضاها على الأرض
بعد ولادته. والآن هنالك حياته ثانيه في السماء كشخص روحاني 000 فقد نقل يهوه حياة
ابنه الروحاني القدير من السماء إلى رحم مريم العذراء 000 لذلك قبل أن يولد علي
الأرض إنسانا كان يسوع في السماء شخصا روحانيا قديرا. وكان له جسم روحاني غير
منظور من الإنسان، تماما كما لله. (يوحنا 4: 24) “، و” قبل المجيء إلى
الأرض دعي يسوع كلمة الله. ويظهر هذا اللقب انه خدم في السماء بصفته الشخص الذي
يتكلم عن الله. ويدعي أيضا ” بكر ” الله، وكذلك ابنه ” الوحيد.
” 000 ويعني ذلك انه خلق قبل كل أبناء الله الروحانيين الآخرين، وانه الشخص
الوحيد الذي خلق مباشرة من الله ” 000 اشترك مع يهوه في خلق كل الأشياء
الأخرى 000 وهكذا عندما قال الله، ” نعمل الإنسان علي صورتنا، ” كان
يكلم هذا الابن. أجل، أن الشخص ذاته الذي أتي في ما بعد إلى الأرض وولد من امرأة
كان قد اشترك في خلق كل الأشياء! وكان قد عاش سابقا في السماء مع أبيه لعدد غير
معروف من السنين 000 ” مات يسوع في ال 2/1 33 من العمر. ولكن في اليوم الثالث
من موته أقيم إلى الحياة. وبعد أربعين يوما رجع إلى السماء 000 وهنالك، كشخص
روحاني مرة أخري، ظهر ” أمام وجه الله لأجلنا “.

 

*
ويقول كتاب (من الفردوس المفقود إلى الفردوس المردود ص 126و127)؛ ” قبل أن
يولد يسوع علي الأرض، كان ابنا سماويا. كان البكر، ابن الله الوحيد، ودعي ”
الكلمة “. وبما انه بدء خليقة الله، فقد كان مع أبيه في السماء منذ بدء كل
خليقة. لقد استخدمه يهوه الله في خلق كل الأشياء الأخرى التي خلقت 000 ولكي يولد
من مريم، كان علي الابن السماوي أن يتخلي عن كل مجده السماوي ومرتبته. وفي وقت
الله المعين لصيرورة ابنه الوحيد أنسانا، نقل يهوه حياة ابنه الوحيد الكاملة من
السماء إلى خلية بيضة في رحم العذراء. أن الله بقدرته الفائقة، استطاع أخذ شخصية
ابنه الوحيد، أي نموذج حياته، ووضع تلك الشخصية ضمن الطاقة الحية التي وضعها في
رحم مريم. وهكذا صور ابن الله أو أعطى بداءة كمخلوق بشري 000 صور يسوع ونما في بطن
مريم حتى حان وقت الولادة 000 وهكذا ولد الطفل يسوع وفيه كل مزايا البر العجيبة،
كما يرث الطفل الصفات من أبيه. وبما أن مصدر حياته كان أبا كاملا، فهو لم يرث
النقص من أمه مريم الناقصة 000 والابن بسرور ” أخلي نفسه ” من جسده
السماوي الروحاني واخذ ” صورة عبد، صائرا في شبه الناس “.

 

*
ويقول كتاب (أمور لا يمكن أن الله يكذب فيها ص231)؛ ” كان يسوع قبل ذلك ابنا
روحيا لله في السماء، ” الابن الوحيد ” لله. ولكي يولد ابنه الوحيد
مخلوقا بشريا كاملا، كان الله القادر على كل شيء جرّد الابن من وجوده الإلهي
السماوي ونقل حياته من السماء إلى رحم مريم بواسطة روح الله وقوته الفعالة غير
المنظورة. وهكذا نما الابن السماوي، الذي كان ” كلمة ” الله أي المتكلم
عنه “.

 

ويقول
كتاب (الحق يحرركم ص 42 – 45)؛ أن السيد المسيح هو المهندس الذي خلقه الله منذ
الأزل وكان بجانبه وشريكه في الخلق؛ ” أن الله الكلى الحكمة والقدرة الذي
ابرز خليقته الأولى للوجود في وقت غير معلوم في الماضي 000 أن أول أعمال الله
الخلقية لم يكن أنموذجا تجريبيا. كلا. كان أحسن أعمال خلقه 000 كانت خليقة الله
الأولى حية عاقلة وقد صنعت لتزدخر حكمة. ” لأن يهوه يعطى الحكمة. من فم
المعرفة والفهم ” 000 ولهذا يجعل الخالق بدء خليقته يتكلم باسم الحكمة الرمزي
في سفر الأمثال الموحى به ويقول: ” يهوه قناني في أول طريقه، من قبل أعماله
منذ القدم 000 فالآن بدأ يهوه الله وشرع في قصده اللامتناهى، وبجانبه مهندس منعما
عليه بالحكمة، وقد نال الحياة من الله، الأمر الذي جعله ابن الله. فيهوه في توليده
هذا الابن أو إبرازه للحياة، كان المنتج أو الخالق الوحيد بدون مساعدة. ولذلك كانت
خليقته الحية الأولى ” ابن الله الوحيد ” وهو كان روحا نظير يهوه أبيه،
قادر أن يراه ويكون معه. ولكونه روحا على مثال الله “. ثم يقولون ” لقد
كان خاضعا لأبيه وخالقه تمام الخضوع. حتى أنه لم يفتكر ولا ناجى نفسه ولا مرة بأن
يكون مساويا لأبيه، لأنه عرف عن فهم وحكمة أن هذه المساواة مستحيلة “. ثم
يتساءلون ” هل حوى ذلك الابن الأول الخلود أي عدم الموت؟ ” ويجيبون
” لا وإنما الله هو الذي أعطاه الخلود ” أنه لم يكن له تلك الصفة ولا
كان خالدا 000ولكن جاء الوقت الذي فيه أتاح الله يهوه الفرصة لابنه لينال الخلود
000 ثم أن الآب يهوه جعل الابن لسان حاله أو المتكلم بالنيابة عنه، مما يدل على
انه كانت خلائق أخرى، والابن كان يعلن لها كلمة الله وينفذها. ولهذا دعي الابن في
هذا المركز ” كلمة الله “. وهذا المركز، مركز الموظف والمنفذ الرئيسي
عند يهوه قد جعل الابن الوحيد في مرتبة أسمى بالنسبة إلى جميع الخلائق الأخرى
الموجودة. لقد وشح الآب ابنه بقوة تناسب مركزه، وهكذا صار الابن المهندس مع يهوه
الله، قديرا وأمام الآخرين جميعا ألا يهوه “.

 

*
ويقول كتاب (ليكن الله صادقا ص 42): ” كان في صوره الله ” أي انه كان
روحا كما أن ” الله روح ” وكان قديرا، إلا انه لم يكن الكلي القدرة نظير
أبيه. وكان أيضا بكر جميع مخلوقات الله السماوية لأنه أول من ظهر بقوه الخالق إلى
عالم الوجود في السماء. فلا عجب إذا دعي بابن الله الوحيد لأنه لم يشترك أحد مع
الله في خلقه ابنه المخلوق الأول. بكر كل خلائقه “.

 

(1)
الحياة الأولى، أو المرحلة الأولى لوجوده في السماء (الإله):

يؤمن
شهود يهوه، كما يتضح من أقوالهم، أن المسيح هو ” إله ” ولكن ليس هو
الله!! ويؤمنون أنه خالق الكون وكل ما فيه، ما يرى وما لا يرى ” فانه فيه خلق
الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم
رياسات أم سلاطين الكل به و له قد خلق ” (كو1: 16)، ولكنه هو نفسه، في نفس
الوقت مخلوق!! وأنه موجود قبل كل خليقة وهو خالق كل خليقة،ولكنه في نفس الوقت أحد
مخلوقات الله!! ويعللون ذلك بأنه كان شريكا لله في الخلق كما أنه شريك لله في
السيادة على الكون، بل وقد أعطاه الله السيادة الكاملة على الكون باعتباره ملك
الملكوت وملك الملوك ورب الأرباب. ويقولون في كتاب (دروس ج 7 ص81)؛ أن المسيح هو
” إله مخلوق ” أن المسيح خُلق كإله ولكنه ليس الله يهوه “.

 

هو
شبيه بإله وليس هو الله نفسه وفي سبيل الوصول لإثبات بدعتهم هذه راحوا يترجمون قول
الكتاب ” في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله. كل شيء
به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان ” (يو1: 1) في ترجمتهم (ترجمة العالم
الجديد –
NWT) إلى ” في بدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله، وإلها كان
الكلمة “! ” و ” كان الكلمة إلها ” ويحولون قوله ” في
البدء ” إلى ” في بدء ” وعبارة ” وكان الكلمة الله ” إلى
” وإلها كان الكلمة ” لتغيير المعنى تماما فيتحول من ” البدء
” الذي لا بداية له إلى مجرد ” بدء ” في زمن يمكن أن يكون محددا.
وتتحول كلمة ” الله ” التي تعنى الله ذاته إلى ” إلها ” أو
” إلهيا ” ليقصدوا بذلك أنه مخلوق بلقب ” إله “. فهم يعترفون
أن السيد المسيح هو ” إله ” و ” قدير ” ولكن ليس هو ” الله
القدير ” وإنما ” إلها قديرا “!! أو كما يقولون في كتاب (أمور لا
يمكن أن الله يكذب فيها ص416)؛ ” وهكذا لا يقول النص أن الكلمة (يسوع) كان
الله نفسه الذي كان هو عنده بل بالأحرى أن الكلمة كان شبيها بإله، إلهيا، إلها
“.

 

ولكن
الآيات المشار إليها تعنى شيء آخر غير الذي يقصدونه. أولا لأن عبارة ” في
البدء ” هنا لا تقصد بدءاً زمنيا إنما هو بدء ما قبل البدء، البدء السابق
للخليقة، البدء السابق لعملية الخلق ووجود المخلوقات. فالذي كان في البدء هو
الخالق الذي ” كل شيء به كان ” والذي كان قبل الكون والذي قال عن نفسه
انه كان ” قبل كون العالم ” (يو5: 17)، وبالرغم من أن البدء هنا يلمح
إلي البدء في سفر التكوين ” في البدء خلق الله السموات والأرض ” (تك 1:
1) إلا أن ” البدء ” هنا يسبق بدء التكوين، البدء في سفر التكوين هو بدء
التكوين، الخلق، بدء عمليه الخلق ذاتها، والذي يبدأ من هذه النقطة الخلق نازلاً
إلي ما بعد ذلك في دورة الزمن و “البدء ” هنا هو البدء الذي كان فيه
الكلمة موجوداً هو ” بدء ” ما قبل البدء، البدء الذي لا بداية له، بدء
الأزل، أنه البدء الذي يذكر وجود الكلمة قبل الخليقة ويرجع للوراء إلي ما قبل
الزمن، إلي الأزل الذي لا بداية له إلي الأبدية. والكلمة الذي كان في البدء هو
الكائن السرمدي بلا بداية والذي وصف نفسه بالأول الذي قبله لا يوجد شيء، والبداية
الذي لا بداية له ولا زمن.

 

ثانياً:
” كان الكلمة ” والفعل كان جاء في الزمن الماضي الناقص، غير التام،
الدال على حالة كانت مستمرة، ويتضمن استمرار الوجود، الوجود المستمر في الماضي
وهذا يعنى أنه قبل أن يبدأ البدء كان الكلمة موجودا ويمكن أن تترجم الآية حرفياً
” عندما بدء البدء كان الكلمة موجوداً هناك “، وهذا يعادل ويساوى القول
” الكلمة يسبق الزمن أو الخليقة “، فكان هنا تشير إلى الوجود المطلق
لارتباطها بالبدء وبالخالق. ومن ثم يعنى نص الآية كاملاً؛ أنه في البدء وقبل الخلق
كان الكلمة موجوداً وهو الخالق ذاته، الذي كان موجوداً من الأزل بلا بداية قبل أن
يقوم بعملية الخلق، كان موجوداً، وكان هو العنصر الفعال، الخالق، بدء البدء.
ويتكرر الفعل ” كان ” في هذه الآية عن الكلمة أربع مرات ” في البدء
كان 000 الكلمة كان 000 وكان الكلمة 000 كان في البدء “. وفي هذه المرات الأربع
تشير إلي ما قبل الخلق والزمن، إلي الأزل، إلي الأبدية، فقد كان هو في البدء عند
الله، و ” كان ” هو الله، ” كان ” قبل وجود الخليقة و ”
كان ” هو الخالق ” كل شيء به كان ” أي بالكلمة، الرب يسوع المسيح.
و ” كان ” في هذه الآية التالية ” كل شيء به كان ” في أصلها
اليوناني (صار
egeneto -) وتعنى حرفياً ” جاء إلى الوجود “، ” وبغيره لم
يكن شيء مما كان (صار – جاء إلى الوجود –
egeneto). إذا فهو الذي
كان ” كان موجوداً ” والخليقة لم تكن قد جاءت إلي الوجود، فهو الخالق،
الذي خلق الخليقة ” كل شيء به كان (جاء إلى الوجود)، وبغيره لم يكن شيء مما
كان (جاء إلي الوجود).

 

ويؤكد
الوحي الإلهي أنه هو، الكلمة، الرب يسوع المسيح، نبع الحياة ومصدرها بقوله ”
فيه كانت الحياة ” (يو4: 1). فهو معطى الحياة للخليقة سواء كانت مادية
(جسمانية) أو أخلاقية، وهو معطى الحياة الأبدية لكل من يؤمن به، ” بل تكون له
الحياة الأبدية ” (يو15: 3،16)، الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية (يو36: 3)،
ومن يؤمن بي فله حياة أبدية (يو37: 6). هو مصدر ونبع الحياة ومبدأها وهذا ما عبر
عنه القديس يوحنا الرسول بالروح القدس بقوله ” الذي كان من البدء الذي سمعناه
الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فإن الحياة
أظهرت ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا ” (يو37:
6).

 

*
ويقول كتاب (ليكن الله صادقا ص 42): ” كان في صوره الله ” أي انه كان
روحا كما أن ” الله روح ” وكان قديرا، إلا انه لم يكن الكلي القدرة نظير
أبيه. وكان أيضا بكر جميع مخلوقات الله السماوية لأنه أول من ظهر بقوه الخالق إلى
عالم الوجود في السماء. فلا عجب إذا دعي بابن الله الوحيد لأنه لم يشترك أحد مع
الله في خلقه ابنه المخلوق الأول. بكر كل خلائقه “.

 

ويعلقون
على قول توما للسيد المسيح ” ربى وإلهي ” (يو28: 20) بالقول ” ليس
هناك اعتراض على الإشارة إلى يسوع بصفته ” إلها ” إذا كان هذا ما يفكر
فيه توما. فأمر كهذا يكون على انسجام مع اقتباس يسوع من المزامير التي جرت فيها
مخاطبة الرجال الأقوياء القضاة، بصفتهم ” آلهة ” 000 وبسبب مركزه الفريد
في ما يتعلق بيهوه 000 تجرى الإشارة إلى يسوع بصفته ” الإله المولود الوحيد
“000 واشعياء 6: 9 أيضا تصف يسوع نبويا بصفته: إلها قديرا ” ولكن ليس
بصفته الله القادر على كل شيء. كل ذلك هو على انسجام مع وصف يسوع بأنه ” إله
” أو إلهي ” في يوحنا 1: 1 “!!

 

وبذلك
يوجدون إلهاً ثانياً إلى جانب الله وشريكاً له في الخلق والكون وأن كان الله هو
خالقه ولكنه هو خالق كل الخليقة، كل الكون وكل ما فيه!! يقولون في كتاب (الحق
يحرركم ص 49)؛ ” يقدر الكتاب المقدس أن يقول عن ابن الله، الكلمة، أنه إله.
نعم هو إله قدير، ولكنه ليس الله القدير الذي هو يهوه (اشعياء 16: 9) 000 الإله
الوحيد الذي هو في حضن الآب، هو خبر 000 أن لقب الابن البكر ” الابن الوحيد
” يشير إلى أن كل الخلائق الأخرى لم تكن خليقة الله مباشرة، بدون وكيل ما
بينها. لأنه بعدما خلق يهوه الكلمة مباشرة، أستخدم حينئذ هذا الابن الوحيد كوكيله
أو ” مهندسة ” في خلق كل شيء آخر 000 أن كلمة الله، المسيح يسوع يجب أن
يكون بكر كل خليقة ” وقبل كل الخلائق الأخرى، والمهندس عند الله في خلقها 000
بداءة خليقة الله “.

 

كما
يقول كتيب بعنوان (
The word – Who
is He ? p. 56
) انه كان له ”
صفه ألهيه “. وترجموا في كتاب (ليكن الله صادقا ص 45) قوله ” المسيح
يسوع أيضا، الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى
نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس ” (فيلبي2: 5-7) إلى ” المسيح
يسوع الذي رغم كونه في صورة الله، لم يفكر خلسة أن يصير مثل لله، ولكنه جرد نفسه
وأتخذ صورة عبد 000 ” لتعني أن الابن ” لم يتبع دور الشيطان ومؤامرته
وخطته ليجعل نفسه مثل أو مساوي لله العلي وليختلس دور الله أو ليغتصب مكان الله
“.

 

وقالوا
في كتاب (الحق الذي يحرركم ص 44و45)؛ أن المسيح لم يكن خالداً ولم يمنح الخلود إلا
مكافأة له على طاعته ليهوه ” هل حوى ذلك الابن الأول الخلود أي عدم الموت؟
الأدلة 000 تبرهن على أنه لم يكن له تلك الصفة ولا كان خالدا ولكن جاء الوقت الذي
فيه أتاح الله يهوه الفرصة لابنه لينال الخلود “.

 

وهم
أيضا يساوون بين المسيح وبين الشيطان ويجعلون من كليهما إلهين متساويين!! والفارق
بينهما هو أن المسيح أطاع الله ولكن الشيطان عصى الله!! ويقولون ” ولكن ألا
يدعى يسوع إلها في الكتاب المقدس؟ قد يسأل المرء. هذا صحيح. ولكن الشيطان أيضا
يدعى إلها (2كورنثوس 4: 4) “!! ورغم قولهم أن المسيح هو خالق الشيطان إلا
أنهم يصرون على المساواة بينهما!! ويقول كتاب (الحق يحرركم ص 53) ” خلق يهوه
والكلمة معا، ابنا روحيا مجيداً آخر، اسمه هايلل، الذي يعنى شخصا براقا، كوكب
الصبح، أو لوسيفر. ولكونه أحد أبناء الله الأولين، فقد دعي ” بنت (في
الرسمية: ابن) الصبح ” (اشعياء). ويظهر أن الكلمة ولوسيفر هما الموصوفان
” بكوكبي الصبح “!!

 

والسؤال
هنا هو؛ هل يتساوى المخلوق بالخالق؟!

 

2
– مرحلة الإنسانية، حالته بعد أن صار إنسانا:

 

تزعم
منظمة شهود يهوه، كما بينا أعلاه، أن الله نقل
Transferred نموذج حياة، نمط حياة، المسيح أو نموذج لشخصيته من السماء إلى رحم
مريم العذراء التي حبلت وولدت به كإنسان، تحول هذا النموذج في رحمها إلى إنسان.

 

والسؤال
الآن هو: هل هناك استمرارية بين ابن الله في حالته الروحية قبل أن يصير إنسانا
وبين حالته بعد أن صار إنسانا؟ هل كان الطفل الذي ولد من مريم العذراء حقا هو نفس
الكائن الذي وجد سابقا في السماء، الإله الذي خلق به الله الخليقة؟ والعجيب انه لا
توجد لديهم أية أجابه واضحة وبعيدة عن الغموض عند شهود يهوه! بل ومن الصعب إيجاد
إجابة واضحة علي هذا السؤال في كتاباتهم! فهم يتحدثون كثيرا وتكرارا عن وجوده
السابق في السماء قبل أن يصير إنسانا وأنه كان في السماء، مع الله، في حالته
الروحية قبل أن يصير إنسانا وأنه كان فقط ابن الله الوحيد الذي صار إنسانا. وفي
نفس الوقت تؤكد الفقرات الكثيرة من كتاباتهم عدم وجود استمرارية بين الكائن
السمائى الروحي والإنسان المولود من مريم العذراء، الإنسان الكامل!!

 

*
يقول كتاب (الحق الذي يحرركم ص 249)؛ ” ابن الله المولود علي الأرض، ما كان
شخصا روحيا قديرا، كاسيا نفسه بجسد طفل بشري؛ ومتظاهرا بالجهل الكامل مثل طفل
مولود جديدا. نقرأ في فيلبي 2: 5 – 8 ما يبين انه وضع حياته الروحية جانبا بكل
معني الكلمة “.

 

*
ويقول كتاب (
Religion of Mankind
p.231
)؛ ” لهذه المعجزة [
ميلاد العذراء ] ولد إنسان (في 2: 7). فهو لم يكن هجين روحي – بشري، إنسان وفي نفس
الوقت شخص روح. فهو لم يرتدي عليه جسد فوق شخص روح غير مرئي ولكنه كان جسدا
“.

 

ونقول
لهم إذا لم يكن المسيح هو نفس الشخص، الروح، وأنه لم يتجسد عندما صار جسدا، بل كان
فقط مجرد إنسان، فهل يكون هو نفس الشخص، الخالق، الذي كان في السماء، أم أنه مجرد
شخص جديد، فرد جديد، آخر غيره، غير الذي قيل أن حياته نُقلت من السماء إلى رحم
مريم؟ وإذا كان قد وضع وجوده الروحي السابق وتركه نهائيا، فكيف يمكن إن يكون هو
نفس الشخص الذي عاش كروح في السماء؟ وبالتالي يكون المعنى الأكثر دقة هو: عندما
ولد المسيح من مريم العذراء، توقف عن كونه روحا وأصبح إنسانا – لا شيء أكثر من
إنسان.

 

انتهى
الكائن الروحي تماما من الوجود وتحول بل خُلق شخص آخر تماما، الإنسان يسوع المسيح،
مجرد إنسان لا صلة له بالكائن الروحي الخالق! وانتهت بنوته الروحية لله! أنهم لا
يؤمنون بالتجسد ولا باتحاد الطبيعة الإلهية مع الطبيعة البشرية، الطبيعة الواحدة
لله الكلمة المتجسد ” ماذا حدث عندما ولد المسيح، انه لم يكن الله المتجسد أو
تجسد الله ” ميلاد يسوع علي الأرض لم يكن تجسد “(1)، ولكن يؤمنون بخلق
نسخة أخرى للمسيح من نموذج حياته السابقة في السماء، شخصية أخرى لا صلة لها
بالأولى. يقول كتاب (الحق الذي يحرركم ص 249) ” لو كان المقصود مجرد تجسد ابن
الله لما كان من لزوم عندئذٍ أن تنقل حياته إلى جنين في رحم العذراء فيتطور هناك
ثم يولد أخيرا كطفل عاجز قاصر. كان بإمكانه أن يظل شخصا روحيا ثم يتخذ جسدا بشريا
كامل النمو يكسو به نفسه. كما فعل بنوا الله في أيام نوح، وكما فعل الملاك جبرائيل
عندما ظهر عيانا لمريم “.

 

إنهم
لا يؤمنون بلاهوت المسيح وناسوته وأنه في طبيعة واحدة من طبيعتين، هي طبيعة الإله
والإنسان، الطبيعة الإلهية والطبيعة الإنسانية، الإله المتجسد، طبيعة واحدة لله
الكلمة المتجسد، ولكن يؤمنون أنه تخلى نهائيا عن طبيعته الروحية، طبيعة الإله،
التي كانت له في السماء، قبل ميلاده من العذراء، عندما جاء إلى الأرض، وتحول في
رحم العذراء، خُلق من جديد، إلى مجرد إنسان!!

 

وعلى
الرغم من زعمهم أن حياة الكائن السمائي نقلت إلى رحم مريم العذراء، ومن ثم يوجد،
علي أي حال، شيء من الاستمرارية. فهذه الحياة التي يزعمون أنها نقلت، يقولون أنها
تحولت إلى مجرد حياة بشرية، يقول كتاب (ليكن الله صادقا ص 46و50)؛ ” وقد تم
هذا الأمر بقوة من الله الخارقة وقت الحبل به بنقله حياة ابنه الوحيد من مركزه
المجيد مع الله أبيه في السماء وتحويله إياه إلى جنين بشري “0

 


الله كان قبلا قد نقل حياته الطاهرة من الديار السماوية إلى رحم عذراء يهودية 0
ولذلك ولد يسوع بشرا كاملا نما وترعرع وصار رجلا كاملا قدوسا بريئا متنزها عن
الخطاة “. كما يقولون أيضا أنه تخلى عن حياته الأولى! وأن ما نقل هو مجرد
نموذج حياة، وذلك دون إيضاح وتركوا المعنى غير واضح أو مفهوم!! وهنا نسألهم؛ أين
إذا هي هذه الاستمرارية المزعومة؟ كما انهم لا يعلمون بوجود سابق للإنسان، مما
يجعلنا لا نستنتج سوى أن حياه المسيح كإنسان بدأت فقط بالحبل المعجزي به. وهم
يقولون أن المسيح ولد ” كمخلوق بشري كامل “(2).

 

ويرجع
سبب إصرارهم على كون المسيح، في فكرهم، مجرد إنسان هو اعتقادهم انه كان علي يسوع
المسيح أن يكون مساوي بصورة مطلقة للإنسان الكامل آدم عندما كان في عدن. لأنه بحسب
تثينة 19: 12 قال الله ” نفس بنفس (
nephesh)، عين بعين، سن
بسن ” (
NWT)، فمن الواضح أن إنسانا كاملاً آخر يجب أن يقدم حياته ليحمل الضرر
الذي وقع بسبب سقوط آدم “(3) ولأن امتيازات الحياة البشرية دُفعت غرامة عن
السلالة البشرية بواسطة والدها الكامل آدم، بالخطية، لذا كان يجب إعادة شراء
امتيازات هذه الحياة بذبيحة حياه بشريه تامة مثل يسوع(4).

 

كما
يزعم شهود يهوه أن المسيح، بعد أن وُلد كإنسان لم يصر ” ابن الله ” إلا
في المعمودية، فقط، عندما أعتمد من يوحنا المعمدان وجاءه صوت من السماء قائلا
” هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت “، والتي حوروها في ترجمتهم (
NWT) إلى ” هذا هو أبني الحبيب، الذي أستحسنه – whom I have approved ” (متي 3: 17)!! وهذا يعني ” كما ظلل الله مريم بروحه
ونقل حياه أبنه من السماء إلى رحمها، ولد الله يسوع بنفس الروح ليكون أبنه الروحي
“(5). وفي كتاب (ليكن الله صادقا ص49) يقولون ” وفي هذه المعمودية أعرب
يسوع عن خضوعه الكامل ليهوه وإقدامه التام علي فعل إرادة الله 0 وبذلك تم تكريسه
بروح الله القدوس، وهنالك أعترف يهوه بأن يسوع ابنه الحبيب 0 فدل هذا علي بدء
ولادة يسوع ثانية وصيرورته ابنا روحيا لله كما كان قبل نزوله من السماء إلي الأرض
0 وبانسكاب روح الله القدوس علي يسوع في الأردن تمت عمليه المسح وتعين ملكا
“. وهنا تؤكد عبارة ” ولادة يسوع ثانية ” على عدم الاستمرارية بين
الحالة الأولى التي كان عليها المسيح في السماء والحالة الثانية لوجوده على الأرض،
حسب مزاعمهم!!

 

ويمثل
نزول الروح علي المسيح في هيئة حمامه حقيقة، في مفهوم شهود يهوه، أنه، المسيح، قد
صار ممسوح بروح الله، وهكذا أصبح رئيس كهنة يهوه (6). ومن ثم، كما يزعمون، فقد صار
” خليقة جديده بروح حياه في السموات غير المرئيه 000 ووارث الملكوت “!!
أي أنه، المسيح، لم يكن وارث الملكوت السماوي ولم يكن ابن الله حتى معموديته!!
والغريب بل والأغرب أنهم يساوونه بأعضاء الهيئة الممسوحة الذين يصيرون أشخاصا
روحيين بولادتهم من روح الله(7)، بل ويوجد تشابه جزئي قريب جدا بين المسيح وأعضاء
الهيئة الممسوحة. ولأن المسيح عندما كان علي الأرض لم يكن الله، ولا شخصا روحيا،
بل مجرد إنسان فقط، علي الرغم من انه إنسان بلا خطيه، لذا فالفرق بين المسيح وال
000, 144 ليس في النوع الواحد، بل في الدرجة فقط! فهو كما يقولون في كتاب (ليكن
الله صادقا ص 39)؛ ” كبير شهود يهوه هو مسيحه مسيا، الممسوح من الله ملكا في
حكومته الثيوقراطية “!!

 

3
– مرحلة ما بعد الإنسان،الكائن الروحي الأسمى في السماء:

 

تقول
الهيئة الحاكمة لشهود يهوه أو منظمة شهود يهوه الثيوقراطية أنه بعد أن مات المسيح
كإنسان، روحا ونفسا وجسدا، إلى الأبد، وأنتهي وجوده من الوجود تماما، أقامه الله
من الموت ” ليس كابن بشري، بل كابن روحي خالد قدير “!! وينكرون قيامته
الجسدية تماما ويقولوا انه لم يقم بنفس الجسد الذي كان فيه على الأرض بل كابن روحي
” ابن روحي أو لم يعد جسدا “(8). والسبب وراء هذا الفكر غير الكتابي
والمنحرف هو، كما يبتدعون، لكي يكفر عن خطيه آدم، كان عليه، المسيح، أن يقدم جسده
البشري، حياته البشرية، روحا ونفسا وجسدا، ذبيحة. وهذا، في فكرهم، يعني انه كان
عليه أن يتخلي عن وجوده بشكل دائم ولا يمكن أن يستعيد هذا الوجود ثانيه. لذا أقامه
الله ” كابن روحي “(9). ويستشهدون دائما بقول القديس بطرس بالروح ”
فان المسيح أيضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا البار من اجل الاثمة لكي يقربنا
إلى الله مماتا في الجسد و لكن محيى في الروح ” (1بط3: 18)!! والتي يترجمونها
” لكونه وضع للموت في الجسد، ولكن صار حيا في الروح ” (
nwt).

 

+
يقول كتاب (ليكن الله صادقا ص 51-54)؛ ” بذل بشريته مفارقا إياها إلى الأبد
000 نعم بذل يسوع حياته البشرية مضحيا بها إلى الأبد 000 بقي يسوع ميتا ثلاثة أيام
0 وفي صباح اليوم الثالث ذكره الله، الخالد الوحيد، وأعاده إلى الوجود، ولكن لا
إلى المستوي الإنساني كابن بشري لله، بل إلى المستوي الروحاني، وكابن روحي خالد
وقدير 0 ودفع له الله كل قوه وسلطان في السماء وعلي الأرض “.

 


رفع الله ابنه الروحي بعد قيامته إلى مقام اسمي مما كان له قبلما نزل من السماء
وصار إنسانا علي الأرض 000 أما الآن فقد صار يسوع بقوة الله رئيس هيئة الله العليا
العتيدة أن تسود الكون برمته 000 أليس هذا دليلا راهنا علي أن يسوع لم يصعد إلي
السماء بجسمه البشري؟ لأنه لو صعد كذلك، لبقي اوطي من الملائكة إلى الأبد، إن
الإنسان الكامل خلقه الله ادني رتبه من الملائكة “، ” وضع قليلا عن
الملائكة 000 لهذا لم يقصد الله أن يظل ابنه يسوع إنسانا إلى الأبد، في مقام ادني
من الملائكة “.

 

ولأنهم،
شهود يهوه، لا يؤمنون بوجود نفس بشرية غير مادية بعد الموت، ولأنهم يؤمنون أن
المسيح كإنسان لم يقم من الموت، لذا قالوا أنه، المسيح بجسده، أُبيد ولم يعد إلى
الوجود عندما مات، كان في حاله لاوعي مطلق، مجرد تراب بمعني الكلمة، ولأنهم يؤمنون
أنه كان علي الأرض مجرد إنسان، بطبيعة بشريه فقط، طبيعة الإنسان، وهذه الطبيعة
الإنسانية قدمها علي خشبه الآلام، الصليب، لذا لم يستطع أن يستعيد جسده ثانية
نهائيا. ويقولون أنه، المسيح، قدم فقط جسده البشري وليس نفسه البشرية، لأنهم لا
يؤمنون بوجود نفس تحي الجسد. والحياة التي يستمتع بها المسيح الآن ليست حياه بشريه
ولا حياه شخص إلهي ذو طبيعة بشريه، بل حياة ملائكية، حياه لروح مخلوق يدعي
ميخائيل. فمن الواضح إذا، أن المسيح بعد قيامته لم يعد بشرا بأي معني، أو كائن
بطبيعة بشرية.

 

وهكذا
لا يوجد استمرارية حقيقية، سواء بين حالة المسيح الأولى والثانية أو حالته الثانية
الثالثة!! ومن ثم فنحن هنا ليس أمام كائن واحد نزل من السماء بعد أن تجسد وأتخذ
صورة العبد ثم عاد إلى السماء، كما هو، الإله المتجسد، بنفس الجسد ولكن بعد أن
تمجد، كما يقول الكتاب ” يسوع المسيح هو هو امسا واليوم وإلى الأبد ”
(عب13: ، ولكن نحن أمام ثلاثة كائنات مختلفة تماماً؛ الأول هو الإله الخالق،
والثاني هو الإنسان الوضيع المخلوق في رحم مريم العذراء والذي مات وزال من الوجود
وصار عدما، كما يزعمون، والثالث هو كائن مخلوق من العدم، ولكن أسمى من كليهما!!
وهذا الفكر في حد ذاته يلغى والذي لا وجود له إلا في خيال شهود يهوه المبتدع
والهرطوقي، يلغى عقيدة المسيح والفداء والكفارة تماما من الكتاب المقدس! لأن الشخص
الذي وضع ذاته في الجلجثة لم يكن هو نفس الكائن الذي وجد سابقا في السماء وكان
عميل الله في الخليقة، كما يزعمون، والكائن الذي يحكم الآن علي ملكوته السماوي ليس
هو الشخص الذي كان إلها في السماء ولا هو الذي ولد من العذراء ثم مات علي الصليب
لأجلنا!! أننا، حقا، ليس أمام شخص واحد بل أمام ثلاثة أشخاص!! وليس أمام مسيح واحد
بل ثلاثة مسحاء!! أي أن شهود يهوه ليس لديهم مسيح واحد بل لديهم ثلاثة مسحاء ليس
بينهم واحد مساو ليهوه الله وليس بينهم واحد هو مسيح الأسفار المقدسة. لذا فهم
يؤمنون بمسيح آخر ليس هو مسيح الكتاب المقدس، وبإنجيل آخر ليس هو إنجيل المسيح!!
ومن ثم ينطبق عليهم قول الكتاب المقدس ” أني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعا
عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر ليس هو آخر غير انه يوجد قوم يزعجونكم
ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح ولكن أن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما
بشرناكم فليكن اناثيما ” (غل6: 1-8).

 

وهكذا
لا يوجد استمرارية حقيقية، سواء بين حالة المسيح الأولى والثانية أو حالته الثانية
الثالثة!! ومن ثم فنحن هنا ليس أمام كائن واحد نزل من السماء بعد أن تجسد وأتخذ
صورة العبد ثم عاد إلى السماء، كما هو، الإله المتجسد، بنفس الجسد ولكن بعد أن
تمجد، كما يقول الكتاب ” يسوع المسيح هو هو امسا واليوم وإلى الأبد ”
(عب13: ، ولكن نحن أمام ثلاثة كائنات مختلفة تماماً؛ الأول هو الإله الخالق،
والثاني هو الإنسان الوضيع المخلوق في رحم مريم العذراء والذي مات وزال من الوجود
وصار عدما، كما يزعمون، والثالث هو كائن مخلوق من العدم، ولكن أسمى من كليهما!!
وهذا الفكر في حد ذاته يلغى والذي لا وجود له إلا في خيال شهود يهوه المبتدع
والهرطوقي، يلغى عقيدة المسيح والفداء والكفارة تماما من الكتاب المقدس! لأن الشخص
الذي وضع ذاته في الجلجثة لم يكن هو نفس الكائن الذي وجد سابقا في السماء وكان عميل
الله في الخليقة، كما يزعمون، والكائن الذي يحكم الآن علي ملكوته السماوي ليس هو
الشخص الذي كان إلها في السماء ولا هو الذي ولد من العذراء ثم مات علي الصليب
لأجلنا!! أننا، حقا، ليس أمام شخص واحد بل أمام ثلاثة أشخاص!! وليس أمام مسيح واحد
بل ثلاثة مسحاء!! أي أن شهود يهوه ليس لديهم مسيح واحد بل لديهم ثلاثة مسحاء ليس
بينهم واحد مساو ليهوه الله وليس بينهم واحد هو مسيح الأسفار المقدسة. لذا فهم
يؤمنون بمسيح آخر ليس هو مسيح الكتاب المقدس، وبإنجيل آخر ليس هو إنجيل المسيح!!
ومن ثم ينطبق عليهم قول الكتاب المقدس ” أني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعا
عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر ليس هو آخر غير انه يوجد قوم يزعجونكم
ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح ولكن أن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما
بشرناكم فليكن اناثيما ” (غل6: 1-8).

 

4
– زعمهم أن المسيح هو رئيس الملائكة ميخائيل؟!

 

وإلى
جانب ما سبق أن أوضحناه فقد وصل شهود يهوه إلى أقصى ما وصلوا إليه من تأويل للكتاب
المقدس وتطويع آياته لتؤيد بدعتهم وهرطقتهم بقولهم أن المسيح هو ” رئيس
الملائكة ميخائيل “!! ويتساءلون في كتاب (المباحثة من الكتاب المقدس ص 422)
” هل يسوع المسيح هو الشخص نفسه ميخائيل رئيس الملائكة؟ ” ويجيب الكتاب
” اسم ميخائيل هذا يظهر خمس مرات فقط في الكتاب المقدس. والشخص الروحاني
المجيد الذي يحمل هذا الاسم يشار إليه ب ” واحد من الرؤساء الأولين. ”
” الرئيس العظيم القائم لبنى شعبك [دانيال ]. ” وب ” رئيس
الملائكة.” (دانيال 13: 10؛1: 12؛،يهوذا 9) وميخائيل يعنى من هو مثل الله؟
” والاسم كما يتضح يشير إلى ميخائيل بصفته الشخص الذي يأخذ القيادة في تأييد
سلطان يهوه وأهلاك أعداء الله.

 

في
1 تسالونيكى 16: 4، أن أمر يسوع المسيح بابتداء القيامة موصوف ب ” صوت رئيسي
ملائكة ويهوذا تقول أن رئيس الملائكة هو ميخائيل. فهل يكون ملائما تشبيه هتاف يسوع
بذاك الذي لشخص اقل في السلطة؟ من المنطقي. إذا أن ميخائيل رئيس الملائكة هو يسوع
المسيح. وبشكل ممتع فأن العبارة ” رئيس ملائكة ” ليست موجودة أبدا بصيغة
الجمع في الأسفار المقدسة، الأمر الذي يدل على أن هنالك واحد فقط “!! ثم يضيف
الكتاب ” تقول الرؤيا 7: 12-12 أن ميخائيل وملائكته يحاربون الشيطان ويطرحون
وملائكته الأشرار من السماء في ما يتعلق بمنح السلطة الملكية للمسيح. ويجرى وصف
يسوع فيما بعد كمن يقود أجناد السماء في حرب ضد أمم العالم. (رؤيا11: 19-16) أليس
معقولا أن يكون يسوع أيضا الشخص الذي يتخذ الأجراء ضد الشخص الموصوف ب ” رئيس
هذا العالم ” الشيطان إبليس؟ “!!

 

وهكذا
وبحجج واهية ودون أي دليل منطقي إلا مجرد تخمينات تخيلها فكرهم

 

الهرطوقى
المنحرف زعموا أن المسيح هو رئيس الملائكة ميخائيل؟؟!!

 

والسؤال
الآن هو؛ هل ما يزعمه شهود يهوه عن المسيح صحيح؟! وهل يمكن أن يكون هو الخالق وفي
نفس الوقت مخلوق؟! وهل يمكن أن يكون هو إله قدير ولكنه ليس الإله القدير؟ وهل يمكن
أن يكون هناك في الكون إلهين قديرين أحدهما هو الإله القدير والأخر هو إله قدير؟!
وهل هو إله مساو للشيطان إله هذا الدهر؟! وهل هو رئيس الملائكة ميخائيل؟

 

2
– يسوع المسيح هو هو الله يهوه:

 

1
– المسيح ليس هو الملاك ميخائيل:

وقبل
أن نبدأ في إيضاح فكر الكتاب المقدس عن شخص المسيح نؤكد أن السيد المسيح لم يكن هو
الملاك ميخائيل ولا أى ملاك آخر. أولا؛ فهو بحسب أقوال شهود يهوه، خالق جميع
المخلوقات بما فيهم الملائكة جميعا ومن ضمنهم الملاك ميخائيل. ثانيا؛ يقول الكتاب
عنه أنه الذى تسجد له كل الخليقة ” لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء
ومن على الأرض ومن تحت الأرض ” (في2: 10)، وعلى رأس هذه الخليقة جميع الملائكة
” وأيضا متى ادخل البكر إلي العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله ”
(عب1: 6). كما أن الفرق بين المسيح والملائكة جميعا هو الفرق بين الخالق والخليقة،
مخلوقاته التي خلقها، بين الله ومخلوقاته. وقول الكتاب في المقارنة بين المسيح
والملائكة جميعا؛ ” لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك
وأيضا أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا وأيضا متى ادخل البكر إلى العالم يقول
ولتسجد له كل ملائكة الله وعن الملائكة يقول الصانع ملائكته رياحا وخدامه لهيب نار
وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك أحببت البر
وأبغضت الآثم من اجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج اكثر من شركائك وأنت يا رب
في البدء أسست الأرض والسماوات هي عمل يديك هي تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى
وكرداء تطويها فتتغير ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى ثم لمن من الملائكة قال قط اجلس عن
يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل
العتيدين أن يرثوا الخلاص ” (عب5: 1-14). ليس هناك أي وجه للمقارنة بين
المسيح، الخالق، وبين الملائكة المخلوقين، خليقته الذين خلقهم. ويقول دانيال النبي
أن ميخائيل مجرد رئيس من روساء الملائكة، واحد من كثيرين ” هوذا ميخائيل واحد
من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي ” (دا10: 13).

 

2-
اسم يهوه: اسم يهوه هو الاسم الوحيد في العهد القديم من بين أسماء الله وألقابه
الدال على كينونته ووجوده الدائم، السرمدي، الأبدي الأزلي، الذي لا بداية له ولا
نهاية. ويعنى الكائن المطلق الذي لا يتغير؛ وأيضاً الذي يسبب أن يصير = الخالق سبب
وعلة الوجود، خالق الجميع، الفاعل في الكون، في الخليقة والتاريخ، الموجود بذاته،
ذو الوجود الدائم والمستمر. الموجود بذاته من غير موجد، الموجود الوحيد الواجب
الوجود وسبب وعلة كل وجود، الموجود المطلق غير المتغير وغير المحدود وغير الزمني
وغير المحوى، وغير المستحيل. ويهوه هو الله ” يهوه هو الله “. ويتفق
العلماء، الآن وبصفة عامة على أن أسم (يهوه
Yahweh)
مشتق من الأصل العبري، في شكله القديم ” هايا، هاياه –
hayah – haya ” ويعني ” هو الذي يكون – who is he
“، آي الموجود الذاتي، الموجود بذاته، وفي المستقبل يعني ” هو الذي
يستمر كائناً
He who will continue
to be
“، آي الدائم الوجود
الموجود أبداً؛ الكائن الذي يكون الدائم الوجود وواجب الوجود، الكائن المطلق الإله
المطلق الموجود بذاته، والذي له حياة جوهرية في ذاته، الموجود الدائم، الحي الذي
له الحياة في ذاته، الموجود بلا موجد، الموجود المطلق. أنه مشتق من فعل الكينونة
منسوب إلي الثالث الغائب ” أنا هو الذي يكون، أنا الكائن ” والمعبر عنه
في العهد الجديد ب ” الألف والياء “، ” البداية والنهاية “؛
” يقول الرب الإله الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء “، أي
الأزلي الذي لا بدية له، والحاضر الآن ودائماً، الكائن، الموجود دائماً، والأبدي
الذي لا نهاية له، السرمدي، الذي لا يتغير، واجب الوجود. ” هكذا يقول يهوه
000 يهوه صبوؤت أنا الأول والأخر ولا إله غيري ” (اش) الاسم يعبر عن الوجود
الذاتي غير المتغير؛ الذي كان دائماً ما يكون، والذي يكون ما كان، والذي سيكون
دائماً ما كان وما يكون دون أن يتغير، لأنه هو ذاته غير المتغير.

 

وإلي
جانب ما سبق فهناك الوجهة السببية للاسم والذي يعني ” يسبب أن يصير “،
والذي يسبب أن يكون، الذي يسبب أن يكون الذي يحضر للوجود، أي الخالق، ” أنا
الذي يسبب أن يكون للوجود، علة الوجود (خالق كل شيء) ما في السماء وما على الأرض،
السماء ذاتها وما فيها، والأرض ذاتها وما عليها، الكون كله من أصغر جزء في الذرة
إلي أكبر المجرات، ما يري وما لا يري، ما ندركه وما لا ندركه؛ ” هكذا يقول
الله يهوه خالق السموات وناشرها باسط الأرض ونتائجها معطى الشعب عليها نسمه
والساكنين فيها روحاً ” (اش5: 42)، ” لأنه هكذا قال يهوه خالق السموات
هو الله. مصور الأرض وصانعها. هو قدرها. لم يخلقها باطلاً. للسكن صورها. أنا يهوه
وليس أخر ” (اش18: 45)، ” أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة
والقدرة لأنك أنت خلقت كل الأشياء وهى بإرادتك كائنة وخلقت ” (رؤ11: 4).

 

ويتكرر
أسم ” يهوه ” في العهد القديم في الأصل العبرى جوالي 6.800 مرة
وبالتحديد 6.823 وقد حمل الاسم ونسب إليه كل ما ينسب لله من صفات وكان محور
العبادة في القديم ولم ينسب لغير الله مطلقاً ولم يطلق على غير الذات الإلهية ولم
يسم به سوى الله وحده (يهوه هو الله، يهوه هو الله) كما لم يذكر معرفاً بأداة
تعريف على الإطلاق لأنه اسم الذات الإلهية الدال على ماهية وكينونة وجوهر اللاهوت،
الله. فهو معرف في ذاته بدون أدوات التعريف اللغوية. كما لم يذكر أبدا بصفة الحي
ولم يقال أبداً ” يهوه الحي “، فالاسم في حد ذاته يعبر عن وجود الحياة
في الذات ” له حياة في ذاته ” وهو ” الحي “، ” حى أنا
يقول يهوه ” (إش49: 18). والحياة ليست منفصلة عنه وهذا ما لا ينطبق على
مخلوق، لأن كل مخلوق يستمد وجود حياته من الله الحي الموجود الذاتي واجب الوجود،
يهوه الكائن السرمدى.

 


اسم يسوع يحل محل اسم يهوه: وكان اسم ” يهوه ” في القديم هو محور
العبادة ومحور العلاقة بين الله والإنسان فقد ارتبط به كل ما يتعلق بالعلاقة بين
المخلوق والخالق من عبادة وصلاة وسجود ودعوة 000 الخ أما في العهد الجديد فإن اسم
يسوع والمساوي لاسم يهوه فقد أصبح هو محور العلاقة بين الله والناس ومحور العبادة
وارتبط به كل ما ارتبط في القديم باسم يهوه. وصار اسم يسوع اسماً ” فوق كل
اسم لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض”
(في8: 2)، فهو ” فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم ” (اف21: 1).
ويفوق اسم يسوع كل اسم لأنه اسم الإله المتجسد، أنه يهوه المخلص. أنه الاسم الوحيد
المساوي والمرادف لاسم يهوه ويسوع نفسه كما يقول الوحي ” لم يحسب مساواته لله
اختلاساً ” (في6: 2). ويسوع المسيح ليس هو ” ثاني أعظم شخصية في الكون
” كما يزعم شهود يهوه! وإنما هو المساوي ليهوه كما يقول الكتاب، بل هو نفسه
يهوه. لماذا هو يهوه؟ وكيف يكون هو يهوه؟ والإجابة هي؛ لأن الله الآب أعطاه لقب
يهوه الذي لا يمكن أن يُعطى لغير الله ” أنا الرب (يهوه) هذا اسمي ومجدي لا
أعطيه لآخر ” (إش42: ، كما وصفه به الكتاب المقدس ووصف هو نفسه به.

 

(1)
يسوع هو محور الإيمان وموضوعه؛ كان الله (يهوه) دائما وسيظل هو محور وأساس وموضوع
الإيمان والدعوة ومحور موضوع رسالة الأنبياء والرسل والخدام ورجال الله في كل زمان
ومكان. وقد حل اسم يسوع، باعتباره الإله المتجسد، محل اسم يهوه وتحولت الدعوة
وتحول الإيمان الدعوة والإيمان من اسم يهوه إلى اسم يسوع، ونسب لأسم يسوع كل ما
نسب ليهوه في القديم. كما اقتبس العهد الجديد نفس الآيات الخاصة بيهوه وطبقها
حرفياً على يسوع مؤكداً أن يسوع هو يهوه وأن ما نسب ليهوه ينسب ليسوع.

 

(2)
اسم يسوع السامي؛ حيث وصف الكتاب اسم يسوع بالاسم السامي الذي يفوق كل اسم والذي
هو فوق كل اسم، وكما أن اسم يهوه هو الاسم الذي له العظمة والمجد فان اسم يسوع له
المجد والعظمة ” لكى يتمجد اسم ربنا يسوع المسيح فيكم وأنتم فيه بنعمة ألهنا
والرب يسوع المسيح ” (2تس12: 1)، ” وكان اسم الرب يسوع يتعظم ”
(أع17: 19). فهو ” الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب مساواته لله اختلاساً
000 وأعطاه (الله الآب) أسماً فوق كل اسم لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في
السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ” (في 5: 2،6).

 

(3)
يسوع هو محور الإيمان: فقد قال ” أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات
فسيحيا ” (يو25: 11). ويقول الكتاب ” من يؤمن به لا يخزى ” (رو11:
10)، ” كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا ” (أع43: 10). وكان وما
يزال وسيظل الإيمان به هو محور الكتاب المقدس ورسالة الأنبياء والرسل والخدام
والمبشرين.

 

(4)
الدعوة باسمه: يقول يوئيل النبى ” إن كل من يدعوا باسم يهوه ينجو ”
(يوء32: 2) واقتبس كل من القديسين بولس وبطرس هذه الآية وطبقاها حرفياً على يسوع
” كل من يدعو باسم الرب (
kyrios) يخلص ” (أع21: 3؛ رو13: 10). والرب هنا حسب سياق الموضوع
والكلام هو الرب يسوع. وقد قال حنانيا لبولس بعد أن آمن بالرب يسوع المسيح ”
لماذا تتوانى؟ قم اعتمد وأغسل خطاياك داعياً باسم الرب ” (أع16: 22). ”
المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون بأسم يسوع المسيح في
كل مكان ” (1كو2: 1). وهكذا تحولت الدعوة من اسم يهوه اسم يسوع ودعى تلاميذه
ورسوله والمؤمنين به مسيحيين على لقبه، المسيح.

 

(5)
يسوع هو محور وأساس وموضوع الكرازة؛ وكان الهدف الأول للبشارة والكرازة في العهد
الجديد هو الإيمان بالرب يسوع المسيح ونشر أسمه في كل المسكونة. قال السيد نفسه
لتلاميذه مفسراً ما كتبه عنه الأنبياء يقول الكتاب ” له يشهد جميع الأنبياء
أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا ” (أع43: 10). وكان الإيمان به وبألوهيته
كان هو هدف كتابه العهد الجديد؛ ” أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو
المسيح أبن الله ولكي تكون لكم إذا أمنتم حياه باسمه ” (يو31: 20) ”
أكتب هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم أبن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبديه ولكي
تؤمنوا باسم أبن الله” (1يو13: 5)، ” أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم
باسم الأب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم
كل الأيام إلى انقضاء الدهر ” (مت18: 28).

 

(6)
وهو أيضاً الذي يرسل الملائكة والأنبياء والرسل والمبشرين للإعلان عنه والبشارة
والكرازة باسمه وبتعاليمه ووصاياه في كل المسكونة؛ ” أنا يسوع أرسلت ملاكي
لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس ” (رؤ16: 22). وقال لتلاميذه ”
وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض ”
(أع8: 1)، وقال عنه الوحى الإلهي ” الذي نزل هو الذى صعد أيضاً فوق جميع
السموات لكي يملأ الكل. وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض
مبشرين والبعض رعاه والبعض معلمين ” (أف10: 4،11)، ” سر المسيح الذي في
أجيال آخر لم يعرف به بنو البشر كما قد أعلن الأن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح
“(أف5: 3).

 

(7)
وهو المعطى فما وكلاماُ وحكمه؛ في القديم قال الله لموسى: أذهب وأنا أكون مع فمك
وأعلمك ما تتكلم به ” (خر12: 4) والسيد المسيح يقول لتلاميذه ” لأني أنا
أعطيكم فما وحكمه لا يقدر جميع معانديكم أن يناقضوها أو يقاموها ” (لو15:
21). وفي القديم قيل ” اسمعوا كلمة يهوه يا بيت يعقوب ” (ار4: 2) وفي
العهد الجديد يقول الوحي الإلهي ” لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل
حكمه معلمون ومنذرون بعضكم بعض بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمه مترنمين في
قلوبكم للرب. وكل ما عملتم بقوله أو بفعل الكل باسم الرب يسوع المسيح ”
(كو16: 3).

 

(8)
الكل خدامه؛ قيل في العهد القديم ” وأما أنتم فتدعون كهنة يهوه تسمون خدام
ألهنا ” (أش61: 6)، وفي العهد الجديد يقول ” لأنكم تخدمون الرب المسيح
” (كو24: 3). فخدام يهوه هم خدام المسيح وخدمة يهوه هي خدمة الرب يسوع
المسيح. ونحن جميعاً نخدم رباً واحداً وألهاً واحداً.

 

(9)
احتمال الآلام لأجل أسمه؛ طلب السيد المسيح من الجميع أن يتركون كل شيء في العالم
لأجل أسمه ويعد شعبه بالحياة الأبدية وأكد أنهم سيضطهدون وينالون الضيق والآلام
لأجل أسمه؛ ” وتكونون مبغضين من الجميع لأجل أسمى ” (مت22: 10)، ”
حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل أسمى ”
(مت 24: 9)، ” يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم إلى مجامع وسجون
وتساقون أمام ملوك وولاة وتكونون مبغضين من الجميع من أجل أسمى ” (لو12: 21)،
كما يمتدح السيد المسيح كل من ملاك كنيسة أفسس وملاك كنيسة برغامس، فيقول للأول
” احتملت ولك صبر وتعبت من أجل أسمى ” (رؤ9: 2)، ويقول الثاني ”
وأنت متمسك بأسمى ولم تنكر إيماني ” (رؤ13: 2). احتمل الأنبياء والرسل
والمبشرون والخدام الآلام لأجل اسم يسوع وقبلوا ذلك بفرح، ولو لم يكن المسيح يسوع،
هو يهوه، الله الإله المتجسد، الله الظاهر في الجسد، لما احتملوا الآلام لأجل أسمه
وطافوا العالم كله يدعون للإيمان باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا والحياة باسمه.

 

(10)
على أسم يسوع رجاء الأمم؛ وكما قيل عن يهوه أن اسمه رجاء الأمم قيل عن يسوع أيضاً
أن على اسمه رجاء الأمم ” وعلى أسمه يكون رجاء الأمم”(مت 21: 12).

 

(11)
بالإيمان باسمه تغفر الخطايا؛ يقول الكتاب ” له يشهد جميع الأنبياء أن كل من
يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا ” (أع43: 10)، ” اكتب إليكم أيها
الأولاد لأنه قد غفرت لكم خطاياكم لأجل أسمه ” (1يو12: 2)، ولما وعظ بطرس
الرسول أول عظة له بعد حلول الروح القدس سأل الكثيرون من الذين نخسوا في قلوبهم
الرسل ” ماذا تصنع ” فقال لهم القديس بطرس ” توبوا وليعتمد كل واحد
منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس ” (أع37:
2و38).

 

(12)
وباسم يسوع تجرى قوات وعجائب وتخرج الشياطين؛ عندما أرسل السيد المسيح تلاميذه
للبشارة به قال لهم معطياً سلطانه لهم ” اشفوا مرضى. طهروا برصاً. أقيموا
موتى. أخرجوا شياطين ” (مت8: 10)، ولما عين سبعين رسولاً يقول الكتاب ”
فرجع السبعون بفرح وقالوا له يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك ” (لو17:
10)، وقبل صعوده مباشرة قال لتلاميذه ورسله ” وهذه الآيات تتبع المؤمنين
يخرجون الشياطين بأسمى ويتكلمون بألسنة جديدة يحملون حيات وأن شربوا سماً مميتاً
لا يضرهم ويضعون أيديهم على المرضى فيبرءون ” (مر17: 18 و18). وهكذا خرج
الرسل مزودين بالسلطان الذي أعطاه لهم يسوع المسيح يصنعون قوات وعجائب ومعجزات
باسمه فشفي بطرس ويوحنا أعرج من بطن أمه قائلين ” باسم يسوع المسيح الناصري
قم وأمشى ” (أع6: 3)، ولما سألهما رؤساء الكهنة ” بأية قوة وبأي اسم
صنعتما أنتما هذا؟ ” (اع7: 4) قال لهم بطرس ” أنه باسم يسوع المسيح
الناصري 000 وقف هذا أمامكم صحيحاً ” (اع 10: 4). وهكذا أخرج أيضاً القديس
بولس الروح النجس من العرافة قائلاً ” أنا بأمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج
منها فخرج في تلك الساعة ” (اع8: 16).

 

(13)
الصلاة والطلبة باسم يسوع؛ والصلاة والطلبة لا تقدم آلا إلى الله وحده، والرب يسوع
المسيح يطلب أن يصلى إليه ” لأنه حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة بأسمى فهناك
أكون في وسطهم ” (مت20: 18) ” ومهما سألتم بأسمى فذلك أفعله ليتمجد الأب
بالابن. أن سألتم شيئاً بأسمى فأنى أفعله ” (يو12: 14 و13)، ” في ذلك
اليوم تطلبون بأسمى ” (يو26: 16).

 

(14)
عدم التجديف على اسمه؛ حذر العهد القديم من التجديف على اسم يهوه ويحذر العهد
الجديد من التجديف على اسم يسوع؛ قال القديس يعقوب الرسول بالروح عن الأشرار
” آما هم يجدفون على الاسم الحسن الذي دعي به عليكم ” (يع7: 2) وقال
القديس بولس بالروح ” ليتجنب الآثم كل من يسمى اسم المسيح ” (2تى19: 2).
وهذا يدل على أن كل ما يقدم وينسب إلى يهوه ينسب إلى يسوع، لأن يهوه هو يسوع،
ويسوع هو يهوه.

 

3
– يسوع المسيح هو الكائن السرمدي:

 

بيننا
أعلاه أن الله وصف ذاته وأعطى نفسه اسم ولقب الكائن الذي يكون، يهوه، الكائن
الدائم الوجود عله وسبب كل وجود، السرمدي، الحي الأبدي مصدر الحياة ونبعها. وهنا
نبين مما يقوله السيد المسيح عن نفسه وما يقوله الرسل في العهد الجديد عن كونه هو
نفسه، يسوع المسيح، هو ذاته الكائن الذي يكون، يهوه، السرمدي الذي لا بداية له ولا
نهاية، الموجود أبدا من الأزل وإلى الأبد، الكائن الحي الدائم الوجود ”
الكائن والذي كان والذي يأتي ” (رؤ8: 1)، نبع الحياة ومصدرها، خالق الكون وكل
ما فيه ومدبره، حيث يقول ” قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ” (يو58: 8).
وهذا القول جعل اليهود يغضبون ويحنقون عيه ويقرروا موته رجماً بالحجارة ”
فرفعوا حجارة ليرجموه ” (يو59: 8)! لماذا؟ لأنهم اعتقدوا أنه يجدف على الله
وينسب لنفسه ما لله ويسمي نفسه باسم الله، أي يقول أنه الله إذ يقول بالحرف الواحد
” أنا كائن ” وهى حرفياً ” أنا أكون ” في المضارع والذي يدل
على الوجود المستمر، بلا بدابة وبلا نهاية، الكائن دائماً والذي كان أزلاً، بلا
بداية والذي سيكون (يأتي) بلا نهاية، في الماضي بلا بداية، والحاضر دائماً
والمستقبل بلا نهاية. فقد استخدم نفس التعبير الذي يعبر به الله عن نفسه. وهذا ما
جعل اليهود يثورون عليه ويحنقون لأنهم أدركوا أنه يعنى أنه ” يهوه “،
” الكائن الذي يكون “. وهذا الاسم، كما تعلموا من كلمة الله، لا يمكن أن
يطلق على غير الله. كما أن استخدام السيد المسيح للزمن الحاضر ويؤكد السيد على
وجوده السرمدي هذا بقوله أيضاً ” أنا هو الأول والأخر والحي وكنت ميتاً وها
أنا حي إلي أبد الأبدي، ولى مفاتيح الهاوية والموت ” (رؤ17: 1،18)، ”
أنا هو الألف والياء البداية والنهاية الأول والأخر ” (رؤ13: 22)، ”
القدوس الحق الذي له مفتاح داود الذي يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح ”
(رؤ7: 3). وفي هذه الآيات يؤكد السيد المسيح ويصف نفسه ب ” الأول والأخر
” و ” الحي إلي الأبد ” و ” الذي له مفاتيح الحياة والموت
” و ” القدوس الحق “.

 

والأول
والأخر هو الله وحده الذي يقول ” أنا الأول وأنا الأخر ولا إله غيري ”
(أش6: 43)، ” أنا يهوه وليس أخر. لا إله سواي 000 ليس غيري أنا يهوه وليس أخر
” (أش5: 45،6)، ” لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي ” (أش9:
46). ويتساءل الله قائلاً ” هل يوجد إله غيري؟ أليس أنا الرب ولا إله أخر
غيري؟ ” وتجيب البشرية قائلة ” وحدك الله وليس أخر. ليس إله ”
(اش14: 45). وهذا تأكيد مطلق على أنه لا يوجد إلا إله واحد هو الله، لا إله غيره
ولا مثله ولا بعده ” قبلي لم يصور إله بعدي ولا يكون ” (أش10: 43). الله
يؤكد أنه لا إله غيره، فهو الإله الواحد السرمدي، ومع ذلك يقول المسيح أنه هو ذاته
” الأول والآخر الألف والياء “، ” البداية والنهاية “، هو
الأول وهو الألف، هو البداية، بداية كل شيء، والذي هو ذاته بلا بداية الأزلي. وهو
الأخر والياء والنهاية.

 

كما
يعلن الرب يسوع المسيح أنه الحي، الحي إلى أبد الآبدين، أي أنه الحي القيوم وأن
” له الحياة في ذاته ” (يو26: 5) و ” فيه كانت الحياة ” (يو4:
1)، كما أنه هو معطى الحياة ومانحها للخليقة ” أنا هو القيامة والحياة ”
(يو6: 14). أنه هو الحي السرمدي، الحي القيوم، الحي أبداً، الذي له الحياة في ذاته
ومعطى الحياة للكون، للخليقة كلها. والله في القديم يصف نفسه ب ” الحي ”
الذي يحيي ويميت، الحي القيوم، الحي إلى أبد الآبدين ” حيي أنا يقول يهوه
” (أش18: 49)، ” حي أنا يقول السيد الرب ” (حز11: 5)، ” الإله
الحي القيوم إلي الأبد ” (دا26: 6)، ” أنا أنا هو وليس إله معي أنا أميت
وأحي 000 حي أنا إلي الأبد ” (تث 40: 39). وفي سفر الرؤيا يوصف الله ب الحي
إلي أبد الآبدين ” الحي إلي أبد الآبدين الذي خلق السماء وما فيها والأرض وما
فيها والبحر وما فيه ” (رؤ6: 10)، ” يخر الأربعة والعشرون شيخاً قدام
الجالس على العرش ويسجدون للحى إلى أبد الآبدين ” (رؤ10: 4). وهنا يوصف الله
الأب والرب يسوع المسيح بصفات واحدة ولقب واحد وهو الحي القيوم الله والحي القيوم،
الحي الباقي، الدائم إلي الأبد والذي يحيي ويميت الخالق. ويسوع المسيح هو الحي
القيوم الذي له الحياة وفيه الحياة ومعطى الحياة. بل ويصف سفر الرؤيا الله والرب
يسوع المسيح بصفة واحدة ولقب واحد هو الحي إلي أبد الآبدين.

 

كما
يعلن الرب يسوع المسيح أيضا أنه هو الذي له ” مفاتيح الهاوية والموت ”
والذي ” له مفتاح داود الذي يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح ”
(رؤ7: 3) والذي له ” مفاتيح ملكوت السموات ” (متى 19: 16). والمفاتيح
هنا ترمز إلي سلطانه على الحياة والموت وسلطانه على السماء والأرض وأنه هو وحده
الذي يفتح ويغلق دون أن يكون لأحد سلطان عليه فهو صاحب السلطة الوحيدة.

 

ويعلن
الرب يسوع المسيح أيضاً أنه ” القدوس الحق ” (رؤ7: 3). والقدوس لقب من
ألقاب الله باعتباره مصدر القداسة ” اسمي القدوس” (لا2: 22)، ”
اسمه القدوس ” (مز21: 33)، ” الإله القدوس ” (أش16: 5)، ”
ساكن الأبد القدوس أسمه ” (أش15: 57). كما وُصف السيد أيضاً بأنه قدوس بلا
شركة ولا دنس (عب26: 7). الله هو القدوس والرب يسوع المسيح هو القدوس ومع أن الكتاب
يقول ” ليس قدوس مثل يهوه ” (1صم2: 2)، فالكتاب نفسه يقول أن الرب يسوع
المسيح هوهو يهوه القدوس، وأروع مثال على ذلك هو تسبحه السرافيم لله في سفر اشعياء
حيث يسبحونه قائلين ” قدوس قدوس قدوس رب الجنود (يهوه صباؤت مجده ملء كل
الأرض ” (أش3: 6)، ويقول القديس يوحنا بالروح أن الذي تسبحه السرافيم هو الرب
يسوع المسيح فيقول ” قال اشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنة ” (يو41:
12).

 

(1)
يسوع هو الرب يهوه: بعد قيامته من الأموات قال له توما مخاطبا ” ربي وإلهي
” (يو28: 20). وهذا التعبير استخدم كثيراً في العهد القديم عن الله، يهوه
” الرب الإله “.

 

(2)
مجد يهوه: تعنى كلمة مجد بالنسبة لله، يهوه، إعلان كينونة الله وطبيعته وجوهره
وتشير إلي حضوره وعظمته (مز3: 96و4)، كما يرتبط الإعلان عن مجد يهوه أحيانا ببعض
الظواهر الطبيعية مثل البرق والرعود والنار والدخان والسحاب الثقيل (خر14: 19-19).
” هوذا الرب ألهنا قد أرانا مجده وعظمته وسمعنا صوته من وسط النار ”
(تث24: 5). وظهر مجده في سفر اشعياء النبي بصورة روحانية ” فيعلن مجد يهوه
ويراه كل بشر ” (أش4: 40)، ” أما عليك فيشرق يهوه ومجده عليك يرى ”
(أش3: 60). وفي العهد الجيد صار الحديث عن مجد الرب يسوع المسيح، كلمة الله
المتجسد ” الذي هو بهاء مجده ورسم (ختم)جوهرة وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته
” (عب3: 1)، ” صورة الله غير المنظورة ” (كو15: 1)، و ” الذي
فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ” (كو9: 2). وظهر مجد يسوع في العهد الجديد
مساوياً لمجد يهوه في القديم، كما ظهر مجد يسوع أنه هو مجد يهوه ذاته عندما أعلن
قال القديس يوحنا بالروح أن المجد الذي رآه اشعياء النبي في القديم هو مجد الرب
يسوع ” قال اشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه ” (يو41: 12).

 

(3)
رب المجد: يقول الكتاب أنه لو عرف اليهود والرومان حقيقة المسيح لما صلبوه ”
لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد ” (1كو8: 2)، وتقول الرؤيا ” مستحق هو
الحمل المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة
” (رؤ12: 5). وقد أُعطيت نفس هذه الصفات في نفس السفر لله الآب (رؤ11: 4)،
مما يدل على أن ما للمسيح يسوع هو لله يهوه، كقوله ” كل ما للأب هو لي ”
(يو15: 16). فالآب والابن واحد ” أنا والأب واحد ” (يو30: 10)، أي أن
يسوع هو يهوه ويشملهما نفس السفر بصفات واحدة في نص واحد ” وكل خليقة مما في
السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة للجالس على
العرش وللحمل البركة والكرامة والمجد والسلطان إلي أبد الآبدين ” (رؤ13: 5).
ومن هذا يتضح أن مجد يهوه هو مجد يسوع، ومجد يسوع هو مجد يهوه ويسوع هو يهوه ويهوه
ويسوع واحد، إله واحد ورب واحد.

 

(4)
ملك الملوك ورب الأرباب: جاء في الكتاب عن الله يهوه قوله ” لأن يهوه إلهكم
هو إله الآلهة ورب الأرباب الإله العظيم الجبار المهيب ” (تث17: 10)، ”
احمدوا رب الأرباب لأن إلي الأبد رحمته ” (3: 136)، ” المبارك العزيز
الوحيد ملك الملوك ورب الأرباب ” (1تي 15: 6). أي أنه ملك الملوك ورب الأرباب
وإله الآلهة العظيم الجبار المهيب الرحيم المبارك العزيز الوحيد. ويقول الكتاب
أيضاً عن يسوع المسيح ” وله على ثوبه وعلى فخده اسم مكتوب ملك الملوك ورب
الأرباب ” (رؤ 11: 17)، ” وهؤلاء سيحاربون الحمل، والحمل سيغلبهم لأنه
رب الأرباب وملك الملوك ” (رؤ11: 17)، ” ورب واحد يسوع المسيح الذي به
جميع الأشياء ونحن به ” (1كو56: 8)، ” ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن
على الكل إله المبارك إلي الأبد ” (رو5: 9)، ” ألهنا ومخلصنا العظيم
يسوع المسيح ” (تى13: 2). وإله الآلهة هذا هو، الواحد، المبارك، والعظيم،
والقدير هو يسوع الذي له كل ما ليهوه من ألقاب.

 

(5)
الرب يسوع هو المعبود: قال الله في القديم ” يهوه ألهك تتقي وإياه تعبد
وباسمك تحلف ” (تث13: 6) وقال الرب يسوع المسيح في العهد الجديد ” للرب
ألهك تسجد وإياه وحده تعبد ” (مت10: 4). وهذا يعنى أن الله وحده، يهوه، هو
الذي تقدم له العبادة والسجود، وهو وحده الذي يحلف باسمه. ولكن العهد الجديد يبين
لنا أن الرب يسوع المسيح تقدم له العبادة والسجود أيضا وهو الذي يعطى النعمة
والقوة والغلبة وعصيانه خطيئته عقابها الهلاك الأبدي، وقد دعي تلاميذه أنفسهم
عبيداً له وعبدوه وقدموا له الإكرام وكل ما يتعلق ويليق به وبعبادته كرب الكون المعبود.
قال له توما ” ربي وإلهي ” (يو28: 20). وهذا يعنى عبادته كإله ورب
العالمين. وجاء في افتتاحيات رسائل الرسل إعلان إجماعهم على أنهم عبيد المسيح.
” يعقوب عبد يسوع المسيح ” (يع1: 1)، ” يهوذا عبد يسوع المسيح
” (يه1) ” بطرس عبد يسوع المسيح ” (2بط1: 1)، ” بولس عبد يسوع
المسيح ” (رو1: 1)، ” بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح ” (في1: 1)،
” بطرس الذي هو منكم عبد المسيح ” (كو12: 2). ويقول القديس بولس بالروح
” لأن من دعي في الرب وهو عبد فهو عتيق الرب. كذلك أيضاً الحر المدعو هو عبد
المسيح قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيداً للناس “. الجميع يعلنون أنهم عبيد
المسيح ويقول الروح القدس بلسان بولس الرسول ” لا تصيروا عبيداً للناس ”
(1كو23: 7) مما يؤكد أن يسوع المسيح ليس مجرد إنسان ولكنه الرب الإله المعبود رب
الكل، رب العالمين والقديس يوحنا يقول بالوحي في بداية الإعلان السماوي ” إعلان
يسوع المسيح الذي أعطاه لله إياه ليرى عبيده ما لأبد أن يكون مرسلاً بيد ملاكه
لعبده يوحنا فهو رب الملائكة والبشر ” (رؤ1: 1).

 

وفي
نفس الوقت الذي يدعو فيه الرسل أنفسهم وبقية المؤمنين والخلائق عبيدا للمسيح، تقول
الشريعة أنه لا عبادة ولا سجود لغير الله وهم كيهود، في الأصل، يعلمون ذلك جداً
مما يدل على إيمانهم بألوهية المسيح وأنه هو يهوه رب العالمين كما قال بطرس الرسول
بالروح ” يسوع المسيح هذا هو رب للكل ” (اع36: 10) و ” رئيس الحياة
” (أع15: 3).

 

(6)
الرب يسوع هو المسجود له: السجود محرم لغير الله ” للرب ألهك تسجد وإياه وحده
تعبد ” (مت10: 4) والسجود يقدم فقط للمعبود، فعندما حاول القديس يوحنا أن
يسجد للملاك في الرؤيا قال له الملاك ” أنظر أنا عبد معك ومع أخوتك الذين
عندهم شهادة يسوع المسيح أسجد لله ” (رؤ10: 19؛ 9: 22)، ولما حاول كرنليوس أن
يسجد للقديس بطرس منعه قائلاً ” قم أنا أيضاً إنسان ” (اع25: 10). ولكن
الرب يسوع المسيح قبل السجود له ولم يمنع أحداً من السجود له فهو المكتوب عنه
” ولتسجد له كل ملائكة الله ” (عب6: 1)، وأيضاً يقول الكتاب ”
لأننا جميعاً سنقف أمام كرسي المسيح لأنه مكتوب حي أنا يقول الرب أنه ستجثو لي كل
ركبة وكل لسان سيحمد الله ” (رو10: 14،11). وهاتان الآيتان تؤكدان أن كل
الخلائق تسجد للرب يسوع المسيح، الإله الحي، رب العالمين ” لكي تجثو باسم
يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض “(في10: 2).

 

(7)
تقدم له الصلوات: الصلاة لا تقدم لغير الله، والرب يسوع يطلب أن يصلي إليه ”
حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بأسمى فهناك أكون في وسطهم ” (مت20: 18)، ويقول
” ليس كل من يقول يا رب يدخل ملكوت السموات ” (مت21: 7). وصلت إليه
الكنيسة عند اختيار متياس ” وصلوا قائلين أيها الرب العارف قلوب الجميع عين
أنت من هذين الاثنين أيا اخترته ” (اع24: 1)، والقديس بولس يصلي إليه ضارعاً
أن يخلصه من شوكة الجسد ” من جهة هذا تضرعت إلي الرب ثلاث مرات أن يفارقني.
فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل. فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي
لكي تحل على قوة المسيح ” (2كو7: 12-9)، ويشكره لأنه قواه ” وأنا أشكر
ربنا الذي قواني ” (1تي12: 1). والصلاة إليه تؤكد حضوره في كل مكان وزمان
” وها أنا معكم كل الأيام إلي انقضاء الدهر ” (مت19: 28).

 

4
– (يهوه) أنا.. أنا يهوه (أنا هو):

 

(1)
يهوه وأنا هو: استخدم الله للإعلان عن ذاته إلي جانب يهوه الدال على وجوده الذاتي
المستقل كواجب الوجود الدائم الوجود وعلة الوجود وسببه تعبيري ” أنا ” و
” أنا هو “؛ استخدم ضمير المتكلم ” أنا ” وهذا الضمير عندما
يصدر من الذات الإلهية ويخرج من الفم الإلهي – إذا جاز التعبير – يعلن عن ذاته وعن
سلطانه المطلق وعن وحدانيته وعن كونه الخالق الوحيد للكون، الفاعل الذي لا يمكن أن
يكون مفعولاً، حر الإرادة فيما يفعل ويقول ولا راد له ولا من يدرك أفكاره، فلا إله
غيره ولا مثيل له ولا شبيه ولا شريك ” أنا يهوه وليس أخر. لا إله سواي ”
(اش4: 45)، ” أنا أنا يهوه وليس غيري مخلص ” (اش6: 44)، ” أنا يهوه
صانع كل شيء ناشر السموات وحدي وباسط الأرض من معي ” (6: 44)، ” من
اليوم أنا هو ولا منقذ من يدي. أفعل ومن يرد ” (أش24: 44)، ” أنا إله
إبراهيم وإله أسحق وإله يعقوب ” (اش13: 43)، ” أنا الله وليس أخر الإله
وليس مثلي ” (حز15: 3).

 

كما
يعنى تعبير ” أنا هو ” أنا + ضمير الغائب ” هو “، ” أني
هو ” بالعبرية عندما يخرج من فم الله يعبر عن كينونة الذات الإلهية ويتساوى
مع يهوه، أي الكائن الذي أكون، كما تعنى ” أنا ” أنا الله ” أنا
الأعلى الذي يستطع وحده أن يقول أنا كالخالق والمبدع والموجود الدائم عله كل وجود،
و” هو ” أي الذي يكون الكائن، أنا هو الله، أنا هو الكائن. وقد فهم ذلك
علماء اليهود، الخبراء بالعهد القديم واللغة العبرية، فترجموا ” أنا هو
” مساوية ل ” أنا يهوه “. وترجموا ” أنا هو ” إلي (
I am – Ego eimi) أي أنا أكون = أنا هو = أنا يهوه. وترجموا أنا يهوه مرتين(I am – Ego eimi) أي أنا أكون = أنا يهوه = أنا هو، ” أنا يهوه (I am – Ego eimi) وليس أخر ” (اش8: 45)، ” أنا يهوه (I am – Ego eimi kyrios) متكلم بالصدق ومخبر بالاستقامة ” (اش16: 45). وفي الآية
الأولى ترجموا ” أنا يهوه ” أنا أكون، أنا هو، وفي الثانية ترجموا
” أنا يهوه ” أنا أكون أنا أكون الرب، أي أنا هو، أنا هو الرب. أي أن
تعبير ” أنا هو = أنا أكون = أنا يهوه = أنا هو الرب أو أنا أكون الرب
“. وهذا ما توضحه الآيات التالية ” أنا أنا هو وليس إله معي 000 أنا
أميت وأحي. سحقت وأني أشفي وليس من يدي مخلص. أن أرفع إلي السماء يدي وأقول حي أنا
إلي الأبد ” (تث39: 32و40).

 

والمتكلم
هو الله، يهوه، الإله الواحد، الذي يحيي ويميت القادر على كل شيء، الحي القيوم
الدائم الوجود، السرمدي، الخالق، والاسم المستخدم هو ضمير المتكلم ” أنا
” وضمير المتكلم وضمير الغائب ” أنا هو ” أي أنا الذي أكون الكائن،
الوحيد، المحيي والمميت، الخالق، الحي القيوم.

 

واستخدم
الرب يسوع تعبيرات ” أنا، و ” أنا هو ” بنفس الطريقة والأسلوب
والمعاني التي استخدمت بها وعبرت عنها على فم الله في العهد القديم مع فارق واحد
وهو أن الله تكلم في القديم بصورة مباشرة باعتباره الله يهوه المتكلم، بينما في
العهد الجديد الذي تكلم هو يسوع المسيح الرب يسوع المسيح الإله المتجسد والذي كان
مستمعيه يجهلون لاهوته الذي كان يحاول أن يعلن عنه بشكل غير مباشر من خلال نسب
صفات وأسماء وألقاب وأعمال الله إلي ذاته.

 

وقد
استخدم الرب يسوع ضمير ” أنا ” بنفس القوة والمعاني التي استخدمت بها في
العهد القديم، ومن أقوى وأروع وأعظم ما استخدم به هذا ال ” أنا ” هو
وقوفه بالمقابلة مع أقوال الله في العهد القديم، إذ يقول ” قيل لكم “،
” وأما أنا أقوله لكم ” والقائل في القديم هو الله، وهو يضع نفسه في
مقابلة مع الله ويضع أقواله في مقابلة مع أقوال الله ولا يجرؤ على ذلك سوى الله
نفسه ” قيل للقدماء لا تقتل وأما أنا فأقول لكم 000 قيل للقدماء لا تزن. وأما
أنا فأقول لكم كل من ينظر إلي امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه 000 قيل للقدماء
لا تحنث 000 أما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة 000 قيل عين بعين وسن بسن. أما أنا
فأقول لكم لا تقاوموا الشر بالشر 000 قيل تحب قريبك وتبغض عدوك أما أنا فأقول لكم
أحبوا أعدائكم ” (مت21: 5-47 مع خر 20). أنه يقابل الجديد بالقديم وأقواله
بأقوال الله ويعدل هذا القديم ويضيف إلي أقوال الله ويساوى نفسه بالله، والكتاب
يقول أن هذه المساواة هي حق له وليست اختلاسا ” الذي إذ كان في صورة الله
يحسب له مساواته لله اختلاسا ” (في6: 2).

 

ويستخدم
ضمير ال ” أنا ” بنفس القوة التي تكلم بها في القديم كالذي يفعل ولا
يوجد من يرده الفاعل الوحيد، وهذا ما يدل على أنه هو معطي الشريعة في القديم
والحديث والمتكلم سابقاً والآن ولاحقا، وهو وحده الذي يستطيع أن يتكلم عن نفسه
هكذا، ولا يمكن أن يتكلم عم نفسه هكذا، وكما لا يمكن أن يساوى نفسه بالله أن لم
يكون هو ذاته، الله. ويقول للروح النجس ” أنا أمرك. أخرج منه ولا تدخله أيضاً
” (مر25: 9). يكلمه بلهجة الأمر وبضمير ” أنا ” الإلهي الخلاق.

 

كما
يستخدم الرب يسوع المسيح ضمير ال ” أنا ” كالحي القيوم، السرمدي،
الموجود في كل زمان ومكان، الغير محدود والغير المحوي، غير الزمني. وكمعطي الحياة
ومرسل الروح القدس، رب العرش، ورب السماء والأرض العالم بالغيب الحي القيوم ”
أنا أرسلتكم كغنم وسط ذئاب ” (مت16: 10). أي مرسل الأنبياء والرسل الذي قال
عنه الكتاب ” الذي نزل هو الذي صعد أيضاً فوق جميع السموات لكي يملأ الكل هو
أعطى البعض أن يكون رسلاً والبعض أنبياء والبعض رعاه والبعض مبشرين ومعلمين ”
(أف6: 4و7)، ” أنا يسوع أرسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس ”
فهو مرسل الملائكة فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه ” (مت31:
24) و ” ها أنا أرسل لكم موعد أبي ” (لو29: 24) مرسل الروح القدس،
” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب وروح الحق من عند الآب
ينبثق فهو يشهد لي ” (يو40: 6). وهنا يطلب الإيمان به ويعلن أنه مقيم الموتى،
معطى الحياة في الدينا والحياة الأبدية.

 

كما
استخدم الرب يسوع المسيح ضميري ” أنا هو ” كما استخدما في العهد القديم
وخرجا من الفم الإلهي وان كان قد استخدمها بثلاث معاني هي:

 

أنا
هو الشخص المطلوب أو المتحدث عنه أو المقصود.

 

·
أنا هو المسيا، المسيح المدعو أو المنتظر.

 

·
نا هو، الكائن يهوه، أهيه، الحي، القيوم.

 

1
– أنا هو الكائن: من أكثر استخدامات الرب يسوع لعبارة ” أنا هو ” هو
استخدمها بمعنى أنا هو المساوي، أنا يهوه الكائن، أنا هو الذي يكون الكائن المبارك
إلي الأبد، أنا هو القدير، النازل من السماء، نور العالم، الرب، صورة الله غير
المنظورة. أنا هو.. ابن الله؛ سأل رئيس الكهنة الرب يسوع وقال له ” هل أنت
المسيح ابن الله، فقال له يسوع أنا هو وسوف تبصرون أن الإنسان جالساً عن يمين القوة
وآتياً في سحاب السماء ” (مت63: 26) فأعتبره رئيس الكهنة مجدفاً ” فمزق
رئيس الكهنة حينئذ ثيابه ” قائلاً قد جدف ” (مت64: 26). وهنا يؤكد السيد
بتعبيره ” أنا هو ” المعنى الإلهي للتعبير بتأكيد أنه ابن الله وأنه
الجالس على العرش الإلهي، رب العرش، والآتي على السحاب كالديان ورب الكون.

 

2-
أنا هو.. لا تخافوا (القدير): واستخدم الرب يسوع المسيح تعبير ” أنا هو
” مقترناً باستخدام قدرته الكلية كرب الكون والطبيعة جاء لتلاميذه ماشيا على
الماء في الهزيع الرابع من الليل فظنوه خيال وصرخوا من الخوف فهدأهم مطمئناً
قائلاً ” أنا هو لا تخافوا ” (مت27: 14) وجعل بطرس يمشي على الماء، فلما
دخل السفينة سكنت الربح ” والذين في السفينة جاءوا سجدوا له قائلين له
بالحقيقة أنت ابن الله ” (مت32: 14). فهو الذي قال للقديس يوحنا عندما سقط
عند رجليه كميت ” لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي كنت ميتاً وها أنا حي إلي
أبد الآبدين أمين ” (رؤ17: 1و18)، أى أنا الذي لا إله غيري، الواحد، الحي
القيوم ورب الحياة والموت.

 

3-
أنا هو.. النازل من فوق (الرزاق): عندما نزل تلاميذه في السفينة في المساء وهاج
البحر وهبت عليهم ريح عظيمة جاءهم هو ماشياً على الماء، فلما رأوه خافوا فطمأنهم
قائلاً ” أنا هو ” (يو16: 6-21) ” لا تخافوا “، ” وللوقت
صارت السفينة على البر إلي الأرض التي كانوا ذاهبين إليها ” (يو21: 16). وفي
الغد كلمهم قائلاً ” أنا هو خبز الحياة من يقبل إلي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا
يعطش أبداً 000 أنا هو خبز الحياة أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء ”
(يو35: 6-51). وهنا يقول لهم أنه الرزاق، المعطي، الواهب، الخالق معبرا عن قدرته
الكلية، القادر على كل شيء وسلطته على الطبيعة، فقد مشى على الماء واختصر الزمن.

 

4-
أنا هو.. نور العالم: وقف الرب يسوع أمام الجموع ونادي بأعلى صوته ” أنا هو
نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة 000 أنتم من أسفل
أما أنا فمن فوق 000 أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم 000 لأنكم أن
لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم 000 قالوا له من أنت؟ فقال لهم أنا من البدء
ما أكلمكم أيضاً به 000 متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو 00 من
منكم يبكتني على خطية 000 الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن فرفعوا
حجارة ليرجموه ” (يو 8). وفي هذا الخطاب الإلهي يستخدم تعبير أنا هو خمس مرات
مقترنة بكثير من صفاته الإلهية التي تعبر عن لاهوته وكونه الله يهوه الكائن على
الكل رب الكون. فهو يقول أنه النور، أنا هو أنا أكون النور = من فوق = أنا يهوه
النازل من السماء. ويقول أنه من فوق وليس من هذا العالم، أنا هو، أنا أكون من فوق
= أنا يهوه النازل من السماء ويطلب الإيمان باعتباره هو الأزلي، أنا الكائن، أنا
يهوه. ويشير بنسبة الصفات الإلهية لذاته وتعبيراته في هذه الآيات واستخدامه لفعل
الكينونة مع الضمير ” أنا ” وقوله ” أنا هو ” مع إطلاق الصفات
الإلهية على ذاته على أنه هو يهوه، الكائن، الله. فهو على الأقل يعني معنى مناظر
ومساوي ليهوه، إذ ينسب إلي نفسه كل ما ليهوه، الله. ثم يقول صراحة وبجلاء ووضوح
” قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ” (يو58: 8) ويستخدم تعبير ” أنا
هو “، أنا أكون، أي أنا موجود قبل إبراهيم، وهذا يدل على أزليته. ويستخدم
الزمن الحاضر، المضارع، وليس الماضي، قبل أن يكون إبراهيم أنا أكون، أي أنا موجود
دائماً في الماضي والحاضر والمستقبل، الحاضر الآن، الأبدي، الدائم الوجود في كل
زمان والذي فوق الزمان غير الزمنى السرمدي.

 

5
– أنا هو الواحد مع الآب: بعد أن فتح عيني المولود أعمي وخلق له عينين من الطين
قال للجموع ” أنا باب الخراف 000 أنا هو الباب 000 أنا هو الراعي الصالح 000
أما أنا فأني الراعي الصالح ” (يو7: 10و10). ” أنا والآب واحد فتناول
اليهود حجارة ليرجموه 000 قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف. فأنك
وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً ” (يو30: 10-33). وهنا ينسب لنفسه الصلاح الذي لا
يكون لغير الله وحده، كما ينسب لنفسه أنه الباب الوحيد إلي السماء كما قال أيضاً
” أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلي الأب إلا بي ” (يو16:
14). أنه الصالح والباب الوحيد، أنه الحياة ذاتها، الطريق القويم، الصراط المستقيم
المؤدي إلي الحياة الأبدية. أنه الراعي، الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف
والراعي الصالح هو الله نفسه. ثم يقول ” أنا والآب واحد ” مؤكداً وحدته
في الذات الإلهية، وحدته في الجوهر الإلهي والطبيعة الإلهية التي لله الواحد. ولما
فهم اليهود أنه يقول عن نفسه وأنه يجعل نفسه ألهاً حاولوا رجمه ظانين أنه يجدف!!
ويلومهم على أفكارهم وعدم إيمانهم بلاهوته فيقول لهم ” تقولون لي أنك تجدف
لأني قلت أني ابن الله، أن كنت لست أعمل أعمال أبى فلا تؤمنون بي ولكن أن كنت أعمل
فإن لم تؤمنوا بي فأمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب في وأنا فيه”
(31: 10 و39). لقد طلبوا أن يمسكوه ويرجموه لأنه صرح بلاهوته وساوى نفسه بالله.

 

6-
أنا هو.. الرب (الكائن): قال الرب يسوع المسيح لتلاميذه ” أنتم تدعونني
معلماً وسيداً (رباً
kyrios) وحسناً تقولون لأني كذلك ” (يو13: 13). ثم أعلن لهم عن
حقيقة كينونته الإلهية ” أقول لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون آني
أنا هو ” (يو19: 13). وفي هاتين الآيتين يعلن بوضوح أنه الرب فعلاً، الكائن
أنه الرب كما أنه هو يهوه، الكائن الذي يكون.

 

7
– أنا هو.. صورة الآب وبهاء مجده: قال لتلاميذه معزياً بعد العشاء الرباني ومعلناً
لاهوته ووحدته مع الآب في الجوهر ” أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد
يأتي إلي الآب إلا بي، لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً. ومن الآن تعرفونه وقد
رأيتموه. قال له فيلبس يا سيد أرنا الآب وكفانا. قال له يسوع أنا معكم زماناً هذا
مدته ولم تعرفني يا فيلبس الذي رآني فقد رأي الآب. فكيف تقول أنت أرنا الآب. ألست
تؤمن أني في الأب والأب في 000 صدقوني أني في الآب والآب في وإلا فصدقوني بسبب
الأعمال نفسها ” (يو6: 4-12). وهنا حديث صريح عن لاهوته وأنه هو الذي يكون،
هو الكائن، هو الطريق الوحيد والحق الوحيد والحياة الدنيا والآخرة ولا يمكن لأحد
أن يأتي إلي الأب إلا به. لأنه كلمة الله والله متكلماً، صورة الله غير المنظور،
الذي رآه فقد رأى الآب لأنه واحد مع الأب. أنه في الآب والآب فيه، لاهوت واحد،
جوهر واحد، طبيعة إلهية واحدة، إله واحد ولا سواه.

 

والخلاصة
هي أن الرب يسوع هو يهوه الكائن على الكل، الله المبارك إلي الأبد، فقد تبين لنا
من دراستنا هذه أنه هو الله، يهوه، فقد نسب إليه ونسب إلي نفسه كل أسماء وصفات
وألقاب وأعمال الله، واقتبس العهد الجديد، وأشار هو نفسه إلي آيات ونصوص العهد
القديم الخاصة بالله في جميع أسمائه وألقابه وصفاته وأعماله وبصفة خاصة ما يخص
يهوه اسم الله الوحيد المعلن كاسمه والمعبر عن كينونته ووجوده السرمدي الذاتي
المستقل وطبقها على نفسه وطبقها الكتاب عليه باعتبارها تخصه هو كيهوه في العهد
القديم والرب يسوع في العهد الجديد ” هذا هو رب الكل ” (أع36: 10).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار