اللاهوت الروحي

مفهوم العبادة وعلاقتها بالأسرار



مفهوم العبادة وعلاقتها بالأسرار

مفهوم
العبادة وعلاقتها بالأسرار

القس
بنيامين مرجان

مفهوم
العبادة فى العهد الجديد:

فى
كل الأديان العبادة هى حركة من الإنسان تجاه الخالق الذى يعبده، أياً كان نوعها أو
طبيعتها! الإنسان أياً كان، أينما يوجد، يبحث عن الله!

 عبادتنا
هى رد فعل لمحبة الله واستجابة لدعوته لنا، لأن الله هو الذى يسعى نحو الإنسان.
وهذا هو معنى المحبة، “فمن علامات المحبة أن يسعى المحب نحو المحبوب، ولأن
الإنسان محبوب عند الله، هكذا فإنه يتحرك إليه!!”.

 

فالله
هو الذى بدأ معنا، عندما ابتعدنا جاءنا، وعندما اختبأنا بحث عنا.. وعندما أصلى أسمعه
يطمئننى قائلاً: “أنا واقف على الباب وأقرع”..أحياناً تكون خطة الشيطان
هى اشعارنا أنه طالما بعدنا، فنحن لا نستطيع العودة لأن الله تركنا حتى إحساس
الضعف وشعورى أنى لا أستحق يعتبر استجابة لعمل الله معى..

 

كل
العهد القديم هو محاولة من الله لكى يكلم الإنسان.. فالله يبحث عن استجابة الإيمان
“بدون إيمان لا يمكن ارضاؤه” (عب 6: 11).. والإيمان هو قمة المحبة، هو
الاستجابة المعلنة لمحبة الله.. “معنى الإيمان ببساطة أن أقول لربنا أن قبلت
محبتك وأبوتك بلا تحفظ، وجاى عشان أخط حياتى بين أيديك”.

 

 الشخص
الوحيد الذى تحققت فيه وعود ربنا فى العهد القديم هو إبراهيم استغنى عن كل شئ ووضع
حياته بين يدى الله.. هو الوحيد الذى صدق أن ربنا يحبه!! ومن هنا يرى بولس الرسول
أن كل إنسان قوى الإيمان هو ابن إبراهيم.. (عب 11) بالإيمان صار له (لإبراهيم) نسل
أكثر من نجوم السماء ورمل البحر.

 

النموذج
الكامل للإيمان بخضوع لمشيئته الله وتنفيذ كامل لإرادته بلا تحفظ وتسليم للذات لم
يتحقق إلا فى شخص السيد المسيح بصورة كاملة لا نهائية! (مز 1: 40).

“هأنذا
أجئ فى درج الكتاب مكتوب عنى لأفعل مشيئتك يا الله” (عب 7: 10).

 “هأنذا
أجئ لأفعل مشيئتك يا الله ينزع الأول لكى يثبت الثانى” (عب 9: 10).

 “لأنى
لا أطلب مشيئتى بل مشيئة الآب الذى أرسلنى” (يو 30: 5).

جاء
السيد المسيح له المجد لكى يقدم التسليم الكامل، والخضوع الكامل علامة الإيمان
الكامل. والسيد المسيح هو الوحيد الذى “فيه النعم وفيه الآمين”
“لأن مهما كانت مواعيد الله فهو فيه النعم وفيه الآمين لمجد الله
بواسطتنا” (2كو 20: 1).

 

 “الله
بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلما فى هذه الأيام الأخيرة
فى ابنه الذى جعله وارثاً لكل شئ، الذى به أيضاً عمل العالمين” (عب 1: 1-2).
فى السيد المسيح الكلمة نصل إلى علاقة حب.. فى شخصه نشترك، أو نجد طريقنا للاشتراك
فى حياة الله!

 “أم
البار فبالإيمان يحيا” (رو 17: 1، عب 38: 10، غل 11: 3) إلى الأبد يسمى الرب
ذاته باسم إله إبراهيم..

أما
الخطية فهى انفصال عن الله..

 “بذبيحة
وتقدمة لم تسر.. أذنى فتحت. محرقة وذبيحة لم تتطلب حينئذ قلت هانذا جئت بدرج
الكتاب مكتوب عنى. أن أفعل مشيئتك يا إلهى سررت وشريعتك فى وسط أحشائى”..

 

 “أذنى
فتحت” أو “أذنى تخرمت” تعبير عن الخضوع الكامل من السيد المسيح
لحسابنا!! فالعبد فى سنة اليوبيل من حقه أن يتحرر.. أما بسبب حبه العميق لسيده
فإنه يقبل أن تتخرم أذناه..

 

تصر
الكنيسة أن تختتم كل صلواتها بعبارة “بالمسيح يسوع ربنا.. آمين” العبادة
ليست محاولة من الإنسان للاقتراب أكثر من الله، لكنها اشتراك فى حياة الله.. بشخص
ربنا يسوع المسيح..

 

 ونعبر
عن هذا فى القداس بقولنا: “نقدم لك قرابينك من الذى لك” (أى من الذى
قدمته.. من حياتك التى سبق فقدمتها لنا.. فالمقصود ليس المعنى البسيط أن الخبز
والخمر هما من خير الله، ولكن أيضاً، أن التقدمة المقبولة قدامك يارب هى المقبولة
من السيد المسيح. لأجل هذا نضع حياتنا بين يديك)..

 

(فى
5: 2-11) تسبحة بولس: “فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى المسيح يسوع أيضاً. الذى
إذ كان فى صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله.. لكنه أخلى نفسه أخذاً
صورة عبد. صائراً فى شبه الناس. وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى
الموت. موت الصليب. لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم. لكى تجثو باسم
يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع
المسيح هو رب المجد الله الآب”.

 

 رأس
مالنا الذى نتقدم به أمام الله القدوس وهو طاعة السيد المسيح فى طبيعتنا: والإيمان
بالله كما سبق وعرفناه هو القبول والتصديق لأبوة الله، محبته ووعوده لنا.. فكيف
نقف أمام الله نقدم كل ذلك بدون الأسرار؟؟ ففى الأسرار نأخذ ونعطى!!

 

“ماذا
أزد للرب من أجل كل حسناته إلىّ. كأس الخلاص أتناول وباسم الرب أدعو”..
وعندما أقترب من ربنا فى شخص السيد المسيح أجد نفسى أخذ.. لأن ما أقدمه لا أملكه!!

 

 الأسرار
تحقق معنى العبادة إذ أنها استجابة لمحبة الله فى شخص ربنا يسوع المسيح والأسرار
أيضاً هى فرصة لانسكاب نعمة السيد المسيح على الإنسان.

 

فالليتورجيا
العامة (القداس – التسبحة..) أو الخاصة (صلاتك الشخصية – تأملك..) فرصة كى تنساب
نعم الله إليك.. من المعمودية، للاحتفالات، للقداسات..

 

الله
الآب يعطينا كل شئ بالسيد المسيح فى الروح القدس “ذاك يأخذ مما لى ويعطيكم..”
بذلك القداس ليس جهداً أن نقدم من ذاتك لربنا، إنما هو فرصة لعمل الله فيك، يعطيك،
يغيرك.. فالأسرار كذلك هى وسائط لتغيير الإنسان، وهذه الأمور لا ينفع فيها جهد
الإنسان اطلاقاً (فلو كان ينفع لما جاء السيد المسيح!).

 

 نحن
نؤمن أن الله لا يعطينا بركات منه، لكنه يعطينا ذاته، نفسه..

 

حياة
ربنا يسوع المسيح هى أساس الأسرار لأن إيماننا أن الطريق الوحيد لخلاصنا وميراثنا
للأبدية هو السيد المسيح.

 

 “وليس
بأحد غيره الخلاص. لن ليس اسم آخر تحت السماء به ينبغى أن نخلص” (أع 12: 4).
تعيب علينا الطوائف أننا لسنا خلاصيين. وأننا نضع بجانب دم السيد المسيح وفدائه
أشياء أخرى كالاعتراف والتناول حتى تغفر خطيئتى.. ومنهم من يسألوننا متى تغفر
الخطية؟ هل عند المعمودية، أم فى سر مسحة المرضى؟؟!

 

 وكيف
تضمن غفران خطيتك؟؟ هل بوقوفك فى التوبة فى نهاية اليوم، أم بعد تحليل الاعتراف؟؟!
أم فى القداس؟؟ وهل يجب الاعتراف قبل التناول مباشرة؟؟

 

 هذا
التقسيم لم يأتِ فى فكر الكنيسة الأرثوذكسية ولا فى فكر آبائها فنحن نؤمن أنه لنا
طريق واحد للخلاص كما قال القديس بطرس: “تماماً أنه ليس بأحد غيره
الخلاص”.. والرب يسوع يقول: “ليس أحد يأتى إلا الآب إلا بى” (يو 6:
14) الطريق للآب. والحق المعلن من السماء لبنى البشر، والحياة الجديدة التى
باتحادنا به نرثها..

 

هكذا
يقول الله.. أنه ليس غيرى أنا الذى جمع فى نفسه طبيعة الله والبشر. وطريق السماء
لا ينفع أن يفتح للإنسان إلا بالأسرار.

 “أيها
الأخوة لنا ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقاً كرسه لنا حديثنا حياً
بالحجاب، أى جسده. وكاهن عظيم على بيت الله”.

 

 فى
نور لا يدنى منه. هذا الحجاب أتحد به السيد المسيح ثم صعد به، وجلس عن يمين الآب
فصار طريقنا فى السيد المسيح!

 

 وصارت
طبيعتى، التى كانت سبباً لانفصالى عن السيد المسيح، سبباً لاشتراكى فى السيد
المسيح. فكيف لمن لا يحمل الطبيعة الإلهية ينال حياة أبدية؟؟

 

 فى
اللاهوت الإسلامى، الأبدية مكافأة للحياة الأرضية..

 

سأل
بيلاطس السيد المسيح: وما هو الحق؟ فلم يجبه السيد المسيح.. لأن السؤال فى أساسه
خطأ!! فلو سأله من هو الحق؟ لقال أنا!! أنا هو الحق..

 

 الحياة
الجديدة: يصلى الكاهن “لأنك أنت هو حياتنا كلنا. وخلاصنا كلنا. ورجاؤنا كلنا.
وشفاؤنا كلنا. وقيامتنا كلنا” (أوشية الإنجيل).

 

 أنت
لست تعطينا الحياة أو الشفاء أو الخلاص أو القيامة.. إنما أنت هو حياتنا وشفاؤنا
ورجاؤنا وقيامتنا!!

 

 وعند
انزعاج مريم ومرثا لموت لعازر يطمئنهم يسوع: “أنا هو القيامة”.. لم تعد
ننتظر هذه القيامة فى اليوم الأخير..

 السيد
المسيح الواحد هو طريق الخلاص، جعل من الأسرار وسائط تنسكب من خلالها كل عطاياه
لكى نتحد فيه..

هو
يجمعنا فى شخصه بالمعمودية..

ملأنا
بروحه فى سر الميرون..

يغذينا
بحياته بالجسد والدم فى سر التناول..

يحول
آلامنا إلى شركة فى صلبه بسر مسحة المرضى..

يغسلنا
بدمه ليقدسنا ويغفر خطيتنا فى سر التوبة والاعتراف..

يعطينى
وحدة مع آخر مثال لوحدة السيد المسيح بالكنيسة فى سر الزيجة.

هو
بذاته قائم فى كنيسة، يتمم قصده بواسطة أشخاص أفرزهم للكهنوت..

 

الكلمة
والأسرار

 نحن
كنيسة ممارسة، نحضر قداسات، نمارس أسرار، لنا طقس ولكن ليس هذا فقط! نحن كنيسة
إنجيلية كتابية: كنيستنا توفى كلمة الله. وتفهمها الفهم الدقيق الصحيح. كنيستنا هى
كنيسة الأسرار الكنسية الأرثوذكسية.

 

 فى
العهد القديم كان لكلمة الله مهابة خاصة، ليس فقط عند شعب الله، بل فى الكون كله!
فكلمة الله هى كلمة خالقه، الله قد خلق العالم بكلمته، مثال لذلك: “قال الله
ليكن نور فكان نور. ورأى الله النور أنه حسن” (تك 3: 1-4).

 

سلم
الله كلمته لموسى فى الشريعة ويصف القديس بولس الموقف وهو يستلمها: أن الجبل كله
كان يتقد بالنار، حتى أن الشعب طلب ألا يكلم هو الله لئلا يموت وترك المواجهة
لموسى! “لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرب بالنار، وإلى ضباب وظلام وزوبعة.
وهتاف بوق وصوت كلمات استعفى الذين يسمعون من أن تزداد لهم كلمة” (عب 18: 12-19).

 

وعندما
كان اليهود يجدون كلمة الله فى الأسفار المقدسة (بعد العودة من السبى أيام عزرا
ونحميا على سبيل المثال)، كانوا يرتعدون عند سماعها..

 

كلمة
الله تخلق، تغير، تعلن مشيئة الله لأولاده، تعلن محبته وقوته، واسطة الاتصال بين
الله وأولاده وهو ما أعلنه بولس: “الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً
بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه الذى جعله وارثاً لكل شئ
الذى به أيضاً عمل العالمين” (عب 1: 1-2).

 

 عندما
دعا الرب ارميا فخاف، قال له الرب: “لا تقل إنى ولد. لأنك إلى كل من أرسلك
إليه تذهب وتتكلم بكل ما أمرك به. لا تخف من وجوههم لأنى أنا معك لأنقذك يقول الرب.
ومد الرب يده ولمس فمى وقال الرب لى ها قد جعلت كلامى فى فمك، أنظر قد وكلتك هذا
اليوم علىالشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبنى وتغرس” (أر 7: 1-10).

 

لدرجة
أن أرميا عندما عاكسوه وعارضوه واستهزأوا به قال: “فقلت لا أذكره ولا أنطق
باسمه فكان فى قلبى كنار محرقة محصورة فى عظامى فمللت من الأمساك فلم أستطع”
(أر 9: 20).

 يعيد
اليهود بالفصح على مرحلتين:

1-
أكل وجبة الفصح.

2-
قراءة وسرد قصة الخروج.

على
مدار الأجيال. الحادثة فى العهد القديم يفسرها الكلام. والكلام يعلن من قوة الله
الكامنة فيه عن طريق الحادثة التى وقعت..”أنا هو الرب إلهك الذى أخرجك من أرض
مصر من بيت اليهودية. لا يكن لك آلهة أخرى أمامى” (تث 6: 5-7). هذه الوصية
مؤسسة على أن الله كان له فعل معين مع الشعب وهو أنه أخرجهم من أرض مصر.

 

 وإلى
النبوات أيضاً (اشعياء – أرميا..) كان الدعوة والتحذير إن الله عمل.. كذا. وكذا..
هذا كلمتكم قد عصيتموه (مثل السبى..).

 

 هذا
الوضع لم يتغير لأن الله لا يتغير!

“الله
بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة
فىابنه الذى جعله وارثاً لكل شئ الذى به أيضاً عمل العالمين الذى وهو بهاء مجده
ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس عن
يمين العظمة فى الأعالى صائراً أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسماً أفضل
منهم” (عب 1: 1-4).

 

 `
كلم الآباء بالأنبياء: الكلمة يعلن مشيئة الله.

`
كلمنا فى ابنه: الكلمة يتجسد.

 `
به عمل العالمين: الكلمة يخلق.

 `
صنع تطهيراً لخطايانا: الكلمة يخلص / يفدى.

 

كلمة
الله فاعلة بصور مختلفة فى العهد القديم.

كلمة
الله مغيرة لوجه الكون.

 “تكلم
حتى أراك!” هكذا يقول الفلاسفة.الله حين يتكلم يعلن ذاته لنا، يعلن محبته..
فى القديم كان إعلاناً محدوداً قاصراً عن طريق كلمة الأنبياء أو الرمز.. أما فى
الجديد، ففيه الإعلان الكامل لمحبة الله الكاملة ظاهرة فى شخص ربنا يسوع المسيح.

 

 “وجاء
إلى الناصرة.. ودخل للمجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ فدفع إليه سفر أشعياء
النبى. ولما فتح السفر وجد الموضع الذى كان مكتوباً فيه روح الرب على لأنه مسحنى
لأبشر المساكين أرسلنى لأشفى المنكسرى القلوب لأنادى للمأسورين بالإطلاق وللعمى
بالبصر وأرسل المنسحقين فى الحرية واكرز بسنة الرب المقبولة ثم طوى السفر وسلمه
إلى الخادم وجلس وجميع الذين فى المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه فأبتدأ يقول لهم
أنه اليوم قد تم هذا المكتوب فى مسامعكم” (لو 16: 4-21).

 

 ^
فى سفر أشعياء: وعود ربنا فى العهد القديم.

 

^
اليوم قد تم هذا المكتوب: يتكلم السيد المسيح عن نفسه: هكذا فهم اليهود هذه
الكلمات حتى أنهم تسائلوا “أليس هذا ابن يوسف؟” (لو 22: 4).

 

^
فتح السيد المسيح السفر وقرأ: لنتخيل هذا الموقف، وفى نهاية القراءة، السيد المسيح
يشير إلى نفسه معلناً تحقيق الكلمة فالإنجيل يقدم السيد المسيح فى كل العهدين.

قد
نبحث فى الإنجيل عن حقائق علمية، أو قواعد أخلاقية، أو أمور عبادية، لكن يبقى
الأساس الذى ينبغى ألا يغيب أبداً وهو شخص السيد المسيح.. شخص السيد المسيح المخبأ
فى العهد القديم، والمستعلن فى العهد الجديد. فالأسفار هى كالأقماط الملفوف بها
الطفل يسوع.. أما الإعلان الإلهى فى العهد الجديد فهو “الكلمة صار جسداً وحل
بيننا (فينا)” (يو 14: 1) لأجل ذلك يقول السيد المسيح تأكيداً لهذا الإعلان
العجيب: “أنا هو” أنا هو الطريق أنا هو الحق.. أنا هو الحياة.. أنا هو
الراعى الصالح.. أنا هو نور العالم.. أنا هو القيامة.. لأن كل رجاء الإنسان يتركز
فى شخص السيد المسيح.

 

 خدمة
ربنا يسوع المسيح وحياته تنتقل لنا بالأسرار.. ولهذه الخدمة شقان:

1-
هى خدمة تعليمية، خدمة الجليل “كان يعلم”.

2-
خدمة سرائرية، فى اليهودية، فيها العمل الذبيحى، فى أورشليم تألم وصلب وذبح.

 حياة
رب المجد فيها الكلمة وفيها الحدث. فلو لم يكن السيد المسيح قد علم تلاميذه عن
آلامه، لصارت سبب خوف لهم.. لأنهم لم يكونوا قد عرفوا الكتب.

لو
كان السيد المسيح قد علم بالكلمة فقط، لما نلنا أى شئ فالكلمة تعطى وعود ورجاء
لكنها ليست فعل! وليس لها قوة لتعطى فداءً أو خلاصاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار