اللاهوت الادبي

محاضرات فى علم اللاهوت الأدبى



محاضرات فى علم اللاهوت الأدبى

محاضرات
فى علم اللاهوت الأدبى

القمص
مرقوريوس صليب

+
مقدمة فى علم اللاهوت:

تعريفه
هوالعلم الذى يبحث فى الآداب المسيحية والاخلاق التى يلتزم بها المؤمن المسيحى فى
حياته الخاصة والعامة.

 

الفرق
بين اللاهوت الأدبى والفلسفات الاخلاقية (علم الاخلاق).

أولا:
اللاهوت الأدبى:

+
يبحث اللاهوت الأدبى فى الخلاق والآداب من جهة النظر المسيحية ورأى الدين فيها.
أما الفلسفات والعلوم الأخلاقية فهى تبحث فى الاداب والخلاق بصفة عامة.

+علم
الخلاق يعتمد على المبادئ الطبيعية أو الشريعة الطبيعية او الشريعة الطبيعية أى
” الضمير ” الموجود فى الانسان. أما علم اللاهوت الأدبى فهو يعالجها (الفضائل
والرذائل) مستعينا بالكتاب المقدس وأقوال الأباء وتعاليم الكنيسة وذلك بالنسبة
لسلوك الفرد فى المجتمع والكنيسة.

+
علم الخلاق ما هو إلا دراسة ظاهرية يقوم على اساس سلوك الإنسان الظاهرى والسطحى.
أما علم اللاهوت الأدبى فهو قادر على ان يدخل فى اعماق القلب والمشاعر ويحاسب على
الأفكار قبل الأعمال.

ماهى
اهمية علم اللاهوت الأدبى؟

+
لا غنى عنه لإنسان المسيحى لأنه يشرح له الشريعة المسيحية ويحدد موقفها من الأفكار
أو الأقوال والأعمال وهى معرفة ضرورية لكل من يريد أن يعيش حياة روحية سليمة فى
هذه الحياة

+
اللاهوت الأدبى لازم أيضاً وبصفة خاصة للكاهن ودراسة اللاهوت – فالكاهن بوصفة
معلماً للفضيلة يستعين به فى توجيهاته فى سر الاعتراف وفى عظاته للشعب ومع ان جميع
الأسرار المقدسة قائمة على استحقاق ” دم المسيح له المجد ولا يتوقف فعلها على
صلاح الكاهن. لكن سر الاعتراف يرتبط بشخص الكاهن لا من حيث سلطان السر فى الحل والربط
والغفران بل من حيث العلاج الذى يتوقف على اهلية الكاهن للقيام بمهمته المرشد فى
سر الاعتراف لذلك من شروط الكاهن ان يكون عالماً بالشريعة متفقا فيها.

 

الشريعة

اللاهوت
الدبى مرتبط بالشريعة المسطورة فى الوحى الإلهى التى اعلنها الله لموسى وقد سميت
الأسفار الخمسة الأولى بشريعة موسى ويمكن تقسيمها الى ثلاثة أقسام:

 

الشريعة
الأدبية وتشمل:

الأوامر
الخاصة بعبادة الله والآداب الواجبة على المؤمن من نحو الله ونحو الآخرين (خر: 20)
ومفصله فى سفر التثنية ” الوصايا العشر ”

 

+
الشريعة الطقسية وهى:

خاصة
بطقوس والترتيبات المتعلقة بشئون العبادة من حيث:

1-البناء وتصميمه
الداخلى والخارجى

2-البخور
والذبائح والقرابين

3-اختصاص
الكهنة ورئيس الكهنة وباقى اللاويين

4-أنواع
الذبائح: الحيوانات الطاهرة والحيوانات الغير الطاهرة المحرقة. الخطيئة. والاثم.
السلامة. الدقيق. البكور. العشور. والنذور. الاصوام والأعياد.. الخ (خر 24 _ 40) واللاويين
باكمله واجزاء من سفر العدد والتثنية

 

+
الشريعة السياسية:

و
هى الشريعة التى تنظم السياسة الداخلية والخارجية:

 

+
الشريعة الخارجية:

و
هى خاصة بالعلاقات التى ترتبط الشعب الإسرائيلى بغيرة من شعوب الأرض

 

+
الشريعة الداخلية:

خاصة
بعلاقة الأفراد بعضهم البعض من حيث:

+
المعاملات المدنية من بيع وشراء وايداع واعاره وقرض ورهن.

+
الاحوال الشخصية من عقد زواج واختيار الزوجة ودرجات القرابة وعدد الزوجات والطلاق
احكامه وشروطه وموانعه.

+
المواريث (الميراث) وكيفية توزعها.

+
العقوبات التى يجب تطبيقها على الأفراد عند مخالفتهم لأوامر الله أو عندنا يسيئون
الى بعضهم البعض والعقوبات مثل: الأمراض والأوبئة والمجاعات والسقوط فى ايدى
الاعداء. النفى السبى القتل الرجم التعويضات المالية والعينية نجدها فى (خر 21 –
23) والتثنية.

+
ما موقف المسيحية من شريعة العهد القديم؟

نقطة
هامة: يجب ان نعرفها أن الديانة المسيحية ليست ديانة جديدة كل الجدة ولا هى ديانة
قامت على أنقاص الديانة اليهودية ولكن المسيحية هى هى بعينها الديانة اليهودية ولكن
فى صورة كاملة. الديانة اليهودية هى هى بعينها الديانة المسيحية ولكن فى صورة
مجملة

+
إذن الديانتين غير متعارضتين أو متناقضتين فإله العهد القديم هوهو اله العهد
الجديد هذا الموقف وضحه رب المجد عندما قال ” لا تظنوا غنى جئت لانقض الناموس
والنبياء ما جئت لانقض بل لكمل ” متى 5: 17 ”

+
فالمسيحيين يضموا العهد الجديد الى العهد القديم فى كتاب واحد يؤمنون به كله.

 

السيد
المسيح نفسه نفذ أحكام شريعة العهد القديم:

+
يسمح بأن يختتن فى اليوم الثامن.

+
تقدم امه زوج يمام أو فرخى حمام وهو ما أمرت به الشريعة

+
تقدم الى يوحنا المعمدان للعماد.

+
يجيب على ابليس فى التجربة على الجبل من العهد القديم رغم انه كان يستطيع ان يعطى
كلمات أخرى من فمه الطاهر.

+
” ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. (تثنية 8: 3)

+
” للرب ألهك تسجد وإياه وخده تعبد.. (تثنية 6: 13).

+
” لا تجرب الرب الهك.. (تثنية 6: 16).

+
قال للأبرص بعد شفاءه ” اذهب أرى نفسك للكاهن وقدم القربان الذى امر به موسى

+
قال للشاب الغنى احفظ الوصايا.

+
تمم الفصح اليهودى (متى 26: 30)

 

تابع
موقف المسيحية من شريعة العهد القديم:

*
وإذا نظرنا للموعظة على الجبل نظرة غير فاحصه نظن إن السيد المسيح قد جاء بشريعة
جديدة مخالفة لشريعة العهد القديم خصوصاً قوله الربانى ” سمعتم إنه قيل
للقدماء.. وأما فأقول لكم..

*
ولكننا عندما نتأمل مليا نجد انه لا يوجد تناقص بال تكميل لشريعة العهد القديم
مثال لذلك:

+
قول رب المجد ” سمعتم إنه قيل للقدماء لا تحنث بل أو فى للرب أقسامك وأما أنا
فأقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسى الله ولا بالأرض لأنها موطئ
قدميه ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل
شعرة واحة بيضاء أو سوداء بل ليكن كلامك نعم نعم. لا لا ومازاد على ذلك فهو
من الشرير (متى 5: 33 – 37).

+
ليس هناك تناقص بين الشريعتين لأن رب المجد لم يقل أحنث ولكن اراد الوفاء مثل
العهد القديم بدليل قوله ليكن كلامكم نعم نعم.. لا لا.

+
وأراد أن ينبه لشئ أخر لم يعرفه الشعب وجاء الوقت ليعرفوه فقد كان فى القديم (لا
تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً ” خر 20: 27).

و
اكثر من ذلك طلب الله أن يحلفوا باسمه (أحترز لئلا تنسى الرب الذى أخرجك من أرض
مصر من بيت العبودية الرب الهك تتقى واياه تعبد وباسمه تحلف ” تثنية 6: 13

+
وبشأن المرأة المتهمة بالخيانة الزوجية يقول وسيستحلف الكاهن المرأة (عدد 5: 19).

+
كان الله يوجد أنه يحلف الشعب به للأسباب الآتية:

+
كان مستواهم الروحى ضعيف.

+
كان بالقرب منهم امماً تحلف بمعبوداتها فكان الله لابد وأنه يسمح لهم أن يحلفوا به
علامة على تعبدهم له.

+
لكى يخافوا الله ولا يحلفوا به باطلا.

+
لكن لما جاء السيد المسيح كان ذهن الشعب قد ارتقى فلا خوف عليهم من عبادة الأصنام
ومن ناحية أخرى كان علماء اليهود قد أباحوا لهم أن يحلفوا بالله فى جميع الأمور
حتى التافه منها.

+
فالغرض الذى من أجله سمح لهم أن يحلفوا به قد انتهى لذلك امر رب المجد لا
تحلفوا البتة
.

 

خلاصة
القول:

إذن
شريعة العهد الجديد هى هى شريعة العهد القديم ولكن فى صورة أرقى وما نقوله عن هذه
الوصية نقوله على باقى الوصايا.

+
فكل ما قاله الرب يسوع المسيح لم يكن فيه أدنى مخالفة للشريعة القديمة ولقد كان
يحرص له المجد على تبيان هذه الحقيقة دائما فعندما يقول ” كل ما تريدون أن
يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم أيضاً بهم ” ويعقب على ذلك بقوله ” لأن
هذا هو الناموس والأنبياء ” متى 7: 12 “.

+
وقال مرة أخرى ” تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن نفسك ومن كل قدرتك هذه هى
الوصية الاولى والثانية تحب قريبك كنفسك بها تبين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء
” متى 22: 37 – 40 ” فكأنه جاء مفسراً وموضحاً للناموس ومبيناً ما تقضيه
وصايا العهد القديم.

أقوال
الرسل وتصرفاتهم لا تنقض شريعة العهد القديم:

+
كان الرسل يدخلون الهيكل فى أوقات العبادة ” رومية 3: 31 “.

+
كانوا كل يوم يواظبون فى الهيكل بنفس واحدة.

+
وقال بولس الرسول ” أفانبطل الناموس بالإيمان حاشا بل ثبت الناموس (إذن
الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحه) رومية 7: 12 “.

+
ليس إذن فى شريعة العهد الجديد ما يتعارض مع شريعة العهد القديم وتصرفات السيد
المسيح ورسله الأطهار فضلا عن أقوال الرب واقوال الرسل من بعده تبين احترام كامل
لهذه الشريعة القديمة واعتبار الشريعة الجديدة مؤيدة لها.

+
ونحن إذن نؤمن بالعهدين ونعتبر الشريعتين ونقدس الكتابين لم يستطيع اليهود لقصورهم
وعجزهم أن يكملوه أو يدركوه كملته المسيحية ووضحته إذن فشريعة المسيح لم تخرج
مطلقا عن معنى شريعة سيناء ولكن فهمت بمعنى أرقى من المعنى الذى فهمه علماء وشيوخ
وافراد الأمة اليهودية.

 

الى
أى مدى تعتبر شريعة العهد الجديد مكملة لشريعة العهد القديم؟؟

+
إذا قلنا ان شريعة العهد الجديد مكمله لشريعة العهد القديم فلابد أن نعرف الى أى
مدى هذا التكميل:

+شريعة
العهد القديم كانت شريعته مناسبة وملائمة للشعب اليهودى وهو بعد من طفولة الايمان
وجهالة المعرفة وكان ولابد من ربطة بقيود غاية فى الدقة والصرامة ونظراً لمجاورته
لشعوب وثنية ربما يتأثر بمعقداتها وطقوسها.

+
الناموس إذن مقدس وصالح فهو بمثابة المرشد والقائد الى المسيح ففى رسالة بولس
الرسول إلى أهل غلاطية (3: 19 – 27).

+
لو كانت الشريعة الى اعطيت قد استطاعت ان تعطى الحياة لكان حقاً أن البر بالشريعة (بالناموس).

+
قبل أن يجئ الايمان كنا ” كما لو مغلقا علينا تحت رقابة الشريعة فى انتظار
الايمان الذى سوف يعلن”.

+
فلما جاء هذا الايمان صرنا فى غير حاجة بعد الى هذا المرشد (لأنكم جميعاً أبناء
الله بإيمانكم بيسوع المسيح (غلاطية 4: 1- 9)

+
والشريعة أيضاً كانت وصى على قاصر والقاصر أو الطفل هو الشعب المختار قبل مجئ
المسيح.

+
طالما الوارث طفل (قاصر) فهو لا يختلف فى شئ عن العبد ونحن أيضاً عندما كنا أطفال
مستعبدين بأفكار العالم + فلما ولد المسيح خضع للشريعة لكى ما يفتدى الذين كانوا
تحت الشريعة

+
بواسطة المسيح ضرنا أبناء وارثين وليس عبيد. + معنى هذا أن الشريعة القديمة وما
حوته من طقوس ورسوم كانت موقوته بظهور المسيح المنتظر الذى كانت الرموز وتشير اليه
ولم تكن فى حقيقتها غير مرشد يدل على الايمان بالمسيح ولذلك يقول الرسول. ”
لأن غاية الناموس هى المسيح ” رومية 10: 4 “.

+
ويقول القديس لوقا البشير ” كان الناموس والانبياء الى يوحنا لو 16: 16
“. أى الى زمن يوحنا المعمدان اما بالمسيح فقد بدء عهد جديد عهد الايمان والكمال
المسيحى.

+
فإذا كانت الشريعة القديمة مؤدية الى المسيح أو الى شريعة العهد الجديد فليس بين
الشريعتين تناقض فالشريعتين تومان على مبدأ واحد وتتلقيان فى مركز واحد.

+
اما المبدأ الواحد فهو حاجة البشر الى فادى ومخلص يكون بموته وسفك دمه فداء للناس
وخلاصهم.

+
واما المركز الواحد فهو يسوع المسيح مخلص العالم فأى فرق بين الشريعتين يكون من
هذه الناحية.

+
وشريعة العهد القديم تتطلع الى المسيح الآتى أما شريعة العهد الجديد فتقوم على
اساس المسيح الذى اتى، فكان لابد فى شريعة موسى من طقوس تشير الى مجئ المسيح وخلاصه
العتيد حتى اذا جاء المسيح لم تعد ثمة حاجة الى تلك الطقوس المشيرة الرامزة فأى
تغير أو تبديل يدرك الشريعة القديمة لتصبح ملائمة للعهد الجديد هو تغير وتبديل نرى
فيه فرقاً بين شريعة ممهدة وشريعة نهائية أو بين شريعة مفتقرة إلى مخلص وشريعة
كاملة به

 

+
الشريعة الطقسية:

قد
اصابها تحوير وتغير لان الشريعة قد امرت بطقوس تشير الى مخلص آتى لابد ان تتغير
طقوسها عندما ياتى هذا المخلص وتتبدل بطقوس تشير الى المخلص الذى آتى لتذكرنا
بفدائه وخلاصه فمثلا فى شريعة العهد القديم طقوس فى الذبائح والمحرقات تقدم من
حيوانات يحرق دمها ليكون تكفيراً وتطهيراً ولكن هل دم الحيوانات قادر على التكفير؟
لا ولكن بما انها رمز للذبيح العظم فقوة الذبائح الحيوانية قائمة فى هذا الذبيح
الأكبر الى تشير اليه الذبائح الحيوانية وتبدلت بذبيحة المسيح وذبيحة المسيح واحدة
على الصليب لا تتكرر وانما يتكرر فينا فعلها كلما تقدمنا الى طقوس أخرى قامت على
أساسها وبها ننال استحقاقات تلك الذبيحة الطاهرة اما هذه الطقوس فهى أسرار الكنيسة
السبعة هى طقوس العهد الجديد التى صارت بديلة لطقوس العهد القديم اذا هى تقوم على
عمل المسيح الذى أتى. وبالتالى لم يعد ثمة وجود للكهنوت اللاوى وطقوسه (عب 9: 10)

+
” وهى قائمة بأطعمة واشربه وغسالات مختلفة وفرائص جسدية فقط موضوعة إلى وقت
الإصلاح عب 9: 10 “.

+
فتغير بكهنوت المسيح القائم على أساس تقديم جسده ودمه ذبيحاً عن حياة العالم.

+
ويوجد طقوس لم تكن فى العهد القديم رمزاً الى شئ كالصلاة والبخور فلا بد من بقائها
فى العهد الجديد وأن كانت هنا تكتسب قوة أخرى ونعمة اخرى تلائم روح العهد الجديد.

+
فالبخور اصبح عبادة ترتفع الى السماء محمولا مع صلوات القديسين فى ايدى الملائكة وكهنة
السماء ” رؤ 5: 8، 8: 3 ” بعد ان كان تقربا الى قدس الأقداس الأرضى.

+
والصلاة اصبحت فى عهد المسيح فرصة تأمل فى آلامه وقيامته (صلوات الأجبية).

+
والصوم اصبح غنيا بمناسبات العهد الجديد بعد ان كان قائما على ذكريات محدودة
ملائمة للعهد القديم وكذلك قل عن سائر الطقوس كالأعياد وخلافه.

اذن
التكميل فى الشريعة لم يكن فى جوهرها بل فى صورتها ففكرة الذبيحة والصوم والصلاة والبخور
والأعياد باقية كما هى فى جوهرها أما التغير فقد اصاب الصورة لتكون ملائمة للعهد
الجديد وبركاته فالشريعتان واحد فى الجوهر والجوهر غاية الشريعتين.

 

الشريعة
الأدبية:

مر
بنا أنة كملت فى شريعة العهد الجديد وتكلمنا عن القسم كمثل لذلك والآن نتكلم عن
مثالين آخرين من الشريعة الأدبية حتى تبيين الى اى مدى شريعة العهد الجديد مكملة
للعهد القديم.

+يقول
السيد المسيح ” قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل أنما أنا فأقول لكم كل من
يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ” (مت 5: 21 – 26).

+
قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم واما انا فأقول لكم
ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ومن قال لاخيه رقا (كلام
باطل) يكون مستوجب المجمع ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم فإن قدمت قربانك
الى المذبح وهنا تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هنا هناك قربانك قدم المذبح واذهب
أولا أصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك. كن مراضيا لخصمك سريعا مادمت معه فى
الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضى ويسلمك القاضى الى الرطى فتلقى فى السجن
” الحق اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفى الفلس الأخير “.

+
هذا النص فيه مقارنة بين شريعتين تنهى عن القتل فقط وشريعة لا تنهى عن القتل فقط
بل وحى عن الغضب وهى الى جانب هذا تطالب بالعمل على الصلح والسلام بين الأفراد
المتخاصمين ليس بين النصين تناقض فالسيد المسيح لم يقل (أما أنا فأقول لكم اقتلوا).

+
كان القتل فى العهد القديم هو الاعدام أو إراقة الدماء أو الموت كما قتل قايين
هابيل. وكما قتل موسى الرجل المصرى وكما قتل داود جليات ولكن السيد المسيح اراد ان
يوسع مفهوم القتل فيجعله شاملا للبواعث عليه كالغضب والتراع والحقد والشتم
باعتبارها مولدات للقتل وعله له.

 

كيف
ينهى عن القتل ولا ينهى عن الاسباب المؤدية له؟

نعم
جاء فى العهد القديم بعض المفاهيم عن القتل مثل:

(أم
21: 25) شهوة الكسلان تقتله لأن يديه تابيان الشغل.

(أم
7: 26) من المرآة (لأنها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء).

(أر9:
9) ياليت رأسى ماء وعينى ينبوع دموع فأبكى نهاراً وليلاً، قتلى بنت شعبى

 

نلاحظ:

1-
أن هذا الفهم توصل اليه الأنبياء فيما بعد حيث مرت ألامه الاسرائيلية باختبارت
كثيرة اما فى أسفار التوارة لم يرد هذا المعنى بل جاءت عن القتل المباشر.

2-
نتكلم عن الاسباب التى تدعو الى القتل المادى (هلاك الجسد) أما السيد المسيح فمد
من أفاق الوصية وتحدث فى اسلوب واضح أن من يتسبب فى اغاظة غيره بالسب أو الشتم والإهانة
يكون مستحقا لعقوبة النار الأبدية

+
فكان القتل فى العهد الجديد ليس هو القتل المادى فحسب وانما هناك ثلاثة أنواع أخرى
من القتل
:

1-
قتل نفسى
.

2-
قتل روحى.

3-
قتل أدبى.

+
ويدخل فى القتل النفسى (السب / التعيير / الخداع / المكر / الحسد / البغضة، وهى
صفات تتلف نفوس المتصفين بها وقد جمعها بولس الرسول فى رسالته الى رومية (1: 29).
” مشحونين حسداً وقتلا وخصاماً ومكراً وسوءاً نمامين مفترين مبغضين الله
ثالبين (يتكلم فى غياب غيره الاخرين ” مدعين مبتدعين شروراً غير طائعين
الوالدين كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفسى (1يو 3: 15). ويدخل فى القتل الروحى إهمال
الروح وإهمال الروح وإهمال الجسد والإسراف إلى الشهوات والمسرات العالمية التى
تتلف حياة الإنسان روحيا (رومية 7: 11). لأن الخطية وهى متخذة فرصة بالوصية خدعتنى
بها وقتلنى (يو 8: 44) ويقول السيد المسيح عن إبليس ” ذاك كان قتالا للناس
روحى بالخطية “. ويدخل فى حدود القتل الأدبى التشهير والذم والعمل على إشاعة
الشر عن شخص أو العمل على فصله من عمله وقطع رزقه.

+
فكلام السيد المسيح ليس عن هلاك الجسد فقط بل عن قتل النفس فهو يهمه خلاص النفس لا
قتلها

+
إذن شريعة العهد الجديد اكملت وصية القتل فى شريعة العهد القديم من خلال الايضاحات
والمفاهيم الجديدة ولكن الوصية لم تبدل ولن تلغى.

 

مثال
آخر لا تزن:

سمعتم
أنه قيل للقدماء لا تزن أما أنا اقول لكم أن كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى
بها فى قلبه.

فى
العهد فهموا الزنى انه اتصال جنسى غير مشروع بن رجل وامرأة وأما الزنى فى شريعة
الكمال فقد يكون بالقلب فالنظرة الشريرة الى تصحبها شهوة تولد إحساساً شريراً يقود
الى ارتكاب الشر فى القلب بالتصورات والتأملات الشريرة.

التغير
اذن لا فى جوهر الوصية بل فى شكلها وحدودها.

و
الخلاصة اذن ان الشريعة الادبية لم تتغير فى جوهرها غير أن المعلم الأكبر كشف عن
كونها مستوراً منها عن الشعب القديم

 

+ الشريعة
السياسية

تنقسم
الى: داخلية – خارجية

 

+السياسة
الخارجية:
كانت
ضيقة ولا يختلط الشعب المختار بغيره من الشعوب ولما جاء المسيح المنتظر كان به
خلاص اليهود والأمم فأصبحت السياسة الخارجية اوسع وأرحب فكل من اصطبغ بالصبغة
المقدسة يدخل دائرة الشعب المختار.

+السياسة
الداخلية:
لم
يدركها تغير أكثر مما ادراك السياسة الخارجية من حيث الهيئة الحاكمة أو من السيد
المسيح بالخضوع لها (اعطو ما ليقصر لقيصر {الحاكم} ومال لله لله حتى
أن من يقاوم السلطات يقاوم الله (رومية 13: 1-7)

من
حيث المعاملات جعلها تقوم على أساس المحبة والانتفاع بالنفس والتقدم فى الفضيلة
وحل المنازعات بروح المحبة والتسامح سمعتم أن قيل عين بعين وسن وبسن وآم فأقول لكم
لا تقاوموا الشر بالشر بل من لطمك على خدك اليمن حول الآخر أيضاً ومن أراد أن
يقاضيك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء (متى 5: 38 – 41)و ايضاً سمعتم أن قيل تحب
قريبك وتبغض عدوك أما أنا فأقول أحبوا اعدائكم باركوا لاعينكم وأحسنوا الى بعضكم
وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم (متى 5: 43 – 48)

بالنسبة
للوصول للشخصية من زواج وطلاق (قيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق وأما أنا
فأقول لكم أن من كل طلق امرأته إلا لعله الزنى يجعلها تزنى..) أما قرأتم من البدء
خلقهما ذكر أو أنثى.

 

العقوبات:

أصبحت
عقوبات الروحية:

أن
أخطى أخوك إليك فاذهب إليه وعاتبة بينك وبينه فإذا سمع منك فقد ربحت أخاك فان لم
يسمع فقل للكنيسة وان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثنى والعشار (متى 18: 5-18)
وفى إيجاز أن الشريعة السياسية تتوقف أحكامه على الشريعتين الطقسية والأدبية ولما
كانت الشريعة السياسية فى العهد القديم قد ترتبت فى حدود مرسومة قدت بها ظروف
الأمة اليهودية فكانت موفقة لطقوسها وآدابها فإن التغيير الذى يدرك هذه الشريعة
السياسة فى العهد الجديد يكون تابعا لما أدرك طقوسها وآدابها من تغيير فى الشكل لا
فى الجوهر.

 

الضمير

الضمير
هو الشريعة الطبيعة التى أوجدها الله فى الإنسان لكى يميز بها الخير والشر ولم تكن
الشريعة المكتوبة ألا إظهار لهذه الشريعة الطبيعية الموجودة فى الإنسان شريعة
طبعها الله على قلوب البشر.

متى
ظهر الضمير فى الانسان:

إذا
أرادنا أن نبحث عن الزمن الذى طبع الله هذه الشريعة فينا فربما لا نستطيع أن نهتدى
إلى معرفته على وجهه الدقة لكن الأمر الذى لاشك فيه أن هذه الشريعة قديمة قدم
الإنسان نفسه ولكن فى أى مراحل حياة ادم ظهر الضمير الإنسانى.

هناك
ثلاثة احتمالات:

+
أن يكون الضمير قد خلق مع النفس البشرية.

+
أن يكون الضمير قد خلق فى الإنسان بعد سقوطه فى الخطية تعويضا عما أصابه من ظلمه اغرقت
عقله وقلبه فاصبح الضمير نورا لنفسه يقوده للتميز بين الخير والشر.

+
أن يكون الضمير قوة تولدت فى باطنه بمجرد آكله من شجرة معرف والخير والشر وربما
يجيد هذا الاحتمال سندا له فى أن تسمى الشجرة التى أكل منها أدم بمعرفة الخير والشر
وفى قول الرب بعد المخالفة من الأكل من الشجرة (هوذا الإنسان صار كواحد منا عارفا
الخير والشر ومهما يكن فى شئ فالضمير قديم فى الانسان حيث عرف أنه عريان واختباء
من الله وقال له الله من اعلمك انك عريان هل أكلت من الشجرة الى أوصيتك الا تأكل
منها.

 

تعريف
الضمير:

له
معانى مختلفة فهو يطلق على العقل هو يتأمل الأحكام الأخلاقية ويصورها على سلوك
الإنسان ونطلق كلمة ضمير على المشاعر الأخلاقية أى القدرة العامة على الحكم
الأخلاقى وهو ما يميز الإنسان على الحيوان وهو الإحساس المباشر بالخطأ والصواب دون
الحاجة إلى بحث ويعرف أيضاً الضمير بصوت من الله فينا

نستطيع
نحن أن نعرفه إجمالا إنه صوت الله فى بطن الإنسان تهتف فيه بالحق ويدعوه إلى
الواجب وينتهره على الشر والعصيان بموجبه يميز الانسان بين الخير يتبع وبين الشر
يجب أن يجتنب به يعرف الله ويعبده بالضمير ويكرم الوالدين ويقدس الواجب ويهوى
الفضيلة به يحقق الكذب والعذر والخيانة ويكره الرزيلة فهو أذن عضو الشعور الأدبى
فينا فهو عين النفس نرى به الخير والشر كما يستعين بالعين الظاهرة فى التميز بين
المحسوسات.

 

القاب
الضمير:

الشريعة
الأدبية:

1-أنه
يدعو بالالتزام بالوجبات والأدب التى يجب أن يتأدب بها الانسان إزاء الله.

2-سيناء
الداخلية: مشابهة على جبل سيناء الذى أعلنت من فوقه الشريعة الفرق أنها ظاهرية والأخرى
باطنية.

3-الضمير
لأنه صوت مضمر خفى باطنى مستور لا يشعر به غير صاحبه هو أشهر جميع الألقاب ولذلك
اتبعها جميع علماء الأخلاق وذكرها الكتاب المقدس.

4-الشريعة
الطبيعية ذكرها الوحى الإلهى باسم الشريعة المكتوبة على قلوب الناس فقال الرسول
بولس فى رسالته على رومية يصيرون العمل بالشريعة مكتوب على قلوبهم (رومية: 2 – 15)

 

+هل
الضمير موجود عند جميع الناس فى مختلف مراحل العمر؟

كل
انسان يستطيع أن يميز بين الخير والشر ويدرك ويعرف دون جدال أو نقاش عن عبادة الله
وإكرام الوالدين والأمانة والصدق فضائل وان القتل والفجور والفسق والسرقة والخيانة
رذائل ان الخير يجب أن يتبع والشر يجب أن يجتنب وفى هذا يقول (ارسطو) أن من يشكون
فى وجوب عبادة الله وإكرام الوالدين يفتقرون إلى العقوبات لا إلى البراهين ويقصد
من ذلك إنها أمور بديهة والشك فيه لا سبيل إليه.

+فكما
أن رؤية الاشياء تقتضى وجود حاسة البصر والقدرة على التميز للأصوات تقتضى حاسة
السمع كذلك فالقدرة على التميز بين الخير والشر تقتضى بوجود الضمير أو الشريعة
الطبيعية عند جميع الناس على اختلاف بينهم وجنسيتهم ولغتهم والدليل على ذلك تجد
لفظى الخير والشر فى كل لغة من لغات العالم.

+وإذا
تأملنا القوانين والشرائع الوضعية التى تسير عليها الشعوب والأمم لوجدنا إنها قد
امتدحت الفضيلة وذمت الرذيلة ودعت إلى الخير عن الجريمة والشر

+نعم
قد يكون هناك اختلاف بين آمه وأمه فى تشريعاتها وقوانينها الأدبية ولكن هذا
الاختلاف لا يتعد التطبيقات والتفصيلات فقط ففى كل زمان ومكان يميز الإنسان بين
الخير والشر فانك تجد كلمة الضمير معروفة فى جميع لغات العالم وخالصة الكول أن
الضمير موجود فى جميع الناس مهما اختلف الزمان والمكان وذلك يوجد فى الانسان فى
جميع مراحل حياته على الأرض

+فالضمير
فى الطفل والشاب وفى الشيخ لعله مما لا يحتاج إلى بيان فان الشاب والرجل والشيخ
ذوى ضمائر تختلف قوة وضعف ولكن أثار الضمير فى حياته لا تختلف عليه أثنين.


الأطفال حقا إنهم لم يكتمل نضجوهم الذهنى مما يترتب عليه عدم ظهور الضمير ومعناه
الكامل وهناك فر ق بين عدم ظهور الضمير وبين عدم وجوده

+فالطفل
مزود منذ مولده بغرائز أدبية تنمو تحت تأثير البيئة والثقافة واكتمال عقله وحساسيته
وجسمه وتأخذ فى النمو والتقدم ويظهر أثرها واضحا فى سلوكه وتصرفاته وهى قابلة
أثناء هذا كله للتربية والتهذيب


الأطفال على حد تعبير الفلاسفة وعلماء الدين يناقضون لنداءات الضمير ولو لم يتلقوا
كلمة واحدة من أب أو من مربى ويدل على وجود الضمير فى الأطفال.

 

1-إنهم
لا يناقشوننا صحة المبادئ أو النصائح الأخلاقية التى نأمرهم بها مع انهم يسألوننا
عن أمور أخرى كثيرة بدافع حب الاستطلاع وهذا لا يفسره ألا موافقة هذه المبادئ
الاخلاقية لاستعداد طبيعى مطبوع فى نفسهم أو هو الشريعة الطبيعية فإذا قلت لطفل
مثلا أن الصدق فضيلة والكذب رذيلة قبل منك ذلك ولم يرفضه أو يناقشه بينما إذا قلت
له ان الصدق شر والكذب خير أو قلت له اكذب ولا تصدق لو قف منك ذاهلا مكبوتا معتقدا
انك تمزج أو تسخرية.

2-لذلك
الخجل الذى يحسه الأطفال عندما يرتكبون أمور شائنة أو معيبة أو غير لائقة أو عندما
يخالفون قاعدة من قواعد الدين أو نصيحة من نصائح الوالدين حتى لو كانت المخالفة
تجرى بعيدا عن عيون الناظرين.

3-الارتباك
الذى يستولى على الطفل حينما يرتكب خطأ كان يجذب فى سرد قصة أو واقعة يعتقد هوانها
وهو كاذب فيها فكان فى الطفل صوت يناديه أن يلتزم الصدق يريد أن يكذب التحقيق
مصلحته ولما كان الصوت يناديه وهو يتكلم فلذلك يرتبك ويرتبط لأنه يعجز أن يوافق
بين نداء الضمير ونداء المصلحة الوقتية.

 

+هل
الضمير كافى لهداية الانسان؟

+الضمير
فى الانسان نور وهدى يرشد الى الحق والعدل والخير ولكن طالما كان حرا من كل القيد
سليما من كل مرض إذن الضمير يفسد بالخطية وسوء النية فعندما يتفاقم الشر فى الناس
تمرض ضمائرهم وتفسد حينئذ يكون الضمير بمثابة الميزان الذى اختل فلم يعد صالحا
للوزن الصحيح

+لقد
شهد الوحى بذلك فقال كل ئ طاهر لطاهرين وإما النجسين وغير المؤمنين فليس شئ طاهرا
انما على العكس فقد يتنجس ضمائرهم (تيطس 1: 15) (رومية 1: 28) (اتى 6: 5) (2تى 3: 8)
(1تى 4: 1، 2، 3)

+فالضمير
هو المشرع الطبيعى فينا قد يفسد ويختل ويتنجس فلا يصلح فى الأشرار أن يكون مرشدهم
الأوحد الذى يعصمهم سبيل الخطأ والضلال ومع ذلك فهو هادى أمين الأفاضل والأبرار وقد
يكون كافيا فى ذاته يرشدهم الى الحق والخير وتاريخ البشر حافل بكثير من الفاضل
استطاعه أن يكافحوا ضلالات عاصرهم الفكرية والخلاقية دون أن يكون لهم من مرشد غير
هذا الهدف الداخلى الذى استهده فهداهم واسترشدوه فأرشدهم من هؤلاء من هؤلاء هابيل،
شيس، اخنوخ، ابراهيم، اسحق، يعقوب، نوح، ايوب، يوسف الذين ارضوا الرب وعبدوه بقلب
سليم ولم يفعلوا هذا بناء شريعة المكتوبة الوحى مستور بل كان وحى الضمير يقودهم
وشريعة طبع تهديهم فلما اصغوا لها لم يعصوا أمرها صاروا بها كاملين وقدسيين.


إذن لم يكن أن ننكر على الضمير كافيته لإرشاد والتعليم لو وجد من الإنسان أذنا
صاغية وقلب واعية سلوكا موفقا ونداءاته وتوجيهاته.


على ذلك فالأمم الذين لا شريعة لهم يجدون من ضمائرهم شريعة طبيعية ولما كانت
شريعتهم هذه تكفى هدايتهم إلى الحياة الطاهرة الموافقة بإرادة الله فهم لذلك بلا
عذر إذا اخطئوا.


تتدنسوا بالشر سيدانون ولكن بموجب قانونهم الطبيعية وليس بالناموس الشريعة
المكتوبة كل الذين أخطأ بدون الناموس فبدون الناموس يهلكون وكل الذين اخطأ فى
الناموس يدانون (رومية 2: 12).

 

مصدر
الضمير

هناك
عدة فروض

ان
يكون مصدر الضمير الإنسان ولكن كيف يكون أمرا ومأمورا! كيف يكون الإنسان مشرعا
بنفسه إذا كان كذلك فلماذا نشهد الصراع بين النفس وبين الهاتف (من النفس) فكيف لا
تملك حق إسكاته ليس إذن الضمير يرجع إلى الإنسان فهو حكم رقيب عليه.

+ربما
يكون من الوالدين أو مرابين لكن نعرف أن الأطفال لهم ضمير ورأينا ألاوله فى ذلك
بالرغم من انه لم يتلقوا كلمة عن طريق التربية وتعاليم الوالدين والمرابين وان
التربية لاحقة على الضمير الأدبى لا سابقة عليه.

+وإذا
قيل مصدر الضمير هو القوانين الوضعية قلنا إنها قوانين محدودة بالنسبة للقانون
الأدبى.

وكيف
يكون القانون الوضعى مصدر للقانون الأدبى رغم أن الأول لا يحاسب على الامور
الظاهرة أما الثانى على الامور الباطنية

أيضا
على أن هناك فروق بين القانون الوضعى والقانون الأدبى.

+
القانون الوضعى قابل للتغير لان واضعه يمكن أن يخطى لأنه بشر أما القانون الأدبى
فهو ثابت وغير متغير.

+
أن القانون الوضعى تشرف على تطبيقه سلطة خارجية فهى سلطة الحكومات ولكن القانون
الأدبى يدعوا الى احترامه سلطة باطنية لا تحمل السيف أو النار والعقوبات المادية.

+
أن القانون الوضعى ينظر الى نتائج الظاهرة للخدمات أما القانون الأدبى فهو يعنى
أول ما يعنى للبواعث الباطنية.

+
القانون الوضعى يعاقب ولكنه لا يكافئ أما القانون الأدبى فيتبع العقاب والثواب.

+
القانون الوضعى يقى المجتمع من المجرمين أما القانون الأدبى فيكون كاملين لا يعنون
فقط بحدود الدنيا للأخلاق بل يسعون لدراك الكمال.

*
أذن فأن مصدر الضمير على من الإنسان والمجتمع والقوانين الوضعية فلابد أن يكون
الله مصدره.

*
أن كل شريعة تستلزم التكليف والتكليف يقتضى توقيع عقوبة عند المخالفة من يتولى
توقيع العقوبة بالطبع لا يكون الانسان نفسه بالطبع لا يخشى نفسه ولا الناس لأن
سلطانه (ضمير باطنى) ولا قدرة للناس على ذلك فلابد أن يكون الله.

*
أن الضمير شريعة والشريعة لابد من مشرع ولما كانت هذه الشريعة مطلقة عامة فيجيب أن
يكون المشرع متصفا بالعموم والاطلاق وليس كائن يتصف بالعموم والاطلاق سوى الله.

 

تمايز
الضمير وتغيره

أن
الضمير قابل لتغير والتبديل وعرضه للتحويل والانحراف ويخضع لعوامل تزيده إرهاقا ومن
هنا فأن الضمائر ليس واحده بل متغايرة باختلاف الأفراد وتغاير الأزمنة بل هى
مختلفة فى فرد واحد ” باختلاف مراحل حياته ”

 

أولا:
تغاير الضمير فى الفرد الواحد

ليس
فى ذلك عجب فكثير من الامور كان تبدوا لنا فى وقت ما أنه خير وأنه واجب ولكنه أصبح
يبدوا لنا فى وقت أخر أنه شر أو ثم هذا التغير والاختلاف لا يجرى كيفا اتفق ولكنه
يخضع لأسباب وعوامل توجهه وتحدده:

 

*
السن

فالفرق
بين السنين يحدث فرقا فى أحكام الضمير كما يبدو فى الطفولة خير يجب إتباعه قد يبدو
فى الرجولة أو الكهولة لا يجب إتباعه وكل منا ولا شك قد إدراكه هذا النوع من
التغير فى حياته باختلاف السنين ولكن ما الذى يجعل السن وتغايره الأثر الواضح فى
الضمير.

*
أن الضمير وهو يتألف من عناصره ثلاثة يدرك هذه العنصر من تحول:

العنصر
العقل العنصر العاطفى العنصر الارادى


العنصر العقلى متطور تبعا لمعلومات والمعارف الجديدة التى يكتسبها بتقدم السن.


العنصر العاطفى يتطور تبعا لما يدرك العاطفة من ألوف التغير فى مراحل العمر
المختلفة.


العنصر الارادى يخضع لتقارير السنين.

 

التجربة:

كل
فرد مر عليه خيرات معينه فتختلف حكم الضمير تبعا للخيرة والتجارب.

 

البيئة:

وهو
مثل سابقة من عوامل يؤثر على عناصر الضمير وبالتالى يتأثر الضمير عند الفرد فهناك
فرق بين إنسان يعيش فى أسرة متدينة تحب الفضيلة تكره الرذيلة أو يقرأ كتب ممينة
تدعوا الى الحق والفضيلة وتزم الرذيلة وبين فرد أخر يعيش فيها.

 

التغذية:

للتغذية
أيضا أثر على الضمير ونقصد بالغذاء غذاء مادى وروحى أو عقلى ونعرف أن الغذاء
العقلى أثر على الضمير كذلك الغذاء الروحى يطبع أثره على العنصر العاطفى أن الغذاء
المادى فنعلم أن العقل السليم فى الجسم السليم فيتأثر احكام الضمير تبعا الاختلاف
العنصر العقلى باختلاف التغذية فيكون العقل بذلك أكثر أو اقل استعداد لاقتبال
المعارف والإفادة منها والعنصر الإرادى أيضا يتأثر بالغذاء فربما أكلة ثقيلة أو
شدة جوع تبدل الإرادة القديمة الى إرادة خائرة (أى ضعيفة) هذا يجعلنا نقول أن
الصحة أيضا يكون لها اثر فى اختلاف الضمير لذلك لا تتعجب إذ رأينا أراء الناس وأحكامها
تتغير من حين لاخر.

 

سؤال
ما هى عناصر الضمير؟

سؤال
هل الضمير كافى لإهداء الإنسان؟!

تغير
الضمير من فرد الى آخر.

إذا
كان الضمير يختلف فان اختلاف الضمير من فرد الى أخر يكون أكثر وضوحا وعلى ذلك يمكن
أن نعدد الضمائر المختلفة عند الافراد الى اربعة أنواع.

1-
ضمائر ضالة جاهلة

2-
ضمائر مرنة واسعة

3-
ضمائر ضيقة

4-
ضمائر مستقيمة صالحة

 

1.
ضمائر ضالة جاهلة.

 وهى
الضمائر التى فقدت القدرة على التيمز فى مسالة غابة فى الخطورة والأهمية وذلك بسبب
فقدها المعرفة التى تقودها الى التميز لذلك يسمى صاحبها بلا ضمير.

2.
الضمائر الواسعة.

 وهى
ضمائر أفراد مستهترين يشربون ألاثم كالماء ويخلقون لنفسهم أنواع من الاعازير
معللين أخطائهم تعليلات تدل على ذكائهم وهم يعلمون إنها كاذبة وقد يتسع ضميرهم
ويضيق حسب الحاجة (الضمير المطاط) ويمكن أن نطلق عليه الضمير (الفريسى) نسبة الى
الفريسيين الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل.

3.
الضمائر الضيقة (الموسوسة).

 عكس
الضمائر الواسعة إذ لا تكاد الى شئ فليس من تصرف تقوم عليه إلا وترى فيه أنما أو
شرا وعلى أقل تحس نحو بنوع من القلق وعدم الارتياح. وفى هذا كله لا يرضيها شئ ولا
تقتنع بشئ ولا تطمئن الى نصيحة ناصح أو مشورة مرشد أو كاهن.

4.
الضمائر السليمة القوية الصالحة.

 وهى
ضمائر مستقيمة حساسة تستطيع أن تميز بسهولة ويسر وثقة ويقين بين الخير والشر أو
بين المشروع والممنوع والفرق بين الضمائر الثلاثة الأولى وبين النوع الأخير.

 أن
تلك الضمائر منحرفة وهذا الضمير سليم تلك اختل بها عنصر أو أكثر من عناصر الضمير.
أما هذا فعناصره الثلاثة سليمة ففى الضمير الجاهل اختل العنصر العقلى وفى الضمير
الواسع اختل العنصر العاطفى الضيق اختل العنصر الارادى.

 

أسباب
اختلاف الضمير بين الأفراد.

1.
الاختلاف فى نصيبهم عن العقل.

العقل
وان كان مشاع للكل ألا أنه يختلف من فرد وأخر فهناك الذكى والغبى وقوى الذاكرة
وضعيف الذاكرة واسع الفكر وضيق الفكر هذه الفروق تؤدى الى اختلاف الضمائر بين
الأفراد.

2.
اختلاف الأفراد فى مدى حساسيتهم فصاحب الحساسية المرهفة لابد أن يكون ضميره مرهفا
أكثر من صاحب الحساسية المكتبلدة.

3.
اختلاف الأفراد فى الآراء هناك صاحب الإرادة الخائرة وطبيعى أن الاختلاف بين
الارادات يتبعه اختلاف بين ضمائر الأفراد.

4.
الاختلاف فى التربية والتعليم.

أن
من يتربى قوية وقويمة ينشأ صاحب ضمير سليم بخلاف من يتربى مريضة فانه ينشأ ذو ضمير
منحرف فالتربية المريضة أما تقود الى بلبلة الفكر اضطراب الذهن فينشأ ضمير الفرد
ضالا جهولا أما أن تقتل العواطف النبيلة والاحساسات الرقبة فيصبح الضمير واسع أو
إنها تضعف الارادة وتبلد العزيمة فيصبح الضمير مترددا موسوسا.

أما
صاحب التربية السليمة فهو صاحب الضمير السليم أيضا لان التربية الحقة تقودها الى
صفاء الذهن وتهذيب العاطفة وتنمية الارادة وتقوية العزيمة.

 

عوامل
تضعف سلطان الضمير

+
الإهمال:

 كل
مالكه فى الإنسان إذا إهمالها ضعفت واضمحلت قاعد وتشمل الحواس الظاهرة كما إنها
تشمل الملكات الذهنية والفضائل الخلقية العضو الذى تهمله ولا تحركه يضعف ويموت
وقيل عن نوع من الأسماك أصاب بيئته ظلام وأمسى فلا تمضى فترة من الزمن حتى أصبح
السمك لا يرى وذلك لان البصر بلا عمل فضعفت فذهب ضياءه كما أدرك علماء الاجتماع أن
العامل قد تصبه البلادة لأنه لم يشغل ذهنه لان عمله صار عادى اليه دون تفكير ذلك
طلبوا لتحديد ساعات العمل ليتمكن العامل من القراءة فى وقت فراغة كذلك الرياضيون
يقولون انه اذا اهملت عضلة الساعد ضعفت. فالضمير إذا أهمل لم يعمل على تهذيبه
ونموه إصابة الذهول والضعف وكلما تقدم السن ازدادت وهن الضمير وضعفه ويعده خاملا
مريضا بلا عمل.

 

+
المخالفة والعصيان:

 إذا
ضعف الضمير الباطن لم يجد من صاحبه ملبيا ومجيبا وبمدوامة المخالفة وعدم سماع صوت
الضمير يخبوا صوته ويضعف كذلك نرى أناسا يشربون الإثم كالماء دون أن يدرون.

هذه
المرحلة وصلوا إليها تدريجيا كما سدوا أذانهم عن صوت الضمير فمن يحس بوخذ الضمير
على أمر ما يجب ألا يحتكر هذا الوخذ ويعصاه فان المخالفة تكثر من حدة شوكته وتطفى
من شعلته كما يكون رب المجد يسوع ولا يقدرون سراجا ويضعونه تحت المكيال فيضئ لكل
من فى البيت.

 

+
الاستسلام فى الشهوات:

 قد
لا يشعر فى الإنسان انه يرتكب محذور هو يفعل الشر وذلك أن الاستسلام لشهوات قد
أضعفت الضمير وبعبارة أخرى هذا هو الفتور الروحى الإنسان فيه يعرفانه مخطئ ولكنه
لا يقوى على النهوض لان ضميره لا يؤنبه فانه قد ثقل بالشهوات والتلذذ بما تريده
النفس لذلك يخشى الفضلاء من الإسراف فى المأكل والمشرب والملبس وكل ما تشتهيه
النفس فيمتعون أجسادهم حتى يرهف الضمير لذلك قال ابن سيراخ لا تكن تابعا لشهواتك
بل عاصى أهوائك 4 تقريب المسافة.

 

+
الخلاف بين الحلال والحرام:

 يحاول
الإنسان إن يحلل الحرام حتى يصيره حلال ويهون شره بل قد يحول الحرام مثل إنسان اخذ
رشوه ويحللها على إنها هديه أو إنها ليس له بل لأولاده أو أنها رزق من الله غير
ذلك؟؟؟ ثم يتكرر ذلك لا يشعر أن الرشوة شر ولكن يعدها فضيلة.

 

+
التأمل فى الأمثلة الشريرة والصفات الرديئة:

 أن
النظر تطبع فى مخيلة الإنسان صوره واضحه قويه تصبح عونا للخير أو للشر فى داخل
الإنسان فالمتأمل فى صوره قبيحة أو فى سلوك ردئ يهيئ للشهوات ويسير الغرائز فصحبه
الأشرار وقراءة الكتب والمجلات الفاسدة عاملا كبيرا ينحدر بها الضمير فيالقها
ويفقد بها الشعور وهذه الكتب الساقطة تطبع فى نفوسنا صفات الجريمة والدنس دون أن
يشعر حتى يستوى الشر الذى دخل إلينا خلسة مع الشر الذى كان خارجا عنا حينئذ يضعف
فينا الضمير وينعدم فينا الحواس نحو الفضلية تبدل الى الفتور.

 

عوامل
نمو الضمير

+
الطاعة لصوت الضمير.

 إذا
طعنا صوت ضمائرنا انتعشت وتقوت وتشجعت وكلما اطعنا ونفاذنا مشورة المرشد الباطن
ازداد إرهافا وقدره على التمييز هكذا نزداد حساسا بهمسات الضمير او يزداد الضمير
فينا أحساسا وانتباه.

 

+
ازدياد المعرفة

 بعض
الناس يتكلمون بما لا يعلمون فيخطئون ولكنهم بزيادة معرفتهم أو ادراكوا أخطائهم
وصار ضميرهم يوبخهم مع انه كان لم ينجسهم قبلا وذلك لأنه كان جاهلا فأصبح عارفا.

 إذا
المعرفة عامل من نمو الضمير وارتقائه والتقدم فى المعرفة عن طريق القراءة فى الكتب
الخلقية أو الدينية والاستماع الى العظات والندوات وذلك بالاتصال بالمرشد الروحى
وهذه هى الحكمة من العبادة الجمهورية وحضور العظات والندوات للحصول على شئ من
المعرفة.

 

+
التامل فى أفعالنا وأقوالنا قبل وبعد حدوثها.

 نتأمل
الفعل والقول قبل حدوثه لنتأمل مواطن الزلل بعد حدوثه لنحكم على أنفسنا بالثواب أو
الخطأ ونعرف أسباب الخطأ وجوه الصواب.

+
التامل فى الفضيلة والصفات.

 يشجع
النفس ويقويها ويقوتها ويمنحها بساطة وقوة ويجعلها تتمثل بالسير البارة فكما أن
التأمل فى الأشياء الضارة تضر الإنسان هكذا التأمل تقود الإنسان الى الفضيلة.

انظر
الى نهاية سيرتهم.. الخ.

+
ممارسة الفضائل وأفعال الخير والبر.

 أن
فعل الخير يولد الميل الى الخير ففى فعل الخير يشعر الكانسان بالسعادة كأنه فعل شئ
حسن ومن وجه أخرى يعرف مدى الآثار الرديئة من ترك هذا الخير وبذلك يكون فعل الخير
قوة تدفعه الى المزيد من فعل الخير.

 

الضمير

خلق
الله الضمير كميزان حساس ودقيق للتميز بين الخير والشر فى البشر (الناموس الطبيعى)
قبل تسليم موسى الشريعة المكتوبة (التوراة) ولهذا سار الآباء الأولون على هدى
ضميرهم وخير مثال للأجيال يوسف الصديق العفيف الذى سار بالفضيلة بوحى من ضميره
الحى الصالح فى مصر الوثنية وفى مقاومه لإغراء أمراءه سيده الشريرة ويقسم علماء
اللاهوت الأدبى أحوال الضمير البشرى الى ما يلى:

أولا:
الضمير المستقيم (الصالح)

وهو
صريح ومخلص لصاحبه. وطاهر ومقدس ونقى وصالح أمام الله والناس كما عبر عنه الرسول
بولس وقال يا أخوتى أنى عشت الى اليوم – بضمير صالح – أمام الله (1 تى 1: 5) وقد
يفسد الضمير الواسع ويتحول من ميزان ذهب دقيق جدا فى مؤشرة الى ميزان قبانى لا يزن
ألا الأشياء الثقيلة الوزن فقط بسبب سوء القدوة أو فساد الأصدقاء أو غيرها من
تعاليم البيئة والأسرة ووسائل الاعلام الضارة.. الخ.

 

ثانيا:
الضمير الضيق

+
علاماته

1.           
يحسب كل ما ليس خطية خطية (يكبر ويهول جدا فى
الأمور) ويتوقع نتائج بعيدة عن الواقع.

2.           
عناد للمرشد الروحى أو للأب رغم إقناعه نظريا
بكلامه.

3.           
يعيش فى قلق وحيرة وعدم ثبات على رأى ولكثرة
التردد فى اتخاذ القرار واستشارة كثيرين وعدم الارتياح أو قبول أى رأى.

4.           
نظرة متشائمة بسبب التخوف من اثر كل فعل أو قول
حتى ولو كان صحيحا ولاغبار عليه.

5.           
مداولة الاعتراف عن خطاء أو خطية سبق الاعتراف
بها بسبب كثره الشك.

6.           
الشعور بنوع من الارتياح فى اضطهاد ألذات وجلدها.
(تأنيبا شديدا للضمير بدون مبررا) وبدون أسباب معقولة.

7.           
فقدان السلام الداخلى (العذاب النفس) والوسوسة
والقلق وهموم القلب بسبب الشكوك وتعكير دمه من كثره التفكير فيما لا يفيد.

8.           
الإباحية والاستهتار ومهاجمه الدين بسبب الضيق
والتبرم واليأس.

9.           
فقدان الشجاعة والهرب من لقاء الناس (الانطواء)

10.       
المغالاة فى التخوف من الأخطاء (الإحساس الخاطئ
بأنه سيفشل حتما).

 

+
سببه

+
كبرياء النفس محاوله تبرئه ألذات من كل خطاء.

+
غياب المرشد الروحى من حياته منذ الصغر.

+
معاشرة الموسوسين (عدوى المرض النفسى).

+
نقص الثقة فى مراحم الله وبالتالى اليأس والفشل.

+
الأنانية وعدم محبة الناس (كراهيتهم) الخضوع الكامل لأفكار عدو الخير الذى يظهر له
ضفاعة الخطية.

 

+
علاجه

بممارسه
وسائط النعمة والاعتراف السليم والرجاء فى محبة الله ورحمته ومقاومه الفراغ
بالقراءه الهادفة والاجتماعات الروحية ومحبه الله والناس.

 

ثالثا:
الضمير الواسع

+
علاماته.

1.           
التساهل التام والاستهانه بالخطاء (مطاط elastie) ولا يراه إلا فى الخطايا الجسمية فقط.

2.           
تبرير الخطاء وخلق المعاذير التى تجيزه.

3.     لا
يتأثر بالواعظ فهو ضمير مخدر (
dragged) أو نائم (ميت لا يحس بواخزات الضمير (فى الخطايا الصغيرة) ويسمى
الضمير الفرنسى ذمته واسعة كقول الرب – يصومون عن البعوضة ويبلعون الجمل.

4.           
يتلذذ بعمل الشر ويفتخر به يشرب الإثم كالماء.
فيقود الى فساد القلب والهلاك الروحى السريع كأنه يريد الدخول من الباب الضيق.

+
أسبابه.

1.           
إهمال الصلاة وعدم حضور الاجتماعات الروحية
والجهل بتعاليم الكتاب

2.           
عدم المداومة على الاعتراف بالذنوب حتى يثبت فى
القلب ومع الآباء يتخدر الضمير ويهاجمه الحساب الأخر. والعذاب الأبدى.

3.           
الاستهانة بالفضيلة وتصبح الرذيلة عادة مداومة
مباشرة الشر.

4.           
المعاشرات الردية وانهماك فى الملذات ويموت
الضمير.

 

+
علاجه.

ترك
أصدقاء السوق وعدم قراءة الكتب الفاسدة وسرعة الهرب من الأماكن الضارة ووسائل
الإعلام الغير نافعة روحيا.

+
معاشرة الأبرار باستمرار لتنبيه الضمير.

+
التعامل بحكمة فى عواقب الأفعال الشريرة ونتائجها الخطيرة.

+
تذكر الموت والدينونة باستمرار والحذر من الخطايا مهما كانت صغيرة.

+
ارتباط بمرشد روحى حكيم مع مداومة ممارسة كل وسائط النعمة وحياة التدقيق مع النفس.

 

الضمير
فى عهد الشريعة والضمير فى نور المسيح:

جاءت
الشريعة الأدبية فى العهد القديم تقول للأنسان ” لا تقتل – لا تزنى – لا تسرق
– لا تشهد بالزور ” والواقع أن هذه الوصايا ليست جديده ولكنه هى تكرار وأعاده
لما طبع اولا فى النفس البشرية ولكن لما راى الله ان معالم هذه الشريعة قد انعثرت
اربان يعيدها مكتوبه ليعيد الانسان لما كان عليه من طهارة واستقامه وتكون الشريعة
عون للضمير يستعين بها على ضعف الطبيعة وظلام الجهالة والضلال ولهذا يجد الضمير
فرصة للقيام بعمله نشاط أكبر وقوه أعظم.

 

الضمير
فى نور المسيح

والضمير
فى نور المسيح أكثر تميزا وأرهق حسا وأقوى اراده هما كان عليه فى ضوء الشريعة
المكتوبة او بغير الشريعة المكتوبة وذلك لان السيد المسيح قد وسع من معانى الشريعة
المكتوبة واوضح مبهماته وغومضها على أن الضمير قد أكتسب فى نور المسيح قوة أخرى
وذلك بمواهب الروح القدس فى اسماء الكنيسة السبع

 

+
هل يملك للأنسان أن يخرج على سلطة الضمير؟

أن
الضمير ينبها الى الخطأ ولكن للأنسان قد يتعدا أو أمر الضمير ويخرج عنها على الرغم
من قوتها وذا كانت التوبه عن الشرور تقع فى الواقع على تنبيه الضمير والشعور
بالنعامة الا ان هناك كثيرين من لا يسمعون لصوت ضميرهم، اذن من المستطاع أن يسكت
النسان صوت الضمير ويفعل ما لا يريده ضميره كقول القديس اغسطينوس ” أن العقل
قد يفعل الأش
ياء التى
يريدها بالرغم من عدم ارضاء الضمير وهذا يحدث بتبكيت الضمير ”

 

أسئلة:

(1) عرف علم اللاهوت الأدبى؟
وما الفرق بينه وبين علم الأخلاق؟ وأهميته؟

(2) تكلم فى أقسام الشريعة ثم أذكر
موقف المسيحية من شريعة العهد القديم؟

(3) الى أى مدى تعتبر شريعة
العهد الجديد مكمله الشريعة العهد القديم؟

(4) متى ظهر الضمير فى الإنسان؟

(5) هل الضمير موجود عند جميع الناس وفى مختلف
العمر؟

(6) هل الضمير كافى لهداية الإنسان؟

(7) أتعاب الضمير؟

(8) ما هو مصدر الضمير فى الإنسان؟ اذكر الآراء
المختلفة حول ذلك؟

(9) اذكر مظاهر وأسباب تغاير الضمير فى الفرد
الواحد؟

(10) تغاير الضمير من فرد الى فرد؟

(11) ما هى عوامل النمو فى الضمير؟

(12) ما هى العوامل التى تضعف من سلطان الضمير فى
الإنسان؟

(13) عرف على اللاهوت الأدبى وما الفرق بينه وبين
علم الأخلاق وما أهميته؟

(14) تكلم عن أقسام الشريعة ثم اذكر موقف المسيحية
من شريعة العهد القديم؟

(15) إلى أى مدى تعتبر شريعة العهد
الجديد مكملة لشريعة العهد القديم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار