الارشاد الروحى

ما بين الشعور بالذنب وتأنيب الضمير وتبكيت الروح القدس – كيف نُميز صوت الروح القدس

نستطيع أن نُميز صوت الروح القدس في داخل قلوبنا، فهو عندما ينتهر، فهو ينتهر برحمة عظيمة أساس جوهرها المحبة، لأن المحبة طبيعة الله، أي أنها جوهر طبيعة الله وليست مجرد صفة يتصف بها، بل طبيعته، وانتهار الروح القدس ليس الانتهار المصحوب بالتسلط الذي يكشف عن ضعف في النفس فتقع في حالة من اليأس وفقدان الرجاء، وربما ينشأ في النفس هذا الشعور من تبكيت الضمير الطبيعي الذي للإنسان ومن جراء الحزن الملازم لفعل الخطية، هذا التبكيت والحزن الذي يظنه البعض خطأ أنه صوت الله، مع أنه في الحقيقة مرض نفسي يحتاج إلي علاج، أما الانتهار الذي يقود برفق إلى التوبة ومحبة الله فهو عمل الله الحقيقي.
وعندما يؤنب الروح القدس الضمير فهو لا يحطم ولا يقتل ولا يضع الخاطئ أمام الدينونة والرعب من الموت، بل يكشف له دينونة الخطية وفسادها المُريع وفعلها المُدمرّ للنفس، ويقدم صوت النجاة بمحبة الله، إذ يُعلن في القلب: أن الجحيم ليس للإنسان بل للشياطين، أما الإنسان له التوبة ورجاء الحياة الأبدية في المسيح المُخلِّص، لأن الملكوت وحياة الأبد هي للإنسان محبوب الله الخاص.

وعموماً كل حزن لا ينشأ توبة، أو تأنيب يخلو من المحبة، ليس من الروح القدس، وربما يرجع إلي الذاكرة وإلي خبرات قديمة، أو إلي الشعور بالذنب، أو فهم خاطئ للحياة الروحية، إذ يظن الإنسان أنه بتأنيب نفسه ينجو من غضب الله الذي يستشعره في ضميره، أو يشعر أن هذا من داعي الاتضاع لكي يكون مقبولاً عند الله، مع أنه بالطبع ليس من الاتضاع على الإطلاق.ومن هُنا نردك التعليم الخاطئ عن تأنيب النفس ومحاسبتها، إذ أن في تلك الساعة الإنسان يؤنب نفسه ويوبخها بعيداً عن الروح القدس، روح البرّ، روح الحياة الذي يعتق من سلطان الخطية والموت في المسيح يسوع.

عموماً الاتضاع الحقيقي، ليس في تبكيت النفس والقول أني لا أنفع أو لا أستحق، بل هو إحساس عميق بمحبة الله وصلاحه يجعل الإنسان يشعر بأنه فعلاً وواقعياً لا شيء على الإطلاق، ولكنه أصبح في المسيح ذو قيمة عظيمة للغاية، لأنه أصبح هيكلاً لله الحي، هيكلاً مُخصصاً لحلوله في داخله. أما إذا حاول الإنسان بدون استعلان صلاح الله ومحبته في قلبه، أن يقول أنا خاطئ، فإن رد الفعل عند هؤلاء الذين يقولون أنهم خطاة تراه في أنهم أكثر الناس تسلطاً وكبرياءً وعجرفة !!! فيا إما يكونوا أكثر يأساً وبعداً عن الله، وفي شعورهم الداخلي فشل زريع مع إحباط وعدم الأقبال على الحياة مع الله قط، أو يكونوا في كبرياء ويتكلوا على ذراعهم ومحاولة سعيهم المتواصل (بإرادتهم الخالية من قوة الله) أن يخلصوا أنفسهم ويتصنعوا الروحيات ويظهرون انفسهم كأن لهم قداسة عظيمة مع أنها مهرتأه جداً لأنها من صنع إيديهم، فلا يستطيعوا أن يُقيموا علاقة مع الله بل مع أنفسهم الذين يفتخرون بها في داخلهم ويظهرون أنهم متضعين وحية الكبرياء مستترة في قلبهم الخفي…
  • ولكن من تذوق غفران الله كحقيقة واقعية في حياته بعمل الروح القدس في القلب، ويثق به ثقة إيمان حي، لا يقول أنا خاطئ ويصمت، بل في أعماق شعوره يشهد الروح القدس في أعماق قلبه من الداخل :
أنه الخاطئ الذي أحبـــــه يســـــوع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار