علم الخلاص

مات من أجلنا وليس عنا



مات من أجلنا وليس عنا

مات
من أجلنا وليس
عنا

 

تصحيح
خطأ لاهوتي شائع:

“مات
من أجلنا”، وليس “عنا”:

 

ولكن
المسيح قَبِلَ اللعنة من أجلنا، ولا يُقال “عنَّا”، لأنه مات بنا وليس عنا، لأنه
أخذ جسداً من جسدنا وأخذ خطايانا في جسده هذا، على الصليب. بمعنى أن المسيح تبنَّى
البشرية العتيقة في نفسه، فلما صُلب بها دخلت معه اللعنة حتماً لتوفي عقوبتها؛ أما
نحن فأخذنا اللعنة عن آدم باستحقاق خطايانا، أما هو فأخذها بالمشاركة كمشيئة أبيه
وباختياره، وليس عن استحقاق قط لأنه كان قدوساً وبلا شر. فالمسيح جاز بالبشرية
العتيقة الآلام والموت واللعنة لتستوفي عقوبتها وهي فيه، ثم قام بلاهوته فأقامها
معه. فلما مات على الصليب مُتنا معه، ولما دُفن دُفنَّا معه، ولكن لأنه هو ابن
الله ولم يكن مستوجباً الموت أو اللعنة، قام من الموت كإله، بما له من قداسة وقوة
حياة تدوم، إذ لم يستطع الموت أن يمسك به ولا اللعنة استطاعت أن تحجزه في الهاوية،
فقام بكامل مجده الذي له مع الآب منتصراً على الخطية واللعنة والموت والهاوية.

أما
نحن فأقامنا معه لأننا كنا فيه.

 

فلولاه
لبقينا في الموت واللعنة إلى الأبد، ولكن لما قام أقامنا معه. ولأنه كان متحداً
بنا، غلبنا الموت بغلبته وقمنا بقيامته وأخذنا طبيعة جديدة من طبيعة ليس عليها حكم
الموت ولا اللعنة وليس عليها سلطان الخطية بعد. وهذه هي البشرية الجديدة المؤهَّلة
بالروح لشركة الحياة الأبدية مع الآب والابن.

فحينما
يقول بولس الرسول أن: » المسيح افتدانا من لعنة الناموس «(غل 13: 3)، فهو يعني أن
المسيح فدانا بقبوله اللعنة على الصليب لأجلنا، وبالتالي صار لعنة أيضاً لأجلنا،
بمعنى أنه صار مصلوباً لأجلنا وليس “عنا”. لأن كلمة “عنا” هنا خطيرة للغاية، إذ
تجعل قبوله الموت واللعنة كاستحقاق شخصي وهذا يلغي الفدية إلغاءً، ولكنه قَبِلَ
اللعنة “لأجلنا” وعن محبة فقط، عن حب وطاعة لأبيه، فصار هذا فدية محبة بكل المعنى
والموازين » أحبني وأسلم نفسه لأجلي. «(غل 20: 2)

وما
يُقال في اللعنة يُقال في الآلام. لذلك نقول: » تألمنا معه «لأنه تألم لأجلنا وليس
“عنا” كأنه باستحقاق شخصي، وحاشا.

كذلك
يُقال في الموت، فنحن متنا معه لأنه مات لأجلنا وليس “عنا” كأنه باستحقاق شخصي
مات.

وهكذا
يظهر مقدار الخطأ اللاهوتي في القول بأن المسيح تألم عنا أو مات عنا أو قَبِلَ
اللعنة عنا. ولكن وللأسف لا يزال يسقط في هذا التعبير كثيرون حتى الآن. لهذا لزم
التنبيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار