المسيحية

لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللّهُ



لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاّ وَاحِدٌ وَهُوَ<br /> اللّهُ

لِمَاذَا
تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللّهُ

قال المحاور الغير مؤمن: ذات يوم جاء شاب غني
إلي المسيح وسأله: أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لِأَرِثَ
الْحَيَاةَ الْأَبَدِيَّةَ؟ * مرقس 10: 17، فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لِمَاذَا
تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللّهُ (مرقس
10: 18)، فلو كان المسيح هو الله لما قال ذلك.

قلت
بنعمة الرب: أراد المسيح أن يقول بكلماته لذلك الشاب: إن آمنت بصلاحي,, تحتم عليك
أن تؤمن بلاهوتي، لأن ليس أحد صالحاً إلاّ واحد وهو الله،
وكأن السيد
المسيح له المجد يقول له: أتدعوني صالحاً بمقياس الصلاح البشري؟ أم تدعوني صالحاً
بمقياس الصلاح الإلهي؟ وإذا كنت تقصد إنني صالح بمقياس الصلاح الإلهي فهذا يعني
إنني الله، لأنه ليس أحد صالحاً إلاّ واحد وهو الله، فإذا اعترفت بحق بصلاحي
بالمقياس الإلهي وجب عليك أن تعترف بأنني الله. أجل، كان السيد المسيح صالحاً،
منزهاً عن الخطأ، لأنه كان الله الابن المتجسد في صورة إنسان.

ويقرر
القرآن أن المسيح وُلد غلاماً زكياً،, فقد قال جبريل الملاك لمريم العذراء ” إِنَّمَا
أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً ” (سورة مريم 19: 19)،

ويقرر
العهد الجديد أن المسيح وُلد بغير خطية (1 يوحنا 3: 5)، ” ولم يعرف خطية “)
(2 كورنثوس 5: 21).. ” ولم يفعل خطية “.. (1 بطرس 2: 22),

المسيح
هو الصلاح المتجسد,, عاش حياته منزهاً معصوماً عن الخطأ حين جاء إلي أرضنا في
الجسد,, وتحدّى أعداءه بالقول: ” مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ
” (يوحنا 8: 46)، ولم يجسر أحد أن يرفع عقيرته ضده أو يوجه إليه إصبع إتهام,,
المسيح كامل الصلاح، وإذا اعترفنا بهذا الحق، تحتّم علينا أن نعترف بأنه الله إذ
لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللّهُ (مرقس 10: 18)،

يقال
إن الفضل ماشهدت به الأعداء، ولقد تحدي السيد المسيح أعداءه علانيه قائلاً (من
منكم يبكتني علي خطية) (يو8: 46)ولم يستطيع أعداءه أن يمسكوا عليه زلة، أو يجدوا
في حياته شبه خطأ أو شر. امرأة أمسكت في زنا. ولما أقاموها في الوسط قالوا له:
يامعلم هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل. وموسي في الناموس أوصانا أن مثل
هذه ترجم. فماذا تقول أنت؟ قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم مايشتكون به عليه)
(يو8: 2-6) ولم يحضر هؤلاء الفريسيين الرجل المضطجع معها حيث ينص الناموس ان كلا
من الرجل والمرأه يرجمان (تث22: 22) وهذا يؤكد أن قصدهم لم يكن الدفاع عن الناموس.
بل الإيقاع بالسيد المسيح (قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم مايشتكون به عليه) وكان
الموقف دقيقاً فإذا قال السيد المسيح ارجموها ظهر واضحاً أن لافرق بينه وبين
موسي00فبأي جديد أتي اليهم؟! وإذا قال لا ترجموها اتهموه بالحض علي عصيان الناموس
واشتكوا عليه00ولكن السيد المسيح (المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم) (كو2: 3)
(انحني إلي أسفل وكان يكتب بأصبعه علي الأرض، ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم
من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر. ثم انحني أيضاً إلي أسفل وكان يكتب علي
الأرض). هل انحني في ذلك الوقت ليكتب خطاياهم ويصفها أمام عيونهم؟ ربما00ولكن
الأمر المؤكد نقرأه في كلمات الوحي الإلهي (وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم
تبكتهم خرجوا واحداً فواحداً مبتدئين من الشيوخ إلي الآخرين وبقي يسوع وحده
والمرأة واقفة في الوسط) (يو8: 1-9)

 

الضمائر تصحو

لقد
انسحب الكتبة والفريسيون الذين أحضروا المرأة الزانية، انسحبوا بعد أن أيقظ
ضمائرهم بكلماته، وأظهر لهم خباياهم وخطاياهم، فهرب الفريسيون أمام نار عينيه
لأنهم كلهم في الموازين إلي فوق00كلهم خطاة وأثمة. (وبقي يسوع وحده والمرأة).

أجل
بقي وحده لأنه القدوس المنزه عن الخطأ الذي له وحده حق الدينونه والقضاء وغفر
للمرأة الساقطة، واهباً إياها قوة لحياة الطهر والنقاء ويقول السيد المسيح لليهود
في نفس هذا الاصحاح. (أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان
قتالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق، ثم يتحداهم بعد ذلك
قائلاً: ومن منكم يبكتني علي خطية؟) (يو8: 46) وكأن الروح القدس وهو يضع هذه الآية
في هذا المكان أراد أن يقارن بين المخلوقات الساقطة والإله القدوس، بين الذين
لوثتهم الخطية، وذاك الذي قال عنه كاتب الرسالة إلي العبرانيين إنه (قدوس بلا شر
ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلي من السموات) (عب7: 16) بين السيد المسيح
وبين خلائقه.

وكأن
السيد المسيح يقول في هذه المقارنة: هاأنا قد كشفت لأفضل من فيكم من المتدينين،
للكتبة والفريسيين شر حياتهم فهربوا أمام نور عيني00لكن (من منكم يبكتني علي
خطية؟)00من منكم يستطيع أن يذكر لي زلة؟ أو هفوة؟ أو كلمة نابية؟ أو نظرة دنسة؟ أو
موقفاً ضعيفاً؟000(من منكم يبكتني علي خطية؟).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار