س، ج

لماذا لا يخلص الله الجميع ويدخلهم الملكوت

Saleb

أتى سؤال هام من بعض الذين يتهمون الله بأنه ظالم، وهو لماذا الله لا يخلص الجميع، فأن كان الحال أن قليلين هم الذين سيدخلون الحياة الأبدية فكان من الأفضل أن لا يخلقنا نحن البشر، لأنه لو كان الله يريدني أنا، كان أعطاني الخلاص بدون أن أتعب ويعطني إياه وأنا في مكاني !!!! فثلث العالم “33%” مسيحيين، بل وأيضاً ليس جميع المسيحيين سيكونون مع الله في الملكوت وبالتالي النسبة قليلة جداً !!! فلماذا !!!

_____الإجابة_____

بالطبع النسبة قليلة من كل جيل [ لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سُرَّ أن يُعطيكم الملكوت ] (لوقا 12: 32)، وذلك لا بسبب الله ولكن بسبب الإنسان واختياره، لأنه مكتوب: [ وقال لي أكتب: طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الخروف وقال هذه هي أقوال الله الصادقة ] (رؤيا 19: 9)، [ وأرسل عبيده ليدعوا المدعوين إلى العُرس فلم يريدوا أن يأتوا ] (متى 22: 3)، [ أما العُرس فمستعد (أردت – يعبر هنا عن إرادة الله بعمل وفعل) وأما المدعوون فلم يكونوا مستحقين (ولم تريدوا – يعبر هنا عن رفض المدعويين للعُرس، ورفض ما أعده الله) ] (متى 22: 8)، [ وهذه هي الدينونة: أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة ] (يوحنا 3: 19)

فكثيرن التفوا حول الرب يسوع في زحمة شديدة وتكدس فظيع والكل يدوس على أقدام البعض، واحيانا يدفعوا الرسل ليصطدموا بالرب يسوع أثناء سيره، وفجأة توقف وقال قولاً عجيباً أدهش القديس بطرس الرسول وجميع الرسل كلهم مع الجميع المحيط به لأنه قال قولاً لا يتناسب إطلاقاً مع شدة الازدحام المُحيط به، فقد قال: [ من لمسني Who touched me ] فرد القديس بطرس الرسول قائلاً باندهاش عجيب وتهكم مع كل الذين معه: [ قال بطرس والذين معه يا معلم الجموع يضيقون عليك ويزحمونك وتقول من الذي لمسني ] (لوقا 8: 45)
ولكن الرب أجاب قائلاً بعد أن سأل الجميع والكل أنكر أنه لمسه، وقالوا انهم لم يمسوه، وهذا عار لهم سيظهر في قول الرب عن لماذا سأل لأنه قال: [ قد لمسني واحد لأني علمت أن قوة قد خرجت مني ] (لوقا 8: 46)، وهذه القوة التي خرجت منه بسبب أن هُناك إمرأة بإيمان حي وثقه شديدة: [ لأنها قالت في نفسها أن مسست ثوبه فقط، شفيت ] (متى 9: 21)، [ فـجاءت من ورائه ولمست هدب ثوبه ففي الحال وقف نزف دمها ] (لوقا 8: 44)، وهكذا حال كل نفس تأتي إليه لا لكي تشاهده وتسمع مجرد أقوال وتعبد بشكل طقسي، مثل أغلب المسيحيين اليوم، ولكنهم في النهاية يخرجون مفلسين خاوين من أي قوة، بل الذي يأتي إليه ويلمسة بالإيمان يأخذ منه قوة: [ وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه لأن قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع ] (لوقا 6: 19)…

أعتقد أن وصلت إليك أيها الأخ الحبيب مشكلة لماذا كثيرون لا يخلصون، ولن يدخلوا ملكوت الله، لا لأن الله السبب أو يريد ذلك لأنه مكتوب: [ الذي يُريد ان جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ] (1تيموثاوس 2: 4)…

فمثلاً لو قلت لمريض قم اذهب للطبيب الفلاني فهو طبيب شاطر ويدعوك أن تأتي إليه وسيعطيك علاج مناسب، فقال المريض هذا الطبيب ظالم لماذا لا يأتيني ويشفيني، أو لو أنا مثلاً كنت غني جداً جداً، فدعوت صديق لي لكي يأتي ويعمل معي وسأعطية أجراً كبيراً وسأجعله شريك لي في أرباح الشركة أو العمل، وأعطية شقة فاخرة قريبة من العمل ليسكن فيها قد أعددتها لسكناه وساضع له رصيداً في البنك باسمه، فأن لبى الدعوة وأتي وعمل معي سيأخذ ربحاً عظيماً ويسكن في أفخر شقة، ويكون له شئناً عظيماً للغاية …
لكن هذا الصديق جلس يتشاور مع نفسه وانشغل عن هذا كله ودعاني بخيلاً، إذ قال في نفسه: لماذا لا يأتي إليَّ ويضع المال في حجري واتصرف فيه كما أشاء، بدون ان يتعبني لكي أذهب إليه وأبدأ في العمل معه، أو لو قال في نفسه لماذا هذا الرجل معاه المال وأنا هنا فقيراً معدماً، وأخذ يفكر ويفكر ولم ينظر للدعوه ويتحرك ليلبيها، وظللت أتصل به واقول له تعالى وأرسل له خطابات وأشخاص من عندي ليأتي، بل وقد أصل إليه بنفسي لأكلمه وهو أخذ يتناقش ويسأل لماذا كذا وماذا عن هذا.. الخ، ومع ذلك ضيع وقته وأيامه كلها في التفكير فيما لا ينفع أو يُفيد، فضيع عليه ما له، وبذلك وبعد ما يأست من حضوره أعطيت مكانه لغيره، وكما هو مكتوب: [ فأن من له سيُعطى ويُزاد، وأما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه ] (متى 13: 12)

المشكلة كلها أن كثيرين يضيعون وقتهم فيما لا يفيدهم على المستوى الشخصي، وكثيرين يلتفوا حول الرب يسوع لكي يتفرجوا عليه، أو يتكلموا عنه، أو يمدحوا في كلماته لأنها عظيمة ومجيدة وجميلة جداً، ويدرسوها ويتكلموا عنها بل قد يصلوا للدفاع عنها بكل قوتهم بل بأرواحهم أيضاً، ونندهش جداً بل وللغاية أن مع كل هذا، بعضهم لا يرى أن له الملكوت، أو أن الرب يقول لهم في النهاية أذهبوا عني لا أعرفكم فأنتم لسم من رعيتي !!!

ولكن عموماً وفي الواقع العملي المُعاش، فأن أقل من أقل القليل هو الذي يتحرك ليلمسه لأنه محتاج إليه فعلاً، فبإيمان يأتيه لينال منه الحياة وليس فكر وفلسفة كلام لا يودي ولا يجيب، لأن من يجلس في حجرته ينتظر أن يأكل، ولم يخرج ليحضر الطعام فأنه يموت جوعاً مع أن عقله مملوء من معلومات عن الطعام وربما يكون رجل له خبرة في الزراعة ويعلم الفوائد الكاملة للطعام وكيفية تحضيره بأجمل الأشكال وأطيبها، مع الحفاظ على القيمة الغذائية التي تحتويها، ولكن ما الفائدة أن لم يحضر طعام ويعده ويمد يده ليتناول منه !!! بماذا نفعته معلوماته وكل ما تعمله !!! 

+ أذهب إلى النملة أيها الكسلان تأمل طرقها و كن حكيما (أمثال 6: 6)
+ إلى متى تنام أيها الكسلان، متى تنهض من نومك (أمثال 6: 9)
+ نفس الكسلان تشتهي ولا شيء لها ونفس المجتهدين تسمن (أمثال 13: 4)
+ طريق الكسلان كسياج من شوك وطريق المستقيمين منهج (أمثال 15: 19)
+ الكسلان لا يحرث بسبب الشتاء فيستعطي في الحصاد ولا يُعطى (أمثال 20: 4)
+ شهوة الكسلان تقتله لأن يديه تأبيان الشغل (أمثال 21: 25)
+ الكسلان يخفي يده في الصحفة ويشق عليه أن يردها إلى فمه (أمثال 26: 15)
+ الكسلان أوفر حكمة في عيني نفسه من السبعة المجيبين بعقل (أمثال 26: 16)
+ أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك (لوقا 15: 18)
+ لأنه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك، هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص (2كورنثوس 6: 2)

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اولا نشكر تعب المحبه ….ولي تعليق ارجوا ان تتسع له صدوركم…..من يستطيع الاجابه عن هذا السؤال.؟
    من يخلص؟.. ومن يقبل ومن يرفض؟؟؟ والي اي مدي هي مراحم الله وقبوله للخطاه والرافضين؟؟؟؟
    سؤال ليس علي البشر الاجابه عليه….سؤال فلسفي؟؟؟؟
    والاجابه ستكون عقليه غير مستنده الي اساس ….لان من يعرف فكر الرب ومن كان له مشيرا.
    بالفعل بالتجسد والصليب والقيامه والصعود الرب قدم خلاصه للعالم اجمع …..
    نحن بالفعل لا ننكر الاراده في قبول الخلاص..يقول الاباء الله الذي خلقك بدونك لا يريد ان يخلصك بدونك.
    ولكن نقع في اخطاء كثيرة اذا وضعنا مفهومنا البشري والمبني علي قياستنا البشريه والضعيفه ….
    لان للرب رؤيه الهيه تختلف كثيرا عن قدرتنا …مراحمه وحكمته ورافته تختلف كثيرا عن عطائنا المادي القياسي ….نحن نصلي من اجل العالم كله لذا نحن نرتجي خلاص العالم كله …هكذا علمنا الاباء .

    1. أشكرك أخي الحبيب على كلماتك الحلوة والواعية …
      ولكن في الواقع العملي المُعاش، حينما تزيغ النفس عن خلاصها وحياتها الأبدية فأنا تهرب بإلقاءها هذا السؤال لكي تتهرب من المسئولية الموضوعه عليها لأجل خلاصها وحياتها الأبدية، لأن حينما تكون كسولة ولا تُريد أن تتحرك نحو الحضن الحلو الذي للحياة والمحبة فأنها تهرب من دعوتها بحجة خوفها على البشرية من الهلاك والعطب، وهذه دائماً الحجة التي بها يحاول الإنسان أن يتمسك بها لكي يهرب من الحياة، مع أنه سيظل صوت الله لكل من يهرب من دعوته: [ أن كنت حكيماً فأنت حكيم لنفسك وان استهزأت فأنت وحدك تتحمل ] (أمثال 9: 12)، [ هكذا يكون الآخرون أولين والأولون آخرين لأن كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون ] (متى 20: 16)
      لذلك أنا لم أُجاوب السؤال من منطلق فكرنا نحن ولا حتى وضع كل واحد ولا حتى حسب رأيي وفكري الشخصي، إنما ركزت هنا على دعوة الله ومسئولية الإنسان الذي عليه أن يتجه بقلبه نحو الله بدون أن ينظر للآخرين وكأن خلاصهم يتوقف عليه أو أن قلبه أحن من الله عليهم، فلا أُحدد من يخلص ومن يهلك لأن هذا ليس منوط بي على وجه الإطلاق، بل منوط بالله وحده فاحص الكلى والقلوب ومن يعرف وحده الذين هم له والصادقين في تلبيه دعوته بالإيمان… كن معافي في روح قيامة يسوع آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار