المسيحية

كيف يطلب المسيح من الآب أن يمجده وهو يساويه؟



كيف يطلب المسيح من الآب أن يمجده وهو يساويه؟

كيف
يطلب المسيح من الآب أن يمجده وهو يساويه؟

قال
المحاور الغير مؤمن:
الست معي في أن السيد المسيح كان يشعر انه أقل
من الله لذلك قال لله (مجدني أنت ايها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل
كون العالم)؟ هل من المعقول ان يكون السيد المسيح مساوياً للآب الذي يمجده؟

قلت
بنعمة الرب:
هذه العبارة ذاتها تثبت لاهوت السيد المسيح. فهو يقول (المجد
الذي كان لي عندك قبل كون العالم). إذن فهو موجود قبل كون العالم، وموجود في مجد.
ذلك لأن العالم به كان، بل كل شئ به كان (يو1: 3-10). أما هذا المجد الذي كان له
عند الآب، فهو أنه (بهاء مجده، ورسم جوهره) (عب1: 3). ولاشك أن هذا يعني المساواة.

إن
كان الآب يمجد الابن، فالابن يمجد الآب أيضاً. فقبل عبارة (مجدني)، يقول (أنا
مجدتك علي الأرض) (يو17: 4) إذن هو تمجيد متبادل بين الآب والابن. لذلك هو يقول في
بدء هذه المناجاة (أيها الآب قد أتت الساعة. مجد أبنك، ليمجدك ابنك أيضاً) (يو17:
1).

تمجيد الله لايعني اعطاءه مجداً ليس له

وهنا
نسأل ما هو معني التمجيد، إذا ذكر عن الآب أو عن الابن؟! بل ما معني أن البشر
أنفسهم يمجدون الله؟ كما يقول الرسول (مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي
الله) (1كو6: 20). أو كما يقول الرب في العظة علي الجبل (00ليروا أعمالكم الحسنة،
ويمجدوا أباكم الذي في السموات) (مت5: 16).

تمجيد
الله لايعني اعطاءه مجداً ليس له!! حاشا. إنما معناه الاعتراف بمجده أو اظهار
مجده. فعبارة (أنا مجدتك علي الأرض) معناها: اظهرت مجدك، اعلنته. جعلتهم يعترفون
بمجدك. عرفتهم اسمك. اعطيتهم كلامك) (يو17).

تماماً
مثل عبارة (باركوا الرب) أي اعترفوا ببركته، أو اعلنوا بركته. وهكذا قول السيد
المسيح (أيها الآب مجد أسمك) (يو12: 28)، أي اظهر مجده، أعلنه. وبنفس الوضع إجابة
الآب (مجدت، وأمجد أيضاً)، أي اظهرت ذلك. كذلك عبارة (مجدني) لاتعطني مجداً
جديداً، فهو مجد كان لي عندك قبل كون العالم. فما معناها؟

تعني
إظهر هذا المجد الذي احتجب بإخلاء الذات (في 2: 7). حينما أخذت شكل العبد، وصرت في
الهيئة كإنسان (لاصورة له ولاجمال. محتقر ومخذول من الناس) (أش53: 2-3).

لقد
سمح للناسوت إن يشترك مع اللاهوت في المجد. وهكذا يشير الرسول إلي (جسد مجده) (في
3: 21)000هذا الجسد الممجد الذي صعد إلي السماء ليجلس عن يمين الآب.أذن يتمجد يعني
يسترد المجد الذي أخلي ذاته منه، الذي حجبه بتجسده

مجده،
يشير أيضاً إلي صلبه. الذي أتحد فيه مجد الحب الباذل، ومجد العدل المتحد بالرحمة.
مجده حينما ملك علي خشبة (مز95)، واشترانا بثمن. وهكذا نرتل له يوم الجمعة العظيمة
قائلين (لك القوة والمجد000عرشك ياالله إلي دهر الدهور) (مز45: 6)، (عب1: 8). لهذا
لما خرج يهوذا ليسلمه قال (الآن تمجد ابن الإنسان، وتمجد الله فيه) (يو12: 31) أي
بدأ مجده كمخلص وفاد ومحب000وقال بعدها (فإن كان الله قد تمجد فيه، فإن الله
سيمجده في ذاته، ويمجده سريعاً).

نلاحظ
ذلك المجد أيضاً في علاقة الابن بالروح القدس: قال عن الروح القدس (ذاك يمجدني،
لأنه يأخذ مما لي ويخبركم) (يو16: 14). يمجدني هنا، لاتعني أن الروح القدس أكبر من
الابن فيعطيه مجداً، لأن الابن يقول عنه (يأخذ مما لي). ولاتعني أن الابن أعظم،
فهما أقنومان متساويان. إنما تعني يظهر مجده للناس.

وظهر
ذلك أيضاً من جهة استجابة الآب للصلاة عن طريق الابن. إذقال الرب لتلاميذه (ومهما
سألتم باسمي، فذاك أفعله. ليتمجد الآب بالابن) (يو14: 13). يتمجد الآب تعني يظهر
مجده في استجابته. وعبارة بالابن، لأن الصلاة باسمه، أي عن طريقه000

إن
الله لايزيد ولاينقص. سواء من جهة المجد أو غيره. لايزيد، لأنه لايوجد أزيد مما هو
فيه. لايأخذ مجداً أزيد، لأن طبيعته لاحدود لها. ولاينقص، لأن هذا ضد كمال
لاهوته000فعبارة مجدني لاتعني اعطني مجداً ليس لي، إنما اظهر مجدي الأزلي وبالمثل
عبارة (مجدتك) وكل تمجيد متبادل بين الأقانيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار