علم

فصل (16) كيف أن الناموس لم يوضع لأجل البار



فصل (16) كيف أن الناموس لم يوضع لأجل البار

فصل
(16) كيف أن الناموس لم يوضع لأجل البار

 لأن
“الناموس لم يوضع للبار” (1تى1: 9) وأيضا “الناموس صالح إن كان أحد
يستعمله ناموسياً” (1تى1: 8).

والآن
إن الرسول بربطه هذين التقريرين المتناقضين ظاهريا يحذر ويحث قارئه على تفحص
المسألة وحلها أيضا. إذا أنه كيف يمكن أن يكون ذلك أن “الناموس صالح إن كان
أحد يستعمله ناموسيا” إذا لم يكن الآتي صادقا أيضا: “عالما هذا أن
الناموس لم يوضع للبار” (1تى1: 8)؟ – إذا أنه من يستعمل الناموس ناموسيا غير
الإنسان البار؟ مع أنه لم يوضع لأجله بل وضع لغير البار ينبغي إذاً على الإنسان الشرير
لكي يقدر أن يتبرر حتى يصير إنسانا باراً أن يستعمل الناموس ناموسيا ليوصله كما
بيد مؤدب (غلا3: 24) إلى تلك النعمة التي بها وحدها يستطيع أن يتمم ما يأمر به
الناموس؟ فهو الآن قد تبرر بها مجانا ولا يكون ذلك على حساب استحقاقات سالفة
لأعماله؛ “وإلا فليست النعمة بعد نعمة” (رو11: 6)، لأنها أعطيت لنا ليس
لأعمال صالحه فعلناها ولكن لكي نكون قادرين على فعلها. وبمعنى آخر- ليس لأننا
أتممنا أعمال الناموس ولكن لكي نكون قادرين على إتمامها والآن قال الله “إني
ما جئت لانقض بل لأكمل” (مت5: 17) للذي قيل عنه “رأينا مجده كما لوحيد
من الآب مملوءا نعمة وحقا” (يو1: 14) هذا هو المجد الذي نقصد به الكلمات:
“الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله” وهذه النعمة التي تكلم عنها في الآية
التالية: “متبررين مجانا بنعمته” (رو3: 24) وعلى ذلك فإن الإنسان الشرير
يستعمل الناموس ناموسيا حتى يقدر أن يصير باراً ولكنه عندما يصير كذلك ينبغي عليه
أن لا يستعمل الناموس كعربة لأنه قد وصل إلى نهاية رحلته (منتهى آماله) أو بالأحرى
(على العكس من ذلك) (حتى أستطيع أن استعمل تشبيه الرسول الذي ذكر سابقا) كمؤدب
لأنه يعتبر الآن متعلما تعليما كاملا. كيف إذاً لم يوضع الناموس للبار، إذا اعتبر
أنه ضروريا للبار أيضا ليس لكي يأتي كإنسان شرير للنعمة حتى تبرره ولكن لكي
يستعمله ناموسيا الذي هو بارا الآن؟ وربما لا تقف القضية هكذا، كلا لا
“ربما” ولكن بالأحرى “بالتأكيد” إن الإنسان الذي صار باراً
هكذا يستعمل الناموس ناموسيا، عندما يستعمله لإنذار الإنسان الشرير. لكي كلما بدأ
فيهم مرض لرغبه شاذة تزداد أيضا بدافع تحريم الناموس وبمقدار متزايد من التعدي-
يقدرون أن يلتجئوا بإيمان إلى النعمة التي تبرر وبابتهاجهم بعذوبة بهجات القداسة
يستطيعون الهروب من عقوبة حرف الناموس الذي يرهب بواسطة عطية الروح الهادئة؟ وعلى
ذلك فإن التقريرين لا يكونان متناقضان ولا يستكرهان بعضهما: حتى الإنسان البار
يستطيع أن يستعمل ناموسا صالحا وأيضا الناموس لم يوضع للإنسان البار لأنه ليس
بالناموس أصبح بارا ولكن بناموس الإيمان الذي يجعله يؤمن أنه ليس هناك مصدر آخر
كان ممكنا لضعفه أن يتم الوصايا التي يأمر بها “ناموس الأعمال” (رو3:
27) إلا إذا كان معضدا بنعمته الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار