علم

عندما يحل القانون



عندما يحل القانون

عندما
يحل القانون

+
مرة زار أنبا أولونيوس أسقف فيلوابولاوس في جبل انطونيوس الأب سيصوي ولما
عزم علي الأنصراف جعله يتغذي باكرا قبل انصرافه وكان صوما، فلما وضعت المائدة، اذا
قوم يقرعون الباب، فقال لتلميذه: ” قدم لهم قليلا من الطبيخ ” فقال
الأسقف: ” دعهم الآن لئلا يقولوا ان سيصوي يأكل باكراً ” فتأمله الشيخ
وقال للأخ: ” امضي اعطهم ” فلما أبصروا الطبيخ، قالوا للأخ: ” يا
تري هل عندكم ضيوف، والشيخ يأكل معهم؟ ” قال نعم، فحزنوا قائلين: ”
لماذا ترتكم الشيخ يأكل في مثل هذا الوقت؟ أما تعلمون أن الشيخ يعذب ذاته أياما
كثيرة بسبب هذه الأكلة؟ ” فلما سمع السقف هذا الكلام، صنع مطانية قائلا: ”
أغفر لي يا أبي لأني تفكرت فكرا بشريا، أما أنت فقد صنعت أوامر الله “، فقال
الشيخ: ” أن لم يمجد الله الانسان، فمجد الناس ليس شيئاً.

+ وحدث مرة أيضاً أن زاره أنبا قسيانوس،
والقديس جرمانوس
، وهما شيخان من فلسطين، فاحتفل بضيافتهما، فسألاه لأي سبب لا
تحفظوا رسوم صومكم في وقت ضيافكيم الاخوة الغرباء علي ما عرفناه في بلدنا فسلطين؟

فأجابهم قائلا: ” أن الصوم معي دائما، وأما
أنت فلست معي دائما، والصوم شيء نافع لازم، وهومن نيتنا ومن أرادتنا، وأما أكمال
المحبة فيطالبنا به ناموس الله بلازم الاضطرار، فبكم أقبل المسيح ويوجب علي دينا
لازما بأن أخدمه بكل حرص، فاذا شيعتكم امكنني استعادة صومي، وذلك ان ابناء العرس
لا يستطيعون ان يصوموا مدام العريس معهم، فمتي رفع الحتن فحينئذ يصومون بسلطان
“.

+ حدث أن أضاف اخوة بدير الأب سلوانس
مع تلميذه زكريا وجعلوهما يتغذيان قبل انصرافهما، وفي ذهابهما عطش التلميذ، فلما
وجد في الطريق ماء ليشرب، منعه الشيخ قائلا: ” لم يأت وقت الافطار بعد ”
فقال التلميذ: ألم نأكل قبل انصرافنا يا أبي؟! ” فقال له الشيخ: ” أنه
لأجل المحبة اكطلنا، والآن لا نحل قانوننا “.

أما أنبا سيصوي الصعيدي فلم يكن
يحل قانونه لأمر ما. جاء عنه انه كان ساكنا في غيضه وكان شيخ آخر مريضاً في
(السيق)، فلما سمع حزن، لأنه كان يصوم يومين يومينن، وكان ذلك اليوم من الأيام
التي لا يأكل فيها، فقال: ” ماذا أصنع؟ ان مضيت ربما الزمني الاخوة بأن آكل
“، وأن صبرت الي الغد، فربما يتنيح الشيخ، لكني هكذا اصنع، أمضي ولا اكل
“، وفعلا مضي وأتم وصية الله، ولم يحل قانونه، وقد أخبر عنه أيضاً بعض الآباء،
أنه أراد وقتا ما أن يغلب النوم، فعلق ذاته في صخرة، فجاء ملاك الله وأوصاه الا
يصنع مثل هذا ولا يجعل ذلك عادة لآخرين.

تدريب حياة الصوم والنسك الدائم

+ قال شيخ:

” حصن الراهب هو الصوم، وسلاحه هو الصلاة،
فمر ليس له صوم دائم فلا يوجد حصن يمنع عنه العدو، ومن ليست له صلا تقية، فليس له
سلاح يقاتل به العداء “.

+ اذعوا في برية مصر:

” ان الصيام الكبير قد بدأ، فمر أخ بشيخ
كبير وقال له: ” لقد بدأ الصوم يا أبي ”

فقال له الشيخ: ” أي صيام يا ابني؟ “.

فقال له الأخ: ” الصيام الكبير!”.

فأجاب الشيخ وقال له: ” حقاً أقول لك، أن
لي هنا 53 سنة، لا أدري متي يبدأ الصوم الذي تقول لي عنه ولا متي ينتهي،ولكن سيرة
سنيني كلها واحدة “.

+ قيل عن الأب ديسقورس (الشماس)

أن خبزه كان من شعير وعدس، وفي كل سنة كان يرسم
لنفسه خطة يبدأ بها جهاده قائلا مثلا: ” في هذه السنة سوف لا التقي بانسان،
ولن أكلم أحدا وفي هذه السنة لن أكل طبيخاً ولن اتذوق ثمرة “، وهكذا كان يصنع
في كل خطة، فاذا تمم احداها، بدأ بالأخري،وهكذا كان الحال طوال السنة، وقد كان
يقول: ” أن كنا نلبس الثوب السمائي، فلن نوجد عراة، وأن وجدنا لابسين غير ذلك
الثوب، فماذا نصنع؟ نخاف أن نسمع ذلك الصوت القائل: أخرجوه الي الظلمة القصوي، هناك
يكون البكاء وصرير الاسنان فالآن يا أخوتي، قبيح بنا أن نقضي في لبس الاسكيم هذه
السنين كلها، وأن نوجد عراة في اليوم الأخير وليس علينا ثياب العرس، فالويل لنا من
تلك الندامة، اذا ما نظرنا الي سائر الأبرار والصديقين، وهم يصعدون الي السماء،
ونحن نساق الي العذاب “.

+ جاء عن الأب الاديوس

أنه أقام بالاسقيط 20 سنة بقلاية، كان طعامه
خبزا وملحا دائما، واذا وافت ايام الفصح، كان يقول: ” ان الأخوة يأكلون خبزا
وملحا، فعلي أن آكل خبزا وأنا واقف “.

قال شيخ:

” أني أعرف انسانا من أهل القلالي، هذا قد
صام جمعة الفصح كلها، فلما كان وقت الاجتماع في عشية السبت، لم يحضر مع الاخوة،
لئلا يأكل شيئا مما يوضع علي المائدة، بل عمل في قلايته يسيرا من السلق، وأكله
بغير زيت “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار