علم الانسان

علم النفس فى ضوء الكتاب المقدس



علم النفس فى ضوء الكتاب المقدس

علم
النفس فى ضوء الكتاب المقدس

النفس
ليست هى الروح، ولكن العلاقة بينهما متينة، ولا يمكن الفصل بينهما، فالنفس تحيا
بالروح، والروح تعمل فى قيادة وتوجيه النفس، ونفس لا تعمل إلا وهى حيه أى ممتدة
بالروح، وهذه النفس الحية قابلة للهلاك فى العالم عندما تموت بالأنفصال عن الروح
التى تمدها بالحياة، كما أنها فى حالة فسادها تلقى الموت الأبدى فى جهنم النار،
وارتباط النفس بالجسد، من حيث أنها ضمن مكوناته يجعلها عرضه للموت معه، فهى تموت
بعد الموت الأرضى بانفصالهما معاً عن الروح، وتقوم أيضاً فى القيامة العامة، حيث
يتحدان معاً بالروح أمام الله للحساب.

 

و
الحديث عن خلاص النفس يعود إلى أنها ضمن مكونات الجسد ولذلك فهى مرتبطة بالحياة
الدنيا، وبالتالى فهى تفسد فكرياً وسلوكياً وتتحول حكمتها إلى الطبقة الفاسدة –
أما الروح فهى تنمى نسمة الحياة، وهى خالدة لا تموت سواء كان هذا الخلود فى النعيم
أو الجحيم. والروح تعنى الحياة وعندما تنفصل الروح عن الجسد يموت الإنسان.. ولما
كان الإنسان المسيحى يحيا فى العالم فإنه معرض لهجمات وإغراءات عدو الخير (ابليس)
الذي يريد إفساد حياة الناس، ولذلك فإن ممارسة الأسرار المقدسة تجعل الإنسان
المسيحى ممتلئاً دائماً من الروح المقدس بذلك يظهر فيه ثمر الروح فهو: محبة، فرح،
سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة.. وتعفف.

إن
المخ يخزن الذكريات، ويعمل كمسجل عالى الدقة.. يسجل على شرائط صورة طبق الأصل من
كل تجربة ابتداء من وقت الولادة، وأنه من الممكن استعارة الذكريات والتجارب
المختزنة بدقة شديدة، ومن أهم الاكتشافات أن المخ لا يسجل الأحداث الماضية فقط بل
أيضاً الأحاسيس التى ارتبطت بتلك الأحداث، فالشخص يتذكر الموقف والأحاديث التى
دارت أثناءه وأيضاً الانفال أو الإحساس الذي نتج عنه.. وسهل علينا أن نفهم كيف أن
الماضى يؤثر فى الحاضر، فلا شئ يضيع مما فعله الإنسان على مدى سنوات عمره وأن
الشخصية بناء متعدد الطوابق، يرتكز كل طابق على الطابق الذي يسبقه، كما يحمل الذي
يعلوه.. وفى دور الحساب سيواجه الإنسان نوعاً آخر من التسجيل المدون لن يستطيع
إنكاره، وهكذا يستحيل الحديث عن النفس منفصلاً عن الروح.

الروح
تشترك مع النفس فى تحمل مسئولية كافة أنواع السلوك التى جرت أثناء الحياة فى الجسد
وتم اختزانها فى شكل تجارب وذكريات.. وإذا كانت هذه التجارب والذكريات تنسب إلى
النفس.. فإين تقف الروح وهل هى منفصلة عن النفس والجسد؟.

سر
الاعتراف يجعل الإنسان المسيحى يستغنى عن الطبيب النفسى إذا قابلة، أو الاعتراف فى
جلسة مصارحة يقول فيها كل متاعبه التى تقلقه.

أن
التجارب والزكريات والانفعالات والكلمات كلها مسجلة لكى تكون شاهدة على صاحبها يوم
الدينونة، ومادام الأمر كذلك فإن ترتيب الكنيسة لممارسة سر الاعتراف يساعد الإنسان
الذي يعترف بخطاياه لينال الغفران من الله المصوب بالتوبة (سليمان الحكيم: من يكتم
خطاياه لا ينجح.. ومن يقر بها ويتركها يرحم).

يقول
علم النفس: أن الفرد يتصرف ويشعر ليس حسب ما تعنيه الأشياء لكن حسب الصورة الفعلية
التى لديه عن هذه الأشياء، وأنه لدى كل فرد صورته الخاصة عن ذاته وعن العالم، وهو
يتصرف حسب الصور، وعندما تكون هذه الصور مخالفة للحقيقة فإنها تؤدى إلى السلوك
الخاطئ

وقوع
الفرد ضحية للمرض النفسى، فهل يترك الإنسان المسيحى ذاته فريسة لهذه الصور التى لا
يمكن تحقيقها فى الواقع؟.

أن
الشخص الذي يتعرض للأمراض النفسية هو الذي يريد ويصر على الحصول على ما يريد،
وبالشروط التى يفرضها هو.. أما الإنسان المسيحى الذي يعيش فى ضوء تعاليم الكتاب،
فإنه يحس بارتياح غامر عندما يتذكر أن العالم يمتلئ بهذه الصور الفعلية التى يطمع
الناس فى تحقيقها، ولكنهم يصطدمون بأن الواقع غالباً ما يخالفها، ويرى أنه يجب أن
يملك حسب الصور فى الكتاب، وسير الشهداء.

و
أول حديث عن الصور فى الكتاب.. ما ورد عن خلق الإنسان فى صورة مقدسة فى صورة الله،
وللأسف بفان هذه الصورة لقسوتها الخطية، وأصبح الناس محبين لأنفسهم، محبين للمال،
متعاظمين، مجرمين، مستكبرين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، وقاسين.

و
قد فصل القديس بولس فى وصية إلى الكنيسة كافة الصور التى تقود الناس إلى السلوك
المنحرف، وقال صراحة أن أصحاب هذه الصور لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها، أى
أنهم يظهرون أسوياء وهم منحرفون ولذلك فإن الشخص الذي لديه صورة منشورة عن المرأة
التى يجب أن يقترن بها يخطئ كثيراًَ عندما يتجاوز فى تصوراته.. مع أن سليمان
الحكيم أورد صوراً جذابة عن المرأة الفاضلة التى يقترن بها الرجل، يعيش سعيداً وهى
صورة مناسبة من حيث المبادئ الروحية والمثالية، ولكن كيف يحصل طالب الزواج على
الزوجة الصالحة التى قال عنها سليمان ” أما الزوجة المتعلمة فمن عند الرب
“.

لقد
أورد الكتاب المقدس مثلاً طيباً للإنسان الذي يترك الاختيار للرب، وهو مثل اختيار
زوجة لأسحق ابن ابراهيم، ولذلك يجب أن ندع هذا الأمر للرب، ونطلب منه أن يختار
الزوجة الصالحة، ونقبل اختياره بشكر عظيم، ولا نتكل على موهبتنا فى الاختيار حسب
الصورة الفعلية التى نكونها لأنفسنا قاصدين أن نحققها بجهودنا الذاتية، فقد تكون
لدى الرب صورة أخرى يرى أنها تناسب، فيجب على الإنسان أن يترك للرب قيادة حياته.

أن
أطباء النفس ينسبون معظم الأمراض النفسية إلى رواسب مراحل الطفولة المختلفة التى
يكون فيها الفرد عاجزاً عن توفير احتياجاته الأساسية بنفسه ويعتمد على الآخرين..
والطفل تنقصه الخبرات فى الحياة ويعتمد فى البداية على أمه فى توفير احتياجاته
الأساسية، ومع تقدم العمر يحتاج إلى بقية الأسرة وتزداد خبرات الطفل نتيجة
اتصالاته وعلاقاته بالآخرين.

و
يظهر دور التربية، ويوطد الطفل علاقاته بهؤلاء الذين يوفرون له احتياجاته مع الله
النى يعتنى به وبأمه وأبيه، وكل من حوله.. وهذا هو دور التربية الدينية فى حياة
الطفل المبكرة التى تعلمه أن الشبع الحقيقى فى العلاقة بالله وأن الأمن والسلام لا
يتحققان بتوفير الاحتياجات المادية، بل بالقرب من الله، ويدرك أن هناك احتياجات
روحية لا ينالها إلا بالعلاقة مع الله من خلال الصوم والصلاة وممارسة الأسرار، ومع
نمو علاقته بالله يعرف المحبة الحقيقية وهى أن يحب الله وأن يكون محبوباً لديه.
ولا شك أن بداية إحساس الطفل بالعاطفة تجعله يتجه نحو أمه، وتدفعه فيما بعد إلى
التقرب من الله وأن التربية الدينية الصحيحة تجعله يعرف أن العلاقة بالجنس الآخر
لها مجالها الصحيح عن طريق مشروع الزواج المقدس.

و
فى مرحلة الطفولة يظن أن التعامل مع هذه الحياة يسير فى اتجاه واحد وهو اتجاه
الأخذ، وهنا تعلمه التربية الدينية أنه لا يوجد أخذ بدون عطاء ولابد أن يعرف الطفل
منذ الصغر أن الرجل ليس من دون المرأة والعكس، ولكى يصير الطفل طبيعياً لابد أن
يتعلم كيفية التوافق مع الناس عن طريق القدرة، وأول من يقتدى بهما هما الوالدان.

يقول
علماء النفس: ” الإنسان فى توترات مستمرة ” وهذه التوترات تثير الرغبات
التى ينشغل بمحاولة إشباعها، مع حرصه على عدم الدخول فى متاعب مع نفسه أو الآخرين
وأن إشباعه للرغبات يخفف التوترات، مما يعطى الإنسان إحساساً بالأمان ويحرره من
القلق.. وحتى لا يصل الإنسان إلى الإحباط بسبب العجز عن تحقيق الرغبات، يقترح
العلماء تعديل الرغبات حتى يمكن إشباعها وتعنى الإحساس بالالتزام لديه حتى يصبح
جزء من أدواته الفعلية (و هو يسبب العجز).

 

السلوك:

تعريفه:
هو كل ما يقوم به الإنسان من أعمال ونشاط صادر وبواعث ودوافع معينة فهو التفاعل
بين ميول الإنسان وحاجاته ورغباته من جهة وبين إمكانيات البيئة التى يعيش فيها من
جهة أخرى – لذا البيئة تؤثر كثيراً على الإنسان وسلوك كل الكائنات الحية.

مثال:
” اللعب عند الأطفال – والبحث عن الطعام عند الحيوان “

لذا
يلزم فهم الدوافع التى أدت إلى سلوك معين

مثال:
المدرس يحاول معرفة دوافع الطالب إلى عدم الحرص على التعليم

القاضى
يحاول أن يعرف دوافع المجرم لإرتكاب جريمته.

لابد
أن نفرق بين السلوك والفعل المنعكس:

أ‌-
السلوك: فعل إرادى يتم بدوافع وبواعث داخلية.

ب‌-
الفعل المنعكس: فعل لا إرادى يتم بتعبيرات خارجية.

مثال:
إذا لمست بيدى جسم ساخن يرتد إصبعى سريعاً فهذا الجسم الساخن مثير خارجى وارتداد
الإصبع رد فعل آلى أى فعل منعكس أما إذا أخذت أبحث عن مرهم مخفف لهذا الألم يكون
هذا سلوك نتيجة فعل داخلى وهو الشعور بالألم.

عناصر
السلوك:

1-
دافع – وهو أساس وسبب السلوك (مثل البحث عن الطعام والهروب من الخطر واستطلاع شئ
جديد).

2-
أداء – مرحلة متوسطة بين الدافع وتحقيق الهدف وهو السلوك ذاته (مثل تناول الطعام)

3-
هدف – يرمى السلوك إلى تحقيق هدف (خفض التوتر والإشباع).

ينقسم
السلوك من حيث النشاط العقلى إلى:

1-
نشاط عقلى ظاهر يمكن ملاحظته (الكتابة – القراءة).

2-
نشاط عقلى غير ظاهر (التفكير – التخيل – التأمل).

 

الشعور:

 مجموع
الخواطر والأحاسيس والمشاعر الداخلية عن العالم الخارجى.

و
أهم خصائصه هى:

1-
التدفق: تيار الشعور من الميلاد إلى الممات.

2-
التميز: لكل فرد شعوره المتميز عن غيره.

3-
النمو: محدود فى الطفولة ويتسع مجاله بزيادة النمو.

4-
التغير: الشعور دائم التغير والتحول حسب تغير البيئة.

5-
التوحد: رغم التغير إلا أن الشعور يشكل وحدة.


شبه العالم وليم جيمس الشعور بتيار الماء المتدفق والمتغير والشديد.


يمكن تقسيم الشعور من حيث القوة والضعف إلى:

1-
بؤرة الشعور: حيث نركز انتباهنا فى الموضوع.

2-
هامش الشعور: الموضوع الأقل انتباه وأقل أهمية.

3-
شبه الشعور: عندما لا يدخل الموضوع فى الشعور بشكل ظاهر.

مثال:
التركيز فى المحاضرة – سمعت صوت خارجى – تغير الموضوع إلى آخر.

يتكون
الموقف الشعورى من ثلاث مظاهر متلاحقة وهى:

1-
إدراك: وهو فهم الموجود فيه الشخص.

2-
وجدان: الحالة الانفعالية التى تنتاب الفرد لإدراكه موقف معين.

3-
نزوع: السلوك الذي يقوم به الفرد (مثال حادث مفاجئ).

و
قد تم تقسيم الناس من حيث الموقف الشعورى إلى 3 أنماط هى:

النمط
الأول: تغلب عليهم المعرفة والإدراك (المفكرون والعلماء والباحثون).

النمط
الثانى: تغلب على حياتهم الناحية الوجدانية (العاطفة) ومنهم

(الفنانون
والشعراء والأدباء)

النمط
الثالث: تغلب على حياتهم التنفيذية ومنهم (القادة والجنود ورجال الأعمال).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار