المسيحية

علاقة السيد المسيح بالسماء



علاقة السيد المسيح بالسماء

علاقة
السيد المسيح بالسماء

قال
المحاور الغير مؤمن:
سبق أن سألتك في بدايه الحوار قائلاً (ان صار
الله إنساناً فلابد ان يكون له السلطان ان يعود من حيث جاء وأجبتني بايجار وقلت لك
سنعود إلي علاقه السيد المسيح بالسماء فيما بعد. هل يمكنك ان تحدثني عن هذا
الموضوع؟

قلت
بنعمة الرب:
قال السيد المسيح في حديثه مع اليهود: ” أنا هو الخبز
الحي الذي نزل من السماء ” (يو6: 14). وقال إنه بهذا معطي الحياة ” لأن
خبز اللَّه هو النازل من السماء، الواهب حياة للعالم” (يو6: 33). وكرر عبارة ”
نزلت من السماء” (يو6: 83). وفسر نزوله من السماء بقوله: ” خرجت من عند
الآب، وأتيت إلي العالم”. ” وأيضاً أترك العالم وأذهب إلي الآب” (يو16:
28). وركز علي عبارة خروجه من عند الآب بقوله لتلاميذه ” الآب يحبكم لأنكم قد
أحببتموني، وآمنتم أني من عند الآب خرجت ” (يو16: 27). وكرر هذا المعني أيضاً
في حديثه مع اليهود (يو8: 42).

السيد المسيح ليس من الأرض بل من السماء

إذن
هو ليس من الأرض، بل من السماء، وقد خرج من عند الآب. هذا هو موطنه الأصلي. أما
وجوده بين الناس علي الأرض بالجسد، فذلك لأنه “أخلي نفسه، آخذاً صورة عبد،
صائراً في شبه الناس” (في2: 7). ولكنه لابد أن يصعد إلي السماء التي نزل
منها. أما عن هذه الأرض، فهو كائن قبلها، بل هو الذي أوجدها، لأن ” كل شئ به
كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان” (يو1: 3) أما هو فقد كان في الآب منذ الأزل،
وهذا هو مكانه الطبيعي، بل هذه مكانته..

ونزوله
من السماء وصعوده إليها، أمر شرحه لنيقوديموس، فقال: ” ليس أحد صعد إلي
السماء، إلاّ الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء ” (يو3: 13).

والمقصود
بالسماء هنا سماء السماوات، التي لم يصعد إليها أحد، ولم ينزل منها أحد، إلاّ
المسيح باعتباره أقنوم الابن ” الكائن في حضن الآب ” (يو1: 18) في سماء
السماوات حيث عرش اللّه، كما قال في العظة علي الجبل إن ” السماء هي كرسي
اللَّه ” (متي5: 34) أي عرشه.. وقوله ” ابن الإنسان الذي هو في السماء
” معناها أنه كائن في السماء، بينما هو علي الأرض يتكلم، مما يثبت لاهوته
أيضاً لوجوده في السماء وعلي الأرض في نفس الوقت.. ومعجزة صعوده إلي السماء (أع:
9) هي تأكيد لقوله لتلاميذه ” وأيضاً أترك العالم وأذهب إلي الآب” (يو16:
28).

 

السيد المسيح في السماء صاحب السلطان وليس كمجرد
مقيم بها

السيد
المسيح ليس في السماء كمجرد مقيم، إنما له فيها سلطان:: فقد قبل إليه روح القديس
اسطفانوس أول الشمامسة الذي قال في ساعة رجمه ” أيها الرب يسوع اقبل روحي
” (أع7: 59).. وهو الذي أدخل اللص إلي الفردوس أي السماء الثالثة (2كو12:
2-4) إذ قال لهذا اللص ” اليوم تكون معي في الفردوس ” (لو23: 43).. من
هو الذي يقبل الأرواح، وله السلطان أن يدخلها إلي الفردوس إلاّ اللَّه نفسه؟!
وهكذا كان ولا يزال وسيظل السيد المسيح.

 

السيد المسيح أعطى الرسل مفاتيح السماء أيضاً

وهو
الذي أعطي الرسل مفاتيح السماء أيضاً..فقال للقديس بطرس الرسول ” وأعطيك
مفاتيح ملكوت السموات” (متي 16: 19).وقال للتلاميذ جميعاً ” كل ما
تربطونه علي الأرض يكون مربوطاً في السماء. وكل ما تحلونه علي الأرض يكون محلولاً
في السماء ” (متي18: 18)..وهنا نسأل من له سلطان أن يسلم مفاتيح السموات
للبشر، ويعطيهم سلطاناً أن يحلوا ويربطوا فيها سوي اللَّه نفسه؟!

ومن
سلطان المسيح في السماء، أنه تسجد له كل القوات السمائية. وفي هذا يقول الرسول ”
لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء، ومن علي الأرض؟ ” (في2: 9).
وسجود الملائكة له دليل علي لاهوته. وقد قال عنه الرسول أيضاً0 إنه أعلي من
السموات، وإنه في السماء يشفع فينا..فقال ” إذ هو حي كل حين ليشفع فيهم، لأنه
كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولادنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار
أعلي من السموات” (عب7: 25-26)..إذن من علاقة المسيح بالسماء يمكن إثبات
لاهوته بدلائل كثيرة. وأعتقد أنني أعدت كثيراً وأطلت فهل لازلت غير فاهم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار