علم الاخرويات

طبيعة الاجساد بعد القيامة



طبيعة الاجساد بعد القيامة

طبيعة
الاجساد بعد القيامة

س18:
ما هي طبيعة الأجساد بعد القيامة – تحدث عن ذلك على ضوء قيامة المسيح له المجد ومن
خلال تعليم القديس بولس الرسول وأقوال الآباء – موضحاً الرأى الأرثوذكسى السليم
بخصوص ذلك؟

الإجابة

اولاً:
قيامة المسيح ” باكورة “: في إجابة على سؤال بخصوص الجسد الممجد لقداسة
البابا شنودة الثالث، في كتابة تأملات في القيامكة، يقول قداسته:

1
– لاشك أن جسد القيامة بصفة عامة هو جسد ممجد وقد شرح القديس بولس هذا المجد بقوله
هكذا أيضاً قيامة الأموات يزرع في هوان، ويقام في مجد، يزرع في ضعف ويقام في قوة،
يزرع جسماً حيوانياً، ويقام جيماً روحياً ” (1كو15: 49 – 50).

2
– فان كنا نحن سنقوم بجسد ممجد. بجسد روحانى فكم بالأولى كانت قيامة السيد المسيح.
هذه القيامة التى كانت ” باكورة ” (1كو15: 20 – 23) ونحن كلنا على
مثالها سنقوم في القيامة العامة. واكبر دليل على أننا سنقوم بمثال تلك القيامة هى
قول القديس بولس الرسول في رسالته إلى فيلبى.


يسوع المسيح الذى سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده ” (فى3: 21)

والمعروف
أن الجسد الممجد هو جسد روحانى (1كو15: 44 – 49) والجسد الروحانى قد أرتفع عن
الوضع المادى من أكل وشرب. وارتفع عن مستوى اللحم والعظام..

ثانياً:
طبيعة الأجساد بعد القيامة:

1
– بالنسبة لطبيعة الجساد بعد القيامة يمكننا أن نردد مع القديسي يوحنا ذهبى الفم:
أن الجسد المقام سوف يكون نفس الجسد وأيضاً ليس هو، بالمقارنة بالجسد الذى تحلل في
القبر وإلى هذا يضيف البعض هذا التشبيه: كما أن الزجاج يكون من الرمل ولكنه ليس
بعد هو الرمل، بل هو شئ آخر غير هذ ا الذى أخذ منه، وكمت أن السنبلة ليست هى بعد
الحبة، بل هى شئ أخر غير الحبة التى نبتت فيها، هكذا أيضاً في القيامة، فإن الجسد
المقام يتغير ويتشكل إلى أفضل. إن الجسد الجديدي، جسد القيامة ليس هو مخوقاً ما
جديداً، ليس له أية علاقة عضوية مع الجسد السابق بعد إنفصال النفس عن الجسد، وتحلل
هذا الجسد في القبر. هناك وحدة بين هذين الجسدين، ولكن هناك أيضاً إختلاف. أنها
نفس الوحدة والاختلاف بين الحبة والسنبلة التى تنبت فيها.

2
– وهذا هو ما عبر عنه الرسول بولس وهو يتحدث عن الجسد المقام فقال:


ولكن يقول قائلاً، كيف يقام الأموات وبأى جسد يأتون؟ يا غبى. الذى تزرعه لا يحيا
إن لم يمت. والذى تزرعه لست الجسم الذى سوف يصير، بل حبة مجردة، ربما من حنظة، أو
أحد البواقى. ولكن الله يعطيها جسماً كما أراد، لكل واحد من البذور جسمه ”
(1كوة15: 35 – 38).

3
– ومن الملاحظ هنا أنه لا إختلاف بين الحبة والنبتة التى درجت منها، من حيث
الجوهر، ولكن بلا شك فإن الحبة شئ والنبتة شئ آخر هكذا الأمر بالنسبة للجسد
المقام، فهو لا يختلف في الجوهر عن الجسد الذى مات وتحلل، ولكن بلا شك، فإن الجسد
المقام يكون إلى أفضل وإلى أحسن.

4
– أما أوجه التشابة بين الحبة والجسد فهى تبدو في الملاحظات التالية:

أ
– كما أن الحبة لاتنمو إلا بعد أن تدفن وتموت، هكذا جسد الإنسان سوف يقوم بعد أن
يتعرض للموت والتحلل

ب
– تظهر الحبة بعد الأنبات بمظهر مختلف عما كانت عليه اولاً. وهذا يشير أيضاً إلى
التغيرات التى سوف تطرأ على الجسد عند قيامته من الأموات.

ج
– لا يختلف النبت في جنسه عن حنس الحبة مهما اختلفت في مظهره وفيما صار إليه. هكذا
الأمر بالنسبة للجسد المقام فلن يكون مخالفاً في جوهره عن الجسد المائت عن الرغم
من أنه سوف يدخل عليه بعض اإمكانيات الجديدة التى لم تكن له أولاً.

د
– الحبة عند الأنبات تاخذ جسماً لم يكن لها أولاً، ذلك لأن الله يعطى لك حبة ذلك
الجسد الذى رتبه لها منذ بدء الخليفة، وهكذا تأخذ كل حبه الجسد الذى خصصه الله
لها. إن عبارة ” الله يعطى ” تعنى أن الحبة لا تأخذ هذا الجسد من نفسها،
وكذلك لا تأخذه من افنسان ولا من الطبيعة ولا من الأرض، ولا من أى مصدر آخر إلا
الله فالله هو الذى يعطى للحبة جسمها بواسطة هذه العوامل المختلفة التى تتطلبها
عملية الإنبات. وغذ كان الأمر كذلك. فلا يجوز لنا أن نتسأل عن القوة التى ستقيم
أجسادنا، ويجب علينا ألا نجد في القيامة أمراً مستغرباً ذلك لأن الله الذى يعطى
للحبة جسمها، وقادر أيضاً على أن يقيم الجسد، ويعطية الحياة بعد الموت.

وعبارة
” لكل واحد من البذور جسمه ” تؤكد اننا سنقوم بنفس الأجساد التى كنا
نحيا بها قبل الموت.

5
– فإنه من الواضح أن الجسد المقام (جسد القيامة) سوف يكون هو نفس الجسد الذى انحل
بالموت، ولكن بسبب الخصائص الجديدة التى سوف تدخل عليه، فلا يكون هو الجسد الذى
انحل، حسب تعبير القديس يوحنا ذهبى الفم. وقد أشار القديس بولس الرسول على هذه
الخصائص الجديدة (1كو و15: 42 – 55).

ولقد
اشار السيد المسيح بنفسه على هذا التغير الذى سوف نتعرض له الجساد في القيامة
فقال: ” لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في
السماء ” (مت22: 30)، ” إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً لأنهم مثل
الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة ” (لو20: 36)

6
– وعلى ذلك يمكن القول أن الأجساد المقامة ستكون روحانية، ليس بمعنى أنه ينقصها
العنصر المادى، ووغلا كان قد حدث تناقص في تعليم القديس بولس الرسول، بل بمعنى أن
المادة التى تؤلف هذه الأجساد تتحرر من المطالب الطبيعية التى كانت تحتاج إليها في
الحياة الأرضية، ولا تتقيد بعامل المكان والزمان. هى أجساد من طبيعة جديدة متشابهة
بأجساد الملائكة، لا تقوم على طعام مادى أو شراب مادى، كذلك تعنى كلمة ”
الروحانى الجسد الممتلئ بالروح القدس والخاضع لتأثيره وعمله، كما يطلق تجاوزاً على
الكوب الملئ بالماء انه ” كوب من ماء ” ولا يقصد بذلك مصنوع من ماء.
وإذا كان الرسولبولس قدج تحدث في رسالته إلى غلاطية (ص5) عما ينشأ من صراع مرير
بين ما يشتهيه الروح وبين ما يشتهيه الجسد، وإذا كان أيضاً يمكن أن تتخاذل الروح
أمام مطالب الجسد، كما أشار إلى ذلك في رسالته إلى رومية (ص7) فإنه عند ما نلبس
الجسد الروحانى فيما بعد ينتهى هذا الصراع ويختفى، وتتجه إرادتنا على الدوام نحو
الخير، ويخضع الجسد لسلطان الروح، ويزول مع زوال هذا الصراع كل ما كان يرتبط به من
هوان وضعف وآلام وشر وشهوات ردئية وكل ما خلقته الخطية من أثار.

7
– ولذلك كله وصف جسد القيامة بأنه جسد ممجد (من13: 43، مت17: 1 – 8، فى3: 21).

ثالثاً:
آرا بعض اللاهوتيين السريان حول جسد القيامة:

اورد
المطران سويريوس أسحق ساكا في كتابة القيامة العامة، خلاصة ما أورده اللاهوتيان
الكبيران مارايونيس الدارى ومار موسى بن كيفا، وكذلك رأى العلامة ان العبرى، فقال:

1
– لا يحتاج جسد القايمة إلى أكل وسرب ماديين، لآن ذلك غنما يستمعل للنمو والتعويض
عما يفقده الجسد من طاقات نتيجة الحرارتين الداخلية والخارجية. أما في العالم
التالى حيث يصبح الجسد روحانياً فلا يزيذ ولا ينقص. لذلك لا يحتاج إلى الأكل
والشرب، وهو يشبع من رؤية الله، كقول الرسول.. ” فإن ملكوت الله ليس أكلاً
ولا شرباً بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس ” (رو14: 17).

2
– لا يمارس أهواءه السابقة كالزواج مثلاً.

3
– لا يخضع للانفعالات المخزنة كالبكاء مثلاً.

4
– إن بعض القوى النفسية تزادا قوة ونشاطاً ومفعولاً كالنطق مثلاً. أما قوتا الغضب
والشهوة فتتلاشان نهائياً في الأنفس البارة. ويكون تلاشيهما سبباً في إزدياد
الواداعة والحلمى فيها. أما في الأنفس الشريرة فتزدادان هياجاً وجموةحاً وتحترقان
شوقاً إلى شهواتها الجسدية تزداد نشاطاً وحيوية وأثراً. فالعين مثلاً سوف لا تقتصر
رؤيستها لما هو أمامها، بل ترى كل شئ في مختلف الجهات في آن واحد، مثل أستنشاق
الرائحة من جميع الجهات وسماع الصوت من كل جانب.

6
– من غالثابت أن النفس ستبقى محتفظة بقوة معرفتها، كما أن الجسد أيضاً لا يعدم
القوى الإدراكية فيه، فإذا كان ذلك، فما المانع من ىأن يعرف الناس بعضهم بعضاً
(مثل الغنى والعازر).

7
– الجساد بعد اقليامة، سيكون لها عمر وهيئة وقامة:

أما
العمر فقد قدرة اللاهوتين بثلاثين (30) عاماً حيث أن هذه السنة هى السنة الكاملة
للإنسان في هذا العالم، وهى سن آدم يوم خلقه الله، والسن التى شرع فيها الرب يسوع
في خدمته العلنية. فليس هناك إذن شيخوخته أو طفولة.. الأمور التى تعتبر نقصاً. أما
بالنسبة للقيامة والهيئة، فسيكون هناك تساو بين الجميع: قامة واحدة معتدلة وهيئة جميلة
جداً، فتنقى النقائق عن الجسد، وتزول معايبة، فلا طويل ولا قصير، ولا أقطع زولا
أجدع ولا أعمى.. ألخ ذلك أن افختلاف في الهيئة والآعمار ناتج عن خضوع افنسان
للخطيئة واستعباده لها. أما في العالم الروحى فسيتحرر منها ومن أعراضها.

8
– إن الإعتقاد بجسد روحى أو هوانى وما أشبه، أو استناف آخر مثله، هو أنكار
للقيامة، لأن قيامة جسد روحى أو هوائى أو غير ذلك بدلاً من جسد مادى، لا يعتبر
قيامة بل أبداعاً أو خلقاً من جديد. أن الجسد لا يمكن أن يكون روحياً بالمعنى
الحصرى، بل من باب الإستعارة والمجاز، كما يقضى البرهان المنطقى، لأن الجسد مركب
من عناصر مادية، أما الروح فمنزه عن كل شبه مادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار