علم المسيح

شهود المسيح إبن الله الحى



شهود المسيح إبن الله الحى

شهود المسيح إبن
الله الحى

 

«فَقَالَ
يَسُوعُ لَهُمُ: «ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لا يَقْدِرُ
ٱلابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلا مَا يَنْظُرُ ٱلآبَ
يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهٰذَا يَعْمَلُهُ ٱلابْنُ
كَذٰلِكَ. لأَنَّ ٱلآبَ يُحِبُّ ٱلابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا
هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هٰذِهِ
لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلآبَ يُقِيمُ
ٱلأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذٰلِكَ ٱلابْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ
يَشَاءُ. لأَنَّ ٱلآبَ لا يَدِينُ أَحَداً، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ
ٱلدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ، لِكَيْ يُكْرِمَ ٱلْجَمِيعُ ٱلابْنَ
كَمَا يُكْرِمُونَ ٱلآبَ. مَنْ لا يُكْرِمُ ٱلابْنَ لا يُكْرِمُ
ٱلآبَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ. «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلامِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ
أَبَدِيَّةٌ، وَلا يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ
ٱلْمَوْتِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ ٱلآنَ، حِينَ يَسْمَعُ ٱلأَمْوَاتُ
صَوْتَ ٱبْنِ ٱللّٰهِ، وَٱلسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ.
لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذٰلِكَ
أَعْطَى ٱلابْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ،
وَأَعْطَاهُ سُلْطَاناً أَنْ يَدِينَ أَيْضاً، لأَنَّهُ ٱبْنُ
ٱلإِنْسَانِ. لا تَتَعَجَّبُوا مِنْ هٰذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ
فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ صَوْتَهُ،
فَيَخْرُجُ ٱلَّذِينَ فَعَلُوا ٱلصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ
ٱلْحَيَاةِ وَٱلَّذِينَ عَمِلُوا ٱلسَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ
ٱلدَّيْنُونَةِ. أَنَا لا أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.
كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لا أَطْلُبُ
مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ ٱلآبِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي» (يوحنا 5:
19-30).

 

لم
يرفض المسيح تهمة أن الله أبوه، وأنه معادل لله، بل أنه لم يرض السكوت عنها، لئلا
يعتبر سكوته تسليماً وتصديقاً على اعتراضهم. بالعكس، لقد أيَّد التهمة ولم ينكرها،
وزاد كثيراً على كلامه بهذا الخصوص، فقال: «لأن مهما عمل الآب يعمله الابن كذلك.
لأن الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعلمه. وكما أن الآب يقيم الأموات ويحيي،
كذلك يحب الابن أيضاً يحيي من يشاء. لأن الآب قد أعطى كل الدينونة للابن، لكي يكرم
الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله. وكما أن
الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته، وأعطاه
سلطاناً أن يدين أيضاً».

 

«إِنْ
كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً. ٱلَّذِي يَشْهَدُ
لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ ٱلَّتِي يَشْهَدُهَا
لِي هِيَ حَقٌّ. أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ.
وَأَنَا لا أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، وَلٰكِنِّي أَقُولُ
هٰذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ. كَانَ هُوَ ٱلسِّرَاجَ ٱلْمُوقَدَ
ٱلْمُنِيرَ، وَأَنْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَةً.
وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، لأَنَّ
ٱلأَعْمَالَ ٱلَّتِي أَعْطَانِي ٱلآبُ لأُكَمِّلَهَا،
هٰذِهِ ٱلأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا ٱلَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ
تَشْهَدُ لِي أَنَّ ٱلآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي. وَٱلآبُ نَفْسُهُ
ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلا
أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ، وَلَيْسَتْ لَكُمْ كَلِمَتُهُ ثَابِتَةً فِيكُمْ، لأَنَّ
ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ. فَتِّشُوا
ٱلْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً.
وَهِيَ ٱلَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلا تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ
لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ. «مَجْداً مِنَ ٱلنَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ،
وَلٰكِنِّي قَدْ عَرَفْتُكُمْ أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ
فِي أَنْفُسِكُمْ. أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِٱسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ
تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِٱسْمِ نَفْسِهِ فَذٰلِكَ
تَقْبَلُونَهُ. كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ
مَجْداً بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ؟ وَٱلْمَجْدُ ٱلَّذِي مِنَ
ٱلإِلٰهِ ٱلْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟ «لا تَظُنُّوا
أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى ٱلآبِ. يُوجَدُ ٱلَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ
مُوسَى، ٱلَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ. لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ
تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي.
فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتْبَ ذَاكَ، فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ
كَلامِي» (يوحنا 5: 31-47).

 

المسيح
يستشهد بشهود على أنه ابن الله الوحيد:

 

استشهد
بيوحنا المعمدان

يستشهد
بالمعمدان الذي يرجح أنهم كانوا قد سمعوا شهادته أن يسوع ابن الله، لأنهم لا
يستطيعون الشك بصدق شهادته، ولا الرد على كلامه، فذكرها تسهيلاً لإيمانهم.

 

استشهد
بأعماله.

ثم
استشهد بمن لا تُقابَل عظمته مع عظمة غيره، وهو الآب ذاته. فهُمْ لتوغُّلهم في
الشرور لم يسمعوا صوته، ولا أبصروا هيئته، كما سمع المسيح وأبصر.

 

ثم
أتاهم بشاهدٍ كتبهم المقدسة قال: «فتّشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة
أبدية، وهي التي تشهد لي».

 

ثم
أتاهم بشاهد آخر هو زعيمهم موسى، قال: «لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه
هو كتب عني. لستم تصدقون موسى فكيف تصدقون كلامي؟».

 

وفي
هذا الخطاب ذكر المسيح عمله المزدوج الموكول إليه من قبل الآب: أي الإحياء
والإهلاك، فصرَّح بأن الهلاك نتيجة إرادة الإنسان «لا تريدون أن تأتوا إليّ لتكون
لكم حياة». لكن لئلا يظن سامعوه أنه يدّعي بالطبيعة الإلهية فقط (كما كان يفعل لو
كان خادعاً ومخدوعاً) فهو يعلن ناسوته أيضاً في قوله: «أعطاه الآب سلطاناً أن يدين
أيضاً لأنه ابن الإنسان». وفي آخر خطابه يبكتهم المسيح على عدم اكتراثهم للمجد
الذي يأتي من الله للمستحقين ذلك، وعلى اهتمامهم بالمجد العالي الذي يأتيهم من
الناس دون نظرٍ إلى الاستحقاق.

 

عزيزي
القارئ، ماذا تقول أنت في المسيح؟ هل تؤمن بما شهد الإنجيل عنه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار