المسيحية

سورة الصف 6 – 14



سورة الصف 6 – 14

سورة
الصف 6 – 14

جاء
في أسباب نزول سورة الصف عن مقاتل أنها نزلت في توليهم يوم أحُد (السيوطي
والبيضاوي). قالوا: لو كنا نعلم أي الأعمال أحب إلى الله وأفضل، فنزلت “يا
أيها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة” (10) فكرهوا الجهاد فنزلت لم تقولون ما
لا تفعلون” (2) وهكذا يكون القسم الثاني (10 – 14) متقدماً في النزول على
القسم الأول (1 – 4). والقسم الوسط (5 – 7) مزيداً على السورة في زمن آخر، ولو كان
في مثل موسى وعيسى من التأسي لمحمد ما فيه.

 

الأول:
التجارة الرابحة هي نصرة الله كما نصره الحواريون (10 – 14)

10
يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟

14
يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين” من
أنصاري إلى الله؟ قال الحواريون: نحن أنصار الله! فآمنت طائفة من بني اسرائيل
وكفرت طائفة. فأيدنا الذين آمنوا (بالله وعيسى) على عدوهم فأصبحوا ظاهرين.

 

سألوا
النبي: أي الأعمال أحب إلى الله وأفضل؟ قال الإيمان والجهاد، تلك هي التجارة
الرابحة. ويعطيهم قدوة على نصرة الله الرابحة مثل الحواريين الذين لبوا دعوة
المسيح في الحال فنصرهم الله على عدوهم.

ويشهد
القرآن بفوز النصارى على اليهود في أيامه، ويعطي السبب في ذلك النصر: “لقد
آيد الله الذين آمنوا بالله وعيسى على عدوهم فأصبحوا ظاهرين”. يلتقي هنا
القرآن بالإنجيل في جعل خراب اليهود ناتجاً عن كفرهم بالمسيح.

 

ثانياً:
تسلية النبي بمثل موسى وعيسى

2
يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟

5
وإذ قال موسى: يا قوم لِمَ تؤذوني وأنتم تعلمون أني رسول الله إليكم..

6
وإذ قال عيسى ابن مريم: يا بني اسرائيل إني رسول الله إليكم، مصدقاً لما بين يدي
من التوراة – ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد – فلما جاءهم بالبينات، قالوا:
هذا سحر مبين (أو ساحر مبين).

في
هذا النص أمران: تسلية محمد عن واقعة فاشلة (أٌحد أوغيرها) وعن تخاذل قومه، وعن
نخواتهم الفارغة، بمثل موسى إذ خذله قومه بعدما جاءهم بالبينات في أقواله وأعماله،
وبمثل عيسى الذي صدق التوراة التي حكم بها الأنبياء الأولون، واظهر من البينات ما
فاق أسلافه فقالوا ساحر يأتي بالسحر!

وهنا
ينسب القرآن إلى المسيح نبوة “برسول يأتي من بعده اسمه أحمد”. هذه
النبوة سورة ثانية لنبوة التوراة والانجيل عن “النبي الأمي” (أعراف 157)
يقولون أن القرآن قصد بالنبي الأمي “النبي” الذي تكلم عنه موسى في
توراته، و”بأحمد” روح القدس الفارقليطس الذي ذكره انجيل يوحنا.

نلاحظ
أنه وإن كان أحمد ومحمد من أصل واحد، فالصيغة ليست واحدة وليس الاسم واحداً وهذا
النص هو الموضع الوحيد في القرآن الذي يرد فيه اسم النبي العربي بهذه الصبغة.
وتظهر الزيادة على الآية في هذا المقطع فلو حُذف لما اختل المبنى والمعنى،
ولانسجمت الآية أكثر فأكثر.

ويليه
حملة على الظالمين (7) الكافرين (8) من المشركين (9) الذين يرفضون دعوة الاسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار