اللاهوت الدفاعي

سؤال (18):



سؤال (18):

سؤال (18):

          جاء فى كتاب شبهات وهمية حول الكتاب
المقدس للقس منيس عبد النور، للرد على سؤال كيف يسمح الله للعرّافة أن تقيم صموئيل
من الموت، مع أن شريعة موسى تقول: “لا تدَعْ ساحرةً تعيش”، أن شاول الملك
كان في حالة رعب ويأس من معركة ضارية تنتظره، وهو صاحب العقل المشوَّش المريض،
وكان الرب قد رفضه ولم يعُد يجيبه، فقرر أن يتَّصل بعالم الموتى ويستحضر روح
صموئيل النبي ليطمئنه وينصحه، فقصد بيت العرافة لتستحضر له صموئيل. ولم يرَ شاول
شيئاً، واكتفى بما قالته له العرافة. وفي تحليل ما قالته هناك احتمالان:

(1)
أجْرت العرافة معجزةً بالاستعانة بالقوَى الشيطانية فاستحضرت روح صموئيل، ولكن هذا
الاحتمال مرفوض لأنه وُضِع للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة (العبرانيين 27
: 9) والموتى لا يعودون كما قال داود عن ولده الذي مات “أنا ذاهبٌ إليه، أما
هو فلا يرجع إليَّ” (صموئيل الثانى 23 : 12) وهناك هوَّة لا تُعبَر بين
الأحياء والأموات (لوقا 24 : 16-27-27) كما أن الشياطين لا يقدرون أن يتحدّوا قوة
الله (أيوب 10 : 1-12).

(2)
لم تُحضِر العرافة صموئيل، لكنها كذبت على شاول في كل ما قالته له، وتقول التوراة
إن الشياطين يخدعون الناس بإقناعهم أنهم يقدرون أن يتَّصلوا بالأموات، لذلك تقول
الشريعة: “لا يوجد فيك.. من يسأل جاناً أو تابعةً، ولا من يستشير الموتى، لأن
كل من يفعل ذلك مكروهٌ عند الرب” (تثنية 18 : 10-12).

ويتضح كذب العرافة
من أنها قالت إنها ترى آلهة يصعدون من الأرض كم فى (آية 13)، وإنها رأت شيخاً
صاعداً مغطى بجُبَّة (آية 14) وليس في الأرواح شيوخاً يلبسون جُبباً. ولم تذكر
شيئاً جديداً عن مصير شاول ولا عن رأي صموئيل فيه، بل كررت آراء صموئيل التي سبق
أن أعلنها عن شاول، وكان قد سمع بها الشعب كله.

الجواب:

          وفقاً لهذا الإعتراض، الذى هو فى الأساس كان
ردا على إعتراض أخر أن أرواح الأنبياء تخضع للأنبياء أنفسهم (كورنثوس الأولى 14 :
32) “
أرواح الأنبياء تخضع للأنبياء“. وبالنسبة لقول داود عن إبنه الذى مات “أنا ذاهبٌ إليه، أما هو فلا يرجع إليَّ“، فهو يتكلم عن حدث معين بالتحديد، وليس عن قاعدة عامة، فالمقصود
بالرجوع هنا فى هذه الحالة هو رجوع روح إبنة لجسدة مرة أخرى من بعد موتة، بمعنى أن
داود يقصد أن إبنه لن يقوم جسدياً من الموت ولذلك فهو لن يرجع إلية، بينما داود
عند موته هو الذى سيذهب إليه بالروح.

ولا ننسى أنه حتى
رجوع الروح إلى الجسد (قيامة الموتى) ممكن الحدوث، وقد أورد الكتاب المقدس 8 حالات
قامت من الموت بإستثناء قيامة السيد المسيح نفسة من الموت بقوة لاهوتة (متى 28 :
6) مثل:

1- قيامة إبن أرملة بيت صرفة على يد إيليا النبى
(ملوك الأول 17: 17-24).

2-
قيامة إبن الأرملة الشونمية من الموت على يد أليشع النبى (الملوك الثانى 4: 34)

3-
قيامة السيد المسيح للعازر من الموت (يوحنا 11: 43-44).

4-
قيامة السيد المسيح لإبنة يايرس (متى 9: 18-27)، (مرقس 5: 22-41)، (لوقا 8: 41).

5-
قيامة السيد المسيح لإبن الأرملة فى بلدة نايين (لوقا 7: 11-17).

6-
قيامة طابيثة من الموت على يد بطرس الرسول (أعمال الرسل 9: 36-42).

7-
قيامة أفتيخوس على يد بولس السول (أعمال الرسل 20: 7-12).

8-
قيامة القديسين الراقدين من القبور بعد موت المسيح على الصليب (متى 27: 52)

          أما بالنسبة للهوة العظيمة التى قد أثبتت
المذكورة فى قصة الغنى ولعازر فكان المقصود بها حالة أرواح الأموات سواء الأبرار
أو الأشرار فى الجحيم قبل إتمام الخلاص، فكان لا يعبر أحد من مكان إلى أخر، أى أنه
ليس المقصود بها هوه بين الأحياء والأموات، بل هوة بين أرواح الموتى الأبرار و
أرواح الموتى الأشرار أنفسهم.

          أما الإستناد على رفض فكرة أن العرافة أجرت
معجزة بالاستعانة بالقوَى الشيطانية فاستحضرت روح صموئيل، على أساس أنه “وُضِع
للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة”، فهذا أيضاً غير صحيح لأن إلهنا
إله أحياء وليس إله أموات، فليس هو موت بل هو إنتقال، وكون أن الجسد مات فإن الروح
باقية خالدة سواء فى النعيم أو الجحيم، أضف إلى ذلك أن الله هو الوحيد القادر على
إصعاد أو هبوط الأرواح من مكانها. ثم لا يمكن للعرافة إستحضار روح صموئيل أيضاً
لأنه نبى روحه تخضع له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار