اللاهوت الدفاعي

سؤال (16):



سؤال (16):

سؤال (16):

كيف يُقال عن
صموئيل النبى العظيم، إنه أتى صاعداً من الأرض؟! إنه تعبير لا يليق بكرامة
الأنبياء..!

الجواب:

الموضوع ليس
له دخل أبداً بكرامة الأنبياء، ولا يمس منزلتهم، بل الكتاب المقدس يصف حقيقة
مثبتة، أن الهاوية أو الجحيم كانت مصير جميع أرواح الموتى الأبرار والأشرار قبل
قيامة السيد المسيح فى العهد القديم. فالجحيم والهاوية، الإثنان مرادفعان لمعنى
واحد وهو أقسام الأرض السفلى.

وبالرغم من
أن كلمة الجحيم هى الأكثر إنتشاراً عندنا الآن عن كلمة الهاوية، إلا أنه لم يرد
ذكر كلمة الجحيم سوى مرة واحدة فقط فى كل الكتاب المقدس، عندما كان السيد المسيح
يخاطب بطرس الرسول -الذى معنى إسمة صخرة- قائلاً أنت بطرس، أى أنت صخرة، وأنا أقول
لك أيضاً أنا هو الصخرة وعلى هذه الصخرة (
المسيح مشيراً إلى ذاته) أبنى
كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها:
وأنا أقول لك أيضاً: أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن
تقوى عليها
” (متى 16 : 18). نعم فالسيد المسيح هو صخرتنا
جميعاً وأبواب الجحيم لم ولن تقوى عليه، بل داس الموت بالموت معطياً لكنيستة
الحياة الأبدية: “
لأنهم كانوا يشربون من صخرة
روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح
” (كورنثوس
الأولى 10 : 4).

ولقد جاء فى
إنجيل القديس لوقا أن السيد المسيح ذكر قصة الغنى ولعازر ومصير أرواح الموتى فى
العهد القديم كالتالى:

(لوقا 16 : 19-31): 19
«كان إنسان غني وكان يلبس الأرجوان والبز وهو يتنعم كل يوم مترفها. 20 وكان مسكين
اسمه لعازر الذي طرح عند بابه مضروبا بالقروح. 21 ويشتهي أن يشبع من الفتات الساقط
من مائدة الغني بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه. 22
فمات
المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم. ومات الغني أيضا ودفن
.
23
فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب ورأى إبراهيم من بعيد ولعازر في
حضنه
. 24 فنادى: يا أبي إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء
ويبرد لساني
لأني معذب في هذا اللهيب.
25 فقال إبراهيم: يا ابني اذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا.
والآن
هو يتعزى وأنت تتعذب
. 26 وفوق هذا
كله بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت حتى إن الذين يريدون العبور من ههنا إليكم لا
يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون إلينا
. 27 فقال:
أسألك إذا يا أبت أن ترسله إلى بيت أبي. 28 لأن لي خمسة إخوة حتى يشهد لهم لكيلا
يأتوا هم أيضا إلى موضع العذاب هذا. 29 قال له إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء.
ليسمعوا منهم. 30 فقال: لا يا أبي إبراهيم. بل إذا مضى إليهم واحد من الأموات
يتوبون. 31 فقال له: إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ولا إن قام واحد من
الأموات يصدقون»
.

وهذا يوضح لنا أنه فى
العهد القديم كان مصير كل أرواح البشر الأبرار والأشرار الذهاب إلى الهاوية أو
الجحيم، فكانت أرواح الأباء الأولين والأنبياء والأبرار والصديقين بالهاوية، ولكنه
كان مكان تعزية، وليس للشيطان وملائكة الشر ع
ليهم حكم،
فهم راقدين على رجاء القيامة وإتمام الخلاص والفداء الذى تحقق بصلب وقيامة السيد
المسيح، كما يقول الرسول بولس أن السيد المسيح بعد موتة ذهب إلى الجحيم بأقسام
الأرض السفلى وأخذ أرواح الأبرار وصعد بها إلى فردوس النعيم: “
وأما
أنه صعد فما هو إلا إنه نزل أيضا أولا إلى أقسام الأرض السفلى
” (أفسس
4 : 9).

وكان مكان إنتظار
الأشرار فى الهاوية أيضاً، ولكنه كان مكان تعذيب ولهيب بنار الجحيم وفى أسفل الهاوية،
فقد كان مكان إنتظار الأبرار يعلو نظيرة للإشرار “
فرفع
عينيه في الهاوية وهو في العذاب ورأى إبراهيم
“، وفوق هذا كلة
توجد هوة سحيقة قد أثبتت وجدار مانع يمنع أى من الطرفين الذهاب إلى الآخر.

          والآباء البطاركة الأولين بالعهد
القديم منذ أبونا آدم كانوا يعلمون تلك الحقيقة، نتيجة الخطية الأولى لآدم وحواء،
وأن وعد الله لهم بالخلاص سوف يتحقق، بأن نسل المرأة ي
سحق رأس
الحية، لذلك كانوا يعلمون تماماً أن مصيرهم بعد الموت هو الذهاب إلى الهاوية
والرقاد على رجاء القيامة (قيامة السيد المسيح).

          نستدل على ذلك بآيات كثيرة ذكرت هذا
الموضوع:

1-   كلم
الله فى القديم أبونا إبراهيم قائلاً أنه يمضى بسلام إلى أبائه، والهاوية مستقر
إبليس وجنوده ليس بها سلام: “واما انت فتمضي إلى ابائك بسلام وتدفن بشيبة
صالحة” (التكوين 15 : 15). “واسلم ابراهيم روحه ومات بشيبة صالحة شيخا
وشبعان اياما وانضم إلى قومه” (التكوين 25 : 8). ولذلك كان معروف أن من مات
بشيبة صالحة أو مات بسلام أو رقد مع أباءه، أنه مات على رجاء القيامة وهو يتعزى فى
حضن أبينا إبراهيم. أما من مات بغير سلام، فهو إنحدر إلى الهاوية للعذاب مع إبليس،
ويتضح ذلك عندما طلب داود الملك من إبنه سليمان أن ينتقم له من شمعي بن جيرا
البنيامينى الذى لعن داود بشدة، وقد تم ذلك
فيما بعد، (الملوك
الأول 2 : 42-46)، وطلب منه أن لا يدع شيبتة تنحدر بسلام بل بالدم تنحدر شيبتة إلى
الهاوية “
فافعل حسب حكمتك ولا تدع شيبته تنحدر
بسلام إلى الهاوية
” (الملوك الأول 2 : 6). “والآن
فلا تبرره لأنك أنت رجل حكيم، فاعلم ما تفعل به وأحدر شيبته بالدم إلى الهاوية

(الملوك الأول 2 : 9).

2-   عند إرسال
يعقوب إبنه بنيامين لمصر قال لأبنائه: “
فاذا
اخذتم هذا ايضا من امام وجهي واصابته اذية تنزلون شيبتي بشر إلى الهاوية
” (التكوين 44 : 29). كما قال أبناء يعقوب ليوسف أخيهم قبل
أن يعرفوه: “
فينزل عبيدك شيبة عبدك ابينا بحزن إلى
الهاوية
” (التكوين 44 : 31).

3-   ذكر الكتاب
عن جدعون: “
ومات جدعون بن يوآش بشيبة صالحة, ودفن في
قبر يوآش أبيه في عفرة أبيعزر
” (القضاة 8
: 32).

4-   قال الرب
ليوشيا الملك:
“لذلك هئنذا أضمك إلى آبائك فتضم إلى قبرك بسلام” (الملوك الثانى 22 : 20).

5- جاء أيضاً عن
داود الملك أنه: “
ومات بشيبة صالحة وقد شبع
أياما وغنى وكرامة
” (أخبار الأيام الأول 29
: 28).

          والآن وقد أصبح الكل يعرف آنذاك إنه ذاهب
إلى الهاوية، إذن فأين توجد تلك الهاوية؟ فى أى مكان وأى إتجاه تكون؟، أين كانت
تذهب الروح التى تموت؟

يوضح لنا الكتاب
المقدس أن الهاوية أو الجحيم موجودة تحت الأرض التى نعيش نحن عليها (الكرة
الأرضية)، وفى الأقسام السفلى منها:

1- ذكر سفر العدد أن بنى قورح وداثان غضب عليهم الرب،
فإبتلعتهم الأرض أحياء ونزلوا إلى الهاوية وانطبقت عليهم الأرض فبادوا: “
30 ولكن إن ابتدع الرب بدعة وفتحت الأرض فاها وابتلعتهم وكل ما لهم فهبطوا
أحياء إلى الهاوية تعلمون أن هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب. 31 فلما فرغ من التكلم
بكل هذا الكلام انشقت الأرض التي تحتهم. 32 وفتحت الأرض فاها وابتلعتهم وبيوتهم
وكل من كان لقورح مع كل الأموال. 33 فنزلوا هم وكل ما كان لهم أحياء إلى الهاوية
وانطبقت عليهم الأرض فبادوا من بين الجماعة”
(العدد 16 : 30-33).

2-
 (حزقيال 32 : 18) يا
ابن آدم, ولول على جمهور مصر وأحدره هو وبنات الأمم العظيمة إلى الأرض السفلى مع
الهابطين في الجب
.

3- عند ظهور موسى وإيليا النبى فى تجلى السيد
المسيح، لم يذكر لنا الإنجيل من أين أتى كل منهما، ولكننا نعلم أن موسى كان قد مات
وروحه فى الهاوية، وإيليا صعد بمركبة نارية حياً إلى السماء، ولذلك إكتفى بذكر
أنهما قد ظهرا “
وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم
يتكلمان معه
” (متى 17 : 3). “وظهر لهم إيليا مع موسى وكانا يتكلمان مع يسوع” (مرقس 9 : 4).

4- يقول بولس الرسول أن السيد المسيح بعد موتة ذهب إلى
أقسام الأرض السفلى وأخذ أرواح الأبرار وصعد بها إلى فردوس النعيم:
“وأما أنه صعد فما هو إلا إنه نزل أيضا أولا إلى أقسام الأرض السفلى” (أفسس 4 : 9).

ولذلك عندما يوضح
الكتاب المقدس أن صموئيل النبى العظيم أتى صاعداً من الأرض، فهو يوصف الحدث وصفاً
دقيقاً وحقيقياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار