المسيحية

زني المحارم فى الكتاب المقدس



زني المحارم فى الكتاب المقدس

زني المحارم فى الكتاب
المقدس

هل حقا يوجد 74 نبيا من انبياء
الكتاب المقدس هم ابناء زني وزنوا بمحارمهم

القمص مرقس عزيز خليل

 

موقف الكتاب المقدس من
خطيه الزنا؟

جاء في الوصايا العشر
لا تزن (خر 20: 14)، (تث 5: 18
)

و جاء ايضا ”
اهربوا من الزنى كل خطية يفعلها الانسان هي خارجة عن الجسد لكن الذي يزني يخطئ الى
جسده. “(1كو6: 1
). والقديس بولس الرسول يركز خطوره الخطأ الي
الجسد فى سببين

اولا: الستم تعلمون ان
اجسادكم هي اعضاء المسيح افاخذ اعضاء المسيح واجعلها اعضاء زانية حاشا.
(1كو 6: 15)

ثانيا: ام لستم تعلمون
ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لانفسكم
لانكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم وفي ارواحكم التي هي لله (1كو6: 19،
20
)

فانكم انتم هيكل الله
الحي كما قال الله اني ساسكن فيهم واسير بينهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا.(2كو6:
16)

اما تعلمون انكم هيكل
الله وروح الله يسكن فيكم. ان كان احد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لان هيكل الله
مقدس الذي انتم هو.(1 كو3: 16، 17).. إذن فالذى يزنى انما يخطئ إلى اعضاء المسيح
ويفسد هيكل الله هيكل الروح القدس! ما ابشع هذا الامر..

 

وماذا عن خطورة هذه
الوصية؟

من فرط بشاعه خطيه
الزنا يطلق عليها الوحي المقدسي اسم النجاسة

فيقول بطرس الرسول ان ”
الله يحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين. ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في
شهوة النجاسة ويستهينون بالسيادة جسورون معجبون بانفسهم لا يرتعبون ان يفتروا على
ذوي الامجاد. ” (2بط2: 9، 10)

وهكذا استخدم تعبير
شهوة النجاسة بدلاً ان يقول شهوة الزنا

وعندما زنى شكيم مع
دينه ابنة يعقوب يقول الكتاب وسمع يعقوب انه نجس دينة ابنته (تك5: 34)

اما اولاد يعقوب فغضبوا
جداً ودبروا حيلة قتلوا بها شكيم وكل رجال مدينته لانه كان قد دنس دينه أختهم (تك
34: 13، 17)

ويقول حزقيال النبى عن
الرجل الذب يزنى إنه نجس إمراة قريبه(حز18: 11)

ويقول يهوذا الرسول ان
المحتلمين ينجسون الجسد (يه 8) وقد شرح لنا يوحنا الرسول فى سفر الرؤيا دينونة
الزانية العظيمة من اجل رجاسات ونجاسات زناها (رؤ 17: 1، 4)

وشرح لنا عظمة المائة
والاربعة واربعون الفا الذين لم يستطع احد غيرهم ان يرنم تلك الترنيمة الجديدة
فقال هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا مع النساء لانهم اطهار هؤلاء هم الذين يتبعون
الخروف حيثما ذهب هؤلاء اشتروا من بين الناس باكورة لله وللخروف. (رؤ 14: 4)

 قيل لملاك ساردس ”
عندك اسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معي في ثياب بيض لانهم
مستحقون. ” (رؤ 3: 4
).

من كل هذا نرى ان خطية
الزنا سميت نجاسة وان الزناة ينجسون اجسادهم وينجسون ثيابهم وينجسون النساء
ويتنجسون معهم ويذهبون وراء الجسد فى شهوة النجاسة
.

 

الزنا ينجس الأرض

يقول الرب على لسان
ارميا النبى انه بهذا الامر تتنجس الارض نجاسة ويقول لتلك العاصية نجست الارض
بزناك (ار 3: 1،2)

 ان الزنا لا ينجس
اصحابه فقط وانما ينجس الارض ايضا ينجسها نجاسة يا للهول!!
وتسمية هذه
الخطية بالنجاسة وما يشبهها من معانى ورد فى رسائل القديس بولس الرسول ايضا اذ قال:
واعمال الجسد ظاهرة التي هي زنىعهارة نجاسة دعارة. (غل 5: 19)

وقال ايضا فاميتوا
اعضاءكم التي على الارض الزنى النجاسة الهوى الشهوة الردية (كو 3: 5)..

وايضا قال واما الزنى
وكل نجاسة او طمع فلا يسم بينكم كما يليق بقديسين. لانه بسبب هذه الامور ياتي غضب
الله على ابناء المعصية. (اف 5: 3 6).

 بكل هذه الاوصاف وصفت خطية الزنا وصفت بالنجاسة والدعارة والعهارة
والهوى والشهوة الرديئة

 

من فرط بشاعتها سميت
عبادة الاوثان زنى

فعندما عبد بنى اسرائيل
الاصنام فى عصر القضاة قال عنهم الكتاب انهم ولقضاتهم ايضا لم يسمعوا بل زنوا وراء
الهة اخرى وسجدوا لها حادوا سريعا عن الطريق التي سار بها اباؤهم لسمع وصايا الرب
لم يفعلوا هكذا. (قض 2: 17)

 واصبح هذا التعبير مألوفاً فى الكتاب المقدس فلما وقعت مملكة
اسرائل ومن بعدها مملكة يهوذا فى عبادة الاصنام قال الرب على لسان ارمياء النبى
” وقال الرب لي في ايام يوشيا الملك هل رايت ما فعلت العاصية اسرائيل انطلقت
الى كل جبل عال والى كل شجرة خضراء وزنت هناك. فقلت بعدما فعلت كل هذه ارجعي الي
فلم ترجع فرات اختها الخائنة يهوذا. فرايت انه لاجل كل الاسباب اذ زنت العاصية
اسرائيل فطلقتها واعطيتها كتاب طلاقها لم تخف الخائنة يهوذا اختها بل مضت وزنت هي
ايضا. وكان من هوان زناها انها نجست الارض وزنت مع الحجر ومع الشجر. (ار 3: 6 9)

 وبنفس المعنى قال الرب على لسان هوشع النبى.. زنى افرايم تنجس
اسرائيل (هو 6: 10
) ويعوزنا الوقت ان اوردنا كل النصوص المقدسة
التى يطلق فيها تعبير الزنى على عبادة الاصنام

 

بسببها وقعت اشد عقوبات
الله على الارض

ماذا كانت اشد عقوبة
اوقعها الله على الارض فى العهد القديم؟؟

انها بلا شك عقوبة
الطوفان حيث قال الرب نهاية كل بشر قد اتت امامي لان الارض امتلات ظلما منهم فها
انا مهلكهم مع الارض. لا يدين روحي في الانسان الى الابد لزيغانه) تك 6: 13، 3
(هذه هى عقوبة الافناء الجبارة التى لم يحدث مثلها فماذا كان سببها؟؟.. إنه الزنى
يقول الكتاب المقدس” وحدث لما ابتدا الناس يكثرون على الارض وولد لهم بنات.
ان ابناء الله راوا بنات الناس انهن حسنات فاتخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا.
(تك 2: 16)

 

ضلالة بلعام

ان بلعام الذى استأجره
بالاق ليلعن اسرائيل كان يعرف الامور التي من اجلها ياتي غضب الله على ابناء
المعصية (كو 3: 6). وهذا ما قاله القديس بولس الرسول فيما بعد، لقد رأى ان افضل
وسيلة لإهلاكهم هى ان يأكلوا ما ذبح للا وثان ويزنوا (رو 14: 2) وقد حدث ذلك فعلاً
وتحققت ضلالة بلعام إذ يقول الكتاب المقدس ” واقام اسرائيل في شطيم وابتدا
الشعب يزنون مع بنات مواب. (عد 25: 1) فحل غضب الرب على الشعب وضربهم بالوبأ ولم
ينقذهم منها الا فينحاس الذى قام بغيرة مقدسة وقتل الرجل الاسرائيلى والمرأة التى
يزنى معها فامتنع الوبا عن بني اسرائيل. وكان الذين ماتوا بالوبا اربعة وعشرين
الفا. (عد 25: 8، 9) ومدح الرب فنحاس لانه رد سخطه عن الشعب والا كان سيفنيهم

 

بسبب الزنا حرق الرب
سدوم وعموره

وبسبب الزنا حرق الرب
سدوم وعموره فامطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء.

و قلب تلك المدن وكل
الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الارض. (تك 19: 24، 15)

وتذكر القديس يهوذا
الرسول هذه الحادثة المرعبة فقال كما ان سدوم وعمورة والمدن التي حولهما اذ زنت
على طريق مثلهما ومضت وراء جسد اخر جعلت عبرة مكابدة عقاب نار ابدية.
(يه 7)
ونحن
نعلم انه قبل هاتين المدينتين وبسبب الزنا ايضا ضرب الملاكان كثيراً من اهل سادوم
وعموره (تك 19: 11) ثم احترق هؤلاء الزناة عمياناً

 

بسبب الزنا كثرت
الويلات

بسبب الزنا ايضا كاد
يفنى سبط بنيامين كله (قضاه 20) وبسببه اهلك الله كثيرين عندما زنوا ببنات مؤاب..
ولا تزن كما زنى اناس منهم فسقط في يوم واحد ثلاثة وعشرون الفا. (1 كورنثوس8: 10)

وبسبب
الزنا حكم بولس الرسول على خاطئ كورنثوس حكما خطيراً جعله يكاد يبتلع من الحزن
المفرط اذ قال ان يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب
يسوع. (1 كو 5: 5)

بالاضافة
الى هذه الامثلة من العقوبات الشديدة توجد ايضا عقوبة سماوية وهى الهلاك الابدى وفى
ذلك يقول القديس بولس الرسول ” ام لستم تعلمون ان الظالمين لا يرثون ملكوت
الله لا تضلوا لا زناة ولا عبدة اوثان ولا فاسقون ولا مابونون ولا مضاجعو ذكور.
ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله. (1 كو9:
10).ونلاحظ ان القديس وضع اسم الزناة قبل عبدة الاوثان مما يدل على خطورة هذه
الخطية وبشاعتها

 

بسبب هذه الخطية وحدها
ينحل رباط الزوجية المقدس

هذا السر العظيم الذى
شبه به اتحاد السيد المسيح بالكنيسة (اف 5: 22 32) والذى قال عنه السيد الرب الذى
جمعه الرب لا يفرقه انسان (مت9: 19).هذا الرباط المقدس الذى لا تقوى جميع الاسباب
على حله يمكن ان ينحل بواسطة هذا السبب الواحد إلا وهو الزنا

ان الرب يعرف ان الرجل
يمكن ان يتحمل المرأة فى كل شئ ويغفر اى ذنب اياً كان ماعدا الزنا فانه لا يحتمل
ولا يستطيع الرجل ان يعيش مع المرأ ة.. إنه يحل رابطة (الجسد الواحد)
(ويرجع
الزوجان إثنين وليس واحداً كما كانا قبل الزواج

 

بشاعة هذه الخطية

من البراهين القوية على
بشاعة هذه الخطية أن القديس بولس الرسول يأمرنا قائلاً كتبت اليكم في الرسالة ان
لا تخالطوا الزناة.لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا.فاعزلوا الخبيث من بينكم (1 كو
5: 9 13)

فالاخ
الزانى يعزله المجتمع المسيحى ولا يختلط به كشئ نجس خبيث كسبب عدوى..

ما اقسى هذا الامر
عندما تعرض له خاطئ كورنثوس كاد ان يبتلع من الحزن المفرط (2 كو 2: 7)

 

خطية الزنا خطية مركبة

خطية الزنا خطية مركبة فهى
ليست قاصرة على خطية الانسان نحو غيره بأشتهائه او تدنيسه او إعثاره او إغرائه..
وانما بها ايضا يخطئ الانسان الى نفسه اذ يفقد عفته وطهارته ويدنس صحته ويتلف صحته
ويخطئ ايضا الى الله اذ يأخذ اعضاء المسيح ويجعلها اعضاء زانية ويدنس هيكل الروح
القدس الذى هو جسده وهكذا نرى ان داود النبى عندما زنى بأمرأة أوريا الحثى صرخ اى
الله قائلاً لك وحدك اخطات والشر قدامك صنعت (مز 51: 4)

نتائج خطيرة للزني

قد يتطور الزنى فتكون
له نتائج اخرى خطيرة.. مثل فقد البكورية او الحبل او الاجهاض او الطلاق وربما
تغيير الدين ايضا لتلافى نتائج الخطية او تكميلاً لشهوة تحكمت فى الانسان!!

ونحن
فى هذه الايام للاسف الشديد غالبية الذين يتركون دينهم انما يتركونه لهذا السبب: وقعوا
فى خطية زنا ولم يستطيعوا ان يتخلصوا من نتائجها!!

وهذا يعطينا مثالاً عن
مدى ما توصل اليه الخطية..

 

خطية الزنا تشمل
الانسان كله

كل ما فيه يخطئ اثناء
ارتكابها فكره.. حواسه.. قلبه.. جسده وروحه.. الخطية تسوده كله وتستقطبه الخطايا
الشهوانية عموما والانفعالية بالذات يشترك فيها الانسان كله بعكس خطايا اخرى تكون
قاصرة على جزء واحد من الانسان فخطية الشك مثلاً من الجائز ان تكون قاصرة فقط على
فكر الانسان وبعض خطايا الكلام تكون قاصرة على اللسان..

 

خطية الزنا تعتبر عداوة
لله ومحبة للعالم

من بشاعة خطية الزنا
انها تعتبر عداوة لله ومحبة للعالم , وفى ذلك قال القديس يعقوب الرسول ” ايها
الزناة والزواني اما تعلمون ان محبة العالم عداوة لله فمن اراد ان يكون محبا
للعالم فقد صار عدوا لله. ” (يع 4: 4)

ومن اهمية هذه الوصية
ان الرسل عندما بحثوا مسألة الامم الداخلين الى الايمان وارادوا ان يخففوا عنهم
فلا يثقل عليهم بوصايا كثيرة اقتصروا على منعهم عن اشياء قليلة , هى ابشع ما عند
الامم وكان الزنا احدى هذه البشاعات

فقال يعقوب الرسول ”
لذلك انا ارى ان لا يثقل على الراجعين الى الله من الامم.بل يرسل اليهم ان يمتنعوا
عن نجاسات الاصنام والزنا والمخنوق والدم. (اع 15: 19، 20).

 

هذه الخطية اسقطت
كثيرين من الاقوياء

من خطورة هذه الخطية
انها اسقطت كثيرين من الاقوياء.. منهم انبياء كداود ولذلك قال عنها سليمان الحكيم
عن خبرة انها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها اقوياء (ام 7: 26).

ان شيطان الزنا شيطان
عنيف يحتاج الى احتراس شديد والى معونة قوية من الروح القدس

وتزداد خطية الرجل
بشاعة إذا اكره المراة اكراهاً على الزنا معه واغتصبها اغتصاباً , اذ يكون بذلك
كأنه وحش لا انسان وفى هذه الحالة يحمل خطيته وخطيتها وبخاصة اذا قاومت المراة بكل
قوتها واستغاثت ولم يغثها احد ولم تكن راضية عن الخطية فى قلبها وفى ذلك تقول
الشريعة ” ولكن ان وجد الرجل الفتاة المخطوبة في الحقل وامسكها الرجل واضطجع
معها يموت الرجل الذي اضطجع معها وحده. واما الفتاة فلا تفعل بها شيئا ليس على
الفتاة خطية للموت بل كما يقوم رجل على صاحبه ويقتله قتلا هكذا هذا الامر. (تث25: 22-26).

وهكذا كانت الشريعة
تفرق فى مسئولية المرأة إن حدث الزنا فى المدينة حيث يوجد من يغيث او حدث ذلك فى
الحقل حيث لا يوجد من يسمع اما اذا حدث ذلك فى المدينة فتقول الشريعة ” فاخرجوهما
كليهما الى باب تلك المدينة وارجموهما بالحجارة حتى يموتا الفتاة من اجل انها لم
تصرخ في المدينة والرجل من اجل انه اذل امراة صاحبه فتنزع الشر من وسطك. (تث 22: 24)

ويدخل فى نطاق الزنا
بالاكراه ان حدث فى غير وعى الطرف الآخر او حدث بغير معرفته وبغير ادراكه لحقيقة
الامر كان يحدث ذلك مع الصغار الغير العارفين

 

انواع من الزنا

1 الزنا بالحواس

قد يقع الانسان فى
الزنا بالنظر ولذلك قال السيد الرب ان كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها
فى قلبه (مت 5: 28)

وهذا الامر ادركه ايضا
ايوب الصديق فى العهد القديم فقال عبارته الجميلة عهدا قطعت لعينى فكيف اتطلع الى
امرأة (اى 31: 1)

لذلك فمن علامات العفه
الحياء والنظرة المستحية اما الذى يشبع عينه من جمال جسدى أو من منظر مثير فإنه
يدل على أن قلبه غير نقى.

ولكن ليس معنى هذا أن
كل نظرة خطية

ان النظرة الاولى قد لا
تكون خطية لأن الانسان لا يستطيع أن يعيش مغمض العينين فقد تقع عينيه على منظر
جنسى او منظر مثير دون ان يدرى او دون أن يريد إلى هنا لا يكون قد أخطأ.

ولكن
إذا أثارته هذه النظرة غير المقصودة فنظر بأرارته نظرة أخرى تكون هذه النظرة
الثانية خطية مادامت لوناً من الاشباع

وقد لا تكون الخطية فى
نظرة ثانية لأنه ربما يضبط نفسه من الخارج فلا ينظر ولكن تكمن الخطية فى داخله فى
ما احدثته النظرة الاولى من شهوة فى قلبه.

2- وقد يقع الانسان فى
الزنا بالسمع

عندما يشعر بلذة فى
سماع الامور الجنسية سواء أثارته فى وقتها أو إخترنت فى عقله الباطن لتثيره فى وقت
أخر.

3- وقد يقع الانسان فى
الزنا اللمس أو بالشم

عندما تثيره رائحة
معينة تشبع حواسه لذلك تستخدم العطور أحيانا بأسلوب يقصد به الاغراء

4 الزنا بالفكر

الحواس تعمل فى الخارج
ولكن عندما يتدنس الفكر يبدأ الزنا يعمل فى الداخل فيتحول الفكر إلى شهوة فى القلب
وقد يقتصر إشباعها على الفكر ذاته وما يدور فيه من أحلام اليقظة ومن تصورات كثيرة.


والفكر
الجنسى قد يتولد من القراءه او السمع او المناظر او الخلطة بالمثيرات أيا كانت على
اننا يجب أن نفرق بين حرب الافكار والسقوط بالفكر فالشيطان ربما يحارب الانسان
بأفكار الزنا فأن كانت الحرب خارجية تلح على الشخص وهو يرفضها ويهرب منها فهو الى
الان لم يسقط وانما يصارع الخطية اما السقوط بالفكر فهو قبول فكر الخطية والتفاوض
معه والتلذذ به وإختراع أفكار جديدة لإشباع شهوة القلب.

5 الزنا بالقلب (بالشهوة)

إن كانت الحرب فى الفكر
فقط ولم يشتغل بها القلب بعد فهى ما تزال حربا خفيفة ولكن الحرب إذا إختلطت
بالعاطفة وتزداد كلما سيطرت الرغبة على الانسان عندئذ تصبح الحالة خطيرة وقد تتحول
الى الزنا بالفعل أى بالجسد

وقد يكون الزنا بالقلب
مجرد نية فى القلب لا تساعدها الظروف على اتمام العمل وربما يصرفها الإنسان روحيا
فيتخلص منها.

6- الزنا باللسان وبالكتابة

يشمل كل كلام جنسى مثير
وينطوى تحته كلام المجون والمغازلة والفكاهات الجنسية والقصص الغرامية والاغانى
العابثة ويدخل فى ذلك أيضا الكلام اللين الشهوانى وكل هذا ينطوى تحت عنوان العثرة
يخطئ فيه الانسان الى نفسه والى سامعيه.

وقد يعبر عن هذه
المعانى كلها بالكتابه سواء فى الروايات او القصص او الاشعار او الرسائل وتؤدى الى
نفس العثرة.

 

ويل لمن تأتي بواسطته العثرات

قد تانى العثرة من
الصغر فى طريقة التربية من الوالدين

من الجائز ان الاب فى
الاسرة يريد ان يرفه عن اولاده فياخذهم الى احدى الرويات فى السنيما ربما تكون
معثرة تفتح عيونهم على اشياء تفقدهم بساتطهم الروحية وقد يقول الاب ان تلك الرواية
ليس فيها شئ ضار وانها لم تترك فى نفسه اثرا رديئا وينسى فارق السن بينه وبين
اولاده فهو فى سن نضوج يتحكم فيه العقل وهم فى سن تتحكم فيه الحواس والغرائز

وينسى ايضا ان وضعه
الاجتماعى يختلف عن وضعهم فهو متزوج لا يقاسى من كبت وهم ليسوا مثله.
. كذلك ينسى
ان العثرة التى لا تؤثر الان ربما تؤثر بعد حين فتتعبهم هذه المناظر فيما بعد

أب اخر يريد ان يكون
بيته راقيا حسب مفهومه الخاص للرقى فيزود هذا البيت بكل وسائل الترفيه يضع
تليفزيون ودش دون تشفير للقنوات الفاضحه ويكون هذا التلفيزيون عبارة عن سنيما
منزليه تجلس اليه الزوجة والاولاد وقد يدعى هذا الاب انه يمكن التحكم فيما
يشاهدونه ويسمعونه وتثبت التجربة انهم لا يستطيعون ان يتحكمو.

وقد يكون الاب سبب عثرة
لبيته ويغرس فى اولاده صورا تحاربهم فى فكرهم وفى احلامهم وفى شهواتهم وويل لمن
تاتى من قبله العثرات (يو 17: 1) وتزداد مسئولية الاب إن كان يرغم اولاده على
الدخول فى العثرات مقابلا تدينهم واحتراسهم بالتهكم المثير.

ومثال العثرة ايضا تلك
الام التى تريد زواج ابنتها وترغمها على لون من التزين ومن الملابس يجذب اليها
الانظار ويوقعها ويوقع الناظرين اليها فى عثرة.

 

العثرة من الاصدقاء
والمعاشرات الرديئه

قد تاتى العثرة من
الاصدقاء والمعاشرات الرديئه التى قال عنها الكتاب المقدس انها تفسد الاخلاق
الجيدة (1 كو 15: 33) وما فى تلك المعاشرات من احاديث معثرة وجلسات ونزهات غير
بريئة وتوجيهات خاطئة تصور الرجولة والسعادة فى الفساد.

 

اباحية المجتمع واغراء
الجنس الاخر

وقد تاتى العثرة من
اباحية المجتمع واغراء الجنس الاخر. نحن فى جيل اخذ فى الانحلال وبخاصة فى ازياءة
وفى زينته وفى اباحيته.

إن كانت الازياء لا تتفق
مع الحياء والناس يرتدونها دون ان يحّكموا الدين او الضمير فيما يلبسون..يفعلون
ذلك اما اباحية منهم او مجاراة للعصرية او خوفا من انتقاد الناس.

والفتاة كثيرا ما
يستهويها اعجاب الناس وتملق الساقطين وهكذا لا تتزين لبيتها وانما للخارج وكثيرا
ما يلذ للمرأة اسقاط الرجال ويعطيها هذا الامر ثقة فى نفسها وفى تأثيرها غيرحاسبة
امام ضميرها مسئولية هذه العثرة وقد لا تسقط هى فى الشهوة وانما فى الشعور
بشخصيتها بطريقة عالمية.

وقد تقول مثل هذه
الفتاة انها لم تسقط فى الزنا ولكن الله سيطالبها بدماء الذين سقطوا بسببها وستحمل
معهم خطاياهم فى يوم الدين.

وقد قال السيد المسيح
ويل لذلك الانسان الذي به تاتي العثرة. فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق
في لجة البحر.(مت 18: 7، 6).

هل تظنون ان عبارة
(نجنى من الدماء يا الله) التى نقولها فى المزمور الخمسين يقصد بها فقط دماء
القتلة كلا بل ايضا كل شخص اعثرناه وسقط بسببنا ويطالبنا الله بدمه فى اليوم
الاخير وما يقال عن المرأة يقال عن الرجل ايضا ان كان هو سبب العثرة.

علاقات زنا تحتمى
بالقوانين

هناك علاقات اجتماعية
تحكم عليها المسيحية بالزنا مهما حاولت ان تحتمى وراء قوانين عالمية لا يوافق
عليها الدين ومن اشهر هذه العلاقات الزانية

الزواج بعد التطليق
الخاطئ

يقول السيد المسيح فى
شريعة التطليق

واقول لكم ان من طلق امراته الا بسبب الزنى وتزوج باخرى يزني (مت 19: 9،5: 32)
, من طلق امرته وتزوج بأخرى يزنى عليها (مر 10: 11)..كل من يطلق
امرأته ويتزوج بأخرى يزنى (لو 16: 18) فمن طلق امرأته لسبب أخر مهما كانت الاحكام
التى حصل عليها يعتبر طلاقه باطلا فى نظر المسيحية ويظل مرتبطا بالزواج الأول فإن
تزوج يكون كأنه أخذ زوجة أخرى على زوجته وهذا ما قصده الرب فى قوله يزنى عليها (مر
10: 11)

ان كثيرين يحتالون على
التطليق بطرق شتى.. منها تغيير المذهب ويحتمون بالقانون الذى يقول انه اذا اختلف
الزوجان فى المذهب تطبق عليهم الشريعة الاسلامية وتحكم محكمة الاحوال الشخصية فى
هذه الحالة بتطليق الزوجة بتطبيق الشريعة الاسلامية ولكنه يبقى فى نظر الممسيحية
مرتبطا بزوجته الاولى لان الرب يقول الذى جمعه الله لا يفرقه الانسان (مت16: 6)

فأن تزوج الرجل الذى
حصل على مثل هذا الطلاق فأنه يزنى حسب قول الرب فى الانجيل

وقد
يحاول ان يدافع عن نفسه بأن الكنيسة هى التى زوجته فنقول: اما انه خدع الكنيسة
واما ان الكاهن الذى ابرم له عقد الزواج قد أخطأ وفى كلا الحالتين يعتبر الزواج
باطلا فى نظر الدين والعلاقة زنا

يجب على الكاهن ان
يمتنع عن تزويج المطلقين ويراعى حكم الانجيل ويمكنه تحويل الموضوع الى المجلس
الاكليريكى الاعلى لفحصه ويجب على الزوجة الجديدة واهلها ان يفحصوا ويتأكدوا صحه
زواج ابنتهم من خطأه.

 
الزواج
بمطلقة

من الامور التى تحرمها
المسيحية الزواج بالمطلقات: بقول الرب فى الانجيل
ومن يتزوج بمطلقة فانه يزنى (مت 32: 5،9: 19) وكل من يتزوج بمطلقة
يزنى (لو 16: 18) وان طلقت امرأة زوجها وتزوجت بأخر تزنى (مر 10: 12)


الرجل
فى هذا الزواج يزنى والمرأة تزنى فلماذا؟ ذلك لان الطلاق اما ان يكون قد حدث بسبب
الزنا او لغير هذا السبب

فأن كان الطلاق قد تم
بسبب غير الزنا فأنه طلاق باطل ويعتبر الزواج الاول قائما وان تزوجت المرأة بغير
رجلها الاول تكون كمن تجمع بين رجلين وتعتبر زانية

وان كانت المرأة قد
طلقت لزناها فعقوبتها ان تبقى بلا زواج. لايصلح ان تؤتمن على زواج جديد

وان احتج البعض بأن
السيد المسيح قد غفر للزانية نقول: ان هذه المغفرة تنقذها من الهلاك الابدى اما
على الارض فلا يصح ان تتزوج مرة اخرى حسب وصية السيد المسيح الغفور نفسه الذى وضع
هذه الشريعة


زنا
المحارم

ويزيد خطية الزنا بشاعة
إن حدثت مع المحرمات او كانت بخلاف الطبيعة , حسبما شرح بولس الرسول فى رسالته الى
رومية (1: 26-27) , او كانت بأختراع طرق للافتنان فى اشباع الشهوة..

الزواج بالمحرمات

يتعبر زنا أن يتزوج رجل
بأمرأة لا تحل ان تكون له زوجة ومن هذا القبيل وقوف يوحنا المعمدان فى وجه هيرودس
قائلا له لا يحل ان تكون لك امرأة اخيك (مر 6: 18)

وقد وردت قائمة
بالمحرمات فى سفر اللاويين (18: 6 -18) وقوانين المحرمات محفوظة فى الكنيسة

 

هل انبياء الله هم
ابناء زني؟

وهل زنوا بمحارمههم؟

في حوار مع العالم
الكبير , عالم الأعجاز , نجم الصحافه والتلفزيون و..الخ الدكتور زغلول النجار ,
والمنشور بجريده صوت الأمه بتاريخ 10 / 12 / 2007 قال بالحرف الواحد:

ان هذا الكتاب المقدس
يذكر ان 74 نبيا هم ابناء زني وزنوا بمحارمهم.

و قال سيادته اتهامات
كثيره في جمل قصيره متصورا ان كثره الأتهامات لن تمكننا من الرد في الصحافه ,
وبالفعل أفردت الصحافه المتعصبه له مساحه كبري , ولم تعطنا أقل مساحه للرد , لذلك
سنرد علي سيادته , وسيكون موضوع هذا الكتاب هو عن انبياء الله وزني المحارم , وسوف
نناقش هذا الموضوع سواء من خلال كلمات الدكتور النجار أو من خلال من يفكرون ويكتبون
بنفس منهجه العلمي الأعجازي , حتي لا نرد كل فتره علي أحد الشتامين , فنكتفي بمثال
واحد , وكنت قد كتبت عن الدكتور زغلول من قبل مقالا مطولا بجريده الغد تحت عنوان
الكتاب المقدس بين زغلول الشتام وعماره الهدام ومقالا آخر بجريده الأهرام تحت
عنوان (و لا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي أحسن)

عدد انبياء ونبيات
الكتاب المقدس جميعا (58) أي أقل من ال 74 نبيا الذين ادعي عليهم الدكتور زغلول
بالزنا

أنني أسأل دكتور
الأعجاز العلمي قائلا: من اين أتيت ايها العالم العملاق والفريد بمعلوماتك الفذه؟
هل تعلم ان جميع انبياء الكتاب المقدس عددهم أقل من 74 نبيا , فهل يا تري كان
جميعهم زناه وقمت سيادتكم باستلاف عدد آخر من انبياء خيالكم لتكمل عدد ال 74 ,
الذي صور لك خيالك , وصورهم جميعا انهم زناه بما فيهم الأنبياء الذين استوردتهم من
مخيلتكم.. سامحكم الله يا دكتور.

أم ان سيادتكم ستدعي أنهم
كانوا موجودين ونحن حرفنا كتابنا المقدس لأجل خاطر جنابك وحتي نتمكن من الرد عليكم
, او ان سيادتكم ستقول كما قلت علي مخطوطات الكتاب المقدس أنكم لم تراهم وبالتالي
تهرب من الأجابه!!.

 

بيان بأسماء انبياء
ونبيات الكتاب المقدس

أسماء انبياء الكتاب
المقدس

الذين لهم اسفار مقدسه
يا دكتور زغلول

هناك انبياء بالكتاب
المقدس لهم اسفار مقدسه وعددهم سته عشر نبيا وهم

أ انبياء ما قبل السبي

يونان حوالي 785 745
قبل الميلاد

عاموس حوالي 760 746
قبل الميلاد

هوشع حوالي 750 722 قبل
الميلاد

اشعياء حوالي 734 680
قبل الميلاد

ميخا حوالي 740 701 قبل
الميلاد

ناحوم حوالي 623 قبل
الميلاد

صفنيا حوالي 630 قبل
الميلاد

ارميا حوالي 626 586
قبل الميلاد

حبقوق حوالي 605 قبل
الميلاد

و عددهم 9 انبياء

ب انبياء كانوا أيام
السبي

دانيال حوالي 605 537
قبل الميلاد

حزقيال حوالي 785 745
قبل الميلاد

و عددهم نبيان

ج انبياء ما بعد السبي

حجي حوالي 520 قبل
الميلاد

زكريا حوالي 520 518
قبل الميلاد

عوبديا حوالي 450 قبل
الميلاد

ملاخي حوالي 450 قبل
الميلاد

يوئيل حوالي 400 قبل
الميلاد

و عددهم 5 أنبياء ,
وبذلك يكون عددهم سته عشر نبيا.

 

أسماء الأنبياء الذين
ليس لهم اسفار نبويه بحسب ترتيبهم التاريخي

أخنوخ (تكوين 5: 21 24)

نوح (تكوين 9: 25 27)

ابراهيم (تكوين 20: 7)

يعقوب (تكوين 49: 1)

هارون (خروج 7: 1)

موسي (تث 18: 18 , 34: 10)

بلعام (عدد 23: 5 وميخا
6: 5)

نبي ارسل الي
العبرانيين (قضاه 6: 8)

نبي ارسل الي عالي (1
صموئيل 2: 27)

صموئيل (1 صموئيل 3: 20)

داود (مزمور 16: 8 11)

ناثان (2 صموئيل 7: 2 ,
12: 1 , 1 ملوك 1: 10)

صادوق (2 صموئيل 15: 27)

جاد (2 صموئيل 24: 11)

اخيا (1 ملوك 11: 29)

نبي من يهوذا (1 ملوك
13: 1)

عدو (2 أخبار 9: 29 ,
12: 15)

شمعيا (1 ملوك 12: 22
و2 أخبار 12: 7 و15)

عزريا ابن عوديد (2
أخبار 15: 2 7)

حناني (2 أخبار 16: 7 ,
12)

ياهو بن حناني (ا ملوك
16: 1 , 7 , 12)

ايليا (1 ملوك 17: 1)

اليشع (1 ملوك 19: 16)

ميخا بن يمله (ا ملوك
22: 7 , 8)

زكريا بن يهوياداع (2
أخبار 24: 20 22)

عوديد (2 أخبار 28: 9)

يدوثون (2 أخبار 35: 15)

و عددهم 27 نبيا وبذلك
يكون عدد انبياء العهد القديم الذين لهم اسفار والذين ليس لهم اسفارا نبويه هو 16
+ 27 = 43

 

بيان بأسماء اشخاص
نطقوا بنبوات في العهد الجديد

زكريا ابو يوحنا
المعمدان (لوقا 1: 67)

يوحنا المعمدان (لوقا 8:
26)

بولس الرسول (أعمال 20:
29 , 30 , 1 تيموثاوس 4: 1 3)

بطرس الرسول (2 بطرس 2:
1 3 , 3: 3 , 4)

قيافا (يو 11: 49 , 50)

اغابوس (أعمال 11: 28 ,
21: 11)

يوحنا الرائي (رؤ 1: 1)

و عددهم 7 فيكون
الأجمالي 43 + 7 = 50

 

بيان بأسماء نبيات
الكتاب المقدس

مريم أخت موسي وهارون
(خروج 15: 20 , 21 , عدد 12: 12)

دبوره (قضاه 4: 4 , 5: 1)

حنه أم صموئيل (1
صموئيل 2: 1)

 خلده أمرأه شلوم (2
ملوك 22: 14)

حنه بنت فنوئيل (لوقا 2:
36)

بنات فيلبس الأربع
(أعمال 21: 9)

و عددهم 8 نبيات فيكون
الأجمالي النهائي 50 + 8 = 58 يا دكتور زغلول فكيف يكون عدد الأنبياء الذين زنوا
هو 74 نبيا.. حقا الكذب مالوش رجلين!!

 

الكتاب المقدس صريح
بتحريمه وتجريمه

لأي فعل جنسي خارج
الزواج..

لقد حرم الكتاب المقدس
الزنا وشدد علي ذلك كثيرا وخاصه عندما قام بايضاح مفصل بتجريم زنى المحارم.فقد جاء
في (سفر اللاويين اصحاح 18): ” وكلم الرب موسى قائلا كلّم بني اسرائيل وقل
لهم. انا الرب الهكم. مثل عمل ارض مصر التي سكنتم فيها لا تعملوا ومثل عمل ارض
كنعان التي انا آت بكم اليها لا تعملوا وحسب فرائضهم لا تسلكوا. احكامي تعملون
وفرائضي تحفظون لتسلكوا فيها. انا الرب الهكم. فتحفظون فرائضي واحكامي التي اذا
فعلها الانسان يحيا بها. انا الرب لا يقترب انسان الى قريب جسده ليكشف العورة. انا
الرب. عورة ابيك وعورة امك لا تكشف. انها امك لا تكشف عورتها. عورة امرأة ابيك لا
تكشف. انها عورة ابيك.

عورة اختك بنت ابيك او
بنت امك المولودة في البيت او المولودة خارجا لا تكشف عورتها.عورة ابنة ابنك او
ابنة بنتك لا تكشف عورتها. انها عورتك.

عورة بنت امرأة ابيك
المولودة من ابيك لا تكشف عورتها انها اختك.

عورة اخت ابيك لا تكشف.
انها قريبة ابيك. عورة اخت امك لا تكشف. انها قريبة امك.

عورة اخي ابيك لا تكشف.
الى امرأته لا تقترب. انها عمتك.

عورة كنّتك لا تكشف.
انها امرأة ابنك. لا تكشف عورتها. عورة امرأة اخيك لا تكشف. انها عورة اخيك.

عورة امرأة وبنتها لا
تكشف. ولا تاخذ ابنة ابنها او ابنة بنتها لتكشف عورتها. انهما قريبتاها. انه رذيلة.

ولا تأخذ امرأة على
اختها للضرّ لتكشف عورتها معها في حياتها.

ولا تقترب الى امرأة في
نجاسة طمثها لتكشف عورتها. ولا تجعل مع امرأة صاحبك مضجعك لزرع فتتنجس بها. ولا
تعط من زرعك للاجازة لمولك لئلا تدنس اسم الهك. انا الرب. ولا تضاجع ذكرا مضاجعة
امرأة. انه رجس. ولا تجعل مع بهيمة مضجعك فتتنجس بها ولا تقف امرأة امام بهيمة
لنزائها. انه فاحشة

بكل هذه لا تتنجسوا
لانه بكل هذه قد تنجس الشعوب الذين انا طاردهم من امامكم فتنجست الارض. فاجتزي
ذنبها منها فتقذف الارض سكانها. لكن تحفظون انتم فرائضي واحكامي ولا تعملون شيئا
من جميع هذه الرجسات لا الوطني ولا الغريب النازل في وسطكم. لان جميع هذه الرجسات
قد عملها اهل الارض الذين قبلكم فتنجست الارض. فلا تقذفكم الارض بتنجيسكم اياها
كما قذفت الشعوب التي قبلكم. بل كل من عمل شيئا من جميع هذه الرجسات تقطع الانفس
التي تعملها من شعبها. فتحفظون شعائري لكي لا تعملوا شيئا من الرسوم الرجسة التي
عملت قبلكم ولا تتنجسوا بها. انا الرب الهكم “(سفر اللاويين اصحاح 18).

الرب في الوحى المقدس
سجل

حوادث حقيقية ارتكبها
البشر

و الرب فى تسجيله لهذه
الحوادث الحقيقية لا يأمرنا بها بل هي قصص تحذيرية

وعلى العكس فعندما
يخاطبنا بامر ما أسمعوا كذا وإفعلوا كذا وقوموا بكذا فهو أمر صريح أو نهي صريح لا
نراه إلا فيما يشير للقداسة

فمثلا هكذا يأمر الرب
شعبه:

“اسمع يا اسرائيل الرب
الهنا رب واحد” (التثنية 6: 4).

“اسمع يا اسرائيل انت
اليوم عابر الاردن لكي تدخل وتمتلك شعوبا اكبر واعظم منك ومدنا عظيمة ومحصنة الى
السماء” (التثنية – 9: 1)

“فاجابه يسوع ان اول كل
الوصايا هي اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد ” (مرقص – الاصحاح 12: 29)

 

هل كانت هناك أوامر
إلهية بزنا المحارم

كما يسقط زغلول النجار
وغيره على كتابنا الطاهر

خطيئه لوط وخطيئه
ابنتيه

جاء في سفرالتكوين (19:
30 – 38): ” وخاف لوط أن يسكن في صوغر , فصعد الجبل وأقام بالمغارة هو وابنتاه ,
فقالت الكبرى للصغرى: شاخ أبونا وما في الأرض رجل يتزوجنا على عادة أهل الأرض كلهم
, تعالي نسقي أبانا خمرا ونضاجعه ونقيم من أبينا نسلا.

هذا هو ماسجله الوحى
المقدس , انها حادثة ” خطيئة ابنتى لوط بتخدير ابيهما بالخمر لكسر ارادته وتغييب
وعيه ليمارسن معه الزنا فهل وجدت ايها النجار أى كلمة فى الكتاب المقدس تقول مثلا:
ثم قال الرب لابنتى لوط اسمعن ايتها الامتين خدرا ابيكما بالخمر واكسرا ارادته
وغيباه عن الوعى ثم دعاه ينكحكما

فى هذه الحالة فقط يكون
لك الحق

لو انه جاء بالكتاب
المقدس أى امر مثل هذا الهراء فإنه فى هذه الحالة فقط يكون من حقك ايها النجار ان
تزعم ان الكتاب المقدس يدعم القصة المكذوبة التى تنتحلها انت وامثالك.. لم يكن
هناك أمر بالنكاح بعكس ما جاء في سوره النساء ” إنكحوا ما طاب لكم من نساء
مثنى وثلاث ورباع ..و ما ملكت ايمانكم ” ” فلنلاحظ فعل الامر “إنكحوا “

فالقرآن الكريم لم يقل
ان فلانا كان ينكح ما طاب له من النساء مثنى وثلاث ورباع وكان ينكح ايضا ما ملكت
ايمانه (من المسبيات و..الخ)

و لم يأتي بالكتاب
المقدس فعل أمر كما جاء فى سورة البقره 223 “نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا
حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ
وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ”و لنلاحظ فعل الامر ”
إإتوا ” أى ناكحوا.

 

هل زنا لوط مع أبنته؟

قبل أن نبدأ أوضح حقيقة
هامة وهي أن الكتاب المقدس يسجل لنا تاريخ بشر في علاقتهم مع أنفسهم بعضهم البعض
وفي علاقتهم مع الله وفي علاقة الله بهم, فمنهم من كان تحت ناموس وشريعة، وهي
شريعة موسى ومنهم من عاش تحت ناموس الضمير وشريعة لم تكن مكتوبة بعد، إنما مكتوبة
على ضمائرهم وقد توارثوا جزء منها عمن سبقهم إلى أيام نوح وما قبل الطوفان. ومنهم
من كان في علاقة مباشرة مع الله كإبراهيم واسحق ويعقوب ومنهم من كانوا مجرد أولادا
لهؤلاء وليس أبن النبي نبي ولا ابن البار.

 

يقول القرآن أن أحد
أبناء نوح عصاه

ورفض أن يدخل معه الفلك

و كما يقول القرآن أن
أحد أبناء نوح عصاه ورفض أن يدخل معه الفلك قائلا: ” وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ
وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ
قَالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ, قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ
مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ
مِنَ الْمُغْرَقِينَ ” (هود: 42و 43).


وجاء
في تفسير الرازي ” واعلم أنه تعالى لما حكى عن نوح عليه السلام أنه دعاه إلى
أن يركب السفينة حكى عن ابنه أنه قال: “سَاوِى إلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ
الماء “

 وهذا يدل على أن الابن
كان متمادياً في الكفر مصراً عليه مكذباً لأبيه فيما أخبر عنه فعند هذا قال نوح
عليه السلام: ” لاَ عَاصِمَ اليوم مِنْ أَمْرِ الله إِلاَّ مَن رَّحِمَ
“.

 

زوجات الأنبياء لم يكن
كأزواجهن

وكذلك زوجات الأنبياء
لم يكن كأزواجهن كما يقول القرآن أيضاً: ” ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ
كَفَرُوا امْرَأَتَ (امرأه) نُوحٍ وَامْرَأَتَ (امرأه) لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ
عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا
عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِين
(التحريم: 10).


وقد
جاء في تفسير النسفي (ضَرَبَ الله مَثَلاً لّلَّذِينَ كَفَرُواْ امرأت نُوحٍ
وامرأت لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صالحين فَخَانَتَاهُمَا
فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ الله شَيْئاً وَقِيلَ ادخلا النار مَعَ الداخلين)
, مثل الله عز وجل حال الكفار في أنهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين بلا
محاباة، ولا ينفعهم مع عداوتهم لهم ما كان بينهم وبينهم من النسب والمصاهرة وإن
كان المؤمن الذي يتصل به الكافر نبياً بحال امرأة نوح وامرأة لوط لما نافقتا
وخانتا الرسولين بإفشاء أسرارهما، فلم يغن الرسولان عنهما أي عن المرأتين بحق ما
بينهما وبينهما من الزواج اغناء ما من عذاب الله. وقيل لهما عند موتهما أو يوم
القيامة: ادخلا النار مع سائر الداخلين الذين لا وصلة بينهم وبين الأنبياء، أو مع
داخليها من إخوانكما من قوم نوح وقوم لوط
.

 

فقط كل
إنسان مسئول عن نفسه فالنفس التي تخطيء هي تموت، كما يقول الكتاب المقدس
النفس التي تخطئ هي تموت.الابن لا يحمل من إثم الآب والآب لا يحمل
من أثم الابن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون
(حز18: 20)

كما أن
الكتاب المقدس لم يقدم لنا فئة محددة من البشر هي فئة الأبرار دون أن يذكر الأشرار،
فنتصور، على غير الحقيقة أن من كانوا قبلنا هم الأبرار فقط، هذا مستحيل!! بل سجل
لنا حياة الأبرار، ولكن بما يتناسب مع عصورهم وأزمنتهم وبيئاتهم التي عاشوا فيها،
كما صور لنا ما حدث من البعض من شر، ولكن يجب أن نضع في الاعتبار، أيضاً أن لا
ننظر إليهم بزماننا ولا بزمن ما بعد الإنجيل، بل بحسب زمانهم هم وعصورهم هم
والبيئات التي تربوا ونشئوا فيها وتأثيرها عليهم سلباً أم إيجاباً.

وكما سجل لنا الكتاب المقدس
حياة الأبرار وما نالوه بسبب برهم، سواء ما سجله الكتاب المقدس عنهم أو عن
مكافأتهم في الأبدية، سجل لنا أيضا حياة من فعلوا الخطايا وما سجله الكتاب عن
خطيئتهم ولومهم عليها وما نالوه من عقوبة بسببها تم تسجيله أيضا.

ولنبدأ الآن بكل موقف
على حده.

 

فى البداية لابد أن
نقول القصة كاملة

“وإذ أشرقتِ
الشمسُ على الأرض؛ دخل لوط إلى صوغر. فأمطر الربُ على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً
من عند الرب من السماء؛ وقَلَبَ تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات
الأرض. ونظرَتِ أمرأَتُهُ من ورائه فصارت عمود ملح. وبكر إبراهيمُ في الغد إلى
المكان الذي وقف فيه أمام الرب؛ وتطلع نحو سدوم وعمورة ونحو كل أرض الدائرة؛ ونظر
وإذا دُخَانُ الأرض يصعد كدخان الأتُون.. وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وإبنتاه
معه لأنه خاف أن يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو وإبنتاه.

وقالت البكر للصغيرة
أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض؛ هلم نَسقي أبانا
خمراً ونضطجع معه؛ فنحيي من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة؛ ودخلت
البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد أن البكر
قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي؛ نَسقيه خمراً الليلة أيضاً فادخلي
اضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلاً؛ فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة أيضاً؛ وقامت
الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوط من أبيهما.
فولدت البكر ابناً ودعت إسمه موآب وهو أبو الموآبيين إلى اليوم. والصغيرة أيضاً
ولدت ابناً ودعت اسمه بن عمي وهو أبو بني عمون إلى اليوم”.

 

تعالوا معاً نحلل هذا
الحدث

إذن تعالوا معاً بنعمة
الرب يسوع؛ لنحلل هذا الحدث؛ ونعرف كيف جاءت هذ الفكرة وكيف نُفذت ولماذا كانت؟؟!!
وغير ذلك من أمور أخرى..

 

أولاً: منبع الفكرة هي الأبنه
الكبرى

يجب أن نعرف أن منبع
الفكرة أساساً هو الأبنه الكبرى؛ فالوحي المقدس يقول (وقالت البكر للصغيرة: أبونا
قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض؛ هلم نسقي أبانا خمراً
ونضطجع معه؛ فنحيي من أبينا نسلاً.)

 ومن الواضح أن الحياة
في وسط الشر في سدوم وعمورة؛ قد شوَّهت القيم الأخلاقية عند بنات لوط.. وهذا واضح
من الفكرة أساساً التي اقترحتها الإبنة الكبري؛ والتي وافقت عليها الإبنة الصغرى
دون أي تقكير!!

 

ثانياً: أساس الفكرة هي فكره الكارثة الكونية

ولكن يجب أيضاً أن نقرأ
أفكار الأبنه الكبرى؛ فلماذا قدمت هي هذا الحل الخاطئ؟؟
ويتضح ذلك
لنا من الوحي المقدس.. فقد إعتقدت أن النار التي نزلت وأحرقت البلدين وكل القرى
المحيطة؛ ليست على سدوم وعمورة فقط؛ وإنما على الأرض كلها.. ولهذا قالت لأختها
الصغرى “.. أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض؛ هلم
نسقي أبانا خمراً ونضطجع معه؛ فنحيي من أبينا نسلاً.”

 

ليس في الأرض رجل

فلنلاحظ كلامها ” ليس
في الأرض رجل يدخل علينا كعادة كل الأرض”

 لقد إعتقدتا أن الأرض
كلها قد أحرقت تماماً؛ وليس في كل الأرض غيرها هي وأختها وأباها.. خاصة أنها تعرف
أن الأرض من قبل؛ قد دُمرت تماماً بواسطة كارثة كونية وهي الطوفان؛ ولم ينجو إلا
نوح وزوجته وأولاده الثلاث وزوجاتهم.. فلقد إعتقدتا أن الكارثة كونية شملت الأرض
كلها.. فقد قال الوحي المقدس ” وإذ أشرقت الشمس على الأرض؛ دخل لوط إلى صوغر.
فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من عند الرب من السماء؛ وقلب تلك المدن
وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الأرض. ونظرت أمرأته من ورائه فصارت عمود ملح.
وبكر إبراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه أمام الرب؛ وتطلع نحو سدوم وعمورة
ونحو كل أرض الدائرة؛ ونظر وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الاتون “

 

لم تأخذ مشورة السماء

ولهذا إعتقدت بأن عليها
هي وأختها أن يعمران الأرض من جديد.. فيا ليتها رفعت صوتها إلى الرب القدوس قبل أن
تقترح هذه الفكرة وتنفذها.. ليتها سألت السماء؛ لما كانت قد ارتكبت هذه الخطية؛
فقد حللت لنفسها الفكرة؛ وأباحت لنفسها ولأختها ممارستها دون أن تأخذ مشورة
السماء؛ وهذا يرجع إلى جو سدوم وعمورة الذي عاشتا فيه؛ فلم تؤسسا روحياً تأسيساً
سليماً مما جعل موازينهن الأخلاقية موازين مختلة تماماً.. إذن فلنلاحظ أمراً هاماً
؛ وهو: أن ما قامتا به؛ ليست وصية إلهية ؛ حاشا!! بل فعلاً شخصياً فيه المسئولية
كاملة عليهن.

 

ثالثاً: هدف الفكرة: إحياء
نسل

كذلك؛ يجب أن نتتبع هدف
الفكرة في هذه القصة؛ فهل كان هدف الابنتين؛ أن يتمتعا بالخطية مع أبيهما أم أن
هناك هدف آخر.. يقول لنا الوحي المقدس حقيقة الموقف كله.. أن الأبنه الكبري قالت
للصغري: “أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض؛ هلم
نسقي أبانا خمراً ونضطجع معه؛ فنحيي من أبينا نسلاً.”

 إذن فالهدف المعلن
هنا؛ هو إحياء نسل من أبيهما وليس التمتع الوقتي بخطية الزنى؛ وقد كررت الإبنة
الكبرى هذا الهدف مرتين في القصة؛ أن الهدف هو إحياء نسل من أبيهما.. ولكن وإن كان
الهدف نبيلاً وهو (إحياء نسل) إلا أن الوسيلة كانت خاطئة؛ وهي إحياء هذا النسل من
أبيهما.. وكل هذا يرجع إلى القيم الأخلاقية الفاسدة التي سادت المجتمع الذي عاشتا
فيه..

 

رابعاً: موقف لوط من
الخطية

هنا أيضاً لا بد أن
نعرف أمراً هاماً وهو أن لوط لم يكن يعرف أساساً ما الذي يجري؛ لا من حيث الفكرة؛
ولا من حيث تنفيذها.. فقد قال الوحي المقدس ” ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها
ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني قد
اضطجعت البارحة مع أبي؛ نسقيه خمراً الليلة أيضاً فادخلي اضطجعي معه فنحيي من
أبينا نسلاً؛ فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة أيضاً؛ وقامت الصغيرة واضطجعت معه
ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. “..

 

أمور واضحه

الأمر الواضح هنا أن
لوط لم يكن يعلم أي شيء عن الأمر.. هذا جانب؛

أما الجانب الآخر وهو
أيضاً مهم؛ أن لوط ليس نبياً في الكتاب المقدس؛

أما الأمر الثالث وهو
الأهم؛ أن الوحي المقدس يقرر؛ بأنه لا عصمة لا للأنبياء ولا للقديسين ولا لأي بشر
على الأرض؛ على الإطلاق؛ بإستثناء السيد المسيح وحده.. لأنه ببساطة الكل مولود
وفيه سم الخطية؛ وبالتعبير الإسلامي؛ فقد ورد في صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق
في باب صفة إبليس وجنوده؛ قول محمد (‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو الْيَمَانِ ‏ ‏أَخْبَرَنَا
‏ ‏شُعَيْبٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي الزِّنَادِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْأَعْرَجِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي
هُرَيْرَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ: ‏قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏كُلُّ بَنِي ‏آدَمَ ‏‏ يَطْعُنُ الشَّيْطَانُ فِي
جَنْبَيْهِ بِإِصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ غَيْرَ ‏عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ‏ذَهَبَ
يَطْعُنُ فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ)

 فالكلام واضح جداً؛ فنبي
الأسلام يقول: [كل بني آدم] والأنبياء ضمن بني آدم؛ بل حتى كتب السيرة تخبرنا أن نبي
الأسلام ذاته حين كان طفلاً جاءت الملائكة وشقت صدره وأخرجت منه لوثة الخطية
السوداء.. إذن لماذا يستغرب هؤلاء؛ أن هذا الأمر قد وقع للوط أو لغيره من
الأنبياء؛ بغض النظر إن لوط يعلم هذا أم لا يعلم..

 

النبي يعصمه الله في
رسالته وفي كتابة

وحيه المقدس فقط

إن عقيدة الكتاب
المقدس؛ أن النبي يعصمه الله في رسالته فقط وفي كتابة وحيه المقدس؛ أما في حياته
الشخصية؛ فهو كباقي البشر يخطيء ويتوب؛ فلا عصمة للبشر على الإطلاق.. ما عدا الرب
يسوع المسيح فهو الوحيد الذي لم يرث خطية ولا فعل خطية.. إذن الخلاصة في هذه
النقطة.. فإن لوط ليس نبياً؛ وكذلك فالأنبياء ليسوا معصومين من الخطية..

 

خامساً: موقف الشريعة
من هذه الخطية

هذه أيضاً نقطة غاية في
الأهمية؛ لأننا لو أردنا أن نحاكم أبنتي لوط على هذه الخطية؛ فإننا لا نجد شريعة
إلهية نحاكمهم بها في عصرهن.. لأنه في وقت وقوع هذه الخطية؛ لم تكن هناك شريعة
إلهية قد أعطيت للناس بعد؛ لتحدد الحرام والحلال؛

فشريعة موسى جاءت بعد
هذا الحدث بأكثر من أربعمائة سنة؛ وليس من العدل أن نحاكم بنات لوط بشريعة جاءت
بعدهم؛ بل يجب أن نحاكمهم في أعراف عصرهم.. وفي عرف عصرهم ما فعلوه خطأ بلا شك؛
ولا يبارك هذا الخطأ إلا مَن لا يفهم طبيعة الله القدوس.. ولكنه لم يكن قد أُعلن
في شريعة مكتوبة من الله؛ ولذلك لم يوقع الله حكم القصاص على إبنتي لوط بصورة
فورية..

هذا ولا ننسى أن في هذا
العصر كان إبراهيم أبو الآباء متزوجاً بسارة وهي أخته من أبيه؛ كما ورد في تكوين12:
20.. وهذا لأنه لم تكن هناك شريعة ترتب محرمات الزواج والنسب..

 

سادساً: موقف الله من
الخطية

إن الله بحكمته؛ أراد
أن يفتح أذهان البشرية؛ إلى رفضه لهذه الخطية؛ حتى ولو لم تكن هناك شريعة مكتوبة؛
إلا أنه أعطى شريعة الضمير الإنساني وهي في هذه الجزئية كفيلة بأن تُعرِّف ابنتي
لوط بأن ما سيقمن به خطية وأنه أمر غير مقبول أمام الله.. فنحن نعلم من الوحي
المقدس أن الإبنة الكبيرة أنجبت [موآب]؛ والإسم يعني [مَن أبوه]؛ لأنها احتارت
أمام هذا المولود الذي هو ابنها وأخيها في ذات الوقت؛ ولذلك أسمته [موآب] أي [مَن
أبوه]؛.. ولم تكن الصغيرة أقل حيرة منها حينما أسمته [ابن عمي]؛ أي [ابن شعبي]..

وحيث أنه لم تكن هناك
شريعة مكتوبة في عهد لوط وابنتيه؛ فإن الله أظهر رفضه لهذه الخطية؛ في مستقبل
الأيام؛ بعد أن وضع الشريعة التي أوحى بها إلى موسي النبي؛ فقد أراد الرب أن يؤكد
أن ما حدث كان خطية؛ وبعد أن أخطأ نسل موآب ونسل عمون في مستقبل الأيام في عدم صنع
الرحمة مع شعب إسرائيل في البرية؛ ولم يحفظوا العمل الذي فعله إبراهيم مع أبيهم
لوط وصلاته لأجلهم.. لذلك أظهر الرب رفضه لكل هذه الأفعال دفعة واحدة فقال في وحيه
المقدس “لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب؛ حتى الجيل العاشر لا يدخل
منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد. من أجل أنهم لم يلاقوكم بالخبز والماء في
الطريق عند خروجكم من مصر ولأنهم استأجروا عليك بلعام بن بعور من فتور آرام
النهرين لكي يلعنك.” (تثنية3: 23و4-“.)

بالرغم من أن الخطية قد
تستحق نوعاً أخراً من العقاب؛ إلا أن الرب قرر عليهم ذات العقاب الذي قرره على
أبناء الزنى في عبادة الأوثان ؛ حيث أن الوحي المقدس قال: ” لا يدخل ابن زنى
في جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب. لا يدخل عموني
ولا موآبي في جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى
الأبد. ”

فلنلاحظ أن الرب أوقع
ذات العقاب الخاص بابن الزنى المولود من زنى عبادة الأوثان؛ أوقعه على موآب وعمون..
أن لا يدخل منهم إلى جماعة الرب حتى الجيل العاشر؛ بل وجعل الوصيتين متلازمتين
واحدة بعد الأخرى مباشرة في الوحي المقدس؛ حتى يُذكِّر البشرية برفضه لهذه الخطية
القديمة التي ارتكبتاها ابنتي لوط؛ وبأنها مكروهة منه؛ وكأنه يقول: والآن حيث توجد
شريعة؛ فلا بد من تذكير البشرية وتنبيهها برفضي لهذه الخطية التي ارتكبتاها ابنتي
لوط قديماً.. هذا هو موقف الرب الكلي القداسة..

ولقد أورد الوحي المقدس
هذه الخطية من باب نزاهته في ذكر الوقائع كما هي؛ بالرغم من أنه لا يوافق عليها
ولكنه يذكرها؛ كأحداث قد وقعت بالفعل؛ ويعلن رفضه لها؛ حتى نتوخى منها الحذر..

 

سابعاً: كلمة للدكتور
النجار وللأحباء المسلمين

لوط وزوجته

يتناول بعض الأحباء
المسلمون موضوع لوط ؛ دون أن يعرفوا أن القرآن الكريم أيضاً يقدم لوط وزوجته
بأخلاق فاسدة.. بلا كمال وبلا عصمة.. والذين يعترضون على بنات لوط في التوراة؛
أرجوا منهم نظرة سريعة إلى الآتي..

إن القرآن يقدم لنا كل
من لوط وزوجته وهما في حالة من الأخلاق الفاسدة ؛ ولا أعلم ؛ فهل لوط الذي يعترضون
عن أن يكون قد فعلتا ابنتيه معه هكذا؛ هو بذاته الذي في قرآنهم أم أنه شخص آخر..
فتعالوا لنرى..

 

إمرأة لوط النبي عندهم
تقود الرجال للرجال

يقدم لنا القرآن زوجة
لوط في حالة مذرية من الأخلاق الفاسدة؛ مع أنها زوجة لنبي عندهم؛ وهم يعصمون
الأنبياء من الخطأ؛ ولكن برغم ذلك؛ فزوجة لوط التي تعيش معه في بيته؛ والذي هو
مسئول منها أمام الله والمجتمع؛ تقوم بتقديم الرجال للرجال لفعل الفحشاء.. حيث
يقول القرآن عنها في سورة النمل57 ” فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا
امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ) وأيضاً في سورة التحريم10 يقول
عنها القرآن (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ
وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ
فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ
ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)

وفي التفسير لابن كثير
لهذين النصين القرآنيين؛ نجد إبن كثير يحاول الهرب مما جاء بالقرآن الكريم في أن
زوجة لوط هلكت أم لا؟ فيقول مستشهداً بكلام من سبقوه من الرواد المسلمين عن إمرأة
لوط الآتي: (وَأَمَّا اِمْرَأَة لُوط فَكَانَتْ إِذَا أَضَافَ لُوط أَحَدًا؛
أَخْبَرَتْ بِهِ أَهْل الْمَدِينَة مِمَّنْ يَعْمَل السُّوء.. فهي مِنْ
الْهَالِكِينَ مَعَ قَوْمهَا لِأَنَّهَا كَانَتْ رِدْءًا لَهُمْ عَلَى دِينهمْ
وَعَلَى طَرِيقَتهمْ فِي رِضَاهَا بِأَفْعَالِهِمْ الْقَبِيحَة فَكَانَتْ تَدُلّ
قَوْمهَا عَلَى ضِيفَان لُوط لِيَأْتُوا إِلَيْهِمْ..)

إمرأة لوط النبي عندهم؛
تقود الرجال للرجال.. وبعد ذلك يتكلمون عن التوراة التي لا تقدم لوط إطلاقاً على
أساس أنه نبي!!

 

لوط في القرآن الكريم يقدم
بناته للرجال

لم يكن لوط أوفر حظاً
من زوجته في القرآن الكريم ؛ فإذا كانت هي تقود الرجال للرجال؛ فإن لوط في القرآن
الكريم ؛ يقدم بناته للرجال.. فها هو القرآن الكريم يقول في سورة الحجر68-74 ”
قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ. وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا
تُخْزُونِ. قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ. قَالَ هَؤُلَاءِ
بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ. لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ
يَعْمَهُونَ. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ. فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا
سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ).

والقرآن يؤكد في سورة
هود78 موقف لوط المشين هذا – وهو نبي عندهم كما يؤمنون – فيقول عن لوط (وَجَاءَهُ
قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ.
قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رشيدٌ).

ها هو لوط يقدم بناته
للزنى لأهل سدوم عمورة؟؟!! وأنا أستغرب أوليس هذا هو لوط النبي؟؟!! فكيف يقوم بهذا
الفعل المشين؟؟!! أين عصمته؟؟!! ألم تقولوا أن الأنبياء معصومون من الخطأء؟؟!!

 

لماذا الهروب من
الحقيقة المرة

يقولون لنا لا؛ هو كان
يقدم بناته للزواج وليس للزنى!! هنا وأقول لكم: لماذا الهروب من الحقيقة المرة
التي يجب أن توجهون بها أنفسكم.. لأن السؤال الأساسي: هل القرآن أشار من قريب أو
من بعيد لهذه الجزئية؟؟!! وكذلك أسأل فأقول: هل أهل سدوم وعمورة قد أتوا للزواج
أساساً؛ حتى يقدم لهم بناته للزواج؟؟!! أم أنهم قد أتوا للفحشاء؟؟!! أولم يقل لوط
لهم في القرآن (هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين)..

ثم؛ ألم تقل لنا تفاسير
القرآن بأن زوجة لوط قد أتت بأهلها الرجال لممارسة الشذوذ الجنسي مع ضيوف لوط؟؟!!
فكيف يقول البعض خجلاً أن لوط يقدم بناته للزواج؟؟!!

ألم يقل القرآن الكريم في
سورة القمر43 عن قوم لوط (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا
أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ)؟؟!!

يؤكد القرآن؛ بأنهم
جاؤا لمراودة ضيوفه وفعل الفحشاء وليس للزواج!! بل إن لوط كان يعلم ذلك تماماً؛
فها هو في سورة الأعراف 80و81 ” وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ
الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ. إِنَّكُمْ
لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ
مُسْرِفُونَ “

 

 فلوط يعرف جيداً لماذا
أتوا؟؟ ليس للزواج وإنما للفحشاء؛ وحتى يحمي ضيوفه؛ فها هو يقدم بناته ليحمي ضيوفه..
(هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين).

 

هل سيزوج لوط بنتيه
للمدينة كلها؟!

ثم؛ وهذا هو الأهم: إلى
مَن يا ترى سيقدم لوط بنتيه زوجتين من كل هذا العدد الضخم الذي تجمع من المدينة
على بيت لوط لفعل الفحشاء مع ضيوف لوط؟؟!! فهل سيزوج بنتيه للمدينة كلها؟؟!!

لوط وزوجته لم يكونا
معصومين من الخطأ في القرآن

يا أحبائي.. النص واضح
والعقل أيضاً كاشف!! فلا محال أن لوط وزوجته لم يكونا معصومين من الخطأ أو الخطية
في القرآن.. وكفاكم من أغنية [عصمة الأنبياء] لأنها تظل بعيدة عن واقع الأنبياء كل
الأنبياء.. (أرجو مراجعة: السور الآتية: النمل54-58 والشعراء160-172
والعنكبوت26-35 والصافات133-137 وهود81).

 

أحداث وليس وحياً

إن الوحي المقدس في
التوراة؛ لم يذكر حدث لوط وغيره من الأحداث المماثلة على أساس أنها وصايا إلهية؛
وإنما على أساس أنها أحداث قد وقعت؛ ومن نزاهة الوحي المقدس؛ فقد ذكرها تماماً كما
وقعت؛ لا ليباركها ولكن ليدينها؛ على أساس أنها أعمال خاطئة وشريرة ولا تمجد الله..

وكنت أريد من الدكتور
زغلول النجار ومن يسير علي نهجه في اتهام الكتاب المقدس بكل ما يمكنه اتهامه به من
اتهامات أن يقدموا لنا وصية إلهية فيها يحابي الله نبي أو رجل على حساب الطهارة.. نريد
منهم أن يلتفتوا إلى الوصايا القرآنية؛ وفيها:

ان الله في القرآن
الكريم ؛ يقدم زينب زوجة زيد الحي ابن محمد المتبنى زوجة لمحمد!! ويأمر إلله في القرآن
الكريم بهذا الفعل ويباركه..

كما يأمر إلله في
القرآن الكريم ؛ بأن أي إمرأة تهب نفسها لنبي الأسلام فهي له من دون المؤمنين..

كنا نريدهم أن يلتفتوا
إلى سورة الفرقان54 وهي تبيح للرجل الزواج من ابنته من الزنى..

أو إلى سورة الطلاق4
وهي تبيح للرجل الزواج من الطفلة التي لم تبلغ بعد..

واقول للدكتور زغلول ان
هذه كلها وصايا من إلل في القرآن الكريم وليست أحداث يحكيها..

وهذا ما كنت اود ان
اقوله للدكتور زغلول اذا اراد ان يفهم.
. ومن يريد أن يفهم عليه
أن يراجع هذا الكلام مرات عديدة دون تعصب حتي يشرق الحق الكامل في ضميره؛ فيرى
الطريق والحق والحياة..

الخلاصه: لوط لم يكن
نبيا من الأنبياء في كتابنا المقدس

الخلاصه: أن لوط لم يكن
نبيا من الأنبياء في كتابنا المقدس وأنه جاء قبل أن يكون هناك تشريع بتحريم زواج
المحارم .. أي قبل الشريعة الموسوية التي ذكرنا نص كلماتها قبلا.

يسدل الكتاب
المقدس آخر فصل عن حياة لوط بحدث مؤلم للغاية، هو ثمرة طبيعية إجتناها لوط من
الزرع الذى غرسه، فقد اختار سدوم مسكنا له فشربت بنتاه من أهلها روح الشر.

حقا كانت حجة
الأبنتان أنهما فعلتا ذلك ليس بسبب شهوة لكن بغرض إعمار الأرض! ولكنهما سلكتا
طريقا شريرا,

وهذه
النظرة رفضها كثير من الآباء إذ كان يلزمهما ألا يستخدما الطريق البشرى لحل
المشكلة مع تجاهل لعمل الله القادر أن يقيم أولادا من الحجارة.

 

بطرس الرسول
يشهد للوط بالبر والصلاح والإستقامة

هذا وقد شهد
القديس بطرس الرسول في رسالته الثانية [ 2: 7 ] للوط بالبر والصلاح والإستقامة فهو
يقول: وَإِذْ رمد مدينتي سدوم وعموره(حَكَمَ اللهُ عَلَى مَدِينَتَيْ سَدُومَ
وَعَمُورَةَ بِالْخَرَابِ)، حكم عليهما بالأنقلاب , واضعا عبره للعتدين ان يفجروا.
وأَنْقَذَ لُوطاً الْبَارَّ، مغلوبا من سيره الأردياء في الدعاره. فإِذْ كَانَ البار
بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوما فيوما نفسه الباره بالأفعال الأثيمه ,
يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربه “

لقد ألقى
لوط نفسه بنفسه وسط الأردياء، إذ اختار الأرض الخصبة تاركًا لعمه
“إبراهيم” الأرض الجرداء، لهذا استحق أن يخرج فارغ اليدين. لكن لوط لم
يندمج مع الأشرار في دعارتهم، غير أن نفسه كانت تتعذب يومًا فيومًا مما يراه
ويسمعه من أفعالهم الأثيمة!

 

خطيه رأوبين مع بلهة

جاء في سفر التكوين (35:
21-22): ” ثم رحل يعقوب من هناك ونصب خيمته على الجانب الآخر من مجدل عدر ,
وينما هو ساكن في تلك الأرض ذهب رأوبين فضاجع بلهة , محظية أبيه فسمع بذلك يعقوب “

من الواضح انه لا يوجد
هنا ايضا اى امر لأحد بأن يرتكب تلك الفاحشة ولكن هذا الانسان خالف الامر الإلهى
الذى حرم الزنا وارتكب خطيئة الزنا.

هل قال الكتاب المقدس

السؤال هو: هل قال
الكتاب المقدس مثلا: ثم كلم الرب رأوبين قائلا اسمع يا رأوبين اذهب الآن وإنكح
بلهة محظية ابيك فهذا امرى وعليك النفاذ

لو كان فى الكتاب
المقدس هذا الهراء لكان من حقك ايها النجار ان تزعم بان فى الكتاب المقدس ما يدعم
زني المحارم

بلهة هى محظية يعقوب
الملقب بإسرائيل وليست زوجته

بلهة هى محظية يعقوب
الملقب بإسرائيل وهى ليست زوجته ولكن يبدوا ان النجار ومن يفكرون بطريقته ينقلون من
بعضهم البعض دون مراعاة السند ولا الدقة ولا الحق

و يتساءل اصحاب المواقع
الألكترونيه التي يفكر اصحابها بأسلوب النجار قائلين: لماذا لم يتخذ ابنى يعقوب من
الجارية بلهة أي رد فعل رادع كإنتقام من راوبين؟ لكن يبدوا انهم قد نسوا ان الكتاب
المقدس اخبرنا فقط بأن يعقوب هو الذى عرف فقط ” وسمع إسرائيل ” (التكوين 35: 21)..
فكيف ينتقم الاثنين من شخص ما على فعلة لم يعرفا اصلا بحدوثها؟؟

 

العقوبة التى انزلها
يعقوب بإبنه الخاطئ

أما عن العقوبة الرادعة
التى انزلها يعقوب المبارك الملقب بإسرائيل بإبنه الخاطئ هذا فقد كانت عقوبة
سرمدية ابدية

فلنرى ماذا حدث.. لقد نال
يعقوب البركة من الرب على اسم جديد اسم اسماه له الرب اسم سرمدى ابدى يتحكم فى
مصير الكون بأكمله.. اسم به تتبارك كل قبائل وامم الارض أسم به الخلاص وبه خرج واهب
الخلاص الذي ليس خلاصا الا بإسمه هذا الاسم هو ” إسرائيل “.. “لا يدعى اسمك يعقوب
بل اسرائيل لأنك جاهدت مع الاله والناس وقدرت ” (تكوين 32: 28)

هذه البركة الابدية هى
سبب الخلاص الذى ننعم به.. وهذه البركة هى إنقاذ لكل من قبل اسم يسوع المسيح كمخلص
شخصى من ان يقف امام العرش الالهي العظيم ويعطى حسابا عن خطاياه لانه كل من سيحاسب
بعدل امام هذا العرش الالهي العظيم لن يتبرر الا بفداء السيد المسيح له. وهذه
البركة فضلها على كل البشر وبها تبارك كل المؤمنين على مر التاريخ. وهى بركة ابدية
لا تتعلق.

و بقدر ما كانت بركة
يعقوب فى الارض بركة ابدية سرمدية لن تزول ابد الدهر , كانت العقوبة الرادعة
لرأوبين رهيبة فقد جمع يعقوب كل بنيه وهو على فراش موته لينقل لهم بركته الابدية ”
ودعا يعقوب بنيه وقال اجتمعوا لإنبئكم بما يصيبكم فى آخر الايام ” (تكوين 49: 1) ,
ولما كان رأوبين هو بكر يعقوب الملقب بأسرائيل والابن البكر فى التقليد الاسرائيلى
العبرانى الاصيل يحصل على نصيب مضاعف من البركة وكان من الطبيعى ان ينقل يعقوب
بركته لراوبين ولكنه اخذ نصيبه واعطاه لآخر!!

 

ماذا حدث فى جلسة نقل
البركة الابدية

لقد صرخ يعقوب فى وجه
بكره رأوبين فى جلسة نقل البركة الابدية السرمدية لبنيه عامة وابنه البكرى خاصة
وطرد ابنه البكرى وحرمه من البركة قائلا ” رأوبين أنت بكري قوتي واول قدرتي , فضل
الرفعه وفضل العز. فاترا كالماء لا تتفضلْ , لأنك صعدت علي مضجع ابيك , حينئذ
دنسته ” (تكوين 49: 3 , 4).. (لا تتفضل) أى لا تدخل لجلسة نقل البركة الابدية
لماذا..

هذا هو السبب فى ان
الوحى المقدس دون هذه الحادثة التى لا يعجب النجار وغيره انه دونها؟؟

لأنك صعدت على مضجع
ابيك

لقد دونها حتى لا نتعجب
عندما نفاجا بيعقوب يخالف التقلدي الاسرائيلى العبرانى الاصيل فلا ينقل بركته
لابنه البكرى بل ينقل البركة لآخر والسبب كما نقله الوحى المقدس ” لأنك صعدت على
مضجع ابيك حينئذ دنسته. على فراشى صَعِدَ!!” (تكوين 49: 4)

لماذا لم يعاقب رأوبين
بعقوبه كالقتل او خلافه؟

لم يكن هناك حد أو
عقوبة مادية بالقتل أو غيره لأن يعقوب جاء قبل عهد موسى.. وأي عقوبة أفظع من أن
يحرم الغير تائب من بركة بكوريته ويفقد نعمة أن يأتي من نسله مخلص العالم.أرجو ان
يكون النجار قد فهم شيئا..و ليعرف كيف يقرأ وكيف يفهم!!

 

خطيئه يهوذا مع ثامار

يقول الكثيرون من
الكتاب المسلمون لأنهم ينقلون من بعضهم دون عمل دراسات خاصه بهم. يقولون انه جاء بسفر
التكوين (38: 13-18): ” وقيل لثامار: ها حموك صاعد إلى تمنة لجز غنمه , فخلعت ثياب
ترملها , وتغطت بالبرقع واستترت وجلست مدخل عينايم , على طريق تمنة , فعلت ذلك
لأنها رأت أن شيلة ابن يهوذا كبر ولم تتزوج به , فرآها يهوذا فحسبها زانية لأنها
كانت تغطي وجهها , فمال إليها في الطريق وقال لها: تعالي أدخل عليك , وكان لا يعلم
أنها كنته , فقالت ماذا تعطيني حتى تدخل علي؟ , قال أرسل لك جديا من الماشية ,
قالت أعطني رهنا إلى أن ترسله , قال ما الرهن الذي أعطيك؟ , قالت خاتمك وعمامتك
وعصاك التي بيدك , فأعطاها ودخل عليها فحبلت منه “

 

النص من واقع الكتاب
المقدس

نظرا لأن بعض الكتاب
المسلمين يحرفون فى نقل النص المقدس لتحذف بعض الاسماء ليتوه المعنى , لذلك فلنكتب
النص من واقع الكتاب المقدس ” ولما طال الزمان. ماتت إبنة شوع إمرأة يهوذا.
فاُخبرت ثامار , وقِيِل لها: هوذا حموكِ صاعداٌ الى “تمنة” ليجز غنمه. فخلعت عنها
ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلقَفَت وجلست فى مدخل عنايم التى على طريق “تمنة” لأنها
رات ان شيلة قد كَبُر وهى لم تُعْطّ له زوجة!!. فنظرها يهوذا وحسبها زانية لانها
غطت وجهها فمال اليها على الطريق وقال لها: هاتى أدخل عليكِ لأنه لم يعلم انها
كنته ” (تكوين 38: 12-17)

 

كيف يزنى يهوذا مع كنته
ثامارأحداث ك؟

أن ثامار كانت متزوجة
من ابنه عير الذي مات وكانت العادة أن تتزوج من أخيه لتنجب منه نسلا يحيي به ذكرى
أخيه

فقال يهوذا لأونان ادخل على امرأة أخيك وتزوج بها وأقم نسلا لأخيك
، ولكنه لم يرد أن يقم نسل لأخيه ومات وخاف يهوذا على أبنه التالي
” شيلة ” لئلا يموت:
فقال يهوذا لثامار كنته اقعدي أرملة في بيت أبيك حتى يكبر شيلة
ابني. لأنه قال لعله يموت هو أيضا كأخويه.فمضت ثامار وقعدت في بيت أبيها
. وهنا لجأت ثامار لحيلة وهي أنها انتهزت فرصة ذهاب يهوذا ليجز
غنمه فوقفت في طريقه وتظاهرت أنها زانية فمال إليها وأخذت خاتمه رهنا، ولما علم
فيما بعد أنها حامل وظن أنه زنت طلب أن تحرق فكشفت له أنه حامل منه هو وأنها فعلت
ذلك لأنه لم يوفي بوعده معها
.

 

هذا الحدث قبل وجود
الشريعة

نلاحظ فى البداية أن
هذا الحدث قبل وجود الشريعة ومن الواضح هنا أن تصرفها كان طبيعيا ومتفقا مع عادات
وسلوك عصرها لذا قبل يهوذا وأهلها ذلك منها كأمر طبيعي.

 لكن ما يعنينا هنا هو
أن يهوذا والذي ارتكب الزنا بالفعل لم يكن يعلم أنها زوجة ابنه، بل ظن أنها مجرد
زانية على الطريق، وأنها هي فعلت ذلك بحسب سلوكيات وعادات بيئتها وعصرها، ولكن ذلك
لا يعفي يهوذا من خطية الزنا، ولكنه لم يكن يقصد زنا المحارم، بل مجرد الزنا مع
زانية.


يهوذا
لم يكن نبياً

يهوذا لم يكن نبياً بل
أبن نبي ونكرر أن خطية الزنا لا تساوي شيء بجانب الكفر لأنه ليس بعدالكفر إثم أو
ذنب.

لا يوجد امراً الهيا
لثامار بان ترتكب خطيئة

 الخداع والتنكر
والايهام والاغواء

و هنا ايضا لا نرى
امراً الهيا لثامار بان ترتكب خطيئة الخداع والتنكر والايهام والاغواء والأيقاع
بهذا الرجل الذى ظنها عاهرة محترفة تُنكح من الغرباء مقابل مال؟؟

كما لم نرى امرا الهيا
ليهوذا بان يمارس الخطيئة مع عاهرة محترفة مقابل مال؟؟

 

لا يوجد امرا الهيا
ليهوذا ليفعل ما فعله

قبل هذا وذاك لم نجد
امرا الهيا ليهوذا بان يستخدم سلطانه كرجل ثرى واسع النفوذ اذا فرض كلمته على احد
اطاع صاغرا بان يجبر أرملة ابنه البكرى “عير ” ثامار على الا تتزوج من احد بعد موت
زوجها الا شقيق زوجها “أونان “الذى ايضا لم يكن يرغب فى الزواج بها وتزوجها قهرا
وقسرا

ولما مات ابنه الثانى
أونان لم نجد امرا الهيا فى الكتاب المقدس يجعله يستخدم نفوذه لاحتجاز تلك المراة
بدون زواج حتى يكبر ابنه الثالث “شيلة ”

و لم نجد امرا الهيا
يجعله ينسى ان يزوج ابنه الثالث “شيلة ” لتلك الارملة التى احتجزها ومنعها من
الزواج حتى يتزوجها شيلة؟؟

كل هذه الخطايا ارتكبها
اصحابها بالمخالفة لوصايا الرب

كل هذه الخطايا ارتكبها
اصحابها بالمخالفة لوصايا الرب وتبعا لهوى نفوسهم الخاطئة

مع ملاحظة ان يهوذا لم
يكن متزوجا عندما ارتكب تلك الخطيئة بل أرمل

و ملاحظة انه لم يعرف
ان هذه العاهرة المحترفة المتنكرة الساكنة فى الخلاء المتربصة بمروره بهذا الخلاء
ليجز غنمه هى ذاتها ثامار كنته

و نجد يهوذا يعترف
بفداحة خطيئته وهو المخدوع الذى تعرض للخديعة والايقاع من تلك الماكرة وقال معتذرا
” فتحققها يهوذا وقال هى أبر منى!! لأنى لم اُعطها لشيلة إبنى. فلم يعد يعرفها
ايضا ” (تكوين 38: 26)

 

خطيئه امنون مع ثامار
اخته

جاء في صموئيل الثاني
(13: 10 -14) ما يلي:

” فقال أمنون لتامار: أدخلي
الطعام إلى غرفتي فآكل من يديك , فأخذت تامار الكعك وجاءت به إلى أمنون أخيها في
غرفته , وقدمت له ليأكل فأمسكها وقال: تعالي نامي معي يا أختي , فقالت له: لا
تغضبني يا أخي , هذه فاحشة لا يفعلها أبناء إسرائيل , فلا تفعلها أنت , فأنا أين
أذهب بعاري؟ وأنت , ألا تكون كواحد من السفهاء في إسرائيل , فكلم الملك فهو لا
يمنعني عنك , فرفض أن يسمع كلامها فهجم عليها واغتصبها “

عند دراسة هذا الموضوع
نلاحظ الآتي:

أن أمنون كان مريض حبا
بأخته غير الشقيقة ثامار.

قد أشار عليه صديقه
يوناداب بمشورة رديئة.

وحاول الزنا معها
ولكنها رفضت بشدة
فقالت له لا يا أخي لا تذلني لأنه لا يفعل هكذا في إسرائيل.لا
تعمل هذه القباحة. أما أنا فأين اذهب بعاري وأما أنت فتكون كواحد من السفهاء في
إسرائيل والآن كلم الملك لأنه لا يمنعني منك

” فلم يشأ أن يسمع
لصوتها بل تمكن منها وقهرها واضطجع معها
.

فبقيت ثامار ذليلة بسبب
ذلك الفعل

وكان عليها ثوب ملون لان بنات الملك العذارى كنّ يلبسن جبّات مثل هذه. فأخرجها
خادمه إلى الخارج واقفل الباب وراءها. فجعلت ثامار رمادا على رأسها ومزقت الثوب
الملون الذي عليها ووضعت يدها على رأسها وكانت تذهب صارخة
.

وقد ولد ذلك عداوة بين
أمنون وأخيه أبشالوم شقيق ثامار ” فقال لها ابشالوم أخوها هل كان أمنون أخوك
معك.فالآن يا أختي اسكتي. أخوك هو. لا تضعي قلبك على هذا الأمر. فأقامت ثامار
مستوحشة في بيت ابشالوم أخيها

 وكان ذلك سبب مرارة
لدود وخاصة أنه ولد عداوة بين الأخوين ” ولما سمع الملك داود بجميع هذه
الأمور اغتاظ جدا ولم يكلم ابشالوم أمنون بشر ولا بخيرلان ابشالوم ابغض أمنون من
اجل انه أذل ثامارأخته
.

 انتقام
أبشالوم وأمره بقتل أخيه ” وكان بعد سنتين من الزمان انه كان لابشالوم
جزّازون في بعل حاصور التي عند افرايم.فدعا ابشالوم جميع بني الملك
.. فقال
ابشالوم إذا دع أخي امنون يذهب معنا. فقال الملك لماذا يذهب معك. فالحّ عليه
ابشالوم فأرسل معه أمنون وجميع بني الملك فأوصى ابشالوم غلمانه قائلا انظروا.متى
طاب قلب امنون بالخمر وقلت لكم اضربوا امنون فاقتلوه.لا تخافوا. أليس أني أنا
أمرتكم. فتشددوا وكونوا ذوي بأس. ففعل غلمان ابشالوم بامنون كما أمر ابشالوم.فقام
جميع بني الملك وركبوا كل واحد على بغله وهربوا
.

وهنا نرى أنها خطية بكل
المقاييس، وقد سجلها الكتاب المقدس ليرينا ما يمكن أن يقع فيه أي إنسان من خطية
مهما كان نوعها وبشاعة الخطية ونتيجتها وهي الموت. فقد مررت الخطية قلب ثامار
وأذلتها وكرهت الأخ في أخيه وأذلت الأب وشقت بيت داود.

هذه هي نتيجة الخطية
وهذا ما قصده الوحي الإلهي من ذكر مثل هذه الحادثة.

طبعا واضح للجميع ان المعترض
لم يكلف نفسه حتي بقراءة ما ينقله من المواقع المنحرفه , فلو قرأ لرأى انه ايضا لا
يوجد امر الهى بإرتكاب تلك الفواحش فاله اسرائيل لا يأمر بالفواحش والاغتصاب.بل إن
النص المقدس يصرح أن ثامار دافعت عن نفسها بأن هذه فاحشة .. وحاولت أن تهرب ولو
بالكذب بأن الملك لن يمنعها عن أخيها وهو ما لن يحدث .. وأما الداعر أمنون فأبى
إلا أن يغتصبها

 

رد فعل داود النبي أبو ثامار

ماذا عن رد فعل داود
النبي أبو ثامار , وأبشالوم بن داود شقيق ثامار كما جاء بسفر صموئيل الثاني (13: 21-22)
تقول المواقع المنحرفه ما نصه:

“سمع داود الملك بكل ما
جرى , فغضب جدا ولكنه لم يشأ أذية أمنون لأنه كان يحبه , أما أبشالوم فلم يكلم
أمنون بشر ولا بخير , لأنه أبغضه لاغتصابه أخته “.(النص مشوها كما جاء في بعض
المواقع الإسلامية حيث لم يذكر باقي احداث القصه ومنها حادثة ارتكاب أبشالوم ابن
داود لخطيئة الثأر لعار اخته من اخيه المغتصب الزانى حيث قام ابشالوم بقتل اخيه
غيلة

“ فاوصى أبشالوم
غلُمانه قائلا: إنظروا متى طاب قلب أمنون بالخمر وقلت لكم إضربوا امنون فإقتلوه لا
تخافوا أليس انى انا امرتكم؟؟ فتشددوا وكونوا ذوى بأس. ففعل غٌلٌمان ابشالوم
بامنون كما أمر أبشالوم ” (صموئيل الثانى 13: 28-29)

 

لا يوجد امر من الرب
الاله بأرتكاب جريمة الثار

طبعا ايضا لا يوجد امر
من الرب الاله لابشالوم بأرتكاب جريمة الثار تلك فقد فعل هذه الجريمة من تلقاء
ذاته كعادة كل خاطئ يروى لنا الوحى المقدس قصة خطيئته

لماذا لم يعاقب داود
ابنه أمنون طبقا لشريعة موسى؟

سؤال: أما لماذا لم
يعاقب داود ابنه أمنون طبقا لشريعة موسى؟

التعليق: لأن شريعة
موسى تأمر للزاني والزانية ” على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل.لا يقتل
على فم شاهد واحد. ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا
فتنزع الشر من وسطك ” (تثنية 17: 6-7)

وفي هذه الحادثة لم يكن
هناك شهود على هذا الزنا الصريح بل حدث سرا في غرفة أمنون

“فأخذت تامار الكعك
وجاءت به إلى أمنون أخيها في غرفته“..

وما فعله أبشالوم
بالانتقام لم يكن تطبيقا لشريعة بل ثأرا وانتقاما من أخيه .. وهو قبيح في عيني
الرب

أبشالوم يدخل على جواري
أبيه

استكمالا للحادثة يعترض
بعض الأخوه المسلمون على ما جاء بسفر صموئيل الثاني (16: 21-22) كما يلي: ” فقال
له أخيتوفل: أدخل على جواري أبيك اللواتي تركهن للعناية بالقصر , فيسمع بنو
إسرائيل جميعهم أنك صرت مكروها من أبيك , فتقوى عزيمة جميع الذين معك , فنصبت
لأبشالوم خيمة على السطح ودخل على جواري أبيه , على مشهد من بني إسرائيل , وكانت
نصيحة أخيتوفل في تلك الأيام كما لو كانت من عند الله , هكذا كانت لأبشالوم كما
كانت لداود “

من هو اخيتوفل؟

و نحن نقول: هل اخيتوفل
هو اله؟

هل اخيتوفل هو اله
اسرائيل؟

هل نصيحة أخيتوفل صارت
أمرا إلهيا؟

اخيتوفيل هو قائد عسكرى
متمرد فى دولة اسرائيل ساعد ولى عهد اسرائيل “أبشالوم ” لاقامة حكم انقلابى على
نظام حكم والده الملك ” داود” ملك مملكة اسرائيل الشرعى.

و لما كان اخيتوفل لا
ينظر الا للناحية العسكرية فى تلك الحرب الاهليى بين القوات المتمردة على الملك
الشرعى بقيادة اخيتوفل والقوات الشرعية لملك اسرائيل الملك ” داود”

فقد نصح هذا القائد
العسكرى ولى عهد المملكة المتمرد بان يخالف امر اله اسرائيل ويرتكب فاحشة رهيبة ضد
ملك اسرائيل تجعل الجميع فى اسرائيل يتاكد بما لن يدع مجالا للشك بانه لا امكانية
للصلح ابدا ما بين الابن المتمرد وابيه الملك الشرعى , ورأى اخيتوفل ان هذا فقط هو
الذى سيشجع شباب مملكة اسرائيل على الانضمام للجيش المتمرد ضد الجيش الشرعى فما
يخيف الشباب من الانضمام لجيش ولى العهد المتمرد هو انهم يقولون ان ولى العهد هو
ابن المك وسيصطلحان حتما فى يوم من الايام وساعتها لن يعلق الأب ابنه على المشنقة
بل سيعلق فقط جنود ابنه على المشنقة فالاب سيسامح ابنه فى النهاية وحب الاب سيتغلب
فى النهاية على نيران الحقد

اما اذا ارتكب الابن
المتمرد مثل تلك الفاحشة فسيعرف الجميع ان ما بين الابن وابيه لا صلح فيه , فسيعرفون
ان التمرد قد دخل منعطف الجدية اخيرا وقد عبر خط الرجعة

تفكير شيطاني من
أخيتوفل لأبشالوم

تفكير شيطاني من
أخيتوفل لأبشالوم .. لم يأمر يهوه الإله القدوس أبشالوم أن ينكح نساء أبيه

فقد سبق ان حذر الرب
الملك داود مرارا وتكرارا بانه اذا استمر فى خطاياه واذا استمر فى الخروج عن وصايا
الهه واذا استمر فى اغواء الشر الذى بدا يسقط فيه فان الرب سيدعه فريسة لاقرب
المقربين له فسيترك الرب احد اهل بيت الملك يفعل بالملك الفواحش ويعفر هيبته وهيبة
ملكه

” لماذا احتقرت كلام
الرب لتعمل الشر فى عينيه؟؟ , قد قتلت أوريا الحثى بالسيف!! واخذت إمرأته لك
إمرأة!! وإياه قتلت بسيف بنى عمون!

والآن: لا يفارق السيف
بيتك إلى الابد لأنك إحتقرتنى واخذت إمرأة أوريا الحثى لتكون لك إمراة هكذا قال
الرب: هأنذا اُقيم عليك الشر من بيتك!! وآخذ نساءك أمام عينيك واُعطيهن لقريبك
فيضطجع مع نسائك فى عين هذه الشمس!! لانك أنت فعلت بالسر وانا أفعل الأمر قدام
جميع إسرائيل وقدام الشمس ” (صموئيل الثانى 12: 9-13)

يعاقب الشرير بافعال
شرير آخر

وهذا هو ما سمح به إله
اسرائيل القدوس .. أن يعاقب الشرير بافعال شرير آخر .. وأن يجعل الشر عقابا للشر،
هو لم يأمر بالشر .. ولكنه سمح بحدوثه كما يقول القدوس بولس الرسول” وكما لم
يستحسنوا ان يبقوا الله في معرفتهم اسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق.”
(رومية 1: 28)

فهو اسلمهم إلى ذهنهم
الخاطئ ولم يردعهم للتوبة بل تركهم في الشر … ليكون الشر بكامل إرادته عقابا
للشر.

كيف يأمر الله نبيه
هوشع أن يتخذ زوجة زانية

ربما يدهش البعض كيف
يأمر الله نبيه هوشع أن يرتبط بإمرأة زانية كزوجة له وينجب منها أولاد زنى، إذ
يقول له: “إذهب خذ لنفسك إمرأة زنى وأولاد زنى، لأن الأرض قد زنت زناً تاركة
الرب” (هوشع 1: 2).

فتعبير “إمرأة
زنى” (هوشع 2: 1)، فى الانجيلزية تترجم
harlot
وليس
adultress، أى أنها لا تعنى مجرد إمرأة زانية بطريقة جسدية حسب المفهوم
العام وإنما تعنى إنسانة مكرسة حياتها للبعل، فتحسب زانية من أجل إرتباطها بالبعل،
خاصة وان عبادة البعل إرتبطت بارتكاب الزنا، فقد وجدت ناذرات يكرسن حياتهن للبغى
لحساب البعل، ولعل جومر بنت دبلايم كانت من فئة هؤلاء النازرات.

فى الواقع أن العبادة
الوثنية فى ذاتها كانت تدعى زنا
harlotry، حتى ان مجرد الإرتباط بالعابدين للبعل يكفى أن يعطى للإنسان هذا
اللقب حتى وإن لم يمارس الزنى. فقد إرتبطت غالبية الإسرائيليات فى ذلك الحين إن لم
يكن كلهن بعبادة الوثن، حتى صار يصعب وربما يستحيل آن يجد النبى إمرأة له إلا من
عابدات البعل، لكن ليس جميعهن كن يمارسن الزنى جسدياً.

وبالرجوع الى الآية
كاملة يتضح التفسير ” قال الرب لهوشع أذهب خذ لنفسك إمرأة زنا وأولاد زنا لان
الارض قد زنت زنا تاركة الرب”.

يتضح من الآية بصورة
واضحة أن الزنا هنا بمعنى ترك الله والذهاب الى عبادات أخرى.

وبالرجوع الى معنى كلمة
“جومر” وأولادها يتضح المغزى العميق لطلب الله من هوشع.. فكلمة
“جومر” فى العبرية تعنى نهاية الكمال خاصة كمال الفشل، أما
“دبلايم” فتعنى كعكة مزدوجة من التين المضغوط أو أقراص الزبيب. وكان هذا
النوع من الكعك يستخدم فى الإحتفالات الخاصة بعبادة البعل، إذ قيل عن بنى اسرائيل
أنهم: “ملتفتون إلى الآلهة الغريبة ومحبون لاقراص الزبيب ” (هوشع 3: 1).

وكأن أكل الكعك المحشو
بأقراص الزبيب أو التين قد ارتبط إرتباطا وثيقا بعبادة الآلهة الغريبة. هكذا زواج
هوشع النبى بجومر إبنة دبلايم إنما يشير إلى الإرتباط بشعب إسرائيل الذى بلغ كمال
الفشل (جومر) المولود عن العبادة الوثنية ورجاساتها (دبلايم)، أو كأن إسرائيل وقد
صارت جومر إنما هى إبنة دبلايم، أى إبنة الحفلات الرجسة التى إنتشرت فى كل البلاد.
وصارت أشبه بكعكة مقدمة للبعل، طعاماً رجساً ومائدة نجسة للشيطان وأتباعه!

كما بقيت جومر فى شرها
تلد أبناء زنا بالرغم من زواجها من رجل طاهر ونبى مبارك هكذا بقى اسرائيل فى زناه
الروحى بالرغم من إعلانات الله له عن إتحاده معه. لم يتنجس هوشع بسبب جومر بل صارت
جومر فى دينونة أقسى من أجل زواجها بالنبى ما لم تكن قد ندمت ورجعت بالطهارة إلى
رجلها، وهكذا إن لم يرجع إسرائيل بالإيمان إلى الله تكون عقوبته أشد وأمّر!

 

خطيئه داود النبي

يعترض بعض الأخوه
المسلمون على ما جاء بسفر
(صموئيل الثاني2: 11-27)

” وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ
سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى
السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ
جِدّاً. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ
هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟»
فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا
وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ
الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى».
فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى يُوآبَ يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا
الْحِثِّيَّ». فَأَرْسَلَ يُوآبُ أُورِيَّا إِلَى دَاوُدَ. فَأَتَى أُورِيَّا
إِلَيْهِ، فَسَأَلَ دَاوُدُ عَنْ سَلاَمَةِ يُوآبَ وَسَلاَمَةِ الشَّعْبِ
وَنَجَاحِ الْحَرْبِ. وَقَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: «انْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ وَاغْسِلْ
رِجْلَيْكَ». فَخَرَجَ أُورِيَّا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَخَرَجَتْ وَرَاءَهُ
حِصَّةٌ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ. وَنَامَ أُورِيَّا عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَلِكِ
مَعَ جَمِيعِ عَبِيدِ سَيِّدِهِ وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى بَيْتِهِ. فَقَالُوا
لِدَاوُدَ: «لَمْ يَنْزِلْ أُورِيَّا إِلَى بَيْتِهِ». فَقَالَ دَاوُدُ
لِأُورِيَّا: «أَمَا جِئْتَ مِنَ السَّفَرِ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَنْزِلْ إِلَى
بَيْتِكَ؟» فَقَالَ أُورِيَّا لِدَاوُدَ: «إِنَّ التَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ
وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي الْخِيَامِ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَعَبِيدُ سَيِّدِي
نَازِلُونَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، وَأَنَا آتِي إِلَى بَيْتِي لِآكُلَ
وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجِعَ مَعَ امْرَأَتِي! وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ لاَ
أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ». فَقَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: «أَقِمْ هُنَا الْيَوْمَ
أَيْضاً، وَغَداً أُطْلِقُكَ». فَأَقَامَ أُورِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ ذَلِكَ
الْيَوْمَ وَغَدَهُ. وَدَعَاهُ دَاوُدُ فَأَكَلَ أَمَامَهُ وَشَرِبَ وَأَسْكَرَهُ.
وَخَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ لِيَضْطَجِعَ فِي مَضْجَعِهِ مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِهِ،
وَإِلَى بَيْتِهِ لَمْ يَنْزِلْ. وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ مَكْتُوباً
إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهُ بِيَدِ أُورِيَّا. وَكَتَبَ فِي الْمَكْتُوبِ يَقُولُ: «اجْعَلُوا
أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ
فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ». وَكَانَ فِي مُحَاصَرَةِ يُوآبَ الْمَدِينَةَ أَنَّهُ
جَعَلَ أُورِيَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي عَلِمَ أَنَّ رِجَالَ الْبَأْسِ فِيهِ.
فَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ وَحَارَبُوا يُوآبَ، فَسَقَطَ بَعْضُ الشَّعْبِ
مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ، وَمَاتَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضاً. فَأَرْسَلَ يُوآبُ
وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِجَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ. وَأَوْصَى الرَّسُولَ: «عِنْدَمَا
تَفْرَغُ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ الْمَلِكِ عَنْ جَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ، فَإِنِ
اشْتَعَلَ غَضَبُ الْمَلِكِ، وَقَالَ لَكَ: لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ الْمَدِينَةِ
لِلْقِتَالِ؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُمْ يَرْمُونَ مِنْ عَلَى السُّورِ؟ مَنْ
قَتَلَ أَبِيمَالِكَ بْنَ يَرُبُّوشَثَ؟ أَلَمْ تَرْمِهِ امْرَأَةٌ بِقِطْعَةِ
رَحًى مِنْ عَلَى السُّورِ فَمَاتَ فِي تَابَاصَ؟ لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ
السُّورِ؟ فَقُلْ: قَدْ مَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضاً». فَذَهَبَ
الرَّسُولُ وَدَخَلَ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِكُلِّ مَا أَرْسَلَهُ فِيهِ يُوآبُ.
وَقَالَ الرَّسُولُ لِدَاوُدَ: «قَدْ تَجَبَّرَ عَلَيْنَا الْقَوْمُ وَخَرَجُوا
إِلَيْنَا إِلَى الْحَقْلِ فَكُنَّا عَلَيْهِمْ إِلَى مَدْخَلِ الْبَابِ. فَرَمَى
الرُّمَاةُ عَبِيدَكَ مِنْ عَلَى السُّورِ، فَمَاتَ الْبَعْضُ مِنْ عَبِيدِ
الْمَلِكِ، وَمَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضاً». فَقَالَ دَاوُدُ
لِلرَّسُولِ: « هَكَذَا تَقُولُ لِيُوآبَ: لاَ يَسُؤْ فِي عَيْنَيْكَ هَذَا
الأَمْرُ، لأَنَّ السَّيْفَ يَأْكُلُ هَذَا وَذَاكَ. شَدِّدْ قِتَالَكَ عَلَى
الْمَدِينَةِ وَأَخْرِبْهَا. وَشَدِّدْهُ». فَلَمَّا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا
أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا نَدَبَتْ بَعْلَهَا. وَلَمَّا مَضَتِ
الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ
امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً. “

 

نحن لا نكسر الأخلاق
والشرائع الإلهية من أجل الأنبياء

فأمام قداسة يهوه لا
تقف عصمة الإنبياء.. قانون الكتاب المقدس هو أن الإله قدوس وبار..” ليس قدوس مثل
الرب.لانه ليس غيرك.وليس صخرة مثل الهنا.” (1 صم 2: 2).. وهو لا يحابي الأنبياء ..
فيصف الزاني بزناه، والعاهرة باثمها.. “الذي لا يحابي بوجوه الرؤساء ولا يعتبر
موسعا دون فقير.لانهم جميعهم عمل يديه”. (يعقوب 34: 19)

وأن الجميع بما فيهم
الأنبياء زاغوا وفسدوا “الكل قد زاغوا معا فسدوا.ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد”
(مز 14: 3) “الجميع زاغوا وفسدوا معا.ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد.” (رومية 3: 12)

وعندما يوصف الزاني
بأنه زان .. فلا حرج.. وعندما يوصف العاهر بالعهر .. فلا جناح.. وعندما يخون شعب
الرب إلهه .. ويزن وراء آلهة أخرى .. فوصفه بالعهر الديني لا حرج فيه.. فوصف
الخطيئة بالقبح منطقي ومقبول

و العهد القديم يقدم
لنا حقيقه العالم بما فيه من فساد وانحلال وخطيئة، والتي لم يسلم منها حتى
الأنبياء , وعندما نعرض خطايا البشر أمام قداسة الإله نعلم مدى الحاجة للخلاص

نظر المرأة واشتهاها
وأخذها وزنى بها

هنا يورد لنا الوحي
المقدس خطية داود النبي؛ وكيف أنه نظر المرأة واشتهاها وأخذها وزنى بها؛ وحينما
علم أنها حُبلى حاول أن يغطى على ما فعل بأن أرسل زوجها إليها؛ ولكن أوريا كان
رجلاً مثالياً صالحاً؛ ولم يرضى أن ينام مع زوجته؛ والجيوش في الحرب؛ وبالتالي قام
داود بوضعه في مقدمة الجيش حتى يُقتل..

 

خطية وقع فيها داود من
نفسه وليست وصية من الرب

وهنا نرى أن داود النبي
أرتكب خطية مركبة؛ حيث أنه اشتهى المرأة وزنى بها؛ وقتل زوجها.. ويورد الوحي
المقدس هذا الفعل الذي قام به داود على أساس أنها خطية ضعف وقع فيها داود من نفسه؛
وليس على أسأس أنها وصية من الرب الإله؛ ويجب عليه تنفيذها.. وسأقدم الدليل بعد
قليل..

والكتاب المقدس؛ لأنه
كلمة الرب الإله الحية؛ فهو لم يجامل نبياً أو قديساً؛ بل أظهر أخطاء الجميع دونما
مواربة أو محاباة؛ فالكتاب المقدس يقول في (مزمور2: 14و3) “اَلرَّبُّ مِنَ
السَّمَاءِ أَشْرَفَ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ لِيَنْظُرَ: هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ
اللهِ؟ الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعاً فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً
لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.)

وهناعلينا أن ندخل إلى
النقطة الثانية وهي جوهر الموضوع وأساسه وهي

 

موقف الرب الإله من
خطية داود النبي

وهذا هو جوهر الموضوع؛
لأن المقياس؛ ليس؛ هل داود أخطأ أم لا؛ لأنه طالما داود بشر؛ فهو بلا شك؛ خاطيء في
طبيعته؛ وأيضاً يقوم بفعل الأخطاء مثل البشر؛ فنحن نؤمن أن الأنبياء معصومون في
الرسالة الإلهية فقط وبكل أبعادها؛ ولكنهم غير معصومين في سلوكهم البشري الطبيعي..
فالمقياس الأساسي ليس هو: هل داود أخطا أم لا؛ وإنما المقياس الأساسي: ما هو رأي
إله داود؛ ورب داود؟؟!!.. ما هو رأي إله الكتاب المقدس؟؟!! وهل سيجامل داود لأنه
نبيه؟؟!! هل سيعطي داود ميزة خاصة ورخصة تختلف عن البشر في ارتكاب الأفعال لأنه
نبي؟؟!! أم أنه إله عادل يساوي بين البشر في ارتكابهم للخطايا؟؟!!

هل هو إله يغمض عينه عن
الخطية؛ حينما يرتكبها داود لأنه نبي؛ أم أنه دائماً يعلن عن ذاته؛ بأنه إله قدوس
يرفض الشر؟؟!! ويطالب بشعب مقدس؟؟!!.

هذا هو الأساس والمقياس
وجوهر الموضوع.. ماذا كان رد فعل الرب إله الكتاب المقدس على ما فعله داود؟؟!!

هذا هو المحك لنعرف مَن
هو إله الكتاب المقدس!! لقد قال عن نفسه في كتابه المقدس الرائع في (سفر
اللاويين44: 11) ” إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ
وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ..). وقال أيضاً في (سفر
اللاويين2: 19) “قُلْ لِكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: تَكُونُونَ
قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. “.. كلام رائع جداً..

 

يا إلهنا المبارك هل
ستجامل داود لأنه نبي؟!

والآن يا إلهنا
المبارك؛ قد رأيت ما فعل داود عبدك ونبيك؛ فهل ستجامله لأنه نبي؟؟!! هل سيكون له
حكم خاص؟؟!!

هل سيكون له عندك خائص
تخصه بها دون سائر البشر العاديين؟؟!! هل أنت قدوس مع البشر فقط؛ وتفقد قداستك مع
الأنبياء؟؟!!..

كل هذه تساؤلات؛ يفهمني
فيها الأحباء المسلمين جيداً؛ ويعرفون ماذا أعنى بهذه الأسئلة؛ فتعالوا لنرى إذن
ماذا كان رد فعل الإله القدوس..

 

ردود فعل الإله القدوس
بعد خطية داود

وردت ردود فعل الإله
القدوس مباشرة بعد خطية داود ؛ ولم يتأخر الرب فقد جاء بالوحي الإلهي ما يلي: في (صموئيل
الثاني27: 11-1: 12-23): ” وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ
فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. فَأَرْسَلَ الرَّبُّ نَاثَانَ إِلَى دَاوُدَ.
فَجَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: «كَانَ رَجُلاَنِ فِي مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ،
وَاحِدٌ مِنْهُمَا غَنِيٌّ وَالآخَرُ فَقِيرٌ. وَكَانَ لِلْغَنِيِّ غَنَمٌ
وَبَقَرٌ كَثِيرَةٌ جِدّاً. وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ إِلاَّ
نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ صَغِيرَةٌ قَدِ اقْتَنَاهَا وَرَبَّاهَا وَكَبِرَتْ مَعَهُ
وَمَعَ بَنِيهِ جَمِيعاً. تَأْكُلُ مِنْ لُقْمَتِهِ وَتَشْرَبُ مِنْ كَأْسِهِ
وَتَنَامُ فِي حِضْنِهِ، وَكَانَتْ لَهُ كَابْنَةٍ. فَجَاءَ ضَيْفٌ إِلَى
الرَّجُلِ الْغَنِيِّ فَعَفَا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ غَنَمِهِ وَمِنْ بَقَرِهِ
لِيُهَيِّئَ لِلضَّيْفِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ نَعْجَةَ الرَّجُلِ
الْفَقِيرِ وَهَيَّأَ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ». فَحَمِيَ غَضَبُ
دَاوُدَ عَلَى الرَّجُلِ جِدّاً، وَقَالَ لِنَاثَانَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ
إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذَلِكَ، وَيَرُدُّ النَّعْجَةَ أَرْبَعَةَ
أَضْعَافٍ لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا الأَمْرَ وَلأَنَّهُ لَمْ يُشْفِقْ». فَقَالَ
نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ! هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ
إِسْرَائِيلَ: أَنَا مَسَحْتُكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَنْقَذْتُكَ مِنْ
يَدِ شَاوُلَ وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ سَيِّدِكَ وَنِسَاءَ سَيِّدِكَ فِي حِضْنِكَ،
وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ قَلِيلاً
كُنْتُ أَزِيدُ لَكَ كَذَا وَكَذَا. لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ
لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ
بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ
بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى
الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ
لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ
الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ،
فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. لأَنَّكَ أَنْتَ
فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ
إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ». فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ
أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضاً قَدْ
نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ. غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ
جَعَلْتَ بِهَذَا الأَمْرِ أَعْدَاءَ الرَّبِّ يَشْمَتُونَ فَالاِبْنُ
الْمَوْلُودُ لَكَ يَمُوتُ». وَذَهَبَ نَاثَانُ إِلَى بَيْتِهِ. وَضَرَبَ الرَّبُّ
الْوَلَدَ الَّذِي وَلَدَتْهُ امْرَأَةُ أُورِيَّا لِدَاوُدَ فَثَقِلَ. فَسَأَلَ
دَاوُدُ اللَّهَ مِنْ أَجْلِ الصَّبِيِّ، وَصَامَ دَاوُدُ صَوْماً، وَدَخَلَ
وَبَاتَ مُضْطَجِعاً عَلَى الأَرْضِ. فَقَامَ شُيُوخُ بَيْتِهِ عَلَيْهِ
لِيُقِيمُوهُ عَنِ الأَرْضِ فَلَمْ يَشَأْ، وَلَمْ يَأْكُلْ مَعَهُمْ خُبْزاً.
وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَنَّ الْوَلَدَ مَاتَ، فَخَافَ عَبِيدُ دَاوُدَ
أَنْ يُخْبِرُوهُ بِأَنَّ الْوَلَدَ قَدْ مَاتَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «هُوَذَا
لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيّاً كَلَّمْنَاهُ فَلَمْ يَسْمَعْ لِصَوْتِنَا.
فَكَيْفَ نَقُولُ لَهُ قَدْ مَاتَ الْوَلَدُ؟ يَعْمَلُ أَشَرَّ!». وَرَأَى دَاوُدُ
عَبِيدَهُ يَتَنَاجُونَ، فَفَطِنَ دَاوُدُ أَنَّ الْوَلَدَ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ
دَاوُدُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ مَاتَ الْوَلَدُ؟» فَقَالُوا: «مَاتَ». فَقَامَ
دَاوُدُ عَنِ الأَرْضِ وَاغْتَسَلَ وَادَّهَنَ وَبَدَّلَ ثِيَابَهُ وَدَخَلَ
بَيْتَ الرَّبِّ وَسَجَدَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ وَطَلَبَ فَوَضَعُوا لَهُ
خُبْزاً فَأَكَلَ. فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «مَا هَذَا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلْتَ؟
لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيّاً صُمْتَ وَبَكَيْتَ، وَلَمَّا مَاتَ الْوَلَدُ
قُمْتَ وَأَكَلْتَ خُبْزاً». فَقَالَ: «لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيّاً صُمْتُ
وَبَكَيْتُ لأَنِّي قُلْتُ: مَنْ يَعْلَمُ؟ رُبَّمَا يَرْحَمُنِي الرَّبُّ
وَيَحْيَا الْوَلَدُ. وَالآنَ قَدْ مَاتَ، فَلِمَاذَا أَصُومُ؟ هَلْ أَقْدِرُ أَنْ
أَرُدَّهُ بَعْدُ؟ أَنَا ذَاهِبٌ إِلَيْهِ وَأَمَّا هُوَ فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيَّ»).

كان هذا رد فعل الرب
الإله على خطية داود النبي؛ وحقيقة هو إله قدوس ولا يرضى بالشر.. وأنا أنحني له
سجوداً وعبادة وشكراً لأنه رائع ومسبح إسمه إلى الأبد؛ فهو لا يحابي بالوجوه؛ ولم
يجامل نبيه داود؛ ولم يعطه رخصة خاصة؛ بل عاقبه أشد عقاب.. فماذا كانت النتيجة يا
ترى؟؟!! هذا ما سنتابعه في:

رد فعل داود

يا ترى؛ ماذا كان رد
فعل داود النبي؛ على تبكيت الرب الإله له؟؟!!

هذه جزئية هامة؛ فتأديب
الرب لأولاده يقودهم دائماً إلى التوبة..

وقد سمعنا داود منذ
قليل في الوحي المقدس وهو يقول قولته المشهورة (أخطأت إلى الرب).

لقد انتبه داود إلى خطيته..
وكان له كملك على كل الأمة وكنبي من الإله؛ مئات الطرق والمخارج؛ ليؤلف لهم كلاماً
ويقول أنه وحي من عند الإله ليخرج به من مأزقه؛ أو أن يشرع كملك قانوناً؛ يعطي
نفسه الحق في هذه المرأة.. كانت له مئات الطرق..

 

ولكن

كيف لنبي حقيقي من الرب
الإله؛ أن يقدم وحياً لا علاقه له بالإله؛ فداود الصالح الصادق مع نفسه؛ لم يفعل
ذلك؛ بل إنكسر قلبه في داخله؛ وصرخ صرخته المدوية حتى اليوم (أخطأت إلى الرب) وندم
على خطيته وتاب وبكي.. وقدم لنا مزموراً يعتبر قدوة في التاريخ للتائبين؛ وقد ورد
هذا المزمور في الكتاب المقدس؛ وهو (
اَلْمَزْمُورُ
الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ؛ مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا جَاءَ إِلَيْهِ نَاثَانُ
النَّبِيُّ بَعْدَ مَا دَخَلَ إِلَى بَثْشَبَعَ
)
فقال فيه داود النبي

(اِرْحَمْنِي
يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ.
اغْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي. لأَنِّي عَارِفٌ
بِمَعَاصِيَّ وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِماً. إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ
وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ
وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ. هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ
حَبِلَتْ بِي أُمِّي. هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ فَفِي
السَّرِيرَةِ تُعَرِّفُنِي حِكْمَةً. طَهِّرْنِي بِالزُوّفَا فَأَطْهُرَ.
اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ. أَسْمِعْنِي سُرُوراً وَفَرَحاً
فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا. اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ وَامْحُ
كُلَّ آثَامِي. قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً
جَدِّدْ فِي دَاخِلِي. لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ
الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي. رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ وَبِرُوحٍ
مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي. فَأُعَلِّمَ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ وَالْخُطَاةُ إِلَيْكَ
يَرْجِعُونَ. نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اللهُ إِلَهَ خَلاَصِي فَيُسَبِّحَ
لِسَانِي بِرَّكَ. يَا رَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِيحِكَ.
لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ
لاَ تَرْضَى. ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ
وَالْمُنْسَحِقُ يَا اللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ. أَحْسِنْ بِرِضَاكَ إِلَى صِهْيَوْنَ.
ابْنِ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ. حِينَئِذٍ تُسَرُّ بِذَبَائِحِ الْبِرِّ مُحْرَقَةٍ
وَتَقْدِمَةٍ تَامَّةٍ. حِينَئِذٍ يُصْعِدُونَ عَلَى مَذْبَحِكَ عُجُولاً.
)

إذن؛ قداسة الإله؛ قادت
عبده داود إلى التوبة وإلى القداسة ؛ انه اله حقيقي وليس اله وهمي يجامل نبيه؛
ويعطيه رخص خاصة ؛ تجعل من هذا النبي أخلاقياً أقل من الذين حوله..

 

الخلاصه: سقط داود
وأخطأ

و
تاب
وندم

“ارحمني يا الله حسب
رحمتك.حسب كثرة رأفتك امح معاصيّ.” (مز 51:: 1) فالملك الاسرائيلى والنبي داود
خاطئ تماما , فقد خالف اوامر الرب وإرتكب ابشع خطيئة

فوجدنا اله اسرائيل
يوبخ هذا الملك الاسرائيلى على هذه الخطيئة الشنعاء بل ويرفع حمايته عنه ويتركه
فريسة لاقرب المقربين اليه ليفتعلوا به ابشع الف مرة بما افتعله بزوج بتشبع فنجد
الرب يخاطب داود قائلا:

” لماذا احتقرت كلام
الرب لتعمل الشر فى عينيه؟؟ , قد قتلت أوريا الحثى بالسيف!!و اخذت إمرأته لك
إمرأة!! وإياه قتلت بسيف بنى عمون!

والآن

لا يفارق السيف بيتك
إلى الابد لأنك إحتقرتنى واخذت إمرأة أوريا الحثى لتكون لك إمراة هكذا قال الرب: هأنذا
اُقيم عليك الشر من بيتك!! وآخذ نساءك أمام عينيك واُعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك
فى عين هذه الشمس!! لانك لأنت فعلت بالسر وانا أفعل الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام
الشمس ” (صموئيل الثانى 12: 9-13)

 

تعترضون على خطية داود النبي

ولا تنظرون إلى توبته
ولا إلى تأديب الرب له

أقول: يا من تعترضون
على خطية داود النبي؛ ولا تنظرون إلى توبته ولا إلى تأديب الرب له.. هل تعلمون أن
داود أيضاً زنى وقتل في عقيدتكم الإسلامية؛ أم أنكم كالعادة؛ يخفون الحقائق

تعالوا معاً ندخل إلى
القرآن الكريم والتفاسير وبعض المراجع الإسلامية؛ لنرى كيف أن خطية داود النبي
موجودة عند الأحباء المسلمين؛ كما هي.. فهيا نقرأ؛ إقرأوا؛ فالقراءة أساس المعرفة..

جاء بالقرآن الكريم في (سورة
ص22و23و24): “إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا
تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ
وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ؛ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ
تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ. فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا
وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ. قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى
نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ
دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ
“.

هذا ما ورد في القرآن؛
وأريد منكم أن تتابعوني في قراءة بعض المراجع الإسلامية التي سأشير لأسمائها
وأرقام صفحاتها؛ لمن يريد أن يكمل بحثه فيها..

(الكامل في التاريخ لابن الأثير ص 74)

قال ” وقيل: كان
سبب البليّة أنه حدّث نفسه أنه يطيق أن يقطع يوماً بغير مقارفة سوء، فلما كان
اليوم الذي يخلو فيه للعبادة عزم على أن يقطع ذلك اليوم بغير سوء وأغلق بابه وأقبل
على العبادة، فإذا هو بحمامة من ذهب فيها كل لون حسن قد وقعت بين يديه، فأهوى
ليأخذها، فطارت غير بعيد من غير أن ييأس من أخذها، فما زال يتبعها وهي تفرّ منه
حتى أشرف على امرأة تغتسل فأعجبه حسنها، فلما رأت ظلّه في الأرض جلّلت نفسها
بشعرها فاستترت به، فزاده ذلك رغبةً، فسأل عنها فأخبر أن زوجها بثغر كذا، فبعث الى
صاحب الثغر بأن يقدّم أوريا بين يدي التابوت في الحرب، وكان كل من يتقدّم بين يدي
التابوت لا ينهزم، إمّا أن يظفر أو يقتل، ففعل ذلك به فقُتل.)

هذا الكلام موجود كما هو في تاريخ الرسل والملوك للطبري ص193و194 ؛ كذلك
راجع نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري ص 1421

القرطبي لسورة ص22

فَنَظَرَ اِمْرَأَةً
فِي بُسْتَان عَلَى شَطّ بِرْكَة تَغْتَسِل ; قَالَهُ الْكَلْبِيّ.

وَقَالَ السُّدِّيّ:

تَغْتَسِل عُرْيَانَةً
عَلَى سَطْح لَهَا ; فَرَأَى أَجْمَل النِّسَاء خَلْقًا , فَأَبْصَرَتْ ظِلَّهُ
فَنَفَضَتْ شَعْرَهَا فَغَطَّى بَدَنهَا , فَزَادَهُ إِعْجَابًا بِهَا.

الجلالان لسورة ص22

وَهُمَا مَلَكَانِ
جَاءَا فِي صُورَة خَصْمَيْنِ وَقَعَ لَهُمَا مَا ذُكِرَ عَلَى سَبِيل الْفَرْض
لِتَنْبِيهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى مَا وَقَعَ مِنْهُ وَكَانَ لَهُ
تِسْع وَتِسْعُونَ امْرَأَة وَطَلَبَ امْرَأَة شَخْص لَيْسَ لَهُ غَيْرهَا
وَتَزَوَّجَهَا وَدَخَلَ بِهَا.

الطبري لسورة ص23

وَذَلِكَ أَنَّ دَاوُد
كَانَتْ لَهُ فِيمَا قِيلَ: تِسْع وَتِسْعُونَ اِمْرَأَة , وَكَانَتْ لِلرَّجُلِ
الَّذِي أَغْزَاهُ حَتَّى قُتِلَ اِمْرَأَة وَاحِدَة ; فَلَمَّا قُتِلَ نَكَحَ
فِيمَا ذَكَرَ دَاوُد اِمْرَأَته

بدائع الزهور في وقائع الدهور للسيوطي ص79و80

قال وهب بن منبه بينما
داود يقرأ فى محرابه اذ دخل عليه طائر فى محرابه من الكوة وكان ذلك الطائر على صفة
الحمامة ريشها من الذهب وجناحها مكلل بأنواع الجواهر الملونة ومنقارها من الزمرد
الأخضر ورجلاها من الياقوت الاحمر فلما رآها داود شغلته عن القراءة فتأملها فظن
أنها من الجنة فمد يده اليها ففرت من بين يديه الى جانبه فقام اليها ففرت الى
الكوة.

وقيل كان سبب ذلك أن
داود قال يارب ان جميع الأنبياء ابتليتهم لتعظم لهم الأجور فهلا ابتليتنى لتعظم
أجرى فأوحى الله اليه ياداود استعد للبلاء فى يوم كذا وكذا فلما كان الميعاد أتى
اليه ابليس اللعين فى صفة الطائر المذكور قال فتقدم داود الى الطائر ففر من الكوة
الى بستان تحت قصر داود فنظر داود الى البستان لاجل الطائر واذا فى البستان امرأة
جميلة ذات حسن فائق على أهل زمانها وهى تغتسل فلما نظر داود اليها خجلت وأسبلت
شعرها فغطى سائر جسدها فوقع حبها فى قلبه وشغف بها.. قال فلما افتتن بها وسأل عن أمرها
فقيل انها متزوجة برجل من الجند وهو مسافر وله ستة أشهر فى الغزو فعند ذلك كتب الى
أمير الجيش يقول قدم أوريا بن حنا أمام الجيش وأعطه الراية بيده وكان أوريا زوج
المرأة وكان المتقدم بالراية قليلا ما يسلم فلما وصل الكتاب فعل أمير الجيش ما
أمره داود فسلم الراية الى أوريا وتقدم فقتل فكتب أمير الجيش يخبره بموت لأوريا
فعند ذلك خطب داود امرأته فتزوج بها فحملت منه بولده سليمان عليهما السلام وكان
اسم المرأة تشايع بنت صورى فأقام معها أياما وكان لداود اذ ذاك تسع وتسعون امرأة
وقد كمل بأم سليمان المائة.

 

وفي المصنف في باب ما ذكر من أمر داود وتواضعه [ ص: 464- 467 ]

حدثنا ابن فضيل عن ليث عن مجاهد قال: لما أصاب داود الخطيئة , وإنما كانت
خطيئته أنه لما أبصرها أمر بها فعزلها فلم يقربها.. وعرف (داود) ذنبه فخر ساجداً
أربعين يوما وأربعين ليلة , وكانت خطيئته مكتوبة في يده , ينظر إليها لكي لا يغفل
حتى نبت البقل حوله من دموعه ما غطى رأسه , فنادى بعد أربعين يوما: قرح الجبين
وجمدت العين , وداود عليه السلام لم يرجع إليه في خطيئة شيء فنودي: أجائع فتطعم أم
عريان فتكسى أم مظلوم فتنصر , قال: فنحب نحبة هاج ما يليه من البقل حين لم يذكر
ذنبه فعند ذلك غفر له , فإذا كان يوم القيامة قال له ربه: كن أمامي , فيقول: أي رب
ذنبي ذنبي , فيقول: كن خلفي , فيقول له: خذ بقدمي فيأخذ بقدمه.

 

قال علي بن زيد: وحدثني خليفة عن ابن عباس أن داود حدث نفسه إن ابتلي أن
يعتصم , فقيل له: إنك ستبتلى وتعلم اليوم الذي تبتلى فيه فخذ حذرك , فقيل له: هذا
اليوم الذي تبتلى فيه , فأخذ الزبور فوضعه في حجره وأغلق باب المحراب وأقعد منصفا
على الباب وقال: لا تأذن لأحد علي اليوم , فبينما هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر مذهب
كأحسن ما يكون الطير , فيه من كل لون , فجعل يدرج بين يديه فدنا منه , فأمكن أن
يأخذه , فتناوله بيده ليأخذه , فاستوفزه من خلفه , فأطبق الزبور وقام إليه ليأخذه
, فطار فوقع على كوة المحراب , فدنا منه أيضا ليأخذه فوقع على حصن فأشرف عليه
لينظر أين وقع ; فإذا هو بالمرأة عند بركتها تغتسل من المحيض , فلما رأت ظله حركت
رأسها فغطت جسدها بشعرها فقال داود للمنصف: اذهب فقل لفلانة , تجيء , فأتاها فقال:
إن نبي الله يدعوك , فقالت: ما لي ولنبي الله , إن كانت له حاجة فليأتني , أما أنا
فلا آتيه , فأتاه المنصف فأخبره بقولها , فأتاها: وأغلقت الباب دونه ; فقالت: ما
لك يا داود؟ أما تعلم أنه من فعل هذا رجمتموهما ووعظته فرجع , وكان زوجها غازيا في
سبيل الله , فكتب داود عليه السلام إلى أمير المغزى: انظر أوريا فاجعله في حملة
التابوت , فقتل , فلما انقضت عدتها خطبها.. فاشترطت عليه: إن ولدت غلاما أن يجعله
الخليفة من بعده , وأشهدت عليه خمسين من بني إسرائيل وكتبت عليه بذلك كتابا , فما
شعر بفتنته أنه فتن حتى ولدت سليمان وشب , فتسور المكان عليه المحراب ; فكان من
شأنهما ما قص الله (وخر داود ساجدا) فغفر الله له (وأناب) وتاب الله عليه , فطلقها
وجفا سليمان وأبعده , فبينما هو في مسير له وهو في ناحية القوم إذ أتى على غلمان
له يلعبون ; فجعلوا يقولون: يا لادين يا لادين , فوقف داود فقال: ما شأن هذا ,
يسمى لادين , فقال سليمان وهو في ناحية القوم: أما إنه لو سألني عن هذه لأخبرته
بأمره ; فقيل لداود: إن سليمان قال كذا وكذا , فدعاه وقال: ما شأن هذا الغلام سمي
لادين , فقال: سأعلم لك علم ذلك ; فسأل سليمان عن أبيه كيف كان أمره؟ فقيل: إن
أباه كان في سفر له مع أصحاب له ; وكان كثير المال فأرادوا قتله , فأوصاهم فقال: إني
تركت امرأتي حبلى , فإن ولدت غلاما فقولوا لها: تسميه ” لادين ” فبعث
سليمان إلى أصحابه , فجاءوا فخلا بأحدهم فلم يزل حتى أقر , وخلا بالآخرين , فلم
يزل بهم حتى أقروا كلهم , فرفعهم إلى داود فقتلهم فعطف عليه بعض العطف , وكانت
امرأة عابدة من بني إسرائيل وكانت تبتلت , وكانت لها جاريتان جميلتان وقد تبتلت
المرأة لا تريد الرجال , فقالت إحدى الجاريتين للأخرى: قد طال علينا هذا البلاء ,
أما هذه فلا تريد الرجال , ولا تزال بشر ما كنا لها , فلو أنا فضحناها فرجمت ,
فصرنا إلى الرجال , فأخذتا ماء البيض فأتتاها وهي ساجدة فكشفتا عنها ثوبها ونضحتا
في دبرها ماء البيض وصرختا: إنها قد بغت , وكان من زنى منهم حده الرجم فرفعت إلى
داود عليه السلام وماء البيض في ثيابها فأراد رجمها , فقال سليمان: أما إنه لو
سألني لأنبأته , فقيل لداود: إن سليمان قال كذا وكذا , فدعاه فقال: ما شأن هذه؟ ما
أمرها؟ فقال: ائتوني بنار فإنه إن كان ماء الرجال تفرق , وإن كان ماء البيض اجتمع
, فأتي بنار فوضعها عليه فاجتمع فدرأ عنها الرجم , وعطف عليه بعض العطف وأحبه , ثم
كان بعد ذلك أصحاب الحرث وأصحاب الشياه , فقضى داود عليه السلام لأصحاب الحرث
بالغنم , فخرجوا وخرجت الرعاء معهم الكلاب فقال سليمان: كيف قضى بينكم؟ فأخبروه
فقال: لو وليت أمرهم لقضيت بينهم بغير هذا القضاء , فقيل لداود: إن سليمان يقول
كذا وكذا , فدعاه فقال: كيف تقضي؟ فقال: أدفع الغنم إلى أصحاب الحرث هذا العام
فيكون لهم أولادها وسلاها وألبابها ومنافعها ويبذر هؤلاء مثل حرثهم , فإذا بلغ
الحرث الذي كان عليه أخذ هؤلاء الحرث ودفع هؤلاء إلى هؤلاء الغنم , قال , فعطف
عليه , قال حماد: وسمعت ثابتا يقول: هو أوريا.

 

روى البغوى بإسناد
الثعلبى عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله(ص) يقول إن داود النبى حين نظر إلى
المرأة فهم ففظع على بنى إسرائيل أوصى صاحب البعث فقال: إذا حضر العدو فقرب فلانا
بين يدى التابوت، وقد كان التابوت فى ذلك الزمان يستنصر به، ومن قدم بين يدى
التابوت لم يرجع حتى يقتل أو يهزم عنه الجيش، فقتل زوج المرأة.

 

وقال النسفى فى تفسيره
المسمى (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) وقال غيره أيضاً اتفق أن داود وقعت عينه
على أمرأة فأحبها فسأله النزول عنها فاستحى أن يرده ففعل فتزوجها وهى أم سليمان،
فقيل له إنه مع عظم منزلتك وكثرة نسائك لم يكن ينبغى لك أن تسأل رجلاً ليس له إلا
امرأة واحدة للنزول عنها لك. بل كان الواجب عليك مغالبة هواك وقهر نفسك والصبر على
ما امتحنت به..

 

وقال ابن عباس وغيره،
فمكث داود أربعين ليلة ساجداً حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه وأكلت الأرض من
جبهته وهو يقول فى سجوده: رب زل داود زلة أبعد ما بين الشرق والغرب، رب إن لم ترحم
ضعف داود ولم تغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثاً فى الخلق من بعده. فجاءه جبريل من بعد
أربعين ليلة فقال: يا داود إن الله تعالى قد غفر لك الهم الذى هممت به. فقال: قد
عرفت أن الله عدل لا يميل.

 

قال وهب بن منيه: إن
داود لما تاب الله عليه بكى على خطيته ثلاثين سنة لا يرفأ دمعه ليلاً ولا نهاراً،
وكان أصاب الخطية وهو ابن سبعين سنة، فقسم الدهر بعد الخطية على أربعة أيام، يوم
للقضاء بين بنى إسرائيل، ويوم لنسائه، ويوم يسبح فى الجبال والفيافى والساحل، ويوم
يخلو فى دار له فيها أربعة آلاف محراب، فيجتمع إليه الرهبان فينوح معهم على نفسه
ويساعدونه على ذلك. فإذا كان يوم سياحته يخرج إلى الفيافى ويرفع صوته بالمزامير،
فيبكى وتبكى الشجر والرمال والطين والوحوش حتى يسيل من دموعهم مثل الأنهار، ثم
يجىء إلى الجبال والحجارة والطير والدواب حتى تسيل من بكائهم الأودية. ثم يجىء إلى
الساحل فيرفع صوته ويبكى فتبكى معه الحيتان ودواب البحر وطين الماء.

 

وروى الأوزاعى عن محمد
قال: إن مثل عينى داود كالقربتين ينقطان ماء. ولقد خدت الدموع فى وجهه كخديد الماء
فى الأرض.

 

وقال وهب بن منيه أيضاً:
لما تاب الله تعالى على داود قال يارب غفرت لى، فكيف لى لا أنسى خطيتى فاستغفر
منها وللخاطنين إلى يوم القيامة؟ فرسم الله تعالى خطيئته فى يده اليمنى فما رفع
فيها طعاماً ولا شراباً إلا بكى إذا رآها الخ.

 

وروى الحسن قال: كان
داود بعد الخطية لا يجالس إلا الخاطئين. يقول تعالى إلى داود الخاطىء ولا يشرب
شراباً إلا مزجه بدموع عينيه. وكان يجعل خبز الشعير اليابس فى قصعة فلا يزال يبكى
عليه حتى يبتل بدموع عينيه. وكان يذر عليه الملح والرماد فيأكل ويقول هذا أكل
الخاطئين.

 

وهذه الأحاديث
الإسلامية تتفق مع ما جاء فى المزمور عن شعور داود بخطيته وندامته، إذ قال يارب لا
توبخنى بغضبك ولا تؤدبنى بغيظك.. أعوم فى كل ليلة سريرى وبدموعى أُذوب فراشى (مز 6:
1، 6) ليست فى عظامى سلامة من جهة خطيتى لأن آثامى قد طمت فوق رأسى كحمل ثقيل أثقل
مما أحتمل. قد أنتنت. قاحت حير ضربى من جهة حماقتى.. لأننى أخبر بإثمى وأغتم من
خطيتى (مز 38: 3،4،18) لأن شروراً لا تحصى قد اكتنفتنى حاقت بى آثامى (مز 40: 12)
حسب كثرة رأفتك أمح معاصى. اغسلنى كثيراً من إثمى ومن خطيتى طهرنى لأنى عارف
بمعاصى وخطيتى أمامى دائماً. إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت (مز 50: 1-4).

 

مما سبق يتضح لنا أن داود النبي في القرآن وتفاسيره؛ هو أيضاً وقع في خطية
شهوة هذه المرأة وهي في عصمة زوجها؛ بل وقام بقتله ليأخذها له.. بل ورأينا كيف أن
داود النبي كان جاهلاً بالأحكام التي يصدرها وسليمان ابنه يصحح له.. ولا أدري؛ فإن
كانت هذه الخطية لدواود النبي وغيرها من الخطايا؛ موجودة في المراجع الإسلامية؛
وفي القرآن لها نصوص؛ وفي الثقافة الإسلامية تمتلئ الكتب بها؛ فلماذا يعترضون
عليها في الكتاب المقدس؛ خاصة أننا لا نؤمن بعصمة الأنبياء مثلهم؛ وأنها وردت في
الكتاب المقدس؛ وبكل وضوح على أنها خطية ضعف من داود وليس أمراً من الإله له أن
يقوم بهذه الخطية..

 

إذن سؤالي للدكتور زغلول النجار ولمن يهاجمون المسيحية: كيف تؤمنون بعصمة
الأنبياء؛ والقرآن الكريم يذكر أخطاء الأنبياء؟؟!!

 

بل وكيف تفسرون خطية داود غير المسكوت عنها في مراجعكم؟؟!! إذن إعتراضكم
عليها في الكتاب المقدس هو؛ إما من باب الحقد ومحاولة تشوية المسيحية؛ أو من باب
الجهل بالحقائق المقدسه ؛.. ولا أعتقد أكثر من ذلك!!

 

الكتاب المقدس لا يحابي
أحداً

الكتاب المقدس لم يحابي
أحداً.
.
روى
قصة خيانة يهوذا ونكران بطرس وشك توما ولم يجمل صورة احد أو يضع أي مساحيق تجميلية

 

 داود بطل الإيمان روي لنا الكتاب المقدس قصة سقوطه بالزنى وأنه
أحب زوجة أحد ضباط جيشه وكان ضابطاً مخلصاً بل وأرسله إلى الجبهة في منطقة خطرة
حتى يقتل وتم كذلك.. ولكن ما موقف الله..الله أرسل نبياً اسمه ناثان إلى داود
واقرؤوا ما أرسل الرب على لسان النبي


فارسل
الرب ناثان الى داود.فجاء اليه وقال له.كان رجلان في مدينة واحدة واحد منهما غني
والآخر فقير. وكان للغني غنم وبقر كثيرة جدا. واما الفقير فلم يكن له شيء الا نعجة
واحدة صغيرة قد اقتناها وربّاها وكبرت معه ومع بنيه جميعا.تاكل من لقمته وتشرب من
كاسه وتنام في حضنه وكانت له كابنة. فجاء ضيف الى الرجل الغني فعفا ان ياخذ من
غنمه ومن بقره ليهيّئ للضيف الذي جاء اليه فاخذ نعجة الرجل الفقير وهيّأ للرجل
الذي جاء اليه.فحمي غضب داود على الرجل جدا وقال لناثان حيّ هو الرب انه يقتل
الرجل الفاعل ذلك

 ويرد النعجة اربعة
اضعاف لانه فعل هذا الامر ولانه لم يشفق فقال ناثان لداود انت هو الرجل.هكذا قال
الرب اله اسرائيل.انا مسحتك ملكا على اسرائيل وانقذتك من يد شاول واعطيتك بيت سيدك
ونساء سيدك في حضنك واعطيتك بيت اسرائيل ويهوذا وان كان ذلك قليلا كنت ازيد لك كذا
وكذا. لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه.قد قتلت اوريا الحثّي بالسيف
واخذت امرأته لك امرأة واياه قتلت بسيف بني عمون. والآن لا يفارق السيف بيتك الى
الابد لانك احتقرتني واخذت امرأة اوريا الحثّي لتكون لك امرأة

لقد أمات الله ابن
الزنا وو وبخ داود رغم أن داود ندم وكما يقول بالمزامير: أنه غسل فراشه بدموع
الندم وقال المزمور الشهير الذي يتلوه أي مؤمن عندما يحس بثقل خطاياه..

 

اتكلت على جمالك وزنيت
على اسمك

يعترض البعض على هذه
الآيات” اتكلت على جمالك وزنيت على اسمك وسكبت زناك على كل عابر فكان له. وأخذت من
ثيابك وصنعت لنفسك مرتفعات موشّاة وزنيت عليها. أمر لم يأت ولم يكن. واخذت امتعة
زينتك من ذهبي ومن فضتي التي اعطيتك وصنعت لنفسك صور ذكور وزنيت بها. ” (حزقيال 16:
15-17)

انني أتساءل لماذا لا
يكلف المعترضون انفسهم عناء قراءة ما ينقلونه قبل ان ينقلوه؟؟ يبدو انهم يخشون ان
قرأوا يموتون!!.. ورغم اننا سبق ان رددنا على هذا الاقتباس وغيره من الاقتباسات من
سفر حزقيال ولكن يبدوا انهم ينقلون دون ان تقرأوا.. ولكن لا مانع من التكرار

سفر حزقيال كتبه الوحى
المقدس بيد النبى حزقيال وقت ان كانت شمال مملكة اسرائيل قد دفعها الرب ليد
الاحتلال البابلى بسبب خطايا شعبها وتركهم لوصايا الرب فدفعهم الرب الى السبى فى
بابل خارج ديار آباءهم واجدادهم كعبيد اذلاء لملوك بابل العظيمة الجبابرة الابطال
الاقوياء

و كان اهل شمال اسرائيل
المسبيين يتعزون فى مصيبتهم بان جنوب اسرائيل لا يزال حرا

غير ان الرب أرى النبى
حزقيال رؤيا ينبهه فيها الرب بان الطريق الوحيد لعودة اهل شمال مملكة اسرائيل الى
ديارهم هو التوبة ولا يجب ان ينتظروا نجدة من بقية مملكة اسرائيل التى لا تزال حرة
فحتى جنوب مملكة اسرائيل عندما يكمل اهلها خطاياهم بما يجعلهم مستحقين للسبى
سيتركهم الرب ليد ملوك بابل الاقوياء ليسبونهم ايضا فى بابل العظيمة

فليعلم الجميع اذا ان
جنوب مملكة اسرائيل قريبا اذا لم يتوب اهلها فسيتم احتلاله بواسطة ملوك بابل وسيتم
سبى اهله الى بابل كعبيد اذلاء ايضا؟؟

 

الحديث موجه الي
اورشليم وليس الي امرأه

فبدا الكلام الذى يقتطعته
المعترض ب الآية ” وكان الىّ كلمة الرب قائلة: يا ابن آدم عَرٍفْ اٌورشاليم
برجاساتها وقل: هكذا قال السيد الرب لأورشليم: مخرجك ومولودك من ارض كنعان، ابوك
أمورى وامك حثية ” (الكتاب المقدس – سفر حزقيال 16: 1-2)

و فى نفس الاصحاح نجد
الوحى المقدس يتكلم عن الرجاسات التى ارتكبها اهل اورشليم والتى سيستحقون بسببها
السبى والاذلال مثلهم مثل سكان شمال اسرائيل المسبيين فعلا فيخاطب الوحى المقدس
مدينة اورشاليم قائلا ” فإتكلتِ على جمالك وزنيتِ على أسمك وسكبتِ زناكِ على كل
عابرٍ فكان له واخذتِ ثيابك وصنعت لنفسك مرتفعات موشاة وزينتِ عليها “(الكتاب
المقدس سفر حزقيال 16: 15-16)

فلا يوجد كلام يغضبنا
فى هذا الحادث التاريخى الذى سقطت فيه اورشليم عاصمة مملكة اسرائيل الابدية صريعة
للاحتلال البابلى وسقط اهل اورشليم وكل اسرائيل صرعى للسبى البابلى الى بابل
كنتيجة لتركهم وصايا اله اسرائيل وعندما اكتملت تأديبات الرب لهم اوحى الرب لملوك
بابل فتركوا الاسرائيليين ليعودوا الى ارض آباءهم واجدادهم ويعيدون احياء مملكتهم

 

خطايا الأنبياء

تحدثنا خلال الصفحات
السابقه عن خطايا الأنبياء في الكتاب المقدس , ويري الأخوه المسلمون أن القول
بخطايا الأنبياء شيء غير مقبول , وهذا يجعلهم يتعرضون لعقيدتنا المسيحيه التي تعلن
ان العصمه هي لله فقط , اما جميع البشر فهم مخطؤن , ولكننا نري من خلال دراساتنا
ان الأسلام يعلن ان جميع البشر قد أخطأوا مثلما تعلن المسيحيه تماما.

 

عصيان آدم وسقوطه
الأدبى

جاء في سورة البقرة
34،35 ” قلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا
تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه
وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلي حين” أنظر أيضاً
سورة طه 122.

قال البيضاوى (فأخرجهما
مما كانا فيه) أى النعيم والكرامة،.. (قلنا اهبطوا) خطاب لآدم عليه الصلاة والسلام
وحواء لقوله سبحانه وتعالى. قال اهبطا منها جميعاً وجمع الضمير لأنهما أصل الجنس
فكأنهما الإنس كلهم، أو هما وإبليس أخرج منها ثانياً بعدما كان يدخلها للوسوسة
{.

 

جاء فى تفسير للجلالين
” قلنا اهبطوا إلى الأرض أى أنتما بما اشتملتما عليه من ذريتكما (بعضكم) بعض
الذرية (لبعض عدو) من ظلم بعضكم بعضا.

 

– من التفاسير السابقة
للنص السابق نجد عدة أمور تنادى بها المسيحية وهى:

 

 عصيان آدم
وحواء بالوقوع فى زلة المخالفة لأمر الله مما توارثه نسلهما.

 آدم وحواء
نائبان عن الجنس البشرى بأجمعه وهذا واضح من تفسير المفسرين للقول (قلنا اهبطوا)
وهذا يعنى أن سقوطهما كان سقوطاً للبشرية كلها.

 فساد
الطبيعة البشرية عقب سقوط آدم وحواء وهذا واضح من القول (بعضكم لبعض عدو).. ويؤكد
القرآن هذه الحقيقة بعد ذلك بقوله فى سورة يوسف ” إن النفس لأمارة
بالسوء” ويضيف فى سورة التين ” ولقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم ثم
رددناه أسفل سافلين “.

 إن الجميع
قد زاغوا ووقعوا فى الخطيئة. فقيل عن آدم فى سورة طه 120 “وعصى آدم ربه فغوى..”
وقيل عن نوح فى سورة نوح ” ربى اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمناً “..
وقيل عن إبراهيم فى سورة الشعراء على لسانه: “والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتى
يوم الدين” كذلك أثبت القرآن على موسى أنه ضل قائلا فى سورة الشعراء
“قال فعلتها إذن وأنا من الضالين”. وشهد عن سقوط داود العظيم ثم
استغفاره لربه وتوبته فى سورة ص “وظن داود إنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً
وأناب فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب
.

مما سبق يتضح أن الجنس
البشرى بأجمعه قد خطىء فى آدم، وقد جاء فى صحيح مسلم والبخارى الحديث التالى ”
ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى.. قيل ولا أنت يا رسول الله؟! قال
ولا أنا؟ إلا أن يتغمدنى الله برحمته”.. وعن أبى هريرة أنه قال: (سمعت رسول
الله “ص” يقول إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم سبعين مرة).

 

توارث البشر لخطية آدم

يقول المعترض: (لماذا
يتوارث الناس خطية آدم بالذات) والإجابة على ذلك واضحة تماماً فى الكتاب المقدس
“مزمور 51: 5، متى7: 17، رومية 5: 9..الخ” ولذلك سنكتفى أن نورد شهادة
الإسلام لهذا الموضوع.

+ جاء فى حديث للبخارى
(ج3 ص 152) (إن موسى النبى قال يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة) (1)

 

توارث خطية آدم بالقرآن
الكريم

+ جاء فى اليواقيت
والجواهر ص 144 (إن الله أخذ على ذريه آدم العهد وهم بعد فى ظهره) كقول القرآن
” وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم.
قالوا بلى شهدنا. ان تقولوا يوم القيامة إن كنا عن هذا غافلين. أو تقولوا إنما
أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم،أفتهلكنا بما فعل المبطلون” (2)
(سورة الأعراف 171، 172).

 

وقد روى فى الأحاديث أن
النبى (ص) قال: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم.. فأخرج من صلبه كل ذرية دراها فنثرهم
بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا وقال ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم
القيامة إنا كنا عن هذا غافلين.

 

وعن ابن عباس قال أيضاً:
إن أول ما أهبط الله آدم إلى الأرض أهبطه بدهناء أرض الهند فمسح ظهره فأخرج منه كل
نسمة هو بارئها إلى يوم القيامة بنعمان الذى وراء عرفه فكلمهم الله وأنطقهم وأخذ
منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً بعد أن ركب فيهم عقولاً وتكفل لهم
بالأرزاق وكتب آجالهم ومصائبهم وغيرها ثم أعادهم فى صلبه. فلن تقوم الساعة حتى
يولد كل من أعطى الميثاق يومئذ. وقال محمد: أخذوا من ظهره كما يؤخذ بالمشط من
الرأس وأخذ عليهم العهد.

 

جحد آدم فجحدت ذريته

وروى عن أبى هريرة قال
النبى: لما خلق الله سبحانه وتعالى آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها
من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عينى كل إنسان وبيصاً من نور ثم عرضهم على آدم
فقال: أى رب من هؤلاء؟ قال هؤلاء ذريتك. فرأى رجلاً منهم فأعجبه وبيض ما بين عينيه
فقال: يارب من هذا؟ قال داود، قال: رب كم جعلت عمره؟ قال ستين سنة. قال يارب زده
من عمرى أربعين سنة. قال نبيهم فلما انقضى عمر آدم إلا أربعين جاءه ملك الموت فقال
آدم: أو لم يبق من عمرى أربعون سنة؟ قال أو لم تعطها ابنك داود؟ فجحد آدم فجحدت
ذريته ونسى آدم فأكل الشجرة فنسيت ذريته وخطىء آدم، فخطئت ذريته. أخرجه الترمذى
وغيره. وقال الشيخ الشعرانى إن المعتزلة زعموا أن معنى الآية المتقدمة هو أنه أخذ
بعضهم من ظهر بعض بالتناسل فى الدنيا إلى يوم القيامة، وأنه ليس هناك أخذ عهد ولا
ميثاق حقيقى وأن المراد بالعهد والميثاق هو ارسال الرسل. ولا يخفى ما فى هذا
المذهب من الخطأ والغلط. وكيف يصح للمعتزلة هذا القول ومعظم الاعتقاد فى إثبات
الحشر والنشر مبنى على هذه المسألة. والذى يظهر لى أنهم إنما أنكروا ذلك فراراً من
غموض مسائل هذا البحث ودقة معانيه، فرضوا بالجهل عوضاً عن العلم، والحق أن الله
تعالى أخذ عليهم العهد فى ظهر آدم حقيقة لأنه على كل شىء قدير. إنتهى كلامه.

 

القرآن الكريم يعلن خطية
آدم

بصراحه

والقرآن يعلن صريحاً
خطية آدم، فقد جاء فى سورة (طه): ” وعصى آدم ربه فغوى ” قال المفسرون
عصى ربه بأكل الشجرة.

 

وقال البيضاوى: فضل عن
المطلوب وخاب حيث طلب الخلد بأكل الشجرة أو عن المأمور به. أو عن الرشد حيث اغتر
بقول العدو. وقرر علماء الإسلام أن العصيان من الكبائر بدليل قوله ” ومن يعص
الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مبين” (سورة
النساء).

 

وورد فى سورة طه قوله: “فتاب
عليه” والتوبة لا تكون إلا عن ذنب لأنها الندم على المعصية. (وفى سورة
البقرة) قوله: “ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين”. وفى (سورة
الأعراف): “قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من
الخاسرين” وفى (سورة البقرة) قوله: “فأزلهما الشيطان فأخرجهما مما كانا
فيه “.

 

وكل ما قاله علماء
الإسلام عن هذه الآيات هو اعتراف بالمعصية ووقوع الخطية، إذ قالوا إن آدم وقع فى
هذه المعصية قبل النبوة وقالوا ان آدم لما أكل من الشجرة اسود جسده لأن المعصية
أثرت فيه، فالسواد علامة المعاصى حتى قالوا نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد
بياضاً من اللبن،فسودته خطايا بنى آدم.

 

وورد (فى سورة الأعراف)
” هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجاً ليسكن إليها فلما تغشاها حملت
حملاً خفيفاً فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربها لئن أتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين
“.

 

قال المفسرون لما هبط
آدم وحواء إلى الأرض ألقت الشهوة فى نفس آدم فأصاب حواء فحملت من ساعتها. فلما ثقل
الحمل وكبر الولد أتاها إبليس. وقال البيضاوى: أتاها فى صورة رجل فقال لها: ما
الذى فى بطنك؟ قالت ما أدرى قال أخاف أن يكون بهيمة أو كلباً أو خنزيراً قالت أنى
أخاف بعض ذلك. قال: وما يدريك من أين يخرج أمن دبرك أم من فيك أو يشق بطنك فيقتلك؟
فخافت حواء من ذلك وذكرته لآدم، فلم يزالا فى غم.ثم عاد إليها إبليس فقال لها: إنى
من الله بمنزلة، فإن دعوت الله أن يجعله خلقاً سوياً مثلك ويسهل عليك خروجه تسميه
عبد الحارث وكان اسم إبليس فى الملائكة الحارث. فذكرت حواء ذلك لآدم فعاودها إبليس
فلم يزل بهما حتى غرهما. فلما ولدت سمياه عبد الحارث. انتهى.

 

وقال ابن عباس: لما ولد
له ولدأتاه إبليس فقال له إنى سأنصح لك فى شأن ولدك هذا تسميه عبد الحارث، وكان
قبلاً يسمى أولاده عبد الله وعبد الرحمن. فقال آدم أعوذ بالله من طاعتك انى أطعتك
فى أكل الشجرة فأخرجتنى من الجنة، فلن أطيعك. فمات ولده، ثم ولد له بعد ذلك ولد
آخر. فقال أطعنى وإلا مات كما مات الأول، فعصاه فمات ولده، فقال لا أزال حتى
أقتلهم حتى تسميه عبد الحارث، فأطاعه.

 

وراثة الجنس البشرى
لخطية آدم بصفته رأسهم الطبيعى ونائبهم الشرعى واضحة فى سورة (البقرة)

قيل: وقلنا يا آدم اسكن
أنت وزوجتك فى الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من
الظالمين. فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه. وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض
عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين. فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، إنه هو
التواب الرحيم. قلنا اهبطوا منها جميعاً فاما يأتيكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف
عليه ولا هم يحزنون.

 فالمتأمل فى هذه الكلمات يرى أن خطاب الله لآدم وحواء قبل السقوط
فى الغواية كان بصيغة المفرد عند الكلام مع كل منهما على حدة كقوله: اسكن أنت
وزوجك وبصيغة المثنى عند الكلام مع كليهما كقوله: كلا منها رغداً حيث شئتما ولا
تقربا.. فتكونا.. فأزلهما.. فأخرجهما مما كانا فيه.

 

ولكن بعد السقوط تغيرت
الصيغة وتحولت إلى الجمع فقال: وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم.. قلنا اهبطوا
منها جميعاً فأما يأتينكم.. فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

 

صيغة الجمع

فلماذا صيغة الجمع هذه؟
أليست دليلاً على أن الخطاب أصبح موجهاً إلى النسل جميعه الذى صار شريكاً ووارثاً
لكل النتائج التى ترتبت على سقوط آدم فى الخطية بصفته نائبهم الشرعى ورأسهم
الطبيعى كما ثبت ذلك من الأحاديث وأقوال المفسرين التى أوردناها هنا؟

 

لا يعقل أن الإله
الأعظم يخاطب خليقته وصنعة بالتعظيم

ولا يمكن لقائل أن يقول
بأن الله تعالى بقوله اهبطوا كان يخاطب آدم بلغة التعظيم لأنه لا يعقل أن الإله
الأعظم يخاطب خليقته وصنعة يده بالتعظيم لأن الذى يخاطب غيره بالتعظيم اما يكون
صغيراً يخاطب من هو أعظم منه أو عظيماً يخاطب نظيره،

فلا آدم فى تلك الساعة
كان نظير الله ولا الله كان أصغر شأناً من آدم حتى أنه تعالى يخاطب آدم بلغة
التعظيم.

وإذا جاز أن يخاطب الله
خلائقه بلغة التعظيم فذاك الموقف الذى كان الله يخاطب فيه آدم لا توافقه لغة
التعظيم، إذ كان آدم فى تلك الحالة خاطئاً متعدياً مخالفاً يسمع الأحكام الصادرة
المحكوم بها عليه. فهل يليق بقداسة الله ونزاهته وعدله أن يخاطب الخاطئ العاصى
بلغة التعظيم كأنه يعظم الجريمة ومقترفها؟

 

هوذا أمامنا المحاكم فى
كل بلاد العالم إذا ما ثبتت أمامها جريمة المجرم وأصدرت حكمها الصارم بقصاصها
العادل على مجرم وكان يحمل أكبر الالقاب، فهل تخاطبه بلغة التعظيم وتقول له نبلك
وشرفك وسعادتك؟ أم تخاطبه بلغة تجرده من كل لقب كنفر ليس بعادى وحسب بل بصفته محتقراً
ومن أكبر المحتقرين؟.

 

الخطية الموروثة
ونتائجها: (*)

خطية آدم ونتائجها
المترتبة عليها ورثها نسله

والدليل على أن خطية
آدم ونتائجها المترتبة عليها قد ورثها نسله ما نشاهده فى سلوك البشر إذ تلوثوا
بالشرور وتدنسوا بالفجور. وها تاريخ العالم مملوء من كل إثم وزنا وشر وطمع وخبث،
مشحونين حسداً وقتلاً وخصاماً ومكراً وسوءاً، نمامين مفترين مبغضين سالبين متعظمين
مدعين مبتدعين شروراً، غير طائعين للوالدين، بلا فهم ولا عهد ولا حنو ولا رضى ولا
رحمة (رومية 1: 29-31)، لا فرق بين العامة والخاصة بين الأنبياء والشعب ولا تمييز
بين العلماء والجهلاء، إذ استوى الجميع فى ارتكاب الخطايا المتنوعة.

 

والواقع يؤيد ذلك. فإن
العقاب الذى حل على آدم نراه قد حل على جميع نسله أيضاً:

فكما أن آدم حكم عليه
بأن يطرد من الجنة ويعيش فى الأرض يأكل خبزه بعرق جبينه، هكذا أولاده إلى هذا
اليوم يأكلون خبزهم بعرق جبينهم.

وكما أن الأرض لعنت
لأجل آدم فأخرجت له شوكاً وحسكاً هكذا لا يزال أولاده يعانون نتائج لعنة الأرض،
فتدمى أيديهم وأرجلهم بهذا الشوك والحسك الذى ينبت لهم بعد عنائهم وتعبهم فى تفليح
الأرض، فيفسد عليهم زرعهم ويكون نتيجة خائبة لمجهودهم.

وكما حكم على حواء: تكثيراً
أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، هكذا بناتها إلى هذا اليوم ورثن هذا الحكم،
إذ مازلن يقاسين آلام الولادة وأوجاع المخاض ويصلن إلى حد الموت حتى يلدن.

وكما حكم على آدم لأنه
تراب وإلى تراب يعود، هكذا ورث أولاده هذا الحكم أيضاً، وهم وهن كل يوم يموتون
ويدفنون فى التراب.

وكذا السلطان الذى أعطى
لآدم على الحيوانات صار لنسله أيضاً.

 

خطايا الأنبياء

والدليل الأكبر على
وراثة الجنس البشرى لخطية آدم هو وقوع الأنبياء فى الخطايا الجسام كما سبقت
الإشارة، لأنه لو لم تكن خطية آدم قد سرت إلى عموم نسله وأصبحت طبيعتهم فاسدة
وخاطئة لما كان الأنبياء الذين حملوا إلى الناس وحى الله يسقطون فى الخطية والإثم،
لأنهم أولى الناس بالطهارة والقداسة ممثلين لقداسة، الله الذى أرسلهم.

 

وإليك ما ورد فى القرآن
والأحاديث الإسلامية عن خطايا الأنبياء:

 

خطية نوح

لقد ذكر القرآن خطية
نوح عندما دعا على المشركين فقال: ” ولا تزد الظالمين إلا ضلالا.. وقال لا
تزر على الأرض من الكافرين دباراً. ثم قال: ربى اغفر لى ” (سورة نوح). وقال
المفسرون من أئمة الإسلام: إنه لما دعى على الكفار قال رب اغفر لى يعنى ما صدر من
ترك الأفضل.

 

خطية إبراهيم

ذكر القرآن خطية
إبراهيم إذ قال. ” فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربى ما أفل قال لئن لم
يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين.. فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا
أكبر” (سورة الأنعام).

وفى (سورة البقرة) ذكر
لإبراهيم خطية من أكبر الخطايا، هى خطية الشك: ” وإذ قال ابرهيم ربى أرنى كيف
تحيى الموتى. قال أو لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبى”. والشك فى قدرة الله
كفر باعتراف جميع الأديان.

وورد فى القرآن أن
إبراهيم كذب، كما جاء فى (سورة الصافات) قوله: ” فنظر نظرة فى النجوم
فقالإأنى سقيم” (وفى سورة الانبياء) عندما قال: “بل فعل كبيرهم”.
وقال مفسرو القرآن: لما كسر إبراهيم الأصنام دعاه نمرود الجبار وأشرف قومه قالوا: أأنت
فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال: بل فعله كبيرهم هذا،فاسألوهم إن كانوا ينطقون.
وعن أبى هريرة أن رسول الله (ص) قال لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات، اثنتين منهم
فى ذات الله قوله إنى سقيم وقوله فعله كبيرهم وقوله لسارة هذه أختى حين أراد
الجبار القرب منها (رواه البخارى ومسلم).

 

خطية موسى النبي

وكذلك موسى النبى
العظيم قد ذكر له القرآن خطية القتل كما ورد فى (سورة القصص) قوله: ” ودخل
المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان، هذا من شيعته وهذا من
عدوه فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه فركزه موسى فقضى عليه، قال هذا من
عمل الشيطان، إنه عدو مضل مبين. قال رب إنى ظلمت نفساً فاغفر لي “.

(وفى سورة الشعراء) قال:
” فعلتها إذاً وأنا من الضالين “.

(وفى سورة الأعراف)
يقول ” ولما رجع موسى إلى قومه غضبان آسفاً قال يئسما خلفتمونى من بعدى
أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه.. قال رب اغفرلى ولأخى
“.

 

خطية سليمان الحكيم

وقد ذكر القرآن أيضاً
خطية سليمان الحكيم فقال عنه: ” إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد فقال إنى
أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب قال ربى أغفر لى ” (سورة ص).

ومع أن المسلمين يقولون
عن محمد (ص) إنه أفضل المرسلين، فإن القرآن قد ذكر له خطاياه، وكذلك الأحاديث.

فقد ورد فى (سورة
الضحى) عن محمد (ص): ” ووجدك ضالاً فهدى ووجدك عائلاً فأغنى. والضلال هو
عبادة الأوثان والميل إلى مدحها”. فجاء فى سورة الحج قوله ” وما أرسلنا
من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته، فينسخ الله ما يلقى
الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم” قال ابن عباس وتبع المفسرين
سواء كانوا متقدمين أو متأخرين. لما رأى محمد (ص) تولى قومه عنه وشق عليه ما رأى
من مباعدتهم عما جاء به من الله، تمنى فى نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب بينه
وبين قومه لحرصه على إيمانهم، فكان يوماً فى مجلس لقريش فأنزل الله سورة النجم
فقرأها محمد (ص) حتى بلغ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى (ألقى الشيطان
على لسانه ما كان يحدث به نفسه ومعناه) وهو (تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن
لترتجى). فلما سمعت قريش ذلك فرحوا به. ومضى محمد (ص) فى قراءته فقرأ السورة كلها
وسجد فى آخرها وسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع من فى المسجد من المشركين. فلم يبق
فى المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد. وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم،
ويقولون قد ذكر محمد (ص) آلهتنا بأحسن الذكر. وقالوا قد عرفنا أن الله يحيى ويميت
ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده. فإن جعل محمد (ص) لها نصيباً فنحن معه. فلما
أمسى الرسول أتاه جبريل فقال يا محمد (ص) ماذا صنعت؟ لقد تلوت على الناس مالم آتيك
به عن الله. فحزن محمد (ص) حزناً شديداً وخاف من الله تعالى خوفاً كبيراً، فأنزل
الله هذه الآية ” وما أرسلنا إلى الخ “.

ورد فى الحديث أن
محمداً (ص) قال إنه ليغان على قلبى، فاستغفر الله فى اليوم سبعين مرة وقوله يغان
أى أن الشيطان يغشى قلبه.

وجاء فى (سورة الأحزاب).
” يا أيها النبى اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين”. وأيضاً
“ووضعنا عنك وزرك الذى أنقض ظهرك” (سورة الم نشرح) وقوله ” ليغفر
لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر” (سورة الفتح) وقوله. ” واعلم انه لا
إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات” (سورة محمد) وعن أبى هريرة
قال. سمعت الرسول يقول إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم سبعين مرة.

ولما كان محمد (ص)
شاعراً بأنه كغيره من البشر قال: إن ملاكين شقا بطنه وأخرجا الغل والحسد منه. قال:
جاءنى رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه، فأضجعنى لحلاوة القفا، ثم شقا بطني، فكان
يختلف بالماء فى طست من ذهب، والآخر يغسل جوفى ثم شق قلبى فقال: أخرج الغل والحسد
منه، فأخرج منه العلقة السوداء، وهى حظ الشيطان، وهى مغمزة لأنها محل الغل والحسد.
وقالوا إنه تكررت هذه العملية نحو خمس مرات، فأن العلقة كانت مجزأة إلى أجزاء.

 

وكل هذا يدل دلالة
صريحة على أن جميع البشر ولدوا بالخطايا وصوروا بالآثام التى ورثوها عن أبيهم آدم،
وفعلوها بإرادتهم، لا فرق بين إنسان وإنسان إذ الجميع أخطأوا، كما أخطأ جميع
الأنبياء أيضاً، مما دل على أن نسل آدم جميعه ورث الخطية والشر عن آدم.

 

ذرية آدم وحكم الموت

والآن وقد ثبت من
الكتاب المقدس والقرآن الكريم أن البشر قاطبة خطاة ورثوا الخطية عن آدم أبيهم وأن
جزاء الخطية الذى وضعه الله لآدم هو الموت.

وإذ قد ثبت ذلك فإننا
نتساءل ما هو المراد بالموت؟

معلوم أن آدم وكل بشرى
مولود من آدم هو روح وجسد، والوصية تتعلق بالروح وتختص بها لأن الجسد الحيوانى لا
تتوجه إليه الوصية رأساً، بل عن طريق الروح، فالجسد تابع والروح متبوع. فالحكم
بالموت ينصب أولاً على الجزء المدرك العاقل، ثم على الجسد ثانياً، أو بعبارة أوضح
أن الحكم بالموت صدر على الهيكل الآدمى بما اشتمل، لأنه لو كان الحكم بالموت على
آدم على الجسد فقط للزم أن يموت آدم فى الحال عندما أكل من الشجرة، لأن كلمة الله
لا تسقط ولا توجد قوة فى العالم تستطيع أن تعيق نفاذها. أما وأن آدم لم يمت حالما
أكل بل بقى بعد الأكل والمخالفة مدة 930 سنة، فيكون الأمر أن آدم عند أكله من
الشجرة نفذ فيه حكم الموت روحياً، أعنى انفصلت روحه عن الله الذى هو روح الأرواح..
وهذا ما يسمى بالموت الروحى، كما أن الموت الجسدى يكون بانفصال الروح عن الجسد.

وهذا ما أشار إليه
القديس بولس الرسول بقوله: ” وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا”
(افسس 2: 1،5) وقوله “ونحن أموات بالخطايا أحياناً مع المسيح” (افسس 2: 5)
فهل يا ترى كان بولس وأهل افسس أمواتاً بالجسد ومدفونين فى الأرض أم كانوا موتى
بالروح بسبب الخطايا والذنوب

وقد قال الإمام الفخر
الرازى فى هذا الصدد فى تفسيره لقول القرآن الكريم عن السيد المسيح إنه ” روح
الله” قال: هو روح الله لأنه واهب الحياة للعالم فى أديانهم. وقال الإمام
البيضاوى فيها: إنه دعى روح الله لأنه يحيى الأموات وقلوب البشر.

ومعلوم أن الأديان هى
علاقة الروح بالله وأن القلوب هى مركز الإيمان والحياة الروحية من شعور وعواطف
كانت مائتة فأحياها المسيح. وهذا معناه الموت الروحى الذى وقع على آدم وبنيه.

وإذا كان الله قد حكم
على آدم وبنيه فى شخصه بالموت الروحى والجسدى، فإما أن يموت الجنس البشرى موتاً
أبدياً بالروح والجسد وإما أن يسامحهم الله ويمنحهم الغفران.

 

الإنسان وحاجته إلى
الغفران

وحاجة الناس إلى
الغفران بادية وظاهرة فى الكتب الإسلامية. ولكى تدرك هذه الحقيقة أضع أمامك ما جاء
فى القرآن والأحاديث عن حاجة الإنسان إلى الغفران والخلاص من الخطية، وأنهما حجر
الزاوية الذى تبنى عليه سعادة الإنسان وانشراح صدره، فقد جاء فى (سورة الانشراح)
قوله تعالى لمحمد (ص): ” ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذى أنقص ظهرك
ورفعنا لك ذكرك”. فمن هذا النص ترى أن الله لما شرح صدر محمد(ص)كان عن طريق
رفع خطاياه الثقيلة التى أحنت ظهره. وقد جاء فى الأحاديث أن محمداً(ص)ما كان يهمه
طيلة اليوم إلا غفران خطاياه كما جاء فى حديث البخارى الجزء الرابع ص 66 عن أبى
هريرة قال: سمعت رسول الله(ص) يقول: والله إنى أستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم
أكثر من سبعين مرة. وعن ابن مسعود عن النبى(ص)قال إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد
تحت جبل يخاف أن يقع عليه. لذلك فإن الاستغفار والشعور بالحاجة إلى الغفران يفوق
كل لذة وسعادة فى الدنيا. وإن الغفران هو الكل فى الكل فى حياة الإنسان وسعادته.

 

الغفران وكيفية حصول
البشرية عليه:

هل تحصل عليه بالأعمال،
وقد اختلت الطبيعة البشرية بالخطية وفسدت بالآثام، فصار كل ما يصدر عن البشر من
الأعمال فاسداً (*) عملاً بالمبدأ المنطقى ” المبنى على الفاسد
فاسد” “والإناء ينضح ما فيه”. أما حاول البشر أن يعملوا صلاحاً وأن
يصلحوا ما أفسدته الخطية من طبيعتهم فافرغوا جهد الطاقة وجربوا أصول الفلسفة
والتهذيب الأدبى وباشروا أشق أعمال إنكار الذات، ومع ذلك فلم يقدروا أن يجعلوا ثمر
الشجرة البشرية جيداً بل زادوا شراً فوق شر وكانوا كما قال السيد المسيح “هل
يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً” (متى 7: 16) وذلك تبياناً لعجز
البشر عن الصلاح كما قال صاحب المزمور. ” الكل قد زاغوا معاً وفسدوا. ليس من
يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد” (مزمور 14: 3).

وما الذبائح العديدة
التى نحرها الناس من يهود ووثنيين ومسلمين يومياً إلا دليل عجز الناس عن القيام
بالشرائع الإلهية وعجزهم عن العمل حسب مطاليبها ووقوعهم الدائم فى الأعمال الشريرة.
وما استغفار الأنبياء والناس عموماً ومحمد (ص) ضمنهم إلا دليل هذا العجز عن الصلاح
والأعمال الصالحة.

وما أعمال البشر التى
يظنونها صالحة إلا كثوب عدة (إشعياء 64: 6) لأن الشجرة الردية تخرج ثمراً ردياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار