المسيحية

رؤية الله متجسداً



رؤية الله متجسداً

رؤية
الله متجسداً

يخبرنا
القرآن وكذلك السنة النبوية أن الله سوف يأتى فى اليوم الأخير..


وجاء ربك والملك صفا صفا
à“. (الفجر/22)


وهل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر وإلى الله
ترجع
الأمور
à “.
(البقرة/210)

جاء
فى التفسير: “أن الله ينزل لفصل القضاء بين الأولين والآخرين”. (
[1])

وعن
أبى هريرة عن الرسول (ص) قال: ” أن الله تبارك إذا كان يوم القيامة ينزل إلى
العباد ليقضى
بينهم،..”. (
[2])


لذلك أجمع الفقهاء على ثبوت المجئ لله تعالى..” (
[3])

من ناحية أخرى يخبرنا
القرآن وكذلك السنة النبوية أن المؤمنين سيرون ربهم:


وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة “. (القيامة/22، 23)

[وفى
تفسير(يونس/26) قال الإمام أحمد: قال الرسول: “.. فيكشف لهم الحجاب، فينظرون
إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه، ولا أقر لأعينهم
“.

وجاء
فى تفسير الطبرى عن النبى (ص): قال: ” الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه
الله عز
وجل “.] (
[4])

وجاء
فى صحيح الإمام مسلم: ” إن الله يتجلى للمؤمنين يضحك “. (
[5])

وفى
كتاب الإيمان للإمام مسلم يوجد باب بعنوان: ” إثبات رؤية المؤمنين فى الآخرة
ربهم سبحانه
وتعالى “. (
[6])


لذلك أجمع فقهاء السنة على وجوب رؤية الله يوم القيامة بإعتبارها واجبة فى
النقل
جائزة فى العقل.” (
[7])

 

قال
عكرمة: سمعت ابن عباس يقول: ” رأى محمد ربه تبارك وتعالى فقلت أليس الله
يقول (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الإبصار)
..؟

فقال
لى لا أم لك – ذاك نوره، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء “. (
[8])

 

مما سبق يتضح (بالقرآن والسنة) الآتى:

1-         
أن الله سيجئ.

2-         
أن المؤمنين سيرونه.

3-    فى
نفس الوقت لا تدركه الأبصار إذا تجلى بنوره (أى بلاهوته)، لذلك لا يكلم أحداً إلا
وحياً أو من وراء حجاب (النقطة [1]). فكيف سيكون المجئ وستكون الرؤية؟

ليس هناك إجابة إلا أنه
سيجئ حاجباً لاهوته أى متجسداً، فلا يوافق المجئ والرؤية إلا هذه الصورة*!!

وقد
أوضح الكتاب (التوراة والإنجيل) ذلك:

ففى
(دانيال 7: 13،14): “كنت أرى فى رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن
الإنسان أتى وجاء
إلى قديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطاناً ومجداً
وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول
وملكوته ما لا ينقرض “.

وفى
(متى 24: 30, 31): ” وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان فى السماء. وحينئذ تنوح
عليه جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الانسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد
كثير
. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع رياح ومن
أقصاء السموات إلى أقصائها “.

وفى
(رؤيا يوحنا1: 7, 8): “هوذا يأتى مع السحاب وستنظره كل عين والذين
طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض. نعم آمين. أنا هو الألف والياء البداية والنهاية
يقول الرب الكائن والذى كان والذى يأتى القادر على كل شيئ“.

 

شبهة
وهمية في الموضوع
– وهي: لا يمكن أن يكون المسيح إلهاً.. لأن احتجاب الله في
جسد بشري لا يليق به وتقليل من قَدرِه وشَأْنِه سبحانه!!

فهل احتجاب
الله ف
ي جسد بشري لا يليق به
أو يقلل من قدره وشأنه سبحانه؟؟

الإجابة:

 أولاً: الديانة
المسيحية لا تنظر إلى الجسد أو أى من أجهزته البيولوجية على أنها شيئ نجس فحاشا
لله أن يخلق آدم على صورته (صورة الرحمن) [أنظر الفصل الأول] ثم يكون فى آدم شيئ
نجس.

من أين تأتى النجاسة
إذن؟
!

تأتى النجاسة من الفكر
أما الأعضاء فى حد ذاتها فمخلوقة طاهرة لذلك قال الكتاب: ” كل شيئ طاهر
للطاهرين”. (تيطس 1: 15)

يقول د. على عبد الفتاح
المغربى:

 ” الأشياء لا
تحمل حسناً أو قبحاً فى حد ذاتها، بل يتحدد الحسن والقبح نتيجة لحسن أو سوء
استخدامنا
لها “. ([9])

فالمهم الفكر الذي يؤدى
إلى حسن أو سوء استخدام الأعضاء البشرية. وعلى ذلك فالذى ينجس الانسان شيئ واحد
فقط ” الخطيئة “. لأنها تفصل الانسان عن مصدر الطهر والقداسة.

 ثانياً: يقول القرآن:
” لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ “. (التين/4)

أى ليس فيه شيئ نجس ولا
توجد عملية بيولوجية (ضرورية لحياته) تنجسه.

يقول أيضاً: ”
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا.. “.
(الإسراء/61)

و(الحِجر/29)

فإذا كان به ما ينجسه
فهل يأمرالله الملائكة بالسجود له وهم المخلوقون من نُوْر
(حسب
السُّنَّة).

ويقول أيضاً: “إنِّىْ
جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيْفَةً “. (البقرة/30)

فهل يخلق الله خليفة له
فى الأرض به ما يعيب او يشين!!

ويقول أيضاً: ”
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ “. (الإسراء/70)

فهل كرمه بأجهزة
بيولوجية تعيبه؟
!.

 ثالثاً: إبراهيم أبو الأنبياء..
كان له جسد يأكل ويشرب ويذهب للغائط ومع ذلك كان “خليل الله”.

 موسى النبى..
كان له جسد يأكل ويشرب ويذهب للغائط ومع ذلك كان “كليم الله”.

 النبى (ص)..
كان له جسد يأكل ويشرب ويذهب للغائط وقيل أنه “حبيب الله”.

وفى قصة المعراج صعد
إلى الحضرة الإلهية بكل جسده وبكل الأجهزة البيولوجية ولم تكن عملية شق الصدر إلا
لإخراج مغمز الشيطان.. إلخ. (
انظر الفصل الأول). ولم نسمع أن الأجهزة
البيولوجية تم تطهيرها أو إخراج شيئاً منها.

 أليس هذا دليلاً
كافياً على أن الذى يعيب الانسان الخطية والنجاسة الناشئة عن الانحراف بالفكر وليس
الأعضاء فى حد ذاتها. الناس جميعاً تذهب للغائط مع ذلك يقول القرآن أن الله أقرب
إليهم من حبل
الوريد. (سورة ق/16).

 كان النبى إذا برز (فى
الغائط) سمع منادياً يناديه: يا محمد، وكان هذا
الصوت من
السماء. (
[10])

يقول الحديث القدسى: إن
الله سمع عبده الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به، ويده التى يبطش بها، ورجله التى
يمشى بها،.. (
[11])

يقول الحديث القدسى: ”
إذا جاءنى عبدى ماشياً آتى إليه مهرولاً “. (
[12])

من أجل الانسان ينزل
الله كل ليلة فى الثلث الأخير من الليل ليغفر لمن يستغفر.. (
[13])

 هذه هى
مكانة الانسان “العبد” بأجهزته عند الله.. كيف
نقول بعد ذلك
أن العمليات البيولوجية تقلل من قدره أو تنجسه وتعيبه؟ وتعيبه عند من؟ عند الله –
خالقها – كيف؟!

رحم المرأة أخذ بحقوá الرحمن وكلمه. ([14])

 سعد بن معاذ
(صحابى من الأنصار).. كان يأكل ويشرب ويذهب للغائط والسنة الصحيحة تؤكد أن ”
عرش الرحمن اهتز لموته “!! (
[15])

قال الله فى الكتاب
المقدس: ” لذاتى مع بنى آدم” (أمثال8: 31) – بكل ما فيهم!

لأنه هو خالق البشر..

كما أن المسيح لم يستمر
في جسد الضعف هذا بل عاد للسماء ممجداً بالمجد الذي كان له قبل كَون العالم كما
جاء في الإنجيل (يو17: 5).

 نستنتج من
ذلك أن فكرتنا عن الجسد فكرة خاطئة يجب أن نغيرها- هذه الفكرة هى التى جعلت البعض
يرفض بشارة الكتاب.. أن ” الله الكلمة ” تجلى فى جسد الانسان يسوع
من أجلنا**. رغم أن الكل يعرف أن هذا الجسد سبق وطهره الله***!!

جاء في صحيح البخاري: “لو تعلمون
ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً
” (232)



à قال إمام فرقة الحابطية
( أحمد بن
حا
بط ) : أن المسيح هو
المراد بهايتين الآيتين
“. ( الملل والنحل للشهرستانى– طبعة سابقة- ص54
)
.

* هناك بعض
الأحاديث التي قد تلقي الضوء على ما نريد توضيحه – مثلاً الحديث القدسي : ”
إن الله يوم القيامة يأتي الناس في الصورة التي يعرفون ” فما هي الصورة التي
يعرفون ؟! [ الأحاديث القدسية .. – المكتبة القيمة – ص325 ، 354 – مصدر سابق ] .
وحديث آخر ” الله خلق آدم على صورة الرحم ” . [ سبق ذكر الشاهد في الفصل
الأول ] .

á الحقو
: الأزرار والخصر.. ( مصدر 17 ) .

** توضيح هذه العبارة جاء في بحث
“الكفارة بالفداء ومعنى الشفاعة في الأديان الثلاثة”.

*** بحسب القرآن : ( أنظر آل
عمران/ 42- والتفاسير بالفصل الأول – النقطة [2/ ب] .

وبحسب
الإنجيل : “الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس
المولود منك يدعى ابن الله”. ( لو1: 35 ) .



[1] تفسير ابن كثير ( سورة
البقرة ) – الطبعة السابقة – المجلد الأول – ص263 .

[2] الأحاديث القدسية –
المكتبة القيمة – مصدر سابق – ص278 .

[3] دفاع عن الرسول – صالح
الوردانى – مصدر سابق – ص210 .

[4] تفسير ابن كثير – الطبعة
السابقة – المجلد الرابع – ص199 .

[5] تفسير ابن كثير – الطبعة
السابقة – المجلد الثامن – ص305 .

[6] تفسير ابن كثير – الطبعة
السابقة – المجلد الرابع – ص115 .

[7] دفاع عن الرسول – مصدر
سابق – ص205 . أنظر أيضاً الملل والنحل للشهرستانى – مصدر سابق – ص 68 , 87 .

[8] تفسير ابن كثير – الطبعة
السابقة – المجلد الثالث – ص304 .

[9] د. على عبد الفتاح المغربى
– حقيقة الخلاف بين المتكلمين – مصدر سابق – ص6 .

[10] أسباب النزول للواحدى
النيسابورى – دار الحديث – القاهرة – تحقيق أيمن صالح شعبان – طبعة رابعة
1419هـ-1998م – ص23 .

[11] الأحاديث القدسية –
المكتبة القيمة – مصدر سابق – ص81 .

[12] رواه البخارى ومسلم وابن
ماجد والترمذى – المصدر السابق – ص61 .

[13] رواه البخارى ومسلم عن أبى
هريرة ( البخارى 7494 , مسلم 758- 168 ) .

[14] الأحاديث القدسية –
المكتبة القيمة – مصدر سابق – ص113- 116 .

[15] فتح البارى بشرح صحيح
البخارى – الناشر: دار الغد العربى – المجلد الحادى عشر – حديث 3803 – ص109 . وقد
جاء تحت عنوان : ثبوت حديث اهتزاز العرش عن عشرة من الصحابة (ص111) ما يلى :

“… وقد جاء حديث اهتز
العرش بسعد بن معاذ عم عشرة من الصحابة أو أكثر وثبت فى الصحيحين فلا معنى
لإنكاره”. ( فتح البارى … – كتاب مناقب الأنصار – باب مناقب سعد بن معاذ
رضى الله عنه ) .

232 تفسير ابن كثير ( سورة
المائدة ) – الطبعة السابقة – المجلد الثالث – ص198 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار