المسيحية

دور المسيح في يوم الدين



دور المسيح في يوم الدين

دور
المسيح في يوم الدين

لا
يعترف القرآن بالشفاعة قي يوم الدين الا لمن ارتضى من الملائكة، وللمسيح وحده من
دون العالمين والمرسلين أجمعين.

1)
الشفاعة في يوم الدين لله وحده: (لله الشفاعة جميعا) الزمر 44، ” (يومئذ لا
تنفع الشفاعة) طه 109؛ (ولا تنفع الشفاعة عنده) سباء 23.

ففي
يوم الدين: (لا يقبل منها شفاعة) البقرة 48 ؛ (ولا تنفعها شفاعة) البقرة 123، (يوم
لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة) البقرة 254. فيوم الدين (يوم لا تملك نفس لنفس
شيئا، والامر يومئذ لله) الانفطار 7.

وبحسب
القرآن لا يسمح الله بشفاعة إلا الملائكة المقربين، ضمن حدود وقيود: (وكم من ملاك
في السماء لا تغني شفاعتهم شيئا، إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) النجم
26، (يوم يقوم الروح والملائكة صفا، لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا)
النبأ 37، ولا يشفعون الا لمن ارتضى) الأنبياء 26؛ (الذين يحملون العرش، ومن حوله،
يسبحون بحمد ربهم، ويؤمنون به، ويستغفرون للذين آمنوا: وسعت كل شيء رحمة وعلما،
فاغفر للذين تابوا وقهم عذاب الجحيم) غافر 7.

فالذين
يحملون العرش، ومن حوله من الملائكة، لهم وحدهم السماح بالشفاعة لمن ارتضى: وهم
الملائكة المقربين. فوحدهم لهم الشفاعة مشروطة.

 

2)
ويستند أهل السنة والجماعة إلى ثلاث آيات ليثبتوا الشفاعة لمحمد في يوم الدين:

 

1)
(ومن الليل فتهجد به نافلة لك، عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا، وقل: ربي أدخلني
مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) الإسراء 79.

فالآية
تعني المقام المحمود في الدنيا بنصرة الله له. وهبها تعني المقام المحمود في
الآخرة، فلا شيء يوحي بالشفاعة.

 

2)
(والضحى والليل إذا سجى، ما ودعك ربك وما تلى! وللآخرة خيرا لك من الأولى، ولسوف
يعطيك ربك فترضى) الضحى.

القرائن
كلها تدل على ان الآخرة المذكورة هي الآخرة في سيرة النبي ودعوته، لا الآخرة في
يوم الدين. وهب انها تعني الآخرة في يوم الدين، فعطاء الله للنبي فيرضى لا يقتضي
حكما بالشفاعة لان صريح القرآن ينفيها عن الخلق، الا الملائكة المقربين.

 

3)
(يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، نورهم يسعى بين أيديهم (قدامهم): ربنا
أتمم لنا نورنا واغفر لنا، انك على كل شيء قدير) التحريم.

فالنبي
ومن معه يستغفرون لأنفسهم في يوم الدين حتى يتم الله لهم نوره فيعبرون الصراط الى
الجنة: فكيف يشفعون بالآخرين؟!.

 لجوء
القوم الى هذه الآيات المتشابهات لاثبات الشفاعة للنبي في يوم الدين، دليل على ان
محكم القرآن وصريحه لا يقول بشفاعة لمحمد في يوم الدين: (أفمن حق عليه كلمة
العذاب، أفأنت تنقذ من في النار)؟! الزمر 19- وبعد القرآن لا عبرة بما جاء في
الحديث.

 

3)
فهل يقول القرآن بشفاعة للمسيح؟

في
البشارة بالمسيح تقول الملائكة: (يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه، اسم المسيح،
عيسى، ابن مريم: وجيها في الدنيا والآخرة، ومن المقربين) العمران 45. أي (ذا جاه
عند الله في الدنيا بالنبوة، وفي الآخرة بالشفاعة والدرجات العلا!) هكذا فسره جميع
المفسرين من البيضاوي الى الزمخشري الى الرازي الى الجلالين الخ. ولنا في الآية
قرينة على صحة التفسير، من جعل المسيح (من المقربين) أي الملائكة الذين يحفون بعرش
الله، (ويستغفرون لمن في الأرض).

وفي
محاكمة الرسل يوم الدين يستجوب الله عيسى في عبادة الناس له وتأليهه، فينكر بأدب
حم نسبتها له، ويقول: (إن تعذبهم فانهم عبادك، وان تغفر لهم فانك أنت العزيز
الحكيم) المائدة 113-121. هذا مثال حي من القرآن على شفاعة المسيح في يوم الدين.
ولا نرى في القرآن أحدا من الملائكة ولا من الرسل يقف هذا الموقف الاستغفاري
الاستشفاعي الا المسيح وحده.

فالمسيح
الشفيع في يوم الدين آية للعالمين والمرسلين.

تلك
هي سيرة المسيح له كل مجدا وكرامة في القرآن، لا تدانيها سيرة من سير الأنبياء ولا
سيرة نبي القرآن!.

فقد
استجمع الله آياته في سيرة مسيحه. سيرة الأنبياء، تقوم على دعوتهم ولا تتخطاها إلى
ما قبلها وما بعدها في الزمن إلى يوم الدين. فالمسيح وحده، في نظر القرآن، كانت
سيرته معجزة في مولده من الذرية المصطفاة على العالمين، وفي رفعه حيا إلى السماء،
وفي رجوعه لليوم الآخر علما للساعة، وفي دوره في يوم الدين. وحده يتخطى دوره
رسالته، في زمانها.

وحده
استجمع الله في سيرته عظيم معجزاته، حتى كانت سيرته (آية للعالمين) من دون
المرسلين أجمعين.

وسيرته
المعجزة دليل رسالته المعجزة، وشخصيته المعجزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار