علم الانسان

حياة الشركة فى الاسرة المسيحية



حياة الشركة فى الاسرة المسيحية

حياة
الشركة فى الاسرة المسيحية

 1-
الاسرة المسيحية هى اللبنه الاولى فى بناء المجتمع وبسلامتها وحمايتها يشمخ هذا
البناء ويتدعم. واذا كان المجتمع يعتبر ان الاسرة هى نواته واساس تماسكه. فان
الاسرة المسيحية هى اساس وبنيان الكنيسة. وقد شبة القديس بولس الرسول وحدة الرجل
مع المراة فى سر الزيجة بوحدة المسيح مع الكنيسة (رسالة بولس الرسول الى اهل افسس
5، 31 و32) واذا استطاع الرجل والمراة فى شركة الحياة الزوجية ان يكونا فكرا واحدا
وقلبا روحيا واحدا. فانهما يستطيعان ان يضما اطفالهم فى ظل هذه الوحدة المقدسة

2-
ان النسل فى المسيحية هو الثمرة الطبيعية لشركة الحب بين الرجل والمراة وقد حدد
بولس الرسول ذلك فى رسالته الى اهل افسس

واما
انتم الافراد فايحب كل واحد امراته هكذا كنفسه واما المراة فلتهب رجلها

 (رسالة
بولس الرسول الى اهل افسس 5: 33)

وقد
وضع الله فى كل من الرجل والمراة استعداد جسديا وسيكولوجيا كفيلا بمعاونة كل منهما
على اداء المهمة المنوطة به فان مهمة الرجل الاساسية هى سد المطالب المادية للاسرة
وتحقيق امنها وامانها بينما وجهت المراة فى روحها وفى جسدها الى غاية اساسية وهى
الامومة وقد جبلت المراة على التضحية لان اتجاهها الطبيعى ان تهب نفسها لرجلها
ولطفلها

3-
هذا التكامل بين شريكى الزواج هو تدبير الهى يدفع كلا من الرجل والمراة الى تخطيط
حياتهم فى ظل ما رسمه السيد المسيح لهما

“..
يكون الاثنان جسدا واحدا اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذى جمعه الله لا يفرقة
انسان ”

 (انجيل
متى 19: 5 و6)

من.
ذلك يتضح ان الزواج فى المسيحية يحتم وحدة الشريك من ناحية ودوام الشركة من ناحية
اخرى ووحدة الشريك تحقق الاتحاد الوثيق الدائم بين الرجل والمراة كما تكفل بينهما
التضامن الكامل وتحقق المساواة الكاملة مما يحقق امن الشركة الزوجية مدى الحياة
ويتيح للزوجين حياة زوجية مستقره تكفل لعدد محدود من الاطفال كل مقومات التربية
السليمة

4-
لابد من الربط بين الانجاب وبين امكانات النمو الاقتصادى وحق الطفل فى حياة اسرية
وانسانية كريمة. فادراك الفرد لهذه المسئولية يدفعه الى التفكير الجدى وبمحض
اختياره. فى ان يكون الانجاب فى ضوء الامكانات الاقتصادية ومتطلبات الحياة التى
تدفعه بدورها الى تنظيم الانجاب. ولا شك ان هذا القرار يجبان يتم تخطيطه مشاركه
بين الام والاب. حتى يكون الانجاب متكافئا مع قدرة الرجل والمراة (الزوج والزوجة)
من كافة الوجوه الاقتصادية

5-
اهتمت المسيحية بالطفولة اهتماما بالغا كما حرصت الكنيسة على العناية بالاطفال
الذين باركهم السيد المسيح ودعاهم اليه

“..
دعوا (الاطفال) ياتون الى ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السموات ”

 (انجيل
متى 19. 14)

لذلك
ينبغى توفير الامكانات لاشباع نفسية الطفل بالحب والحنان

6-
يجب على الابناء أن يعرفوا قدر والديهم مع تقديم كل احترام وولاء وطاعة وخضوع لهما
فان اكرام الوالدين وصية الهية هى الوصية الخامسة من

والمسيحية
لا تعرف التعصب بل تنبذه فهى تدعو ملك السلام ان ينعم سلامه على جميع دون تمييز
وهى تسيع برسالتها لتشمل مسئوليتها العالم كله بلا ادنى تحيز او انحياز فهى تصلى
من اجل الجميع


من اجل البشر ومن اجل الخليقة المادية.


من اجل الرعاة والحكام والشعب والرعية.


من اجل المرضى والمسافرين والمنتقلين الى الابدية.


من اجل كل من على الارض. من اجل كل البشرية.

ولا
تقف رسالة المسيحى فى حيه للعالم عند حد الصلاة. بل تتعداه الى اتخاذ المواقف
الايجابية فهو ملتزم بالعمل لما فيه خير البشرية باستخدام كل قدراته الفكرية
وجهوده العملية. ومع هذه الايجابية يلزم ان يبقى الله هدفا لكل عمل من الاعمال
التى توفر الخير والرخاء والسلام والحرية

 

محبة
العالم تتنافى مع محبة الله:

أوصى
يوحنا الرسول فى رسالته الاولى.


لا تحبو العالم ولا الاشياء التى فى العالم. ان احب العالم فليست فيه محبة الاب.
لان كل ما فى العالم شهوة الجسد وشهوت العيون وتعظم المعيشة ليس من الاب بل من
العالم والعالم يمضى وشهوته واما الذى يصنع مشيئة الله فيثبن الى الابد

 (رسالة
يوحنا الرسول الاولى 2: 15 – 17)

هذه
الايات تبين لنا ان العالم فى حد ذاته لم يكن شريرا. ولكن الفساد الذى دخل الى
العالم خلسة بحسد ابليس. هو الذى ادى الى وجود ارادة مضادة لمشيئة الاب. اما ابليس
فهو رئيس هذا العالم الذى قال عنه الرب يسوع


ولا أتكلم أيضا معكم كثيرا لان رئيس هذا العالم ياتى وليس له فى شئ ولكن ليفهم
العالم انى احب الاب وكما اوصاتى الاب هكذا افعل..”

 (انجيل
يوحنا 14: 30 و31)

وابليس
هذا العدو المبين قد دين. وحكم عليه بصلب المسيح فقد سجل الوحى الالهى على لسان
القديس يوحنا


واما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين ” (انجيل يوحنا 16: 11)

وعلى
ذلك فان المسيح المؤمن.كما يحب العالم اى الناس والخليقة المادية كذلك يكره تيار
الشر والفساد الذى يلوث الشيطان به هذا العالم. فالمؤمن يحب الناس ولكنه يكره
الخطية.

ان
العالم الذى طالبنا الكتاب المقدس ان نقاومة يتمثل فى شهوة العيون وشهوة الجسد
ونعظم المعيشة.. فهذه ليست من الاب
، بل هى انواع الفساد والرذيلة من حقد
وكراهية وبفضاء وحسد ونميمة وكبرياء وتعال ونجاسة وكذب.. الخ. هذه كلها يسميها
الكتاب المقدس ” اعمال الظلمة ” التى اوصانا الا نشترك فيها. بل بالخزى
نقاومها.


فقد نجد من الناس من يميلون الى الكذب. ولكن علينا ان نصمد ونتمسك بالصدق والحق


وقد نجد منهم من يستخدمون الطرق الملتويه من رشوة ومحسوبية وغش.. وتضليل. ولكن
علينا ان نصمد ونتمسك بالامانة والاخلاص وعفة اليد


ومن الناس من يستعذبون استخدام العنف والسيطرة والتحكم لاذلال الاخرين ولكن علينا
ان نصمد ونتمسك بالوداعة دون ضعف. وبالرقة دون ليونه وبالحب دون جبن او خوف

ومنهم
من ينادون بمبادئ وخلقيات تختلف كثيرا عما نتعلمه من الكتاب المقدس. ولكننا كاولاد
الله نتمسك بالحق. حق الاستشهاد. فنقاوم تيار المادية او الالحادية. ونصمد امام
المبادئ الجاحدة او التيار الوافدة. وذلك من اجل حفظ الوصية والتمسك بالطهارة
والامانة والحياة المقدسة التى دعينا اليها يقول معلمنا بطرس الرسول فى رسالته
الاولى.” فمن يؤذيكم ان كنتم متمثلين بالخير ولكن وان تألمتم من اجل البر
فطوباكم. واما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا بل قدسوا الرب الاله فى قلوبكم
مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذى فيكم بوداعة وخوف ”

 (رسالة
بطرس الرسول الاولى 3: 13 و15)

ويقول
ايضا ” بل القدوس الذى دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين فى كل سيرة لانه مكتوب
كونوا قديسين لانى انا قدوس ”

 (رسالة
بطرس الرسول الاولى 1: 15و 16)


فلنحتفظ الوصية بلا دنس ولا لوم الى ظهور ربنا يسوع المسيح متذكرين قول الرسول
بولس ” بل انى احسب كل شئ ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى الذى
من اجله خسرت كل الاشياء وانا احسبها نفاية لكى اربح المسيح ”

(رسالة
بولس الرسول الى اهل فيلبة 3: 8)


واذا كنا كاولاد الله نورا فى العالم. فليست هناك شركة للنور مع الظلمة “..
لانه اية خلطة للبر والالم. واية شركة للنور مع الظلمة.. واية موافقة لهيكل الله
مع الاوثان..” (رسالة بولس الرسول الثانية الى اهل كورنثوس 6: 14 و16)


صفوة القول اننا نحب العالم الذى خلقه الله. ونصلى من اجل الجميع ونخدم الجميع بلا
ادنى تعصب او تمييز او تحيز ولكننا نابى ان نضع ايدينا فى عمل الشر او نتبع طريق
ابليس. اذ نردد مع بطرس الرسول قائلين “.. ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس
” (أعمال الرسل 5: 29)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار