المسيحية

تعريف معنى المعجزة



تعريف معنى المعجزة

تعريف
معنى المعجزة

المعجز
هو ما خرق عادة البشر من خصال لا تستطاع إلا بقوة إلهية تدل على ان الله تعالى قد
خصه بها تصديقا على اختصاصه برسالته، فيصير دليلا على صدقه على ادعائه النبوة.
راجع حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين1/13 وكتاب (لأنوار في شمائل
النبي المختار) 1/28-29.

 وقال
الزرقاني في كتابه (مناهل العرفان في علوم القرآن) على أنها: أمر خارق للعادة يعجز
البشر متفرقين ومجتمعين على الآتيان بمثله.

هي
أمر خارج عن حدود الأسباب المعروفة يخلقه الله تعالى على يد مدعي النبوة، عند دعوه
إياها، شاهدا على صدقه.

 وقد
عرفها الإمام الماوردي في كتابه (أعلام النبوة) بقوله: إذا كانت حجج الأنبياء على
أممهم هي المعجز الدال على صدقهم.

 والمعجزة
هي عبارة عن كتاب تأيد وتصديق، كتاب اعتماد مقدم من قبل الله لسفيره (نبيه –
رسوله) ليثبت أمام المرسل إليهم حقيقة بعثته وصدق رسالته

شروط
المعجزة

1-
أن تكون المعجزة خارقة للعادة غير ما اعتاد عليه الناس من سنن الكون والظواهر
الطبيعية.

2-أن
تكون المعجزة مقرونة بالتحدي للمكذبين أو الشاكين.

3-أن
تكون المعجزة سالمة عن المعارضة، فمتى أمكن أن يعارض هذا الأمر ويأتي بمثله، بطل
أن تكون معجزة.

 الإعجاز

الإعجاز:
إثبات العجز، والعجز: ضد القدرة، وهو القصور عن فعل الشيء.

والمعجزة
هي مصدر الإعجاز. والإعجاز وجه من اوجه المعجزة.

 

المعجزة

(وما
منعنا أن نرسل بالآيات إلا لأن كذب بها الأولون) الإسراء 59.

أصحيح
أن (المعجزات لم تصلح من قبل وسيلة لإقناع)؟؟.

 قال
الأستاذ عبد الله السمان (محمد الرسول البشر ص 89): ” وقد شق محمد لدعوته
طريقه إلى القلوب والعقول غير مؤيد بالخوارق – التي لم تصلح من قبل وسيلة
لإقناع”.

نشكر
هذا العالم المسلم ونسجل له تصريحه الجريء بأن الدعوة القرآنية لم تؤيد بمعجزة.
لكن نأخذ عليه وعلى أمثاله فلسفة هذا الواقع القرآني إن المعجزات لم تصلح من قبل
وسيلة لإقناع” كصدى لسورة الإسراء آية (59).

وها
الكتاب شاهد عدل على ان الدعوة الموسوية لم تنجح في مصر، ولم تنجح مع بني إسرائيل
إلا بفضل المعجزة.

وها
الدعوة المسيحية فأنها لم تنجح وتكتسح العالم، إلا بفضل المعجزة، وقيامة المسيح
ورفعه حيا إلى السماء، وذلك معجزة المعجزات.

 والقرآن
نفسه شاهد عدل على ان الدعوة السماوية تقوم اولا على المعجزة. فإن القصص القرآني
يشغل حيزا كبيرا في القرآن، وما يقصه إلا للتمثيل لأهل زمانه المشركين. وكل قصصه
يقوم على ذكر الدعوة والمعجزة التي أيدتها، ويختمه بمثل قوله: (وتلك أمثال نضربها
للناس) العنكبوت 43، الحشر21)، “يضرب الله الأمثال) الرعد 17، إبراهيم 25،النور
35، ” وضربنا لكم الأمثال (إبراهيم 45. فجدلية القرآن مع المشركين في قصصه
لاقامة الحجة عليهم بدعوة الرسل ومعجزاتهم.

 والقرآن
المكي صراع متواصل مع المشركين على تحديهم محمدا بمعجزة كالأنبياء الأولين لكي
يؤمنوا به: لن نؤمن حتى نؤتى ما أوتي رسل الله (الأنعام 124)؛ ثم يتهمون محمد بشتى
التهم إذ لم يأتيهم بآية معجزة: “فليأتنا بآية كما أرسل الأولون”
(الأنبياء 5). ويذهبون الى الأقسام المغلّظة أنهم يؤمنون اذا جاءهم محمد بمعجزة: “وأقسموا
بالله (لاحظ القسم بالله من قبل المشركين!!) جهد أيمانهم: لئن جاءتهم آية ليؤمن
بها! قل: إنما الآيات عند الله” (الأنعام 109). إن أهل مكة يجادلون محمدا في
المعجزة وسيلة للإقناع. فالمعجزة دليل النبوة الاوحد في نظرهم وفي نظر القرآن.
لذلك يسجل محمد عجزه عن معجزة، وامتناعهم عن الايمان: ” وما منع الناس أن
يؤمنوا، إذ جاءهم الهدى..إلا أن تأتيهم سنة الأولين” (الكهف 55)!

 فالمعجزة
“سلطان الله المبين” للبرهنة على صحة النبوة مع الاولين ومع الآخرين ومع
العالمين.

 فما
من رسالة من السماء آمن بها الناس إلا عن طريق المعجزة. تلك هي الشهادة القاطعة في
التوراة والإنجيل والقرآن. إنها الوسيلة الوحيدة لاقناع الناس، والواقع القرآني
شاهد عدل.

 فالقول
في سورة الإسراء اية 59، بأن الخوارق لم تصلح وسيلة للاقناع لان كذب بها الاولين،
تنقض القرآن نفسه والتاريخ ايضا.

للقران
فلسفة رائعة في ضرورة المعجزة لصحة النبؤة.

 فالقرآن
يسمي المعجزة “سنة الاولين” التي لا تبدل ولا تحول: ” فهل ينظرون
إلا سنة الاولين! فلن تجد لسنة الله تبديلا! ولن تجد لسنة الله تحويلا” (فاطر
43). وبدون معجزة لا يوجب الله على الناس الايمان: ” وما منع الناس أن يؤمنوا،
إذ جائهم الهدى، ويستغفروا ربهم، إلا أن تأتيهم سنة الاولين” (الكهف 55). فقد
امتنع مشركوا مكة عن الايمان بالدعوة القرآنية، ” بالحكمة والموعظة
الحسنة” لأنها لم تقترن بالمعجزة المطلوبة، “سنة الاولين”؛ ورضخوا
لها بالجهاد فيالمدينة ” بالحديد الذي فيه بئس شديد ومنافع للناس”
(الحديد 25). ففي فلسفة القرآن وفي عرف الناس جميعا، إن المعجزة سنة النبؤة: ”
لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله” (الانعام 124).

 والقرآن
يسمي المعجزة ايضا “السلطان المبين” من الله لتأيد رسله.

(ابراهيم
10؛ المؤمنون 45- 46؛ غافر 23-34. فالمعجزة هي دليل النبؤة الأوحد. فهل شهد القرآن
لمحمد بمعجزة؟

 

ما
بين الإعجاز والتعجيز

محمد،
عندما كان بشحمه ولحمه، موجودا بيننا، عجز عن الآتيان بمعجزة, بالرغم انه لوحق
معظم فترة دعوته، من معارضيه, وقبل أن يلجأ إلى العنف،بطلب الآتيان بمعجزة, فكان
ينفي عن نفسه، هذه القدرة.

وقول
البعض، ان معجزة محمد هي القرآن، هو قول باطل, بسبب ما شاب القرآن من مشاكل،
وأخطاء, حتى ان محمد لم يدعي أن القرآن هو معجزة بحرفة ولفظه, بل فقط في وحيه,
وحتى الإعجاز في الوحي كان متهم به، لعلم معارضيه, أن ما يأتي به، كان قد درسه,على
يد خبير عليم, وقد اتهموه بذلك ولم ينفي التهمة عنه.

أن
تحدي محمد معارضيه بالقرآن، لم يكن الا تحدي بالوحي,في سورة الإسراء جاء التحدي
الأول والأكبر لمحمد, بالقرآن: “قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل
هذا القرآن، لا يأتون بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا”(88), أن التحدي في
هذه الآية بالقرآن صريح، ولكن ما معناه؟؟.

لنفهم
ماذا تعنيه هذه الآية علينا أن نقرأ السورة بأكملها, فهذه الآية يوجد آية سبقتها،
وواحد أتت بعدها، تنفيان عن محمد المعجزات نفيا مطلقا: “وما منعنا أن نرسل
الآيات (أي على محمد),الا أن كذب بها الأولون”(59), اذا هذه الآية تنفي
المعجزة عن محمد، وكان قد نزل من القرآن، سور وآيات ليست بالقليلة, وهي سبقت آية
التحدي بوقت قليل.

في
نفس سورة التحدي بالقرآن, الآيات(90-93): “وقالوا لن نؤمن بك حتى..قل: سبحان
ربي هل كنت الا بشرا رسولا”،هذا إقرار واقعي ملموس بعجز محمد عن كل معجزة.

وهذان
الإقراران يمنعان عن اعتبار القرآن معجزة, فلا يعود يصح تفسير التحدي بالقرآن الا
انه تحد “بالهدى”, وكما استفتح به(القصص49), وبما أنه بالهدى مع الكتاب
سواء, فهو تحد للمشركين وحدهم,بالإعجاز بالهدى, لا بالبيان.

أصحاب
التفتيش لمحمد عن إعجاز, ما، كثيرون، وهم لا يوفرون وسيلة، لأيجاد معجزة, تجعل
محمد ينعم بنبوته مطمئنا,هادئا، هانئا، دون أن ينزعها منه أحد.

وآخر
صرعات شحذ, وتوسل النبوة، هي ورقة اليانصيب, أو اللوتو.

انهم
يجمعون أعداد السور والآيات والكلمات والحروف, ويبنون عليها، أرقاما، تأتي بطريق
الصدفة أحيانا، والخدعة غالبا,فيعلنون انهم قد ربحوا النبوة.

الفقير،
فاقد المال, يبحث غالبا عنه, في ورقة يانصيب, لعل تصادف الأرقام، يحقق له الثروة.

وفاقدوا
النبوة, لا يفعلون غير ذلك, انهم يعقدون الآمال، على تصادف أرقام السور والآيات
والكلمات والحروف, ليحققوا نبوة مفقودة, اللعبة سهلة, وخدع الرياضيات، التي أصبحت
علما بحد ذاته, بمتناول أيديهم, وبضاعتهم الفاسدة، لا بد من تزيينها، وتقديمها
بمظهر جيد, لأخفاء ما تحتويه من عفن وأهتراء, انهم يضعون السم في الدسم.

تجار
البضاعة الفاسدة المغشوشة في القانون البشري مصيرهم السجن, وتجار الدين المغشوش،في
قانون السماء, في جهنم خالدون

 

موقف
القرآن السلبي من كل معجزة

ان
المعجزة دليل النبؤة الأوحد، بإجماع الكتب السماوية، واجماع المتكلمين في كل دين.
وينسب القوم في الحديث والسيرة والشمائل والمغازي الى محمد معجزات تفوق معجزات
عيسى وموسى وسائر النبيين كمية وقيمة. وابو بكر ابن العربي في تفسيره (أنوار
الفجر) أوصلها إلى ألف معجزة عداً، وهو يقول: لقد لخصت واختصرت. وابن تيمية، في
كتابه “الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح” (4: )أوصلها إلى عشرات الألوف
قال: ” والمقصود هنا تواتر أنواع آياته المستفيضة في الأحاديث أعظم من أمور
كثيرة هي متواترة عند الأمة او عند علمائها وعلماء اهل الحديث. وهذا غير الآيات
والبراهين المستفادة بالقرآن.. حتى بينوا ان ما في القرآن من آيات يزيد على عشرات
ألوف من الايات..”

إن
الواقع القرآني المشهود هو ” موقف القرآن السلبي” من كل معجزة لمحمد.

وقد
أوجز هذا الموقف السلبي زعيم أهل السيرة العلمية في عصرنا، الاستاذ حسين هيكل في
(حياة محمد): ” لم يرد في كتاب الله ذكر لمعجزة أراد الله بها أن يؤمن الناس
كافة، على اختلاف عصورهم، برسالة محمد، الا القرآن”. وهي مقالة زعيم أهل كتب الإعجاز،
البقلاني: ” ان نبؤة النبي ص. معجزتها القرآن”. فهي مقالة الأولين
والآخرين بالإجماع: ليس في القرآن من معجزة سوى إعجازه. فبحسب نص القرآن القاطع
واجماع العلماء فيه، ليس لمحمد من معجزة حسية تشهد لنبوءته.

وقد
فصّل الأستاذ دروزة ” موقف القرآن السلبي” من المعجزة، في (سيرة الرسول
1: 225-226) قال:

” وقف
الزعماء إزاء هذا الموقف القرآني من تحديهم، واخذوا يطالبون النبي ص. بالمعجزات
والآيات برهانا على صدق دعواه اولا؛ ثم اخذوا يدعمون مطالبهم بتحد اخر، وهو سنة
الانبياء السابيقن الذين جاؤوا بالآيات والمعجزات (الإسراء 90 – 93؛ الحجر 6-7؛
الفرقان 7-8؛ القصص 48؛ الانبياء 5

 ولا
نغدو الحق اذا قلنا إن المستفاد من الايات القرآنية المكية أن الموقف تجاه هذا
التحدي المتكرر كان سلبيا..

بل
هناك ما هو ابعد مدى على الموقف السلبي المذكور: ان المسلمين كانوا يتمنون استجابة
الله لتحدي الكفار واظهار معجزة تبهتهم فيؤمنون برا بأيمانهم (الانعام 7 و109-111؛
الحجر 14-15) وفي (الانعام 14) اية وجه فيها الخطاب الى النبي ص. تدل على انه هو
نفسه كان يتمنى ان يُحدث الله على يده آية تبهت الكفار وتحملهم على الاذعان. وفي
سورة (هود 12) آية عظيمة المغزى من ناحية شعور النبي ص. هذا، إذ تكشف عما كان
يخالج نفس النبي ص. من حيرة وضيق بسبب تحدي الكفار اياه بالمعجزات، حتى لقد كان
يترك احيانا تلاوة بعض ما يوحى اليه عليهم، أو يكاد صدره يضيق به لتوقعه منهم
التحدي. وقد روى الرواة في صدد الاية ما فيه من توضيح اكثر إذ قالوا: إن الكفار
كانوا يكالبون النبي ص. بالمعجزات فلا يستجيب لهم؛ ثم ُتوحي اليه الايات القرآنية،
فيسخرون منه، ويقولون: هلا استنزلت ملاكا او كنزا، بدلا من هذه الايات؟ فكان يخجل
ويتهرب منهم احيانا.

ونعتقد
انه من السائغ ان يقال: إن الموقف السلبي كان من عوامل تكرر التحدي من جانب
الزعماء المكابرين المستكبرين، وانقلاب أسلوبهم قيه الى التعجيز حينا (الاسراء
90-93) والى السخرية حينا (الحجر 6-7) والالتجاء الى الله (الانفال 32)؛..

غير
اننا في الحق نرى أن الموقف السلبي الذي تمثله آيات القرآن عاماً وقوياً، من الصعب
أن ينقضه ذلك.. بحيث يصح ان يستلهم منها، وان يقال إن حكمة الله اقتضت ان لا تكون
الخوارق دعامة لنبؤة سيدنا ص.، وبرهانا على صحة رسالته وصدق دعوته”.

 فالواقع
القرآني شاهد عدل انه لا معجزة في القرآن، وبالتالي في الحديث والسيرة والشمائل: ففي
هذه افتراء على التاريخ.

الواقع
القرآني ينفي المعجزة عن محمد. 1- لا معجزة حسية في القرآن: وأن المعجزة منعت عن
محمد منعاً مبدئياً قاطعاً (الاسراء 59) ومنعاً فعلياً جازماً (الانعام 35).

2-
لا نبؤة غيبية في القرآن: فالتصريح بذلك جازم قاطع: ” ولا أعلم الغيب”
(الانعام 50).

3-لم
يعتبر القرآن إعجازه معجزه له (ال عمران 7).

 وقد
رجع المعاصرون الى مقالة الاقدمين: إن الله لم يجعل القرآن دليل النبؤة.

لذلك
فكل ما نسبوه في الحديث والسيرة والمغازي والشمائل من معجزات لمحمد مدسوس عليه
ينقضه واقع القرآن.

أخيراًمقطعمن كتاب
عبدالله السمان (محمد الرسول البشر68-88)


والذي يقرأ للقاضي عياض في كتابه (الشفاء)، يصاب بالدوار، فهو

ينسب
الى الرسول معجزات متنوعة، محاولا أن يجعلها شاملة لكل معجزات الرسل قبله. حتى
أحياء الموتى ينسبه الى الرسول (((وقد انحدر الى مستواه سيد علم الكلام –
الغزال)!!، ويذكر دون خجل..حتى حين يفكر رسول الله في قضاء حاجته بالخلاء، تنتقل
الاشجار وتتكدس الحجارة، وذلك لتواريه عن الاعين!!! وحين يسير، ما من شجرة ولا حجر
الا يقول: السلام عليك يا رسول الله! وحين يدعو العباس وأهل بيته، تقول الابواب
والحوائط: آمين. وهو يرى من خلفه كما يرى من أمامه، وفي الظلام كما في النور..
فينسب الى الرسول معجزات كان خيرا لو انه لم ينسبها اليه..بدل من أن يعرض شحصية
محمد للسخرية.”

وما
منعنا ان نرسل بالايات إلا أن كذب بها الاولون (الاسراء 59)

ليس
في المقدور نصب دليل على صدق النبي غير المعجزة

-أجماع
علماء الكلام كما سجله الجويني، تلمييذ الباقلاني، واستاذ الغزالي

قال
الطبري في تفسيره لهذه الآية: وما منعنا يا محمد أن نرسل بالآيات التي سألها قومك,
إلا أن كان من قبلهم من الأمم المكذبة, سألوا ذلك مثل سؤالهم; فلما آتاهم مأ سألوا
منه كذبوا رسلهم, فلم يصدقوا مع مجيء الآيات, فعوجلوا فلم نرسل إلى قومك بالآيات,
لأنا لو أرسلنا بها إليها, فكذبوا بها, سلكنا في تعجيل العذاب لهم مسلك الأمم
قبلها.

 عن
ابن عباس, قال: سأل أهل مكة النبي أن يجعل لهم الصفا ذهبا, وأن ينحي عنهم الجبال,
فيزرعوا, فقيل له: إن شئت أن نستأني بهم لعلنا نجتني منهم, وإن شئت أن نؤتيهم الذي
سألوا, فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم, قال: “بل تستأتي بهم”,

 فأنزل
الله: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة
مبصرة.

 عن
الحسن في قول الله تعالى {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} قال:
رحمة لكم أيتها الأمة, إنا لو أرسلنا بالآيات فكذبتم بها, أصابكم ما أصاب من قبلكم.

 عن
سعيد بن جبير, قال: قال المشركون لمحمد صلى الله عليه وسلم: يا محمد إنك تزعم أنه
كان قبلك أنبياء, فمنهم من سخرت له الريح, ومنهم من كان يحيي الموتى, فإن سرك أن
نؤمن بك ونصدقك, فادع ربك أن يكون لنا الصفا ذهبا, فأوحى الله إليه: إني قد سمعت
الذي قالوا, فإن شئت أن نفعل الذي قالوا, فإن لم يؤمنوا نزل العذاب, فإنه ليس بعد نزول
الآية مناظرة, وإن شئت أن تستأني قومك استأنيت بها,

قال:
“يا رب أستأني”.

 عن
قتادة, قوله: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} قال: قال أهل
مكة لنبي الله: إن كان ما تقول حقا, ويسرك أن نؤمن, فحول لنا الصفا ذهبا, فأتاه
جبرئيل عليه السلام فقال: إن شئت كان الذي سألك قومك, ولكنه إن كان ثم لم يؤمنوا
لم يناظروا, وإن شئت استأنيت بقومك, قال: “بل استأني بقومي” فأنزل الله:
وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها} وأنزل الله عز وجل {ما آمنت قبلهم من قرية
أهلكناها أفهم يؤمنون} عن ابن جريج, أنهم سألوا أن يحول الصفا ذهبا, قال الله: {وما
منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} قال ابن جريج: لم يأت قرية بآية
فيكذبوا بها إلا عذبوا, فلو جعلت لهم الصفا ذهبا ثم لم يؤمنوا عذبوا. تفسير الطبري

 الغريب
أن القرآن يذكر تكذيب البشرية لجميع الأنبياء، مع ذلك أعطى الله كل نبي معجزة آمن
به الناس بسببها، فلم لم يمنعها الله عنهم بسبب التكذيب المتواصل المتجدد مع كل
نبي،ولم ينزل المنع إلا مع النبي محمد؟ وهذا المنع عن كل معجزة.

 سؤال:
موقف القرآن من المعجزة المحمدية سلبي جدا. فكيف تستقيم دعوة إعجاز القرآن، مع
موقف القرآن من المعجزة المحمدية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار