المسيحية

تجلي الله للناس من وراء حجاب



تجلي الله للناس من وراء حجاب

تجلي
الله للناس من وراء حجاب

تجلي الله للناس من وراء
حجاب

ورؤيته متجسداً

يخبرنا
القرآن وكذلك السنة النبوية أن الله يحتجب ويكلم الناس من وراء حجاب:


وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ
à.. “. (الشورى/51)

وجاء
فى الحديث الصحيح: ” ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب
à.. “. ([i])

لذلك
عندما كلم الله موسى (كليم الله) احتجب فى الشجرة: ” فَلَمَّا أَتَاهَا
نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ
الشَّجَرَةِ
أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ “.
(القصص/30)

وفى
(طه/9- 14): ” وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى. إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ
لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي ءَانَسْتُ نَارًا لَعَلِّي ءَاتِيكُمْ مِنْهَا
بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى. فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ
يَامُوسَى. إِنِّي أَنَا رَبُّكَ
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ
الْمُقَدَّسِ طُوًى. وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى. إِنَّنِي
أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي
“.

وفى
(النمل/7- 9): ” إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي ءَانَسْتُ نَارًا
سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ ءَاتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ
تَصْطَلُونَ. فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ
حَوْلَهَا
وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا
اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ “.

جاء
في تفسير ابن كثير: ” وجد موسى النار تضطرم فى شجرة خضراء فى لحفِ الجبل مما
يلى الوادى فوقف باهتاً فى أمرها فناداه ربه (من شاطئ الوادى الأيمن فى
البقعة المباركة من الشجرة)”. (
[ii])

وجاء
في تفسير الإمام فخر الرازى لهذه القصة: ” إن موسى رأى شجرة خضراء من أسفلها
إلى أعلاها كأنها بيضاء، فوقف متعجباً من شدة ضوء تلك النار، وشدة خضرة تلك الشجرة..
ورأى نوراً عظيما”. (
[iii])

فالله تجلى حاجباً
لاهوته فى الشجرة (كناسوت) وكانت مشتعلة وخضراء فى نفس الوقت والنور عظيماً.

ونحن
نقول أن “الله الكلمة” تجلى محتجباً فى ناسوت أطهر وأعظم من الشجرة..
ناسوت أخذه من أشرف الصديقات، بعد أن قام بذاته بتطهيره (أنظر الفصل الأول –
النقطة [2/ ب]).

فلماذا
إذن نؤمن بتجلى الله فى شجرة وننكر تجلى أعظم منه بما لا يقاس؟!

وكما
تجلى الله فى الشجرة واشتعلت دون أن تحترق، تجلى الله فى المسيح دون أن يحترق جسده
الطاهرالذى أخذه من الطاهرة مريم.



à فى الكتاب المقدس قال الله
لموسى”
.. لأن الإنسان لا يرانى ويعيش”(خر33: 20). أى لا يستطيع
الإنسان أن يرى نور اللاهوت غير محتجب ،
وفى حديث عكرمة مع ابن عباس والذى
سيأتى فى
( النفطة [2] ) جاء فيه إمكانية رؤية الله .. ولكن
إذا تجلى بنوره ( بلاهوته ) لا تدركه
الأبصار ولا يدركه شيئ.

وقال السيد المسيح
” الله لم يره أحد قط.
الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خَبّر”.
(
يوحنا1: 18
).
أى أن الابن هو الذى أعلن الآب
الذى لا يراه أحد لأن “كلمة الله”
= “ذاته” وتعبير كامل عن
حقيقته ( أنظر الفصل الأول
النقطة [7] ) لذلك قيل عنه
أيضاً
أنه
صورة الله غير
المنظور
“( كو1: 15).



[i]
تفسير ابن كثير – الطبعة السابقة – المجلد التاسع – ص204 .

[ii] تفسير ابن كثير ( سورة
القصص ) – الطبعة السابقة – المجلد السادس – ص244 .

[iii] التفسير الكبير للرازى –
جزء 22 – ص14, 15 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار