دراسة في الذبائح

تابع دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس – الوجه الأول من أوجه الصليب: ذبيحة المحرقة – ὁλοκαύτωμα – עלׇה – شريعة الذبيحة (8)

دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω
Sacrifice 166 – Sacrifices 142 – Sacrificing 12
[1] الوجه الأول من أوجه الصليب
ذبيحة المحرقة – ὁλοκαύτωμα – עלׇה

 

ذبيحة المحرقة، وهي أول وأهم الذبائح، و في العبرية تأتي بمعنى עלׇה – عولاه = يعلو أو يصعد، إشارة بأنها تُرفع بتمامها على المذبح وتُحرق بكاملها ( ما عدا الجلد ) ولا يؤكل منها شيئاً، وسُميت أيضاً ” كليل ” بالعبرية وهي تعني الكل، أي أنها تقدم كلها للرب، وتأتي في اليونانية ὁλοκαύτωμα – holocaust – a whole burnt – offering = تقدمة [ قربان = ذبيحة ] صحيحة وسليمة غير مكسورة أو مقسومة لتقدم لتحرق بالتمام بجملتها على المذبح…
[ أنظر للأهمية القصوى لاويين 1: 1 – 17 ] وسنركز على بعض الآيات للتوضيح وإيضاح معنى هذه الذبيحة وشروطها بدقة وتركيز شديد وذلك بسبب أهميتها البالغة والشديدة، وقبل أن نكتب الآيات ونوضحها لنا أن نعلم أن ذبيحة المحرقة هي ذبيحة تُحرق على المذبح بكاملها ( ما عدا الجلد ) وتُعبَّر عن الهبة بوجه خاص، لأن من يقدمها ومن يقربها لا يأخذ منها شيئاً على الإطلاق.

[أ] المحرقة بتفاصيلها كما ذُكرت في سفر اللاويين الإصحاح 1

[1] إذا قرب إنساناً منكم قرباناً للرب [ يهوه ] … ( آية 2)

فلنلاحظ قول الرب جيداً قبل تقديم هذه الذبيحة المهيبة جداً، هنا يظهر مسرة الرب في حرية التقديم بإرادة الإنسان واختياره الحُرّ، وهذا هو الشرط الأول في تقديم هذه الذبيحة الهامة للغاية، لأن الله قال بعد ذلك على فم أرميا النبي [ هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: ضُموا محرقاتكم إلى ذبائحكم وكلوا لحماً. لأني لم أكلم آبائكم ولا أوصيتهم يوم أخرجتهم من ارض مصر من جهة محرقة وذبيحة، بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً: اسمعوا صوتي فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً وسيروا في كل الطريق الذي أوصيتكم به ليُحْسَن إليكم ] (أرميا 7: 21 – 23)، وقال أيضاً على فم هوشع النبي: [ أني أُريد رحمة لا ذبيحة، ومعرفة الله أكثر من محرقات ] ( هوشع 6: 6)، وهنا التركيز على الطاعة وهي الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها هذه الذبيحة الهامة.

[2] إن كان قربانه محرقة من البقر فذكراً صحيحاً يقربه إلى [ عند ] باب خيمة الاجتماع يقدمه للرضا عنه أمام الرب ( آية 3 )

أول شرط نجده في تقديم ذبيحة المحرقة أن تكون [ ذكراً صحيحاً ] وذلك باعتباره الأقوى والأكمل، وهذه إشارة بليغة الدقة بالرمز إلى المرموز إليه، لأنها إشارة واضحة جداً للمسيح الرب الذي قدم نفسه بلا عيب من أجل إتمام إرادة الآب. ويقول القديس غريغوريوس النزينزي [ إنه لذلك، ومن أجل هذا السبب أُعطي الناموس: لكي يقودنا إلى المسيح، وهذا هو القصد من الذبائح… فهوذا ” حمل ” نمسك به لأجل براءته… إنه: كامل ” ليس فقط بسبب ألوهيته، ولكن أيضاً بسبب الناسوت الذي اتخذه كحجاب للاهوته، مساوٍ لذاك الذي مسحه … مساوٍ لله (الآب). ” ذكر ” لأنه قُدم من أجل آدم ” بلا عيب ” من أجل أن يُشفي الفساد الذي سببته الخطية ] Oratio 45, nos 12, 13

+ يقربه إلى باب خيمة الاجتماع … أمام الرب

الشرط الثاني [ يقدمه إلى باب خيمة الاجتماع ] وذلك لكي يكون أمام عيني الرب، ويقول القديس كيرلس الكبير [ لأن موت الابن الذي بذل حياته من أجل حياة العالم ، قُدم أمام عيني الله أبيه. فإذا كان حقاً أنه ” عزيز في عيني الرب موت أتقيائه ” (مزمور 116: 15)، فكيف لا ينظر الآب إلى موت ابنه ؟
كانت ذبيحة الشريعة القديمة تُقدم أمام الباب: وهوذا ” عمانوئيل ” قد فتح لنا بموته باب قدس الأقداس. فبموت المسيح صار لنا قدوم إلى الهيكل المقدس الذي نصبه الرب لا إنسان (عبرانيين 8: 2) الذي هو أورشليم السمائية ] Sur Le Lev. PG 69, 545

+ يقدمه للرضا

ويأتي الفعل [ الرضا ] في صيغة المجهول في سفر اللاويين والاسم المشتق منه يأتي دائماً بمعنى المفعول، ويدل على الترحيب الطيب الذي يستقبل به الله المُقرب الصادق بحرية إرادته وبكل رغبة منه بطاعة ومحبة كاملة، فيقبل قربانه ويوافق عليه متى طابق القواعد الطقسية .

[3] و يضع يده على رأس المحرقة فيرضى عليه للتكفير عنه ( آية 4)

+ وضع اليد على الذبيحة إشارة إلى أن الذبيحة صارت نائبة عن مُقدمها، وهو مُمثل فيها وكأن الشخص بوضعه يده على رأس الذبيحة صار هو والذبيحة واحد، وكل ما يجرى على الذبيحة كأنه يُجرى عليه، والذي لم يكن ممكناً أن يعمله للرضا عنه يناله من تقديمه للذبيحة التي تُحرق عوضاً عنه.
وهكذا نستطيع أن نفهم من ذبيحة المحرقة كيف صرنا شركاء في ذبيحة الصليب حينما نؤمن به بالقلب ونعترف بالفم ونقبله فادياً ومُخلصاً لنا لنصرخ بهتاف عظيم من القلب مع القديس بولس الرسول قائلين [ مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ] (غلاطية 2: 20)

وهكذا ننال رضا الله بشركتنا في صليب المسيح أساس معموديتنا، لأنه أرضى الله بذبيحة طاعته الكاملة للآب التي اشتمه رائحة سرور فصار كفارة لخطايانا لننال الغفران وتُستر عورتنا ونكتسي بثوب البرّ. وهذا هو أساس تمسكنا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي بواسطته [ لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع ] (رومية 1: 8) .

[4] الشرط الرابع لذبيحة المحرقة فهو ذبح العجل أو الضأن أو الماعز على جانب المذبح إلى الشمال أمام الرب (آية 11) ويُقرب بنو هارون الكهنة الدم ويرشون الدم مستديراً على المذبح الذي لدى باب خيمة الاجتماع ( آية 5 )

الذبح وسفك الدم وتقديم الذبائح الدموية كشريعة عموماً يدل على الموت المؤكد، وهو تعليم واضح أمام بني إسرائيل على أن أجرة الخطية موت، أو أن الخطية تؤدي لنتيجة حتمية حسب طبعها وهي الموت، والموت هنا يتمثل في ذبح حيوان بريء نيابة عن الخاطئ المستحق الموت بعدل، وكان الذبح يتم بواسطة مقدم الذبيحة لكي يشعر أن خطيئته هي التي تسببت في موت هذه الذبيحة البريئة والتي بلا ذنب، وقد صار الذبح بعد ذلك من اختصاص الكهنة فقط في هيكل سُليمان عندما صار مقدمو الذبائح أعداد كبيرة جداً تأتي دفعة واحدة لتقديم الذبائح …

عموماً من هذا المعنى نخرج بما أُعلن في العهد الجديد: إذ أن الله قد أحبنا وأرسل وحيده الحبيب الذي ونحن بعد خطاة مات من أجلنا [ ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ] (رومية 5: 8)، [ الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ] (غلاطية 2: 20). فخطيئتنا هي التي قادته وهو البريء الذي قال [ من منكم يبكتني على خطية ] إلى الموت من أجل خلاصنا، لذلك يدعونا الرسول [ اسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا، قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة ] (أفسس 5: 2) .

ويُشير ذبح الذبيحة على شمال الذبح ( آية 11 ) إلى صلب المسيح يسوع له المجد خارج أورشليم من ناحية شمالها، عموماً نجد بعد أن ينتهي مُقدم القربان من ذبح ذبيحته، تبدأ خدمة الكهنة برش دم الذبيحة مستديراً على المذبح الذي لدى باب خيمة الاجتماع، الذي يُسمى مذبح المحرقة، وهو بذلك يظهر أن دم المسيح القدوس قد سُفك لأجل العالم كله [ هكذا أحب الله العالم (كله ولم يُستثنى أحدٌ قط) حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك ( أبدياً ) كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ] (يوحنا 3: 16) ، [ بهذا أُظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به ] (1يوحنا 4: 9)

[5] يسلخ المحرقة ويقطعها إلى قطعها (آية 6)

وهذا الشرط أساسي في هذه الذبيحة والمقصود هو فحصها بدقة، وهذه إشارة واضحة إلى الفحص الذي جازه الرب يسوع المسيح في كل أعماله وأقواله وخدمته، بل وآلامه أيضاً التي تألم بها ، وبالطبع هو الله القدوس الحمل الحقيقي الذي بلا عيب [ فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب ] (عب 9 : 14) ، [ بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب و لا دنس دم المسيح ] (1بط 1 : 19) .

[6] يجعل بنو هارون الكاهن ناراً على المذبح ويرتبون حطباً على النار, ويرتب بنو هارون الكهنة القطع مع الرأس والشحم فوق الحطب الذي على النار التي على المذبح. وأما أحشاؤه وأكارعه فيغسلها بماء ويوقد الكاهن الجميع على المذبح محرقة وقود رائحة سرور للرب (من آية 7 إلى 9)

ولنا أن نعلم أنه لا تقدم الذبيحة وتُحرق إلا بنار تُأخذ من على المذبح فقط، فيُأخذ منها لحرق التقدمات على المذبح [ كما رأينا في هذه الآية وممكن الرجوع إلى لاويين 3: 5، لاويين 6: 9 – 13 ]، ومن أجل حرق البخور في المجمرة [ و يأخذ ملء المجمرة جمر نار عن المذبح من أمام الرب و ملء راحتيه بخورا عطراً دقيقا و يدخل بهما إلى داخل الحجاب. و يجعل البخور على النار أمام الرب فتغشي سحابة البخور الغطاء الذي على الشهادة فلا يموت ] (لاويين 16: 12 – 13)، [ و أخذ ابنا هرون ناداب وأبيهو كل منهما مجمرته وجعلا فيهما نارا ووضعا عليها بخوراً وقربا أمام الرب نارا غريبة لم يأمرهما بها. ] (لاويين 10: 1)، [ ولكن مات ناداب وأبيهو أمام الرب عندما قربا نارا غريبة أمام الرب في برية سيناء ] (عدد 3: 4) …

عموماً النار على المذبح ناراً مقدسة لا تُستعمل في أي استخدام عادي، وكانت تعبر عن القبول الإلهي للذبيحة [ أنظر : تكوين 15: 17، لاويين 9: 23 – 24، قضاة 6: 21 ، 1 ملوك 18: 38، 1أخبار الأيام 21: 26، 2 أخبار الأيام 7: 1 ] …

+ ويرتبون حطباً على النار

ونجد أن كان واجب على الكهنة أن يفحصوا الحطب قبل إحضاره إلى المذبح، إذ ينبغي أن لا يكون مُصاباً بأي حشرات أو ديدان أو به أي عيب، وهكذا يرتبونه بعد فحص دقيق للغاية ويضعونه بعناية وترتيب فوق النار، فكل خدمة الرب يجب أن تؤدى بكل حرص وعناية وتوقير وترتيب، ثم يرتبون القطع مع الرأس والشحم فوق الحطب، لأنه ينبغي أن يكون [ كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب ] (1كورنثوس 14: 40)، ثم بعد ذلك يغسلون الأحشاء والأكارع بماء، وهذا أيضاً يتمشى مع الواجب أن تكون كل خدمة الرب بعناية وتوقير، فنرى أنه يتم الغسيل رغم من أنها ستُحرق كلها وتتصفى بالنار.

وطبعاً الإشارة واضحة جداً لشخص المسيح الطاهر والنقي داخلاً وخارجاً، وما قد أجراه الكاهن بالرمز عملياً قد أتصف به المسيح الرب بالفعل والحق على المستوى الذاتي والشخصي، فقد كان بالفعل حملاً كاملاً بلا عيب على الإطلاق وكماله يفوق كل وصف العهد القديم والرمز ذاته….

[7] وفي النهاية [ يوقد الكاهن الجميع على المذبح محرقة وقود رائحة سرور للرب ] (آية 9)

وهذه هي نتيجة هذه الذبيحة الهامة للغاية والهدف منها أن تكون [ رائحة سرور للرب – للرضا أمام الرب ] (أنظر لاويين 1: 1 ، 9)، وسبب أن ذبيحة المحرقة صارت وقود رائحة سرور للرب، لأنها اختصَّت كلها لله دون سواه، بينما نجد أن بعض التقدمات والقرابين والذبائح كان للكاهن نصيب فيها، والبعض الآخر كان يتناول منها مُقدم القربان نفسه، أما المحرقة فتمثل تقدمة كاملة تعبر عن الطاعة والخضوع التام لمشيئة الله، لذلك تقدم بكاملها لله فقط بدون اشتراك أحد فيها ….

[ب] شريعة المحرقة :

نجد أن بجانب هذه المحرقة التي كان يُقدمها الإسرائيلي بحرية واختياره الخاص، كانت هناك المحرقات الطقسية التي تُقدم في مناسبات مختلفة، وكانت تُمثل التكريس الكُلي للشعب باعتباره [ مملكة كهنة وأمه مقدسة ] (خروج 19: 6) وهذه هي المحرقات الطقسية التي كانت تُقدم عن الشعب كله:

1 – المحرقة اليومية :

فكان ينبغي أن تُقدم ذبيحة المحرقة في كل صباح وكل مساء [ وهذا ما تقدمه على المذبح خروفان حوليان كل يوم دائماً. الخروف الواحد تقدمه صباحا والخروف الثاني تقدمه في العشية ] ( خروج 29: 38 و 39)، [ وقل لهم هذا هو الوقود الذي تقربون للرب خروفان حوليان صحيحان لكل يوم محرقة دائمة. الخروف الواحد تعمله صباحا والخروف الثاني تعمله بين العشاءين. وعُشر الأيفة من دقيق ملتوت بربع الهين من زيت الرض تقدمة. محرقة دائمة هي المعمولة في جبل سيناء لرائحة سرور وقوداً للرب. و سكيبها ربع الهين للخروف الواحد في القدس اسكب سكيب مسكر للرب. والخروف الثاني تعمله بين العشاءين كتقدمة الصباح وكسكيبه تعمله وقود رائحة سرور للرب ] (عدد 28: 3 – 8)، وتكون المحرقة على الموقدة فوق المذبح كل الليل حتى الصباح. ثم يلبس الكاهن ثوباً من كتان وسراويل من كتان، ويرفع رماد الذبيحة ويضعه بجانب المذبح، ثم يخلع ثيابه ويلبس ثياباً أخرى ويخرج الرماد إلى خارج المحلة إلى مكان طاهر. والنار تتقد على المذبح على الدوام لا تُطفأ [أنظر لاويين 6: 8 – 13] …
عموماً نعود ونركز على أن هناك [ خروفان حوليان يقدمان كل يوم دائماً ]، وكانت هذه المحرقة تُسمى [ محرقة دائمة ]، [ والنار على المذبح تتقد عليه، لا تُطفأ ] (لاويين 6: 12)

2 – في تكرس الكهنة :

كان يُقدم ثيران وكباش وحملان [ وتأخذ الكبش الواحد فيضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الكبش. فتذبح الكبش وتأخذ دمه وترشه على المذبح من كل ناحية. وتقطع الكبش إلى قطعه وتغسل جوفه وأكارعه وتجعلها على قطعه وعلى رأسه. وتوقد كل الكبش على المذبح هو محرقة للرب رائحة سرور وقود هو للرب ] (خروج 29: 15 – 18)، [ ثم قدم كبش المحرقة، فوضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الكبش. فذبحه ورش موسى الدم على المذبح مستديرا. و قطع الكبش إلى قطعه و أوقد موسى الرأس و القطع و الشحم. و أما الأحشاء والأكارع فغسلها بماء وأوقد موسى كل الكبش على المذبح انه محرقة لرائحة سرور وقود هو للرب كما أمر الرب موسى. ] (لاويين 8: 18 – 21) .

3 – في أيام مُعينة من السنة وفي الأعياد كانت تُقدم المحرقات الآتية :

(أ) في السبوت [ قربان السبت ] :

كان يُقدم كل سبت حَمَلان حوليان صحيحان فضلاً عن المحرقة الدائمة اليومية [ وفي يوم السبت خروفان حوليان صحيحان وعُشران من دقيق ملتوت بزيت تقدمة مع سكيبه. محرقة كل سبت فضلا عن المحرقة الدائمة وسكيبها ] (عدد 28: 9 ، 10)

(ب) في بداية الشهر [ محرقة رأس الشهر ] :

كان يُقدم ثوران وكبش وسبعة حملان حولية صحيحة مع تقديم تيس واحد ذبيحة خطية [ في رؤوس شهوركم تقربون محرقة للرب ثورين ابني بقر وكبشاً واحداً وسبعة خراف حولية صحيحة. ثلاثة أعشار من دقيق ملتوت بزيت تقدمة لكل ثور وعُشرين من دقيق ملتوت بزيت تقدمة للكبش الواحد. عُشراً واحداً من دقيق ملتوت بزيت تقدمة لكل خروف محرقة رائحة سرور وقودا للرب. و سكائبهن تكون نصف الهين للثور وثلث الهين للكبش وربع الهين للخروف من خمر هذه محرقة كل شهر من أشهر السنة. و تيساً واحداً من المعز ذبيحة خطية للرب فضلا عن المحرقة الدائمة يقرب مع سكيبه. ] (عدد 28: 17 – 25)

(جـ) في عيد الفطير أو عيد الفصح [ الربيع 14 نيسان – شهر نيسان ניסןNisan : (عدد أيامه 30 يوم) وهو أول الشهور العبرية المقدسة، والشهر السابع من السنة المدنية ويقابل شهري مارس وأبريل، ويُسمى أيضاً شهر أبيب ( خروج 13 : 4 ، 23 : 15 ، 16 : 1 ) ] :

كان يُقدم في كل يوم من سبعة أيام العيد ثوران وكبش وسبعة حملان [ وفي الشهر الأول في اليوم الرابع عشر من الشهر (نيسان) فصح للرب. وفي اليوم الخامس عشر من هذا الشهر عيد سبعة أيام يؤكل فطير. في اليوم الأول محفل مقدس عملاً ما من الشغل لا تعملوا. وتقربون وقودا محرقة للرب ثورين ابني بقر وكبشاً واحداً وسبعة خراف حولية صحيحة تكون لكم. وتقدمتهن من دقيق ملتوت بزيت ثلاثة أعشار تعملون للثور وعُشرين للكبش. وعُشراً واحدا تعمل لكل خروف من السبعة الخراف. وتيساً واحداً ذبيحة خطية للتكفير عنكم. فضلاً عن محرقة الصباح التي لمحرقة دائمة تعملون هذه.
هكذا تعملون كل يوم سبعة أيام طعام وقود رائحة سرور للرب فضلاً عن المحرقة الدائمة يعمل مع سكيبه. وفي اليوم السابع يكون لكم محفل مقدس عملاً ما من الشغل لا تعملوا. ] (عدد 28: 16 – 25)

(د) في عيد الحصاد [ باكورة المحاصيل – 16 نيسان ] :

يُقدم خروف حولي واحد [ وكلم الرب موسى قائلاً: كلم بني إسرائيل وقل لهم متى جئتم إلى الأرض التي أنا أعطيكم وحصدتم حصيدها تأتون بحزمة أول حصيدكم إلى الكاهن. فيردد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم في غد السبت يرددها الكاهن. وتعملون يوم ترديدكم الحزمة خروفا صحيحا حوليا محرقة للرب. وتقدمته عشرين من دقيق ملتوت بزيت وقوداً للرب رائحة سرور وسكيبه ربع الهين من خمر. وخبزاً و فريكاً و سويقاً (سنابل القمح) لا تأكلوا إلى هذا اليوم عينه إلى أن تأتوا بقربان إلهكم فريضة دهرية في أجيالكم في جميع مساكنكم ] (لاويين 23: 10 – 14)

(هـ) عيد الخمسين أو الأسابيع [ الربيع المتأخر وجمع المحاصيل 6 سيفان – شهر سيفان ، سِيوَان סיוןSivan : (عدد أيامه 30 يوم) وهو ثالث الشهور العبرية المقدسة، والشهر التاسع من السنة المدنية ويقابل شهري مايو ويونيو ( أستير 8 : 9 ) ] :

يُقدم ثوران وكبش وسبعة حملان ثم ثور وكبشان وسبعة حملان تًصاحب تقدمة خبز الترديد [ ثم تحسبون لكم من غد السبت من يوم إتيانكم بحزمة الترديد سبعة أسابيع تكون كاملة. إلى غد السبت السابع تحسبون خمسين يوما ثم تقربون تقدمة جديدة للرب. من مساكنكم تأتون بخبز ترديد رغيفين عُشرين يكونان من دقيق ويُخبزان خميراً باكورة للرب. وتُقربون مع الخبز سبعة خراف صحيحة حولية وثوراً واحداً ابن بقر وكبشين محرقة للرب مع تقدمتها وسكيبها وقود رائحة سرور للرب. وتعملون تيساً واحداً من المعز ذبيحة خطية وخروفين حوليين ذبيحة سلامة. فيرددها الكاهن مع خبز الباكورة ترديداً أمام الرب مع الخروفين فتكون للكاهن قدساً للرب. وتنادون في ذلك اليوم عينه محفلاً مقدساً يكون لكم، عملاً ما من الشغل لا تعملوا، فريضة دهرية في جميع مساكنكم في أجيالكم. ] (لاويين 23: 15 – 21)

(و) في اليوم الأول من الشهر السابع [ عيد الأبواق أو عيد الهُتاف (رأس السنة) – 1 تشري – شهر أَيْثَانيِم אתניםEthanim : ( عدد أيامه 30 يوم) وهو سابع الشهور العبرية المقدسة، والشهر الأول من السنة المدنية ويقابل شهري سبتمبر وأكتوبر، ويُسمى أيضاً ” تشري “؛ ( أنظر 1ملوك 8: 2 ) ] :

يُقدم فيه ثور وكبش وسبعة حملان، بالإضافة إلى تقدمة بداية الشهور [ وفي الشهر السابع في الأول من الشهر يكون لكم محفل مقدس، عملاً ما من الشغل لا تعملوا، يوم هتاف بوق يكون لكم. وتعملون محرقة لرائحة سرور للرب ثورا واحداً ابن بقر وكبشاً واحداً وسبعة خراف حولية صحيحة. وتقدمتهن من دقيق ملتوت بزيت ثلاثة أعشار للثور وعشرين للكبش. وعُشراً واحد لكل خروف من السبعة الخراف. وتيساً واحداً من الماعز ذبيحة خطية للتكفير عنكم. فضلاً عن محرقة الشهر وتقدمتها والمحرقة الدائمة وتقدمتها مع سكائبهن كعادتهن رائحة سرور وقوداً للرب ] (عدد 29: 1 – 6)

(ز) في يوم الكفارة – عيد الكفارة [ 10 تشري ] :

كان يُقدم من أجل الكهنة كبش [ بهذا يدخل هرون إلى القدس بثور ابن بقر لذبيحة خطية وكبش لمحرقة ] (لاويين 16: 3)؛ ومن أجل الشعب كبش [ ومن جماعة بني إسرائيل يأخذ تيسين من المعز لذبيحة خطية وكبشاً واحداً لمحرقة ] (لاويين 16: 5) ، ومن أجل اليوم نفسه ثور وكبش وسبعة حملان [ وفي عاشر هذا الشهر السابع يكون لكم محفل مقدس وتذللون أنفسكم، عملاً ما لا تعملوا. وتُقربون محرقة للرب رائحة سرور ثوراً واحداً ابن بقر وكبشاً واحداً وسبعة خراف حولية صحيحة تكون لكم. وتقدمتهن من دقيق ملتوت بزيت ثلاث أعشار للثور وعُشران للكبش الواحد. وعُشر واحد لكل خروف من السبعة الخراف. وتيساً واحداً من الماعز ذبيحة خطية فضلاً عن ذبيحة الخطية للكفارة والمحرقة الدائمة و تقدمتها مع سكائبهن ] (عدد 29: 7 – 11)

(حـ) في عيد المظال [ 15 – 21 تشري ] :

يُقدَّم 13 ثوراً وكبشان و14 حملاً في اليوم الأول. ثم يتناقص عدد الثيران المُقدَّمة واحداً كل يوم إلى أن يُصبح 7 ثيران وكبشين و14 حملاً في اليوم السابع من العيد وهذه هي الآيات بالترتيب :

[12 – وفي اليوم الخامس عشر من الشهر السابع يكون لكم محفل مقدس عملاً ما من الشغل لا تعملوا وتُعيدون عيداً للرب سبعة أيام.
13- وتُقربون محرقة وقود رائحة سرور للرب ثلاثة عشر ثوراً أبناء بقر وكبشين وأربعة عشر خروفاً حولياً صحيحة تكون لكم.
14- وتقدمتهن من دقيق ملتوت بزيت ثلاثة أعشار لكل ثور من الثلاثة عشر ثورا وعُشران لكل كبش من الكبشين.
15- وعُشر واحد لكل خروف من الأربعة عشر خروفاً.
16- وتيساً واحداً من المعز ذبيحة خطية فضلاً عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها.
17- وفي اليوم الثاني اثني عشر ثوراً أبناء بقر وكبشين وأربعة عشر خروفاً حولياً صحيحاً.
18- وتقدمتهن وسكائبهن للثيران والكبشين والخراف حسب عددهن كالعادة.
19- وتيساً واحداً من الماعز ذبيحة خطية فضلا عن المحرقة الدائمة وتقدمتها مع سكائبهن.
20- وفي اليوم الثالث أحد عشر ثوراً وكبشين وأربعة عشر خروفاً حولياً صحيحاً.
21- وتقدمتهن وسكائبهن للثيران والكبشين والخراف حسب عددهن كالعادة.
22- وتيساً واحد لذبيحة خطية فضلاً عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها.
23- و في اليوم الرابع عشرة ثيران وكبشين وأربعة عشر خروفاً حولياً صحيحاً.
24- و تقدمتهن وسكائبهن للثيران والكبشين والخراف حسب عددهن كالعادة.
25- وتيساً واحداً من المعز لذبيحة خطية فضلا عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها.
26- و في اليوم الخامس تسعة ثيران وكبشين وأربع عشر خروفاً حولياً صحيحاً.
27- و تقدمتهن وسكائبهن للثيران والكبشين والخراف حسب عددهن كالعادة.
28- و تيساً واحداً لذبيحة خطية فضلاً عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها.
29- و في اليوم السادس ثمانية ثيران وكبشين وأربعة عشر خروفاً حولياً صحيحاً.
30- وتقدمتهن وسكائبهن للثيران والكبشين والخراف حسب عددهن كالعادة.
31- وتيساً واحداً لذبيحة خطية فضلاً عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها.
32- و في اليوم السابع سبعة ثيران وكبشين وأربعة عشر خروفا حولياً صحيحاً.
33- و تقدمتهن وسكائبهن للثيران والكبشين والخراف حسب عددهن كعادتهن.
34- و تيساً واحداً لذبيحة خطية فضلا عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها. ] (عدد 29 : 12 – 34)

(ط) اليوم الثامن من عيد المظال [ 22 تشري ] :

ثور وكبش وسبعة حملان [ في اليوم الثامن يكون لكم اعتكاف عملاً ما من الشغل لا تعملوا. وتُقربون محرقة وقوداً رائحة سرور للرب ثوراً واحداً وكبشاً واحداً وسبعة خراف حولية صحيحة. وتقدمتهن وسكائبهن للثور والكبش والخراف حسب عددهن كالعادة. وتيساً واحداً لذبيحة خطية فضلاً عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها. ] (عدد 29: 35 – 38)

[4] محرقات تُقدم للتطهير:

[أ] بعد ولادة الأطفال الذكور بأربعين يوماً وثمانين يوماً للإناث: ويُقدم حَمَل أو فرخ حمام أو يمام حسب استطاعة مُقدم الذبيحة [ أنظر لاويين 12 ] .

بالطبع لا داعي أن نؤكد أن التناسل والحَبَل والولادة ليست في حد ذاتها خطية، بل ولا تحمل في أصلها أي نجاسة أو أي نوع من أنواع الدنس، لأننا نعلم أن الله في خلقته للإنسان [ ذكراً وأنثى خلقهم، وباركهم الله وقال لهم ك أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها ] (تكوين 1: 27 – 28)، إلا أن أحد نتائج تعدي آدم وحواء على وصية الله وعدم الطاعة كان صدور الحكم الإلهي على المرأة بالمعاناة والوجع في حبلها وولادتها للأطفال، حتى أنها تحسب أن ساعتها قد جاءت وقاربت الموت [ المرأة وهي تلد تحزن لان ساعتها قد جاءت ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح لأنه قد ولد إنسان في العالم. (يوحنا16: 21) ]، وكانت تُحسب المرأة نجسة بعد الولادة ولا تمس شيئاً مقدساً ولا تذهب إلى المقدس حتى تكمل أيام تطهيرها، والواقع أنه لا يُمكننا أن نتصور أن ما خلقه الله يُحسب نجساً في ذاته على الإطلاق، أو في أي طور من أطواره؛ لئلا نتهم الله أنه هو من وضع في الإنسان ما يكدر حياته ويُهيأ له الخطية، أو أنه يذكره بخطاياه وكأنه يضعه تحت مذلة، لأن الله لا يزل أحد، وفي هذا يقول القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته للقديس آمون [ Migne XXVI,1169,1176 ]: [ إن كنا نعتقد حسب الكتب أن الإنسان هو من عمل يدي الله، فكيف يخرج عمل دنس من قوة نقية ؟ وإن كنا نحن ذرية الله، حسب قول سفر أعمال الرسل (أعمال 17: 28و 29)، فليس فينا شيء غير نقي، لأننا نُصبح نجسين فقط حينما نرتكب خطية. ولكن حين تحدث إفرازات جسدية – دون تدخل من الإرادة – حينئذٍ علينا أن نحسبها مثل سائر الأشياء ، ضرورات طبيعية ] .

ونحن نستطيع بسهولة أن نكتشف من الذبائح التي كانت تُقدمها المرأة عند اكتمال أيام تطهيرها ما يُشير إلى مغزى هذه الذبائح، من تقديم الشكر لله على إحساناته من أجل هبة الحياة التي أعطاها للمولود، وذلك بذبيحة المحرقة، وطلب المغفرة والتكفير عن الخطية التي تسببت في أوجاع الحَبَل والولادة – حسب العقاب الذي هو ثمرة الخطية والعصيان – وذلك بتقديمها ذبيحة الخطية .

وطبعاً لنا أن نعلم أيضاً أن إسرائيل في ذلك الزمان لم يكن عنده وعي طبي، ولكي يقي الرب الجماعة من أي مرض لكي لا ينتشر وسطهم، كان يضع قانون مخصص لهذه الحالات، وأيضاً لكي يأصل مفهوم أن الإنسان في كل حالاته أصبح بسبب السقوط والعصيان طبعه مشوه ويحتاج للتطهير في كل حالاته مهما ما كانت حسنة وطبيعية، أما في العهد الجديد فالكل تجدد في المسيح ونال سر المعمودية وسكنى الروح القدس [ الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي (أعمال 17: 24)؛ أما تعلمون إنكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم (1كورنثوس 3: 16) ]، والرب نفسه طهر المسكونة بدمه فكل من يؤمن به وينال سر الولادة الجديدة لا يحتاج لتطهير آخر سوى تقديم التوبة الدائمة والتي تعني [ ألبسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات (رومية13: 14) ]، ولنا أن نعلم أن الله لا يطلب طهارة أجساد اليوم بل يطلب نقاوة القلب [ إنما صالح الله لإسرائيل لأنقياء القلب (مز 73 : 1)، طوبى للأنقياء القلب لأنهم يُعاينون الله (مت 5 : 8)، أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به (يو 15 : 3) ]

[ب] بعد الشفاء من البرص :

ويقدم حمل أو فرخ حمام أو يمام حسب استطاعة مُقدم الذبيحة [ أنظر لاويين 14 ]، والبَرَص مرض عضال عسير الشفاء، وليس هناك مرض آخر مثله يتسبب في تشويه شكل الإنسان، لذلك اتخذه الوحي في العهد القديم ممثلاً للنجاسة الروحية التي تصنعها الخطية في الإنسان، إذ يُعلن من خلاله أن طبيعة الإنسان تشوهت بسبب السقوط، ولا يصح – تحت أي مبدأ أو مفهوم – أن نطبق اليوم على من لديهم هذا المرض نفس المعنى والتشبيه أو نظن أنه أصبح نجساً يُفصل عن الكنيسة ولا يتناول أو يشترك في الصلاة إلا بعد التطهير والشفاء، وهذا الكلام اليوم مغلوط تماماً. ويقول القديس الشهيد يوستين [ ليُفهم البَرَص كرمز للخطية، والأشياء التي ذُبحت كرمز لذاك الذي ذُبح لأجلنا ] ANF,Vol I,p.301

[جـ] بعد الشفاء من السيل :

يُقدم فرخ حمام أو يمام. [ أنظر لاويين 15: 13 – 15 ؛ 25 – 30 ]. العلة عموما للنجاسة حسب الشريعة الموسوية هي الإفرازات الجسدية التي تخرج من أعضاء التناسل في الرجل أو المرأة. وقد ذكر الوحي للرجل ثلاثة حالات من هذه النجاسة: واحدة مرضية؛ واثنتان طبيعيتان. وذكر للمرأة حالتي : أحداهما طبيعية وهي حالة الطمث؛ والأُخرى مرضية كنازفة الدم في العهد الجديد .

ونجد في كل الحالات التي ذُكرت اعتبر السيل نجساً ومُنجساً لصاحبه ولكل مَن يمسه، سواء كان من الناس أو من الأشياء. والنجاسة التي تنتج من طبيعة الجسد كانت تستلزم الغسل بالماء للتطهير فقط، ويكون صاحبها نجساً إلى المساء. أما في الحالات المرضية، فبعد أن يُشفى المريض من مرضه كان يُحسب له سبعة أيام لطهره، وفي اليوم الثامن يُقدَّم عن نفسه ذبيحة خطية وذبيحة مُحرقة يمامتين أو فرخي حمام، يُكفر بهما الكاهن عنه أمام الرب .

وهكذا نجد أن الشريعة قد ميَّزت بطريقة قاطعة بين ما يحدث للرجل أو المرأة خلال الطبيعة، وبين ما يتم كحالة مرضية. فالحالة الأولى لا تطلب تقديم ذبائح ولا تكفيراً عن خطية إطلاقاً، إنما يكتفي المتطهر بغسل جسده وثيابه، وذلك لكي لا ينقل أي مرض أو تلوث لباقي الشعب، أما الحالة الثانية فهي حالة مرضية تحتاج إلى فحص وعلاج، وإذا شُفيت فإنها تتطلب تقديم ذبيحة الخطية والمحرقة للتكفير عنها .

ومن المعروف أن الأمراض التناسلية عادة تكون بسبب الخطية الجنسية، كما تنتقل للأطفال الحديثي الولادة، وأشهر مرض هو المعروف بالسيلان. وطبعاً هذه الأمراض الجنسية التي تسببها الخطية ما هي إلا تحذير قاطع من الخطايا التي تتم عن طريق هذه الأعضاء المقدسة التي خُلقت في الإنسان لأجل تكاثره بالزواج بواسطة هذا السر المقدس الذي يُثمر للكنيسة بنين وبنات على صورة الله ومثاله. لأن الرب لم يخلق [ الجسد للزنا بل للرب، والرب للجسد ] (1كورنثوس 6: 13)، لذلك يقول الرسول: [ ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح ؟ أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية ؟ حاشا ! أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد، لأنه يقول: يكون الاثنان جسداً واحداً. وأما من التصق بالرب فهو روح واحد. أهربوا من الزنا. كل خطية يفعلها الإنسان هي خارجه عن الجسد، لكن الذي يُزني يُخطئ إلى جسده. أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم، الذي لكم من الله، وأنكم لستم لأنفسكم ؟ لأنكم قد اُشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله ] (1كورنثوس 6: 15 – 20)

[5] محرقة نذر النذير :

يُقدم فرخ حمام أو يمام محرقة إذا تنجس عن اضطرار خلال أيام نذره، وفي ختام أيام نذره يُقدم حملاً محرقة للرب [ أنظر عدد 6 ]

[6] المحرقة اللازمة لذبيحة الخطية التي يُقدمها الفقير :

يُقدم فرخ حمام أو يمام [ وإن لم تنل يده كفاية لشاة فيأتي بذبيحة لإثمه الذي أخطأ به، يمامتين أو فرخي حمام إلى الرب أحدهما ذبيحة خطية والآخر محرقة. يأتي بهما إلى الكاهن فيقرب الذي للخطية أولاً يحز رأسه من قفاه و لا يفصله. و ينضح من دم ذبيحة الخطية على حائط المذبح والباقي من الدم يعصر إلى أسفل المذبح انه ذبيحة خطية. وأما الثاني فيعمله محرقة كالعادة فيكفر عنه الكاهن من خطيته التي أخطأ فيصفح عنه ] (لاويين 5: 7 – 10)

[7] المحرقة اللازمة لذبيحة الخطية تُقدمها الجماعة إذا أخطأت سهواً :

يقدم ثوراً واحداً [ وإذا سهوتم ولم تعملوا جميع هذه الوصايا التي كلم بها الرب موسى. جميع ما أمركم به الرب عن يد موسى من اليوم الذي أمر فيه الرب فصاعدا في أجيالكم. فإن عمل خفية عن أعين الجماعة سهواً يعمل كل الجماعة ثوراً واحداً ابن بقر محرقة لرائحة سرور للرب مع تقدمته وسكيبه كالعادة وتيساً واحداً من المعز ذبيحة خطية. فيكفر الكاهن عن كل جماعة بني إسرائيل فيصفح عنهم لأنه كان سهواً، فإذا أتوا بقربانهم وقوداً للرب وبذبيحة خطيتهم أمام الرب لأجل سهوهم. يصفح عن كل جماعة بني إسرائيل والغريب النازل بينهم لأنه حدث لجميع الشعب بسهو ] (عدد 15: 22 – 26)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار