بدع وهرطقات

بدعة محمد رسول الإسلام



بدعة محمد رسول الإسلام

بدعة
محمد رسول
الإسلام

أولا: القرآن وطائفة
الأبيونية

ثانيا: القرآن والقيرنثية

ثالثا: القرآن والكسائية

رابعا: القرآن وهرطقة أو البدعة المريمية

خامسا: القرآن وبدعه آريوس

سادسا: القرآن وبدعه أوطيخا

سابعاً: البدعة الداؤودية أو الداوديين

ثامنا: النسطورية فى بلاد العرب

تاسعا: البدعة المانوية

عاشراً: بدعة مانى أصل
الإسلام

 

يذكر
مؤرخى التاريخ أن أوريجانوس معلم مدرسة الإسكندرية الشهيرة ذهب إلى الأراضى
العربية ليرجع مجموعة خرجت عن المسيحية إعتنقت فكرا غريبا ومخالفا على العقيدة
المسيحية بل وذكرالشيعة الأبيونية فى كتابة ” ضد سلسوس “(
Origene, Contre Cels II,1) وكان من نتيجة إستيلاء الكنيسة الملكية على معظم كنائس الأقباط
وممتلكاتهم وإنضمام أساقفة أقباط إليهم نتيجة للإضطهاد 0 أن ضعف الإرشاد القبطى فى
مواجهه هرطقات الأفكار الدخيلة، فتفشت البدع والكفر والزندقة فى أوساط المسيحيون
فى العربية، ونمت وسيطرت على الفكر العربى وفيما يلى الشيع المسيحية التى كانت
منتشره هناك:

 

أولا: القرآن وطائفة الأبيونية

إشتقت
هذه الفئة إسمها من قول المسيح له المجد: ” طوبى للفقراء..” وبلغتهم
العبرانية ” طوبى للأبيونيين.. “

إنتشرت
هذه البدعة فى أوساط مكة وآمن بها بطون قريش، وكان من ضمنهم القس ورقة بن نوفل
كاهن كنيسة مكة المسيحية، وذكرت بعض المراجع أن هذا القس كان يؤمن باليهودية قبل
إيمانه بالمسيحية فقال ابن هشام:  ” كان على دين موسى ثم صار على دين عيسى
عليهما الصلاة والسلام أى كان يهوديا ثم صار نصرانيا ” (سيرة ابن هشام 1 /
203) فهو إذا من اليهود المتنصرين

 

أما
عقيدتهم فى المسيح أنة ولد بطريقة معجزية بعد أن بشرى جبرائيل الملاك لمريم، وأن
المسيح نبيا أتى ليكمل ناموس موسى وهو ليس إلها أو إبنا لله بل أنه رجلا مثل سائر
الرجال جاؤه الوحى بعد معموديتة على يد يوحنا المعمدان

 

عقيدة الأبيونيين القريبة من عقيدة الإسلام

قال
د0 جواد على أن الأبيونيين يعتقدون

وجود
الله الواحد- ينكرون رأى بولس الرسول فى المسيح – يحافظون على حرمة يوم السبت كيوم
للرب -ويعتفد أكثرهم أن المسيح بشر مثلنا إمتاز عن غيره بالنبوة وبأنه رسول الله –
وبأنه نبى كبقيه الأنبياء الذين سبقوه – بعضهم أنكر الصلب المعروف – وذهب فكرهم
إلى أن من صلب كان غير المسيح وقد شبه على من صلبه فظنوا أنه المسيح حقا، ورجعوا
إلى إنجيل متى بالعبرانيه (د0 جواد على – المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام ج6 ص
635)

وقد
نقل القس ورقه بن نوفل الإنجيل بحسب العبرانيين إلى اللغه العربية إلا أن عمليه
نقله وترجمته لا تعنى أنه ترجم ترجمه حرفيه ودقيقة كما هو إنجيل اليوم، بل كان فى
الحقيقه ترجمه ونقلا كما يقول القرآن ” تفصيلا ” و ” تيسيرا ”
و ” تذكيرا ” ومن معرفتنا أن العرب المسلمين إعتمدوا على ما جاء فيه
وذلك مما ذكر فة القرآن فالمرجح فى أوساطنا

 

المسيحية
أنه لا يمكن الإعتماد على ما ذكر لأن الذى قام بترجمته ونقله شخص واحد فقط، غير
معروف بالضبط مدى مهارتة ودقته وقوته اللغويه فى اللغه العبرية وقد ذكر آباء
الكنيسه عده مقاطع منه فى محاوراتهم لهذه الفئة الشارده وغيرها من الفئات الأخرى
كما حدث مع القديس جيروم فى حوارة مع البلاجيين حيث قال: فى الإنجيل بحسب
العبرانيين الذى يستخدمه النصارى أيضا والموضوع فى الآرامية… وهو قريب الشبة
بإنجيل متى، محفوظ فى مكتبة القيصرية

Saint Jerome، commenaire sur Matthieu، XII,13

و
بحث للأب “لاغرانج ” فى المجلة الكتابية لأقبت فى أبحاثة عن أصل إنجيل
العبرانيين وفى تعاليمه ونسبته إلى الأبيونيين

 

M.-J. lAGRANGE, L
EVANGILE selon les llebreux
,
ولم يبق لنا من هذاالإنجيل إلا بعض النصوص المتناثرة فى شهادات وأقوال الآباء فقد
كان مع أغناطيوس الأنطاكى فى أنطاكية، وأوريجين وأكليمنضس الإسكندرى فى الإسكندرية،
وجيروم فى حلب، وأريناوس فى آسيا وفى مكه حيث كان مع القس ورقه بن نوفل القس فى
مكه، كما ذكرنا منة وقيل أنه ترجم إلى لغات عديدة0

 

ومن
العقائد المنقوله من الأبيونيين تقديم المسيحين للقربان
.
التناول ” فقد أشار إليها قرأن عثمان فقال أن الحواريين طلبوها من عيسى(سورة
المائده / 112) لتطمئن بها قلوبهم(سورة المائده / 113) فطلب المسيح من الله لتنزل
” مائده من السماء” (سورة المائده / 113- 114) لتكون عيدا للأولين
والآخرين وآية من الله (سورة المائده / 114) وأن من يكفر بعد منكم فإنى أعذبه
عذابا لا أعذبه لأحد كم العالمين ” (سورة المائده / 115) وهذا ما يؤمن به
المسيحين أن هذه المائدة سر من الله وهى ما يطلقون علية الإفخارستيا، وهى ذبيحه
خبز وخمر بدلا من ذبيحه إبراهيم الدمويه بتقديم إبنه إسحق محرقه والتى أراد بها
الله أن تكون رمزا فيعرف الناس فيما بعد أنه سوف يقدم إبنه المسيح كلمتة فداء عن
خطايا البشريه وهذا القربان الذى يقدمه المسيحين إنما هو عيدا لنا وآيه من الله
وأن الكفر بها له عذاب أليم (سورة المائده / 111- 114)

 

وأن
المسيح المبدأ الأزلى دخل المسيح يوم عمادة وفارقة يوم إستشهادة أما رسالتة فتقوم
على التعليم والتبشير دون الفداء والخلاص (1) ومن أقوال المؤرخين مثل الأصفهانى
الذى قال:  ” كان أحد من إعتزل عبادة الأوثان فى الجاهلية (الوثنية) وطلب
الدين و وقرأ الكتب، وإمتنع عن أكل ذبائح الأوثان ” (2) وقال ابن سعد: ”
كان رابع أربعة تركوا الأوثان والميتة، وما يذبح للأوثان ” (3) يتضح أن ورقة
بن نوفل نفذ السلوك المسيحى الذى أمر به مجمع الرسل الأول الذى كان يرأسة يعقوب
الرسول أسقف أورشليم وإبن خاله السيد المسيح وكانت قرارات هذا المجمع الإمتناع عن
أكل ذبائح الأوثان، أما فروضهم فتقترب من اليهودية وشيعه وادى قمران وتتركز على،
الإغتسال الدائم بالماء للوضوء والتطهير، وتحريم الذبائح – أما أعمال البر فهى
محور عقيدتهم ومنها إتخذوا إسمهم وتنص على الإهتمام باليتامى والعناية بالفقراء
والمساكين، ويوصون بإعالة المحتاجين وإطعام الجياع وإضافة الغرباء، وقد دخل فى
شيعتهم رهبان القمران بعد خراب هيكل أورشليم على يد القائد تيطس الرومانى سنة 70 م،
فهاجروا إلى مكة وصحراء العربية خوفا من بطش الرومان الذين دمروا معابدهم فى وادى
قمران وقتلوا من كان فيها 0

 

وشهد
أبيفانوس (4) فى كتابة ” الشامل فى الهرطقات ” على أن الأبيونيين يقبلون
إنجيلا واحدا فقط هو إنجيل متى ويسمونة ” الإنجيل بحسب العبرانيين ” وهو
نفسة إنجيل متى الأرامى ولكنه ناقص ومحرف ومزيف .. ومما يؤكد على وجود هذه الفئة
أن إيريانوس ذكرهم فى كتابة ” ضد البدع ” (5) ويمكن القول أن إعتقاد
المسلمين عن المسيح يتطابق تماما مع معتقدات الأبيونين

 

ثانيا: القرآن والقيرنثية ..
أسسها ” قيرنث
Cerinthe

ويعتقدون
ان ملكوت المسيح هو على مثل حياة الأرض، وأن عمل المسيح هو تحرير شعبة من الحكم
الرومانى الأجنبى، وأن مهمتة الأساسية هى مهمة سياسية إجتماعية، أما الجنه
السمائية فهى متاع الجسد وشهواتة، وكان أوسابيوس قيرنث مؤسس هذه الجماعة شهوانيا
محب للأكل وملذات العالم ” وبما أنه هو نفسه يحب جسده وكان شهوانيا بطبعة،
فكان يحلم بأن هذا الملكوت (الجنة المزعومة) يقوم على الأشياء التى يشتهيها (يحبها)
أى الطعام والشراب ولذه الجسدة ” (6)

===

(1)
J. Danielou, theologie du Judeo –
Christianisme,76

(2)
الأصفهانى فى الأغانى 3/ 113

(3)
طبقات ابن سعد 1/ 162، السيرة المكية 1/ 110

(4)
Epiphane, panarion XXIX,3 et 13

(5)st. Irenee, contre les heresies I,26,12

(6)
Eusebe, histoire Ecclesiastique 3

 

 والملاحظ
ان المسلمين يعتقدون نفس أعتقاد الفئة السابقة فجنتهم فيها ما يفتقرونة ويأملون
فيه فى معيشتهم فى الأرض والجنه الموعودة تفوق معيشتهم الصحراوية ففيها جنات تجرى
من تحتها الأنهار فيها ما يشتهونه من النساء والأطفال وحور العين والثمار الشهيه
وأنهار العسل واللبن والخمر… الخ وكل ما تشتهيه الأنفس وما يتخيلوا من لذائذ
الحياه فهى “= الجنات “!بل ان هناك ما يفوق خيالهم، جنة المسلمين وخاصة
الشهداء منهم وهى جنات تجرى من تحتها الأنهار (ذكرت هذه الصيغة فى القرآن حوالى 50
مرة) وعيون ماء (وردت فى القرآن حوالى عشر مرات أما الأنهار فهى أربعة ” فيها
أنهار من ماء غير أسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين،
وأنهار من عسل مصفى ” أما عن الأطعمة ف” أكلها دائم ” من ”
فكه (فاكهة) مما تتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور العين”(1) يشتهونها
ويتخيرون منها ما يطيب لهم فيها كل الثمرات يقربها الله (يدنيها) من يد المتقين
ليسهل عليهم قطفها ” قطوفها دانية” وذللت قطوفها تذليلا وفى تفسير
الجلالين يقول ” أى ينالها القائم والقاعد والمضجع”
..!! أما عن
مشروب جنة القرآن المفضل فهو الخمر: فهى تشرب فى ” أكواب”
.. وتشرب فى
” كؤوس” وتشرب فى ” أباريق ” وتشرب فى ” صحاف من
ذهب” وتشرب فى ” آنيه من فضة” (2)

 

الحوريات
خلقهن الله للذه المسلمين ” أنشأناهن أنشاء وهن أبكار على الدوام (3) كلما
باشرهن أصحاب الجنة لمسوا بكارتهن كأنهم معهن لأول مرة وعرفوا فيهن “عربا
” (4) أى عاشقات لأزواجهن وفيما بينهن, ورأوهن ” كواعب ” أى تكعبت
أثديتهن، إستثارة للذه والمتعة البالغة، ومع شدة جمالهن فهن يتصفن بالعفة وبالنظر
إلى أزواجهن فقط، فهن، ” قاصرات الطرف ” وهن ” كالؤلؤ المكنون
” (5) والياقوت والمرجان (6) وهن ” بيض مكنون وحور عين وهن أزواج مطهرة
أى لا يأتيهن الحيض والطمث وكل قذاره فيهن كنساء الأرض يلازمن خدرهن فهن، حور
مقصورات فى الخيام لم يطمثهن أنس قبلهم ولا جان (7) وهم وازواجهم فى ظلال على
الأرائك متكئون .. لهن من العمر ثلاث وثلاثون سنة، لا يكبرن عنها أبدأ (أنظر تفسير
القرآن للزمخشرى والبخارى والقرطبى وغيرها)

 

الغلمان
والولدان .. هم ” مخلدون ” كأنهم لؤلؤ مكنون ” (8) إذا رأيتهم
حسبتهم لؤلؤا منثورا (9) ويلاحظ أنها نفس أوصاف الحوريات وقد نقلت بعض التشبيهات
فى الجنه القرآنيه من كتب الفرس

 

ثالثا: القرآن والكسائية

أسسها
” الكسائى
Elxai ” والمؤمنين بهذه العقيدة يسمون أنفسهم ” أهل العلم
” وهم يعتقدون أن المسيح هو إنسان مثل سائرالبشر (10) وأن المسيح فارق يسوع
قبل إستشهادة، ولهم رأيين فى الروح القدس، الأول يقول ان الروح القدس هو ” أم
المسيح ” فهو بالتالى مؤنث فيكون هناك ثلاث آلهه منفصلة فى السماء هى الأب
(الله) والأم هى الروح
القدس والأبن وهوالسيد المسيح .. وقد
اشار القرآن إلى هذا الفكر الخارج عن المسيحية فقال ” لقد كفر الذين قالوا إن
الله ثالث ثلثة وما من إله إلا إله وحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين
كفروا منهم عذاب أليم (7) والرأى الثانى أن الروح القدس هوالملاك جبرائيل فهو مذكر،
ويدعى الكسائى أن ملاكا دفع إلية بكتاب من السماء كان محفوظا فى لوح مقدس نزلة
عليه جبرائيل(8) وعلمه أسرار الحكمة ومعرفة خزائن الغيب

 

رابعا: القرآن وهرطقة أو البدعة المريمية ..الفطائريين Collyridiens

وفئة
أو بدعة خارجه يطلق عليها المسيحيون اليوم ” هرطقة المريميين ” أو
” بدعة المريميين ” وإنتشر هذا الفكر فى العربية فى القرنين الخامس
والسادس الميلادى، إعتقدوا فى ثالوث مكون من الآب والإبن ومريم العذراء ..ألله
(الأب) عاشر مريم معاشرة جنسية (الأم) والمسيح (الإبن) وإلى هذه الهرطقة الدينية
المريمية يشير إليها قرآن عثمان ” بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم
تكن له صاحبة. وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم ” (9) ” أن دعوا للرحمن ولدا
وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا (10) وقالوا أيضا أن العذراء ولدت بطريقة إعجازية مثل
ولادة المسيح وأشار قرآن عثمان لهذا الفكر فقال ” وإذ قال الله يعيسى ابن
مريم ءأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله ..0فلما توفيتنى كنت أنت
الرقيب ” (11)

===

(1)
(سورة الواقعة / 19- 21)

(2)
(سورة الإنسان / 11- 17)

(3)
(سورة الواقعة / 35)

(4)
(سورة الواقعة / 36)

(5)
(سورة الواقعة / 22)

(6)
(سورة الرحمن / 57) 

(7)
(سورة الرحمن / 55)

(8)
(سورة الواقعة / 16)

(9)
(سورة الإنسان / 18- 20)

(10)
Hippolyte de romme, IX,14..

(11)
(سورة المائدة / 115- 117)

 

قالوا
إتخذ لله ولدا سبحنه..0 أتقولون على الله مالا تعلمون ” (1) ”

وكانت
هذه الفئة الضالة وصلت بفكرهم العقيدى إلى تأليه السيدة العذراء وعبادتها فيقدمون
لها أنواع من الفطائر وأقراص العجائن، وقد ذكرهم القديس أبيفانيوس فى كتاب
الهرطقات، ولعل هؤلاء المبتدعين هم الذين دعاهم أبن بطريق بالمريمية البربرانية
فقال عنهم: ” أن المسيح وأمه إلهان من دون الله ” وقد وصفهم أبن تيمية
فى كتابه الجواب الصحيح ودعاهم المريمانيين أو المريمانية، وعلى هذا البناء شرح
مفسرو القرآن قوله فى سورة المائدة: ” “أتخذونى وأمى إلهين” وقالوا
فى شرح قوله فى سورة النساء: ” ولا تقولوا ثلاثة.. أى لا تقولوا عن الله
ثلاثة الله والمسيح ومريم، (وهذا ما ورد فى الزمخشرى والبيضاوى وغيرهم) ويعتقد أن
الفكر المريمى قادم من خلفية وثنية أساساً.

 

 مما
جاء فى سورة الأنعام هو أفكار وثنية فمن من المسيحين قال أن الله له صاحبة؟ وهو
فكربعيدا تماما عن الفكر المسيحى ويبعد عن فكره اللوغس المسيحية، وأن عقيده
المسيحين تظهر ان المسيح هو كلمة الله وبهذا يصبح هو المتفوة الإلهى 0 والمسيحية
تعلن أيضا أن الله لم يلد ولم يولد.. فمفهوم يلد أو يولد السابق:

·   
ينتج عنه نمو وتغير والله ثابت إلى الأبد

·   
نجد الله يعاشر النساء معاشرة جنسية وحاشا لله أن يفعل ذلك

·   
فيه زياده ونقصان والله لا يزيد ولا ينقص

·   
يوجد إله واحد ثم إثنين وهذا شرك بالله وهذا ليس فى إيمان المسيحين فهم يؤمنون
بإله واحد

·   
لا يوافق الفكر المسيحى من حيث أن الله روح

 

خامسا: القرآن وبدعه آريوس

قام
بهذه البدعة قس إسمة آريوس، ولد فى ليبيا ولكثرة علمة رسم قسا فى كنيسه الإسكندرية
وعين مفسرا للكتب المقدسة،
وقال أن الله سابق فى زمانه للأبن
(المسيح) فيكون المسيح إله مخلوق من إله أكبر وكان شعارهم ” الله أكبر من
الإبن (المسيح) ” ..وأصبح فى السماء إلهين إثنين وأن الله وإبنه هم شركاء فى
العمل مع الخليفة وقد اشار القرآن لهذه الفئة فقال ” وقل الحمد لله الذى لم
يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا ”
(2) وقد شرح تفسير الجلالين كلمة شريك فى الملك (= فىالألوهية) (3) بل أن القرآن
ذكر أنه ” ينذر الذين قالوا إتخذ الله ولدا “(4) أن دعوا للرحمن ولدا
وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا “(5) ” وقال الله لا تتخذوا لإلهين إثنين
إنما هو إله واحد فإيى فارهبون” (6) وقد أخذ القرآن شعار اصحاب بدعة آريوس
بأن الله أكبر – وأكبر إسم تفضيل – وأسقط كلمة من المسيح ” .. لذكر الله أكبر
” (سورة العنكبوت / 44)

 


وقالت اليهود عزير أبن الله وقالت النصرى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم
يضهئون قول الذين كفروا من قبل قتلهم الله أنى يؤفكون “(7)

 

ما هو نوع الأريوسية فى العربية؟

روى
القديس إيلاريوس فى رسالته إلى قسطنطين: ” أن فرعا من شيع اريوس ظهروا فى
جهات العرب وهم يدعونهم أقاقيين بغسم أقاقيوس زعيمههم كانوا يزعمون أن السيد
المسيح ليس أبن الله لزعمهم أن من قال أبن الله جعل لله زوجة فخلطوا بين الولادة
الجسدية والولادة الإلهية الروحية المثبته فى الكتب المقدسة

محمد أخذ فكرة جبريل من هرطقة مقدونيوس أسقف القسطنطينية الأريوسى
التى تقول أن الروح القدس مخلوق على شكل ملاك

 

سادسا: القرآن وبدعه أوطيخا

كان
أوطيخا (8)

(حوالى
سنة 378 – 454 م)

أرشمندريت
(رئيسا) لأحد أديرة القسطنطينية، وكان غيورا للإيمان المسيحى وفى مقاومته لبدعه
نسطور سقط هو نفسه فى بدعه أخرى مفادها ” أن ناسوت المسيح (جسده) لا يشبه
أجسادنا وليس من ذات جوهرنا، بل أنه كانت توجد طبيعتين قبل الإتحاد (إلهيه متمثله
فى كلمه الله وإنسانيه) صارت واحده بعد إتحاد الكلمة مع جسد المسيح فى مريم، وأن
الطبيعة اللاهوتية إبتلعت جسد المسيح، وأن جسده ذاب فى لاهوته، وضاع الناسوت
(الجسد تماما) ” أى بصورة مبسطه أصبح الله مرئى فى شكل المسيح وأصبح المسيح
الله وقد أشار القرآن لهذه الفئة فقال ” لقد كفر الذين قالوا إن الله هو
المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم ومن فى
الأرض جميعا ولله ملك السموت والأرض وما بينهما يخلف ما يشاء والله على كل شئ قدير
” (9)

 

===

(1)
(سورة يونس / 67)

(2)
(سورة الإسراء / 110)

(3)
تفسير الجلالين دار التراث ص0ب 1185 – القاهره الإمام جلال الدين بن أحمد المتوفى
سنة 864 ه والإمام جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكرالسيوطى المتوفى سنة 911 ه طبع
سنة 1978

(4)
(سورة الكهف / 3)

(5)
(سورة مريم / 90 – 91)

(6)
(سورة النحل / 50)

(7)
(سورة التوبة / 29)

(8)
طبيعة المسيح حشب مفهوم الكنيسه الأرثوذكسية غير الخلقيدونية

(9)
(سورة المائدة / 16)

 


لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يبنى إسرءيل اعبدوا
الله ربى ورلكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأوته النار وما
للظلمين من أنصار ” (1)

ومن
الدراسات والأبحاث المركزه والتى أجراها أبو موسى الحريرى فى كتابه القيم والذى
يعتبر من أهم المراجع فى هذا المضمار(دار ” لأجل المعرفة ” ديار عقل
بلبنان 1985) إتضح أن الأناجيل التى أطلق عليها الإنجيل بالعبرانيه ما هى إلا نسخه
محرفه ومشوهه فى المعلومات والذى قام بترجمته للعربية القس ورقه بن نوفل عن نسخه
محرفه إسمها الإنجيل العبرانى من إنجيل متى الأرامى الموجود فى يدنا الآن
.

 

سابعاً: البدعة الداؤودية أو الداوديين

ذكر
الأب أنستاس الكرملى فى إحدى المقالات فى الشرق (6: 6) بدعه كانت منتشرة فى القرن
الخامس الميلادى ولها بقايا فى العراق تعرف بالداؤودية أو الداوديين يعظم أتباعها
داود النبى ويكرمون السيد المسيح ولكنه يجعلونه فى مرتبه أقل من مرتبة داود النبى

 

ثامنا: النسطورية فى بلاد العرب

جاء
فى تقويم الكنيسة الكلدانية الذى نشره الخورى بطرس عزيز سنة 1909 م ص (8) أن
النساطرة أقاموا: ” مطروبوليطاً فى يثرب كان فيها ثلاث كنائس على أسم إبراهيم
الخليل وأيوب الصديق وموسى الكليم ” وهى رواية وجدناها فى آخر تقويم مخطوط
لأحد أهل الموصل والله أعلم بصحتها.

 

تاسعا: البدعة المانوية

القرآن
يهاجم عقيدة الهراطقه فى الثالوث ولكنه يجهل الثالوث الأقدس

جاء
في سورة المائدة 5: 116 “وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ
قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ؟”.

1
– و” إذ قال ” تعنى أن الله قال فعل ماضى وأنتهى وليس مستقبل (سيقول أو
سأقول) وكذلك كلمة توفيتنى تعنى أن الوفاة حدثت فى الماضى وكان لله رقيباً عليهم
وليس كما يقولون أن هذا المحادثة تعنى بما سيحدث فى المستقبل فى يوم القيامة.

2
– عندما يقول الله ” ءاءنت قلت للناس ” تضاد مع صفة أن الله ” عليم
” بالماضى

3
– ” اتخذونى واءمى الهين من دون اللّه ” المسيحيين فى جميع العالم لا
يعبدون مريم ولا يوجد مسيحى واحد يقول أن مريم آلهة فعلى من يتكلم القرآن إذاً؟
المسلمين وعلمائهم من الشيوخ لا يعرفون هذه الحقيقة.

4
– كيف يتكلم المسيح ومريم وحتى يوسف وفرعون اللغة العربية فى القرآن وقد كانوا
يتكلمون اللغة الآرامية والفرعونية والعبرية؟

 

وهناك
شبهات أخرى

وجاء
في سورة النساء 4: 171 “يَا أَهْلَ الكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا
تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلا الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم َ وَرَوُحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا
بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرا لكُمْ إِنَّمَا
اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً”. وجاء في سورة
المائدة 5: 73 “لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ
وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ
لَيَمَسَّنَّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”.

 

من
المعروف أن القرآن هو جامع بين الأديان المتناحرة حتى ولو كان دينا وثنيا مع
الحفاظ على القومية العربية فرجع بالديانات إلى أصولها الأولية أى إلى عهد إبراهيم
وكان أصحاب بعض البدع من النصارى يؤمنون بوجود ثلاثة آلهة، هم الله ومريم وعيسى،
فردَّ على هذه البدعة وكرر المرة بعد الأخرى أن الله واحد. وكل من له إلمام ولو
بسيط بالتوراة والإنجيل يعرف أن وحدانية الله هي أساس الدين المسيحي، فقد قالت
التوراة والإنجيل: “الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ” (تثنية 6: 4 ومرقس
12: 29). ولم يقل مسيحي حقيقي قط إن العذراء مريم إله (مع كل التقدير والمحبة لها)
فالمسيحيون لا يعبدون ثلاثة آلهة، بل إلهاً واحداً في وحدانية جامعة: هو الآب والابن
والروح القدس. أو بعبارة القرآن “الله وكلمته وروحه”. والكل في ذات
واحدة. أما عن أن المسيح رسول الله فهو أتى برسالة الخلاص وهو نبى لأنه تنبأ وبما
أنه كلمة الله فهو المتفوه الإلهى وقال جبرائيل عنه أنه قدوس (القدوس المولود راجع
لوقا 1: 35) لأن الله قدس جسده بحلول كلمته فيه لهذا فإن جسدة لن يرى فسادا لأنه
قدوس الله

 

وقد
اتفق القرآن مع الأناجيل في إسناد الفعل وضمير المتكلم في صيغة الجمع إلى الله.
ولم يرد في الكتاب المقدس ولا في القرآن كلام مخلوقٍ كائناً من كان تكلم عن نفسه
بصيغة الجمع مما يدل على وحدة الجوهر مع تعدد الأقانيم في الذات العلية. فمثلاً

 

ورد
في سورة البقرة 2: 23 “نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا” بصيغة الجمع. فتشير
صيغة الجمع إلى جمع الأقانيم

وورد
في سورة الأعراف 7: 196 “اللهُ الذِي نَزَّلَ الكِتَابَ” بصيغة المفرد،
وتشير صيغة المفرد إلى إلى توحيد الذات.

 

ومن
أسماء الله الحسنى أنه الودود، لقوله في سورة البروج 85: 14 “وَهُوَ
الغَفُورُ الوَدُودُ”. فالود صفةٌ من صفاته. ومن معرفتنا أن هذه الصفة أزلية
نستدل أن هناك تعدد أقانيم في الوحدة الإلهية لتبادل الود بينها قبل أن يُخلق شيء.
وإلا ففي الأزل اللانهائي، كانت صفة الودّ عاطلة عن العمل، وابتدأت تعمل فبدأ الله
“يود” بعد أن خلق الملائكة والناس. وحاشا لله أن يكون قابلا للتغير!

 

وهل
نستطيع أن نوفّق بين الإيمان بصفات الله الأزلية كالسمع والتكلم دون الإيمان
بثلاثة أقانيم في إله واحد؟ ولا نستطيع أن نملأ الفجوة الهائلة بين علاقة الإنسان
بالله على غير قاعدة الأبوة والبنوة وحياة الشركة المعلنة في عقيدة الثالوث
القويمة!

 

إن
الإيمان بالتوحيد المجرّد بدون أنسٍ روحي بالله هو إيمان الشياطين. وهذا ما قاله
الكتاب المقدس قبل الإسلام بأكثر من خمسة قرون “أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللّهَ
وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ”
(يعقوب 2: 19). ومثل التثليث مثل العقل والفكر والقول، فهذه ثلاثة أشياء متميّزة
غير منفصلة لشيء واحد! والنار والنور والحرارة ثلاثة أشياء متميزة غير منفصلة لشيء
واحد. وحتى الإنسان مكون من جسد وروح ونفس فهل نستبعد وجود ثلاثة أقانيم متميزة
غير منفصلة في إله واحد حسب إعلان القرآن والكتاب المقدس؟

 

أما
ونتقدم الآن إلى بعض ما ورد في القرآن عن المسيح وأمه مريم العذراء، فمن ذلك سورة
المائدة 5: 116 «إذ قال الله: يا عيسى ابن مريم، أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي
إلهين من دون الله؟» وورد في سورة النساء 4: 171 «يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم،
ولا تقولوا على الله إلا الحق. إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها
إلى مريم وروح منه، فآمِنوا بالله ورسوله ولا تقولوا ثلاثة. انتهوا خيراً لكم.
إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد. له ما في السموات وما في الأرض وكفى
بالله وكيلاً». وورد في سورة المائدة 5: 73 «لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث
ثلاثة، وما من إله إلا إله واحد. وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسنَّ الذين كفروا
منهم عذاب أليم».

 

فيتضح
من هذه الآيات أن محمداً سمع (كما قال جلال الدين ويحيى) من بعض أصحاب البدع من
النصارى أنه يوجد ثلاثة آلهة حسب وهمهم، هم الله سبحانه، ومريم، وعيسى. فردَّ
القرآن على آراء أصحاب البدع الكفرية وكرر المرة بعد الأخرى أن الله واحد. وكل من
له إلمام بالتوراة والإنجيل يعرف أن وحدانية الله هي أساس الدين المسيحي، فقد ورد
في التوراة (تثنية 6: 4) «اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا إله واحد» وفي إنجيل مرقس
(12: 29) استشهد المسيح بهذه الآية وأيَّد صحتها بغاية التأكيد. ولم يقل مسيحي
حقيقي إن مريم هي إله. نعم إنه مما يحزن القلب أن عبادة مريم دخلت بعض الكنائس،
ولكنها في الحقيقة عبادة أصنام تناقض وصايا الله وتعاليم التوراة والإنجيل،    معتقدات
مذهب باسليديس فى القرآن ورد في سورة النساء 4: 157 و158 أن اليهود قالوا «إنا
قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم.. وما
قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً»

 

لم
يرد فى جميع كتب الأنبياء والإنجيل أى إشارة لهذا التعليم فتعليم القرآن في هذه
العبارة يعتبر غريبا عن الفكر المسيحى ولكنه يطابق غاية المطابقة مذهب بعض أصحاب
البدع الضالين الذى هو باسليديس، فإيرينيوس (أحد علماء المسيحيين القدماء) قال إن
باسليديس (أحد زعماء أصحاب البدع في الأزمنة القديمة) كان يعلّم أتباعه أن المسيح
«لم يتألم، وأن شخصاً اسمه سمعان من قيروان التزم أن يحمل صليبه لأجله، وأن هذا
الرجل هو الذي صُلب جهلاً وخطأً، فإن المسيح غيَّر شكل هذا الرجل ليتوهَّموا أنه
هو عيسى نفسه». فمن هنا يظهر أن محمداً اتخذ هذا المذهب عن أتباع باسليديس.

 

والمسيحية
قدمت ملايين الشهداء قبل الإسلام وبعدة والمسلمين أنفسهم يقتلون المسيحيين من أجل
عقسدتهم فى صلب المسيح وقيامته من بين الأموات وأن كل من ينكر أن المسيح صُلب
حقيقة ومات على الصليب يناقض تعاليم الأنبياء والإنجيل، لأن الأنبياء سبق أن
تنبأوا أنه لا بد أن المسيح الموعود به يبذل حياته الكريمة ليكفِّر عن خطايا جميع
البشر. وشهد تلاميذ المسيح أنهم شاهدوا بأعينهم مخلِّصهم مصلوباً، ولكن محمداً لم
يدرِ أن إنكار باسيليديس الزائف لصلب المسيح هو بدعة مبنية على ضلالة من ضلالاته،
لأن هذه البدعة مبينية على أن المسيح إتخذ شكلا خياليا وهميا فقال هذا المبتدع إن
المسيح لم يتَّخذ طبيعة بشرية حقيقية، ولكنه اتخذ شِبه جسد لا وجود له حقيقة، وإنه
كان لا يمكن أن يولد أو يتألم أو يُصلب، ولكنه خدع الناس وأغراهم على التصديق بأنه
تألم وصُلب. ولكن هذا المذهب الضال هو ضد تعاليم الإنجيل

 

عاشراً: بدعة مانى أصل الإسلام

تأثر
الاسلام بالمانوية (ديانة مانى)

بعد
هذه الجولة السريعة والقصيرة فى مصادرنا التى اعتمدنا عليها فى هذا البحث، يتضح ان
بين ماني وديانته من ناحية، ومحمد والاسلام من ناحية أخرى علاقة كبيرة في بعض
الأوجه, حيث يتضح مدى تأثر الإسلام بالفكر الديني المانوى الذى كان منتشرا في
أنحاء متعددة من بقاع العالم، بما فيها بلاد العرب.

فلقد
شهدت بلاد العرب ومصر وسوريا وآسيا الصغري رواجا للديانة المانوية وانتشرت أفكارها
انتشارا كاد يهدد المسيحية من القرن 3 الي القرن 13. لذلك عندما ظهر محمد في أواخر
القرن السادس وبداية القرن السابع, كانت المانوية معروفة لاكثر من 300 سنة.لذلك
نجد في عقائد الاسلام صدى واضح لما زعمه مانى.

 

وزعم
محمد أن الملاك جبريل ظهر له ليهدى به الناس كافة وليصحح أديان الأنبياء السابقين،
ومن بينهم عيسي (وهو من الملائكة التى قال بها مانى نقلا عن اليهودية والمسيحية) –
وزعم محمد أنه نزل إليه بكتاب { نزل به الروح الأمين} الشعراء 193

 زعم
ماني ان ملاكا من عند الله اسمه (القرين) ظهر له وابلغه ان الله اصطفاه واختاره
نبيا للعالم اجمع، بل جعله آخر الأنبياء ليهدى به الضالين والذين حرفوا أديان
الأنبياء السابقين أمثال المسيح وزرادشت وبوذا

ويقول
الباحث آرثر كريستنسن
Arthur
Christensen
ص 172: ” وكان
(مانى) يرى الوحي عدة مرات فى صورة ملاك اسمه القرين (التوأم)، فكان يكشف له عن
الحقائق الإلهية.ثم بدأ يعلن دعوته. وزعم مانى أنه الفارقليط الذى بشر به عيسى
عليه السلام” ص172

 

1- مانى ومحمد: ظهور ملاك
كوحى

الملاك
جبريل ابلغ محمد انه خاتم الأنبياء والمرسلين، وان الله انزل عليه وحي
السماء(القرآن) ليهدى به المشركين والكفار والضالين من أهل الكتاب.فمحمد هو خاتم
النبيين {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله
بكل شيء عليما} الأحزاب 40

 أبلغ
الملاك مانى بأنه خاتم الأنبياء ويقول الباحث آرثر كريستنسن
Arthur Christensen ص 172: “ادعى (مانى) انه أتى لتكميل كلام الله وأنه خاتم
الأنبياء”

 

2- مانى ومحمد: خاتم
المرسلين

زعم
محمد أن الكتاب الذى نزل عليه فيه الهداية والنجاة للناس كما تقرر هذه الآيات: {إن
هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا
كبيرا} الإسراء 9

{لقد
أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} النور 46

{ويرى
الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد}
سبا 6

{قل
لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان
بعضهم لبعض ظهيرا} الإسراء 88

{وإنك
لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم} النمل 6

{ولقد
ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون} الزمر 27

 زعم
مانى انه رسول الهداية والحق ومن أقواله:

{ثم
نزل هذا الوحي وجاءت هذه النبوة فى هذا القرن الأخير على يدىَّ أنا
“مانى” رسول إله الحق إلى أرض بابل}

وقال
أيضا: { إني جئت من بلاد بابل لأبلغ دعوتي للناس كافة}

خاتم
الأنبياء

ويورد
د. عبد الرحمن بدوى رأى المستشرق هانز هينرش شيدر: “أن مانى كان يحسب نفسه
(خاتم)

دورة
من الأنبياء تتكون من زرادشت وبوذا والمسيح،وانه عدَّ نفسه ذا نفس الماهية التى
لهم وللشمس أيضا … كما يتعلق هذا الموقف السلبي بالمسيح الذى مجده النصارى على
أساس انه من صُلِبَ وتحمل الآلام،بينما مانى- شأنه شان محمد تماما
(سورة
النساء: آية156)-قد رفض فكرة الصلب وعدها خرافة، وقال بمسيح روحي خالص.”

(الإنسان
الكامل فى الاسلام.د.عبد الرحمن بدوى ص40 وكالة المطبوعات-الكويت)

ومن
أقواله:


يبشر الأنبياء بأوامر الإله أحيانا من الهند بواسطة زرادشت، والان أرسلني الله
لنشر دين الحق في بابل.. أرسلني الله نبيا من بابل حتى تصل دعوتي العالم.”

(المعتقدات
الدينية لدي الشعوب) جفرى بارندر – ترجمة د. إمام عبد الفتاح إمام – عالم المعرفة.
ص 129

وعن
ماني يقول جفري بارندر:


أعلن ماني انه هو الذي جاء ليتمم عمل زرادشت وبوذا والمسيح، فهؤلاء جميعا شذرات
ناقصة من الحقيقة, لكن حتي هذه الشذرات قد أفسدها اتباعهم..لقد خلق ماني، عن وعي،
دينا جديدا وزوده بالطقوس والآداب الدينية، وحرم الأوثان..انتشرت المانوية في كل
مكان من الإمبراطورية الرومانية، وفي بلاد العرب..”

المعتقدات
الدينية ص 129 –130

 

3 – مانى ومحمد: أنبياء
الهداية والحق

قال
محمد بتحريف اليهود والنصارى للكتب التى أنزلها الله على أنبيائه السابقين، وفى
ذلك يقول القرآن:

{أفتطمعون
أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم
يعلمون}البقرة 75

{من
الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا
ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا
لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}النساء 46

{فبما
نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما
ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله
يحب المحسنين}المائدة13

{يا
أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم
تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون
الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد
الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم
في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم}المائدة41

 زعم
مانى أن اتباع الرسل السابقين حرفوا تعاليمهم، مما جعل الله يرسل خاتم رسله ليصحح
العقائد الفاسدة المحرفة ويهدى الناس للحق – وهو المنقذ لهذا التحريف

 4-
مانى ومحمد يقولون أتباع الأديان السابقة حرفوها

 

5- مانى ومحمد: تحريم عبادة ألأوثان

{فاجتنبوا
الرجس من الأوثان} الحج 30 – و { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب
والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} المائدة 90

 حرم
ماني عبادة الأوثان

وجاء
محمد وزعم نفس الشىء بان قال انه هو النبي، بل جعل المسيح يذكر اسمه تحديدا:

{وإذ
قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من
التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}الصف 6

 وزعم
ماني ان المسيح تنبأ أن نبيا من بعده
(البارقليط) سيرسله
الله، فقال انه هو هذا النبي.
ويقول الدكتور عاطف شكري أبو عوض فى
كتابه (الزندقة والزنادقة).
دار الفكر-الأردن-عمان:


إني مانى الذى بشر به عيسي ” ص53-54

 

6 – مانى ومحمد: بشارة
المسيح بنبي يأتي من بعده

وجاء
الاسلام فحرمها بالتدريج:

{يسألونك
عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك
ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون}البقرة 219

{يا
أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان
فاجتنبوه لعلكم تفلحون}المائدة90

{إنما
يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله
وعن الصلاة فهل أنتم منتهون}المائدة91

 حرَّمت
المانوية الخمر، وكان أتقياء المانوية مكلفين بنشر الدين وهداية كافة الشعوب
والدعوة للأخلاق وتحريم الخمر.

ويقول
الباحث آرثر كريستنسن
Arthur
Christensen
ص183: ” حرم عليهم
شرب الخمر.. وان يطوفوا بلاد العالم يبشرون بالدين وينصحون الناس بالاستقامة”

 

7 – مانى ومحمد: تحريم الخمر

وانتقل
هذا المذهب المانوى الغنوصى الى الإسلام حيث كرر محمد أن المسيح لم يقتل ولم يصلب:

{وقولهم
إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن
الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه
يقينا}النساء157

 قال
مانى ان المسيح لم يصلب لانه كان ذا طبيعة روحانية أنكر مانى موت وعذاب المسيح على
الصليب لانه كان فى اعتقاده أن المسيح روح كان يلبس جسدا ظاهرا (وهمي)

ويلخص
الباحث آرثر كريستنسن
Arthur
Christensen
ص 181 ذلك: ” ومهما
يكن فان عيسي المانوية غير عيسي الذى صلبه اليهود.فعذاب عيسي، ولم يكن إلا فى
الظاهر،كان عند مانى رمزا لاستعباد روح النور فى العالم السفلي.وعيسي الحقيقي عند
مانى هو الإله الذى أرسل من عالم النور ليرشد آدم وليريه الطريق المستقيم”

 

8 – مانى ومحمد: ما قتلوه
وما صلبوه

 وهذه
هى بعض من الآيات الكثيرة التى يدعو فيها محمد للحفاظ على الصلاة والصوم والسجود
والزكاة:

{حافظوا
على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}البقرة238 {وأقيموا الصلاة وآتوا
الزكاة واركعوا مع الراكعين}البقرة43 {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا
لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما بصير}البقرة110 {إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم
يحزنون}البقرة277 {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون} المائدة 55 {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة
وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا
خلال}ابراهيم31 {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
لعلكم تتقون} البقرة183

 كان
مانى يؤكد على المحافظة على الصلاة والصوم والزكاة والسجود،وهو نفس ما أكد عليه
محمد فى القرآن.ولقد كان المانويون يصلون أربع مرات فى اليوم،أما محمد ففرض خمس
صلوات. وكان يأمر مانى اتباعه ان يسجدوا اثنتي عشر مرة كل صلاة، وبالمثل فعل محمد،
لكنه قلل من عددها.

 

9 – مانى ومحمد: الصلاة
والصوم والركوع والزكاة

 وهذا
ما فعله محمد بالتمام فقال بالوضوء بالماء وبالتيمم، وفى ذلك قال:

{يا
أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا
برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو
جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا
فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم
وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون}المائدة 6

 فرض
مانى الوضوء بالماء الجارى قبل الصلاة، وفى حالة تعذر الماء سمح لهم بالتطهر
بالرمل او ما شابهه
.

 

10 – مانى ومحمد:
الوضوء والتيمم

 ولقد انتقلت هذه الفكرة للإسلام سواء عن طريق اليهودية أو المسيحية
أو المانوية.فينسب لمحمد أقوال كثيرة ترى فى المرأة مصدرا للشر والغواية وأنها
عميل الشيطان مثل الأحاديث: ما اجتمع رجل وامرأة إلا وثالثهما الشيطان، وان اكثر
سكان النار من النساء. الخ

 نظرت
المانوية للمرأة باعتبارها مصدر غواية للرجل، مصدرا مظلما للشهوات المادية والجسدية
التى تحرم الرجل من الصفاء الروحى الذى بدونه لن يستطيع الاتصال بالنور
الإلهي.ويبدو ان مانى تأثر فى هذه الفكرة بالتراث اليهودي والمسيحي الذى قال ان
الخطيئة الأولى كان ورائها حواء التى أغوت آدم فى الجنة.

 

11 – مانى ومحمد:
المرأة شر

كان
طبيعيا أن ينادى محمد هو أيضا بهذا الميراث الأخلاقي القديم.

 الدعوة
للأخلاق كانت من السمات الأساسية للفكر الدينى بوجه عام.فجاءت الوصايا العشر فى
التوراة توصى الإنسان ألا يقتل أو يسرق أو يزنى أو يكذب (الخروج 20).وقالت
المسيحية بنفس الشيء.وكذلك دعا مانى الى نفس المبادئ.

 

12- مانى ومحمد: الأخلاق

 والتفاسير
والتاريخ الإسلامية نفس الشىء عن محمد الذى أرسل الرسائل الى حكام عصره، فقيل انه
أرسل الى كسرى فارس وإمبراطور الروم ومقوقس مصر يدعوهم للإيمان بدعوته وبنبوته.

 أرسل
مانى رسائل الى حكام عصره يشرح فيها دعوته ويدعوهم للإيمان بها، وتروى لنا كتب
السيرة

 

13- مانى ومحمد: رسائل الى
ملوك وحكام العصر

 كذلك
قام محمد بمزج المعالم البارزة للعقائد المنتشرة حينئذ في بلاد العرب وما حولها
مثل العقائد المسيحية متعددة المذاهب والتي صدر عنها عشرات الفرق الباطنية
الغنوصية (الهرطقات) والعقائد البدوية الوثنية التى تغلغلت في نفوس العرب(مثل عادة
وثنى العرب في الحج وطقوسه) والعقائد اليهودية والزرادشتية والمانوية وغيرها.

 واخيرا
نلفت الانتباه الي التشابه الشديد لمنهج ماني ومنهج محمد في تأسيس ديانتهما.فكما
أن ماني مزج بين عقائد البوذية والمسيحية والزرادشتية,

 

14- مانى ومحمد: منهج مزج
العقائد المختلفة

 وكتب
محمد رسائل إلى ملوك واباطرة العالم يدعوهم إلى الإسلام فكتب إلى هرقل إمبراطور
بيزنطة وإلى كسرى أمبراطور الفرس وكتب إلى المقوقس والى مصر كما كتب إلى جميع
القبائل العربية

 كتب
مانى رسائل لرؤساء وملوك العالم يدعوهم فيها للإيمان بدعوته.يقول الباحث ويقول
الباحث آرثر كريستنسن
Arthur
Christensen
ص186: “وقد ذهب الى
الهند والصين داعيا بمذهبه فى كل مكان ومؤلفا للكتب والرسائل التى بعثها الى
الرؤساء والجماعات فى بابل وإيران وبلاد المشرق”

 

====

المراجع

الزندقة
– ماني والمانوية. تأليف جيووايد نغرين، ترجمة وزيادة ملاحق: د. سهيل زكار. دار
التكوين، دمشق.

(1)
إيران في عهد الساسانيين لكريستنس، ص171

(2)
إيران في عهد الساسانيين لكريستنس، ص171

(3)
مروج الذهب للمسعودي، ج1، ص 251

(4)
إيران في عهد الساسانيين لكريستنس، ص169

(5)
هناك رواية للكاتب أمين معلوف بعنوان (حدائق النور) تدور حول ماني والمانوية وهي
مترجمة عن الفرنسية.

(6)
Manicheans = المانيين نسبة إلى مانى

(7)
كلمة مانى تعنى الرجل المجنون، وقد ظهر فى أواخر القرن الثالث، وكان فيلسوف من
بلاد الفرس، حاول أيجاد ديانة توفق بين الديانة الفارسية والبوذية والمسيحية، وقد
رحب به سابور الول ملك الفرس فى بداية الأمر، ولكن كهنة المجوس ثاروا ضده فإضطر
إلى الهرب من البلاد، وإذ عاد تبعه جمهور كثير ولكن الملك فارانس الأول حكم عليه
بالأعدام سنة 276 م، وقد أنتشرت شيعته بسرعة بين المسيحيين وظلت حيه أجيالاً عديدة
بعد ذلك.. ومما جعلها محببة للكثيرين من المفكرين، ومن بينهم أوغسطينوس، غموض
تعاليمها، وأحكام نظامها، وتظاهرها بحل مشكلة الشر، ومظهرها نحو القداسة والتقشف،
ونظريتها الأساسية الأعتقاد بوجود إلهين، إله الخير وإله الشر، إله للنور وإله
للظلمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار