المسيحية

بخصوص الإعجاز والقداسة: حقائق قرآنية مريرة



بخصوص الإعجاز والقداسة: حقائق قرآنية مريرة

بخصوص
الإعجاز والقداسة: حقائق قرآنية مريرة

احدى
آلازمات النفسية لمحمد كانت في تبرمه بجماعته من الفقراء، عند أنفة المشركين من
مجالسته وهم معه. فيأتيه التحذير والتأديب: “واخفض جناحك للمؤمنين”
(الحجر 88). لكنه يعود لمثلها، فيعود الوحي الى التنبيه والترهيب: “واخفض
جناحك لمن اتبعك من المؤمنين” (الشعراء 215). وينص القرآن على تضايق محمد
بأتعس المؤمنين كالاعمى واليتيم والسائل: “عبس وتولى، أن جاءه الاعمى..”
(عبس 1-2)؛ “أما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر”(الضحى 9-10).
وقد تشتد الازمة بمحمد فيطرد المؤمنين من مجلسه: “ولا تطرد الذين يدعون ربهم
بالغداة والعشي يريدون وجهه! ما عليك من حسابهم في شيء، وما من حسابك عليهم من شيء،
فتطردهم، فتكون من الظالمين” (الانعام 52). فيأمره الوحي بالصبر عليهم: ”
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم
تريد زينة الحياة الدنيا، ولا تطع من أغفلنا قلبه من ذكرنا واتبع هواه، وكان امره
فرطا” (الكهف 28). فكأن موقف محمد في ذلك مظاهرة للكافرين، فيردعه الوحي ردعا
جميلا: ” وما كنت ترجو ان يلقى اليك الكتاب، الا رحمة من ربك: فلا تكونن
ظهيرا للكافرين، ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ نزلت اليك، وادع الى ربك ولا تكونن
من المشركين” (القصص 86-87).

 

علق
دروزة (سيرة الرسول 1: 282)على هذه الازمة المتواصلة بقوله: ” ونعتقد ان آيات
الانعام 52-53؛ والكهف 28-30؛ والاسراء 73-76؛ والقصص 85-88..تنطوي على مشاهد من
أزمات النبي ص. النفسية. إذ يصح أن يقال في صدد آيات الانعام والكهف ان النبي إذغ
كان خطر على باله أن يهمل الفقراء والمساكين من ألمسلمين، أو يصرفه عنه، حينما
احتج الزعماء وطلبوا لإقصائهم عنه ليجلسوا اليه ويتحدثوا معه، فانما كان هذا في
ساعة من ساعات أزماته النفسية، ومبعثا عن حزنه الشديد لتمسك الزعماء بجحودهم
ومعارضتهم ومتابعة الناس لهم، وعن آمله في انحياز المعتدلين الى صفه. وإذ يصح ان
يقال هذا كذلك في صدد آيات الاسراء والقصص، وما يمكن أن يكون قد خطر على باله من
التساهل والاستجابة لبعض مقترحات هؤلاء الزعماء”.

 

فهذه
الازمة ان دلت على شيء فهي تدل على بشرية محمد في شخصيته، وما يظهر فيها من
انفعالات وثورات نفسية..كل هذا لا يدل على إعجاز او قداسة في الشخصية.

 

وفي
المرة القادمة، سنتكلم عن الاغتيالات السياسية نتيجة شريعة الجهاد وعلاقتها
بالتعجيز في الشخصية!

 

أمثلة
سريعة بخصوص التعجيز القرآني

 هل
يُعلم إعجاز القرآن ضرورة؟ – وهذا العلم ضروري للايمان لان الإعجاز معجزة القرآن –
” واختلف في انه هل يعلم إعجاز القرآن ضرورة؟ قال القاضي عن الاشعري: النبي
يعلمه ضرورة، وغيره يعلم كونه معجزاً بالاستدلال. ثم قال والذي نقوله ان الاعجمي
لا يمكن ان يعلم إعجازه وكذلك مَن ليس ببليغ!..” (السيوطي).

 

الفصاحة
والبلاغة والإعجاز للخاصة من العرب، والدين للعامة من العرب والعجم؛ وبما ان إعجاز
القرآن معجزته الالهية للايمان به، فهذه المعجزة لا تهدي عامة العرب وعامة العجم
الى الدين والايمان لأنهم لا يفهمونها. وليس من عدل الله ولطفه بعباده ان يُلجئهم
الى الايمان بواسطة معجزة لا يقدرون ان يفقهوها: فالرحمن الرحيم لا يفرض على عباده
المستحيل. لذلك ” بما ان الاعجمي لا يمكن ان يعلم إعجاز القرآن، وكذلك من ليس
ببليغ” فلا يمكن ان يجعل الله إعجاز القرآن البياني معجزه له، ويفرض
المستحيل!!

 

وَالْعَادِيَاتِ
ضَبْحًا 1 فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا 2 فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا 3 فَأَثَرْنَ بِهِ
نَقْعًا 4 فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا 5 إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ 6
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ 7 وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ 8
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ 9 وَحُصِّلَ مَا فِي
الصُّدُورِ 10 إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ 11

 

ما
وجه الإعجاز البياني في ربط هذا القسم بالمقسوم عليه؟ والإعجاز اللغوي في عطف
الفعل “اثرن” على الاسم “والعاديات” وفي رجع ضمير الجمع (إن
ربهم) الى مفرد (أفلا يعلم)؟؟ والإعجاز النحوي في اضمار مفعول (أفلا يعلم)؟ قال
الجلالان: ” اعيد الضمير جمعا نظرا لمعنى الانسان وهذه الجملة دلت على مفعول
يعلم اي ” أنّا نجازيه”.

 

سورة
الحج الاية 25: ” ان الذين كفروا ويصدون – “عطف المضارع على الماضي.
وقوله ” ومن يرد فيه بإلحاد، بظلم” قيل ان كلمة (بظلم(ناسخة لكلمة
(بإلحاد(مفسرة لها لان أهل مكة لم يكونوا ملحدين بل مشركين. وقوله ” نذقه من
عذاب أليم” جواب (من)؛ والاصل فيه) نذقه عذاباً أليماً (عدل عنه الى التبغيض
لضرورة الفاصلة!!

 

سورة
الفتح الاية 9: ” لتؤمنوا بالله ورسوله، وتعززوه وتوقروه، وتسبحوه بكرة
واصيلاً” تَضيع الضمائر بين الله “ورسوله”.

 

في
الاتقان للسيوطي (2: 42) فصل: التشبيه في القرآن، وستجدون ان القاعدة في المدح هي
تشبيه الادنى بالاعلى، وفي الذم تشبيه الاعلى بالادنى، وقد عكس القرآن هذه القاعدة
فس قوله “مثل نوره كمشكاة” فانه شبّه فيه الاعلى بالادنى!!

 جاء
في سورة النحل 16: 103 وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا
يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَالسَانٌ
عَرَبِيٌّ مُبِينٌ.

 

قال
البيضاوي: ولقد تعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر – يعنون جبرا الرّومي غلام عامر
بن الحضرمي. وقيل جبرا ويسارا كانا يصنعان السيوف بمكة. ويقرآن التوراة والإنجيل.
وكان الرسول (صلعم).يمر عليهما ويسمع ما يقرآنه. وقيل عائشاً غلام حويطب بن عبد
العزى فقد أسلم وكان صاحب كتب. وقيل سلمان الفارسي. لسان الذي يلحدون إليه أعجمي –
لسان الرجل الذي يميلون قولهم عن الاستقامة إليه مأخوذ من لحد القبر. وهذا –
القرآن. لسان عربي مبين – ذو بيان وفصاحة والجملتان مستأنفتان لإبطال طعنهم.
وتقريره يحتمل وجهين: أحدهما أن ما سمعه منه كلام أعجمي لا يفهمه هو ولا أنتم
والقرآن عربي تفهمونه بأدنى تأمل فكيف يكون ما تلقفه منه. وثانيهما: هب أنه تعلم
منه المعنى باستماع كلامه لكن لم يتلقف منه اللفظ لأن ذلك أعجمي وهذا عربي.

 

قال
ابن عباس: كان محمد يعلم قيناً نصرانياً بمكة اسمه بلعام، فكان المشركون يرون
محمداً يدخل عليه ويخرج من عنده. فكانوا يقولون إنما يعلّمه بلعام. وقال عكرمة كان
محمد يقرئ غلاما لبني المغيرة يقال له يعيش فكان يقرأ الكتب. فقالت قريش إنما
يعلّمه. وقال محمد بن إسحق: كان محمد فيما بلغني كثيراً ما يجلس عند المروة إلى
غلام رومي نصراني عبد لبعض بني الحضرمي يقال له جبر وكان يقرأ الكتب. وقال عبيد
الله بن مسلمة: كان لنا عبدان من أهل عين التمر يقال لأحدهما يسار ويكنّى أبا
فكيهة ويقال للآخر جبر وكانا يصنعان السيوف بمكة. وكانا يقرآن التوراة والإنجيل
بمكة. فمرَّ بهما محمد وهما يقرآن فيقف ويستمع وكان محمد إذا آذاه الكفار يقصد
إليهما فيتروَّح بكلامهما فقال المشركون إنما يتعلم محمد منهما. وقال الفراء قالت
العرب إنما يتعلم محمد من عائش، مملوك كان لحويطب بن عبد العزى كان نصرانياً وقد
أسلم وكان أعجمياً. وقيل هو عداس غلام عتبه بن ربيعة.

 

ونحن
نسأل: اتَّهم العرب محمداً أنه يتعلم الأخبار من غيره ثم ينسبها لنفسه ويزعم أنها
وحي إليه من الله، فلماذا لم يقدم لهم البرهان أنه يتلقى أقواله من الله رأساً؟ إن
ردَّه بأن الذي يسمع أقواله أعجمي اعتراف بالاقتباس، لأنه صاغ ما سمع من معانٍ في
أسلوبه العربي الفصيح. لقد كانت قصص التوراة والإنجيل موجودة في أشعار العرب قبل
أيام محمد. وإليك البرهان:

 

1
– من سفر التكوين

وصف
أمية بن الصلت قصة إبراهيم وإسحاق فقال:

سبحوا
للمليك كل صباح

طلعت
شمسُه وكل هلال

ولإبرهيم
الموفي للنذر

احتساباً
وحامل الأجزال

بكره
لم يكن ليصبر عنه

لو
رآه في معشر اقتال

وله
مدية تخاتل في اللحم

حزام
حنية كالهلال

أبنيَ
إنّي نذرتك لله

شحيطاً
فاصبر فِدىً لك حالي

فأجاب
الغلام أن قال فيه

كل
شيء لله غير انتحال

ابني
إني جزيتك بالله

تقياً
به على كل حال

فاقضِْ
ما قد نذرت لله واكفف

عن
دمي أن يمسه سربالي

واشدد
الصَّفْد لا أحيد عن السكين

حيد
الأسير ذي الأغلال

إنني
آلم المحزّ وإني لا

أمسّ
الأذقان ذات السيال

جعل
الله جيده من نحاس

إذ
رآه زولاً من الأزوال

بينما
يخلع السرابيل عنه

فكه
ربُّه بكبش جلال

قال:
خذه وا رسل ابنك إني

للذي
قد فعلتما غير قال

والدٌ
يتّقي وآخر مولود

فطارا
عنه بسمع معال

ربما
تجزع النفوس من الأمر

له
فرجة كحلِّ العقال

 

2
– من سفر الخروج

قال
السموأل يصف ما جرى لموسى في البرية:

وأخرجه
الباري إلى الشعب كي يرى

أعاجيبه
مع جوده المتواصل

وكيما
يفوزوا بالغنيمة أهلُها

من
الذهب الإبريز فوق الخمائل

السنا
نبي القدس الذي نصّبت له

غمام
يقيهم في جميع المراحل

من
الشمس والأمطار كانت صيانة

تجير
نواديهم نزول الغوائل

السنا
نبي السلوى مع المن والذي

لهم
فجّر الصّوان عذب المناهل

على
عدد الأسباط تجري عيونها

فُراتاً
زلالاً طعمه غير حائل

وقد
مكثوا في البر عمراً مديداً

يغذيهم
العالي بخير المآكل

فلم
يبلَ ثوبٌ من لباسٍ عليهم

ولم
يحوجوا للنعل كل المنازل

وأرسل
نوراً كالعمود أمامهم

ينير
الدجى كالصبح غير مزايل

السنا
نبي الطور المقدس والذي

تدكدك
للجبار يوم الزلازل

ومن
هيبة الرحمان ذلّ تذللاً

فشرّفه
الباري على كل طائل

وناجى
عليه عبده وكليمه

فقد
سنا للرب يوم التّباهل

 

3
– من سفر الملوك

ذكر
اسم سليمان الملك النابغة وهو يمدح النعمان فقال:

ولا
أرى فاعلاً في الناس يشبهه

ولا
أحاشي من الأقوام من أحد

إلاّ
سليمان إذْ قال الإله له

قم
في البرية فاحددها عن الفند

 

4
– من سفر يونان

ذكروا
قصة يونان الذي يدعوه محمد يونس فقالوا:

وأنت
بفضلٍ منك نجَّيت يونساً

وقد
بات في أضعاف حوت لياليا

رسولالهم
والله يحكم أمره

يبيّن
لهم هل يونس الترب باديا

 

(نشيد
الانشاد 5: 10-16)

بها
اسم نبي الاسلام (محمد) صراحة

وتعليقي
علي ما سبق هو:

 

أولاً:
الكاتب الذي نقلت عنه سيادتك لم يتوخ الدقة في إدعاءاته

فمرة
قال ان الكلمة المذكورة (محمد) ومرة أخري في مقالك الأخر قال أنها (أحمد)

 

ثانيا:
الكلمة المقصودة هي: (نشيد 5: 16) (= محمديم)

ولاحظ
انها 6حروف وليس 4 حروف

 

ثالثاً:
كلمة (محمديم) لا يمكن ان تشير من قريب أو بعيد الي شخص نبي الإسلام للأتي:


هي كلمة جمع وليست مفرد بدليل نهاية الجمع (يم) في نهاية الكلمة ونبي الاسلام طبعا
شخص مفرد


مفرد تلك الكلمة يترجم (شيء) محبوب أو (شيء) مشتهي

وطبعا
نبي الاسلام شخص وليس (شيء)

وستجد
الترجمة العربية للكلمة واضحة = (مشتهيات)

والانجليزية
تؤكد نفس المعني =(
Desirable)

أما
أسم نبي الاسلام فمشتق من (حمد) بمعني الحمد علي شيء وبالتالي المعني ايضا مختلف

 

رابعا:
أخطأ الكاتب في اقتطاع فكرة من نص بعيدا عن السياق الذي ذكرت فيه

فالنص
يتحدث عن راعي تحبه شولميث وتصفه لبنات اورشليم

فكيف
يمكننا في هذا السياق ان نري نبي الاسلام؟؟

فهو
لم يكن راعيا ولا عاش في زمن فتاة اسمها شولميث واحبته

كما
ان هذه الفتاة لم تكن نبية حتي نقول انها تتنبأ عنه

 

ترجمة
عربية للكتاب والآنجيل

كانت
المسيحية منتشرة في بلاد العرب، وكان بها كنائس مشهورة مثل كعبة نجران، وأساقفة
علماء مثل قس بن ساعدة المعروف بخطبه البليغة، وقد سمعه محمد بسوق عكاظ. ومنهم
الشهداء مثل نصارى اليمن الذين ثار عليهم بعض اليهود وقتلوهم في أخدود ملأوه ناراً،
وأشار إليهم محمد في سورة البروج 85: 4 – 7 بالقول قُتل أصحابُ الأخدود. النارِ
ذاتِ الوَقود. إذ هم عليها قُعُود. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود

 http: //www.albawabaforums.com/read.php3?f=12&i=24481&t=24481

 

يرى
البعض انه من غير المحتمل ان يكون المبشرون الذين ادخلوا المسيحية الى الجزيرة
العربية قبل الاسلام قد اهملوا تزويد المسيحيين العرب بترجمة عربية (11).

(ويرى
اغلب الباحثين ان الحاجة الى الترجمة العربية للكتاب المقدس بدأت تظهر بعد وفاة
محمد (ص) وسيادة الاسلام وانضواء المجتمعات المسيحية واليهودية تحت سيطرته) (12)
(وانه لا يوجد دليل يعول عليه لاثبات أي ترجمة عربية قبل الاسلام) (13).

 

“وهناك
نقطة اخرى متصلة بهذا البحث عن اليهودية والنصرانية العربية ثم بالثقافة العربية
بوجه عام: وهي اذا ما كانت التوراة والانجيل في عصر النبي ص. وبيئته منقولاً الى
العربية أم لا؟

 

..والقرائن
القرآنية تلهمنا من جهة، والتاريخ المتصل بالمشاهدة من جهة اخرى يخبرنا بأن آلافاً
مؤلفة من العرب كانوا نصارى، ومنهم البدو ومنهم الحضر. وانهم كان لهم دول وشأن على
مسرح بلاد الشام والعراق؛ ولهم اساقفتهم ورهبانهم وقسيسوهم وكنائسهم وأديارهم
الكثيرة.

 

واستتباعاً
لهذا فإن من السائغ ان يقال انه لا بد من ان يكون بعض اسفار العهد القديم والعهد
الجديد، إن لم يكن جميعها، قد ترجمت الى العربية قبل الاسلام؛ وضاعت فيما ضاع من
آثار عربية مدونة في غمرات الثورات والفتن والفتوح. نقول هذا لاننا لم نطلع على
قول ما في صدد وجود ترجمة عربية لهذه الاسفار تمت الى ما قبل البعثة. وكل ما
عرفناه خبر ترجمة عربية لبعضها منسوب الى القرون الاسلامية الوسطى.

 

ولعل
ما في القرآن من اسماء وكلمات معربة كثيرة، ومن تعابير مترجمة متصلة بمحتويات هذه
الاسفار مثل (التوراة والانجيل وروح القدس وجبريل وميكال والزبور ونوح وابراهيم واسماعيل
واسحاق ويعقوب وادريس ويوسف وهارون وقارون وفرعون وداود وسليمان وطالوت وجالوت،
وعزيز ومسيح وعيسى وزكريا والياس واليشع وذي الكفل ويونس وأيوب وحوارين وسيناء
ويهود ونصارى وتابوت ألخ) مما تصح أن تكون قرائن عن ذلك. ونرى ان هذا هو الذي
يستقيم مع وجود عشرات الوف العرب النصارى، وآلاف الرهبان والقسيسين العرب، ومئات
الكنائس والاديار العربية. واذا صح ما نقوله فتكون هذه التلرجمة مصدرا رئيسيا
مدونا من مصادر ثقافة العرب ومعارفهم النصرانية واليهودية؛ خاصة قبا البعثة، كما
هو المتبادر” (درزة: عصر النبي وبيئته قبل البعثه: 468-469).

 

ونحن
لاثبات وجود ترجمة عربية للكتاب والانجيل، نجد دليلين من القرآن والحديث: ففي أحد
آيات القرآن التي تصف النصارى ورهبانهم في صلاتهم بمكة والمدينة والحجاز، تميزهم
عن سائر اهل الكتاب بقولها: ” ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات
الله آناء الليل وهم يسجدون” (آل عمران 113) وهذه الاية اصدق شاهد على وجود
ترجمة عربية للتوراة والزبور والانجيل: رهبان عرب او غير عرب يتلون في الحجاز آيات
الله آناء الليل لا يمكن ان يكون ذلك الا في لغة العرب.

 

وفي
البقرة آية اخرى توحي بمثل ذلك عن اليهود والذين كانوا يترجمون الكتاب للعرب: ”
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله” (79). لم يكن
اليهود يفهمون الكتاب العبراني بل ترجموه الى الارامي لهم، ولا شك في انهم كانوا
يترجمون بالعربية لليهود المستعربين او العرب المتهودين. ويزيدها ايضاحا تهديد
القرآن للربانيين الذين ” يكتمون من أنزل الله من الكتاب” (بقرة 159
و174)، وتحدي القرآن للمعارضين اليهود: ” قل فأتوا بالتوراة فأتلوها ان كنتم
صادقين” (آل عمران 93) فكيف يشهد السامعون على صدقهم او كذبهم اذا تلوها بغير
العربية؟؟ اذا كانت مترجمة الى العربية وتتلى بالعربية.

 

وقد
جاء في السير والاحاديث الصحيحية ان ورقة بن نوفل كان أحد مترجمي الانجيل الى
العربية قبل الاسلام.

 

وخاطب
البغدادي في كتاب (التقييد) يذكر ان محمد لام عمراً على ترجمته كتاباً من اهل
الكتاب (ص 52) ولام ايضا صاحبياً ترجم كتاب دانيال (ص 57).

 

ونجد
دليلين من التاريخ العام والخاص. فقد سجلت المراجع ” ان الطبري روى عن هشام
بن محمد أنه لم ذهب اليمني يستنجد النجاشي على ذي نواس وأنبأه بما فعل نصير
اليهودية بالنصارى (في نجران واليمن) وأراه الانجيل قد احرقت النار بعضه، كتب
النجاشي الى قيصر في ذلك وبعث اليه بالانجيل المحرق” (وهذه القصة ايضا يرويها
حسنين هيكل: حياة محمد 74). فهذا الانجيل المتلو في اليمن والذي احرقه ذو نواس لا
شك انه كان بالعربي، كي يتلوه نصارى العرب.

 

ثم
ان ” وجود عشرات الوف العرب النصارى، وآلاف الرهبان والقسيسين العرب، ومئات
الكنائس والاديار العربية ” – كما يقول دروزة – لا يقوم الا بوجود ترجمة
عربية للانجيل والكتاب بجميع اقسامه لات قراءة التوراة والزبور والانبياء والانجيل
معا من صلب صلواتهم التي لا تقوم بدونها، وفيها كانوا يتلون الكتاب والانجيل
بكاملها على مدار السنة في الكنيسة.

 

فهذه
الادلة النقلية والعقلية تقضي بوجود ترجمة عربية للكتاب والانجيل، قبل الاسلام.

 

التشريع
القرآني

ان
العلامه بتاريخ الاديان اجناس حولدتسهير، حسب ترجمة علماء الازهر، قال: “محمد
لم يبشر بجديد من الافكار، كما لم يمدنا أيضا بجديد فيما يتصل بعلاقة الانسان بما
هو فوق حسه وشعوره، وباللانهاية. لكن هذا وذاك لا ينقصان من القيمة النسبيه
لطرافته الدينينه”

 

أجناس
جولدتسهير: العقيدة والشريعة في الاسلام ص 5 – ترجمة علماء الازهر.

 

وعلماء
الازهر علقوا عليه بقولهم: “جاء (محمد) على فترة من الرسل وغواية وعمى من
الامم، والناس في شرك وعبادات باطله فهدى الناس وسنّ لهم الله على لسانه بما اوحى
اليه ما كان فيه شفاء لهم واخراج لهم من الظلمات الى النور” – هداية الناس
عمل رسولي عظسم، ولكن، هل في هذه الهداية هدى جديد؟؟ هذا ما يعنيه الاستاذ!

 

اولا:
والتشريع القرآني بحاجة الى السنة لبيانه ” وقد تكلفت بذلك السنة النبوية شأن
كثير من الحدود والقواعد” (دروزة: سيرة الرسول 2: 343-344). ويقول بعضهم: وقد
تنسخ السنة القرآن. وتشريع بحاجة الى سنة محمد، في حديث مشبوه، لبيانه، ليس من
الإعجاز في التشريع.

 

ثانيا:
والتشريع القرآني، بعد الكتاب والسنة، بحاجة الى الرأي والاجتهاد لبيانه. وتشريع
منزل يفتقر بعد الكتاب والسنة الى الرأي والاجماع، بالاجتهاد لبيانه، كمصدر ثالت
لاحكامه، ليس بالتشريع الجامع المانع، الشامل الكامل، المعجز بذاته الذي يصح
التحدي به.

 

ثالثا:
فمصادر التشريع الاسلامي المتعددة تجعله تشريعا اجتهاديا. وها هو شيخ الازهر محمد
شلتوت “يقسم الحكم في الشريعة الى نوعين: حكم نص عليه القرآن والسنة نصا
صريحا لا يحتمل التاويل، ولا يحتمل الاجتهاد – وهو قليل؛ والنوع الاخر حكم لم يرد
به قرآن ولا سنة، او ورد به احدهما، ولم يكن الوارد به قطعيا فيه، بل محتملا له
ولغيره، وكان ذلك محلا لاجتهاد الفقهاء والمشرعين: فاجتهدوا فيه، وكان لكل مجتهد
رأيه ووجهة نظره. وأكثر الاحكام الاسلامية من هذا النوع الاجتهادي”.

 

وتشريع
أكثر الاحكام فيه من النوع الاجتهادي، هل يكون معجزة الشريعة الى يوم القيامة؟ وهل
يصح ان يجعلوه معجزة الإعجاز القرآني الكبرى؟

 

رابعا:
ويرى الدكتور السنهوري أن الفقه الاسلامين المبني على الشرع الاسلامي، بحاجة الى
تطوير ليصلح للعصر الذي نعيش فيه. قال: ” والهدف الذي نرمي اليه هو تطوير
الفقه الاسلامي، وفقا لصناعته، حتى نشق منه قانونا حديثا يصلح للعصر الذي نعيش فيه.
وليس القانون المصري أو القانون العراقي الجديد، إلا قانونا مناسبا في الوقت
الحاضر لمصر او للعراق. والقانون النهائي الدائم لكل من مصر والعراق، بل ولجميع
الدول العربية، إنما هو “القانون المدني” الذي نشقه من الشريعة
الاسلامية بعد ان يتم تطوّرها”.

 

وشريعة
بحاجة الى تطوير لتصلح للعصر الذي نعيش فيه ليست بمعجزة الشريعة. وتشريع أكثر
الاحكام فيه من النوع الاجتهادي ليس من الإعجاز في التشريع المنزل.

 

مقطع
من الواقدي (فتوح الشام)

في
مساجلة بين فلسطين بن هرقل وعمر بن العاص، قال فلسطين: ” شيمتكم ايها العرب
الغدر والمكر”. أجاب عمر: “نريد أن..نأخذ ما في ايديكم من العمارة
والانهار عوضا عما نحن فيه من الشوك والحجارو والبلد القفر (مكة) “. فقال
فلسطين: أعلم انه ما حملكم على ذلك وأخرجكم من بلادكم الا الجهد العظيم”. فرد
عمرو: طأيها الملك! أما زعمت أن الجهد أخرجنا من بلادنا. فنعم. كنا نأكل خبز
الشعير والذرة، فاذا رأينا طعامكم واستحسناه فلن نبرحكم حتى نأخذ البلاد في ايديكم،
وتصيروا لنا عبيدا، ونستظل تحت أصول هذه الشجرة العالية، والفروع المورقة،
والاغصان الطيبة الثمار. فان منعتمونا مما ذقناه من بلادكم من لذيذ العيش، فما
عندنا الا رجال أشوق الى حربكم من حبكم للحياة، لانهم يحبون القتال كما تحبون أنتم
الحياة”

المرجع:
الواقدي: فتوح الشام 2/21-22

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار