علم التاريخ

الْباٌباٌُ الْمِئَةُ وَالثّالثَ عَشَرَ



الْباٌباٌُ الْمِئَةُ وَالثّالثَ عَشَرَ

الْباٌباٌُ الْمِئَةُ
وَالثّالثَ عَشَرَ

 

113. يوأنس التاسع عشر

الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون

 دير تاسا
يوحنا الراهب ثم يوأنس مطران البحيرة و المنوفية
 البراموس
 7 كيهك 1645 للشهداء – 16 ديسمبر 1928 للميلاد
 14 بؤونه 1658 للشهداء – 21 يونيو 1942 للميلاد
13 سنة و 6 أشهر و 5 أيام
 سنة واحدة و 7 أشهر و 22 يوما
المرقسية بالأزبكية
 كنيسة مارمرقس بالأزبكية
الملك فؤاد الأول و فاروق الأول

 

+ ولد
من والدين تقيين فنشأ على البر والتقوى وتشرب حب الفضيلة وشغف منذ صغره بقراءة سير
القديسين.

 +
ترهب بدير السيدة العذراء المعروف بالبراموس بوادي النطرون، رسم قساً ثم قمصاً على
الدير وأصبح رئيساً للدير.

+ رسم
مطراناً على كرسى ايبارشية البحيرة فى 12 برمهات سنة 1603 ش، وعين أيضا وكيلاً
للكرازة المرقسية.

+ بعد
نياحة الأنبا يوأنس مطران المنوفية فى ذلك العهد زكاه شعب الايبارشية لرعايته فمضت
إليه فى سنة 1610 ش، وأصبح بذلك مطراناً للبحيرة والمنوفية ووكيلاً للكرازة
المرقسية.

+
اختاروه بطريركاً – بعد نياحة البابا كيرلس الخامس – بعد أن قضى فى المطرانية
اثنين وأربعين عاما، ورسم بطريركاً فى 7 كيهك سنة 1645 ش.

+
أنشأ مدرسة لاهوتية عليا للرهبان فى مدينة حلوان.

+ عمل
الميرون المقدس سنة 1648 ش، ثم عمله مرة ثانية خصيصاً للمملكة الأثيوبية.

+
أسلم الروح فى 14 بؤونه سنة 1658 ش.

 

نياحة
البابا يوأنس التاسع عشر البطريرك (113) ( 14 بؤونة)

في مثل هذا
اليوم من سنة 1658 للشهداء ( 1942 م ) تنيح البابا يوأنس التاسع عشر وهو الثالث
عشر بعد المائة من باباوات الإسكندرية. ولد بدير تاسا التابعة لمركز البداري بمديرية
أسيوط في سنة 1571 للشهداء ( 1855م ) من والدين تقيين فنشأ علي البر والتقوى وتشرب
حب الفضيلة وشغف منذ صغره بقراءة سير القديسين، ثم تاقت نفسه إلى الاقتداء بهم
فقصد دير السيدة العذراء بالبرموس بوادي النطرون في شهر برمودة سنة 1591 للشهداء.
وهناك قضي مدة الاختبار – التي يقضيها عادة طالب الترهب – علي الوجه الأكمل. ثم
أندمج في سلك الرهبنة في 3 كيهك سنة 1592 للشهداء ( 1876م ). ونظرا لما اتصف به من
حدة الذهن والذكاء المتوقد والعبادة الحارة فقد استقر رأي الأباء علي تزكيته قسا.
فرسمه السعيد الذكر المتنيح البابا كيرلس الخامس البطريرك ( 112) قسا في سنة 1593
ش ثم قمصا في برمهات سنة 1594 ش. وفي اليوم نفسه أسندت إليه رئاسة الدير، فمكث في
الرئاسة عشر سنوات كان فيها مثال الهمة والحزم والأمانة وطهارة السلوك والتقوى
وحسن التدبير.

وعندما خلا
كرسي أبرشية البحيرة اختاره الشعب مطرانا لهذا الكرسي فرسم في 12 برمهات سنة 1603
للشهداء ( 1887 م )، وعين أيضا وكيلا للكرازة المرقسية. وبعد نياحة الأنبا يوأنس
مطران المنوفية في ذلك العهد زكاه شعب الأبرشية لرعايته فضمت إليه في سنة 1610
للشهداء ( 1894 م ) وأصبح مطرانا للبحيرة والمنوفية وكيلا للكرازة المرقسية.

ولما كانت
الإسكندرية هي مقر كرسيه فقد أنشأ بها مدرسة لاهوتية لتعليم الرهبان كما أرسل من
طلبتها بعثة إلى أثينا للاستزادة من دراسة العلوم اللاهوتية.

وكان أيراد
أوقاف الإسكندرية ضئيلا ولكن بحسن تصرفه وغيرته زاد الإيراد سنة بعد أخري بفضل ما
شيده من العمارات الشاهقة وما جدده من المباني القديمة كما يرجع إليه الفضل الأكبر
في النهوض بالمدارس المرقسية إذ بذل عناية كبيرة واهتم بأمرها حتى وصلت في قسميها
الابتدائي والثانوي إلى مستوي أرقي المدارس. ونظرا لما أمتاز به من بعد النظر
وصائب الرأي فقد اختارته الحكومة ممثلا للأقباط في عدة مجالس نيابية كمجلس شوري
القوانين والجمعية العمومية ولجنة وضع الدستور وغيرها.

وقضي في
المطرانية اثنين وأربعين عاما حفلت بجلائل الأعمال إذ ساهم في إنشاء جملة مدارس
وبناء وتجديد أغلب كنائس أبرشيته وكان له أوفر نصيب في تعضيد المشروعات النافعة
كذلك وجه عناية خاصة إلى الأديرة البحرية فارتقت شؤونها بحسن أشرافه عليها ورعايته
لها.

ولما تنيح
البابا البار الطيب الذكر الأنبا كيرلس الخامس في أول مسرى سنة 1643 للشهداء ( 7
أغسطس سنة 1927 م ) اجتمع المجمع الإكليريكي في ( 4 مسري سنة 1643 ش 10 أغسطس سنة
1927 م ) من الأباء المطارنة والأساقفة بالدار البطريركية وأستقر الرأي علي
اختياره قائما مقام البطريرك لإدارة شئون الأمة والكنيسة لحين رسامة بطريرك. وعلي
أثر ذلك تلقي المجمع تزكيات من عموم الابرشيات والمجالس الملية بالموافقة علي هذا
الاختيار.

ولبث قائما
بأعمال البطريركية سنة واحدة وأربعة أشهر وعشرة أيام دبر في أثنائها شئون الكرازة
المرقسية أحسن تدبير وفي خلالها أصدر المجمع الإكليريكي برياسته قانونا لتنظيم
شئون الأديرة والرهبان.

أما الأوقاف
القبطية فقد رأي بصائب فكره أن تؤلف لجنة برئاسته وعضوية أثنين من المطارنة وأربعة
من أعضاء المجلس الملي العام لمراجعة حسابات أوقاف الأديرة وقد صدر قرار بذلك من
وزير الداخلية.

ونظرا لما
يعرفه الجميع عنه من طهارة السيرة والخصال الحميدة والنسك والزهد وكمال الأخلاق
فقد انتهي الإجماع علي اختياره بطريركا بتزكيات من الأباء المطارنة والكهنة وأعيان
الشعب والمجالس الملية فرسم بطريركا في صباح الأحد 7 كيهك سنة 1645 للشهداء ( 16
ديسمبر سنة 1928 م ) بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بمصر باحتفال عظيم حضره نائب
الملك والأمراء والوزراء وكبار رجال الدولة وعظماء المصريين من مختلف الطوائف
ومطارنة الطوائف الشرقية والغربية ووزراء الدول المفوضون.

وبعد رسامته
وجه عنايته إلى الاهتمام بشئون الأمة والكنيسة وكان أول مظهر لهذه العناية أتشاء
مدرسة لاهوتية عليا للرهبان في مدينة حلوان كما رسم للمملكة الأثيوبية مطرانا
قبطيا وأربعة أساقفة من علماء الأثيوبيين. وتوثيقا لعري الاتحاد بين الكنيستين
القبطية والأثيوبية سافر إلى البلاد الأثيوبية ومكث هناك ثلاثة عشر يوما كان فيها
موضع الاحتفاء العظيم. ورسم في أديس أبابا رئيس رهبان الأحباش ( خليفة القديس تكلا
هيمانوت الحبشي ) أسقفا، وشاءت العناية الربانية أن يتولي عمل الميرون المقدس
فعمله في سنة 1648 للشهداء ( 1930 م ) وكان قد مضي علي عمله مائة وعشر سنين منذ
عهد المتنيح البابا بطرس المائة والتاسع من باباوات الإسكندرية كما عمله مرة ثانية
خصيصا للملكة الأثيوبية بحضور الأنبا كيرلس مطران أثيوبيا والأنبا بطرس أحد
الأساقفة الأثيوبيين.

ويضيق
المجال عن تعداد فضائله التي تجلت من حين لآخر في السهر علي مصلحة الكنيسة والعطف
علي المحتاجين ومؤازرة ومعاونة الجمعيات الخيرية ومعاهد التعليم ماديا وأدبيا
وتعضيد المشروعات النافعة التي عادت علي الأقباط بالخير والبركات.

وفي أثناء
رئاسته الكرسي المرقسي نشبت الحرب بين مملكة أثيوبيا إلى الديار المصرية لأنه لم
يوافق إيطاليا علي انفصال الكنيسة الأثيوبية عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وفي 27
نوفمبر سنة 1937 قرر نائب ملك إيطاليا استقلال كنيسة أثيوبيا وانفصالها عن الكرسي
الإسكندري. وعين الأنبا أبرآم الأسقف الأثيوبي بطريركا علي أثيوبيا، لكن الله
عاقبه علي هذه الخيانة فأصيب بالعمي ومات. ثم قرر المجمع المقدس الإسكندري حرم
أبرآم المذكور وعدم الاعتراف به ولا بالأساقفة الذين رسمهم.

ولكن هذا
الحال لم يدم كثيرا إذا قامت الحرب العظمي في سنة 1939 ودخلت إيطاليا الحرب ضد
إنجلترا وفرنسا. وفي سنة 1941 م استرد إمبراطور أثيوبيا مملكته من إيطاليا وعاد
الأنبا كيرلس مطران الإمبراطورية الأثيوبية إلى كرسيه مكرما في 30 مايو سنة 1942 م
مصحوبا بوفد بطريركي مكون من سعادة صادق وهبه باشا ومريت بك غالي وفرج بك موسى
قنصل مصر بأثيوبيا سابقا.

وبعد أن
اطمأن البابا يوأنس علي عودة أثيوبيا إلى حظيرة أمها الكنيسة القبطية كان قد اعتراه
مرض الشيخوخة فاسلم الروح في الساعة الثانية من صبيحة الأحد 14 بؤونة سنة 1665 ش (
21 يونية سنة 1942 م ) بركة صلاته تكون معنا. آمين

 

V يوأنس التاسع عشر البابا
المائة وثلاثة عشر

رئيس
دير البراموس

وُلد
بقرية دير ناسا التابعة لمركز البداري بمحافظة أسيوط سنة 1855م، وترهب في دير
البراموس ثم رسمه البابا كيرلس الخامس سنة 1878م قمصًا ورئيسًا لدير البراموس،
واستمر ما يقرب من عشرة سنوات يدير الدير بهمةٍ ونشاطٍ.

مطران
البحيرة

وفي
سنة 1887م رُسِم مطرانًا للبحيرة باسم الأنبا يوأنس، وأضيفت إليه المنوفية بعد
وفاة مطرانها. ثم عين وكيلاً للكرازة المرقسية واهتم بأن يكون بكل كنيسة جديدة
أوقافًا خاصة للصرف من ريعها عليها، وضم أطيانًا للبطريركية بالإسكندرية. كما اهتم
بالعلم والتعليم بالإسكندرية، فأصبحت المدارس المرقسية الكبرى من أكبر المدارس
بالثغر.

بابا
الإسكندرية

بعد نياحة البابا كيرلس
الخامس صار الأنبا يوأنس قائم مقام بطريرك، وبعد أن أصدر المجمع المقدس قرارًا
بجواز ترقية المطران إلى رتبة الباباوية تم تجليس البابا يوأنس التاسع عشر سنة
1929م.

بعثات
لليونان

وقد
أنشأ البابا يوأنس مدرسة للرهبان بحلوان، وتشجيعًا لطلبتها أرسل النابغين
منهم إلى مدرسة ريزا ريوس ببلاد اليونان في بعثة تعليمية، وكان من بينهم القمص
أقلاديوس الأنطوني الذي رُسِم مطرانًا لجرجا وبطريركًا فيما بعد باسم البابا يوساب
الثاني.

اهتمامه
بإثيوبيا

كما
اهتم بأثيوبيا ورسم لها الأنبا كيرلس مطرانًا، كما رسم لها خمسة أساقفة، وقد زار
البابا أثيوبيا سنة 1930م.

وقام
البابا يوأنس أيضًا بعمل الميرون المقدس واهتم بزيارة الأديرة وخصوصًا دير
البراموس.

ندمه
لقبوله منصب البطريركية

بعد
أن جلس البابا يوأنس على كرسي مارمرقس أخذ يساوره شيء من الندم والأسى لقبوله منصب
البطريركية، إذ كان يرى في نفسه أنه ليس أهلاً لها وأنه خالف القوانين التي تحرم
على الأسقف أن ينتقل من كرسي إلى آخر.

ولكثرة
هذه نام ذات ليلة فرأى في حلم جماعة بثياب البادية يهاجمونه بقيادة رجل أثيوبي،
فالتفت إليهم مذعورًا وهو يقول: “أتتحد مع أعدائي محاولاً قتلي وأنت من
أولادي؟” وإذا بالأثيوبي يقول له: “وأنت لماذا تركت مكانك الأول وجئت
لتجلس على كرسي مارمرقس الرسول؟” عندئذ استيقظ البابا مضطربًا وكاد يسقط من
سريره.

في
عهده وقعت الحرب بين إيطاليا وأثيوبيا في سنة 1935م وانتهت باستيلاء
إيطاليا على البلاد وانقطعت صلة الكرسي المرقسي بها، ولكن الحرب العالمية الثانية
التي نشبت في 3 سبتمبر سنة 1939م كان من نتائجها أن أعيد إلى أثيوبيا استقلالها،
وشاهد البطريرك بعينيه قبيل نياحته رجوع مطران أثيوبيا إلى كرسيه، وعودة كنيسة
أثيوبيا إلى أحضان أمها كنيسة الإسكندرية.

وأخيرًا
تنيّح البابا يوأنس في سنة 1942م.

وطنية
الكنيسة القبطية وتاريخها، صفحة 409.

قصة
الكنيسة القبطية، الكتاب السادس (أ) صفحة 31.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار