علم التاريخ

الْباٌباٌُ التَّاسِعُ وَالْخَمْسُونَ



الْباٌباٌُ التَّاسِعُ وَالْخَمْسُونَ

الْباٌباٌُ التَّاسِعُ
وَالْخَمْسُونَ

 

59. مكاريوس الأول

الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون

شبرا قباله قرب الأسكندرية
 مقاره
 أبو مقار
 أول برموده 648 للشهداء – 27 مارس 932 للميلاد
 24 برمهات 668 للشهداء – 20 مارس 952 للميلاد
19 سنة و 11 شهرا و 23 يوما
4 أشهر و 5 أيام
 دمرو
 أيو مقار
القاهر و المعتضد و الراضي و المستكفي
و المطيع و محمد الأخشيدي و أبو القاسم

 

+ كان
راهباً بدير القديس مقاريوس، وسار سيرة صالحة أهلته لانتخابه بطريركاً خلفاً
للبابا قزما فاعتلى الكرسى المرقسى فى أول برموده سنة 648 ش.

+ كان
دائم التعليم لشعبه، ولم يتعرض لشىء من أموال الكنائس، ولا وضع يده على أحد إلا
بتزكية، وكان مداوماً على توصية الأساقفة والكهنة برعاية الشعب وحراسته للوعظ
والارشاد.

+
أقام على الكرسى المرقسى تسعة عشرة سنة واحدى عشر شهراً وثلاثة وعشرين يوماً فى
هدوء وطمأنينة ثم تنيح بسلام فى الرابع والعشرين من شهر برمهات سنة 668 ش.

 

نياحة
البابا مكاريوس ال 59 ( 24 برمهات)

فئ مثل هذا
اليوم من سنة 668 ش ( 0 2 مايو سنة 1952 م ) تنيح الأب القديس الأنبا مكاريوس
التاسع والخمسون من باباوات الكرازة المرقسية. وقد ولد فى بلدة شبرا وزهد العالم
منذ صغره واشتاق الى السيرة الرهبانية. فقصد جبل شيهيت بدير القديس مكاريوس، وسار
فى سيرة صالحة أهلته لانتخابه بطريركا خلفا للبابا قزما. فاعتلى الكرسي المرقسى فى
أول برمودة سنة 648 ش ( 27 مارس سنة 932 م ).

وحدث لما
خرج من الإسكندرية قاصدا زيارة الأديرة ببرية شيهيت كعادة أسلافه، أن مر على بلدته
لافتقاد والدته. وكانت امرأة بارة صالحة. فلما سمعت بقدومه لم تخرج إليه. ولما دخل
البيت وجدها جالسة تغزل فلم تلتفت إليه، ولا سلمت عليه. فظن أنها لم تعرفه. فقال
لها : ( ألا تعلمين أنى أنا ابنك مقاريوس الذي رقى درجة سامية، ونال سلطة رفيعة،
وأصبح سيدا لامة كبيرة ؟ ) فأجابته وهى دامعة العين : ” أنى لا أجهلك وأعرف
ما صرت إليه، ولكنى كنت أفضل يا أبني أن يؤتى بك الى محمولا على نعش، خير من أن
أسمع عنك أو أراك بطريركا. ألا تعلم أنك قبلا كنت مطالبا بنفسك وحدها. أما ألان
فقد صرت مطالبا بأنفس رعيتك. فاذكر انك أمسيت فى خطر، وهيهات أن تنجو منه “..
قالت له هذا وأخذت تشتغل كما كانت.

أما الأب
البطريرك فخرج من عندها حزينا، وباشر شئون وظيفته، منبها الشعب بالوعظ والإرشاد،
ولم يتعرض لشيء من أموال الكنائس، ولا وضع يده.على أحد إلا بتزكية. وكان مداوما
على توصية الأساقفة والكهنة برعاية الشعب وحراسته بالوعظ والتعليم، وأقام على
الكرسي الرسولى تسع عشرة سنة واحد عشر شهرا وثلاثة وعشرين يوما فى هدوء وطمأنينة.
ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما – آمين.

 

V مكاريوس الأول البابا
التاسع والخمسون

وُلد
في قرية اسمها شبرا بالقرب من الإسكندرية، إلا أنه كان قد هجر منزل أبويه لينعم
بسكون الصحراء فترهب بدير الأنبا مقاريوس الكبير باسم الراهب مكاري. وذاع عنه انه
راهب شديد التقشف كثير التأمل وقد قربته هذه الصفات إلى قلوب جميع من عرفوه. وحين
تنيح البابا قزما الثالث سنة 923 م اتفقت كلمة الجميع على رسامته بطريركًا، ومن
ثَمَّ قصد مندوبو الأساقفة والأراخنة إلى دير القديس مقاريوس الكبير وأمسكوه
وأخذوه إلى الإسكندرية حيث تمت رسامته سنة 923م (639ش).

زيارات
رعوية

كان
أول عمل قام به هو رحلة رعوية ليفتقد شعبه ويعرف أحوالهم بنفسه، وفي أثناء هذه
الرحلة مر بشبرا مسقط رأسه وقصد إلى البيت الذي قضى فيه طفولته، وحدث أن أمه كانت
في تلك الساعة جالسة أمام الباب تغزل فحياها وردت هي التحية عليه دون أن ترفع
نظرها نحوه. فقال لها: “سلام لك يا أمي، ألا تعرفين من أنا؟ إنني ابنك وقد
تركتك لأقضي حياتي في الدير راهبًا متعبدًا، لكن النعمة الإلهية قد منحتني أن أكون
خليفة لمار مرقس كاروزنا الحبيب”. وعندها رفعت أمه عينيها إليه فإذا بدموعها
تنهمر كالسيل على خديها، فانزعج وسألها: “ماذا بكِ يا أماه؟” أجابته:
إن الكرامة التي نلتها كرامة عظمى حقًا ولكن مسئولياتها غاية في الخطورة.
فأنت كنت مسئولاً عن نفسك فحسب حين كنت راهبًا بسيطًا في الدير، أما الآن وقد جلست
على كرسي مار مرقس فقد أصبحت مسئولاً عن شعب الكرازة المرقسية. لهذا لا يسعني إلا
أن أبكي ضارعة إلى الله تعالى الذي ائتمنك على هذه الوديعة أن يغمرك بنعمة فيمكنك
من القيام بمسئولياتك الجسام
“. واهتز الأنبا مكاريوس حتى الأعماق لكلمات
أمه إذ تجلت أمامه حقيقتها، فقضى حياته يعلم الشعب ويحثه على مداومة قراءة الأسفار
الإلهية وتعاليم الآباء.

في
عهده تولى واليًا جديدًا على مصر هو الأخشيد الذي وصلها في أغسطس سنة 935م (651ش)،
وكانت مصر قد بلغت إذ ذاك حالة من الفوضى والارتباك بسبب اشتداد المنافسة بين
الأمراء وما تسبب فيه جنودهم من السلب والنهب والقتل دون رحمة ولا تروٍ، فأعاد
الأخشيد هدوءها واستقرارها ورخاءها وثبت قواعد النظام خلال الإحدى عشرة سنة التي
تولى فيها الأمور.

اهتمامه
بالتعمير

قام
البابا خلال فترة الاستقرار التي مرت بها البلاد بزيارة رعوية ثانية، قام
فيها أيضًا بزيارة برية شيهيت وقضى فيها بضعة أسابيع، وقد تهلل قلبه إذ وجد عدد
الرهبان يتزايد رغم الأحداث والضيقات. ولم يعكر عليه صفوه غير شعوره بما يقاسيه
الشيوخ الساكنون في دير الأنبا يحنس كامي من تعب لاضطرارهم إلى الذهاب للصلاة في
دير الأنبا يوأنس القصير إذ لم يكن في ديرهم كنيسة، فقرر لساعته أن يبني لهم واحدة
في ديرهم وبدأ بالعمل فورًا. وبينما كان العمل جاريًا عاد إلى مقر رياسته ليحتفل
بصلوات عيد الغطاس المجيد، وما أن انتهى من الاحتفالات حتى عاد إلى شيهيت ثانية
ليكرس كنيسة دير الأنبا يوأنس كامي.

لما
رأى البابا السكندري السلام منتشرًا في مصر انشغل في بناء عدة كنائس. وقد قضى
الأنبا مكاريوس في رعاية الشعب عشرين سنة جاهد خلالها الجهاد الحسن لأنه لم ينس قط
كلمات أمه ودموعها التي استقبلته بها في مستهل باباويته.

قصة
الكنيسة القبطية، الكتاب الثاني صفحة 486.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار