علم المسيح

اليونانيون يطلبون المسيح



اليونانيون يطلبون المسيح

اليونانيون يطلبون
المسيح

 

«وَكَانَ
أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ ٱلَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي
ٱلْعِيدِ. فَتَقَدَّمَ هٰؤُلاءِ إِلَى فِيلُبُّسَ ٱلَّذِي مِنْ
بَيْتِ صَيْدَا ٱلْجَلِيلِ، وَسَأَلُوهُ: «يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى
يَسُوعَ» فَأَتَى فِيلُبُّسُ وَقَالَ لأَنْدَرَاوُسَ، ثُمَّ قَالَ أَنْدَرَاوُسُ
وَفِيلُبُّسُ لِيَسُوعَ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا: «قَدْ أَتَتِ
ٱلسَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ. اَلْحَقَّ
ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ ٱلْحِنْطَةِ فِي
ٱلأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلٰكِنْ إِنْ مَاتَتْ
تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ
نَفْسَهُ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ
أَبَدِيَّةٍ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ
أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي
يُكْرِمُهُ ٱلآبُ. اَلآنَ نَفْسِي قَدِ ٱضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا
أَقُولُ؟ أَيُّهَا ٱلآبُ نَجِّنِي مِنْ هٰذِهِ ٱلسَّاعَةِ.
وَلٰكِنْ لأَجْلِ هٰذَا أَتَيْتُ إِلَى هٰذِهِ
ٱلسَّاعَةِ. أَيُّهَا ٱلآبُ مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ
مِنَ ٱلسَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضاً». فَٱلْجَمْعُ
ٱلَّذِي كَانَ وَاقِفاً وَسَمِعَ، قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ». وَآخَرُونَ
قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ مَلاكٌ». أَجَابَ يَسُوعُ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ
هٰذَا ٱلصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ» (يوحنا 12: 20-30).

 

من
المشرق البعيد أتى قوم، هم المجوس العلماء، ليروا المسيح في طفولته. والآن أتى قوم
آخرون من المغرب البعيد من اليونان بلاد العلماء، ليروا المسيح في خاتمة خدمته.
وقفوا في الدار الخارجية من الهيكل، وهي المكان المخصص لعبادة اللّه لغير اليهود،
يقدمون العبادة للإله الواحد إله إسرائيل. وأبلغوا تلميذ المسيح فيلبس شوقهم لرؤية
المسيح. وحدَّث فيلبس أندراوس، واتفقا أن يقولا لسيدهما هذا الأمر.

 

رأى
المسيح في أولئك اليونانيين مقدمةً للجمهور الذي لا يُحصى من الأمم المزمعين أن
يطلبوه بالإيمان، فقال: «قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان». سيتمجد بالرغم من رفض
أمته له، فلا يكون هذا فشلاً له ولا لعمله.

 

التقى
المسيح باليونانيين وقال لهم: «الحق الحق أقول لكم، إنْ لم تقع حبةُ الحنطة في
الأرض وتمُتَ، فهي تبقى وحدها، ولكن إنْ ماتت تأتي بثمر كثير. من يحب نفسه يهلكها،
ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية». كلّمهم عن موت هو مقدمة
الحياة – هو موته الفدائي ليحيي نفوساً بلا عدد. وهو موت المؤمن عن الخطية ليحيا
للبر.

 

في
هذا الوقت وفي هذا المقام اعترف المسيح أن نفسه اضطربت لشدة هول ساعة موته. لكن
بما أنه قد أتى من السماء لأجل هذه الساعة، هل يمكن أن يطلب التخلُّص منها؟ كلا ثم
كلا. لأن طلبه الوحيد هو أن يتمجد اسم الآب. فصلَّى أوجز صلواته وآخرها في الهيكل
قائلاً: «أيها الآب مجد اسمك». فأكرم الآب هذا التسليم التام وإنكار الذات، وجاء
صوت من السماء يقول: «مجدت وأمجد أيضاً».

 

عندما
غلب المسيح إبليس في البرية وقت التجربة، أرسل الآب له ملائكةً جاءت وصارت تخدمه،
لكن هذه الغلبة الجديدة على تجربة الاستعفاء من الصليب وما يتعلق به أشهُر من
تجربة البرية، وهذه الساعة أعظمُ من تلك. فأسْمَعَ الآبُ صوتَه للمرة الثالثة في
حياة المسيح على الأرض. أما أعداؤه فسمعوا صوتاً دون أن يفهموا الكلام، فقالوا:
«قد حدث رعد». وأما مريدوه فسمعوا كلاماً، لكن غير مفهوم، فقالوا «كلَّمه ملاك».
لكن المسيح الذي وحده فهم كلام الصوت، أكَّد لجميع السامعين أنه لم يكن لأجله بل
لأجلهم، وإنْ لم يكن مفهوماً عندهم.. جاءهم صوت اللّه تأييداً لشخص المسيح
وتعليمه، فبواسطة هذه الغلبة الجديدة أثبت المسيح مرة أخرى صلاحيته كمخلّص العالم.
وصلاحيتُه تضمن نجاحه، لأنه بارتفاعه على الصليب «يجذب إليه الجميع». وهذا الجاذب
الفعال لا يزال يشتغل بنجاحٍ في العالم، فوق ما كان يتصوره بشر. يجذب الأفراد
ويجذب الشعوب، ولا يتوقف عن عمله الخلاصي، إلى أن تُسمع الأصواتُ في السماء قائلة:
«قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ ٱلْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ
إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 11: 15).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار