المسيحية

اليهودية



اليهودية

اليهودية

اليهود
أشد الناس عداوة للذين آمنوا؟ وأكثر من قاوم النبي؟ وهم من فُضّلوا على العالمين,
توافدوا على شبه الجزيرة قبل الإسلام بعدة قرون؟ وبالتحديد عام 70 م؟ وذلك بعد
تدمير القدس وخراب هيكل سليمان على يد تيطس؟ الذي قتل من اليهود حوالي المليون
ونصف المليون (1) ثم عام 132م حينما حاولوا القيام بثورة ضد الرومان؟ فقُتل منهم
من قُتل- على يد هدريان- وهرب للجزيرة من هرب (2) وذلك لبعدها عن سلطان الرومان
(1- قصة الديانات؟ سليمان مظهر ص 337- 2- المفصل 6: 522),

ومع
قدوم اليهود إلى شبه الجزيرة العربية بدأوا العمل الدؤوب لتثبيت أقدامهم في الأرض
الجديدة عليهم؟ فكان أن قامت عدة حروب عنيفة بين المستوطنين, اليهود والعرب؟ وبعد
فترة انتهى تطاحنهم وقبلوا العيش معاً؟ وسبب هذه المهادنة- كما يرى د, طه حسين- أن
اليهود اعتمدوا على صلة قرابتهم البعيدة بالعرب؟ ليتمكنوا من العيش معهم (الشعر
الجاهلي ص 26 و27), ومن ثم استوطن اليهود في يثرب- موطن بني النجار أخوال النبي-
وعملوا بصناعة السيوف؟ وتجارة الحُلي؟ والكهانة؟ والبيع بالرهن والزراعة,

وقد
استوطن جزء كبير منهم في خيبر؟ واليمن؟ وحنين؟ ونتيجة لوجودهم في وسط سكان
الجزيرة؟ اعتنقت بعض القبائل الديانة اليهودية ودانت بها مثل: بني كنانة؟ وكندة؟
وبني الحرث بن كعب؟ وبعضاً من العرب المتفرقين في مكة واليمامة؟ وحمير وحُنين
(بلوغ الأرب- ج 2- فصل اليهود),

لم
يتفق أصحاب الأخبار على الزمن الذي بدأ اليهود يتوافدون فيه على شبه الجزيرة
بأعداد كبيرة؟ ولم يتفقوا أيضاً على كون اليهود العرب يهوداً؟ أم عرباً متهودين,
وقد قدم الأستاذ خليل عبد الكريم دراسة جيدة حول هذا الموضوع في كتابه قريش من
القبيلة إلى الدولة المركزية فليراجعها من يريد المزيد,

تشريعات
اليهود:

كان
لليهود في شبه الجزيرة العربية شرائعهم الخاصة؟ بعضها مستمد من التوراة, والبعض
الآخر من آراء أحبارهم؟ وأشهر هذه الشرائع وأقدسها عندهم هي الوصايا العشر التي
ذُكرت في التوراة وهي: لَا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لَا تَصْنَعْ
لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً- لَا تَنْطِقْ بِا سْمِ الرَّبِّ إِل هِكَ بَاطِلاً,,,
اِحْفَظْ يَوْمَ السَّبْتِ,,, أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ,,, لَا تَقْتُلْ؟ وَلَا
تَزْنِ؟ وَلَا تَسْرِقْ؟ وَلَا تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ- لَا
تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ (تثنية 5: 7-21),

بالاضافة
إلى هذه الشرائع فقد كان لليهود مجموعة أخرى من الشرائع المأخوذة من التوراة مثل:

1-
القصاص:

كَسْرٌ
بِكَسْرٍ وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. كَمَا أَحْدَثَ عَيْباً فِي
الْإِنْسَانِ كَذ لِكَ يُحْدَثُ فِيهِ (لاويين 24: 20),

2-
الحرب:

حِينَ
تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلْحِ؟ فَإِنْ
أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ؟ فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ
فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ
بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْباً؟ فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِل هُكَ
إِلَى يَدِكَ فَا ضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا
النِّسَاءُ وَالْأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ؟ كُلُّ
غَنِيمَتِهَا؟ فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ (تثنية 20: 10-14),

3-
رجم الزناة:

إِذَا
كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ؟ فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي
الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا؟ فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ
تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِا لْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا (تثنية 22: 23-24),

4-
القسامة:

إِذَا
وُجِدَ قَتِيلٌ فِي الْأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِل هُكَ
لِتَمْتَلِكَهَا وَاقِعاً فِي الْحَقْلِ؟ لَا يُعْلَمُ مَنْ قَتَلَهُ؟ يَخْرُجُ
شُيُوخُكَ وَقُضَاتُكَ وَيَقِيسُونَ إِلَى الْمُدُنِ الَّتِي حَوْلَ الْقَتِيلِ.
فَالْمَدِينَةُ الْقُرْبَى مِنَ الْقَتِيلِ؟ يَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ
عِجْلَةً مِنَ الْبَقَرِ لَمْ يُحْرَثْ عَلَيْهَا؟ لَمْ تَجُرَّ بِا لنِّيرِ.
وَيَنْحَدِرُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِالْعِجْلَةِ إِلَى وَادٍ دَائِمِ
السَّيَلَانِ لَمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلَمْ يُزْرَعْ؟ وَيَكْسِرُونَ عُنُقَ
الْعِجْلَةِ فِي الْوَادِي. ثُمَّ يَتَقَدَّمُ الْكَهَنَةُ بَنُو لَاوِي-
لِأَنَّهُ إِيَّاهُمُ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا
بِاسْمِ الرَّبِّ؟ وَحَسَبَ قَوْلِهِمْ تَكُونُ كُلُّ خُصُومَةٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ-
وَيَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الْقَرِيبِينَ مِنَ الْقَتِيلِ
أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْعِجْلَةِ الْمَكْسُورَةِ الْعُنُقُِ فِي الْوَادِي؟
وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لَمْ تَسْفِكْ هذَا الدَّمَ؟ وَأَعْيُنُنَا لَمْ
تُبْصِرْ (تثنية 21: 1-7),

5-
الردة:

وَإِذَا
أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ؟ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ
امْرَأَةُ حِضْنِكَ؟ أَوْ صَاحِبُكَ الَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ
وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلَا آبَاؤُكَ مِنْ آلِهَةِ
الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكَ؟ الْقَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ الْبَعِيدِينَ عَنْكَ
مِنْ أَقْصَاءِ الْأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا؟ فَلَا تَرْضَ مِنْهُ وَلَا تَسْمَعْ
لَهُ وَلَا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ وَلَا تَرِقَّ لَهُ وَلَا تَسْتُرْهُ؟ بَلْ
قَتْلاً تَقْتُلُهُ (تثنية 13: 6-9),

6-
منع التشبه بالنساء:

لَا
يَكُنْ مَتَاعُ رَجُلٍ عَلَى امْرَأَةٍ؟ وَلَا يَلْبِسْ رَجُلٌ ثَوْبَ امْرَأَةٍ؟
لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ذ لِكَ مَكْرُوهٌ لَدَى الرَّبِّ إِل هِكَ (تثنية 22:
5),

7-
تحريم الخنزير:

وَالْخِنْزِيرُ
لِأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلْفَ ل كِنَّهُ لَا يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ.
فَمِنْ لَحْمِهَا لَا تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لَا تَلْمِسُوا (تثنية 14: 8),

8-
تحريم جوارح الطير:

وَه
ذِهِ تَكْرَهُونَهَا مِنَ الطُّيُورِ. لَا تُؤْكَلْ. إِنَّهَا مَكْرُوهَةٌ: اَلنَّسْرُ
وَالْأَنُوقُ وَالْعُقَابُ وَالْحِدَأَةُ وَالْبَاشِقُ عَلَى أَجْنَاسِهِ؟ وَكُلُّ
غُرَابٍ عَلَى أَجْنَاسِهِ؟ وَالنَّعَامَةُ وَالظَّلِيمُ وَالسَّأَفُ وَالْبَازُ
عَلَى أَجْنَاسِهِ,,, الخ (لاويين 11: 13-20),

9-
تحريم الدم:

وَأَمَّا
الدَّمُ فَلَا تَأْكُلْهُ. عَلَى الْأَرْضِ تَسْفِكُهُ كَا لْمَاءِ (تثنية 12: 16),

10-
تحريم الخمر:

وَقَالَ
الرَّبُّ لِهَارُونَ: خَمْراً وَمُسْكِراً لَا تَشْرَبْ أَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ
عِنْدَ دُخُولِكُمْ إِلَى خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ لِكَيْ لَا تَمُوتُوا (لاويين 10:
8-9),

العرب
واليهود:

كما
رأينا أن هناك كثيراً من التشريع اليهودي كان قائماً معروفاً ومعمولاً به وسط عرب
شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام كالقصاص؟ والقسامة؟ والجهاد؟ والرجم,,, ومنه ما
وافق الإِسلام عليه جملة وتفصيلاً؟ ومنه ما وافق على بعضه وعدّل بعضه؟ بالرغم من
ندرة المصادر العربية التي تتحدث عن اليهود الذين عاشوا في شبه الجزيرة قبل
الإسلام بزمن طويل؟ إلا أن المصادر الإسلامية تقدم لنا صورة دقيقة لليهود الذين
عاصروا النبي أو الذين كانوا قبله بفترة وجيزة؟ وذلك لاحتكاك اليهود المباشر-
والحاد أحياناً- بالنبي ومحاورتهم له, وقد أورد القرآن الكريم جانباً من هذه
المحاورات في أكثر من موضع,

وقد
كان لوجود اليهود في أنحاء متفرقة من شبه الجزيرة العربية تأثيراً واضحاً في كثير
من عادات الجاهليين وشرائعهم؟ خاصة وأنهم تواجدوا قبل الإسلام بعدة قرون- تبدأ في
رأيي منذ عام 70 م بعد خراب القدس- ومما ساعد على انتشار شرائع اليهود أن العرب
كانوا يرون لليهود عليهم فضلاً؟ لأنهم أهل كتاب أولاً؟ وثانياً لأن العرب لم تكن
تقبل فكر هراطقة النصارى المنتشر بطول الجزيرة وعرضها بسهولة,

ولعل
أهم المناطق التي كان لليهود بها نفوذاً وتأثيراً هي المدينة- يذكر جواد علي أن
اليهود هم من أطلق على المدينة هذا الاسم وقد أخذوه من الآرامية (المفصل 6: 566)
وتروي كتب التفسير قصة تهود كثير من أبناء الأنصار؟ وإجلائهم من المدينة مع بني
النضير واحتجاج الأنصار على هذا (راجع أسباب النزول للسيوطي- البقرة 2: 256),

بالإضافة
لما سبق فقد كان لدعوة اليهود للتوحيد المطلق أثرها في إعداد العقلية العربية
لتقبل عقيدة وحدانية الله؟ ولعل هذا يفسر لنا أن سبب دخول الأنصار في الإسلام
أفواجاً ولا دخل في إسلامهم- كما قرره بعض الباحثين- وجود بني النجار في المدينة
وهم أخوال النبي؟ فقد كان أشد الناس عداوة للنبي هم أعمامه ولم تؤثر صلة القرابة
بينهم في شيء, ولكن وجود اليهود وسط المدينة وانتشار أخبار النبي المنتظر بين
العرب؟ كان الدافع لدى الأنصار في سرعة إسلامهم ليكونوا هم السابقون وليس اليهود؟
وقد كانوا من قبل يترفعون عن الأنصار لأنهم أهل وثن (قريش من القبيلة إلى الدولة
المركزية- خليل عبد الكريم), ونتيجة لكل ما سبق كانت المدينة هي البقعة المثلى
لانطلاق الإسلام لكل الجزيرة العربية ومن ثم للعالم,

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار