المسيحية

الناسخ والمنسوخ فى القرآن



الناسخ والمنسوخ فى القرآن

الناسخ
والمنسوخ فى القرآن

سؤال: الناسخ والمنسوخ فى القرآن حديث أثار
الرأى العام وعلقت عليه بعض الصحف والمجلات وحديثك فى السابق كان مقتضياً وموجزاً
وأثار فضول لمعرفة المزيد فهل لديك فى جعبتك ما يشبع المشاهدين عن هذا الموضوع؟
وردتنا أسئلة كثيرة جداً عن الناسخ والمنسوخ فهل
تستطيع تلخيص الموضوع قبل أن ننطلق لمعرفة الجديد؟

الإجابة: فى الواقع كان للبرنامج الأول أثر فى الرأى
العام فعلاً ووصلتنى رسائل كثيرة على الأنترنت والجرائد أيضاً والمجلات ووصلتنى
هذه المجلة وهى
مجلة الأسبوع بتاريخ 19 /
1 / 2004 وفى الصفحة الثانية
يقول المحرر عن اسم ضيف البرنامج وهو.. ضعفى [يقصد أبونا
زكريا]
كان
الناسخ والمنسوخ فى القرآن هو موضوع المقابلة وهو موضوع صعب ومعقد ويتحاشى الكثير
من المجتهدين المسلمين الخوض فى تفاصيله
، لذلك قررت متابعة
البرنامج كله حيث أعجبتنى فكرة تصدى أحد القساوسة لهذه القضية!!! وحقيقى المشاهد
يريد أن يعرف أشياء
كثيرة لأن الله خلق للإنسان عقل.. هذه ميزة تميزه عن أى مخلوقات أخرى غير عاقلة،
فلابد أن
يشغ
ِّل عقله وهو
يريد أن يفهم ويريد أن يصل إلى الحقيقة فلا يجد من يرد عليه ويكلمه ودليل ذلك محرر
الجريدة يقول أن الناس تتجنب الحديث عن هذه الموضوعات المعقدة
لذا يا ليت أحباءنا
المشايخ والعلماء المسلمين الأفاضل كانوا قد غطوا هذه الموضوعات ولكن عموماً أنا
بشكر الله لأجل برنامج تلفزيون الحياة الذى يتيح لنا الفرصة لنتكلم فى هذه الأمور.
ولكن ليس فضولاً منى أن أتكلم فى هذه الموضوعات ولكن يعد هذا الحديث من حوارات
الأديان.

 

سؤال: لماذا نتكلم عن الناسخ
والمنسوخ؟

الإجابة: وردت لنا أسئلة سابقة تتعلق بأن الكتاب المقدس
به متناقضات والسائل هنا من منطلق الحرية يسأل بأن هناك متناقضات فى الكتاب المقدس
ونحن نحاول أن نرد ولأننا نعرف الكتاب المقدس جيداً وقد يبدوا للقارئ من حيث
الظاهر أن هناك تناقض ولكن عندما يدرس بتأنى ويدرس بتحليل. ومثال ذلك فى الكتاب
المقدس.. حادثة التجلى قيل عنها أنها بعد ستة أيام حدثت وفى مكان أخر حدثت بعد
ثمانى أيام فقالوا أن هناك تناقض
اً ظاهراً، ولكن عند
تحليل هذا الأمر نلاحظ أن البشير الأول لم يحسب اليوم الذى قال فيه المسيح أن بعد
ستة أيام ولم يحسب اليوم الذى حدث فيه التجلى والبشير الثانى ذكر اليوم الذى قال
فيه المسيح بعد ستة أيام وذكر أيضاً يوم التجلى.

ونلاحظ
هنا أن التناقضات ظاهرية ولكن الدراسة المتعمقة بتعرفنا الأصول وبالتالى ور
د أيضاً
أسئلة أن هناك أيضاً فى القرآن تناقضات ” الناسخ والمنسوخ ” فكان عليه
أن أدرسها.

 

سؤال: ماذا تعنى كلمة نسخ؟

الإجابة: فى الحقيقة أن لها معنيان: معنى لغوى، ومعنى
اصطلاحى فالمعنى اللغوى هو الإزالة أو الإبطال..
والمعنى
الاصطلاحى وهو المعنى الذى تبحر فيه العلماء المسلمين.

وأنا
بصفتى دارس وناقل للمعرفة ولا أفتى فى الإسلام وأنقل لك ما قاله ابن كثير نقلاً عن
ابن جرير فى تفسيره الجزء الأول صفحة 104
إذ يعلق على
الآية التى تقول
” وما ننسخ من آية
أو ننسها
نأتى بأحسن منها أو مثلها ” البقرة 106.. فيقول: ينسخ أى
يؤول الحلال حراماً والحرام حلالاً ويحول المباح محظوراً والمحظور مباحاً.
. والإمام
النسقى فىالجزء الأول من تفسيره على هذه الآية صفحة 116 يقول النسخ هو التبديل
وانتهاء الحكم الشرعى.

 

سؤال: ولكن جاء فى سورة الرعد آية 39
التى تقول أن يمحو الله ما يشاء فماذا تقول فى هذا الكلام؟

الإجابة: فى الحقيقة أن هذه الآية تضيف معنى جديداً للنسخ
أن الله يمحوا وأن آيات النسخ والمحو كثيرة فى القرآن فالله ينسخ أى يلغى، ويمحو
أى يزيل نهائى فلها معان
ٍ كثيرة كما قال المفسرون.

 

سؤال: ما هى أهمية الناسخ والمنسوخ
بالنسبة للقرآن؟

الإجابة: هذا موضوع خطير.. وبما أننى قرأت كتب كثيرة
للناسخ والمنسوخ فى القرآن ومنها الناسخ والمنسوخ لهبة الله ابن نصر ابن على
البغدادى المتوفى سنة 410 هجرية ومنها الناسخ والمنسوخ فى القرآن الكريم أيضاً
لأبو جعفر النحاسى وكتب كثيرة جداً
بخلاف المواقع الكثيرة على
الأنترنت.
.
وهذه
الكتب توضح أهمية الناسخ والمنسوخ ويقولون أيضاً أنه لا يمكن فهم القرآن إلا بعد
فهم قضية الناسخ والمنسوخ ومثال ذلك نفترض أن هناك حكم فى القرآن على شئ ما ولكن
هذا الحكم نسخ بعد ذلك فأذن سيفسر الحكم الأول وهو جاهل للحكم الجديد.

وهناك قضية حدثت مع على بن أبى طالب حكى عنه أنه دخل مسجد فى الكوفة
فوجد هناك رجلاً حوله لفيف من الرجال فى المسجد على هيئة حلقات واسمه عبد الرحمن
ابن داب وكان صديقاً لموسى الأشعرى ووجده يفتى فى المسجد وعندما سمعه لم يعجبه
كلامه فقال له أتفهم الناسخ والمنسوخ فقال له لا. فرد عليه على
بن
أبو طالب
قائلاَ: هلكت وأهلكت،
وقرص أحد أذنيه
وأخرجه خارج المسجد محذراً إياه أن لا يراه ثانية
فى المسجد..

إذاً لابد وأن يكون الإنسان ملم بالناسخ والمنسوخ لكى يعرف أحكام
القرآن.
هذه
المعلومة موجودة فى كتاب هبة الله البغدادى صفحة 12 ويمكن للقارئ أن يتحرى عنها.

 

سؤال: من أين جاءت فكرة الناسخ
والمنسوخ فى القرآن؟

الإجابة: هذا سؤال خطير ومهم للغاية لأن هناك آيات فى
القرآن تتكلم صراحة أن هناك نسخ لبعض الآيات وأشهر آية فى هذا الخصوص فى سورة البقرة آية 106 ما ننسخ من آية أو ننسخها نأتى بخير منها
أو مثلها.
وآية أخرى فى سورة النحل آية 101 وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما مفتر بل أكثرهم لا
يعلمون.

وفى
سورة الرعد 39 يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم
الكتاب
وفى سورة الفتح 52
فينسخ
الله ما يلقى الشيطان.
وهذه هى أبرز الآيات الموجودة رغم كثرة
الآيات التى توضح أنه يوجد ناسخ ومنسوخ فى القرآن.

 

سؤال: سؤال يحاورنى فى ذهنى كما فى
سورة النحل أن الله أعلم بما ينزل والله كلى القدرة فما تعليقك على هذا؟

الإجابة: الله كلى القدرة ويفعل ما يشاء ولكن الله يحترم
عقل الإنسان الذى خلقه فلا يمكن أن يصنع شئ ضد العقل والمعروف أنه يعمل شئ يفوق
إدراك العقل ولكن ليس ضد العقل وفى نفس الوقت يتيح لى إدراك ماذا فعل حكمه من ذلك.
. وأنا كإنسان
ربنا أعطانى عقل فعلى أن أفهم وأدرس والله حر يفعل ما يشاء ولكن ليس بتعارض مع
العقل والمنطق ونستطيع أن ندرك الشئ ونعرف أسبابه.

 

سؤال: ماذا يقصد بكلمة نُنسِها؟

الإجابة: بمعنى ينسيها للرسول لأن يوجد فى الأحاديث أن
النبى محمد نبى الإسلام كان ينسى آيات قرآنية وعن صحيح
البخارى حديث رقم
5092 نقلاً عن
عائشة قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عليم رجلاً يقرأ القرآن فى سورة
بالليل فقال قد اذكرنى كذا وكذا آية قد أ
ُنسِيتُها
من سورة كذا. كذا أى الذى ينسى الآيات هو ربنا..

 

سؤال: هذا طبيعى لأن النبى قال وما
أنا إلا بشر مثلكم؟

الإجابة: هو يقول نُنسها وليس ننساها أى الله أن هو الذى ينسيه وليس ينساها بنفسه.

 

سؤال: هل الله يُنسى
الإنسان آيات قد أرسلها إليه؟

الإجابة: وينسى نبى أيضاً وهذه كلها قضايا وأسئلة تطرح
نفسها على الساحة ونحن نريد من أحباءنا العلماء المسلمين والمتخصصين يظهروا على
الشاشة لأنهم
يريدون
أن
يعرفوا.
وسؤال يدور فى فكرى كقارئ لماذا أعطى الله الآيات للنبى بدلاً من ينسيه هذه الآيات
وأنا الآن لا أحتج ولا أعترض ولا أطعن فى القرآن ولكنى أتساءل والكتب الإسلامية
منتشرة فى السوق ونحن ندرس لنفهم ف
نرجو أن أى عالم من رجال
الأزهر الأفاضل والعلماء أصحاب الفضيلة يقولون لنا لا يا جماعة هذا خطأ وصوابه كذا
وهذا صواب وخطأه كذا وكذا وما هو الموضوع بالضبط.

ونكمل
حديثنا السابق فى صحيح مسلم وحديث رقم 1874 وعن عائشة
قالت كان النبى يستمع قرءاة رجل فى المسجد فقال لقد رحمه الله لقد اذكرنى آية كنت
قد أ
ُنسِتُها
وهذا أيضاً ذكره ابن كثير فى تفسيره الجزء الأول صفحة 104 عن جرير أن النبى قر
أ
قرآناً ثم أُنسيه.. وابن عباس غلط غلطة أنسيه فقال كان الوحى عندما ينزل آيات على
النبى وينساه بالنهار!!
فهنا ليس لفظ ينساه هو الصحيح ولكن يقصد يُنساه
أى يُنسيه أى الله ينسيه! والسؤال الخطير هنا ألم يكن من الأفضل أن الله لا يعطيه
هذه الآية بدلاً من أن ينسيه وهذه كلها أسئلة تحتاج إلى إجابات فى عقلية الإنسان
الذى يحترم عقله ويفكر وتعرف يا عزيزى ما هى القضية؟ القضية أن الناس أخذوا
الموضوعات مسلمات! قال الله..
وقال الرسول.. ننتظر العلماء والأفاضل
ليجيبوا على أسئلة تدور فى أذهان الناس؟

 

سؤال: إذا كان النبى يُنسى الآيات
فما عن حفظ
ة القرآن
أيضاً؟

لك أن تتخيل إذا كان الله يُنسى النبى الآيات فماذا يفعل مع حفظ
ة القرآن؟ وما
المقصود بكلمة ” خير
منها؟؟

الإجابة: سؤال أيضاً وجيه ومن الأسئلة التى تطرح نفسها
على الساحة وسؤالى هنا ببساطة بدون طعن فى أى
أحد: إذا كان هناك آية أحسن من آية إذاً كلام ربنا فيه كلام حسن
وأحسن وإذاً كان هناك كلام خير من الآخر فنستطيع أن نقول أنه يوجد كلام لله
ردئ
وحاشا. وإذا كان هناك كلام أفضل فكان بالأولى ينزله من المرة الأولى.

 

سؤال: هل وحى الله فيه مفاضلة؟؟

الإجابة: طبعاً على قول القرآن يوجد مفاضلة فى الآيات
والمشكل أيضاً أنه يقول يأتى بخير منها أو مثلها!! مثلها!! ولماذا لا
يُذكر الله النبى
بالآية الأولى طالما أن الآية مثلها؟ وهذه كلها تساؤلات تطرأ على
البال.

 

سؤال: إذاً ما هو الكلام الموجود فى
اللوح المحفوظ؟

الإجابة: هذه قضية كبيرة ومشكلة معقدة ففى اللوح المحفوظ
يوجد أى من الكلام؟ الآيات الأولى أم المنسوخة أم المبدلة أم الأحسن أم مثلها كلها
تساؤلات لا توجد لها إجابات.

 

سؤال: هل يؤمن المسلمون أن النسخ
موجود فى القرآن؟

الإجابة: بصراحة سؤال مهم جداً ونتيجة قراءاتى أستطيع أن
أنقل لك آراء الفقهاء المسلمين ففى تفسير ابن كثير جزء 1 صفحة 105 يقول
المسلمين
كلهم متفقون على جواز النسخ فى أحكام الله وكلهم قالوا بوقوعه
والإمام
النسقى أيضاً فى تفسير جزء 1 ص 116 يقول
يجوز النسخ
فى القرآن والسنة متفقاً ومختلفاً مثل الزيادة على النص والإنساء أى أن يذهب بحفظها
عن القلوب
وفى دائرة المعارف الإسلامية جزء 3 ص 9900 النسخ
من الله عمل إرادى محكم مقدر منذ الأزل
وفى موقع الأزهر على
الأنترنت وهذا مرجع مهم جداً عن الأستاذ عبد الفتاح محمود أدريس فى مقاله عن
الناسخ والمنسوخ يقول
أن أكثر أهل الفقه والأصول أجمعوا
على جواز النسخ عقلاً ووقوعه شرعاً
وفى كتاب الناسخ
والمنسوخ لأبو جعفر الناس يقول ص 6 يقول
فلنذكر فى
القرآن الكريم أمر واقع اقتضته ضرورة التشريع فلإذن نستطيع أن نقول أن النسخ فى
القرآن أمر واقع
وفى ص 7 من نفس الكتاب يقول ينبغى
أن ننبه فى هذه المقدمة إلى قضية إنكار النسخ فى القرآن الكريم وهى قضية قديمة قد
أثارها أبو مسلم الأصفهانى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار