علم الاخرويات

الملك الألفى فى تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية



الملك<br /> الألفى فى<br /> تعاليم<br /> الكنيسة<br /> الأرثوذكسية

الملك
الألفى
فى
تعاليم
الكنيسة
الأرثوذكسية

القمص
متى
المسكين

الفهرس:

التعليم
بالملك
الألفى

أولاً:
التفسير
الحرفى للملك
الألفى

نشأة
فكرة الملك
الألفى

التفسير
الحرفى لملك
الألف سنة فى
العصر الحديث

الأصول
الكتابية
لهذه البدعة والرد
عليها

المصدر
الأول

ماهى
حقيقة نبوءة
إشعياء؟

المصدر
الثانى: سفر
الرؤيا

الأدلة
على صحة
التفسير
الرمزى للملك
الألفى

1-
تقييد
الشيطان, ثم
حله

2-
القيامة
الأولى,
والموت
الثانى

3-
للأجساد
قيامة واحدة
لا قيامتان

4-
ملكوت المسيح
ملكوت روحى
وليس جسدياً

5-
ملكوت المسيح
بدأ فعلاً
بفصحه

6-
وملكوته
الروحى أتى
بقوة فى
إنسكاب الروح
القدس يوم
الخمسين

أخطاء
لاحقى الألف
السنة

 

التعليم
بالملك
الألفى، أى
تملك الأبرار
مع المسيح
لمدة ألف سنة,
وارد فى
الأصحاح
العشرين من
سفر الرؤيا.

v           
وَرَأَيْتُ
مَلاَكاً
نَازِلاً
مِنَ السَّمَاءِ
مَعَهُ
مِفْتَاحُ
الْهَاوِيَةِ،
وَسِلْسِلَةٌ
عَظِيمَةٌ
عَلَى يَدِهِ.

v           
فَقَبَضَ
عَلَى
التِّنِّينِ،
الْحَيَّةِ
الْقَدِيمَةِ،
الَّذِي هُوَ
إِبْلِيسُ
وَالشَّيْطَانُ،
وَقَيَّدَهُ
أَلْفَ
سَنَةٍ،

v           
وَطَرَحَهُ
فِي
الْهَاوِيَةِ
وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ،
وَخَتَمَ
عَلَيْهِ
لِكَيْ لاَ
يُضِلَّ الأُمَمَ
فِي مَا
بَعْدُ
حَتَّى
تَتِمَّ
الأَلْفُ
السَّنَةِ.
وَبَعْدَ
ذَلِكَ
لاَبُدَّ
أَنْ يُحَلَّ
زَمَاناً
يَسِيراً.

v    
وَرَأَ
يْتُ
عُرُوشاً
فَجَلَسُوا
عَلَيْهَا،
وَأُعْطُوا
حُكْماً.
وَرَأَ يْتُ
نُفُوسَ
الَّذِينَ
قُتِلُوا مِنْ
أَجْلِ
شَهَادَةِ
يَسُوعَ
وَمِنْ أَجْلِ
كَلِمَةِ
اللهِ.
وَالَّذِينَ
لَمْ
يَسْجُدُوا
لِلْوَحْشِ وَلاَ
لِصُورَتِهِ،
وَلَمْ
يَقْبَلُوا
السِّمَةَ
عَلَى جِبَاهِهِمْ
وَعَلَى
أَيْدِيهِمْ،
فَعَاشُوا
وَمَلَكُوا
مَعَ
الْمَسِيحِ
أَلْفَ سَنَةٍ.

v           
وَأَمَّا
بَقِيَّةُ
الأَمْوَاتِ
فَلَمْ تَعِشْ
حَتَّى
تَتِمَّ
الأَلْفُ
السَّنَةِ.
هَذِهِ هِيَ
الْقِيَامَةُ
الأُولَى.

v    
مُبَارَكٌ
وَمُقَدَّسٌ
مَنْ لَهُ
نَصِيبٌ فِي
الْقِيَامَةِ
الأُولَى.
هَؤُلاَءِ
لَيْسَ
لِلْمَوْتِ
الثَّانِي
سُلْطَانٌ
عَلَيْهِمْ،
بَلْ
سَيَكُونُونَ
كَهَنَةً
لِلَّهِ وَالْمَسِيحِ،
وَسَيَمْلِكُونَ
مَعَهُ
أَلْفَ
سَنَةٍ.

v           
ثُمَّ
مَتَى
تَمَّتِ
الأَلْفُ
السَّنَةِ يُحَلُّ
الشَّيْطَانُ
مِنْ
سِجْنِهِ،

v           
وَيَخْرُجُ
لِيُضِلَّ
الأُمَمَ
الَّذِينَ
فِي أَرْبَعِ
زَوَايَا
الأَرْضِ: جُوجَ
وَمَاجُوجَ،
لِيَجْمَعَهُمْ
لِلْحَرْبِ،
الَّذِينَ
عَدَدُهُمْ
مِثْلُ
رَمْلِ الْبَحْرِ.

v           
فَصَعِدُوا
عَلَى عَرْضِ
الأَرْضِ،
وَأَحَاطُوا
بِمُعَسْكَرِ
الْقِدِّيسِينَ
وَبِالْمَدِينَةِ
الْمَحْبُوبَةِ،
فَنَزَلَتْ
نَارٌ مِنْ
عِنْدِ اللهِ
مِنَ السَّمَاءِ
وَأَكَلَتْهُمْ.

v           
وَإِبْلِيسُ
الَّذِي
كَانَ
يُضِلُّهُمْ
طُرِحَ فِي
بُحَيْرَةِ
النَّارِ
وَالْكِبْرِيتِ،
حَيْثُ
الْوَحْشُ
وَالنَّبِيُّ
الْكَذَّابُ.
وَسَيُعَذَّبُونَ
نَهَاراً
وَلَيْلاً إِلَى
أَبَدِ
الآبِدِينَ.

v           
ثُمَّ
رَأَيْتُ
عَرْشاً
عَظِيماً
أَبْيَضَ،
وَالْجَالِسَ
عَلَيْهِ
الَّذِي مِنْ
وَجْهِهِ هَرَبَتِ
الأَرْضُ
وَالسَّمَاءُ،
وَلَمْ
يُوجَدْ
لَهُمَا
مَوْضِعٌ!

v    
وَرَأَيْتُ
الأَمْوَاتَ
صِغَاراً
وَكِبَاراً
وَاقِفِينَ
أَمَامَ
اللهِ،
وَانْفَتَحَتْ
أَسْفَارٌ.
وَانْفَتَحَ
سِفْرٌ آخَرُ
هُوَ سِفْرُ
الْحَيَاةِ،
وَدِينَ الأَمْوَاتُ
مِمَّا هُوَ
مَكْتُوبٌ
فِي الأَسْفَارِ
بِحَسَبِ
أَعْمَالِهِمْ.

v           
وَسَلَّمَ
الْبَحْرُ
الأَمْوَاتَ
الَّذِينَ
فِيهِ،
وَسَلَّمَ
الْمَوْتُ
وَالْهَاوِيَةُ
الأَمْوَاتَ
الَّذِينَ
فِيهِمَا.
وَدِينُوا
كُلُّ
وَاحِدٍ
بِحَسَبِ
أَعْمَالِهِ.

v           
وَطُرِحَ
الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ
فِي
بُحَيْرَةِ
النَّارِ.
هَذَا هُوَ
الْمَوْتُ
الثَّانِي.

v           
وَكُلُّ
مَنْ لَمْ
يُوجَدْ
مَكْتُوباً
فِي سِفْرِ
الْحَيَاةِ
طُرِحَ فِي
بُحَيْرَةِ النَّارِ.

 

هناك
إختلاف بين
المفسرين
بشأنه بسبب
الطابع
الرمزى للسفر,
حيث يكون
التفسير
الحرفى للنصوص
مخاطرة قد
تؤدى إلى
الضلال,
خصوصاَ وأن
التعليم بالملك
الألفى
بحرفيته غير
موجود فى
إعلانات السيد
المسيح فى
الأناجيل,
ولافى سائر
أسفار العهد
الجديد.
فالتفسير
الصحيح
والمرجح
للملك الألفى
هو التفسير
الرمزى الذى
تتبناه
الكنائس
التقليدية
وعلى رأسها
كنيستنا
القبطية الأرثوذكسية.

 

أولاً:
التفسير
الحرفى للملك
الألفى:

ينقسم
المتحمسون
للتفسير
الحرفى للملك
الألفى إلى
فريقين:

1- فريق ”
سابقى الألف
السنة”  
PRE – MILLENNIALISTS:

وهم
الذين
يعتقدون بأن
المجئ الثانى
يسبق وليمة
الملك الألفى.
وهؤلاء
منقسمون فيما
بينهم بشأن
مكان الملك
الألفى
للقديسين, هل
هو فى السماء
أم على الأرض؟
. وهم يعتقدون
بأنه عند مجئ
المسيح ثانية
فى وقت مفاجئ
يقوم الأبرار
وحدهم من
الموت بأجسادهم
الأرضية. ومن
ثم فإنهم
يطلقون على
قيامة
الأبرار هذه لقب
” القيامة
الأولى” . وفى
نفس الوقت
يباد الأشرار
من الأرض, ويجدد
اليهود
عبادتهم فى
أورشليم,
ويقيد الشيطان،
ويعم البر
والسلام على
كل الأرض,
ويملك المسيح
بالجسد فى
أورشليم مدة
ألف سنة. بعد
أن يبيد كل
الحكومات
والنظم
السياسية القائمة
. ويسود
السلام
العالم، إذ
يسكن الذئب مع
الخروف,
ولاتكون هناك
حروب, ويؤمن
كل العالم
بالمسيح. وفى
نهاية الألف
السنة يحل
الشيطان
ويحاول تضليل
الأمم
وتجميعهم
للحرب ضد
القديسين, وتحدث
المعركة
الفاصلة ”
هرمجدون”
التى ينتصر المسيح
فيها على
الشيطان, ثم
يقوم الأشرار
القيامة
الثانية من
الأموات
للدينونة,
وينتهى العالم.

2- فريق ”
لاحقى الألف
السنة”
POST- MILLENNIALISTS:

وهم
الذين
يعتقدون بأن
المجئ الثانى
للمسيح يكون
بعد إنتهاء
فترة الملك
الألفى وحل
الشيطان, التى
يعتبرونها
بمثابة تهيئة
الطريق لمجيئه,
بإنتشار البر
على الأرض.
وذلك
للدينونة بعد
تدمير العالم
الحاضر.

 

نشأة
فكرة الملك
الألفى:

لقد
ورثت
المسيحية
الأولى روائع
من التراث
العبرى
الروحى, فلاهوت
العهد القديم
لاهوت توحيدى
حى خصب,
والناموس
الأدبى
والأخلاقى
زاخر بوصايا
وتوجيهات غاية
فى الرقى,
قادرة أن تكون
منطلقاً
صادقاً وتمهيداً
هاماً
لتعاليم
السيد المسيح
السامية.

ولكن
للأسف فقد
ورثت
المسيحية
أيضاً مع هذا
التراث السوى
تراثاً آخر من
تعاليم هى من
وضع
المجتهدين,
خالية من
الأصالة
الروحية .
وهذه ضمنتها
كتب ”
الأبوكريفا”
العبرية المزيفة
التى جمعها
وألفها أشخاص
كانوا حقاً ضالعين
فى المعرفة
وقتذاك, ولكن
لم يكونوا ” مَسُوقِين
مِنْ
اَلرُوحِ
القُدُسِ
” [ 2بط 1: 21].

ومن
هذه الكتب: رؤيا
عزرا الثانى
وأخنوخ, ورؤيا
باروخ وموسى وغيرها
من الأسفار
المزيفة التى لم
يؤمن بها
اليهود
المدققين. وهى
من وضع القرن
الثانى قبل
الميلاد,
وفيها تعاليم
خاطئة وبعض
الضلالات
الخطيرة .
ولكنها ذات
منفعة
تاريخية
كوثائق
لدراسة تاريخ
هذه الفترة.

ومن
التعاليم
التى تضمنتها
هذه الأسفار
والتى شاعت
عند اليهود فى
عصورهم
السابقة
للمسيح
مباشرة: المناداة
بالملكوت
الزمنى
لإسرائيل,
والمدينة
المحبوبة
التى يصور
فيها الكاتب
حياة خيالية
مادية يكون
فيها كل المتع
الأرضية, حيث
تكون إسرائيل
هى عروس
الدنيا التى
تأكل وتشرب
خيرات الأمم,
أما أعداء ”
يهوه” فيلحسون
من تحت قدميها.

وواضح
أن الضغط
السياسى
وحالة
العبودية التى
كان يئن منها
اليهود فى
القرون
الأخيرة قبل مجئ
السيد المسيح
كانت هى
العامل
الأساسى لإنطلاق
المخيلات
والأحلام
والرؤى
لتصوير ملكوت
المشتهيات
النفسية.
وتفسير
نبوءات
الأنبياء بما
يتناسب
ومطالبهم الوقتية
وأمانيهم. كما
يشترك فى
الأسباب
المباشرة
لهذا الجنوح الدينى
صعوبة المنهج
الأخلاقى
ومشقة الناموس
الأدبى بصفته
الطريق
الرسمى
الوحيد لبلوغ
حالة السعادة
والسلام
والحياة
المستقرة مع
الله. مما
إضطر الكاتب
والمفكر والحالم
اليهودى أن
يقترح طريقاً
آخر سهلاً
بعيداً عن
دائرة العمل
والجهد
والمسئولية: هناك
هناك فى
المستقبل
البعيد سننال
كل مانشتهيه!.

كان
الإعتقاد
بالملك
الألفى
منتشراً فى
العصور
المسيحية
الأولى بين
الأبيونيين,
والمونتانيين،
وبعض
الغنوسيين,
وهم جماعات
هرطوقية. وأشهر
أولئك
الهراطقة
الأولين هو ”
كيرينتوس”
الغنوسى
المتهود،
الذى عاش فى
مطلع القرن
الثانى
للميلاد, وعلم
بالملك
الألفى الذى
فيه تتضاعف
الخيرات الأرضية
وخصوبة الناس
والأرض,
ومؤكداً على
شرعية اللذات
الجسدية
وإستمرارية
الطقوس اليهودية.

{
الأبيونيين:
طائفة
من الهرطقة
المسيحيين
المتهودين،
إنتشروا فى
شرق الأردن فى
القرون
الثلاثة الأولى
والجزيرة
العربية,
ينكرون لاهوت
المسيح
وميلاده
العذروى,
ويغالون فى
التمسك بالناموس,
ويعتقدون
بحرفية الملك
الألفى,
ويرفضون رسائل
بولس الرسول,
ويستخدمون
إنجيلاً واحداً
ينسبونه إلى
متى الرسول,
ويغالون فى
النسك،
ويتمسكون
بالفقر.
وإسمهم مشتق
من الكلمة
العبرانية ”
أبيونيم”, أى”
فقراء”
}.

 

{
المونتانيون:
نسبة
إلى ”
مونتانوس”
الذى عاش
بفريجية فى القرن
الثانى
الميلادى,
وزعم أن
أسراراً
تُكشف له
ولإمرأتين
هما ” بريسكا”
و  ” ماكسميلا”
بروح النبوة.
ومنها أن
أورشليم
السمائية
نزلت فى”
ببوزا” بفريجية.
والمونتانيون
ينادون
بحرفية الملك
الألفى،
ويحرمون
الزواج
للمترملين,
ويغالون فى
الصوم,
ويدينون
الهرب من
الإضطهاد,
ويرفضون قبول
توبة
الجاحدين,
وأشهر من إنضم
إليهم هو”
ترتليانوس”
}.

 

{
الغنوسيون:
جماعات
هرطوقية
إنتشرت فى
القرون
الثلاثة
الأولى
للمسيحية،
وتنادى بأن
الخلاص هو
بالمعرفة ”
غنوسيس, باليونانية”
التى فى
متناول قلة من
الناس.
والأفكار
الغنوسية
كانت موجودة
قبل المسيحية.
وهى مستمدة من
تعاليم
وأساطير
الديانات الوثنية
فى مصر والهند
واليونان,
مضافاً إليها
بعض تعاليم
يهودية. بما
فى ذلك فكرة
الملك الألفى
الحرفى. وفيما
بعد إستعارت
الغنوسية بعض
التعاليم والعقائد
والشخصيات
المسيحية
بصورة مشوهة بهدف
التضليل.
وتميز
الغنوسية بين
الإله الأسمى
غير المدرك
وبين سلسلة من
الصدورات عنه
تسمى ”
أيونات” ومنها       
 ” الديميورج”
وهو خالق
العالم
المادى
الساقط. وتقول
بأن المادة
والجسد شر,
وأن الروح
التى هى
العنصر
الإلهى فى
الإنسان تخلص
بالمعرفة, وتنادى
بأن المسيح هو
واحد من
الأيونات فى
سلسلة
الصدورات, وقد
جاء ليعلن ذلك
الإله الأسمى
ونوال الخلاص
بالمعرفة.
وتقول بأن
تجسد المسيح
وصلبه كان
خيالياً!!
}.

 

وقد
لاقى هذا
الأمل اللذيذ
البليد صدىً
جميلاً لدى
بعض
المسيحيين
الأوائل, فقد
ترجموه ونقلوه
بلغتهم
المسيحية إلى
معسكرهم
العقائدى كما
هو. وإنما
وضعوا الشعب
المسيحى بدل
شعب إسرائيل, وجعلوا
أعداء المسيح
عوض أعداء
يهوه, وإحتفظوا
بأورشليم ” المدينة
المحبوبة”
لهم بدلاً من
أن تكون لليهود.

والشئ
المدهش حقاً
أنه حتى بعض
الآباء الأوثوذوكسيين
المشهورين
قبلوا هذه
التعاليم المادية
بدون فحص, وفى
مقدمتهم
بابياس[ 60- 130م]
أسقف هيرابوليس
بآسيا الصغرى,
الذى زاد من
وزنها المادى
بصورة تكشف عن
خطورة
المجاراة للتقاليد
اليهودية. فقد
قال: { ستأتى
أيام فيها
تنمو كروم
العنب, وكل
كرم يحمل عشرة
آلاف فرع, وكل
فرع يحمل عشرة
آلاف غصن, وكل
غصن يحوى عشرة
آلاف عنقود,
وكل عنقود
يحمل عشرة
آلاف حبة عنب,
وكل حبة عنب
حينما تعصر تملأ
خمسة وعشرون
مكيالاً من
الخمر}.

وطبعاً
مثل هذا
التهويل فى
التخريج الذى
توصَّل إليه
بابياس لم يكن
إلا صدىً
للتعاليم
اليهودية
المزيفة التى
إستلمتها
الكنيسة
الأولى من كتب
الأبوكريفا.

ولكن
الخطورة التى
نشأت من بساطة
بابياس فى تقبُّل
مثل هذه
التعاليم
المزيفة بهذه
السهولة
أوقعت
الكثيرين من
بعده فى نفس
المحظور, لأن
بابياس كان
أول حجة وأول
مرجع رجع إليه
الآباء الذين
أتوا من بعده
فى هذه
المشكلة وأخذوا
عنه هذا
التعليم بشئ
من التحفظ.
كما يقرر
المؤرخ
الأسقف   ”
يوسابيوس
القيصرى” أبو
التاريخ
الكنسى الذى
عاب على
بابياس
بساطته
وقصوره
الفكرى فى الكتاب
الثالث [ فصل 39],
بقوله: { ويبدو
أنه كان محدود
الإدراك جداً
كما يتبين من
أبحاثه, ومن
ضمن أقواله
أنه ستكون
فترة ألف سنة
بعد قيامة
الأموات, وأن
ملكوت المسيح
سوف يؤسس على
نفس هذه الأرض
بكيفية مادية.
وأظن أن
بابياس وصل
إلى هذه
الآراء بسبب
قصور فهمه
للكتابات
الرسولية, غير
مدرك أن
أقوالهم كانت
مجازية روحية.
وإليه يرجع
السبب فى أن
كثيرين من
آباء الكنيسة
من بعده
إعتنقوا نفس
الآراء
مستندين فى ذلك
على أقدمية
الزمن الذى
عاش فيه, مثل         ”
إيرينئوس”
وغيره ممن
نادوا بمثل
آرائه التى هى
محض إفتراء
}.

وللأسف
أن يوستينوس
الشهيد [ 100- 165 ] فى
كتابه الحوار
مع أحد فلاسفة
اليهود المدعو
” تريفو” عدل
ماتقبله عن
بابياس فى هذا
الإتجاه
ليتناسب مع
روحانياته,
فقال: { إن الرب
يسوع سيعود
إلى أورشليم
ويعيش مع تلاميذه
” يأكل ويشرب”,
وأن
المسيحيين
سيجتمعون
هناك ويعيشون
مع المسيح
والأنبياء
والبطاركة فى
سعادة كاملة
ألف سنة}.
ولكنه يعود
ويقرر بنفسه
أن هذا
التعليم لايُعتبر
جزءاً
جوهرياً من
الإيمان
المسيحى, ويعترف
أن كثيرين من
المسيحيين
المعتبرين
لايأخذون
بهذا التعليم
ولايقرونه.

ويأتى
إيرينيئوس [ 130- 200]
وينادى بنفس
التعليم مستشهداً
بأقوال
بابياس وبنفس تصوراته.
وهو الذى ربط
الملك الألفى
بفكرة السبعة
آلاف السنة
عمر العالم،
حيث جعل الألف
السابعة
والأخيرة
للعالم هى ملكوت
المسيح
الألاضى مع
الأبرار.

وتبعه
فى هذا الربط
بين الفكرتين
كل من ” كوموديانوس”
فى منتصف
القرن الثالث
الميلادى،
وتبعه ”
فيكتورينوس”
فى أواخر
القرن الثالث
الذى كتب أقدم
تفسير لسفر الرؤيا,
ومعاصره ”
لاكتنانيوس”
وهؤلاء
جميعاً كانوا
يقولون بأن
الملك الألفى
يبدأ بعد مجئ السيد
المسيح, أى
أنهم كانوا
جميعاً من”
سابقى الألف
السنة”.

ومن
الآباء
المعروفين
أيضاً الذين
قبلوا التفسير
الحرفى للملك
الألفى ميلتو
أسقف ساردس[
تنيح نحو 190م],
وهيبوليتس
الرمانى [
أبوليدوس 170- 236م].

وأول من
إنتبه إلى هذه
التعاليم
ومنافاتها لروحانية
الإيمان
المسيحى
وحقيقة
الملكوت الإلهى
والحياة
الأبدية هم
علماء مدرسة
الإسكندرية

فكتب أوريجانوس
كتاب المبادئ
ضد التفسير
الحرفى لسفر الرؤيا
مقدماً
تفسيراً
رمزياً
للأصحاحين العشرين
والحادى
والعشرين.
وبالمثل فعل القديس
جيروم
الذى
أعاد تفسير
هذين
الإصحاحين من
سفر الرؤيا
مفنداً فكرة
الملك الألفى
الحرفى الذى
صاغه تفسير
فيكتورينوس
الحرفى.

وجاء
بعدهما البابا
” ديونيسيوس ”
الإسكندرى
[ 248-
265م] أحد تلاميذ
مدرسة
الإسكندرية
الذى أصدر كتاب
” المواعيد
الإلهية”
لدحض فكرة
الملك الألفى
الحرفى التى
ذاعت بين
مسيحيى
الفيوم على أيدى
الأسقف ”
نيبوس”
وإستطاع أن
يقنعهم بالعدول
عن إعتقادهم
بالملك
الألفى
وإنتشل الفكر
المسيحى فى
مصر من هذه
البدعة التى
كادت تُفقد
المسيحيين
الأقباط
بساطة
الإيمان
الروحى ونقاء
التعلق
بالحياة
الأبدية فى
ملكوت إلهى
يتناسب مع
الإيمان
السليم
والحياة بحسب
الروح. وقبل
أن ينتهى
القرن الرابع
كانت هذه
التعاليم فى
طريقها إلى
الزوال من
كافة كنائس
مصر وبلاد
المشرق.

وبظهور
القديس
“أغسطينوس”
[
345-430 م] دخلت هذه
التعاليم
مرحلتها
الأخيرة فى العالم
الغربى. إذ
تزعَّم بعمقه
الروحى
تفنيدها بحجة
لاتُقاوم مما
إذ إعتبرها
بسلطانه
الكنسى هرطقة
علانية,
حاسباً كل من
ينادى بالكوت
الألفى يحاول
أن يلغى حقيقة
الملكوت
الحاضر الذى
أسسه المسيح
فعلاً على
الأرض ةفى قلةبنا
فى نفس الوقت,
معتبراً أن
الكنيسة فى
الحاضر هى
ملكوت المسيح
على الأرض وهى
أورشليم المنظورة,
وقد أعدت
مائدتها
فعلاً وهيأت
خمرها وكل
مشتهيات
النفوس
الطاهرة، وأن
المسيح يحكم
الآن مع
قديسيه, وأننا
نجوز الآن
قيامتنا
الأولى غير
المنظورة, وأن
الموت الثانى
(الجسدى) لن
يكون له
سلطاناً
علينا لأننا
غلبنا الموت
الأول (الخطيئة).

وبهذ
يكون القديس
أغسطينوس قد
إنتشل الإيمان
المسيحى من
لوثة
الأبوكريفا
اليهودية المزيفة
ومن محاولة
إسقاط السمو
الروحى
المسيحى إلى
الأرض .

 

التفسير
الحرفى لملك
الألف سنة فى
العصر الحديث:
 

وللأسف,
فقد عبرت هذه
البدعة
اليهودية
متسللة للأزمنة,
وظهرت مرة
أخرى من خلال
الشِّيع
المسيحية
التى قامت بعد
القرن السادس
عشر فى ألمانيا.
ولازالت هذه
البدعة
مستوطنة حتى
الآن فى المدارس
اللاهوتية
الألمانية.

ومنذ
ظهور الحركات
البروستانتية
وبداية عصر
الإصلاح [ لوثر]،
فإن أول من
تبنى بدعة
الحكم الألفى
بشدة هم جماعة
ال
ANABAPTISTS

ثم
جماعة
الأحرار فى
إنجلترا
وبخاصة
الإخوة البلاميس
(إخوة
بلايموث) . وقد
بلغت هذه
البدعة أقصى
قوتها فى
القرنين السابع
عشر والثامن
عشر فى
ألمانيا
أثناء إنعاش
حركة
البروتستانت
فى الكنيسة
اللوثرية
هناك. وبالأخص
مدرسة ليبتزج
اللاهوتية.
ومع إكتشاف
الأمريكتين
إمتدت العدوى
عبر البحار
وإستقرت فى
الولايات
المتحدة
الأمريكية .
ونشأت فى
القرن التاسع
عشر جماعة
السبتيين الذين
لقبوا أنفسهم
بالأدفنتست
أى المجيئيين
إشارة إلى
إعتقادهم
بمجئ المسيح
للملك الألفى على
الأرض
وجعلتها
عقيدتها
الأولى
والعظمى, وبدأت
تضع مواعيد
محددة لمجئ
المسيح وكذبت
فيها جميعاً.

وتبعهم
المورمون
وشهود يهوه
وحركات كنسية
أخرى تؤمن
وتروج لهذه
البدعة.
وأخيرًا من
يروجون
للمسيحية
الصهيونية
وإقامة دولة
إسرائيل
ومنهم بات
روبرتسون
وجيرى فالويل
وغيرهم يبثون
أفكارهم على
القنوات
التليفزيونية
التى
تُستَقبل
الآن فى مصر
والشرق الأوسط.

 

الأصول
الكتابية
لهذه البدعة
والرد عليها:

إن
تأثير الفكر
اليهودى
المباشر فى
تفسير الأصول
الكتابية
التى ساعدت
العقل البشرى
على صياغة هذه
البدعة, إعتمد
على مصدرين:

*الأول:
تصوير
النبوءات فى
العهد القديم
لملك المسيا
القادم
تصويراً
مادياً.

*الثانى:
 ماجاء فى
الإصحاحين
العشرين
والحادى
والعشرين فى
سفر الرؤيا
والتى إعتمد
عليها المسيحيون
الأوائل فى
تدعيم الحكم
الألفى.

 

المصدر
الأول:

لقد
وردت بعض
النبوءات فى
العهد القديم
وهى تصف ملكوت
المسيا
بتعابير
وتصاوير
مادية وأوصاف
مجازية تحمل
فى أعماقها
تعبيرات
لاهوتية لتطابق
الواقع فى كل
زمان. ولو
فحصت روحياً
وفهمت بأعمق
من شكلها
القصصى
الظاهرى
وبعيداً عن
التأويلات
المادية لأمكن
تقريب
الحقائق
الروحية إلى
أذهاننا البشرية.
 

وتمثيلاً
لهذه الأوصاف
المادية نقدم
ماقاله
إشعياء النبى
فى وصف طبيعة
الملكوت
الآتى:

v           
وَيَخْرُجُ
قَضِيبٌ مِنْ
جِذْعِ
يَسَّى وَيَنْبُتُ
غُصْنٌ مِنْ
أُصُولِهِ

v           
وَيَحِلُّ
عَلَيْهِ
رُوحُ
الرَّبِّ
رُوحُ الْحِكْمَةِ
وَالْفَهْمِ
رُوحُ
الْمَشُورَةِ
وَالْقُوَّةِ
رُوحُ
الْمَعْرِفَةِ
وَمَخَافَةِ
الرَّبِّ.

v           
وَلَذَّتُهُ
تَكُونُ فِي
مَخَافَةِ
الرَّبِّ
فَلاَ
يَقْضِي
بِحَسَبِ
نَظَرِ
عَيْنَيْهِ
وَلاَ
يَحْكُمُ
بِحَسَبِ
سَمْعِ أُذُنَيْهِ

v           
بَلْ
يَقْضِي
بِالْعَدْلِ
لِلْمَسَاكِينِ
وَيَحْكُمُ
بِالإِنْصَافِ
لِبَائِسِي الأَرْضِ
وَيَضْرِبُ
الأَرْضَ بِقَضِيبِ
فَمِهِ
وَيُمِيتُ
الْمُنَافِقَ
بِنَفْخَةِ
شَفَتَيْهِ.

v           
وَيَكُونُ
الْبِرُّ
مِنْطَقَةَ
مَتْنَيْهِ
وَالأَمَانَةُ
مِنْطَقَةَ
حَقَوَيْهِ.

v           
فَيَسْكُنُ
الذِّئْبُ
مَعَ
الْخَرُوفِ
وَيَرْبُضُ
النَّمِرُ
مَعَ
الْجَدْيِ
وَالْعِجْلُ
وَالشِّبْلُ
وَالْمُسَمَّنُ
مَعاً
وَصَبِيٌّ
صَغِيرٌ
يَسُوقُهَا.

v           
وَالْبَقَرَةُ
وَالدُّبَّةُ
تَرْعَيَانِ.
تَرْبُضُ
أَوْلاَدُهُمَا
مَعاً
وَالأَسَدُ
كَالْبَقَرِ
يَأْكُلُ
تِبْناً.

v           
وَيَلْعَبُ
الرَّضِيعُ
عَلَى سَرَبِ
الصِّلِّ
وَيَمُدُّ
الْفَطِيمُ
يَدَهُ عَلَى
جُحْرِ
الأُفْعُوانِ
.[
إش 11: 1-8].

وأيضًا
فى:

v           
وَتَقُولُ
فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ: {أَحْمَدُكَ
يَا رَبُّ
لأَنَّهُ
إِذْ غَضِبْتَ
عَلَيَّ
ارْتَدَّ
غَضَبُكَ
فَتُعَزِّينِي.

v           
هُوَذَا
اللَّهُ
خَلاَصِي
فَأَطْمَئِنُّ
وَلاَ
أَرْتَعِبُ
لأَنَّ يَاهَ
يَهْوَهَ قُوَّتِي
وَتَرْنِيمَتِي
وَقَدْ صَارَ
لِي خَلاَصاً}.

v           
فَتَسْتَقُونَ
مِيَاهاً
بِفَرَحٍ
مِنْ يَنَابِيعِ
الْخَلاَصِ.

v           
وَتَقُولُونَ
فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ: {احْمَدُوا
الرَّبَّ.
ادْعُوا
بِاسْمِهِ.
عَرِّفُوا
بَيْنَ
الشُّعُوبِ
بِأَفْعَالِهِ.
ذَكِّرُوا
بِأَنَّ
اسْمَهُ قَدْ
تَعَالَى.

v           
رَنِّمُوا
لِلرَّبِّ
لأَنَّهُ
قَدْ صَنَعَ
مُفْتَخَراً.
لِيَكُنْ
هَذَا
مَعْرُوفاً
فِي كُلِّ
الأَرْضِ.

v           
صَوِّتِي
وَاهْتِفِي
يَا
سَاكِنَةَ
صِهْيَوْنَ
لأَنَّ
قُدُّوسَ
إِسْرَائِيلَ
عَظِيمٌ فِي
وَسَطِكِ}”
[
إش 12: 1- 6].

وأيضًا
فى:

v           
{لأَنِّي
هَئَنَذَا
خَالِقٌ
سَمَاوَاتٍ
جَدِيدَةً
وَأَرْضاً
جَدِيدَةً
فَلاَ
تُذْكَرُ
الأُولَى
وَلاَ تَخْطُرُ
عَلَى بَالٍ.

v           
بَلِ
افْرَحُوا
وَابْتَهِجُوا
إِلَى الأَبَدِ
فِي مَا أَنَا
خَالِقٌ
لأَنِّي
هَئَنَذَا
خَالِقٌ
أُورُشَلِيمَ
بَهْجَةً
وَشَعْبَهَا
فَرَحاً.

v           
فَأَبْتَهِجُ
بِأُورُشَلِيمَ
وَأَفْرَحُ
بِشَعْبِي
وَلاَ
يُسْمَعُ بَعْدُ
فِيهَا
صَوْتُ
بُكَاءٍ
وَلاَ صَوْتُ صُرَاخٍ.

v           
لاَ
يَكُونُ
بَعْدُ
هُنَاكَ
طِفْلُ
أَيَّامٍ
وَلاَ شَيْخٌ
لَمْ
يُكْمِلْ
أَيَّامَهُ.
لأَنَّ
الصَّبِيَّ
يَمُوتُ ابْنَ
مِئَةِ
سَنَةٍ
وَالْخَاطِئَ
يُلْعَنُ
ابْنَ مِئَةِ
سَنَةٍ

v    
الذِّئْبُ
وَالْحَمَلُ
يَرْعَيَانِ
مَعاً
وَالأَسَدُ
يَأْكُلُ
التِّبْنَ
كَالْبَقَرِ.
أَمَّا
الْحَيَّةُ
فَالتُّرَابُ
طَعَامُهَا.
لاَ
يُؤْذُونَ
وَلاَ
يُهْلِكُونَ
فِي كُلِّ
جَبَلِ
قُدْسِي}
قَالَ
الرَّبُّ
“[
إِش65: 17- 20و25] .

عند
سماع هذه
الكلمات
اللذيذة
برنينها الحلو
على الأذن
البشرية
المجهدة من
جذب هذا
العالم
وآلامه
وأمراضه
وشروره, يبهتج
لها القلب
لامحالة
ويتصورها فى
عالم الخيال
البعيد,
البعيد جداً
عن الواقع!.
وإذ يستحيل
قيام هذه
الأوصاف
مادياً من
خلال الطبائع
الحيوانية
المتصارعة فى
العالم الآن
ولا فى ظل
دورة هذا
الزمان
المتعجل
المجحف. إذن،
فهذه الأوصاف
تنبئ عن
تغيُّر شامل
فى الطبائع المخلوقة
عامة وفى
طبيعة الزمان.
بل وفى طبيعة
السماء نفسها
والأرض أيضاً.

هكذا
فسرت العقلية
اليهودية
المجهدة هذه
النبوءات
مادياً
وزمانياً تحت
ظروف الضغط
والسبى
والحرمان.
وهكذا تسلمت
العقلية
المسيحية
الأولى هذه الطوطمة
اليهودية
السامة
وخبأتها فى
طيات قلبها لتعود
إليها وتتسلى
بها عندما
يضغط عليها
الزمان
الحاضر
بطبائعه
الشريرة, فتجد
فيها عزءاً مادياً
عن شؤم الحاضر
وتفريجاً عن
توتر النفس
الشديد عندما
تتعارض الروح
مع آمال الجسد
فى الراحة على
الأرض.

 

ولكن
ماهى حقيقة
نبوءة إشعياء؟
وما هو سرها
بلغة الروح أو
بفكر المسيح؟.

فى
بساطة يشرحها
السيد المسيح
هكذا:


هاأنا
أرسلكم مثل
حملان بين
ذئاب
[
لو 10: 3 ومت 10: 16]

تقابل الآيات [ إش 11: 6- 10 و65: 25].
بإعتبار أن
المسيحى
بوداعته
وإتضاعه
وإستعداده
للتضحية
والموت من أجل
الملكوت المعد
ينتزع وحشية
وشراسة
الأشرار.

كما
أن تفسير سكنى
الذئب مع
الخروف فهو
رمز للتدليل
على إنتشار
رسالة
الإنجيل
وقدرتها على
تغيير طباع من
يقبلونها من
الأشرار,
بإنتزاع
طبيعة الشر
منهم.

وهؤلاء
الحرفيين
يتناسون قول
السيد المسيح أن
الشر سيبقى
دائماً مع
الخير, كالزوان
مع الحنطة,
إلى وقت
الحصاد, أى،
إلى إنتهاء
العالم. ولن
يفترق الزوان
عن الحنطة إلا
فى يوم الدينونة,
ويجب أن ننتبه
إلى أن مثل
الزوان
والحنطة يبدأ
بعبارة ” يشبه
ملكوت
السموات”. حيث
قال السيد
المسيح هذا
المثل وفسره
قائلاً:


24
قَالَ لَهُمْ
مَثَلاً
آخَرَ: {
يُشْبِهُ
مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ
إِنْسَاناً
زَرَعَ
زَرْعاً
جَيِّداً فِي
حَقْلِهِ.
25
وَفِيمَا
النَّاسُ
نِيَامٌ
جَاءَ
عَدُّوُهُ
وَزَرَعَ
زَوَاناً فِي
وَسَطِ
الْحِنْطَةِ
وَمَضَى.
26
فَلَمَّا
طَلَعَ
النَّبَاتُ
وَصَنَعَ ثَمَراً
حِينَئِذٍ
ظَهَرَ
الزَّوَانُ أَيْضاً.
27
فَجَاءَ
عَبِيدُ
رَبِّ
الْبَيْتِ
وَقَالُوا
لَهُ: يَا
سَيِّدُ
أَلَيْسَ
زَرْعاً
جَيِّداً زَرَعْتَ
فِي
حَقْلِكَ؟
فَمِنْ
أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟.
28
فَقَالَ
لَهُمْ: إِنْسَانٌ
عَدُوٌّ
فَعَلَ هَذَا
فَقَالَ لَهُ
الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ
أَنْ
نَذْهَبَ
وَنَجْمَعَهُ؟
29
فَقَالَ: لاَ!
لِئَلا
تَقْلَعُوا
الْحِنْطَةَ
مَعَ الزَّوَانِ
وَأَنْتُمْ
تَجْمَعُونَهُ.
30
دَعُوهُمَا
يَنْمِيَانِ
كِلاَهُمَا
مَعاً إِلَى
الْحَصَادِ
وَفِي وَقْتِ
الْحَصَادِ
أَقُولُ
لِلْحَصَّادِينَ:
اجْمَعُوا
أوَّلاً
الزَّوَانَ
وَاحْزِمُوهُ
حُزَماً لِيُحْرَقَ
وَأَمَّا
الْحِنْطَةَ
فَاجْمَعُوهَا
إِلَى
مَخْزَنِي }.
36
حِينَئِذٍ
صَرَفَ
يَسُوعُ
الْجُمُوعَ
وَجَاءَ
إِلَى
الْبَيْتِ.
فَتَقَدَّمَ
إِلَيْهِ
تَلاَمِيذُهُ
قَائِلِينَ: {
فَسِّرْ
لَنَا مَثَلَ
زَوَانِ
الْحَقْلِ }.
37
فَأَجَابَ: {
اَلزَّارِعُ
الزَّرْعَ الْجَيِّدَ
هُوَ ابْنُ
الإِنْسَانِ.
38
وَالْحَقْلُ
هُوَ
الْعَالَمُ.
وَالزَّرْعُ
الْجَيِّدُ
هُوَ بَنُو
الْمَلَكُوتِ.
وَالزَّوَانُ
هُوَ بَنُو
الشِّرِّيرِ.
39
وَالْعَدُّوُ
الَّذِي
زَرَعَهُ
هُوَ إِبْلِيسُ.
وَالْحَصَادُ
هُوَ
انْقِضَاءُ
الْعَالَمِ.
وَالْحَصَّادُونَ
هُمُ
الْمَلاَئِكَةُ.
40
فَكَمَا
يُجْمَعُ
الزَّوَانُ
وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ
هَكَذَا
يَكُونُ فِي
انْقِضَاءِ
هَذَا
الْعَالَمِ:
41
يُرْسِلُ
ابْنُ
الإِنْسَانِ
مَلاَئِكَتَهُ
فَيَجْمَعُونَ
مِنْ
مَلَكُوتِهِ
جَمِيعَ
الْمَعَاثِرِ
وَفَاعِلِي
الإِثْمِ
42
وَيَطْرَحُونَهُمْ
فِي أَتُونِ
النَّارِ.
هُنَاكَ
يَكُونُ
الْبُكَاءُ
وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.
43
حِينَئِذٍ
يُضِيءُ
الأَبْرَارُ
كَالشَّمْسِ
فِي
مَلَكُوتِ
أَبِيهِمْ.
مَنْ لَهُ
أُذُنَانِ
لِلسَّمْعِ
فَلْيَسْمَعْ
}”.  
[ مت 13: 24- 30و
36- 43 ].

 

كما ترمز
أيضاً
لإنتشار
الإنجيل بين
الأمم,
وقبولهم
العيش مع
اليهود فى
كنيسة المسيح
الواحدة كما
جاء فى رسائل
بولس الرسول:

1-
11
لِذَلِكَ
اذْكُرُوا
أَنَّكُمْ
أَنْتُمُ الأُمَمُ
قَبْلاً فِي
الْجَسَدِ،
الْمَدْعُوِّينَ
غُرْلَةً
مِنَ
الْمَدْعُوِّ
خِتَاناً
مَصْنُوعاً
بِالْيَدِ
فِي الْجَسَدِ،
12
أَنَّكُمْ
كُنْتُمْ فِي
ذَلِكَ
الْوَقْتِ بِدُونِ
مَسِيحٍ،
أَجْنَبِيِّينَ
عَنْ
رَعَوِيَّةِ
إِسْرَائِيلَ،
وَغُرَبَاءَ
عَنْ عُهُودِ
الْمَوْعِدِ،
لاَ رَجَاءَ
لَكُمْ
وَبِلاَ
إِلَهٍ فِي
الْعَالَمِ.
13
وَلَكِنِ
الآنَ فِي
الْمَسِيحِ
يَسُوعَ،
أَنْتُمُ
الَّذِينَ كُنْتُمْ
قَبْلاً
بَعِيدِينَ
صِرْتُمْ قَرِيبِينَ
بِدَمِ
الْمَسِيحِ.
14
لأَنَّهُ
هُوَ
سَلاَمُنَا،
الَّذِي
جَعَلَ
الاثْنَيْنِ
وَاحِداً،
وَنَقَضَ
حَائِطَ
السِّيَاجِ
الْمُتَوَسِّطَ
15
أَيِ
الْعَدَاوَةَ.
مُبْطِلاً
بِجَسَدِهِ
نَامُوسَ
الْوَصَايَا
فِي
فَرَائِضَ،
لِكَيْ
يَخْلُقَ
الاثْنَيْنِ
فِي نَفْسِهِ
إِنْسَاناً
وَاحِداً
جَدِيداً،
صَانِعاً
سَلاَماً،
16
وَيُصَالِحَ
الاثْنَيْنِ
فِي جَسَدٍ
وَاحِدٍ مَعَ
اَللهِ
بِالصَّلِيبِ،
قَاتِلاً
الْعَدَاوَةَ
بِهِ.
17 فَجَاءَ
وَبَشَّرَكُمْ
بِسَلاَمٍ،
أَنْتُمُ
الْبَعِيدِينَ
وَالْقَرِيبِينَ.
18
لأَنَّ بِهِ
لَنَا
كِلَيْنَا
قُدُوماً فِي رُوحٍ
وَاحِدٍ
إِلَى الآبِ.
19
فَلَسْتُمْ
إِذاً بَعْدُ
غُرَبَاءَ
وَنُزُلاً،
بَلْ
رَعِيَّةٌ
مَعَ
الْقِدِّيسِينَ
وَأَهْلِ
بَيْتِ
اَللهِ،
20
مَبْنِيِّينَ
عَلَى
أَسَاسِ
الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ،
وَيَسُوعُ
الْمَسِيحُ
نَفْسُهُ
حَجَرُ
الزَّاوِيَةِ،
21
الَّذِي
فِيهِ كُلُّ
الْبِنَاءِ
مُرَكَّباً
مَعاً
يَنْمُو
هَيْكَلاً
مُقَدَّساً
فِي الرَّبِّ.
22
الَّذِي
فِيهِ
أَنْتُمْ
أَيْضاً
مَبْنِيُّونَ
مَعاً،
مَسْكَناً
لِلَّهِ فِي
الرُّوحِ”.
[ أفسس 2: 11- 22].

 

2-
24إِذاً
قَدْ كَانَ
النَّامُوسُ
مُؤَدِّبَنَا
إِلَى الْمَسِيحِ،
لِكَيْ
نَتَبَرَّرَ
بِالإِيمَانِ.
25وَلَكِنْ
بَعْدَ مَا
جَاءَ
الإِيمَانُ
لَسْنَا
بَعْدُ
تَحْتَ
مُؤَدِّبٍ.
26لأَنَّكُمْ
جَمِيعاً
أَبْنَاءُ
اللهِ بِالإِيمَانِ
بِالْمَسِيحِ
يَسُوعَ.
27لأَنَّ
كُلَّكُمُ
الَّذِينَ
اعْتَمَدْتُمْ
بِالْمَسِيحِ
قَدْ لَبِسْتُمُ
الْمَسِيحَ.
28لَيْسَ
يَهُودِيٌّ
وَلاَ
يُونَانِيٌّ.
لَيْسَ
عَبْدٌ وَلاَ
حُرٌّ. لَيْسَ
ذَكَرٌ
وَأُنْثَى،
لأَنَّكُمْ
جَمِيعاً
وَاحِدٌ فِي
الْمَسِيحِ
يَسُوعَ.
29فَإِنْ
كُنْتُمْ
لِلْمَسِيحِ
فَأَنْتُمْ إِذاً
نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ،
وَحَسَبَ
الْمَوْعِدِ
وَرَثَةٌ”.
[ غلاطية 3: 24- 29].

3
11لأَنَّ
الْكِتَابَ
يَقُولُ: {كُلُّ
مَنْ
يُؤْمِنُ
بِهِ لاَ
يُخْزَى}.
12لأَنَّهُ
لاَ فَرْقَ
بَيْنَ
الْيَهُودِيِّ
وَالْيُونَانِيِّ
لأَنَّ
رَبّاً
وَاحِداً
لِلْجَمِيعِ
غَنِيّاً
لِجَمِيعِ
الَّذِينَ
يَدْعُونَ
بِهِ. 13لأَنَّ
كُلَّ مَنْ
يَدْعُو
بِاسْمِ
الرَّبِّ
يَخْلُصُ.
14فَكَيْفَ
يَدْعُونَ
بِمَنْ لَمْ
يُؤْمِنُوا
بِهِ.
وَكَيْفَ
يُؤْمِنُونَ
بِمَنْ لَمْ
يَسْمَعُوا
بِهِ؟
وَكَيْفَ
يَسْمَعُونَ
بِلاَ كَارِزٍ؟
15وَكَيْفَ
يَكْرِزُونَ
إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟
كَمَا هُوَ
مَكْتُوبٌ: {مَا
أَجْمَلَ
أَقْدَامَ
الْمُبَشِّرِينَ
بِالسَّلاَمِ
الْمُبَشِّرِينَ
بِالْخَيْرَاتِ}.
16لَكِنْ
لَيْسَ
الْجَمِيعُ
قَدْ
أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ
لأَنَّ
إِشَعْيَاءَ
يَقُولُ: {يَا
رَبُّ مَنْ
صَدَّقَ
خَبَرَنَا؟}
17إِذاً الإِيمَانُ
بِالْخَبَرِ
وَالْخَبَرُ
بِكَلِمَةِ
اللهِ.
18لَكِنَّنِي
أَقُولُ: أَلَعَلَّهُمْ
لَمْ
يَسْمَعُوا؟
بَلَى! {إِلَى
جَمِيعِ
الأَرْضِ
خَرَجَ
صَوْتُهُمْ وَإِلَى
أَقَاصِي
الْمَسْكُونَةِ
أَقْوَالُهُمْ}.
19لَكِنِّي
أَقُولُ: {أَلَعَلَّ
إِسْرَائِيلَ
لَمْ
يَعْلَمْ؟ أَوَّلاً
مُوسَى
يَقُولُ: {أَنَا
أُغِيرُكُمْ
بِمَا لَيْسَ
أُمَّةً.
بِأُمَّةٍ
غَبِيَّةٍ
أُغِيظُكُمْ}.
20ثُمَّ
إِشَعْيَاءُ
يَتَجَاسَرُ
وَيَقُولُ: {وُجِدْتُ
مِنَ
الَّذِينَ
لَمْ
يَطْلُبُونِي
وَصِرْتُ
ظَاهِراً
لِلَّذِينَ
لَمْ يَسْأَلُوا
عَنِّي}.
21أَمَّا مِنْ
جِهَةِ
إِسْرَائِيلَ
فَيَقُولُ: {طُولَ
النَّهَارِ
بَسَطْتُ
يَدَيَّ
إِلَى شَعْبٍ
مُعَانِدٍ
وَمُقَاوِمٍ}”.
[ رومية 10: 11- 21].

4-
13لأَنَّنَا
جَمِيعَنَا
بِرُوحٍ
وَاحِدٍ أَيْضاً
اعْتَمَدْنَا
إِلَى جَسَدٍ
وَاحِدٍ يَهُوداً
كُنَّا أَمْ
يُونَانِيِّينَ
عَبِيداً
أَمْ
أَحْرَاراً.
وَجَمِيعُنَا
سُقِينَا
رُوحاً
وَاحِداً
[ 1كو 13].

5-
“حَيْثُ
لَيْسَ
يُونَانِيٌّ
وَيَهُودِيٌّ،
خِتَانٌ
وَغُرْلَةٌ،
بَرْبَرِيٌّ
سِكِّيثِيٌّ،
عَبْدٌ حُرٌّ،
بَلِ
الْمَسِيحُ
الْكُلُّ
وَفِي
الْكُلِّ
“. [ كو 3: 11].


هَا
أَنَا
أُرْسِلُكُمْ
كَغَنَمٍ فِي
وَسَطِ ذِئَابٍ
فَكُونُوا
حُكَمَاءَ
كَالْحَيَّاتِ
وَبُسَطَاءَ
كَالْحَمَامِ

(الأطفال) ” [ مت 10: 16]
تتقابل مع ” وَصَبِيٌّ
صَغِيرٌ
يَسُوقُهَا

هنا الحكمة
والبساطة
وهما
متعارضان
بطبيعتهما,
كما
وصفهماالمسيح
فى قوله عن
الحية والحمامة,
صارا يسكنان
معاً فى قلب
الإنسان المسيحى
الواحد.

وأن
بساطة
المسيحيين
أبطلت وهزأت
من حكمة العالم:
أَحْمَدُكَ
أَيُّهَا
الآبُ رَبُّ
السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ
لأَنَّكَ
أَخْفَيْتَ
هَذِهِ عَنِ
اَلْحُكَمَاءِ
وَاَلْفُهَمَاءِ
وَأَعْلَنْتَهَا
لِلأَطْفَالِ.
[ مت 11: 25].

“فَتَسْتَقُونَ
مِيَاهاً
بِفَرَحٍ
مِنْ
يَنَابِيعِ
الْخَلاَصِ

بإعتبار أن
الروح القدس
صار مصدر
إرتواء وفرح
أبدى كما قال
السيد المسيح:
” من يشرب من
الماء الذى
أعطيه أنا فلن
يعطش إلى
الأبد” [
يو 4: 14].

“لأَنِّي
هَئَنَذَا
خَالِقٌ
سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً
وَأَرْضاً
جَدِيدَةً
فَلاَ تُذْكَرُ
الأُولَى
وَلاَ
تَخْطُرُ
عَلَى بَالٍ

قال السيد
المسيح: ” إن
كان أحد
لايولد من
فوق(السماء
الجديدة)
لايقدر أن يرى
ملكوت الله” [ يو 3: 3]
بإعتبار أن
الروح يمثل
السماء
الجديدة،
وماء
المعمودية
المقدسة يمثل
الأرض الجديدة.

“لأَنَّ
الصَّبِيَّ
يَمُوتُ ابْنَ
مِئَةِ سَنَةٍ
وَالْخَاطِئَ
يُلْعَنُ
ابْنَ مِئَةِ
سَنَةٍ

قال السيد
المسيح: ” كل
من كان حياً
وآمن بى فلن
يموت إلى
الأبد” [ يو 11: 26].
حيث الحياة
الأبدية التى
يتقبلها
الأطفال فى
المعمودية
يمثلها النبى
بمائة سنة.

إذن,
فنحن الآن وفى
هذا الزمان
الحاضر نعيش
نبوءة إشعياء
النبى ونعيش
ملء ملكوت
المسيا الذى
كان يترقبه اليهود
وضلوا عنه عند
مجيئه.

إذن,
فقد إنهدمت
أسس
الأبوكريفا
اليهودية فى ترقب
تغيير مادى فى
شكل العالم
وفى طبائع المخلوقات
وفى طبيعة
الزمان,
إعداداً
لقيام ملكوت
المسيا
الأرضى, لأن
ملكوت المسيح
قد صار فى
العالم سراً من
وراء المادة،
إذ حصل داخل
قلب الإنسان
وفكره, وليس
فى هيئة العالم
الخارجى: ”
هوذا الكل قد
صار جديداً” [ 2كو 5: 17]. حيث
الجدة فى
المسيحية
تتعلق بالروح
وليس بالمادة
والمظاهر.

مما
سبق يتضح
الأساس الوهم
الذى يعيش
عليه بعض
المسيحيين
الملوثين
بالأبوكريفا
اليهودية فى
إنتظار الحكم
الألفى
متطلعين إلى
تحقيق هذه
النبوءات
مادياً.

 

المصدر
الثانى: سفر
الرؤيا

والتفسير
الرمزى للملك
الألفى:

تأخذ
الكنيسة
القبطية
الأوثوذوكسية
والكنيسة
الكاثوليكية،
وبعض الكنائس
البروستانتية
أيضأً،
بالتفسير
الرمزى للملك
الألفى, على
إعتبار أن رقم
الألف من
أرقام الكمال,
ويمكن أن يؤخذ
لا فى حرفية
قيمته
العددية,
وإنما فى
رمزيته إلى
الكمال.

فسفر
الرؤيا يتحدث
بأسلوب مجازى
ولايمكن تفسيره
حرفياً

فلماذا
يصر البعض على
تفسير سفر
الرؤية تفسيراً
حرفياً بما
يتعارض مع
الحقائق
الكتابية المعلنة
فى باقى الأسفار.
بينما
لايفسرون
باقى أجزاء
سفر الرؤيا
تفسيراً
حرفياً؟.

وقد
أجمع علماء
التفسير
واللاهوتيون
أنه لايجوز
لأحد أن
يستنبط من
الأسفار
الرؤية وحدها
عقيدة لاأساس
لها فى سائر
الأسفار, ثم
يحاول
إثباتها
بتطويع تفسير
بعض النبوءات
والتعاليم
الكتابية
لخدمة آرائه
الخاصة التى
يستنبطها من
الأسفار
الرؤية.

يقول
يوحنا الرسول
فى الأصحاح
العشرين من سفر
الرؤيا: ” وَرَأَ
يْتُ نُفُوسَ
الَّذِينَ
قُتِلُوا مِنْ
أَجْلِ
شَهَادَةِ
يَسُوعَ
وَمِنْ أَجْلِ
كَلِمَةِ
اللهِ.
وَالَّذِينَ
لَمْ
يَسْجُدُوا
لِلْوَحْشِ وَلاَ
لِصُورَتِهِ،
وَلَمْ يَقْبَلُوا
السِّمَةَ
عَلَى
جِبَاهِهِمْ
وَعَلَى
أَيْدِيهِمْ،
فَعَاشُوا
وَمَلَكُوا
مَعَ
الْمَسِيحِ
أَلْفَ
سَنَةٍ”. [ رؤ20: 4] .
مع
الفحص الدقيق
نلاحظ فى هذه
الآيات أنها
خلت تماماً من
أية إشارة ل”
مجئ المسيح
الثانى” مع أن
المجئ الثانى
هو الأساس
الذى يضع عليه
القائلون
بالحكم
الألفى كل
عقيدتهم.

وكل
ما ذكر بخصوص
هذه الألف
السنة من جهة
العلمات
السمائية
الملازمة لها
هو: ” وَرَأَيْتُ
مَلاَكاً
نَازِلاً
مِنَ السَّمَاءِ
مَعَهُ
مِفْتَاحُ
الْهَاوِيَةِ،
وَسِلْسِلَةٌ
عَظِيمَةٌ
عَلَى يَدِهِ.
فَقَبَضَ
عَلَى
التِّنِّينِ،
الْحَيَّةِ
الْقَدِيمَةِ،
الَّذِي هُوَ
إِبْلِيسُ
وَالشَّيْطَانُ،
وَقَيَّدَهُ
أَلْفَ
سَنَةٍ”[ رؤ 20: 1, 2] .

أما
الأصحاح
السابق لنزول
الملاك
وتقييده للشيطان
ألف سنة,
فيتضح منه أن
المسيح
لايزال مستتراً
فى السماء: ” 6وَسَمِعْتُ
كَصَوْتِ
جَمْعٍ
كَثِيرٍ،
وَكَصَوْتِ مِيَاهٍ
كَثِيرَةٍ،
وَكَصَوْتِ
رُعُودٍ
شَدِيدَةٍ
قَائِلَةً: {هَلِّلُويَا!
فَإِنَّهُ
قَدْ مَلَكَ
الرَّبُّ
الإِلَهُ
الْقَادِرُ
عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ.
7لِنَفْرَحْ
وَنَتَهَلَّلْ
وَنُعْطِهِ
الْمَجْدَ،
لأَنَّ
عُرْسَ
الْحَمَلِ
قَدْ جَاءَ،
وَامْرَأَتُهُ
هَيَّأَتْ
نَفْسَهَا.
8وَأُعْطِيَتْ
أَنْ
تَلْبَسَ
بَزّاً نَقِيّاً
بَهِيّاً،
لأَنَّ
الْبَزَّ
هُوَ
تَبَرُّرَاتُ
الْقِدِّيسِينَ}.
9وَقَالَ لِيَ:
{اكْتُبْ: طُوبَى
لِلْمَدْعُوِّينَ
إِلَى
عَشَاءِ عُرْسِ
الْحَمَلِ}.
وَقَالَ: {هَذِهِ
هِيَ
أَقْوَالُ
اللهِ
الصَّادِقَةُ}.
10فَخَرَرْتُ
أَمَامَ
رِجْلَيْهِ
لأَسْجُدَ
لَهُ،
فَقَالَ لِيَ:
{انْظُرْ لاَ
تَفْعَلْ!
أَنَا عَبْدٌ
مَعَكَ وَمَعَ
إِخْوَتِكَ
الَّذِينَ
عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ
يَسُوعَ.
اسْجُدْ
لِلَّهِ.
فَإِنَّ
شَهَادَةَ
يَسُوعَ هِيَ
رُوحُ النُّبُوَّةِ}.
11ثُمَّ
رَأَيْتُ
السَّمَاءَ
مَفْتُوحَةً،
وَإِذَا
فَرَسٌ
أَبْيَضُ
وَالْجَالِسُ
عَلَيْهِ
يُدْعَى
أَمِيناً
وَصَادِقاً،
وَبِالْعَدْلِ
يَحْكُمُ
وَيُحَارِبُ.
12وَعَيْنَاهُ
كَلَهِيبِ
نَارٍ،
وَعَلَى
رَأْسِهِ
تِيجَانٌ
كَثِيرَةٌ،
وَلَهُ اسْمٌ
مَكْتُوبٌ
لَيْسَ
أَحَدٌ يَعْرِفُهُ
إِلا هُوَ.
13وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ
بِثَوْبٍ
مَغْمُوسٍ
بِدَمٍ،
وَيُدْعَى
اسْمُهُ
{كَلِمَةَ
اللهِ}”. [ رؤ19: 6- 13].

تفيد هذه
الآيات أن
المسيح
لايزال فى
السماء يماارس
حكم للعالم
وحربه ضد
الشيطان”
وبالعدل يحكم
ويحارب” كما
تفيد الآيات
أن الأمم لاتزال
تمارس حياتها
اليومية
ولاتزال تضل عن
الحق وتقبل
التأديب ” وَمِنْ
فَمِهِ
يَخْرُجُ
سَيْفٌ مَاضٍ
لِكَيْ
يَضْرِبَ
بِهِ
الأُمَمَ.
وَهُوَ
سَيَرْعَاهُمْ
بِعَصاً مِنْ
حَدِيدٍ،
وَهُوَ
يَدُوسُ
مَعْصَرَةَ
خَمْرِ
سَخَطِ وَغَضَبِ
اللهِ
الْقَادِرِ
عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ”.
[ رؤ19: 15].

كما
يشير الأصحاح
التاسع عشر
أيضأً إلى
حروب دامية
سيصنعها
الملوك الوثنيون
ضد المسيح
والمسيحيين
بتحريض من الوحش
” الشيطان”
والنبى
الكذاب, أى”
العبادات الكاذبة”.

إذن
فعلى مدى
الأصحاح 19
وحتى الآية
السادسة من
الأصحاح
العشرين،
تختص كلها
بحياة العالم
الحاضر الآن,
حيث المسيح
يحكم ويحارب
ويؤدب ويرعى
إنما بصورة
غير منظورة.

فنحن
الآن نعيش هذه
الألف السنة
وهى المعبر عنها
فى موضع آخر ب”
ملكوت ابن
محبته” أى ”
ملكوت
المسيح”،
الذى فيه الآ
جميع
القديسين
يملكون مع
المسيح ونحن
أيضاً
نشاركهم فى
هذا الملكوت: ”
12شَاكِرِينَ
الآبَ
الَّذِي
أهَّلَنَا لِشَرِكَةِ
مِيرَاثِ
الْقِدِّيسِينَ
فِي النُّورِ،
13الَّذِي
أنْقَذَنَا
مِنْ
سُلْطَانِ
الظُّلْمَةِ
وَنَقَلَنَا
إلَى
مَلَكُوتِ
ابْنِ مَحَبَّتِهِ”
[ كو1: 11, 12].

فالألف
السنة تشير
إلى تملك
المؤمنين مع
الرب ملكاً
روحياً, فى
الفترة التى
تبدأ بإرتفاعه
على خشبة الصليب,
ومن ثمَّ
تملكه على
المؤمنين منذ
إفتدائه
إياهم.
وحينذاك تم
طرح الشيطان
رئيس هذا
العالم خارجاً
. فقد قال
السيد المسيح:
31اَلآنَ
دَيْنُونَةُ
هَذَا
الْعَالَمِ.
اَلآنَ
يُطْرَحُ
رَئِيسُ
هَذَا
الْعَالَمِ
خَارِجاً.
32وَأَنَا
إِنِ
ارْتَفَعْتُ
عَنِ
الأَرْضِ أَجْذِبُ
إِلَيَّ
الْجَمِيعَ” [
يو12: 31، 32].
وأيضاً: ” 8وَمَتَى
جَاءَ ذَاكَ
يُبَكِّتُ
الْعَالَمَ
عَلَى
خَطِيَّةٍ
وَعَلَى
بِرٍّ
وَعَلَى دَيْنُونَةٍ.
9أَمَّا عَلَى
خَطِيَّةٍ
فَلأَنَّهُمْ
لاَ يُؤْمِنُونَ
بِي.
10وَأَمَّا
عَلَى بِرٍّ
فَلأَنِّي
ذَاهِبٌ إِلَى
أَبِي وَلاَ
تَرَوْنَنِي
أَيْضاً.
11وَأَمَّا
عَلَى
دَيْنُونَةٍ
فَلأَنَّ رَئِيسَ
هَذَا
الْعَالَمِ
قَدْ دِينَ”. [
يو 16: 8- 11].

ويقول
بولس الرسول
فى رسالته إلى
كولوسى: ” 14إِذْ
مَحَا
الصَّكَّ
الَّذِي
عَلَيْنَا فِي
الْفَرَائِضِ،
الَّذِي
كَانَ ضِدّاً
لَنَا، وَقَدْ
رَفَعَهُ
مِنَ
الْوَسَطِ
مُسَمِّراً
إيَّاهُ
بِالصَّلِيبِ،
15إِذْ
جَرَّدَ
الرِّيَاسَاتِ
وَالسَّلاَطِينَ
أشْهَرَهُمْ
جِهَاراً،
ظَافِراً
بِهِمْ
فِيهِ”. [ كو 2: 14, 15].

وتستمر
فترة الملك
الألفى
بمفهومها
الرمزى من
تملك المسيح
بالصليب,
ونصرته
بالقيامة وتمجده
بالصعود, إلى
أن تنتهى
بمجيئه
الثانى فى
نهاية الأيام,
وإكتمال
الأزمان
المرموز
إليها بالألف
السنة كرقم
كمال, معروفة
مدته فى سابق
علم الله وحده.
فلا يشترط أن
تكون مدة
الألف السنة
بمدلولها الحسابى,
وإنما تؤخذ
فقط بمدلول
رمزيتها إلى الكمال.
[ أوغسطينوس،
مدينة الله 20: 6, 7].

 

الأدلة
على صحة
التفسير
الرمزى للملك
الألفى:

الأدلة
التى تؤيد
التفسير
الرمزى بأننا
تعيش عصر
الملك الألفى
الذى بدأ
بالصليب
ليكتمل فى
المجئ الثانى
للدينونة
العامة كثيرة،
نذكر منها
مايلى:

 

1-
تقييد
الشيطان, ثم
حله:

يقول
سفر الرؤيا “1وَرَأَيْتُ
مَلاَكاً
نَازِلاً
مِنَ
السَّمَاءِ
مَعَهُ
مِفْتَاحُ
الْهَاوِيَةِ،
وَسِلْسِلَةٌ
عَظِيمَةٌ
عَلَى يَدِهِ.
2فَقَبَضَ
عَلَى
التِّنِّينِ،
الْحَيَّةِ
الْقَدِيمَةِ،
الَّذِي هُوَ
إِبْلِيسُ
وَالشَّيْطَانُ،
وَقَيَّدَهُ
أَلْفَ
سَنَةٍ،
3وَطَرَحَهُ
فِي
الْهَاوِيَةِ
وَأَغْلَقَ
عَلَيْهِ،
وَخَتَمَ
عَلَيْهِ
لِكَيْ لاَ
يُضِلَّ الأُمَمَ
فِي مَا
بَعْدُ
حَتَّى
تَتِمَّ
الأَلْفُ
السَّنَةِ.
وَبَعْدَ
ذَلِكَ
لاَبُدَّ
أَنْ يُحَلَّ
زَمَاناً
يَسِيراً” [ رؤ
20: 1- 3].

من
الآيات
السابقة يقول
سفر الرؤيا عن
التنين الذى
هو الحية
القديمة, الذى
هو إبليس
والشيطان أنه
تمَّ تقييده
وطرحه فى
الهاوية فى
بداية الألف
السنة لكى
لايضل الأمم
حتى تتم الألف
سنة.

وقد
تمَّ فعلاً
تقييد
الشيطان رئيس
هذا العالم
بإدانته
ودرحه خارجاً
عند إرتفاع
الرب يسوع
المسيح على
الصليب. فقد
شهد الرب نفسه
عن ذلك قائلاً: 
 “31اَلآنَ
دَيْنُونَةُ
هَذَا
الْعَالَمِ.
اَلآنَ
يُطْرَحُ
رَئِيسُ
هَذَا
الْعَالَمِ
خَارِجاً.
32وَأَنَا
إِنِ
ارْتَفَعْتُ
عَنِ
الأَرْضِ أَجْذِبُ
إِلَيَّ
الْجَمِيعَ.33
قَالَ هَذّا
مُشِيراً إلى
أَيَّة
مَيْتَة كان
مُزْمَعٌ
أَنْ
يَمُوتَ” [ يو12: 31
– 33].

قارن
هذا مع شواهد
أخرى كثيرة
تؤكد أن
الشيطان صار
مقيداً:

*
لاَ
أَتَكَلَّمُ
أَيْضاً
مَعَكُمْ
كَثِيراً
لأَنَّ
رَئِيسَ
هَذَا
الْعَالَمِ
يَأْتِي
وَلَيْسَ
لَهُ فِيَّ
شَيْءٌ”[ يو 14: 30].

*
وَأَمَّا
عَلَى
دَيْنُونَةٍ
فَلأَنَّ رَئِيسَ
هَذَا
الْعَالَمِ
قَدْ دِينَ” [
يو 16: 11].

*
18فَقَالَ
لَهُمْ: {رَأَيْتُ
رلشَّيْطَانَ
سَاقِطاً
مِثْلَ الْبَرْقِ
مِنَ
السَّمَاءِ.
19هَا أَنَا
أُعْطِيكُمْ
سُلْطَاناً
لِتَدُوسُوا
الْحَيَّاتِ
وَالْعَقَارِبَ
وَكُلَّ
قُوَّةِ
الْعَدُّوِ
وَلاَ
يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ.
وَلَكِنْ لاَ
تَفْرَحُوا
بِهَذَا أَنَّ
الأَرْوَاحَ
تَخْضَعُ
لَكُمْ بَلِ
افْرَحُوا
بِالْحَرِيِّ
أَنَّ
أَسْمَاءَكُمْ
كُتِبَتْ فِي
السَّمَاوَاتِ}” 
 [ لو 10: 18- 20].

*
“لأَنَّهُ
إِنْ كَانَ
اللَّهُ لَمْ
يُشْفِقْ
عَلَى
مَلاَئِكَةٍ
قَدْ
أَخْطَأُوا،
بَلْ فِي
سَلاَسِلِ
الظَّلاَمِ
طَرَحَهُمْ
فِي جَهَنَّمَ،
وَسَلَّمَهُمْ
مَحْرُوسِينَ
لِلْقَضَاءِ” 
 [ 2بط 2: 4].

* ”
وَالْمَلاَئِكَةُ
الَّذِينَ
لَمْ يَحْفَظُوا
رِيَاسَتَهُمْ،
بَلْ
تَرَكُوا
مَسْكَنَهُمْ
حَفِظَهُمْ إِلَى
دَيْنُونَةِ
الْيَوْمِ
الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ
أَبَدِيَّةٍ
تَحْتَ
الظَّلاَمِ”. [
يهوذا 6].

* ”
7وَحَدَثَتْ
حَرْبٌ فِي
السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ
وَمَلاَئِكَتُهُ
حَارَبُوا التِّنِّينَ.
وَحَارَبَ
التِّنِّينُ
وَمَلاَئِكَتُهُ
8وَلَمْ
يَقْوُوا،
فَلَمْ
يُوجَدْ
مَكَانُهُمْ
بَعْدَ ذَلِكَ
فِي
السَّمَاءِ.
9فَطُرِحَ
التِّنِّينُ
الْعَظِيمُ،
الْحَيَّةُ
الْقَدِيمَةُ
الْمَدْعُوُّ
إِبْلِيسَ
وَالشَّيْطَانَ،
الَّذِي
يُضِلُّ
الْعَالَمَ
كُلَّهُ –
طُرِحَ إِلَى
الأَرْضِ،
وَطُرِحَتْ
مَعَهُ
مَلاَئِكَتُهُ.
10وَسَمِعْتُ
صَوْتاً
عَظِيماً
قَائِلاً فِي
السَّمَاءِ: {الآنَ
صَارَ
خَلاَصُ
إِلَهِنَا
وَقُدْرَتُهُ
وَمُلْكُهُ
وَسُلْطَانُ
مَسِيحِهِ،
لأَنَّهُ
قَدْ طُرِحَ
الْمُشْتَكِي
عَلَى إِخْوَتِنَا
الَّذِي
كَانَ
يَشْتَكِي
عَلَيْهِمْ
أَمَامَ
إِلَهِنَا
نَهَاراً
وَلَيْلاً.
11وَهُمْ
غَلَبُوهُ
بِدَمِ
الْحَمَلِ
وَبِكَلِمَةِ
شَهَادَتِهِمْ،
وَلَمْ
يُحِبُّوا
حَيَاتَهُمْ
حَتَّى الْمَوْتِ.
12مِنْ أَجْلِ
هَذَا
افْرَحِي
أَيَّتُهَا
السَّمَاوَاتُ
وَالسَّاكِنُونَ
فِيهَا.
وَيْلٌ
لِسَاكِنِي
الأَرْضِ
وَالْبَحْرِ،
لأَنَّ
إِبْلِيسَ
نَزَلَ
إِلَيْكُمْ
وَبِهِ
غَضَبٌ
عَظِيمٌ،
عَالِماً
أَنَّ لَهُ
زَمَاناً
قَلِيلاً}”. [
رؤ 12: 7- 12].

لكن
تقييد
الشيطان
لايعنى إبادته
أو إلغاء عمله:

3وَلَكِنْ
إِنْ كَانَ
إِنْجِيلُنَا
مَكْتُوماً،
فَإِنَّمَا
هُوَ
مَكْتُومٌ
فِي
الْهَالِكِينَ،
4الَّذِينَ
فِيهِمْ
إِلَهُ هَذَا
الدَّهْرِ
قَدْ أَعْمَى
أَذْهَانَ
غَيْرِ
الْمُؤْمِنِينَ،
لِئَلاَّ
تُضِيءَ
لَهُمْ
إِنَارَةُ
إِنْجِيلِ
مَجْدِ الْمَسِيحِ،
الَّذِي هُوَ
صُورَةُ
اللهِ”. [ 2كو4: 3, 4]
.

 وأيضاًوَأَنْتُمْ
إِذْ
كُنْتُمْ
أَمْوَاتاً
بِالذُّنُوبِ
وَالْخَطَايَا،
الَّتِي
سَلَكْتُمْ
فِيهَا
قَبْلاً
حَسَبَ
دَهْرِ هَذَا
الْعَالَمِ،
حَسَبَ
رَئِيسِ
سُلْطَانِ
الْهَوَاءِ،
الرُّوحِ
الَّذِي
يَعْمَلُ الآنَ
فِي
أَبْنَاءِ
الْمَعْصِيَةِ”.
[ أفسس 2: 1, 2].

وأيضاً قال
بولس الرسول: ”
الْبَسُوا
سِلاَحَ
اَللهِ
الْكَامِلَ
لِكَيْ
تَقْدِرُوا
أَنْ
تَثْبُتُوا
ضِدَّ مَكَايِدِ
إِبْلِيسَ.
فَإِنَّ
مُصَارَعَتَنَا
لَيْسَتْ
مَعَ دَمٍ
وَلَحْمٍ،
بَلْ مَعَ
الرُّؤَسَاءِ،
مَعَ
السَّلاَطِينِ،
مَعَ وُلاَةِ
الْعَالَمِ،
عَلَى
ظُلْمَةِ
هَذَا
الدَّهْرِ،
مَعَ
أَجْنَادِ
الشَّرِّ
الرُّوحِيَّةِ
فِي
السَّمَاوِيَّاتِ”.
[ أفسس 6: 11, 12].

وإنما
يعنى فقط أنه
لم يعد يعمل
فى نفس حريته الأولى,
إذ قد وُضِعت
عليه قيود فى
عمله لايتخطاها.
ويعبر عنها
بسجنه أو
تقييده,.

ولاشك
أن الشيطان
الآن ليس فى
نفس حريته
الأولى قبل
الصليب.
فقديماً أوقع
العالم كله فى
الضلال حتى
جاء الطوفان
وأهلك الأرض [
تك 6- 8]. ثم فسد
نسل نوح أيضاً.
وإختار الله
إبراهيم،
وإختار من
نسله بنى
إسرائيل
الذين
إنحرفوا أيضاً
وعبدوا العجل
فى أيام موسى
النبى [ خروج32],
وإستمروا فى
عصيانهم .
زحتى سليمان
الملك أحكم
أهل الأرض
إنحرف وذهب
وراء آلهة
الأمم بسبب
نسائه
الأجنبيات[
1مل 11]. ثم إنقسمت
المملكة
وتولى يربعام
مملكة إسرائيل
وصنع عجلين من
ذهب إستمر بنو
إسرائيل فى عبادتهما
[1مل 12] إلى أن
سبيت المملكة.
وحتى يهوذا فى
الجنوب حادت
عن الرب وصنعت
الشر وعبدت
الأصنام, حتى
قال الرب بفم
إرميا قبل السبى: ” طوفوا فى
شوارع
أورشليم,
وإنظروا
وإعرفوا, وفتشوا
فى ساحاتها,
هل تجدون
إنسااً, أو
يوجد عامل
بالعدل طالب
الحق فأصفح
عنها” [ إر 5: 1].

لقد
كان الشر
متفشياً فى
العالم قبل
الصليب بصورة
مرعبة، حتى
شهد الكتاب
قائلاً: ” 1قَالَ
الْجَاهِلُ
فِي قَلْبِهِ:
{لَيْسَ
إِلَهٌ}.
فَسَدُوا
وَرَجِسُوا
بِأَفْعَالِهِمْ.
لَيْسَ مَنْ
يَعْمَلُ
صَلاَحاً.
2اَلرَّبُّ
مِنَ
السَّمَاءِ
أَشْرَفَ
عَلَى بَنِي
الْبَشَرِ
لِيَنْظُرَ: هَلْ
مِنْ فَاهِمٍ
طَالِبِ
اللهِ؟
3الْكُلُّ
قَدْ زَاغُوا
مَعاً
فَسَدُوا.
لَيْسَ مَنْ
يَعْمَلُ
صَلاَحاً
لَيْسَ وَلاَ
وَاحِدٌ”. [ مز 14: 1-
3]..
ولكن
بإتمام
الفداء,
وتأسيس
الكنيسة,
وإنتشار
الإيمان، لم
يعد الشيطان
قادراً على
العمل بنفس
حريته التى
كانت قبل الفداء,
ولابالحرية
التى ستكون له
عندما يُفَك قيده
فى ختام الألف
السنة.

ففى
الفترة
القصيرة التى
يُحل فيها
الشيطان فى
ختام الألف
السنة, سيقوم
الشيطان
بتضليل الأمم
الذين فى أربع
زوايا الأرض “7ثُمَّ
مَتَى
تَمَّتِ
الأَلْفُ
السَّنَةِ يُحَلُّ
الشَّيْطَانُ
مِنْ سِجْنِهِ،
8وَيَخْرُجُ
لِيُضِلَّ
الأُمَمَ
الَّذِينَ
فِي أَرْبَعِ
زَوَايَا
الأَرْضِ: جُوجَ
وَمَاجُوجَ،
لِيَجْمَعَهُمْ
لِلْحَرْبِ،
الَّذِينَ
عَدَدُهُمْ
مِثْلُ
رَمْلِ الْبَحْرِ9فَصَعِدُوا
عَلَى عَرْضِ
الأَرْضِ،
وَأَحَاطُوا
بِمُعَسْكَرِ
الْقِدِّيسِينَ
وَبِالْمَدِينَةِ
الْمَحْبُوبَةِ،
فَنَزَلَتْ
نَارٌ مِنْ
عِنْدِ اللهِ
مِنَ السَّمَاءِ
وَأَكَلَتْهُمْ.
10وَإِبْلِيسُ
الَّذِي
كَانَ
يُضِلُّهُمْ
طُرِحَ فِي
بُحَيْرَةِ
النَّارِ
وَالْكِبْرِيتِ،
حَيْثُ
الْوَحْشُ
وَالنَّبِيُّ
الْكَذَّابُ.
وَسَيُعَذَّبُونَ
نَهَاراً
وَلَيْلاً إِلَى
أَبَدِ
الآبِدِينَ”. [
رؤ 20: 7- 10].

كل
هذا يتفق
تماماً مع
التعليم
الكتابى بفترة
الإرتداد
التى تسبق مجئ
المسيح
الثانى للدينونة,
والتى تتسم
بظهور مسحاء
كذبة وأنبياء كذبة
ويعطون آيات
عظيمة وعجائب
حت يضلوا لو أمكن
المختارين
أيضاً [ مت 24: 24],
وإستعلان ” 1ثُمَّ
نَسْأَلُكُمْ
أَيُّهَا
الإِخْوَةُ مِنْ
جِهَةِ
مَجِيءِ
رَبِّنَا
يَسُوعَ الْمَسِيحِ
وَاجْتِمَاعِنَا
إِلَيْهِ،
2أَنْ لاَ
تَتَزَعْزَعُوا
سَرِيعاً
عَنْ ذِهْنِكُمْ،
وَلاَ
تَرْتَاعُوا،
لاَ بِرُوحٍ
وَلاَ
بِكَلِمَةٍ
وَلاَ بِرِسَالَةٍ
كَأَنَّهَا
مِنَّا: أَيْ
أَنَّ يَوْمَ
الْمَسِيحِ
قَدْ حَضَرَ.
3لاَ
يَخْدَعَنَّكُمْ
أَحَدٌ عَلَى
طَرِيقَةٍ
مَا،
لأَنَّهُ لاَ
يَأْتِي إِنْ
لَمْ يَأْتِ
الاِرْتِدَادُ
أَوَّلاً،
وَيُسْتَعْلَنَ
إِنْسَانُ
الْخَطِيَّةِ،
ابْنُ
الْهَلاَكِ،
4الْمُقَاوِمُ
وَالْمُرْتَفِعُ
عَلَى كُلِّ
مَا يُدْعَى إِلَهاً
أَوْ
مَعْبُوداً،
حَتَّى
إِنَّهُ
يَجْلِسُ فِي
هَيْكَلِ اللهِ
كَإِلَهٍ
مُظْهِراً
نَفْسَهُ
أَنَّهُ إِلَهٌ.
5أَمَا
تَذْكُرُونَ
أَنِّي
وَأَنَا
بَعْدُ عِنْدَكُمْ
كُنْتُ
أَقُولُ
لَكُمْ
هَذَا؟ 6وَالآنَ
تَعْلَمُونَ
مَا يَحْجِزُ
حَتَّى يُسْتَعْلَنَ
فِي وَقْتِهِ.
7لأَنَّ سِرَّ
الإِثْمِ
الآنَ
يَعْمَلُ فَقَطْ،
إِلَى أَنْ
يُرْفَعَ
مِنَ
الْوَسَطِ
الَّذِي
يَحْجِزُ
الآنَ،
8وَحِينَئِذٍ
سَيُسْتَعْلَنُ
الأَثِيمُ،
الَّذِي
الرَّبُّ
يُبِيدُهُ
بِنَفْخَةِ فَمِهِ،
وَيُبْطِلُهُ
بِظُهُورِ
مَجِيئِهِ.
9الَّذِي
مَجِيئُهُ
بِعَمَلِ
الشَّيْطَانِ،
بِكُلِّ
قُوَّةٍ،
وَبِآيَاتٍ
وَعَجَائِبَ
كَاذِبَةٍ،
10وَبِكُلِّ
خَدِيعَةِ
الإِثْمِ،
فِي
الْهَالِكِينَ”.
[ 2 تس 2: 1- 10].

 

2-
القيامة
الأولى,
والموت
الثانى:

++
القيامة
الأولى
المذكورة فى
سفر الرؤيا [ 20: 4-6]
ينفرد بها
الأبرار
وحدهم الذين “4وَرَأَ
يْتُ
عُرُوشاً
فَجَلَسُوا
عَلَيْهَا،
وَأُعْطُوا
حُكْماً.
وَرَأَ يْتُ
نُفُوسَ
الَّذِينَ
قُتِلُوا مِنْ
أَجْلِ
شَهَادَةِ
يَسُوعَ
وَمِنْ أَجْلِ
كَلِمَةِ
اللهِ.
وَالَّذِينَ
لَمْ
يَسْجُدُوا
لِلْوَحْشِ وَلاَ
لِصُورَتِهِ،
وَلَمْ
يَقْبَلُوا
السِّمَةَ
عَلَى جِبَاهِهِمْ
وَعَلَى
أَيْدِيهِمْ،
فَعَاشُوا
وَمَلَكُوا
مَعَ
الْمَسِيحِ
أَلْفَ
سَنَةٍ.
5وَأَمَّا
بَقِيَّةُ
الأَمْوَاتِ
فَلَمْ تَعِشْ
حَتَّى
تَتِمَّ
الأَلْفُ
السَّنَةِ.
هَذِهِ هِيَ
الْقِيَامَةُ
الأُولَى.
6مُبَارَكٌ
وَمُقَدَّسٌ
مَنْ لَهُ
نَصِيبٌ فِي
الْقِيَامَةِ
الأُولَى.
هَؤُلاَءِ
لَيْسَ
لِلْمَوْتِ
الثَّانِي سُلْطَانٌ
عَلَيْهِمْ،
بَلْ
سَيَكُونُونَ
كَهَنَةً
لِلَّهِ وَالْمَسِيحِ،
وَسَيَمْلِكُونَ
مَعَهُ
أَلْفَ
سَنَةٍ”.

++
هذه القيامة
الأولى
يفسرها السيد
المسيح نفسه
بمدلولها
الرمزى على
أنها القيامة
الروحية من
موت الخطية.
وهى تتم
للمؤمنين
الآن فى هذا
الزمان
الحاضر بسماعهم
صوت المسيح,
أى بقبولهم
كلامه والإيمان
به: ” {الحقَّ
الحَقَّ
أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّ
مَنْ
يَسْمَعُ
كلاَمِي
وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي
أَرْسَلَنِي
فَلَهُ
حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ
وَلاَ
يَأْتِي
إِلَى
دَيْنُونَةٍ
بَلْ قَدِ
انتَقَلَ
مِنَ
المَوْتِ
إِلَى الحَيَاةِ.
اَلْحَقَّ
الحَقَّ
أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّهُ
تَأْتِي
سَاعَةٌ
وَهِيَ الآن
حِينَ
يَسْمَعُ
الأمْوَاتُ
صَوْتَ ابنِ
اللَهِ وَالسَامِعُونَ
يَحْيَوْنَ”
.
[ يو 5: 24, 25].

++
ثم بإشتراكهم
فى موت المسيح
والقيامة معه
التى تتم لهم
روحياً فى
المعمودية: ” 11وَبِهِ
أيْضاً
خُتِنْتُمْ
خِتَاناً
غَيْرَ
مَصْنُوعٍ
بِيَدٍ،
بِخَلْعِ
جِسْمِ
خَطَايَا
الْبَشَرِيَّةِ،
بِخِتَانِ
الْمَسِيحِ.
12مَدْفُونِينَ
مَعَهُ فِي
الْمَعْمُودِيَّةِ،
الَّتِي
فِيهَا
أقِمْتُمْ
أيْضاً
مَعَهُ بِإِيمَانِ
عَمَلِ اللهِ،
الَّذِي
أقَامَهُ
مِنَ
الأَمْوَاتِ”

[ كو 2: 11, 12], ” 3أَمْ
تَجْهَلُونَ
أَنَّنَا
كُلَّ مَنِ
اعْتَمَدَ
لِيَسُوعَ
الْمَسِيحِ
اعْتَمَدْنَا
لِمَوْتِهِ
4فَدُفِنَّا
مَعَهُ
بِالْمَعْمُودِيَّةِ
لِلْمَوْتِ
حَتَّى كَمَا
أُقِيمَ
الْمَسِيحُ
مِنَ
الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ
الآبِ
هَكَذَا
نَسْلُكُ
نَحْنُ أَيْضاً
فِي جِدَّةِ
الْحَيَاةِ.
5لأَنَّهُ
إِنْ كُنَّا
قَدْ صِرْنَا
مُتَّحِدِينَ
مَعَهُ
بِشِبْهِ
مَوْتِهِ
نَصِيرُ أَيْضاً
بِقِيَامَتِهِ.
6عَالِمِينَ
هَذَا: أَنَّ
إِنْسَانَنَا
الْعَتِيقَ
قَدْ صُلِبَ
مَعَهُ
لِيُبْطَلَ
جَسَدُ
الْخَطِيَّةِ
كَيْ لاَ
نَعُودَ
نُسْتَعْبَدُ
أَيْضاً
لِلْخَطِيَّةِ.
7لأَنَّ
الَّذِي
مَاتَ قَدْ
تَبَرَّأَ
مِنَ الْخَطِيَّةِ.
8فَإِنْ
كُنَّا قَدْ
مُتْنَا مَعَ
الْمَسِيحِ
نُؤْمِنُ
أَنَّنَا
سَنَحْيَا
أَيْضاً مَعَهُ.
9عَالِمِينَ
أَنَّ
الْمَسِيحَ
بَعْدَمَا أُقِيمَ
مِنَ
الأَمْوَاتِ
لاَ يَمُوتُ
أَيْضاً. لاَ
يَسُودُ
عَلَيْهِ
الْمَوْتُ
بَعْدُ.
10لأَنَّ
الْمَوْتَ
الَّذِي
مَاتَهُ قَدْ
مَاتَهُ
لِلْخَطِيَّةِ
مَرَّةً
وَاحِدَةً وَالْحَيَاةُ
الَّتِي
يَحْيَاهَا
فَيَحْيَاهَا
لِلَّهِ.
11كَذَلِكَ
أَنْتُمْ
أَيْضاً
احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ
أَمْوَاتاً
عَنِ
الْخَطِيَّةِ
وَلَكِنْ
أَحْيَاءً
لِلَّهِ
بِالْمَسِيحِ
يَسُوعَ
رَبِّنَا
” [
رو6: 3- 11].

++
ويميز الرب
يسوع بين
القيامة
الأولى من موت
الخطية وهى
خاصة
بالمؤمنين
الذين يسمعون
صوته، وبين
القيامة
الثانية وهى
القيامة
العالمة التى
يسمع كل من فى
القبور صوته –
أى الأبرار
والأشرار- فيخرج
الأبرار إلى
قيامة الحياة،
والأشرار إلى
قيامة
الدينونة.

++
إنه يقول عن
القيامة
الأولى: “
إِنَّهُ
تَأْتِي
سَاعَةٌ
وَهِيَ الآن

لأنها قيامة
روحية تتم
الأن فى هذا
الزمان

++
بينما يتحدث
عن القيامة
العامة بعد
عددين فيقول: ”
27وَأَعْطَاهُ
سُلْطَاناً
أَنْ يَدِينَ
أَيْضاً
لأَنَّهُ
ابْنُ
الإِنْسَانِ.
28لاَ
تَتَعَجَّبُوا
مِنْ هَذَا
فَإِنَّهُ تَأْتِي
سَاعَةٌ
فِيهَا
يَسْمَعُ
جَمِيعُ الَّذِينَ
فِي
الْقُبُورِ
صَوْتَهُ
29فَيَخْرُجُ
الَّذِينَ
فَعَلُوا
الصَّالِحَاتِ
إِلَى قِيَامَةِ
الْحَيَاةِ
وَالَّذِينَ
عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ
إِلَى
قِيَامَةِ
الدَّيْنُونَةِ”.[
يو 5: 27- 29].

بدون
ذكر كلمة ”
الآن” لأنها
تتم وتتحقق
عند مجيئه فى
نهاية الزمان
للدينونة العامة.

++
وفى ضوء كلام
السيد المسيح
هذا نستطيع أن
نفهم أن ماورد
فى سفر
الرؤيا[ 20: 4- 6], وهو
الذين حظوا
بالقيامة
الأولى عاشوا
وملكوا مع
المسيح ألف
سنة, بينما
الأموات لم
تعش حتى تتم
الألف السنة,
أى أن الذين
سمعوا صوت المسيح
وآمنوا به,
وقبلوا وسائط
النعمة التى للخلاص
قاموا الآن من
موت الخطية
وعاشوا, وهم يملكون
الآن مع
المسيح. بينما
الذين لم
يسمعوا صوته,
أى الذين لم
يؤمنوا به,
هؤلاء لم
يعيشوا, أى
أنهم لازالوا
أمواتاً
بالذنوب
والخطايا.

++
ولكن الأبرار
والأشرار
جميعاً
سيقومون من القبور
بأجسادهم فى
القيامة
العامة.
وبينما يكون
للموت الثانى
سلطان على
الأشرار, إذ
يطرحون مع
الموت
والهاوية فى
بحيرة النار
كما يقول
يوحنا الرائى:
12وَرَأَيْتُ
الأَمْوَاتَ
صِغَاراً
وَكِبَاراً
وَاقِفِينَ
أَمَامَ
اللهِ،
وَانْفَتَحَتْ
أَسْفَارٌ.
وَانْفَتَحَ
سِفْرٌ آخَرُ
هُوَ سِفْرُ
الْحَيَاةِ،
وَدِينَ
الأَمْوَاتُ
مِمَّا هُوَ
مَكْتُوبٌ
فِي
الأَسْفَارِ
بِحَسَبِ
أَعْمَالِهِمْ.
13وَسَلَّمَ
الْبَحْرُ
الأَمْوَاتَ
الَّذِينَ
فِيهِ،
وَسَلَّمَ
الْمَوْتُ
وَالْهَاوِيَةُ
الأَمْوَاتَ
الَّذِينَ
فِيهِمَا.
وَدِينُوا
كُلُّ
وَاحِدٍ
بِحَسَبِ
أَعْمَالِهِ.
14وَطُرِحَ
الْمَوْتُ
وَالْهَاوِيَةُ
فِي بُحَيْرَةِ
النَّارِ.
هَذَا هُوَ
الْمَوْتُ
الثَّانِي.
15وَكُلُّ
مَنْ لَمْ
يُوجَدْ
مَكْتُوباً
فِي سِفْرِ
الْحَيَاةِ
طُرِحَ فِي
بُحَيْرَةِ النَّارِ”.

[ رؤ 20: 12- 15]، فإن
الذين نالوا
القيامة
الأولى من
الخطية لايكون
للمت الثانى
سلطان عليهم.

++
لذلك فإنه: ” وَمُقَدَّسٌ
مَنْ لَهُ
نَصِيبٌ فِي
الْقِيَامَةِ
الأُولَى.
هَؤُلاَءِ
لَيْسَ
لِلْمَوْتِ
الثَّانِي سُلْطَانٌ
عَلَيْهِمْ،
بَلْ
سَيَكُونُونَ
كَهَنَةً
لِلَّهِ وَالْمَسِيحِ،
وَسَيَمْلِكُونَ
مَعَهُ
أَلْفَ
سَنَةٍ”.
[ رؤ20: 6].

++
فالقيامة
الأولى هى
قيامة روحية
من موت الخطية,
وليست قيامة
أجساد. وهى
تستمر بعد خلع
الجسد, بدليل
قول الرائي
عنها: ” رأيت
نفوس الذين
قتلوا من أجل
شهادة يسوع..
فعاشوا
وملكوا..” . فهو
إذن رأىنفوس
الذين قتلوا
حية تعيش
وتملك مع
المسيح, ولم
يقل إنها قامت
من القبور
بأجسادها لكى
تملك, كما أنه
لم يقل أنها
تملك على الأرض.

++
كما أن سفر
الرؤيا
لايذكر قيامة
ثانية, وإنما
يتحدث عن
قيامة عامة [
رؤ20: 13] لايستخدم
معها كلمة
ثانية لوصفها.
أى أنه لامجال
للقول بأن
نفوس الشهداء
والقديسين
قامت
بأجسادها
اولاً قبل
القيامة العامة.

 

3-
للأجساد
قيامة واحدة
لا قيامتان:

يخطئ
أصحاب التفير
الحرفى للملك
الألفى فى تعليمهم
بقيامتين
للأجساد.
الأولى
للأبرار
والثانية
للأشرار. حيث
يفصلون بين
لبقيامتين
بمدة الألف
السنة. وهو
تفسير يتعارض
مع تعليم
الكتاب
بقيامة واحدة
لأجساد جميع
الراقدين,
أبراراَ أو
أشراراً, فى
يوم واحد
وساعة واحدة.
لأنهم جميعاً
سيسمعون صوته
فى ساعة واحدة
وهم فى القبور
فيقومون . لقد
قال السيد
المسيح: ” 28لاَ
تَتَعَجَّبُوا
مِنْ هَذَا
فَإِنَّهُ تَأْتِي
سَاعَةٌ
فِيهَا
يَسْمَعُ
جَمِيعُ الَّذِينَ
فِي
الْقُبُورِ
صَوْتَهُ
29فَيَخْرُجُ
الَّذِينَ
فَعَلُوا
الصَّالِحَاتِ
إِلَى
قِيَامَةِ
الْحَيَاةِ
وَالَّذِينَ
عَمِلُوا
السَّيِّئَاتِ
إِلَى
قِيَامَةِ
الدَّيْنُونَةِ”.[
يو 5: 28, 29].

وشهد
بولس الرسول
قائلاً: ” وَلِي
رَجَاءٌ
بِاللَّهِ
فِي مَا هُمْ
أَيْضاً
يَنْتَظِرُونَهُ:
أَنَّهُ
سَوْفَ
تَكُونُ
قِيَامَةٌ
لِلأَمْوَاتِ
الأَبْرَارِ
وَالأَثَمَةِ”.
[أع 24: 15].
وقال
أيضاً:

30فَاللَّهُ
الآنَ
يَأْمُرُ
جَمِيعَ
النَّاسِ فِي
كُلِّ
مَكَانٍ أَنْ
يَتُوبُوا
مُتَغَاضِياً
عَنْ
أَزْمِنَةِ
الْجَهْلِ.
31لأَنَّهُ
أَقَامَ
يَوْماً هُوَ
فِيهِ مُزْمِعٌ
أَنْ يَدِينَ
الْمَسْكُونَةَ
بِالْعَدْلِ
بِرَجُلٍ
قَدْ
عَيَّنَهُ
مُقَدِّماً
لِلْجَمِيعِ
إِيمَاناً
إِذْ أَقَامَهُ
مِنَ
الأَمْوَاتِ”.
[ أع 17: 30, 31].

ويقول
يوحنا الرائى
عن الرب يسوع: ”
هُوَذَا
يَأْتِي مَعَ
السَّحَابِ،
وَسَتَنْظُرُهُ
كُلُّ عَيْنٍ،
وَالَّذِينَ
طَعَنُوهُ،
وَيَنُوحُ
عَلَيْهِ
جَمِيعُ
قَبَائِلِ الأَرْضِ.
نَعَمْ
آمِينَ”[ رؤ 1: 7
].
وبما أن كل
عين سوف تنظره
آتياً مع
السحاب, وبما
فى ذلك عيون الذين
طعنوه, فلابد
أن تكون
القيامة
شاملة جميع
الناس، وتحدث
لجميع
الأبرار
والأشرار فى
وقت واحد عند
مجيئه العلنى
فوق السحاب.

فلامجال
للقول أن مجئ
المسيح
الثانى سيكون
فى الخفاء,
وأن يكون
لقيامة
الأبرار فقط
فيرونه وحدهم,
ولايشعر به
الأشرار
مثلما يدعى
شهود يهوه على
سبيل المثال
فيقولون بأنه
جاء سراً فى
سنة 1914م.

فالمسيح
نفسه أوصانا
أن لانصدق من
يقولون بمجيئه
خفية فلا
ننخدع
بكلامهم:

+++
فَأَجَابَ
يَسُوعُ: {انْظُرُوا
لاَ
يُضِلَّكُمْ
أَحَدٌ.
5فَإِنَّ
كَثِيرِينَ
سَيَأْتُونَ
بِاسْمِي
قَائِلِينَ: أَنَا
هُوَ
الْمَسِيحُ
وَيُضِلُّونَ
كَثِيرِينَ”. [
مت 24: 4, 5]

+++
حِينَئِذٍ
إِنْ قَالَ
لَكُمْ
أَحَدٌ: هُوَذَا
الْمَسِيحُ
هُنَا أَوْ
هُنَاكَ فَلاَ
تُصَدِّقُوا.
لأَنَّهُ
سَيَقُومُ
مُسَحَاءُ
كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ
كَذَبَةٌ
وَيُعْطُونَ
آيَاتٍ
عَظِيمَةً
وَعَجَائِبَ
حَتَّى
يُضِلُّوا
لَوْ
أَمْكَنَ
الْمُخْتَارِينَ
أَيْضاً. هَا
أَنَا قَدْ
سَبَقْتُ
وَأَخْبَرْتُكُمْ.
فَإِنْ
قَالُوا
لَكُمْ: هَا
هُوَ فِي
الْبَرِّيَّةِ
فَلاَ
تَخْرُجُوا!
هَا هُوَ فِي
الْمَخَادِعِ
فَلاَ تُصَدِّقُوا!
لأَنَّهُ كَمَا
أَنَّ
الْبَرْقَ
يَخْرُجُ
مِنَ الْمَشَارِقِ
وَيَظْهَرُ
إِلَى
الْمَغَارِبِ
هَكَذَا
يَكُونُ
أَيْضاً
مَجِيءُ
ابْنِ الإِنْسَانِ”
[ 24: 23- 27].

+++ ”
وَحِينَئِذٍ
تَظْهَرُ
عَلاَمَةُ
ابْنِ الإِنْسَانِ
فِي
السَّمَاءِ.
وَحِينَئِذٍ
تَنُوحُ
جَمِيعُ
قَبَائِلِ الأَرْضِ
وَيُبْصِرُونَ
ابْنَ
الإِنْسَانِ
آتِياً عَلَى
سَحَابِ
السَّمَاءِ
بِقُوَّةٍ
وَمَجْدٍ
كَثِيرٍ.
فَيُرْسِلُ
مَلاَئِكَتَهُ
بِبُوقٍ
عَظِيمِ
الصَّوْتِ
فَيَجْمَعُونَ
مُخْتَارِيهِ
مِنَ
الأَرْبَعِ
الرِّيَاحِ
مِنْ أَقْصَاءِ
السَّمَاوَاتِ
إِلَى
أَقْصَائِهَا”.[24:
30, 31] .

+++ حِينَئِذٍ
إِنْ قَالَ
لَكُمْ
أَحَدٌ: هُوَذَا
الْمَسِيحُ
هُنَا أَوْ
هُوَذَا هُنَاكَ
فَلاَ
تُصَدِّقُوا.
لأَنَّهُ
سَيَقُومُ
مُسَحَاءُ
كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ
كَذَبَةٌ
وَيُعْطُونَ
آيَاتٍ
وَعَجَائِبَ
لِكَيْ
يُضِلُّوا –
لَوْ أَمْكَنَ

الْمُخْتَارِينَ
أَيْضاً.
فَانْظُرُوا
أَنْتُمْ. هَا
أَنَا قَدْ
سَبَقْتُ
وَأَخْبَرْتُكُمْ
بِكُلِّ
شَيْءٍ”. [ مر 13: 21- 23].

+++ “وَقَالَ
لِلتَّلاَمِيذِ:
{سَتَأْتِي
أَيَّامٌ
فِيهَا
تَشْتَهُونَ
أَنْ تَرَوْا
يَوْماً
وَاحِداً
مِنْ أَيَّامِ
اِبْنِ
اَلإِنْسَانِ
وَلاَ
تَرَوْنَ.
وَيَقُولُونَ
لَكُمْ: هُوَذَا
هَهُنَا أَوْ:
هُوَذَا
هُنَاكَ. لاَ
تَذْهَبُوا
وَلاَ
تَتْبَعُوا
لأَنَّهُ
كَمَا أَنَّ
اَلْبَرْقَ
اَلَّذِي
يَبْرُقُ
مِنْ
نَاحِيَةٍ
تَحْتَ
اَلسَّمَاءِ
يُضِيءُ
إِلَى
نَاحِيَةٍ
تَحْتَ
اَلسَّمَاءِ كَذَلِكَ
يَكُونُ
أَيْضاً
اِبْنُ اَلإِنْسَانِ
فِي
يَوْمِهِ” [ لو
17: 22- 24].

+++ ” فَقَالَ: {اُنْظُرُوا!
لاَ
تَضِلُّوا.
فَإِنَّ
كَثِيرِينَ
سَيَأْتُونَ
بِاسْمِي
قَائِلِينَ: إِنِّي
أَنَا هُوَ
وَالزَّمَانُ
قَدْ قَرُبَ.
فَلاَ
تَذْهَبُوا
وَرَاءَهُمْ”.[لو
21: 8].

كما
أن فرز
الأبرار من
الأشرار لايكون
إلا فى يوم
الدينونة عند
المجئ الثانى
للسيد المسيح
الذى قال:

+++
47أَيْضاً
يُشْبِهُ
مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ
شَبَكَةً
مَطْرُوحَةً
فِي
الْبَحْرِ وَجَامِعَةً
مِنْ كُلِّ
نَوْعٍ.
48فَلَمَّا
امْتَلأَتْ
أَصْعَدُوهَا
عَلَى الشَّاطِئِ
وَجَلَسُوا
وَجَمَعُوا الْجِيَادَ
إِلَى
أَوْعِيَةٍ
وَأَمَّا الأَرْدِيَاءُ
فَطَرَحُوهَا
خَارِجاً.
49هَكَذَا
يَكُونُ فِي
انْقِضَاءِ
الْعَالَمِ: يَخْرُجُ
الْمَلاَئِكَةُ
وَيُفْرِزُونَ
الأَشْرَارَ
مِنْ بَيْنِ
الأَبْرَارِ
50وَيَطْرَحُونَهُمْ
فِي أَتُونِ
النَّارِ.
هُنَاكَ
يَكُونُ
الْبُكَاءُ
وَصَرِيرُ
الأَسْنَانِ

[ مت 13: 47- 50].

+++
وقال أيضاً: ” 31{وَمَتَى
جَاءَ ابْنُ
الإِنْسَانِ
فِي مَجْدِهِ
وَجَمِيعُ
الْمَلاَئِكَةِ
الْقِدِّيسِينَ
مَعَهُ
فَحِينَئِذٍ
يَجْلِسُ
عَلَى
كُرْسِيِّ
مَجْدِهِ.
32وَيَجْتَمِعُ
أَمَامَهُ
جَمِيعُ
الشُّعُوبِ
فَيُمَيِّزُ
بَعْضَهُمْ
مِنْ بَعْضٍ
كَمَا يُمَيِّزُ
الرَّاعِي
الْخِرَافَ
مِنَ
الْجِدَاءِ
33فَيُقِيمُ
الْخِرَافَ
عَنْ
يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ
عَنِ
الْيَسَارِ.
34ثُمَّ
يَقُولُ
الْمَلِكُ
لِلَّذِينَ
عَنْ يَمِينِهِ:
تَعَالَوْا
يَا
مُبَارَكِي
أَبِي رِثُوا
الْمَلَكُوتَ
الْمُعَدَّ
لَكُمْ
مُنْذُ
تَأْسِيسِ
الْعَالَمِ.
35لأَنِّي
جُعْتُ
فَأَطْعَمْتُمُونِي.
عَطِشْتُ
فَسَقَيْتُمُونِي.
كُنْتُ
غَرِيباً
فَآوَيْتُمُونِي.
36عُرْيَاناً
فَكَسَوْتُمُونِي.
مَرِيضاً
فَزُرْتُمُونِي.
مَحْبُوساً
فَأَتَيْتُمْ
إِلَيَّ.
37فَيُجِيبُهُ
الأَبْرَارُ
حِينَئِذٍ: يَارَبُّ
مَتَى
رَأَيْنَاكَ
جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ
أَوْ
عَطْشَاناً
فَسَقَيْنَاكَ؟
38وَمَتَى
رَأَيْنَاكَ
غَرِيباً
فَآوَيْنَاكَ
أَوْ
عُرْيَاناً
فَكَسَوْنَاكَ؟
39وَمَتَى
رَأَيْنَاكَ
مَرِيضاً
أَوْ مَحْبُوساً
فَأَتَيْنَا
إِلَيْكَ؟
40فَيُجِيبُ الْمَلِكُ:
الْحَقَّ
أَقُولُ
لَكُمْ: بِمَا
أَنَّكُمْ
فَعَلْتُمُوهُ
بِأَحَدِ إِخْوَتِي
هَؤُلاَءِ
الأَصَاغِرِ
فَبِي فَعَلْتُمْ}.
41{ثُمَّ
يَقُولُ
أَيْضاً
لِلَّذِينَ
عَنِ الْيَسَارِ:
اِذْهَبُوا
عَنِّي يَا
مَلاَعِينُ
إِلَى اَلنَّارِ
اَلأَبَدِيَّةِ
اَلْمُعَدَّةِ
لإِبْلِيسَ
وَمَلاَئِكَتِهِ
42لأَنِّي
جُعْتُ فَلَمْ
تُطْعِمُونِي.
عَطِشْتُ
فَلَمْ
تَسْقُونِي.
43كُنْتُ
غَرِيباً
فَلَمْ
تَأْوُونِي.
عُرْيَاناً
فَلَمْ
تَكْسُونِي.
مَرِيضاً
وَمَحْبُوساً
فَلَمْ
تَزُورُونِي.
44حِينَئِذٍ
يُجِيبُونَهُ
هُمْ أَيْضاً:
يَارَبُّ
مَتَى رَأَيْنَاكَ
جَائِعاً
أَوْ
عَطْشَاناً
أَوْ غَرِيباً
أَوْ
عُرْيَاناً
أَوْ
مَرِيضاً أَوْ
مَحْبُوساً
وَلَمْ
نَخْدِمْكَ؟
45فَيُجِيبُهُمْ:
اَلْحَقَّ
أَقُولُ
لَكُمْ: بِمَا
أَنَّكُمْ
لَمْ
تَفْعَلُوهُ
بِأَحَدِ
هَؤُلاَءِ
اَلأَصَاغِرِ
فَبِي لَمْ
تَفْعَلُوا.
46فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ
إِلَى
عَذَابٍ
أَبَدِيٍّ
وَاَلأَبْرَارُ
إِلَى
حَيَاةٍ
أَبَدِيَّةٍ}”.
[ مت 25: 31- 46].

أما
قول بولس
الرسول فى
الرسالة
الأولى إلى تسالونيكى
[ 4: 16]: ” والأموات
فى المسيح
سيقومون
أولاً” فلا يجوز
إقتطاعه من
سياق النص
الذى يشرحه.
فهو لايقول
بقيامة المؤمنين
أولاً قبل
قيامة
الأشرار,
وإنما يقارن
بين قيامة
المؤمنين
وإختطاف
الأحياء الباقين
إلى مجئ الرب.
ويؤكد على أن
الأحياء
لايأخذون
ميزة السبق على
الراقدين فى
المسيح عند
الإختطاف
لملاقاة الرب
فى الهواء.
وإنما
الراقدون فى
المسيح هم
الذين يقومون
أولاً قبل أن يتغير
الأحياء, ثم
يتم الإختطاف
للجميع معاً.
إنه يقول:

+++”
ثُمَّ
لاَ أُرِيدُ
أَنْ
تَجْهَلُوا
أَيُّهَا
الإِخْوَةُ
مِنْ جِهَةِ
الرَّاقِدِينَ،
لِكَيْ لاَ
تَحْزَنُوا
كَالْبَاقِينَ
الَّذِينَ
لاَ رَجَاءَ
لَهُمْ.
14لأَنَّهُ
إِنْ كُنَّا
نُؤْمِنُ
أَنَّ يَسُوعَ
مَاتَ
وَقَامَ،
فَكَذَلِكَ
الرَّاقِدُونَ
بِيَسُوعَ
سَيُحْضِرُهُمُ
اللهُ
أَيْضاً
مَعَهُ.
فَإِنَّنَا
نَقُولُ
لَكُمْ هَذَا
بِكَلِمَةِ
الرَّبِّ: إِنَّنَا
نَحْنُ
الأَحْيَاءَ
الْبَاقِينَ
إِلَى
مَجِيءِ
الرَّبِّ لاَ
نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ.
لأَنَّ
الرَّبَّ
نَفْسَهُ سَوْفَ
يَنْزِلُ
مِنَ
السَّمَاءِ
بِهُتَافٍ،
بِصَوْتِ
رَئِيسِ
مَلاَئِكَةٍ
وَبُوقِ اللهِ،
وَالأَمْوَاتُ
فِي
الْمَسِيحِ
سَيَقُومُونَ
أَوَّلاً.
ثُمَّ نَحْنُ
الأَحْيَاءَ
الْبَاقِينَ
سَنُخْطَفُ
جَمِيعاً
مَعَهُمْ فِي
السُّحُبِ
لِمُلاَقَاةِ
الرَّبِّ فِي
الْهَوَاءِ،
وَهَكَذَا
نَكُونُ
كُلَّ حِينٍ
مَعَ الرَّبِّ.
لِذَلِكَ
عَزُّوا
بَعْضُكُمْ
بَعْضاً بِهَذَا
الْكَلاَمِ”. [
1تس 4: 13- 18].

+++
ويقول أيضاً: “هُوَذَا
سِرٌّ
أَقُولُهُ
لَكُمْ: لاَ
نَرْقُدُ
كُلُّنَا
وَلَكِنَّنَا
كُلَّنَا
نَتَغَيَّرُ .فِي
لَحْظَةٍ فِي
طَرْفَةِ
عَيْنٍ
عِنْدَ
الْبُوقِ
الأَخِيرِ.
فَإِنَّهُ
سَيُبَوَّقُ
فَيُقَامُ
الأَمْوَاتُ
عَدِيمِي
فَسَادٍ
وَنَحْنُ
نَتَغَيَّرُ”.
[1كو 15: 51, 52].

وطالما
أن مفهوم
الملك الألفى
يعتمد أساساً على
تفسير
القيامة
الأولى, فإن
إثبات بطلان القول
بقيامة
لأجساد
الأبرار
وحدهم, دون الأشرار,
يؤدى حتماً
إلى إثبات
بطلان القول
بحرفية الملك
الألفى.
خصوصاً وأننا
سبق أن أثبتنا
أن القيامة
الأولى هى
قيامة روحية
من موت الخطية
ينالها المؤمنون
الآن فى هذا
الزمان
الحاضر. أى
وهم لايزالون
فى الجسد قبل
أن يخلعوه.

 

4-
ملكوت المسيح
ملكوت روحى
وليس جسدياً:

يذهب
أصحاب مذهب
التفسير
الحرفى إلى
القول بأن
المسيح يملك
ملكاً جسدياً
مع المؤمنين
فى وليمة تمتد
ألف سنة.
يتمتعون
خلالها بملاذ
الدنيا
وأطاييبها, لوفرة
غلات الأرض
وتضاعف
طاقتها
الإنتاجية.
وهم يقتبسون
بعض النبوءات
ويفسرونها
حرفياً لخدمة
منهجهم:

+
2وَيَكُونُ
فِي آخِرِ
الأَيَّامِ
أَنَّ جَبَلَ
بَيْتِ
الرَّبِّ
يَكُونُ
ثَابِتاً فِي
رَأْسِ
الْجِبَالِ
وَيَرْتَفِعُ
فَوْقَ
التِّلاَلِ
وَتَجْرِي
إِلَيْهِ
كُلُّ
الأُمَمِ.
3وَتَسِيرُ
شُعُوبٌ
كَثِيرَةٌ
وَيَقُولُونَ:
{هَلُمَّ
نَصْعَدْ
إِلَى جَبَلِ
الرَّبِّ إِلَى
بَيْتِ إِلَهِ
يَعْقُوبَ
فَيُعَلِّمَنَا
مِنْ طُرُقِهِ
وَنَسْلُكَ
فِي سُبُلِهِ}.
لأَنَّهُ
مِنْ
صِهْيَوْنَ
تَخْرُجُ
الشَّرِيعَةُ
وَمِنْ
أُورُشَلِيمَ
كَلِمَةُ الرَّبِّ.
4فَيَقْضِي
بَيْنَ
الأُمَمِ
وَيُنْصِفُ
لِشُعُوبٍ
كَثِيرِينَ
فَيَطْبَعُونَ
سُيُوفَهُمْ
سِكَكاً
وَرِمَاحَهُمْ
مَنَاجِلَ.
لاَ تَرْفَعُ
أُمَّةٌ
عَلَى
أُمَّةٍ
سَيْفاً
وَلاَ
يَتَعَلَّمُونَ
الْحَرْبَ
فِي مَا
بَعْدُ. 5يَا
بَيْتَ
يَعْقُوبَ
هَلُمَّ
فَنَسْلُكُ فِي
نُورِ
الرَّبِّ”. [
إش 2: 2- 5].
هذه
النبوة تشمل
الإصحاحات من
الثانى إلى الخامس
وتنتهى بغضب
الرب على شعبه
وإبادتهم
بواسطة
أعدائهم. ولو
تأملنا فى
تفسير هذه
الآيات
لوجدناها تحققت
فى إنتشار
الإنجيل
وثبات
الكنيسة
والإيمان.


فى آخر
الأيام” التى
رأى فيها
النبى جبل بيت
الرب مرتفع هى
بكل تأكيد
أيام الإنجيل .
فهكذا دعاها
الإنجيل ذاته:
يَقُولُ
اللهُ: وَيَكُونُ
فِي
الأَيَّامِ
الأَخِيرَةِ
أَنِّي
أَسْكُبُ
مِنْ رُوحِي
عَلَى كُلِّ
بَشَرٍ
فَيَتَنَبَّأُ
بَنُوكُمْ
وَبَنَاتُكُمْ
وَيَرَى شَبَابُكُمْ
رُؤىً
وَيَحْلُمُ
شُيُوخُكُمْ
أَحْلاَماً.
وَعَلَى
عَبِيدِي
أَيْضاً
وَإِمَائِي
أَسْكُبُ
مِنْ رُوحِي
فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ”.
[ أع 2: 17, 18] و”
فَهَذِهِ
الأُمُورُ
جَمِيعُهَا
أَصَابَتْهُمْ
مِثَالاً
وَكُتِبَتْ
لإِنْذَارِنَا
نَحْنُ
الَّذِينَ
انْتَهَتْ
إِلَيْنَا أَوَاخِرُ
الدُّهُورِ
”   
[1كو10: 11] و” اَللهُ،
بَعْدَ مَا
كَلَّمَ
الآبَاءَ
بِالأَنْبِيَاءِ
قَدِيماً،
بِأَنْوَاعٍ
وَطُرُقٍ
كَثِيرَةٍ،
كَلَّمَنَا
فِي هَذِهِ
الأَيَّامِ
الأَخِيرَةِ
فِي ابْنِهِ –
الَّذِي
جَعَلَهُ
وَارِثاً
لِكُلِّ
شَيْءٍ،
الَّذِي بِهِ
أَيْضاً
عَمِلَ
الْعَالَمِينَ”.
[ عب 1: 1, 2]،

ولآنها جاءت
بعد طول
إنتظار من
قديسى العهد القديم
. ثم إننا
لاننتظر إفتقاداَ
آخر للنعمة
الإلهية, أى
غير الذى
نلناه بالإنجيل.

+
وقد تم شرح
الآيات [ إش 11: 6- 10, 65: 17-
25]

هنا
ويلزم أن نؤكد
مايلى:


لأَنْ
لَيْسَ
مَلَكُوتُ
ألْلَّهِ
أَكْلاً وَشُرْباً
بَلْ هُوَ
بِرٌّ
وَسَلاَمٌ
وَفَرَحٌ فِي
الرُّوحِ
الْقُدُسِ
” [
رو 14: 17].

ولذلك
فإن إستعمال
الصور
والأمثال
للتعبير عن الملكوت
فى صورة وليمة
عشاء أو وليمة
عرس هو تعبير
رمزى عن أسرار
الملكوت, التى
تعجز اللغة البشرية
عن نقلها
لقصور
مفراداتها
اللغوية المتعلقة
بالمفاهيم
السمائية. ومن
ثَّمْ فإن
الصور
الرمزية هى
وسائل مادية لتقريب
الحقائق
الروحية إلى
أذهاننا
البشرية، فلا
يجوز أن تؤخذ
بصورة حرفية،
كملاذ جسدية
من طعام وشراب
وعلاقات
زوجية..إلخ.

فقول
المسيح- على
سبيل المثال-
فى سفر الرؤيا
” أتعشى معه
وهو معى” [ رؤ 3: 20].
هو رمز للشركة
الروحية
والإتحاد
بالمسيح, لأن
المفاهيم
الحسية
والملاذ الجسدية
مستبعدة
تماماً.

فالسيد
المسيح يقول
إنه لاوجود
للعلاقات الزوجية
فى حياة الدهر
الآتى: ” 34فَأَجَابَ
يَسُوعُ: {أَبْنَاءُ
هَذَا
الدَّهْرِ
يُزَوِّجُونَ
وَيُزَوَّجُونَ
35وَلَكِنَّ
الَّذِينَ
حُسِبُوا
أَهْلاً
لِلْحُصُولِ
عَلَى ذَلِكَ
الدَّهْرِ
وَالْقِيَامَةِ
مِنَ
الأَمْوَاتِ
لاَ
يُزَوِّجُونَ
وَلاَ يُزَوَّجُونَ
36إِذْ لاَ
يَسْتَطِيعُونَ
أَنْ
يَمُوتُوا
أَيْضاً
لأَنَّهُمْ
مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ
وَهُمْ
أَبْنَاءُ
اللهِ إِذْ
هُمْ
أَبْنَاءُ
الْقِيَامَةِ”.

[ لو 20: 34- 36].

فوليمة
العرس إذن
روحية ترمز
إلى الإتحاد
بالله.

ويجب
أن نلاحظ
أيضاً أن
الولائم
المذكورة فى بعض
أمثال
الملكوت
تتعلق
بالملكوت فى
الدهر الحاضر:
15فَلَمَّا
سَمِعَ
ذَلِكَ
وَاحِدٌ مِنَ
الْمُتَّكِئِينَ
قَالَ لَهُ: {طُوبَى
لِمَنْ
يَأْكُلُ
خُبْزاً فِي
مَلَكُوتِ
اللهِ}.
16فَقَالَ
لَهُ: {إِنْسَانٌ
صَنَعَ عَشَاءً
عَظِيماً
وَدَعَا
كَثِيرِينَ
17وَأَرْسَلَ
عَبْدَهُ فِي
سَاعَةِ
الْعَشَاءِ
لِيَقُولَ
لِلْمَدْعُوِّينَ:
تَعَالَوْا
لأَنَّ كُلَّ
شَيْءٍ قَدْ
أُعِدَّ.
18فَابْتَدَأَ
الْجَمِيعُ
بِرَأْيٍ
وَاحِدٍ
يَسْتَعْفُونَ.
قَالَ لَهُ
الأَوَّلُ: إِنِّي
اشْتَرَيْتُ
حَقْلاً وَأَنَا
مُضْطَرٌّ
أَنْ
أَخْرُجَ
وَأَنْظُرَهُ.
أَسْأَلُكَ
أَنْ
تُعْفِيَنِي.
19وَقَالَ
آخَرُ: إِنِّي
اشْتَرَيْتُ
خَمْسَةَ
أَزْوَاجِ بَقَرٍ
وَأَنَا
مَاضٍ
لأَمْتَحِنَهَا.
أَسْأَلُكَ
أَنْ
تُعْفِيَنِي.
20وَقَالَ
آخَرُ: إِنِّي
تَزَوَّجْتُ
بِامْرَأَةٍ
فَلِذَلِكَ
لاَ أَقْدِرُ
أَنْ أَجِيءَ.
21فَأَتَى
ذَلِكَ
الْعَبْدُ
وَأَخْبَرَ
سَيِّدَهُ
بِذَلِكَ.
حِينَئِذٍ
غَضِبَ رَبُّ
الْبَيْتِ
وَقَالَ
لِعَبْدِهِ: اخْرُجْ
عَاجِلاً
إِلَى
شَوَارِعِ
الْمَدِينَةِ
وَأَزِقَّتِهَا
وَأَدْخِلْ
إِلَى هُنَا
الْمَسَاكِينَ
وَالْجُدْعَ
وَالْعُرْجَ
وَالْعُمْيَ.
22فَقَالَ
الْعَبْدُ: يَا
سَيِّدُ قَدْ
صَارَ كَمَا
أَمَرْتَ وَيُوجَدُ
أَيْضاً
مَكَانٌ.
23فَقَالَ
السَّيِّدُ
لِلْعَبْدِ: اخْرُجْ
إِلَى
الطُّرُقِ
وَالسِّيَاجَاتِ
وَأَلْزِمْهُمْ
بِالدُّخُولِ
حَتَّى يَمْتَلِئَ
بَيْتِي
24لأَنِّي
أَقُولُ
لَكُمْ إِنَّهُ
لَيْسَ
وَاحِدٌ مِنْ
أُولَئِكَ
الرِّجَالِ
الْمَدْعُوِّينَ
يَذُوقُ
عَشَائِي}”. [
لو 14: 15- 24].

وأيضاً
1وَجَعَلَ
يَسُوعُ
يُكَلِّمُهُمْ
أَيْضاً بِأَمْثَالٍ
قَائِلاً: 2{
يُشْبِهُ
مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ
إِنْسَاناً
مَلِكاً
صَنَعَ
عُرْساً
لاِبْنِهِ 3وَأَرْسَلَ
عَبِيدَهُ
لِيَدْعُوا
الْمَدْعُوِّينَ
إِلَى
الْعُرْسِ
فَلَمْ
يُرِيدُوا أَنْ
يَأْتُوا.
4فَأَرْسَلَ
أَيْضاً
عَبِيداً
آخَرِينَ قَائِلاً:
قُولُوا
لِلْمَدْعُوِّينَ:
هُوَذَا
غَدَائِي
أَعْدَدْتُهُ.
ثِيرَانِي
وَمُسَمَّنَاتِي
قَدْ ذُبِحَتْ
وَكُلُّ
شَيْءٍ مُعَدٌّ.
تَعَالَوْا
إِلَى
الْعُرْسِ!
5وَلَكِنَّهُمْ
تَهَاوَنُوا
وَمَضَوْا
وَاحِدٌ
إِلَى حَقْلِهِ
وَآخَرُ
إِلَى
تِجَارَتِهِ
6وَالْبَاقُونَ
أَمْسَكُوا
عَبِيدَهُ
وَشَتَمُوهُمْ
وَقَتَلُوهُمْ.
7فَلَمَّا
سَمِعَ
الْمَلِكُ
غَضِبَ
وَأَرْسَلَ
جُنُودَهُ
وَأَهْلَكَ
أُولَئِكَ
الْقَاتِلِينَ
وَأَحْرَقَ
مَدِينَتَهُمْ.
8ثُمَّ قَالَ
لِعَبِيدِهِ: أَمَّا
الْعُرْسُ
فَمُسْتَعَدٌّ
وَأَمَّا
الْمَدْعُوُّونَ
فَلَمْ
يَكُونُوا
مُسْتَحِقِّينَ.
9فَاذْهَبُوا
إِلَى
مَفَارِقِ
الطُّرُقِ وَكُلُّ
مَنْ
وَجَدْتُمُوهُ
فَادْعُوهُ
إِلَى
الْعُرْسِ. 10فَخَرَجَ
أُولَئِكَ
الْعَبِيدُ
إِلَى الطُّرُقِ
وَجَمَعُوا
كُلَّ
الَّذِينَ
وَجَدُوهُمْ
أَشْرَاراً
وَصَالِحِينَ.
فَامْتَلأَ
الْعُرْسُ
مِنَ
الْمُتَّكِئِينَ.
11فَلَمَّا
دَخَلَ
الْمَلِكُ
لِيَنْظُرَ
الْمُتَّكِئِينَ
رَأَى
هُنَاكَ
إِنْسَاناً لَمْ
يَكُنْ
لاَبِساً لِبَاسَ
الْعُرْسِ.
12فَقَالَ
لَهُ: يَا
صَاحِبُ
كَيْفَ
دَخَلْتَ
إِلَى هُنَا وَلَيْسَ
عَلَيْكَ
لِبَاسُ
الْعُرْسِ؟
فَسَكَتَ.
13حِينَئِذٍ
قَالَ
الْمَلِكُ
لِلْخُدَّامِ:
ارْبُطُوا
رِجْلَيْهِ
وَيَدَيْهِ
وَخُذُوهُ
وَاطْرَحُوهُ
فِي
الظُّلْمَةِ
الْخَارِجِيَّةِ.
هُنَاكَ
يَكُونُ
الْبُكَاءُ
وَصَرِيرُ
الأَسْنَانِ.
14لأَنَّ
كَثِيرِينَ
يُدْعَوْنَ
وَقَلِيلِينَ
يُنْتَخَبُونَ}”.
[ مت 22: 1- 14].

إذن,
وليمة السيد
المسيح
للأبرار تكون
بعد قيامتهم
بالجسد فلا
يكون
بعدهاموت إذ
هم أبناء القيامة.

 

5-
ملكوت المسيح
بدأ فعلاً
بفصحه:

***بدأ
ملكوت السيد
المسيح بفصحه,
أى عبوره, عند دخوله
أورشليم كملك،
ثم إجتيازه
موت الصليب
بالقيامة
والصعود إلى
السماء, حيث
يجلس الآن عن
يمين الآب إلى
أن يجئ فى
مجده فى اليوم
الأخير ليدين
الأحياء والأموات
وينقل
المؤمنين إلى
ملكوته
الأبدى.
والشواهد على
ذلك كثيرة
منها:

++
“{قُولُوا
لاِبْنَةِ
صِهْيَوْنَ: هُوَذَا
مَلِكُكِ
يَأْتِيكِ
وَدِيعاً رَاكِباً
عَلَى
أَتَانٍ
وَجَحْشٍ
ابْنِ أَتَانٍ}
“.
[ مت 21: 5]

++
“{لاَ
تَخَافِي يَا
ابْنَةَ
صَِهْيَوْنَ.
هُوَذَا
مَلِكُكِ
يَأْتِي
جَالِساً
عَلَى جَحْشِ
أَتَانٍ}”.
[
يو 12: 15].

++
{مُبَارَكٌ
الْمَلِكُ
الآتِي
بِاسْمِ الرَّبِّ!
سَلاَمٌ فِي
السَّمَاءِ
وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!}

[ لو 19: 38].

++
49فَقَالَ
نَثَنَائِيلُ:
{يَا
مُعَلِّمُ
أَنْتَ ابْنُ
اللَّهِ!
أَنْتَ
مَلِكُ
إِسْرَائِيلَ!}
50أَجَابَ
يَسُوعُ: {هَلْ
آمَنْتَ
لأَنِّي
قُلْتُ لَكَ
إِنِّي
رَأَيْتُكَ
تَحْتَ
التِّينَةِ؟
سَوْفَ تَرَى
أَعْظَمَ
مِنْ هَذَا!}
51وَقَالَ
لَهُ: {الْحَقَّ
الْحَقَّ
أَقُولُ
لَكُمْ: مِنَ
الآنَ
تَرَوْنَ
السَّمَاءَ
مَفْتُوحَةً
وَملاَئِكَةَ
اللَّهِ
يَصْعَدُونَ
وَيَنْزِلُونَ
عَلَى ابْنِ
الإِنْسَانِ}”.
[ يو 1: 49- 51].

++
19ثُمَّ
إِنَّ
الرَّبَّ
بَعْدَمَا
كَلَّمَهُمُ
اِرْتَفَعَ
إِلَى
اَلسَّمَاءِ
وَجَلَسَ
عَنْ يَمِين
اَللَّهِ”. [
مر 16: 19].

++ لأَنَّهُ
يَجِبُ أَنْ
يَمْلِكَ
حَتَّى يَضَعَ
جَمِيعَ
الأَعْدَاءِ
تَحْتَ
قَدَمَيْهِ”. [
1كو 15: 25].

++ “1اَللهُ،
بَعْدَ مَا
كَلَّمَ
الآبَاءَ
بِالأَنْبِيَاءِ
قَدِيماً،
بِأَنْوَاعٍ
وَطُرُقٍ
كَثِيرَةٍ،
2كَلَّمَنَا
فِي هَذِهِ
الأَيَّامِ
الأَخِيرَةِ
فِي ابْنِهِ –
الَّذِي
جَعَلَهُ
وَارِثاً
لِكُلِّ
شَيْءٍ،
الَّذِي بِهِ
أَيْضاً
عَمِلَ
الْعَالَمِينَ.
3الَّذِي،
وَهُوَ
بَهَاءُ
مَجْدِهِ،
وَرَسْمُ
جَوْهَرِهِ،
وَحَامِلٌ
كُلَّ
الأَشْيَاءِ
بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ،
بَعْدَ مَا
صَنَعَ
بِنَفْسِهِ
تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا،
جَلَسَ فِي
يَمِينِ
الْعَظَمَةِ
فِي الأَعَالِي،
4صَائِراً
أَعْظَمَ
مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ
بِمِقْدَارِ
مَا وَرِثَ
اسْماً
أَفْضَلَ مِنْهُمْ.
5لأَنَّهُ
لِمَنْ مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ
قَالَ قَطُّ: {أَنْتَ
ابْنِي أَنَا
الْيَوْمَ
وَلَدْتُكَ»؟
وَأَيْضاً: {أَنَا
أَكُونُ لَهُ
أَباً وَهُوَ
يَكُونُ لِيَ
ابْناً}؟
6وَأَيْضاً
مَتَى
أَدْخَلَ الْبِكْرَ
إِلَى
الْعَالَمِ
يَقُولُ: {وَلْتَسْجُدْ
لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ
اللهِ}.
7وَعَنِ
الْمَلاَئِكَةِ
يَقُولُ: {الصَّانِعُ
مَلاَئِكَتَهُ
رِيَاحاً
وَخُدَّامَهُ
لَهِيبَ
نَارٍ}.
8وَأَمَّا
عَنْ
الاِبْنِ: {كُرْسِيُّكَ
يَا أَللهُ
إِلَى دَهْرِ
الدُّهُورِ.
قَضِيبُ
اسْتِقَامَةٍ
قَضِيبُ
مُلْكِكَ.
9أَحْبَبْتَ
الْبِرَّ
وَأَبْغَضْتَ
الإِثْمَ.
مِنْ أَجْلِ
ذَلِكَ
مَسَحَكَ
اللهُ إِلَهُكَ
بِزَيْتِ
الاِبْتِهَاجِ
أَكْثَرَ
مِنْ شُرَكَائِكَ}.
10وَ{أَنْتَ
يَا رَبُّ فِي
الْبَدْءِ
أَسَّسْتَ
الأَرْضَ،
وَالسَّمَاوَاتُ
هِيَ عَمَلُ
يَدَيْكَ.
11هِيَ
تَبِيدُ
وَلَكِنْ
أَنْتَ
تَبْقَى،
وَكُلُّهَا
كَثَوْبٍ
تَبْلَى،
12وَكَرِدَاءٍ
تَطْوِيهَا
فَتَتَغَيَّرُ.
وَلَكِنْ
أَنْتَ
أَنْتَ،
وَسِنُوكَ
لَنْ تَفْنَى}.
13ثُمَّ
لِمَنْ مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ
قَالَ قَطُّ: {اِجْلِسْ
عَنْ
يَمِينِي
حَتَّى
أَضَعَ أَعْدَاءَكَ
مَوْطِئاً
لِقَدَمَيْكَ؟}
14أَلَيْسَ
جَمِيعُهُمْ
أَرْوَاحاً
خَادِمَةً
مُرْسَلَةً
لِلْخِدْمَةِ
لأَجْلِ
الْعَتِيدِينَ
أَنْ
يَرِثُوا الْخَلاَصَ!”.
[ عبرانيين 1]

++ “9ثُمَّ
قَالَ: {هَئَنَذَا
أَجِيءُ
لأَفْعَلَ
مَشِيئَتَكَ
يَا أَللهُ}.
يَنْزِعُ
الأَوَّلَ
لِكَيْ
يُثَبِّتَ
الثَّانِيَ.
10فَبِهَذِهِ
الْمَشِيئَةِ
نَحْنُ
مُقَدَّسُونَ
بِتَقْدِيمِ
جَسَدِ
يَسُوعَ
الْمَسِيحِ
مَرَّةً
وَاحِدَةً”. [
عب 10: 9, 10].

++ ” 20الَّذِي
عَمِلَهُ فِي
الْمَسِيحِ،
إِذْ
أَقَامَهُ
مِنَ
الأَمْوَاتِ،
وَأَجْلَسَهُ
عَنْ
يَمِينِهِ
فِي السَّمَاوِيَّاتِ،
21فَوْقَ
كُلِّ
رِيَاسَةٍ
وَسُلْطَانٍ
وَقُوَّةٍ
وَسِيَادَةٍ،
وَكُلِّ
اسْمٍ
يُسَمَّى
لَيْسَ فِي
هَذَا الدَّهْرِ
فَقَطْ بَلْ
فِي
الْمُسْتَقْبَلِ
أَيْضاً،
22وَأَخْضَعَ
كُلَّ شَيْءٍ
تَحْتَ
قَدَمَيْهِ،
وَإِيَّاهُ
جَعَلَ
رَأْساً
فَوْقَ كُلِّ
شَيْءٍ
لِلْكَنِيسَةِ،
23الَّتِي
هِيَ
جَسَدُهُ،
مِلْءُ
الَّذِي يَمْلأُ
الْكُلَّ فِي
الْكُلِّ”. [
أف 1: 20- 23].

++ ” الَّذِي
هُوَ فِي
يَمِينِ
اللهِ، إِذْ
قَدْ مَضَى
إِلَى
السَّمَاءِ،
وَمَلاَئِكَةٌ
وَسَلاَطِينُ
وَقُوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ
لَهُ”. [ 1بط 3: 22].

++ بل إن
الملكوت بدأت
تباشيره
بميلاد
المسيح ملكاً:
1وَلَمَّا
وُلِدَ
يَسُوعُ فِي
بَيْتِ
لَحْمِ
الْيَهُودِيَّةِ
فِي أَيَّامِ
هِيرُودُسَ
الْمَلِكِ
إِذَا
مَجُوسٌ مِنَ
الْمَشْرِقِ
قَدْ جَاءُوا إِلَى
أُورُشَلِيمَ
2قَائِلِينَ: {أَيْنَ
هُوَ
الْمَوْلُودُ
مَلِكُ
الْيَهُودِ؟
فَإِنَّنَا
رَأَيْنَا
نَجْمَهُ فِي
الْمَشْرِقِ
وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ
لَهُ}
. [ مت 2: 1, 2].

++
ويستمر ملكوت
المسيح إلى
أبد الآبدين،
إذ ليس لملكه
إنقضاء. كما
جاء فى:

+++”
13{كُنْتُ
أَرَى فِي
رُؤَى
اللَّيْلِ
وَإِذَا مَعَ
سُحُبِ
السَّمَاءِ
مِثْلُ ابْنِ
إِنْسَانٍ
أَتَى
وَجَاءَ
إِلَى
الْقَدِيمِ
الأَيَّامِ
فَقَرَّبُوهُ
قُدَّامَهُ.
14فَأُعْطِيَ
سُلْطَاناً
وَمَجْداً
وَمَلَكُوتاً
لِتَتَعَبَّدَ
لَهُ كُلُّ
الشُّعُوبِ
وَالأُمَمِ
وَالأَلْسِنَةِ.
سُلْطَانُهُ
سُلْطَانٌ
أَبَدِيٌّ
مَا لَنْ
يَزُولَ
وَمَلَكُوتُهُ
مَا لاَ
يَنْقَرِضُ}
“.
[ دا 7: 14, 15].

+++
30فَقَالَ
لَهَا
الْمَلاَكُ: {لاَ
تَخَافِي يَا
مَرْيَمُ
لأَنَّكِ
قَدْ وَجَدْتِ
نِعْمَةً
عِنْدَ
اَلْلَّهِ.
31وَهَا
أَنْتِ
سَتَحْبَلِينَ
وَتَلِدِينَ اِبْناً
وَتُسَمِّينَهُ
يَسُوعَ.
32هَذَا
يَكُونُ
عَظِيماً
وَاِبْنَ
اَلْعَلِيِّ
يُدْعَى
وَيُعْطِيهِ
اَلرَّبُّ
اِلإِلَهُ
كُرْسِيَّ
دَاوُدَ
أَبِيهِ
33وَيَمْلِكُ
عَلَى بَيْتِ
يَعْقُوبَ
إِلَى
اَلأَبَدِ
وَلاَ
يَكُونُ
لِمُلْكِهِ
نِهَايَةٌ}”. [
لو 1: 30- 33]

+++”
فَأَجَابَهُ
الْجَمْعُ: {نَحْنُ
سَمِعْنَا
مِنَ
النَّامُوسِ
أَنَّ الْمَسِيحَ
يَبْقَى
إِلَى
الأَبَدِ
فَكَيْفَ
تَقُولُ
أَنْتَ
إِنَّهُ
يَنْبَغِي
أَنْ
يَرْتَفِعَ
ابْنُ
الإِنْسَانِ؟
مَنْ هُوَ
هَذَا ابْنُ
الإِنْسَانِ؟}”
[ يو 12: 34].

+++ “وَأَمَّا
عَنْ
الاِبْنِ: {كُرْسِيُّكَ
يَا أَللهُ
إِلَى دَهْرِ
الدُّهُورِ.
قَضِيبُ
اسْتِقَامَةٍ
قَضِيبُ
مُلْكِكَ” [ عب
1: 8].

 

***
لقد أتى ملكوت
الله بقوة
بإنتشار الإنجيل
فى مرحلة
دينونة الأمة
الهودية،
بالخراب الذى
حل بأورشليم
والهيكل بيد
تيطس الرومانى
سنة 70م.
إتماماً لقول
الرب لليهود: ”
هُوَذَا
بَيْتُكُمْ
يُتْرَكْ
لَكُمْ خَرَاباً

” [ مت 23: 38، لو 13: 35]. ثم
تدنيس
المدينة فيما
بعد، بهدمها
وبناء مدينة
فى مكانها فى
عام 135م سميت ”
إيليا” نسبة
إلى
الإمبراطوا
الرومانى ”
بوليوس
إيليوس
هدريانوس”.
ونصب تمثاله
وتمثال
وجوبيتر إلهه
فى مكان هيكل
اليهود .
وحرَّم على
اليهود
دخولها أو حتى
مجرد النظر إليها
عن بعد, أو
السكن فى
محيطها على
مرمى النظر
منها . وذلك
بعد هزيمة
اليهود الساحقة
فى الحرب التى
أعلنوها ضد
الإمبراطور إيليوس
(132- 135م) بقيادة
أحد المحساء
الأدعياء
الملقب ” سمعان
باركوخبا”.

وفى
تلك الفترات
التى سبقت,
والتى تلت,
دمار أورشليم
والهيكل
وتشتت اليهود،
إنتشرت رسالة
الإنجيل بقوة.
وتحقق قول
السيد المسيح:
وَقَالَ
لَهُمُ: {الْحَقَّ
أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّ
مِنَ
الْقِيَامِ
هَهُنَا
قَوْماً لاَ
يَذُوقُونَ
الْمَوْتَ
حَتَّى
يَرَوْا مَلَكُوتَ
اللَّهِ قَدْ
أَتَى
بِقُوَّةٍ}”. [
مر 9: 1, لو 9: 27] .

ولاشك
فى أن معاقبة
أورشليم
بالخراب كان
دينونة إلهية.
وبهذا المعنى
فإنه كان
حضوراً, أى مجيئاً
لابن الإنسان
إلى المدينة
التى رفضته,
امعاقبتها
بالهلاك. وهذا
يفسر قوله
لتلاميذه
الإثنى عشر: ” 6بَلِ
اذْهَبُوا
بِالْحَرِيِّ
إِلَى خِرَافِ
بَيْتِ
إِسْرَائِيلَ
الضَّالَّةِ.
7وَفِيمَا
أَنْتُمْ
ذَاهِبُونَ
اكْرِزُوا قَائِلِينَ:
إِنَّهُ قَدِ
اقْتَرَبَ
مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ..
23وَمَتَى
طَرَدُوكُمْ
فِي هَذِهِ
الْمَدِينَةِ
فَاهْرُبُوا
إِلَى
الأُخْرَى.
فَإِنِّي
الْحَقَّ
أَقُولُ
لَكُمْ لاَ
تُكَمِّلُونَ
مُدُنَ
إِسْرَائِيلَ
حَتَّى يَأْتِيَ
ابْنُ
الإِنْسَانِ”.
[ مت 10: 6, 7, 23].
وقوله
أيضاً:
اَلْحَقَّ
أَقُولُ لَكُمْ
إِنَّ مِنَ
الْقِيَامِ
هَهُنَا قَوْماً
لاَ
يَذُوقُونَ
الْمَوْتَ
حَتَّى يَرَوُا
ابْنَ
الإِنْسَانِ
آتِياً فِي
مَلَكُوتِهِ”.
 [ مت 16: 28[.

وفى
كلامه عن نفس
هذه المناسبة،
أى دمار
الهيكل وخراب
أورشليم: ” 31هَكَذَا
أَنْتُمْ
أَيْضاً
مَتَى
رَأَيْتُمْ
هَذِهِ
الأَشْيَاءَ
صَائِرَةً
فَاعْلَمُوا
أَنَّ
مَلَكُوتَ
اللهِ
قَرِيبٌ.
32اَلْحَقَّ
أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّهُ
لاَ يَمْضِي
هَذَا
الْجِيلُ
حَتَّى
يَكُونَ
الْكُلُّ.
33اَلسَّمَاءُ
وَالأَرْضُ
تَزُولاَنِ
وَلَكِنَّ
كَلاَمِي لاَ
يَزُولُ”. [ لو 21: 31-
33].

 

 6- وملكوته
الروحى أتى
بقوة فى
إنسكاب الروح
القدس يوم الخمسين:

وتحقق
حضور المسيح
فى إمتداد
ملكوته بقوة,
فى إنسكاب
الروح القدس
فى يوم
الخمسين
لقيامته المقدسة.
وهكذا فإن
الجموع
والتلاميذ
الذين سمعوا
كلام المسيح
وكرازته قبل
صلبه رأوا
ملكوت الله قد
أتى بقوة فى
إنسكاب المواهب
الروحية, التى
تنبأ عنها
يوئيل النبى
قائلاً: ” {وَيَكُونُ
بَعْدَ
ذَلِكَ
أَنِّي
أَسْكُبُ رُوحِي
عَلَى كُلِّ
بَشَرٍ
فَيَتَنَبَّأُ
بَنُوكُمْ
وَبَنَاتُكُمْ
وَيَحْلَمُ
شُيُوخُكُمْ
أَحْلاَماً
وَيَرَى
شَبَابُكُمْ
رُؤًى.
29وَعَلَى
الْعَبِيدِ
أَيْضاً
وَعَلَى الإِمَاءِ
أَسْكُبُ
رُوحِي فِي
تِلْكَ
الأَيَّامِ
30وَأُعْطِي
عَجَائِبَ
فِي
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
دَماً
وَنَاراً
وَأَعْمِدَةَ
دُخَانٍ.
31تَتَحَوَّلُ
الشَّمْسُ
إِلَى
ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ
إِلَى دَمٍ
قَبْلَ أَنْ
يَجِيءَ يَوْمُ
الرَّبِّ
الْعَظِيمُ
الْمَخُوفُ.
32وَيَكُونُ
أَنَّ كُلَّ
مَنْ يَدْعُو
بِاسْمِ الرَّبِّ
يَنْجُو}
” [
يو 2: 28- 32]. وقد
إقتبسها بطرس
الرسول فى
عظته يوم
الخمسين
قائلاً: ” 15لأَنَّ
هَؤُلاَءِ
لَيْسُوا
سُكَارَى
كَمَا
أَنْتُمْ
تَظُنُّونَ
لأَنَّهَا
السَّاعَةُ
الثَّالِثَةُ
مِنَ
النَّهَارِ.
16بَلْ هَذَا مَا
قِيلَ
بِيُوئِيلَ
النَّبِيِّ.
17يَقُولُ
اللهُ: وَيَكُونُ
فِي
الأَيَّامِ
الأَخِيرَةِ
أَنِّي
أَسْكُبُ
مِنْ رُوحِي
عَلَى كُلِّ
بَشَرٍ
فَيَتَنَبَّأُ
بَنُوكُمْ
وَبَنَاتُكُمْ
وَيَرَى
شَبَابُكُمْ
رُؤىً
وَيَحْلُمُ
شُيُوخُكُمْ
أَحْلاَماً.
18وَعَلَى
عَبِيدِي
أَيْضاً
وَإِمَائِي
أَسْكُبُ
مِنْ رُوحِي
فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ
فَيَتَنَبَّأُونَ.
19وَأُعْطِي
عَجَائِبَ
فِي
السَّمَاءِ
مِنْ فَوْقُ
وَآيَاتٍ
عَلَى
الأَرْضِ
مِنْ أَسْفَلُ:
دَماً
وَنَاراً
وَبُخَارَ
دُخَانٍ.
20تَتَحَوَّلُ
الشَّمْسُ
إِلَى
ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ
إِلَى دَمٍ
قَبْلَ أَنْ
يَجِيءَ
يَوْمُ
الرَّبِّ الْعَظِيمُ
الشَّهِيرُ.
21وَيَكُونُ
كُلُّ مَنْ
يَدْعُو
بِاسْمِ الرَّبِّ
يَخْلُصُ}
” [
أع 2: 15- 21].

وهكذا
أتم المسيح وعده
لتلاميذه بأن
يُلبسوا قوة
من الأعالى:

++
وَهَا
أَنَا
أُرْسِلُ
إِلَيْكُمْ
مَوْعِدَ
أَبِي. فَأَقِيمُوا
فِي
مَدِينَةِ
أُورُشَلِيمَ
إِلَى أَنْ
تُلْبَسُوا
قُوَّةً مِنَ
الأَعَالِي”. [
لو 24: 49].

++ ” لَكِنَّكُمْ
سَتَنَالُونَ
قُوَّةً
مَتَى حَلَّ
الرُّوحُ
الْقُدُسُ
عَلَيْكُمْ
وَتَكُونُونَ
لِي شُهُوداً
فِي
أُورُشَلِيمَ
وَفِي كُلِّ
الْيَهُودِيَّةِ
وَالسَّامِرَةِ
وَإِلَى
أَقْصَى
الأَرْضِ”[أع 1:
8].

++ “1وَلَمَّا
حَضَرَ
يَوْمُ
الْخَمْسِينَ
كَانَ
الْجَمِيعُ
مَعاً
بِنَفْسٍ
وَاحِدَةٍ 2وَصَارَ
بَغْتَةً
مِنَ
السَّمَاءِ
صَوْتٌ كَمَا
مِنْ هُبُوبِ
رِيحٍ
عَاصِفَةٍ
وَمَلأَ
كُلَّ
الْبَيْتِ
حَيْثُ
كَانُوا
جَالِسِينَ
3وَظَهَرَتْ
لَهُمْ
أَلْسِنَةٌ
مُنْقَسِمَةٌ
كَأَنَّهَا
مِنْ نَارٍ
وَاسْتَقَرَّتْ
عَلَى كُلِّ
وَاحِدٍ
مِنْهُمْ.
4وَامْتَلأَ
الْجَمِيعُ
مِنَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ
وَابْتَدَأُوا
يَتَكَلَّمُونَ
بِأَلْسِنَةٍ
أُخْرَى
كَمَا
أَعْطَاهُمُ
الرُّوحُ
أَنْ
يَنْطِقُوا”.[
أع 2: 1- 4].

++ فتحقق لهم
قوله: ” {الْحَقَّ
أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّ
مِنَ
الْقِيَامِ
هَهُنَا
قَوْماً لاَ
يَذُوقُونَ
الْمَوْتَ
حَتَّى
يَرَوْا مَلَكُوتَ
اللَّهِ قَدْ
أَتَى
بِقُوَّةٍ}”. [
مر 9: 1, لو 9: 27] .

وهكذا
يتمتع
المؤمنون
بالملكوت من
الآن. لأن
الملكوت
حقيقة روحية
حاضرة, طبقاً
لقول السيد
المسيح: ” وَلَمَّا
سَأَلَهُ
الْفَرِّيسِيُّونَ:
{مَتَى
يَأْتِي
مَلَكُوتُ
اللهِ؟}
أَجَابَهُمْ: {لاَ
يَأْتِي
مَلَكُوتُ
اللهِ
بِمُرَاقَبَةٍ
21وَلاَ
يَقُولُونَ: هُوَذَا
هَهُنَا أَوْ:
هُوَذَا
هُنَاكَ
لأَنْ هَا
مَلَكُوتُ
اللهِ
دَاخِلَكُمْ}”.
[ لو 17: 20, 21وقارن
أيضاً متى 11: 12, 12: 28, 13: 16-
18].

++
فالآب قد
” أنقذنا من
سلطان الظلمة
ونقلنا إلى
ملكوت ابن
محبته” [ كو 1: 13].

++
والسبب هو
حلول المسيح
بالإيمان فى
قلوب المؤمنين:
23أَجَابَ
يَسُوعُ: {إِنْ
أَحَبَّنِي
أَحَدٌ
يَحْفَظْ
كلاَمِي
وَيُحِبُّهُ
أَبِي
وَإِلَيْهِ
نَأْتِي وَعِنْدَهُ
نَصْنَعُ
مَنْزِلاً.
24اَلَّذِي
لاَ
يُحِبُّنِي
لاَ يَحْفَظُ
كلاَمِي.
وَالْكلاَمُ
الَّذِي
تَسْمَعُونَهُ
لَيْسَ لِي
بَلْ لِلآبِ
الَّذِي
أَرْسَلَنِي.
25بِهَذَا
كَلَّمْتُكُمْ
وَأَنَا
عِنْدَكُمْ.
26وَأَمَّا
الْمُعَزِّي
الرُّوحُ
الْقُدُسُ
الَّذِي سَيُرْسِلُهُ
الآبُ
بِاسْمِي
فَهُوَ
يُعَلِّمُكُمْ
كُلَّ شَيْءٍ
وَيُذَكِّرُكُمْ
بِكُلِّ مَا
قُلْتُهُ
لَكُمْ}” [ يو 14: 23] .

++
وأيضاً:
لِيَحِلَّ
الْمَسِيحُ
بِالإِيمَانِ
فِي قُلُوبِكُمْ

[ أف 3ك 17]

++
بحسب وعده
القائل: ”
وَهَا أَنَا
مَعَكُم
كُلَّ
الأَيَام
إِلَى إِنْقِضَاْ
الدَهْر”
[ مت
28: 20].

++
كما أن السيد
المسيح رفض
الملك الأرضى
العالمى أكثر
من مرة, فكيف
يشتهى أن ينزل
إلى الأرض
ليملك مالكاً
جسدياً فى
أورشليم أو فى
غيرها من
البلاد؟!.

++
لقد قالها
لبيلاطس
صراحة: ” مملكتى
ليست من هذا
العالم. لو
كانت مملكتى
من هذا العالم
لكان خدامى
يجاهدون لكى
لاأسلم
لليهود
” [ يو 18: 36].

++
وقد سبق أن
رفض تجربة
الشيطان له
بأن يتخذ لنفسه
ملكاً أرضياً
[ مت 4: 8- 10 ولو 4: 5- 8].

وبعد
معجزة إشباعه
الجموع, طلبه
اليهود ملكاً
عليهم ليحقق
لهم الرخاء
الإقتصادى
ويشبعهم
جسدياً.: ” وأما
يسوع فإذ علم
أنهم مزمعون
أن يأتوا ويختطفوه
ليجعلوه
ملكاً إنصرف
أيضاً إلى
الجبل وحده”
[
يو 6: 15].

++ كما أنه
رفض ان يتدخل
فى النزاعات
المالية وتقسيم
الميراث, وقال
لمن طلب منه
ذلك: ” {يَا
إِنْسَانُ
مَنْ
أَقَامَنِي
عَلَيْكُمَا
قَاضِياً
أَوْ
مُقَسِّماً؟}
وَقَالَ
لَهُمُ: {أنْظُرُوا
وَتَحَفَّظُوا
مِنَ
الطَّمَعِ فَإِنَّهُ
مَتَى كَانَ
لأَحَدٍ
كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ
حَيَاتُهُ
مِنْ
أَمْوَالِهِ}”
[ لو 12: 13- 15]. مفضلاً
بقوله هذا أن
يعالج أصل
الداء.

 

أخطاء
لاحقى الألف
السنة:

أما
لاحقوا الألف
السنة, فهم
القئلون بأن
المسيح لن يجئ
إلا بعد
إنقضاء الألف
السنة التى
يكون خلالها
البر منتشراً,
والشر
منتفياً.
فهؤلاء
القائلون
بحرفية المدة
أنها ألف سنة بالتمام
يناقضون
الكتاب
المقدس
بفجائية المجئ
الثانى فى أى
يوم وأية ساعة.
ووجوب السهر
والإستعداد.

كما
أن تعليمهم
بإنتهاء الشر
من العالم
خلال الألف
السنة قبل
المجئ الثانى
يتعارض مع تعليم
السيد المسيح
فى مثل الزوان
الذى يبقى مختلطاً
بالحنطة إلى
يوم الحصاد.
وتفسيره لذلك
المثل ببقاء
الشر
والأشرار إلى
جوا البر
والأبرار إلى
يوم الدينونة,
كما سبق القول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار