علم المسيح

المسيح يزور بيت لعازر



المسيح يزور بيت لعازر

المسيح يزور بيت
لعازر

 

«ثُمَّ
قَبْلَ ٱلْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا،
حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ ٱلْمَيْتُ ٱلَّذِي أَقَامَهُ مِنَ
ٱلأَمْوَاتِ. فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ
وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ ٱلْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَأَخَذَتْ
مَرْيَمُ مَناً مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ ٱلثَّمَنِ،
وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا،
فَٱمْتَلأَ ٱلْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ ٱلطِّيبِ. فَقَالَ وَاحِدٌ
مِنْ تَلامِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ ٱلإِسْخَرْيُوطِيُّ،
ٱلْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هٰذَا
ٱلطِّيبُ بِثَلاثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟» قَالَ
هٰذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِٱلْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ
كَانَ سَارِقاً، وَكَانَ ٱلصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا
يُلْقَى فِيهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: «ٱتْرُكُوهَا. إِنَّهَا لِيَوْمِ
تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ، لأَنَّ ٱلْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ،
وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ» (يوحنا 12: 1-8).

 

وصل
المسيح وتلاميذه قرية بيت عنيا حيث نزل ضيفاً على بيت حبيبه لعازر الذي أقامه من
الأموات من عهد قريب. ودُعي إلى وليمة صنعوها له في بيت سمعان الأبرص الذي يقول
التقليد إنه كان زوج مرثا قبل ترمُّلها. يذكر الإنجيل لعازر بين «المتكئين» معه في
الوليمة، كما يذكر أخته مرثا بين المشتغلين بتدبيرها. وذكر مريم أيضاً لأنها أتت
بقارورة طيب ناردين كثير الثمن، وكسرتها لتسكب الطيب على رأس المسيح ثم على قدميه.
وبعد أن دهنتهما، مسحتهما بشعر رأسها علامة على شكرها وإكرامها لمخلِّصها. فامتلأ
البيت من رائحة الطيب، كما تفوح في كل مكان الرائحة الذكية حتى لأصغر الأعمال التي
يصنعها الإنسان حباً بالمخلص، ولو كان كأس ماء بارد يقدمه لأحقر تلاميذه.

 

لكن
فاعل الخير لا ينتظر أن يَسْلَم من الانتقاد. فانسكب في هذا الوقت على رأس المسيح
مع الطيب العطر انتقادٌ مر، بحجَّة ضرورة مساعدة الفقراء. والأرجح أن الإسخريوطي
بدأ هذا الانتقاد، وأثار الآخرين لأنه «أمين الصندوق». وكان يوزِّع منه إحساناً
على الفقراء، كما كان يسرق منه، فيكون دفاعه عن الفقراء نفاقاً. واشترك بعض
التلاميذ في هذا الهجوم عن بساطة، منحازين إلى انتقاد الإسخريوطي أن عمل مريم كان
إسرافاً في غير محله، وأن توزيع ثمن الطيب على الفقراء كان أفضل.

 

لم
يترك المسيح مريم التائبة تحت نيران الانتقاد، بل وبَّخ المنتقدين وحكم بُحسن
عملها. فكأنها بروح النبوة دهنت جسده بالطيب، استعداداً لتكفينه بعد أيام قليلة.
وفنَّد حجة المنتقدين بقوله إنه يذهب عنهم قريباً، فيستحيل عليهم إكرام جسده بعد
ذلك، أما الفقراء فلا ينقطعون عنهم أبداً، فيستطيعون إلى آخر الزمان أن يحسنوا
إليهم. وعوَّض على مريم بقوله: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ
بِهٰذَا ٱلإِنْجِيلِ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضاً
بِمَا فَعَلَتْهُ هٰذِهِ، تَذْكَاراً لَهَا» (مرقس 14: 9).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار