علم المسيح

المسيح يرسم فريضة العشاء الرباني



المسيح يرسم فريضة العشاء الرباني

المسيح يرسم فريضة
العشاء الرباني

 

عاد
المسيح إلى بيت عنيا في المساء يرافقه تلاميذه، ويهوذا معهم. وقضى يومي الأربعاء
والخميس هناك، فلم يتيسَّر للخائن أن يوفي بوعده للرؤساء سريعاً. ولعلهم تصوّروا
أنه خابرهم امتحاناً، وأنه لا ينوي أن يوفي بوعده. أما هو فاستسلم أكثر للطمع
والرياء في وظيفته الجديدة كجاسوس على سيده ووليّ نعمته، وأخذ يراقب فرصةً مناسبة
ليسلّمه. وهكذا انقضى يوم الثلاثاء. أما يوم الأربعاء فلم يذكر الكتاب عمّا جرى
فيه شيئاً. لكن يُرجَّح أن المسيح وتلاميذه قضوه في هدوء في بيت عنيا.

 

ولما
أشرقت الشمس صباح الخميس كان قد بقي للمسيح ليل واحد قبل صَلْبه، قضاه في العشاء
الفصحي ثم الرباني، والصلاة في البستان. ثم تسليم يهوذا له، ومحاكمته محاكمة غير
قانونية في دار رئيس الكهنة. ثم أعقب ذلك الليل ليلان وجسده الكريم في القبر، وبعد
ذلك جسد القيامة الممجَّد الذي لا يحتاج إلى نوم.

 

«وَفِي
أَوَّلِ أَيَّامِ ٱلْفَطِيرِ تَقَدَّمَ ٱلتَّلامِيذُ إِلَى يَسُوعَ
قَائِلِينَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ ٱلْفِصْحَ؟»
فَقَالَ: «ٱذْهَبُوا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ، إِلَى فُلانٍ وَقُولُوا
لَهُ: ٱلْمُعَلِّمُ يَقُولُ إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ
ٱلْفِصْحَ مَعَ تَلامِيذِي». فَفَعَلَ ٱلتَّلامِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ
يَسُوعُ وَأَعَدُّوا ٱلْفِصْحَ»(متى 26: 17-19).

 

لم
يُظهِر المسيحُ صباح هذا الخميس استعداداً للذهاب إلى أورشليم. وربما استُنتج أنه
يريد أن يأكل الفصح في بيت عنيا. وكان هذا الخميس الواقعُ في اليوم الرابع عشر من
الشهر القمري – اليومَ الأول في عيد الفطير، وفيه كانوا يجهِّزون كل ما يلزم لعشاء
الفصح في مسائه. لكن كانت تهيئة الخروف والأعشاب المُرَّة والخمر وآنية الاغتسال
وسائر تفاصيل العشاء، تستغرق وقتاً ليس بقليل، لذلك لم يصبر التلاميذ، بل تقدموا
للمسيح وسألوه: أين يُعِدّون العشاء. وكان جوابه أن أرسل التلميذين بطرس ويوحنا
بتعليمات غامضة تحجب عن الإسخريوطي معرفة المكان. وتنبأ المسيح للتلميذين أنهما
سيصادفان في المدينة منظراً غير عادي، رجلاً يحمل جرة ماء في الطريق. وأفهمهما أن
يقولا لصاحب البيت الذي يدخله هذا الرجل: «يقول لك المعلم إن وقتي قريب. عندك أصنع
الفصح مع تلاميذي». فمضيا ووجدا فِعلاً كما قال لهما. فأخذهما هذا الرجل الكريم
إلى علية كبيرة مفروشة جاهزة، لأن يهود أورشليم كانوا يجهّزون كل ما يمكنهم في
منازلهم، للمسافرين الغرباء ليلة عشاء الفصح. فهناك أعدَّا كل شيء حسب شريعة موسى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار