المسيحية

المسيح وأمة الوحيدان اللذان ظلت صورتهما داخل الكعبة ولم تمحى مع ان الإسلام حرم الصور



المسيح وأمة الوحيدان اللذان ظلت صورتهما داخل الكعبة ولم تمحى مع ان<br /> الإسلام حرم الصور

المسيح وأمة
الوحيدان
اللذان ظلت صورتهما داخل الكعبة ولم تمحى مع ان
الإسلام حرم الصور

يقول خليل عبد الكريم: “..
إنما الذي يهمنا هو دلالة ذلك وهو الوجود العريض الثقيل للنصرانية في داخل الحجاز
في ذَيَّاك الزمان الذي حفل بالمعجبات من الأمور وكعادتنا في التزام التوثيق
الشديد لِما نكتب خاصة في النقاط التي هي على قدر من الدقة والحساسية فإننا نورد
فيما يلي الأدلة الشاهدة على ذلك:

(وفي الحديث عن أبي
نجيح عن أبي حويطب بن عبد العُزّى وغيره: فلما كان يوم الفتح دخل رسول الله – ص –
إلى البيت فأمر بثوبٍ فبَلّ ماء فأمر بطَمس تلك الصور ووضع كَفَّيه على صورة عيسَى
وأمه وقال: امحوا الجميع إلا ما تحت يَدِي – رواه الأزرقي) ([i])

(عن ابن جريج قال: سأل
سليمان ابن موسى الشامي عطاء ابن أبي رباح وأنا أسمع أأدركتَ في البيت تمثال مريم
وعيسى قال: نعم أدركت فيها تمثال مريم مُزَوَّقاً في حجرها عيسى ابنها قاعداً
مزوقاً) ([ii])

(قال: وكان تمثال عيسى ابن مريم ومريم عليهما السلام في العمود
الذي يلي الباب. قال ابن جريج: فقلت لعطاء: متى هلك؟ قال: في الحريق في عصر ابن
الزبير. قلت أعَلَى عهد النبي – ص – كان؟ قال لا أدري وأني لأظنه قد كان على عهد
النبي (ص) – قال له سليمان: أفرأيت تماثيل صورة كانت في البيت مَن طمسها؟ قال: لا
أدري غير أني أدركت من تلك الصور اثنتين.. وأراهما والطمس عليهما. قال ابن جريج: ثم
عاودت عطاء بعد حين فخَطّ لي ست سواري ثم قال: تمثال عيسى وأمه – س – في الوسطى) ([iii])

(عن مسافع بن شيبة بن
عثمان أن النبي – ص – قال: يا شيبة امح كل صورة فيه إلا ما تحت يدي.
قال: فرفع يده عن عيسى وأمه.

 

حدثنا داود بن عبد
الرحمان عن عمر ابن دينار قال: أدركت في بطن الكعبة قبل أن تُهدَم تمثال عيسى ابن
مريم وأمه. وعن ابن شهاب أن النبي (ص) دخل الكعبة يوم الفتح وفيها صور الملائكة
وغيرها.. ثم رأى صورة مريم فوضع يده عليها وقال امحوا ما فيها من الصور إلا صورة
مريم وعن حكيم ابن عباد وغيره من أهل العلم أن قريشا كانت قد جعلت في الكعبة صوراً
فيها عيسى ابن مريم ومريم – س -.

 

قال ابن شهاب: قالت
أسماء بنت شقر: إن امرأة من غسان حجت فى حجاج العرب فلما رأت صورة مريم فى الكعبة
قالت بأبى وأمى إنك لعربية، فأمر رسول الله (ص) أن يمحو تلك الصور إلا ما كان من
صورة عيسى ومريم.)
([iv])

ويقول جواد علي (فى موسوعته –
المفصل في
تاريخ
العرب قبل الإسلام):
(.. حتى صار البيت متحفاً أو مخزناً تكدس فيه
التماثيل بما فيها الصور المستوردة من الشام ومن أصل نصرانى يمثل القديسين
والأنبياء والملائكة
فتحولت فى مكة إلى أوثان معبودة اختص كل واحد منها أو كل
مجموع بقبيلة إذا جاءوا إلى مكة توجهوا لتحيتها ورؤياها وقد كان تمثال المسيح
ومريم فى العمود الذى يلى الباب. وقيل ان كل الصور أزيلت فى فتح مكة ماعدا صورتى
المسيح ومريم بقيتا حتى حريق الكعبة أيام الزبير) (
[v])

(وقد استدل شيخو من
الخبر المروي عن الصور التي قيل أنها صور للرسل والأنبياء وبينها صورة المسيح
ومريم والتي ذُكر أنها كانت مرسومة على جدران الكعبة على انها هي الدليل على أثر
النصرانية بمكة واستدل على فكرته هذه بخبر خلاصته أن الرسول حينما أمر فطُمِست تلك
الصور استثنَى منها صورة عيسى وأمه مريم. وبخبر ثانٍ ورد عن تمثال لمريم مزوق
بالحُلَى وفي حجرها عيسى باد في الحريق الذي شب في عصر ابن الزبير. وبخبر ثالث عن
امرأة من غسان قيل أنها حجت في حجاج العرب – فلما رأت صورة مريم في الكعبة قالت: بأبي
أنت وأمي إنك لعربية فأمر رسول الله (ص) بمحو تلك الصور إلا ما كان من صورة عيسى
ومريم)([vi])

ويقول المستشار محمد
سعيد العشماوي: أمر النبي (صلعم) بمحو صور كانت مرسومة على جدران الكعبة ولكنه
أبقَى على صورة للسيد المسيح وأمه.. وظلت الصورة على جدار الكعبة طوال حياة النبي
(صلعم) بعد فتح مكة، وحين طاف بالكعبة في حجة الوداع، وخلال حكم أبي بكر، ردحاً من
الوقت إبان حكم عمر ابن الخطاب،.. ([vii])

 

مما سبق يتضح أنه عند
فتح مكة محى النبى (ص) وأزال جميع الصور التى كانت فى الكعبة ومنها صور ملائكة
وأنبياء وقديسين وغيرهم – عدا صورَتَيْ المسيح وأمه مريم!!
– لماذا؟



[i] (
السيرة النبوية ) لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي – تحقيق حسام الدين القدسي ص 36 –
الطبعة الأولى 1401هـ – 1981م دار الأمين – لخليل عبد الكريم ص149 – دار ميريت
للنشر والمعلومات – ص149 – قصر النيل – القاهرة – الطبعة الأولى 2001 – رقم
الإيداع : 2047/2001 – الترقيم الدولي :
 
ISBN 977-5938-55-4 .

[ii] أخبار
مكة للأزرقي –

الجزء
الأول ص
167 . نقلاً عن كتاب فترة التكوين في حياة الصادق الأمين – مصدر سابق – ص149 .

[iii] أخبار
مكة للأزرقي –
الجزء
الأول ص 167. نقلاً عن كتاب فترة التكوين في حياة
الصادق الأمين – مصدر سابق

ص 149 ، 150
.

[iv] أخبار مكة للأزرقي – الجزء الأول ص 168 وما بعدها .
والمفضل من تاريخ العرب قبل الإسلام – جواد علي – ص
172. نقلاً عن كتاب فترة التكوين في حياة
الصادق الأمين – مصدر سابق – ص1
50.

[v] جذور القوة الاسلامية – د.
عبد الهادى عبد الرحمن – ص35 , 36 – الطبعة الأولى نيسان ( أبريل ) 1988م – دار
الطليعة للطباعة والنشر – بيروت – ص. ب 1813/ 11 بيروت – لبنان .

[vi] المُفَصَّل – جواد علي –
السادس – ص607 . نقلاً عن كتاب فترة التكوين في حياة الصادق الأمين – مصدر سابق –
ص150 .

[vii] مجلة أكتوبر – القاهرة –
العدد 1278 – 22 أبريل ( نيسان ) 2001 – ص 23 .
انظر أيضاً كتاب ” الإسلام
والحضارة ” تأليف محمد كُرد علي – ص 123 – ج1 – طبعة ثالثة 1968 – منشورات
لجنة التأليف والترجمة والنشر بمصر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار