المسيحية

المسيح هو بداءة خليقة الله فهل لله بداية؟



المسيح هو بداءة خليقة الله فهل لله بداية؟

المسيح
هو بداءة خليقة الله فهل لله بداية؟

قال
المحاور الغير مؤمن:
هل هناك بداية لله؟

قلت
بنعمة الرب:
لا أبداً

قال
المحاور الغير مؤمن:
هل له نهاية؟

قلت
بنعمة الرب:
لا أبداً

قال
المحاور الغير مؤمن:
ألم يقل السيد المسيح انه بدايه خليقه الله؟

قلت
بنعمة الرب:
من الواضح انك تستقي معلوماتك بطريقه خاطئه وأسمح لي أن أقول
لك ان عباره (بداءه خليقه الله) جاءت في (رؤيا 3: 14).كترجمة لعبارة (إي أرخي تيس
كتيسوس ثوثوو) اليونانية في الترجمة البروتستانتية العربية (اتحاد جمعيات الكتاب
المقدس) التي طبعت لأول مرة سنة 1865. أما الترجمة اليسوعية (المطبعة الكاثولكية)
والتي طبعت لأول مرة سنة 1880. فلم توافقها علي ترجمة هذه العبارة بل أوردتها (رأس
خلق الله). وتنفق جميع الترجمات العربية للكتاب المقدس، بما فيها الترجمة الجديدة
ل (اتحاد جمعيات الكتاب المقدس (1978)، مع النسخة اليسوعية إذ نترجمها (رأس خليقة
الله). وفي الواقع وبحسب القواميس، فكلمات: رأس ورئاسة وبدء وبداءة هي من معاني
كلمة (أرخي) اليونانية إنما لا تنسجم ترجمة (بداءة خليقة الله)، وبالمعني الذي
تروج له مع شهادة الكتاب المقدس عن السيد المسيح بل تتناقض معها. بينما تنسجم
ترجمة كلمة (أرخي) ب (رأس) مع أقوال الكتاب المقدس الواضحة ومنها: (أنتم مملؤون
فيه الذي هو رأس كل رياسة وسلطان) (كو2: 10). أو (أنا هو الأول والآخر والحي وكنت
ميتاً، وها أنا حي إلي أبد الآبدين) (رؤ1: 17). (الذي هو صورة الله غير المنظورة
بكر كل خليقة (كو1: 15) وإياه جعل رأساً فوق كل شئ للكنيسة، التي هي جسده ملء الذي
يملاء الكل في الكل) (أفس1: 22) إلخ000

 

رأس خليقة الله وبكر كل خليقة

وبالفعل
فهو رأس خليقة الله وبكر كل خليقة، لأنه قبل تجسده، ومنذ الأزل (ميخا5: 2) كان
كأبيه إلهاً. لكنه صار خليقة، لأنه أتخذ لنفسه جسداً مخلوقاً (من العذراء)، جاعلاً
إياه طبيعته الخاصة الجديدة. وبقي إلهاً، لأن طبيعته الإلهية لم، ولا يمكن، أن
تتغير. وهو ما يعبر عنه الكتاب المقدس بطرق شتي نقتطف منه: (والكلمة صار جسداً وحل
فينا (بيننا) وأبصرنا مجده مجد وحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً) (يو1: 14). (فإن
فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً) (كو2: 9). (ومنهم السيد المسيح حسب الجسد الكائن
علي الكل إلهاً مباركاً إلي الأبد آمين) (رو9: 5). (لأن لو عرفوا لما صلبوه رب
المجد) (1كو2: 8).

الذي
كان ابن الله، إذن وصار ابناً للإنسان هو المؤهل بحسب طبيعته الإلهية أن يصبح
رأساً وبكراً للخليقة التي انتمي اليها، لأنه هو الذي خلقها وفيه تقوم: (فيه خلق
الكل ما في السموات وما علي الأرض، مايري ومالا يري سواء كان عروشاً أو سيادات أم
رياسات أم سلاطين: الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل) (كو1: 16).
ولأنه هو الذي قدسها باتحادها معه، فصالح الأرض مع السماء بدم صليبه، وحررها من
الموت فكان أول من قام من بين الأموات، ولذلك فهو رأس الجسد الكنيسة. الذي هو
البداءة بكر من الأموات لكي يكون هو متقدماً في كل شئ (كو1: 18-20).

 

ترجمة غير صحيحة

قال
المحاور الغير مؤمن: معني هذا أن كلمه بدايه هي ترجمه غير صحيحه؟

قلت
بنعمة الرب:
مع تقديرنا لترجمه كلمه (أرخي) اليونانيه إلي بدايه فهذه
الترجمة هنا غير صحيحه كما أننا لانفضل ترجمتها ب (رأس) بل أن الاصح هو ترجمتها
بكلمه (المبدأ الأول) أو العلة الأولي)، لأنه معني أول ورئيس لهذه اللفظة في القواميس
اللغوية والفلسفية.

ولأنه
يتفق مع تحديد الكتاب المقدس للسيد المسيح بأنه هو العلة الأولي للخليقة (أنظر
مثلاً يو1: 3 وكو1: 16)، ومع رؤيا يوحنا في تشديدها علي ألوهيته حيث تشير إلي أن
يسوع المسيح هو كالآب الألف والياء البداية والنهاية الأول والآخر (رؤ1: 11،17،18،22).
ورب الأرباب وملك الملوك (رؤ17: 14،16،19)، وذو العرش الواحد مع الله والجالس في
وسطه (رؤ22: 1،3،7،17) وذو البركة الواحدة والكرامة والمجد والسلطان إلي أبد
الآبدين (رؤ5: 12،13،22،23).

 

التفسير الصحيح

قال
المحاور الغير مؤمن:
دعك من التفاسير اللغويه والترجمات وان كنت أنا
الذي بدأت بها ولكن هل لديك شيئ يفسر لي معني الآيه (بداءه خليقه الله)، (رأس
خليقه الله)، (العله الأولي لخليقه الله) كما تقول

قلت
بنعمة الرب:
بالعوده إلي سفر التكوين نقرأ (وقال الله تعمل الإنسان علي
صورتنا كشبهنا) (تك1: 26) ولنسأل انفسنا هل لله صوره وشبه حتي يعمل الإنسان علي
مثالهما؟ وكيف يمكن أن يكون الإنسان جسداً ويكون في ذات الوقت علي صوره الله؟
والله روح كما قال السيد المسيح للسامريه (يو4: 24). وهل للروح وجه وعينان ويدان؟
هنا نستمع إلي القديس بولس الرسول وهو يقول (فأن الرجل لاينبغي أن يغطي رأسه لكونه
صوره الله ومجده) (1كو11: 7)00كيف يمكن أن يكون الرجل صوره الله ومجده والله
لاصوره له ولا شبيه؟ وكيف نوفق بين هذه الآيات إن الله ليس له صورة مادية، فهو
روح000ولكنه عمل الإنسان علي الصورة التي كان ابنه مزمعاً أن يتجسد فيها في ملء
الزمان وعلي هذا يكون السيد المسيح في صورته الإنسانية هو بداءة خليقة الله.

بمعني
أنه كان في فكر الله قبل أن يخلق الإنسان، بل قبل تأسيس العالم، أن يتجسد السيد
المسيح في الصورة التي عمل الله علي شبهها الإنسان، وهكذا خلق الله الإنسان علي
الصورة التي كان سيتجسد السيد المسيح بها، فأصبح السيد المسيح الإنسان بهذا
الاعتبار هو (بداءة خليقة الله)

ويوضح
القديس بطرس الرسول هذا الحق في كلماته (عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفني بل
بدم كريم. دم السيد المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم ولكن قد أظهر في
الأزمنة الأخيرة من أجلكم) (1بط1: 18،19) فالصورة الإنسانية التي كانت في فكر
الثالوث العظيم عن السيد المسيح حين يتجسد، هي الصورة التي خلق عليها الإنسان
البشري وعلي هذا يكون شكل جسد السيد المسيح هو (بداءة خليقة الله) ويساعدنا هذا
التفسير أن نفهم معني الكلمات (وقال الله نعمل الإنسان علي صورتنا كشبهنا) (تك1: 26)
ففها نري (وحدانية الثالوث منذ الأزل) وتجسد (ابن الله) في (ملء الزمان).

 

البدء قبل الخليقة

قال
المحاور الغير مؤمن:
هل يمكنك أن تزيدني أيضاحاً؟!

قلت
بنعمة الرب:
المقصود بكل وضوح أن السيد المسيح له المجد هو البدء، قبل الخليقة،
أي أنه به بدأ الوجود، وبه كان الخلق، فهو البدء الذي لا بداءة له، أي أنه الأزلي
الذي لا بداءة له. وهذا مايقرره الإنحيل للقديس يوحنا (في البدء كان الكلمة وكان
الكلمة هو الله، كان منذ الأزل، كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان، فيه
كانت الحياة) (يو 1: 1 4)0

 

الخالق للوجود والبدء قبل الخليقة

ومعني
أن كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان، أنه هو الخالق للوجود، والبدء قبل
الخليقة، وهو (الذي أنشأ العالمين) (العبرانيين 1: 2، 11: 3) به خلق كل شيء مما في
السموات ومما في الأرض ما يري وما لا يري، عروشاً كان أو سيادات أو رئاسات أو
سلاطين، كل شيء خُلق به وله، كان قبل كل شيء وبه قوام كل شيء (كو 1: 16 17)، وهو
(مبديَّ الحياة (أع 3: 15، يو 14: 6، 11: 25، 5: 26) (من أجله كل شيء وبه كل شيء)
(عب 2: 10) (فكل شيء هو منه وبه وإليه، فله المجد أبد الدهور) (رو 11: 26) (يسوع
المسيح، به كان كل شيء وبه نحن قائمون) (1 كو 8: 6)0

وكما
أشرنا أن كلمة (أرخي) تفيد بدأ أو رأس أو رئيس أو مُبديء بضم الميم وجر الدال، وفي
قواميس اللغة العربية يقال (بَدَأ الله الخلق أو أبدأ الله الخلق أي برأهم، خلقهم
من العدم، فهو تعالي باديء الوجود، ومُبديَّ الخليقة، بضم الميم وكسر الدال
ويقابلها بالانجليزية
The Head Of
the Creation
، رأس الخليقة (باديء
الخليقة)
The Beginning of The
Creaion
وكذلك باللغة العبرانية
(ريشيت)
Reshet أي رأس الخليقة وبعض الترجمات أعطت The Origin of God’s Creation وعلي ذلك فإن السيد المسيح له المجد هو مُبديَّ الخليقة أي
بارِئَها ومُوجدها من العدم وهو (أصل) الخليقة أي (مصدر) الخليقة0

وتوكيداً
لهذا المعني يقول السيد المسيح له المجد (أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية)
(رؤ 1: 8، 12: 6، 22: 31)0

وقال
(أنا هو الأول والآخر) (رؤ22: 13، 1: 11،17، 2: 8)0 فالسيد المسيح إذن هو (البدء)
والبداءة) أي هو الأول قبل الوجود، وهو رأس الخليقة وهو مُبديَّ الخليقة وهو (أصل
الخليقة ومصدرها0

وهذا
هو أيضاً معني أنه (صورة الله الغير المنظور بكر كل الخلائق (كو 1: 15) أي أنه قبل
الخلائق كلها، وأعظم منها بأجمعها
Prototokos أي السابق علي كل الخلائق، ورأس كل الخلائق، و(الكائن السابق
وجوده علي جميع الخلائق)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار