المسيحية

المسيح كغيره من المسحاء فكيف تقولون انه الله؟



المسيح كغيره من المسحاء فكيف تقولون انه الله؟

المسيح
كغيره من المسحاء فكيف تقولون انه الله؟

قال
المعترض الغير مؤمن:
ان لقب المسيح الذي تميز به سيدنا عيسي يعني انه
انسان ممسوح بالزيت، اليس كذلك كغيره من المسحاء فكيف تقولون انه الله؟

قلت
بنعمة الرب:
جاء اسم المسيح فى الكتاب المقدس مئات المرات وأكده القرآن
الكريم إحدى عشرة مرة. وحقا ان كلمة ” المسيح” مشتقة من المسح. والمسحة
فى الكتاب المقدس هى زيت أو دهن مقدس يركب من أفخر الأطياب يصب على شخص لتكريسه
لخدمة مقدسة معينة.

فكانوا
يمسحون الكهنة وقت تنصيبهم للكهنوت كقول الله لموسى ” وتمسحهم وتملأ أياديهم
وتقدسهم ليكهنوا لى” (خر 28: 41).

وكانوا
يمسحون الأنبياء وقت دعوتهم للنبوة كقول الله عنهم “لا تمسوا مسحائى ولا
تسيئوا إلى أنبيائى” (مز105: 15). وكقول الله لإيليا “امسح أليشع بن
شافاط من آبل محوله نبياً عوضاً عنك”(1مل 19: 16).

وكانوا
يمسحون الملوك وقت تتويجهم للملك كقوله “فأخذ صادوق الكاهن قرن الدهن من
الخيمة ومسح سليمان. وضربوا بالبوق وقال جميع الشعب ليحيى الملك سليمان”
(1مل1: 39).

أما
عيسى فلم يمسح بدهن أو أطياب من إنسان لوظيفته، بل كانت مسحته خاصة روحية من الله
بروح الله وتدل على علاقة سرية فائقة غير منظورة. كقول سليمان الحكيم عنه ”
منذ الأزل مسحت” (أم8: 32). وقول إشعياء عنه “روح الرب على لأنه مسحنى
لأبشر المساكين” (أش 61: 6). وكقول داود عنه ” أحببت البر أبغضت الإثم
من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك” (مز 45: 7).

وكل
إنسان ممسوح يمسح لوظيفته الخاصة أما ملكاً أو كاهناً أو نبياً، أما عيسى فهو
المسيح الذى اجتمعت فيه الوظائف الثلاث معاً: الملك والكهنوت والنبوة مما لم يجتمع
لأحد من البشر!

والناس
يمسحون لآجال محددة، فى مجالات أرضية، أما يسوع فهو المسيح أمس واليوم وإلى الأبد
(عب 13: 8) وملكه سماوى لا أرضى كقوله ” مملكتى ليست من هذا العالم ”
(يو 18: 36) وكهنوته ليس بذبائح حيوانية، بل توسط لغفران خطايا كل البشر بدم نفسه
وليس فى هياكل بل فى السماء عينها (عب9: 11،12).

ونبوته
ليست برؤى أو أحلام بل كان هو ذات كلمة الله وصورته المعلنة للبشر كقول الإنحيل
” الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر” (يو1:
18).

فمسحة
المسيح التى مسحه الله بها هى نبوة، كهنوت، وملكية فالمسيح هو النبى الأعظم،
والكاهن الأعظم، الملك الأعظم، واختصاصه باسم ” المسيح ” لهذه المسحات
الثلاث دليل على كمالها فيه حتى عرف بها وعرفت به.

والقرآن
على آثار التوراة والإنحيل إذ يعترف لعيسى ابن مريم باختصاصه
باسم”المسيح”(ال التعريف والفردية) يقوله بكل تلك الخصال. فمسحة النبوة
ومسحة الكهنوت ومسحة الملكية انتهت إليه واستكملت فيه.

ومما
يسترعى النظر أن المسيح يدعوه داود النبى ” الرب” (مز 110: 11) و”
الملك” (مز2: 5) و” الكاهن” (مز 110: 4). ويدعوه إشعياء النبى
“عمانوئيل” (أش7: 14) و”إلهاً قديراً” (أش9: 6). ويراه دانيال
النبى – آتياً على سحاب السماء فى هيئة ابن الإنسان وتتعبد له كل الشعوب وسلطانه
سلطان أبدى (دا7: 13،14). ويقول عنه ميخا النبى ” مخارجه منذ القديم منذ أيام
الأزل” (مى5: 2).

فلقب
” المسيح” فى الكتاب المقدس ذاخر بالمعانى الجليلة والمعنى الكامل لاسم
” المسيح ” يجب أن نفهمه فى القرآن على ضوء التوراة والإنحيل اللذين
يأخذ القرآن عنهما ويصدقهما

إن
القرآن يقول إن الملائكة بشرت بهذا الاسم وهى تحمله معها من السماء إلى الأرض،
ويقول إن الله ذاته هو الذى بشر به العذراء بواسطة الملائكة، إذ قالت الملائكة يا
مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح

فهو
اسم سماوى من الله مباشرة، وعندما يعلن الله اسماً يعلق على هذا الاسم رسالة خاصة،
ومهما كان معنى هذا الاسم العجيب،فإنه يعنى أن الله مسحه وأرسله للعالمين
“ولنجعله آية للناس ورحمة منا” (سورة مريم: 21).

وتصديق
القرآن على هذا الاسم يدل على أن عيسى بن مريم هو مسيح الله المنتظر موضوع أحلام
وآمال البشرية جيلاً بعد جيل. وفيه دلالة واضحة على أنه هو حامل الرسالة العظمى
التى تنبأ عنها جميع الأنبياء ووصفوها فى شخصه.

وبتفتيش
القرآن كله لا نجد سوى عيسى ابن مريم وحده فوق جميع الأنبياء والمرسلين قد انفرد
باسم ” المسيح” وانفراده به ميزة اختص بها دون سواه!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار