المسيحية

المسيح خالقا



المسيح خالقا

المسيح
خالقا

قال
المحاور الغير مؤمن: لم يستثن
الله كائنا أيا كان فى أداء عمله كخالق فهذه صفة
آلهية لاهوتية، فكيف تقول انت ما تقول؟

قلت
بنعمة الرب:
نعم لم يستثن الله كائنا أيا كان فى أداء عمله كخالق فهذه
صفة آلهية لاهوتية ولا يتسنى لغير الله القيام بها. أما المسيح فقد خرج عن هذه
القاعدة. فهو الوحيد الذى قال الله له: إذ تخلق.. وهو الوحيد الذى قال بفمه: إنى
أخلق.

فلو
قيلت منه فقط، لإعتبرناها إستلالا، وخطفا لمساواته بالآب. ولو قيلت فقط، لظننا أنه
أستعفى منها لعظمتها وجسامتها ولم يقبلها، ولم يتقبلها. فالله منح. والمسيح قبل
ووافق. الله قال له إذ تخلق، والمسيح قال إنى أخلق.. أى كائن هذا الذى بمقدوره أن
يخلق، حتى ولو كان بإذن الله؟ رغم أن هذا الإنعام الفريد، لم يحظ به ملاك، ولم
ينعم به بشر، وإختص به الله فقط.

إذ تخلق

جاء
فى سورة المائدة5: 110 قول الله لعيسى ابن مريم: إذ قال الله يا عيسى بن مريم أذكر
نعمتى عليك وعلى والدتكم، إذ أيدتك بروح القدس، تكلم الناس فى المهد وكهلا، وإذ
علمتك الكتاب والحكمة والتواره والإنحيل، وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذنى،
فتنفخ فيها، فتكون طيرا بإذنى، وإذ تبرئ الأكمة والأبرص، وإذ تخرج الموتى بإذنى،
وإذا كففت بنى اسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلاّ
سحر مبين”.

استخدم
الله كلمة بإذنى فى حديثه مع عيسى بن مريم فى حالتين:

حين
يخلق، وحين ينفخ فيما يخلق فيكون طيرا بإذن الله.

حين
يخرج الموتى، استخدم الله كلمته بإذنى.

إنى أخلق

جاء
فى سورة (آل عمران3: 49) قول عيسى بن مريم لبنى اسرائيل: إنى قد جئتكم بآية من
ربكم، إنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيها، فيكون طيرا بإذن الله”.
فلم ينطق بهذه الكلمة مع الله آخر غير المسيح، فالله هو الذى قال أنا خالق، إنى
أخلق.

ومن
الملاحظ خلال النصين السابقين، إن المسيح حين يخلق يستخدم نفس الأسلوب الأول الذى
استخدمه الله حين خلق الإنسان على غير فساد مثله.

ا مادة الخلقة (الطين)

إذ
تخلق من الطين..(المائدة5: 110).. إنى أخلق من الطين.. (آل عمران3: 49).

فالمادة
المستخدمة فىالخلق هى الطين:

جاء
فى التوراه قوله: ” جبل الرب الإله ترابا من الأرض.” (تكوين 2: 7)

جاء
فى القرآن قوله: ” ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة فى
قرار مكين”(المؤمنون23: 12). وجاء أيضاً: ” خلق الإنسان من طين ” (المسجد325:
7).. و” إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من طين” (ص38: 71)..” فسجدوا
إلاّ أبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا” (الإسراء17: 61).. ” أنا خير منه
خلقتنى من نار وخلقته من طين” (الأعراف7: 112).. ” هو الذى خلقكم من طين
ثم قضى أجلا” (الأنعام6: 2).. ” إنا خلقناكم من طين لازب”
(الصافات37: 11).

ب‌- استخدم أسلوب الخلق، النفخ

فالله
حين خلق الإنسان نفخ فيه: جاء فى التواره قوله: وجبل الرب الإله آدم ترابا من
الأرض، ثم نفخ فيه.. فصار آدم نفسا حية”. (تكوين 2: 7)

جاء
فى القرآن قوله عن الإنسان: “الله خلقه، ثم سواه، ونفخ فيه من روحه” (سورة
المسجد32: 9).

وقال
الله فى القرآن للملائكة:
إنى خالق فى الأرض خليفة، فإذا سويته ونفخت فيه
من روحى فقعوا له ساجدين” (سورة الحجر1: 29).. ” إنى خالق بشرا من طين
فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين” (سورة ص38: 72).

أما
عن السيد المسيح:
فقال له الله: ” فتنفخ فيها فتصير
طيرا” (المائدة5: 110).. وقال هو عن نفسه: ” وأنفخ فيها فتصير
طيرا” (آل عمران3: 49).

استخدام تعبير الخلق (إخلق تخلق)

فالفعل
خلق ورد عن الله 64 مرة فى القرآن موزعة على خلق الله للسموات وللأرض وللملائكة
وللإنسان وللجن. وورد بأسلوب المخاطب “هو الذى خلقكم” 16 مرة، ووردت
كلمة خلقك مرتين، وخلقتنى ثلاث مرات، وكلمة خلقت خمس مرات، وكلمة خلقنا 24 مرة،
وخلقناكم 9 مرات، وخلقنا 4 مرات، وخلقناهم 3 مرات، وخلقه 4 مرات، والفعل خلق هو
إيجاد من عدم.

استخدم مصطلح الهيئة

أما
كلمة (هيئة) التى وردت فى (آل عمران3: 49، المائدة5: 110) فلم ترد فى القرآن كله
إلاّ فى هذين الموضوعين:

تخلق
من الطين كهيئة الطير.

أخلق
من الطين كهيئة الطير.

وقد
قالت بعض التفاسير أن المسيح كان يخلق الخفاش ولسنا ندرى لماذا هذا التحديد لهذا
النوع من الطيور فى حين أن القرآن تركها مشاعا دون ذكر نوع معين من الطيور.

استخدم أسلوب نتيجة الخلق

لا
يلعب ولا يلهو عيسى مع الأطفال فى تراب الأرض وطينها، وليس هو بالمثال أو النحات
الذى يشكل صورا وأصنافا، فتمثال رمسيس له أربعة ألاف عام قبل الميلاد، وألفا عام
بعده، وحتى الأن لم يصر كائنا متحركا. أما المسيح فما يصنعه بيديه من طين ألأرض
يصير طير السماء، فتكون طيرا بإذن الله.

فمن
هو هذا الكائن الذى يحول الطين طيرا؟ إلاّ إذا كان خالق الطين؟ فالقخارى يصنع منه
آنية كرامة، وآنية هوان. ولم يسمع قط عن واحد آخر نافس المسيح فى هذا التخصص، الذى
أختص به الله وحده.

إن
آنية الفخارى لم تصر كائنات لأن القوة لا تكمن فى طين الأرض، وإنما فى النفخة التى
تبث فيه، والقرآن فى حديثيه لم يقل أن عيسى يصنع الطير من الطين، والله ينفخ فى
طين عيسى، إنما عيسى هو الذى يشكل، وعيسى هو الذى ينفخ فلو أن الله أباح لعيسى
تشكيل الطين، فكيف أباح له خلقته وتحويله من تراب تحت الأقدام إلي طائر فوق
الرؤوس؟ ومن مادة صلبه، إلي كائن حى؟ ومن تراب يذرى إذا تلاقى بالهواء، ويعجن إذا
تلاقى بالماء، إلي طائر يشرب الماء ويسبح فى الهواء؟ ومن الذى بث النسمة الحية فى
هذا الجماد وجعل الجماد كائنا متحركا؟.

وهذا
الطائر لابد وإن يكون كاملا فيه كل الأعضاء والأجهزة التى تصلح للرؤية والتنفس
والإكثار والتناسل والحركة والحس والنمو والتغذية. ومن الذى أوجد فى هذا التراب
نسمة حيوانية حية، فلكل كائن نفس
Soul تتناسب مع نوعه، نفس نباتية للنباتات، ونفس حيوانية للحيوان، ونفس
للطيور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار