علم الاخرويات

المبحث الثالث



المبحث الثالث

المبحث
الثالث

نبوءة
السبعون أسبوعا

 

 دعونا
نتأمل قليلا في مفهوم الأرقام ودلالتها النبوية قبل الخوض فى تفسير كلمات النبوة.

 ولنبدأ
بتفسير معنى العدد ” سبعون ” فى مفهومه الكتابى الرمزى والذى يدل على
الكمال المطلق وهذا الرقم هو حاصل ضرب الرقم سبعة فى عشرة فالرقم سبعة يشير إلى
الكمال النسبى والرقم عشرة يشير إلى الكثرة ومحصلة ضربهما تشير إلى الكمال المطلق.
أما كلمة أسبوع فهى ليست رقما بل وحدة زمنية أى أنها تخصص الرقم الذى قبلها ليشير
إلى الزمن.

 من
ذلك يتضح أن السبعون أسبوعا في مفهومها الكتابي الرمزي يقصد بها سبعون وحدة زمنية.

 ولما
كان الرقم سبعون من أرقام الكمال المطلق. فالسبعون أسبوعا (زمنا) إذن يقصد بها
كمال الأزمنة أى كل زمن البشرية.

 وقد
قسم الملاك هذه السبعون أسبوعا (زمنا) والتي تتضمن كل تاريخ البشرية إلي ثلاثة
أحقاب زمنية تبدأ بسبعة أسابيع (أزمنة) يليها اثنان وستون أسبوعا

(زمنا)
ثم الأسبوع الأخير (الزمن الأخير).

 ولنبدأ
تأملنا بالحقبة الزمنية الأولي أى المدة الأولى والمعبر عنها بأنها سبعة أسابيع
(أزمنة) تمثل جزء من تاريخ البشرية. أي أن السبعة أسابيع (أزمنة) يقصد بها مدة
زمنية كاملة نسبيا ولكنها لا تشكل كل زمن البشرية وتنتهي بمجرد بدء المدة الزمنية
التي تليها والمعبر عنها بأنها اثنان وستون أسبوعا (زمنا).

 وإذا
تأملنا أيضا في المفهوم الكتابى للرقم اثنان وستون سنجده رقما حقيقيا أى أن
الاثنان وستون أسبوعا (زمنا) يقصد بهم اثنان وستون وحدة زمنية حقيقية أى إثنان
وستون سنة بالفعل.

 أما
الأسبوع الأخير (الزمن الأخير) والذى تكمل به السبعون أسبوعا فيقصد به حقبة زمنية
كاملة تتضمن أحداث الزمن الأخير.

 وأما
قوله وفى منتصف الأسبوع يبطل المحرقة الدائمة وتقام على الأسوار رجاسة الخراب
فيقصد بها مدة حددها دانيال النبى بالتفصيل بقوله:

 أنه
من وقت إزالة المحرقة الدائمة (أى من وقت إنكار المسيح وجحد الصليب وكسره كشرط
للعضوية فى مجمع الشيطان الذى يضم كل الأديان والمذاهب والعقائد المعادية للصليب
الذى يمثل المحرقة الدائمة) إلى وقت إقامة الرجس المخرب (أى إلى وقت إقامة الحصار
على المدينة المقدسة بجيوش خرابها) ألف ومئتان وتسعون يوما.

 وببدء
حصار أورشليم تبدأ مدة الضيقة العظمي والتي تستمر لمدة خمسة وأربعون يوما تنتهي
بخرابها في يوم المجيء الثاني.

 لهذا
طوب دانيال النبي من ينتظر ويبلغ إلي الألف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوما.

 بعد
تلك المقدمة التي لابد منها فلنتقدم الآن بأكثر جسارة لنقف في ضوء ما انتهينا إليه
من إيضاحات علي مقاصد كلمات تلك النبوءة أي نبوءة السبعون أسبوعا تلك التي أعلنها
الملاك لدانيال النبي بقوله اعلم وأفهم: أنه من خروج الأمر بتجديد أورشليم وبنائها
إلي المسيح الرئيس (المجيء الثاني) سبعة أسابيع (أى مدة زمنية كاملة نسبيا تمتد
إلي أن تبدأ المدة الزمنية التي تليها.

 فالسبعون
أسبوعا إذن تبدأ بسبعة أسابيع أى بفترة زمنية كاملة نسبيا ولكنها لا تشكل كل زمن
البشرية. تمتد من خروج الأمر بتجديد أورشليم وبنائها في السنة العشرين لأرتحشستا
الملك وتستمر حتى بدء المدة الزمنية التي تليها.

 ثم
ببدء المدة الثانية ومدتها اثنان وستون أسبوعا (سنة) يعود (إسرائيل) ويبني سوق
وسور في ضيق الأزمنة (إشارة إلى تجمع الشعب فى أورشليم فى أزمنة صعبة).

 أى
أن المدة الثانية والمعبر عنها بأنها إثنان وستون أسبوعا أى سنة تبدأ بعودة
إسرائيل وقيام دولتها في ضيق الأزمنة, وقد بدأت تلك المدة بالفعل بإعلان قيام دولة
إسرائيل المستقلة في منتصف ليلة 14 / 15 مايو سنة 1948 ميلادية.

 ثم
بعد الإثنين والستين أسبوعا (أى سنة) ينكر المسيح والشعب الذي ينكره لا يكون له.
وشعب رئيس (روسيا) آت يخرب المدينة المقدسة (أورشليم) وانقضاؤها بغمارة ويثبت عهدا
مع كثيرين في أسبوع واحد (أى في حقبة زمنية محددة) وفي وسط الأسبوع (أى في خلال
تلك الحقبة) تبطل الذبيحة والتقدمة وعلي الأسوار تقام رجاسة الخراب. حتى يتم
المقضي وتحل دينونة الله علي المخرب (دانيال 9: 25 – 27).

 إذا
تأملنا في كلمات تلك النبوءة سنجد أن المدة المحصورة ما بين خروج الأمر بتجديد
أورشليم وبنائها إلي المسيح الرئيس أي إلي المجيء الثاني الذي فيه يبطل الرب كل
الرئاسات الأرضية هي سبعون أسبوعا تمثل كل زمن البشريةمقسمة إلي سبعة أسابيع واثنان
وستون أسبوعا ثم الأسبوع الأخير الذي يختم بمجيء المسيح الرئيس.

 وقد
حدد الملاك لدانيال النبي المدة المحصورة ما بين إبطل المحرقة الدائمة (أي إنكار
المسيح) وإقامة رجسة الخراب (أي بدء حصار أورشليم بجيوش خرابها) بأنها ألف ومئتان
وتسعون يوما. مطوبا من ينتظر ويحتمل المدة الباقية بعد إقامة رجسة الخراب ويبلغ
إلي الألف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوما التي بها تكمل الأزمنة.

 والمعلوم
كتابيا أن مدة الضيقة العظمي هي مدة حصار أورشليم بجيوش خرابها (متى 24: 15 – 21)
أى أن مدة الضيقة العظمي هي المدة التي تبدأ بإقامة رجسة الخراب أى بحصار أورشليم
بذاك الحصار الذي ينتهي بخرابها في اليوم الخامس والأربعين الذى به تكمل مدة الألف
والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوما الأخيرة, والتي طوب الملاك من ينتظر ويبلغ إلي
نهايتها, والتي بها أيضا تكمل الأزمنة المعبر عنها بأنها سبعون أسبوعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار