المسيحية

الله والكلمة والروح فى القرآن



الله والكلمة والروح فى القرآن

الله
والكلمة والروح فى القرآن

القرآن
إذاً، مع تكفيره لتثليث منحرف بتعابيره في الثلاثة يشير إلى تثليث صحيح: الله
والكلمة والروح. ولكي نزيد الأمر وضوحاً عن حقيقة العلاقة بين المسيح وروح القدس،
أو بالأحرى بين الأقانيم الثلاثة كما أشار إليها القرآن. نقول إن الواقع القرآني
هو أن في شخصية المسيح ازدواجية، فبحسب ظاهر القرآن ان المسيح عيسى ابن مريم هو
بشر أي عبد لا ربّ، ومع ذلك أيضاً فهو بنص القرآن القاطع روح الله وروح الله في
أدنى معانيه يعني أنه ملاك: فهل يكون المسيح بشراً وملاكاً معاً؟ أي ملاكاً
متأنِّساً؟ هذا حرف القرآن ومنطوقه!

على
كل حالٍ فالمسيح بشر، وأسمى من البشر معاً. وهذا برهان قاطع على الازدواجية
القرآنية في شخصية المسيح.

انظر
إلى التعبير القرآني لهذه العلاقة كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وهو تعبير فريد
خاص بالمسيح وحده، لا مثيل له في القرآن كله. فقوله: روح منه يدل على المصدرية كما
فسره البيضاوي: أي صدر منه. وهذا الصدور يفسّره الاسم الثاني المرادف له: كلمته.

ان
المسيح روح من الله يصدر منه صدور الكلمة من الذات الناطقة.

وهذا
القيد والتخصيص يميّز المسيح روحاً منه تعالى بالصدور عن كل روح من الله بالخلق
والإبداع.

ويؤيد
معنى المصدرية في روح منه تأييد المسيح بروح القدس في قوله: وأيدناه بروح القدس.

فإذا
اعتبرنا أيدناه بروح القدس انها روح المسيح الشريفة العالية القدسية – كما قال
الرازي في تفسيره – التي تؤيد المسيح في ذاته وشخصيته، كان المسيح روح الله القدس،
فهو اسمى من مخلوق.

وإذا
اعتبرنا أيدناه بروح القدس أنها روح القدس الذات القائمة بنفسها والتي تؤيد المسيح
في سيرته ورسالته، كان المسيح أيضاً أسمى من مخلوق.

وفي
كلا الحالين تأييد المسيح بروح القدس يرفعه فوق المخلوق.

قال
الإمام أحمد بن حنبل: من قال إن روح القدس مخلوق فقد قال بدعة أو ضلالة!!

وإضافة
لما سبق، ففي قوله كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه يمتاز التعبير عن سائر التعابير
القرآنية ويحدد ذات المسيح أنها روح منه تعالى، أي صادرة منه، لا على طريق الخلق،
بل على طريق الصدور. كما يدل عليه ترادف الإسمين كلمته وروح منه. فهو روح منه
تعالى يصدر منه صدور الكلمة من الذات الناطقة في حديثها النفسي، وإذ لا حدوث في
الله، فكلمته في ذاته غير محدثة أو روح منه غير محدث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار