المسيحية

الله والخلق والتدبير عند الأشاعرة والغزالى ومحيى الدين بن عربى



الله والخلق والتدبير عند الأشاعرة والغزالى ومحيى الدين بن عربى

* هو استاذ الفلسفة الاسلامية – جامعة عين شمس 
(قناة الحرة الفضائية 27/3/ 2005)

 

الله والخلق والتدبير عند الأشاعرة والغزالى ومحيى الدين بن
عربى

1-   
عند الأشاعرة* قالوا: إن كلمة التكوين (التى كان المولى يقولها للشيئ فيكون فى
الحال) هى شخصية لها قوة الخلق والتكوين. وبواسطتها تعمل الإرادة الإلهية عملها.
فالله لم يخلق إبتداء بل بواسطة (إذ على أساس إعتبار وحدانية الله، وحدانية مطلقة،
يكون تعالى منزهاً عن القيام بأى عمل مباشرة، لأن قيامه به يجعل صفاته عاملة بعد
أن كانت معطلة، الأمر الذى يعرضه للتغييروهذا ما لا يليق به تعالى)، وهذه الواسطة
هى “كلمته”
**.

وبذلك أسند الأشاعرة
الخلق والتدبير- كما يقول د. أبو العلا عفيفى- إلى شخصية أخرى غير
الله،..” (
[i])

2-   
عند الإمام الغزالى قال: ”
إن كلمة مطاع الوارد ذكرها فى الآية “مطاع ثم أمين” التكوير/21 يراد بها
موجود غير الذات الإلهية المنزهة، وهو يحرك الأفلاك ويدبر الكون، وعن طريقه يتوصل
العبد إلى معرفة الموجود المنزه عن كل ما أدركه البصر والبصيرة. وهذا الموجود (أى
المطاع) ليس هو الله، لكنه أيضاً ليس شيئ
اً غير الله. بل إن
نسبته إلى الله هى نسبة الشمس إلى النور المحض
***. وهو أيضاً العقل الإلهى الظاهر أثره فى الوجود والذى به يتلقى
الإنسان الوحى والإلهام، فيكون المطاع هو الله متجلياً أو معيناً “. (
[ii])

3-   
عند محيى الدين بن عربى: قال محيى
الدين بن عربى كلاماً يشبه إلى حد كبيرما قاله الأشاعرة والغزالى
. (أنظر
المصدر السابق
ص
77)

وقد علق مؤلف المصدر
السابق على هذا الكلام قائلاً:

إنهم على
إختلاف أجناسهم وثقافتهم، أجمعوا على وجود كائن ليس هو الله، لكنه ليس شيئ
اً سوى الله،
وهذا الكائن
**** كمال محض لا يقبل التعريف أو التحديد. وهو الخالق للعالم والمعتنى
به وصاحب السلطان عليه. وبه وحده نستطيع الإتصال بالله، لأن الله (أو بالحرى
اللاهوت) أسمى من أن يدرك أو يدنى منه مباشرة
“.([iii])



*
الأشاعرة هم
متكلمى أهل السنة ( د. على عبد الفتاح المغربى- حقيقة الخلاف بين المتكلمين- مصدر
سابق ص61 ) .

**
قيل عن أقنوم
“الكلمة” فى المسيحية :
” كل شيئ به كان وبغيره لم يكن
شيئ مما كان “
. (يوحنا1: 3) ، وقيل أيضاً: ” به عمل
العالمين”
. (عبرانيين1: 3) ، وأيضاً

” إن
العالمين أتقنت بكلمة الله”
. (عبرانيين11: 3)

*** فى المسيحية قيل عن أقنوم الكلمة : “نور من
نور”(
قانون الإيمان المسيحى- مجمع نيقية
المسكونى
325م
) .

**** هذا الكائن فى المسيحية هو أقنوم
الكلمة.



[i] كتاب الله – عوض سمعان –
مصدر سابق – ص75 .

[ii] المصدر السابق ص76 .

[iii] المصدر السابق ص79 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار