المسيحية

الله والتوحيد فى مكة قبل الإسلام



الله والتوحيد فى مكة قبل الإسلام

الله
والتوحيد فى مكة قبل الإسلام

سؤال: يلاحظ أن أبا محمد كان اسمه عبد الله فهل كان اسم الله معروفا
قبل الإسلام في الجزيرة العربية، أم أن محمدا هو أول من نادى بعبادة الله؟

الإجابة: الواقع أن الله كان معروفا في الجزيرة العربية
قبل الإسلام: فقد جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج4 ص 133) “قد كان من أهل
مكة في الجاهلية من يؤمن بالله واليوم الآخر .. ومن هؤلاء عبد المطلب، ..يزيد بن
عمرو
، .. وقس بن ساعدة .. واليهود والنصارى والصابئين

(2)
وجاء فيها أيضا ج21: 6664) “أن الحنفاء
كانوا موحدين بالله”

 

سؤال: هل الحنفاء هم التابعين لمذهب أبي حنيفة، وإن كانوا غيرهم فماذا
قالوا عن توحيد الله؟

الإجابة: الحنفاء غير مذهب أبي حنيفة، فمذهب أبي حنيفة
مذهب إسلامي أي وجد بعد الإسلام، أما الحنفاء فيقول القرآن أنهم أتباع سيدنا
إبراهيم. فقد جاء عنهم في القرآن (سورة البقرة2: 135): “مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ”

(2)
أما عن عقيدتهم في الله الواحد فذلك ما سجله ابن هشام في (السيرة ج1 ص 219) إذ
أورد:

1
قصيدة زيد بن عمرو التي يقول فيها:

 

1

أربَّاً واحدا أم ألفَ ربٍ

 

أدين إذا تُقُسِّمَتِ الأمور

2

عزلت اللات والعزى جميعا

 

كذلك يفعل الجَلِدُ الصبور

3

فلا العزى أدين ولا ابنتيها

 

ولا صنميْ بني عمروٍ أزور

4

ولا هُبَلا أدين وكان ربا

 

لنا في الدهر إذ حِلمي يسير

5

ولكنْ أعبد الرحمنَ ربي

 

ليغفر ذنبيَ الربُّ الغفور

6

فتقوى اللهِ ربِّكمُ
احفظوها

 

متى ما تحفظوها لا تبوروا

7

ترى الأبرارَ دارُهم جِنان

 

وللكفار حاميةً سعير

8

وخزي في الحياة، وإن يموتوا

 

يلاقوا ما تضيق به الصدور

                      

2
ومما ذكره ابن هشام في (السيرة النبوية ج1ص 218) عن زيد ابن عمر هذا “أنه قبل
وحي محمد قدمت سفرة في بلدة [بلدح] فأبى زيد ابن عمر أن يأكل منها قائلا: “إني
لست آكل مما ذبح للنصب [صنم] ولا آكل إلا ما ذكر اسم
الله
عليه” بينما أكل منها رسول الله.
ويذكر ابن هشام أن السهيلي قد علق على ذلك متسائلا: “كيف وفق الله زيدا إلى
ترك أكل ما ذبح على النصب الذي لم يذكر اسم الله عليه، وكان رسول الله أولى بهذه
الفضيلة في الجاهلية”

3
ويذكر ابن هشام أن زيدا بن عمرو هذا لم يعتنق الإسلام،
وكتب في السيرة تحت عنوان (عمر بن الخطاب ووقوفه ضد زيد، وخروج زيد إلى الشام
وموته) فقال: “كان الخطاب قد آذى زيدا، حتى أخرجه إلى أعلى مكة فنزل حراء …
ووكل به الخطاب شبابا فآذوه خوفا من أن يفسد عليهم دينهم، فخرج إلى الشام … وفي
طريق عودته قتل في لَخْم”

 

سؤال: معلومات خطيرة، وهل يوجد حنفاء آخرون في زمن محمد؟

الإجابة: نعم،

 (1)
ويذكر أيضا ابن هشام في (سيرة ابن هشام ج1 ص220) عن:

1
أمية بن أبي الصلت الذي يقول في قصيدته:

1

إلى الله أهدي مدحتي
وثنائيا

 

وقولا رصينا لا يني الدهرَ باقيا

2

إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه

 

إله ولا رب يكون مدانيا

3

ألا أيها الإنسان إياك والردى

 

فإنك لا تخفي من الله
خافيا

4

وإياك لا تجعل مع الله غيره

 

فإن سبيل الرشد أصبح باديا

5

رضيت بك اللهم ربا فلن أرى

 

أدين إلها غيرك الله ثانيا

6

فرب العباد الق سيبا ورحمة

 

عليَّ وبارك في بني وماليا

2
ورُوي عن مصعب بن عثمان أنه قال: كان أمية بن أبي
الصلت
قد لبس المسوح تعبدا، وكان ممن ذكر إبراهيم
والحنيفية
، والتمس الدين الحنيف وقال فيه:

1

كل دين يوم القيامة عند

 

الله إلا دين الحنيفة زور

3
وقيل أن محمدا كان يقول: “كاد أمية بن الصلت أن يسلم”

4
ولكنه مات على توحيد الحنيفية في السنة
الثانية الهجرية (كتاب شعراء النصرانية قبل الإسلام للأب لويس شيخو اليسوعي ص 226
طبعة دار المشرق بيروت)

5
من هذا وغيره الكثير يتضح أن الحنفاء كانوا يؤمنون بالله
الواحد
.

 

سؤال: قلت سابقا أن الحنفاء لم يكونوا وحدهم قبل الإسلام يؤمنون بالله
الواحد من سكان الجزيرة، فهل تحدثنا عن غيرهم؟

الإجابة: بالتأكيد فهناك أيضا:

(1)
اليهود والنصارى والصابئون كانوا في
الجزيرة العربية وكانوا يؤمنون بالله الواحد بشهادة القرآن في:

1
(سورة البقرة2: 62) ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا
وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ”2

2
وجاء في تفسير الجلالين على هذه الآية ” “إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا” بِالأنْبِيَاءِ مِنْ قَبْل “وَاَلَّذِينَ
هَادُوا” هُمْ الْيَهُود “وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ” طَائِفَة
مِنْ الْيَهُود أَوْ النَّصَارَى “مَنْ آمَنَ” مِنْهُمْ “بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الآخِر” فِي زَمَن
نَبِيّنَا “وَعَمِلَ صَالِحًا”
بِشَرِيعَتِهِ
“فَلَهُمْ أَجْرهمْ” أَيْ ثَوَاب أَعْمَالهمْ
عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ”

 3
(سورة العنكبوت29: 46) ” وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ … وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ
إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”

4
قال الطبري في تفسير هذه الآية: ” وَإِلَهنَا وَإِلَهكُمْ وَاحِد } يَعني: مَعْبُودنَا وَمَعْبُودكُمْ وَاحِد

5
(سورة آل عمران3: 113و 114): “من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء
الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم
الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات”

6
تفسير ابن كثير: وَإِنَّ مِنْ أَهْل الْكِتَاب لَمَنْ يُؤْمِن
بِاَللَّهِ
وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ
خَاشِعِينَ لِلَّهِ”

 

سؤال: وماذا عن أهل قريش عباد الأصنام؟ هل كانوا يعرفون الله الواحد؟

الإجابة: سوف يصدم المشاهد إذا عرف أن القرشيين كانوا
يعرفون الله الواحد، وهذا هو الدليل والبرهان:

(1)    تلبيتهم بالله الذي لا شريك له: يقول ابن هشام في
(السيرة النبوية ج 1 ص 91) “فكانت كنانة وقريش إذا
أهلوا قالوا: “لَبَّيْك
اللهم لبيك لبيك لا شريك لك”

(2)    التكبير في الجاهلية: جاء في (السيرة الحلبية
ج 1) لما قُبل فداء عبد الله أبي محمد من عبد المطلب وهو 100 من الإبل صاح عبد
الله قائلا: “الله أكبروكبرت قريش مع عبد الله” ولم يكن الإسلام قد
جاء بعد”.

(3)    كانوا يسمَّوْن باسم عبد الله: وأكبر مثل هو: عبد الله بن عبد المطلب والد محمد نبي الإسلام
(السيرة لابن هشام ج 1 ص 119) وغير الكثيرون:

(4)         
جاء في (ابن هشام ج 1 ص 36) رجل اسمه قيس بن عبد الله من بني جعدة بن كعب .. بن هوزان [رجل وثني
من الجاهلية].

(5)         
وأيضا في (سيرة ابن هشام ج 1 ص 95) دوس ابن
عدثان
بن عبد الله بن زهران بن كعب بن
عبد الله بن
الغوث كان عابد صنم.

من هذا الكلام نستوضح أن الله كان معروفا في الجزيرة العربية قبل مجيء
محمد.

 

سؤال: ألم يكن القرشيون مشركين إذن؟ فما رأيك في كل ما قاله القرآن
عنهم بأنهم مشركون؟

الإجابة:

(1)         
كان القرشيون
الوثنيون
يؤمنون بالله الواحد
الذي لا شريك له كما مر بنا،، غير أنهم اتخذوا معه
شفعاء (كاللات والعزى ومنات).

(2)    ولا
يفوتنا أن نذكر أن النبي محمد قد اعترف بهؤلاء الشفعاء، عندما قال في (سورة
النجم53: 19) ” أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى”
وعندها قال “تلك الغرانيق العلى إن شفاعتهن لترتجى” ثم عاد ونسخها قائلا “إن الشيطان هو الذي أوحى به إليه” (تفسير النسفي ج3 ص 161).

(3)         
وحقيقة لست أدري كيف يوحي الشيطان لنبي”؟

 

سؤال: أعتقد أن هناك آية قرآنية تقول: (سورة الحج22: 52) “وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ ولا نَبِيٍّ، إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى
الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ، فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ

الإجابة:

(1)         
مع احترامي لهذا الرأي ولكني أقول أولا أنه لا
يوجد مثال واحد لنبي آخر غير محمد قد ألقى الشيطان فيما تمنى!

(2)    والأهم
من ذلك هو كيف يحدث هذ لنبي وقرآنه يقول في (سورة النحل16: 98100): “فَإِذَا
قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ
مُشْرِكُونَ

(4)   
 خاصة
إذا أضفنا إلى ذلك السحر الذي تعرض له محمد لأكثر من عام والذي جاء عنه في (صحيح
البخاري ج4 ص 33) “كان رسول الله قد سُحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء وهو لا
يأتيهن”، وقد علق على ذلك سفيان التوري “أن هذا أشد ما يكون السحر”

(5)         
إنها تساؤلات تفرض نفسها على فكر كل إنسان عاقل.

(6)         
وبصرف النظر عن ذلك نعود للموضوع الأصلي وهو: التوحيد
في الجزيرة قبل محمد.

(7)   
فنلاحظ من كل ما تقدم أن الله الواحد
(أي التوحيد) كان معروفا في الجزيرة العربية قبل محمد فقد اعتقد بذلك كل من
الحنفاء واليهود والنصارى والصابئين والقرشيين أنفسهم الذين أدخلوا شفعاء معه.

(8)   
وتساؤلي الجوهري هنا هو: ما الجديد
إذن الذي أتى به محمد، فقد كانوا يشيعون أن أهم ما أتى به محمد هو التوحيد، وها قد
رأينا بالدليل والبرهان أن التوحيد لم يكن جديدا بل كان معروفا من قبله.

 

سؤال: حقيقة محمد لم يستحدث عبادة الله أو التوحيد، ولكن القرشيين
أشركوا الأرباب أو الشفعاء، واليهود والنصارى حادوا عن التوحيد. فكان لا بد من بعث
رسول ينادي بالتوحيد وهذه هي رسالة محمد كما يقولون. فما هو رأيكم؟

الإجابة: لدي بعض النقاط:

(1)    بصرف
النظر عن أن هذا الكلام سليم أو غير سليم، فالمسيحيون
الحقيقيون لم يحيدوا عن التوحيد، وإنما
كان هناك بعض الهراطقة الذين شجبتهم
المسيحية فهربوا إلى الجزيرة العربية، أمثال بحيرة الراهب النسطوري وغيره. وهؤلاء
هم الذين عرفهم محمد وبنى أفكاره بناء على هذا المنطلق.

(2)    ولكن
دعني أضيف، ماذا عن الحنيفية والحنفاء
أتباع إبراهيم كما يقولون؟ هل انحرفوا هم الآخرون؟ أم ظلوا يعبدون الله الواحد،
حتى أمر الله محمدا أن يتبع ملة إبراهيم كما جاء في (سورة
النحل 16: 123)
“ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا
كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”. تفسير الجلالين: “ثُمَّ أَوْحَيْنَا
إلَيْك” يَا مُحَمَّد “أَنْ اتَّبِعْ مِلَّة” أي دِين “إبْرَاهِيم حَنِيفًا.

* إني أتساءل إن كان محمد قد دُعيَ فعلا ليتبع دين إبراهيم فما الداعي
إذن ليقيم دينا جديداً، ونبيا جديدا؟

(3)         
ثانيا: هل نجح
محمد في رسالته على مدي ما يزيد عن 14 قرناً؟

1 فاليهود
والنصارى مازالوا على ديانتيهما، رغم إعمال سيف
الإسلام في رقابهم
، وليس فكر الإسلام في رؤوسهم. فبالسيف قُتِلَ اليهود
والنصارى الذين كانوا في الجزيرة، ولم يستطع أن يبيد اليهودية والمسيحية الحقة من
العالم رغم استعماره لبلادهم.

(4)        
وتساؤلي هو: إن كان الإسلام لم ينجح
في رسالته، فما هو مدلول ذلك؟

(5)        
 إنني أتساءل، فليجيبنا علماء الإسلام بالردود المنطقية المقنعة.

 

سؤال: بعدما عرفت المسيح مخلصي أخشى أن أعلن إيماني، لأنك كما تعرف في
بلاد لا تعرف حرية الرأي والعقيدة، ولي أصدقاء ممن اختبروا عمل المسيح في حياتهم
يقبعون خلف الأسوار، ومنهم من لم نعرف عنهم شيئا، قل لي ماذا أفعل هل لابد أن أشهد
وأعلن عملا بقول المسيح: من ينكرني قدام الناس أنكره في السماء. أم ماذا؟

الإجابة:

(1)
مبروك عليك الخلاص.

(2)
اعلم يا أخي أن الشهادة شيء هام سواء الشهادة بالكلام أو على الأقل بالقدوة
والسلوك.

(3)
والسيد المسيح كان يقول لمن يشفيهم ويخلصهم من الأمراض اذهب خبر بكم صنع بك الرب
ورحمك.

(4)
ولكن في أحيان أخرى كان يوصي من شفي أن لا يقول لأحد (مر8: 26)

(5)
فهناك ظروف معينة يقتضى فيها الحكمة.

(6)
أم عن إنكار المسيح فذلك عندما يكذب الإنسان وينفي أنه قبل المسيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار