المسيحية

الله ظهر في الجسد



الله ظهر في الجسد

الله
ظهر في الجسد

يكتب
الانجيل ً: “الله ظهر في الجسد تَبَرَّرَ في الروح تراءى لملائكة كُرِزَ
به بين الامم أومن به في العالم رفع في المجد
“(راجع الانجيل 1تي 16: 3).
وقوله ايضاً الى رعاة الكنائس المسيحية في كنيسة افسس: “احترزوا اذاً
لانفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله
التي اشتراها بدمه”
(الانجيل اعمال الرسل28: 20).

توضيح- إن الله الآب
سبحانه,كما مر معنا سابقا, لم يتخذْ يوما جسداً, ليظهر للبشر ويتكلم
معهم
، فإنه روح محض لم يتنازلْ قط من مجده الاسنى (راجع الانجيل
يو 24: 4). أما المسيح الكلمة، المرسل الى العالم, فهو صاحب الدم الزكي الذي يتكلم
عنه رسول المسيح هنا, وقد أُهرق على الصليب وكفَّرَ عن خطايا العالم أجمع.
لا سيما المؤمنين بإسمه وقد اتَّبعوه فاديا ومخلصاً.كما تقول الآية
القرآنية الكريمة: “وجاعل الذين اتَّبعوك فوق الذين كفروا الى يوم
القيامة”(راجع سورة ال عمران 55) وانجيل يوحنا12: 1). وقال ايضا: “ان
الله اشترى من المؤمنينَ انفسَهُم واموالهَم بأنَّ لهم الجنةَ ”
(راجع
القرآن سورة التوبة111 والانجيل رؤيا 9: 5)).

هنا
ايضا يبرز السؤال.كيف اشترى الله من المؤمنين انفسهم واموالهم يا ترى؟هل
اشترى ذلك بالمال؟ والمشترى هو المال عينه, والانفس الثمينة التي لا تثمن بمال؟؟,كيف
اشترى ذلك؟
. سوى بدم الكفارة على جبل الجلجثة. كما أُشترىَ ابن
ابراهيم بدم الذبح العظيم
من قبل،على ذات الجبل الذي كان مثال الآتي.
فانه مكتوب في الشريعة: “وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة“.سفر
العبرانيين (22: 9). ويكتب موسى: “فان نفس الجسد هي في الدم فانا
اعطيتكم الدم على المذبج للتكفير عن نفوسكم. لان الدم
يكفر عن النفس”
(راجع التوراة سفر اللاويين 11: 17-16) الخ.

 

ظهور
الله لابراهيم والتكلم معه

يخبرنا
الوحي المقدس في سفر التكوين
الاصحاح (12) واعمال الرسل (ص7), ان اله
المجد
قد ظهر لأبينا ابراهيم ودعاه من بين النهرين قبلما سكن حاران،
وباركه وقال له “اذهب من ارضك ومن عشيرتك وبيت ابيك وتعال الى الارض التي
اريك فاجعلك امة عظيمة جدا واباركك واعظم اسمك وتتبارك فيك جميع قبائل الارض. فذهب
أبرام كما قال الرب وذهب معه (ابن أخيه) لوط.”
وظهر الرب ايضا
لإبراهيم وقال له:
لنسلك اعطي هذه الارض. فبنى هناك ابراهيم مذبحاً للرب الذي
ظهر له”
. (راجع سفر تك7: 12).

ويقول
الوحي في الاصحاح (17) ايضاً: “ولما كان ابرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر
الرب
لابرام وقال له انا الله القدير. سر امامي وكن كاملاً.. فسقط ابراهيم
على وجهه وتكلم الله معه”
.

 

ظهور
الرب لهاجر والتكلم معها

توضيح:
ان كان الله لم يره احدٌ قطْ ولم يسمع احدٌ صوته قطْ كما قرأنا اعلاه, اذاً من هو
الله القدير
هذا الذي ظهر لإبراهيم وتكلم معه؟ وهو الآن يظهر لهاجر
جارية ساراي في هيئةِ رجل. او كما يدعوه الوحي, ملاك او رسول, ويتكلمُ
معها ويباركها, سوى المسيح كلمةُ الله. وبعد ان باركها قال لها:
“تكثيراً اكثرُ نسلَكِ فلا يُعَدُّ من الكثرة, وها انتِ حبلى فتلدينَ ابناً
وتدعينَ اسمَه اسماعيل لان الرب قد سمع لمذلتكِ وانه يكونُ إنسانًا وحشياً يدُه
على كلِ واحدٍ ويدُ كلِ واحدٍ عليه وامامَ جميعِ اخوتهِ يسكنُ “
وبعد ان
صعد الملاك عنها “دعت هاجر اسم الرب الذي تكلم معها قائلةً:
انت إيل رؤي”
اي انت الله الذي يُرَى. فقد اعلن لها الوحي
اخيراً, انها كانت في حضرة الله الذي يُرَى (راجع تك 10: 16-14),وهو
الاقنوم الذي اتخذ بعد ذلك جسداً، وليست في حضرة الله الذي لا يُرَى, وله وحده عدم
الموت كما قرأنا اعلاه. الذي لم يرَهُ احدٌ من الناس ولا يقدر ان يَرَاهُ. (راجع
الانجيل،
تيموثاوس الاولى 16: 6-17)

 

رأوا
الله واكلوا وشربوا

نقرأ
في التوراة, ان كثيرين من الآباء والانبياء
قد رأوا الله,
وتكلموا معه, وسمعوا صوته في كل مراحل العهد اليهودي, واكلوا
وشربوا على مائدته
.كما قرأنا ماحدث لابراهيم. وما حدث مع موسى وهارون
واصحابهما (ال70) يقول الوحي المقدس: ” ثم صعد موسى وهارون وناداب وابيهو
وسبعون
من شيوخ اسرائيل, ورأوا اله اسرائيل..ولكنه لم يمد يده الى
اشراف اسرائيل.فرأوا الله واكلوا وشربوا” (راجع سفر الخروج 9: 24-11).

 

ان
كنتُ قد وجدتُ نعمةً في عينيكَ فلا تتجاوزْ عبدَكَ

ونقرأ
هنا في سفر التكوين
(ص18) عن ابراهيم اب المؤمنين ان الرب قد ظهرله
عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة في حر النهار. يقول الوحي: “فرفع
ابراهيم عينيه ونظر واذا ثلاثة رجال واقفون لديه. فلما نظر ركض
لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد الى الارض”. -امام الرب فقط وقد كان
معه ملاكين.وقد تكلم ابراهيم اليه في صيغة الفرد قائلا: يا سيد ان كنتُ قد
وجدتُ نعمةً في عينيكَ فلا تتجاوزْ عبدَكَ.

وبعد
ان اكلوا وشربوا معه وبشره الرب بولادة اسحق صاحب المواعيد,اخبره هذا
الرجل, الذي هو الرب ذاته كما سنرى, انه مزمع ان يهلك مدينتي سدوم وعمورة, فاخذ
ابو المؤمنين يتشفع لديه لانقاذهماَ ويقول لهذا الرجل: ” أديَّان
كل الارض لا يصنع عدلاً حاشا لك يا رب ان تهلك البار مع الاثيم. عسى ان يكون هناك
خمسون بارا في المدينة افتهلك المكان ولا تصفح عنه لاجل الخمسين بارا في المدينة

فقال له الرب”-الرجل- “ان وجدتُ في سدوم خمسين باراً فاني اصفح
عن المكان كله”.

وراح
ابراهيم يتشفع امام الرب الى ان وصل العدد الى العشرة
. ولكن بكل اسف لم يجد
الرب في تلك المدينة الشاسعة سدوم وشقيقتها عمورة عشرة اشخاص مؤمنين بالرب, فهلكت
سدوم واهلها الاشرار. وقد اصبح مكانها البحر الميت كما نرى اليوم. وقد انقذ الرب
لوطاً البار واهل بيته قبل هلاكها (راجع سفر تك ص 18).

لنذكر
اذاً ان الله الذي ظهر لابراهيم وهاجر وتكلم معهما هو كلمة الله وصاحب الظهور.
وذلك قبل إن جاء واتخذَ جسداً من امنا المباركة مريم العذراء. المدعوة في القرآن:
مريم ابنة عمران.

 

ظهور
الرب ثانية لهاجر

في
سفر التكوين (ص 9: 21-21) يقول الوحي بعد ان رأت سارة “امرأة ابراهيم”
اسمعيل ابن هاجر المصرية يمزح معها “قالت لابراهيم اطرد هذه الجارية وابنها.
فقبح الكلام جداً في عيني ابراهيم لسبب ابنه. فقال الله لابراهيم لا يقبح في عينيك
من اجل الغلام ومن اجل جاريتك. في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها.لانه باسحق يدعى
لك نسل. وابن الجارية ايضا ساجعله أمة لانه نسلك”.

وعندما
طُرِدَت هاجرمع الولد وتاهت في برية بئرسبع, وقد قارب الولد من الموت بسبب
العطش,”ناداها ملاك الرب من السماء”, اعني به الرب الكلمة نفسه,
“وقال لها: “مالك يا هاجر. لا تخافي قومي احملي الغلام وشدي يدك به. لاني
ساجعله امة عظيمة
. وفتح الله عينيها فابصرت بئر ماء. فسقت الغلام.. اقرأ هذه
الحادثة بنفسك في سفر التكوين (9: 21-21).

نرجع
ونكررً, ان الله الذي رآه
ابراهيم وسمع صوته, وقد رأته هاجر وسمعت صوته, ليس
هو الله الآب سبحانه,
بل انما هوشخص المسيح, ابن الله وكلمته المرسل
الى العالم
.لان الله الاب نفسه كما مر بنا, لم يره احد قط. ولم يسمع صوته
احد قط
. وان ابراهيم، اب المؤمنين, تهلل بان يرى يوم المسيح, احد اقانيم
الله الجامع, فرآه مرارا عديدة وفرح.
قال يسوع ذات يومٍ لليهود المحيطين به:
ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فرأى وفرح”. فقال له اليهود
ليس لك خمسون سنة بعد. أفرأيت ابراهيم. “قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم
قبل ان بكون ابراهيم انا كائن “
(راجع انجيل يوحنا (56: 8-59).

 

الرب
يمتحن ابراهيم

المسيح
هو الاقنوم الذي
تكلم مع ابراهيم وطلب منه ان يقدم له ابنه ذبيحة على جبل
المريا, فيقول: “وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم. فقال له يا
ابراهيم.فقال هأنذا. فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب الى ارض المريا
واصعده هناك محرقة على احدالجبال الذي اقول لك..فاخذ ابراهيم حطب
المحرقة
ووضعه على اسحق ابنه
واخذ بيده النار والسكين فذهبا كلاهما معاً الى
الجبل
“.(راجع تك22)

هكذا
نقرأ عن المسيح ايضًا عندما اخلى نفسه آخذا صورة عبد, وجاء كنسل المرأة, في
جسد طبيعي, لكفارة الخطايا. فقد وضعوا عليه صليبه حاملا اياه سيرًا على الاقدام الى
ذات الجبل, جبل المريَّا, وقد اصبح فيما بعد يدعى جبل صهيون. وهوجبل
الجمجمة او الجلجثة
حيث هناك ذُبحَ المسيح كفارةً لاجلنا, بعد ان
ربطوا يديه ورجليه بالمسامير على الخشبة.
مع الفارق العظيم.حيث ان ابن
ابراهيم استحيِيَ بتقديم”الكبش العظيم” كفارة عنه, اما المسيح
فكان هو كبش المحرقة الذي كان يُرمَزُ اليه بكبش ابراهيم العظيم وابنه, فمات
المسيح لاجلنا.

نقرأ
في مزمور (16: 22-18) قول المسيح قبل ان يجيء في الجسد,مستخدماً بذلك لسان داود
الملك: “لانه قد احاطت بي كلاب جماعة من الاشرار اكتنفتني. ثقبوا يديَّ
ورجليَّ. احصي كل عظامي. وهم ينظرون ويتفرسون فيَّ. يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي
يقترعون”
.

ويقول
الرب ايضا: “العار كسر قلبي فمرضت انتظرت رقة فلم تكن ومعزين. فلم اجد.ويجعلون
في طعامي علقماً وفي عطشي يسقونني خلاً ” (راجع مز 20: 69وانجيل متى
34: 27).

وفي
مزمور آخر يقول الرب: “على ظهري حرث الحراث. طولوا اتلامهم”(راجع
مز3: 129). وهذه كانت نتيجة الجلد بالسياط, التي تساقطت على جسده
الضعيف. فيكتب لنا بطرس الرسول بدوره في هذا قائلاً: “الذي “بجلدته
شفيتم
“(1بط 24: 2)الخ

وها
النبي زكريا يراه بالوحي الالهي مجرَّحا فيسأله: “ما هذه الجروح التي في
يديك. فيقول له الرب: هي التي جرحت بها في بيت احبائي”
(راجع زك6:
13).

وان
اشعيا بدوره عندما كان تحت الوحي المقدس رأى سيده مجرحا فيكتب: “محتقر ومخذول
من الناس رجل اوجاع
ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم
نعتد
به لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا
من الله ومذلولا. وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل
آثامنا
تأديب سلامنا عليه وبِحُبُرِهِ شفينا”-اي بجروحه شفينا-“كلنا
كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. ظلم اما هو فتذلل
ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه”
(راجع
اش53).

وقد
رآه النبي ايضا قادما من خارج المدينة اورشليم،حيث اخرجوه خارجا الى هناك وصلبوه(
راجع
الانجيل يو17: 19ومتى 39: 21): فصرخ اشعيا قائلا: “من ذا الآتي من ادوم
بثياب حمر. من بصرة.هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته
“,فيجيبه الرب،“انا
المتكلم بالبر العظيم للخلاص”.
فيسأله النبي: من جديد“ما بال
لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة”.
فيقول الرب: “لقد دست المعصرة
وحدي ومن الشعوب لم يكن معي احد.فدستهم بغضبي ووطئتهم بغيظي فرش عصيرهم على ثيابي
فلطخت كل ملابسي.لان يوم النقمة في قلبي”
-اي يوم سحق رأس ابليس الحية
القديمة, فان المسيح هونسل المرأة (راجع تك 15: 3واش 1: 27) الخ. “وسنة
مفديي قد اتت
“وهي سنة الكفارة الرمزية التي نعيشها اليوم. وستدوم
سنة الانبياء الرمزية هذه. الى مجيء الرب ثانية وانقضاء الدهر, (راجع اش1: 63-6ولو19:
4ومت3: 24).

في
هذا ايضًا يكتب الرسول بولس: “لان فصحنا المسيح قد ذبح لاجلنا اذاً
لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الاخلاص والحق
(راجع
الانجيل1كورنثس الاولى (7).

ويكتب
داود بروح النبوة كنتيجةٍ مفرحة لهذا النصرالعظيم, في الآلام المبرحة التي
تحملها المسَّيا لاجل فداء البشر فيقول: “انفلتت انفسنا مثل العصفور من فخ
الصيادين, الفخ انكسر ونحن انفلتنا. عوننا باسم الرب صانع السموات والارض
آمين”
(راجع زابور داود 124: 7) الخ.

 

الرجوع
الى ابراهيم

وهناك
على جبل المريا, بعد ان انزل ابراهيم الحطب عن ظهر ابنه “بنى مذبحاً وربطه
ووضعه على المذبح فوق الحطب. ثم مد يده واخذ السكين ليذبح ابنه
, فناداه
ملاك الرب” (
الذي هو المسيح بالذات,ملاك الظهور في العهد القديم، وذلك
قبل ان يتخذ جسدا من العذراء مريم) “ناداه من السماء وقال له: “ابراهيم
ابراهيم لا تمدَ يَدَكَ الى الغلام ولا تفعلْ به شيئاً, الآن علمتُ انك خائفٌ الله
فلم تمسكِ ابنكَ
وحيدَكَ عني، فرفع ايراهيم عينيه ونظر واذا كبشٌ
وراءَهُ ممسكاً في الغابةِ بقرنيهِ
, فأصعده ابراهيم محرقةً عوضاً عن ابنه
(راجع تك22) وهذا الكبش نفسه كان ممثِّلا مسيَّا اليهود الفادي. حمل الله الذي رفع
خظية العالم (راجع اشعيا 53ومز16: 22ويو29: 1).

 

صدى
الحادثة في القرآن

وفي
القرآن نقرأ عن هذه الحادثة في لسان عربيٍّ فصيح تجاوباً مع التوراة, التي دعاها
القرآن أم الكتاب واماماً ورحمةً (راجع سورة الزخرف (1)
والاحقاف(12). فيقول: “وناديناه يا ابراهيم. قد صَدَّقتَ الرؤيا إنَّا
كذلك نجزي المحسنين، إن هذا لهوَ البلوا المبين, وفديناه بذبحٍ عظيم. وتركنا عليه
في الآخِرين. سلام على ابراهيم “(
سورة الصافات103- 107).

فدعا
ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه

فقد
دعى القرآن الكبش ذبحاً عظيماً. ذلك, لانه كان يَرْمزُ لعظيمٍ. فإنه
لم يكن كبشاً عادياً كباقي الكباش, التي تذبح كل يوم بالمئات, والالوف. بل كان
كبشًا عظيمًا لانه غير عاديٍّ وقد أُهدِيَ الى ابراهيم بيد عظيمةٍ ايضا, هي يد
المسيح عيسى ابن مريم كلمة الله, وملاك الكلام والظهور في العهد القديم. وهو ذاته
الله يهوه المتكلم للبشر (راجع سفر الخروج 1: 3-15) الخ. “فدعا
ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه.
حتى انه يقال الى اليوم في جبل الرب
يرى
. وناداه ملاك الرب ثانية من السماء قائلاً: لانك لم تمسك
ابنك وحيدك عني اباركك مباركة واكثر نسلك”
(تك22).

وهذا
الموت المحتم الذي كان لابن ابراهيم لولا فدائه،كان يُرمز به الى
حَتميَّةِ موتنا نحن البشر ابناء آدم
. فكأني بآدم الاول وإمرأته حواء
بعصيانهما على الله, وبإغراءٍ من ابليس, قد حاولاَ،دون علم، قتل البشرجميعًا
وتقديمه ذبيحة لابليس على مذبح الكذب
. لقد صدَّقَت حواء ابليس بقوله:
لن تموتا. بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله
عارفين الخير والشر”.

ففي
هذا قال المسيح ذات يوم للمحيطين به من اليهود: “انتم من أبٍ هو ابليسُ
وشهواتُ أبيكم تريدون ان تعملوا.ذلك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق
لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانه يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب”
(
راجع يو44: 8).

ولكن
من محبة الله الفائقة للبشر
, فقد وعد آدم وحواء بعد عصيانهما, ان الفادي
سيأتي في الوقت المعين, كنسل المرأة, لسحق رأس ابليس (المسمى بالحية
القديمة,(اش27: 1) وليكفِّرعن آدمَ وذريته لننال التبني” (اي لنصير من
جديد بواسطة هذه الكفارة ابناء المسيح “آدم الثاني الرب من السماء
(راجع
الانجيل 1كو 45: 15 وغلا4: 4-7وسورة ال عمران (59).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار