علم الانسان

الكنيسة والتحديات الفكرية



الكنيسة والتحديات الفكرية

الكنيسة
والتحديات الفكرية

التغيير
فى حكمة الخالق:

-تواجه
الكنيسة فى العالم الحاضر تحديات كثيرة ومنها على وجه الخصوص التحديات الفكرية
المتعددة نظرا لاختلاف افكار الناس واجبابهم وبناتهم والوانهم ولغاتهم وثقافاتهم
وخبراتهم النفسية والاجتماعية

-هذا
التنوع ارادة الله لتزويد الجنس البشرى بافكار مختلفة تكمل بعضها البعض وتنوعها
بخلق حيوية فى الجدل الفكرى مفيد فى تطور الانسان نحو الافضل – وهنا يختلف الانسان
عن الحيوان لان هذا الغير عند الانسان يؤدى الى التطور والنمو.

 

الدين
لا يتغير أما العلم فيتغير

-تملك
الكنيسة تراث ضخم من الحقائق الازلية الابدية يعلنها الله الانسان عن طريق
الانبياء بالروح القدس موبدين بالايات والمعجزات كصداقية لدعوتهم السماوية.

-جاء
المسيح المجد ليكمل ويضيف معانى جديدة للشريعة حتى تامت وارتفعت.

مت
5 – 17 (لا تظنوا انى جئت لانقض الشريعة او الانبياء، ما جئت لا نقض بل لاتمم)

5-
48 (كونوا اذا كاملين كما ان اباكم الذى فى السموات كامل)

-التعاليم
الالهية ثابته لا تتغير عكس بقية العلوم حيث بحقل تاريخها بالتغير فكل الظواهر
الانسانية تخضع للتغير والتطور والابتكار والخلق الابداع.

-اما
الدين فهو منزل من السماء وقواعد الحق الالهى ولا يجوز لاحد تغيره سواه بالاضافة
او الحذف عكس العلم الذى يكتشف كل يوم الجديد من الابتكارات.

اسحق
نيوتن (عالم الطبيعة كان يسير منخفض الراس فلما سالوه قال اجلالا للخالق.

 

المسيحى
يجمع بين المتغير والثابت:

-المسيحى
فى عقيدته الدينية ثابت لا يتغير ولكن يتغير فى مبدا العلم والفلسفة فهو اذن بجمع
فى قلبية وفكره بين الثوابت والمتغيرات.

-ظاهرة
رفض الدين منطلق انه يقوم على الغيبات والقوى الغير منظورة وعلى راسها الله وهذا
يتطلب الايمان بالحياة بعد الموت والثواب والعقبات.

-يرى
الدين انه سلطه يتعارض مع الحرية التى تقيدها السلطة وهو يريد الحرية الغير مفيدة
بفروض التزامات ومسلمات.

-لكن
العلم يعتبر دليل على الدين وعلى وجود الخالق كما قال احمد الحكماء (كلما تقدم على
التشريح وزاد الايمان بالله).

 

الكنيسة
كمؤسسة تربوية

-تبدأ
عملية التربية فى المنزل الذى يعتبر كنيسة صغيرة يتعلم فيها الطفل اول المبادئ
المسيحية ومن هنا يتضح العلاقة الايجابية والتفاعلية بين المنزل كعامل موثر فى
التربية المسيحية وبين الكنيسة

-تبين
اذن اهمية توجية الاباء والامهات الى الوسائل الروحية التى يجب اتباعها مع الاطفال
لتحقيق اساس التربية الروحية وهو ” الحياة الفضلى ”

-لتمثل
بالسيد المسيح كمثل اعلى الوصول الى الكمال فى الفكر – والقول – والسلوك – مع
الاحباء والمؤمنين والاعداء والبعيين عن الايمان

-الفصل
25 من الدسقولية (تعاليم الرسل) ويتحدث عن كيف يعلم الابناء ابنائهم ” ايها
الاباء علموا ابنائكم فى الرب وربوهم بأدب ” وذلك من حيث:

1-توجيه
الابناء بما يليق وحكمة الله 2- تمنعهم مكن العادات الرديئة والخمر والسكر

3-تخدرهم
من التفريط فى الشرور 4-توجههم للعمل والتجارة الشريفة

5-تعليمهم
دراسة الكتاب المقدس

-سليمان
الحكيم قال (ادب ابنك يقضيب من حديد فمت كبر لا يحيد عنه)

-هدف
التربية المسيحية هو اتمام القصد الالهى وهو ” حفظ الوصية وحفظ الانسان لنفسه
بلادنى فى هذا العالم “.

أفسس
2 – 5 (لاننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لاعمال صالحه سبق الله فاعدها لكى
سلك فيها.

-الكنيسة
توكد على عملية التربية بالاعتماد اولا على نعمة الله اولا تم ترتيب الادارة الحرة
للسلوك المسيحى ثانيا.

-الاستناره
الروحية والتعليم الروحى يعتمد على التدريب على اعداد الابناء للجو الروحى المناسب
من خلال وسائل الكنيسة الروحية المختلفة والانشطة المتعددة فى مختلف الاعمار

 

واجب
المسيحى نحو أسرته:

-الانسان
اذا كان اغرب فأسرته هى والده وامه واشقاء وشقيقاته، والاسرة بمعناها الواسع فهى
تمتد فتشمل سائرا اقربائه بالجسد والاعمام والاخوال والجذور والاحفاد وغيرهم من
المؤمنين

-الواجب
المفروض هنا بتحدد بحسب درجة قرابة كل منهم ودرجة المسولية المباشرة نحو الوالدين
اولا ثم باقى الاقرباء.

اتيمو
5 – 4 (اذا كانت ارمله لها بنون اوحفدة فليتعلموا اولا ان يتقوا الله فى اهل
بيتهم، وان يفو اما عليهم لوالديهم لان هذا صالح ومقبول امام الله)

-اذا
كان الانسان متزوجا فمسئولية الفرد عن زوجته واولاده ثم والديه فالاشقاء والشقيقات
اذا كانوا فى حاجه اليه ثم الانبياء حسب درجة الحاجة الى الساعدة

ايتمو
5- 8 (واذا كان احد لا يعتنى بزويه ولاسيما تأهل بيته فقد انكر الايمان وهو شر من
غير المؤمن).

-ويساعد
الانسان المحتاجين من اسرته ايضا فى العشور والعطاء وتقديم الخدمات المادية
والمعنوية واولا الروحية

-وكلما
توفرت للانسان الامكانات الكثيرة صار ملتزما بالعطاء ومساعدة اسرته والاقوياء اولا
مت 5 – 20 (ان لم يزديركم على الكتبة والفريسى لن تدخلوا ملكوت السموات).

 

وتأثير
المسيحية على التربية الجهدة الطفل

1)
اهتمت المسيحية بالبيئة اولى التى ينشأ فيها الطفل فى تقديس العلاقات الاسرية
والعلاقات الاسرية القائمة على المحبة والقداسة.

افس
5 – 32 ” ايها النساء اخضعن الرجالكم

ايها
الاباء لا تغيظوا واولادكم بل ربوهم تتأديب الرب.

2)تهيئة
جو الاستقرار والحياة الروحية والارتباط الكنيسة الام فى كل الصلوات والاعياد
والاجتماعات الروحية الخدمة-مدارس الاحد

3)الاهتمام
بالعبادة العائلية (الصلاة – الصوم والصداقة – الانجيل والكتيب الروحية

4)تغليب
طابع التدين على الاسرة المسيحية وليس التمدين

5)العلاقات
المسيحية الاجتماعية المتبادلة فى اطار الكنيسة وزيارات الاديرة والكنائس

مبدا
الاشتراكية المسيحية:

 تعتبر
المسيحية اول من نادى بالاشتراكية حيث ان التلاميذ كان كل شئ بينهم مشتركا وسادت
بينهم روح المساواه والمحبة والبذل

اع
2 – 44 (فكانوا يبعون املاكهم ومقتنياتهم وفرقون ثمنها عليهم جميعا على قدر احتياج
كل منهم. (وكان جماعة المؤمنين قلبا واحدا وروحا واحدا بل كل شئ كان مشتركا بينهم

الطاعة:
قال الكتاب المقدس: ابن الطاعة تحل عليه البركة:

-قال
القديس باسيليوس الكبير: درب جسدك على طاعة نفسك على طاعة الله وقال القديس
باخوميوس: اسمع يا ولدى وكن اديبا واقبل التعليم، احب الذى يؤدبك بخوف الله مطيعا
مثل اسحق الذى يسمع لابية وبطبعه كخروف ساذج القلب.

-الصبر
اربع مراتب مرتفعه فى السماء

1-مريض
صابر شاكرالله 2-صحيح يضيف الغرباء وينج الضعفاء

3-منفرد
فى البرية مجتهد 4-تلميذ ملازم لطاعة ابيه من اجل الله

و
كانت الاخيره اسمى من الثلاثه الاوائل بسبب ان كل واحد منهم يعمل الخير بهواه واما
الرابع فقد قطع هواه الله واطاع معلمة فكانت الطاعة لاجل الله افضل الفضائل

الاحتمال:

الام
طبيعية: جوع – تعب – مرض – اماكن.

الام
سلبية: شتيمة – اهانة – امتهان – ضرب

احتمال
ايجابى: شدائد – احزان – تجارب

-قال
القديس مقاريوس الكبير:

ان
طول الروح هو صبر – والصبر هو الغلبة – والغلبة هى الحياة – والحياة هى الملكوت –
والملكوت هو الله – الباب ضيق والطريق كرية لكن المدينة مملؤه فرح وسرور – والبرج
علاى حصين لكن ينجى من النار.

 

المسيحى
وحياة الشركة

حياة
الشركة

 يقصد
بحياة الشركة. تلك الحيات التى يحياها الانسان فى ظل علاقته مع الاخرين يشترك معهم
ويشاركهم مشاركة فعليه ايجابية مشبعة بالحب والخدمة والخير والسلام وهذه العلاقة
تتناول الروح والقلب والشكر.. فالذين يعيشون معا بروح وقلب واحد وفكر واحد هم
الذين يمارسون حياة الشركة التى طلبها الرب يسوع فى صلاته الشفاعية الاخيرة عندما
قال

..
أيها الاب القدوس احفظهم فى اسمك الذين اعطيتنى ليكونوا واحدة كما نحن.. ليكون
الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب فى وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن
العالم انك ارسلتنى. وانا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى ليكونوا واحدا كما أننا
نحن واحد (إنجيل يوحنا: 17: 11 و21 و23)

 وهكذا
نرى أن حياة الشركة التى طلبها الرب يسوع الجماعة المؤمنين. تتميز فى الوحدة مع
الثالوث القدوس وفى وحدة المؤمنين سويا. ولكن نفهم هذه الحياة علينا أن تتعرف على
شركتنا مع الله وشركتنا مع بعضنا البعض فتتضح رسالتنا فى ظل هذه الشركة.

أولا:
شركتنا مع الله

 كان
الله يعيش فى الازل وحده. ثم اشركنا معه فى الوجود. وشركتنا معه هى فى البر
والقداسة وإذ هو أبدى أشركنا معه فى أبديته
، وإذ هو كلى
القدرة غير محدود أشركنا معه فى اللا محدودية بأن أعطانا الشوق الى غير المحدود.
وإذ هو ثالوث فى وحدة الجوهر أشركنا معه فى صورة التثليث والتوحيد بأن جعل الانسان
ذاتا وعقلا وروحا وهؤلاء واحد. لقد أشركنا الله معه فى حيه وعشرته وأصبح الله مع
الانسان فى كل زمان ومكان. وسمى نفسه عمانوئيل أى الله معنا لأنه حيثما اجتمع
الاثنان بإسمى فهناك أكون فى وسطهم..

 (أنجيل
متى 18: 20)

 وعندما
اقترب إلى الصليب قال.

..أنا
أمضى لأعد لكم مكانا. وإن مضيت وأعددت لكم مكانا آتى أيضا وأخذكم الى حتى حيث أكون
أنا تكونون أنتم أيضا

 (إنجيل
يوحنا 14: 2 و3)

 وفى
صلاته الشفاعية قال

..
أيها الأب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتنى يكونون معى حيث أكون أنا..

 (إنجيل
يوحنا 17: 24)

 أما
فى الأبدية عندما يأتى الرب على انسحاب. فسياخذنا معه ونكون مع الرب كل حين

وليست
الشركة مع الله أن يكون فقط معنا. بل أن يكون أيضا فينا لأنه قال: أنا ففيهم وهم
فى وفى شته نفسه بالكرمة ونحنبالاغصان. وأوصانا أن نثبت فيه وهو فينا.

 أنا
الكرمة وأنتم الاغصان. الذى يثبت فى وأنا فيه هذا يأتى بثمر كثير..

 (إنجيل
يوحنا 15: 5)

 وفى
موضع آخر يقول الرب يسوع:

..
إن أحبنى أحد.. يحبه أتى واليه نأتى وعنده نصنع منزلا

 (إنجيل
يوحنا 14: 23)

 ما
اقدس هذا القلب الذى يسكن فيه الثالوث القدوس.. وكلما عاش المؤمن بقلبه مخلصا
للوصية مع طاعة كاملة لمحبة المسيح
، كلما يثبت الحق فيه وتصير الشركة بينه
وبين الله قوية مشيئة للغاية. هذه التى عبر عنها بولس الرسول بقوله:

 

على
أنه يجب أن بوضح أن شركتنا مع الله ليست فى جوهرة وطبيعته اللاهوتية وإنما فى شركة
فى العمل والحب والعشرة لذلك ينادينا الرسول بولس قائلا: ليحل المسيح بالايمان فى
قلوبكم ”

 (رسالة
بولس الرسول إلى أهل أفسس 3: 17)

 فنحن
شركاء الطبيعة الالهية. ليس فى الجوهر. وإنما فى العمل. الدعامات التى تقوم عليها
شركتنا مع الله:

*الله
قدوس وشركتنا معه فى القداسة: فإذا ابتعد المؤمن عن حياة القداسة ولم يسمح للروح
القدس أن يعمل فيه ويطهره من كل دنس الروح والجسد فإنه لا يستطيع أن تكون له شركة
مع الله. يؤكد ذلك بولس الرسول فى رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس.

..
لأنه أية خلطة للبر والاثم. وايه شركة للنور مع الظلمه. وأى اتفاق للمسيح مع
بليعال وأى نصيب للمؤمن مع غير المؤمن. وأية موافقة لهيكل الله مع الاوثان. فإنكم
انتم هيكل الله الحى كما قال الله إنى ساسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلها وهم
يكونون لى شعبا. لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجا فأقبلكم.
وأكون لكم أبا وانتم تكونون لى بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شئ.

 فإذ
لنا هذه المواعيد أيها الاحباء لتطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين
القداسة فى خوف الله

 (رسالة
بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 16، 14 – 18. 7. 4)

*الله
نور وشركتنا معه فى الحق والنور والوضوح: فإن الله لا يعيش فى الظلمة وكل من يريد
أن تكون له شركة معه يحيا فى النور، وحسبنا دليلا على ذلك ما سجله بولس فى رسالته
إلى اهل افسس:

ولا
تشتركوا فى أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحرى وبخوها لأن الامور الحادثة منهم
سرأ ذكرها أيضا قبيح. ولكن الكل إذا توبخ يظهر بالنور. لأن كل ما أظهر فهو نور

 (رسالة
بولس الرسول الى اهل افسس 5: 11 – 13)


الله محبة وشركتنا معه فى الحب: فكل من يبغض أخاه. فهو يحيا فى الظلمة. وفى الظلمة
يثبت وليست له شركة مع الاب. يقول الرسول يوحنا فى هذا الصدد: “.. أكتب اليكم
ما هو حق فيه وفيكم أن الظلمة قد مضت والنور الحقيقى الأن يضئ. من قال انه فى
النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الأن فى الظلمة. من يحب أخاه يثبت فى النور وليس فيه
عثرة وأما من يبغض أخاه فهو فى الظلمة وفى الظلمة يسلك ولا يعلم اين يمضى لأن
الظلمة اعمت عينيه

(رسالة
يوحنا الرسول الأولى

 

ثانيا:
شركتنا مع بعضنا البعض

يقول
معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل أفسس


فأطلب إليكم أنا الاسير فى الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التى دعيتم بها. بكل
تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضا فى المحبة. مجتهدين أن تحفظوا وحدانية
الروح برباط السلام جسد واحد وروح واحد كما دعيتم أيضا فى رجاء دعوتكم الواحد. رب
واحد معمودية واحدة إله وأب واحد للكل الذى على الكل وبالكل وفى كلكم ”

 (رسالة
بولس الرسول الى اهل افسس 4، 1 – 6)

*فإذا
لنا أب واحد وايمان واحد ومعمودية واحدة وهدف واحد. يلزم إذا أن نعيش فى حياة
الشركة المقدسة مع بعضنا البعض بروح الاتضاع والوداعة والمحبة. ووحدانية القلب
والروح والفكر.

*ولأننا
أسرة واحدة. وأهل بيت الله مع القديسين. يلزمنا أيضا أن نهتم اهتماما واحدا غير
مهتمين بالامور العالية. بل منقادين الى حياة الاتضاع والصفح والمحبة. لا نجازى
أحدا عن شر بشر متمثلين بما نادى به الرسول بولس فى رسالته إلى أهل رومية.


وادين بعضكم بعضا بالمحبة الأخوية. مقدمين بعضكم بعضا فى الكرامة مشتركين فى
احتياجات القديسين.. مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحدا غير مهتمين بالامور العالية
بل منقادين الى المتضعين.. لا تجاوز احدا عن شر بشر معتنين بأمور حسنه قدام جميع
الناس. إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس

 (رسالة
بولس الرسول إلى أهل رومية 13: 10 – 18)

*والكنيسة
ينشغل أعضاؤها جميعا بتمجيد اسم الله وعبادته بالروح والحق
، والاهتمام
الصادق بخدمة الإنجيل والكرازة. والعمل على جذب النفوس البعيدة ودعوتها إلى الحياة
المقدسة مع الله. وهكذا يحيا الجميع بروح الوحدة والألفة ويجمعهم المناخ النقى
والجو الروحى الصادق فلا تكون ثمكة أنقسامات أو خصومات أو منازعات. لأن المحبة
المسيحية تسود الجميع

دعائم
حياة الشركة بين المؤمنين

أن
يكون أعضاء الكنيسة مؤمنين فعلا وليس أسما فقط: فالمؤمن الحقيقى له هدف واحد فى
الحياة وهو تمجيد اسم الرب يسوع فى كل أعماله وأقواله. هذا الهدف المشترك يجعل كل
المؤمنين وحدة واحدة. وقلبا واحدا. وفكرا واحدا مهما اختلفوا جنسا ولغة وثقافة
وعلما ومالا

 

أن
يكون المحبة هى رباط الكمال الذى يربط طافة الأعضاء: فالمحبة الإلهية بطبيعتها
تجمع الكل إلى واحد. وتمنع الإنقسامات والتحزيات وترفض سوء الظن فى العلاقات بين
الناس
، وتنمى روح
الود والخطف والاتضاع فى المعاملة
، وبذلك تصبح الوحدة قوية ومتينة ومبنية
على الصخر.

 

أن
نقبل بعضنا بعضا. كما أن المسيح قلبنا أيضا لمجد الله.

 فلا
يعتقد الواحد أن يكون الأخر مثيلا له فى المزاج والتفكير. لاننا وان اختلفنا فى
هذه النواحى. الا اننا نتفق فى الهدف وفى العمل المشترك. شاننا فى هذا شان أعضاء
الجسد الواحد التى وان اختلف بعضها عن بعض. الا انها تكمل عمل بعضها
، ليس الجسد
كله عيونا او اذانا او اياد. ولكن جمال الجسد فى انه يشتمل على هذه كلها، وكل عضو
يعمل فى انسجام واتفاق مع بقية الاعضاء: لبنيان الجسد. وسلامته الصحية والنفسية

 

الامور
التى تعطل وتقاوم حياة الشركة بين المؤمنين:

 


الانفرادية والانانية: وتتمثل فى سعى كل واحد ان يطلب المجد لنفسه فقط فالذى يحب
لاظهور ويطلب ان ينفرد بالكرامة، ويميل ان يكون الاول بين الجماعة، والسيد المطاع
دائما دون ان يخدم بروح الاتضاع والبذل الحقيقى فانما يعطل حياة الشركة بين
المؤمنين. لأن الانفرادية معناها ان الواحد لا يستريح للعمل مع الاخرين. ولا يريد
ان يذوب فى حياة الجماعة. والانانية تتنافى مع اسمى الوصايا وهى المحبة التى هى
سبيل اولاد الله. على أن مقياس المحبة هو المسيح فى محبته الباذلة بهذا قد عرفنه
المحبة ان ذاك وضع نفسه لاجلنا فينبغى لنا نحن ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة

..
لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق

 (رسالة
يوحنا الرسول الاولى 3: 18)


التبعية والحزب: فالذى يشعر انه تلميذ لواحد ومنحاز له ويرفض ان يتعاون مع الاخرين
لانهم ليسوا تلاميذ الذى يتبعه، إنما يضع بذور الشقاق والانقسام الم يعلن السيد
المسيح قائلا

..كل
مملكة منقسمه على ذاتها تخرب. وكل مدينة او بيت منقسم على ذاته لا يثبت

 (انجيل
متى 12: 25)

 كذلك
أوصى بولس الرسول فى رسالته الاولى الى اهل كورنثوس مناشدا ابانا ان تقول جميعا
قولا واحدا. ولا يكون بيننا انقسامات.بل نكون كاملين فى فكر واحد وراى واحد ولا
يقول احد انا لبولس وانا لا بولس. وانا لصفا وانا للمسيح، هل انقسم المسيح. كلا

 (الاصحاح
الاول من الرسالة اعداد 10 – 13)

ان
المعلم واحد. هو الرب والجميع تلاميذه فما الداعى لاننترك المعلم والراعى ونقيم
بيننا انقسامات لتحقيق مصالح شخصية وما رب فردية!!!


قلة الصبر والاحتمال وسرعة الادانة والحكم الخاطف على الاخرين:

 

فالعمل
الجماعى يتطلب صبرا وطول اناة. والرب يسوع اعطانا مثالا فى حياته عندما احتمل
تلاميذه وصبر على ضعفاتهم. وكان يشجعهم دائما حتى بعد ان امتلاوا من الروح القدس
وملاوا العالم بالكرازة بالانجيل

ما
اسهل ان نهدم ونحطم. وما اصعب ان نصبر ونحتمل ونبنى ونشجع

ان
الجماعة الروحية التى تحيا بروح المسيح يسودها جو المحبة والاحتمال والتسامح فيعمل
القادة والرعاة فيها على احتمال ضعف الضعفاء ليتقوى الضعيف ويزداد القوى قوة
ليساعد الضعيف ويقترب المتباعد وتتساند الجماعة فى وحدة من الالفة والمحبة والبذل
والتضحية

 

شركتنا
فى احتياجات الخدمة:


كانت كنيسة الرسل تعيش حياة الشركة الحقيقية. وكانت هذه الحياة تثمر اهتماما واضحا
من كل فرد باحتياجات الكنيسة. وقد ورد فى سفر اعمال الرسل انهم كانوا يبيعون
المقتنيات ويقسمونها بين الجميع كل واحد حسب احتياجه وجميع الذين امنوا كانوا معا.
وكان عندهمكل شئ مشتركا. وكانوا كل يوم يواظبون على التعليم والشركة وكسر الخبز
والصلوات بنفس واحدة

(اعمال
الرسل اصحاح الثانى: 42 – 47)

 ”
وكان لجمهور الذين امنوا قلب واحد ونفس واحدة. ولم يكن احد يقول ان شيئا من امواله
له بل كان عندهم كل شئ مشتركا ” (اعمال الرسل 4، 32)


ويمتدح الرسول بولس المؤمنين من كنيسة فيلبى لسبب مشاركتهم فى الانجيل من اول يوم.
اذا ارسلوا اليه مرة ومرتين فى تسالكونيكى. وانه قبل عطاياهم من يد ابقرودتس رائحة
طيبة ذبيحة مقبولة مرضية عند الله

(إقرار
رسالة بولس الرسول الى اهل فيلبى الاصحاح الاول. 3 – 5 الاصحاح الرابع. 16 – 18)


واذا كنا كمسيحين اسرة واحدة. فكيف لا نهتم باحتياجات بعضنا البعض؟ واذا كنا
مؤمنين ابناء اب واحد فكيف لا يعتنى الاخوة بمن له احتياج؟ بل لابد ان تمتد الخدمة
المشبعة بالتضحية لتشمل الجميع بدون تعصب او تحيز او تمييز، كما علمنا السيد
المسيح فى مثل السامرى الصالح.


واذا نحن كلنا جسد واحد. فان كل عضو يسهم فى احتياجات الاعضاء الاخرى. لا بتغال
وتفضل، بل بروح الحب والوحدة والشركة. واذ نحمل الرب يسوع فينا فقد صرنا اعضاء
جسده اذا كيف لا نحس باحاسيسه. ونشارك اعضاء جسده المتالمة باعتبارها الامنا نحن.
ونخفف العبء عنها؟

لقد
شارك السيد المسيح بنفسه الفقير واليتيم والغريب والضعيف..

وفى
هذا يقول يوحنا ذهبى الفم على لسان الرب يسوع للمؤمنين الحريصين

على
خدمة احتياجات الفقراء والمساكين:

أعطيتمونى
كرة يابسة أعطيكم ملكوت السموات

وهبتمونى
درهما من فضه أهبكم نعيم الحياة الابدية

كسوتمونى
ثوبا أرضيا أكيكم ثوب البر لتلتحقوا بالنور

سقيتمونى
كاس ماء بارد أسقيكم ماء الحياة والراحة الابدية

اويتمونى
فى بيوتكم أسكنكم ديارى مع الملائكة والقديسين

 


وعلى قدر ما تصلى الكنيسة متوسلة الى الله ان يحفظ وحدانية القلب على قدر ما تصلى
ايضا طالبة بحق كل مؤتمرات الاشرار الذين يظهرون كذئاب خاطفة.أولئك الذين نوه عنهم
بولس الرسول محذرا شيوخ كنيسة افسس منهم وذلك فى خطابة الوداعى الوارد فى الاصحاح
العشرين من سفر اعمال الرسل بل ان بولس الرسول يحذر اهل افسس ايضا قائلا


ولا تشتركوا فى اعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحرى وبخوها “..

 (رسالة
بولس الرسول الى اهل افسس 5: 11)

 

ويؤيد
يوحنا الرسول ذلك فى رسالته الاولى اذ يقول “ان قلنا ان لنا شركة معه وسلكنا
فى الظلمة تكذب ولسنا نعمل الحق” (رسالة يوحنا الرسول الاولى 1: 6)

 

ومن
اجل تخليص الكنيسة من هؤلاء الاشرار يطالب بولس الرسول بعزل الخبيث من وسطنا. كذلك
يؤكد الرسول التزام الكنيسة بتقنية اعضائها – كجماعة مقدسة وكهنوت ملوكى – من كل
افراد سحرة ومبتدعين وزناة وسكيرين وذلك بقوله

“..
واية شركة للنور مع الظلمة. واى اتفاق للمسيح مع بليعال..”

 (رسالة
بولس الرسول الثانية الى اهل كورنثوس 6، 14 و15)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار