المسيحية

الكمال لله وحده



الكمال لله وحده

الكمال
لله وحده

قال
المحاور الغير مؤمن:
من الحقائق الأولية المعروفة، ان الكمال المطلق
لله وحده ويقصد بالكمال المطلق.. الكمال الشامل غير المحدود في كل شيء فكمال الله
لانهائي، ويشمل جوهره وصفاته وأعماله وأقواله وكل ما يتعلق به. فهو تبارك اسمه
كامل الجمال والجلال، والبر والخير، والقدرة والحكمة، والمحبة،الرحمة، والعناية
والعدالة، والعلم والقداسة. إنه كامل في جميع الصفات الطيبة. والله في كل صفة من
هذه الصفات، منزه عن النقص. أما الإنسان فهو خاطئ ضعيف ناقص ومحدود في كل شئ.
ولكنه متي ارتقي وتهذب في الفضائل، بعمل نعمة الله، فقد يوصف تجاوزا أو تقديراً
بأنه إنسان كامل، بمعني فاضل أو ممتاز أو فائق للمقاييس المعتادة بين الناس. ويكون
المقصود عندئذ، أنه أفضل من الآخرين، كأن يتحلي بصفات عظيمة، ومواهب نادرة، وقدرات
متقدمة في أحد الأشياء أو بعضها. فاذا تماشينا معاً في الحديث فهل معني هذا أن
للسيد المسيح الكمال المطلق.

قلت
بنعمة الرب:
نعم أن للسيد المسيح له المجد، كامل كمالاً مطلقاً، وهو الذي
كتب عنه (إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة- أو تجنباً- أن يكون معادلاً، لكنه
أخلي نفسه آخذاً صورة عبد000) (في2: 6).

وقد
وصف في النبؤات إنه (كامل) (أش42: 19)، وأنه (أبرع جمالاً من بني البشر، أنسكبت
النعمة علي شفتيه) (مز45: 2). كما وصف في العهد الجديد بأنه (بهاء مجد الله، ورسم
جوهره، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته) (عب1: 3). وقد قال له المجد عن نفسه (أنا
والآب واحد) (يو10: 30). والذي رآني فقد رأي الآب (يو14: 9) هذا وقد عرفنا من
حوارنا السابق عن صفاتالسيد المسيح الالهيه وسنري باذن الله في حوارنا الأن ان
كمالالسيد المسيح هو كمالاً مطلقاً، من كمال الله الآب الشامل التام غير المحدود،
وليس من نوع الكمال البشري النسبي المحدود.

 

هل كمال السيد المسيح هو كمال مطلق؟

قال
المحاور الغير مؤمن:
هل كمال المسيح هو كمال مطلق؟

قلت
بنعمة الرب:


السيد المسيح كامل في وجوده من حيث الزمان، بمعني أنه دائم الوجود من الأزل إلي
الأبد. ومن حيث المكان، فهو حاضر في كل مكان ولايخلو منه مكان.

-السيد
المسيح كامل في علمه بكل شئ، وبالغيب وبالمستقبل. وكامل في قدرته علي كل شئ. وقد
برهن علي ذلك قولا وعملاً، حتي لم يبق شيء إلهي لم يعملهالسيد المسيح، أو عجز عن
عمله، أو لم ينسبه لنفسه، مساوياً للآب وواحداً معه.


كامل في محبته، إذ أحب جميع البشر، حتي الأعداء والأشرار، وبذل حياته لأجلهم.


كامل في رحمته للخطاة، والضعفاء والمرضي والحزاني، فغفر لهم وشفاهم وعزاهم. وكامل
في صفحه، حتي مع الذين جدفوا عليه وجلدوه وبصقوا عليه وصلبوه. وكامل في قداسته
وطهارته ونقاوته، فكراً وقولاً وعملاً، وهو مصدر القداسة كامل في عصمته، إذ لم
يخطئ قط، بل هو منزه عن الإثم تنزيها.


السيد المسيح كامل في وداعته وتواضعه، لدرجة إنه تنازل عن تسابيح الملائكة، ليغسل
أرجل تلاميذه. وكامل في حكمته، وهو الأعظم من سليمان، المذخر فيه جميع كنوز الحكمة
والعلم وكامل في لطفه ورقته وهدوئه، (لايخاصم ولا يصيح ولايسمع في الشوارع صوته.و كامل
في فقره وبساطته، إذ ولد في مذود بقر، ولم يحمل فضة ولازاداً، ولم يكن له أين يسند
رأسه، ودفن في قبر مستعار!!!


السيد المسيح كامل في عنايته، فهو الممسك الكواكب بيمينه، والذي قال ” جميع
شعور رؤسكم محصاة ” وكامل في عدالته، فهو أمين وعادل، وسوف يدين المسكونة
بالعدل والشعوب بالإستقامة. وكامل في خلاصه، (إذ يقدر أن يخلص إلي التمام، جميع
الذين يتقدمون به إلي الآب).


السيد المسيح كامل في عطاياه، لأنه يعطي خبز الحياة والماء الحي ونور العالم
والروح القدس، ويعطي سلاماً يفوق كل عقل، وفرحاً لاينطق به ومجيد، وحكمة ليست من
هذا الدهر، وغني لايستقصي، وحياة أبدية، بل يعطي ذاته وهو العطية التي لايعبر عنها
(مالم تره عين، ومالم تسمع به أذن، وما لا يخطر علي بال إنسان وكامل في تعاليمه،
حيث (لم يتكلم قط إنسان مثلة)، وهو واضع شريعة الكمال.

وبالاجمال
فالسيد المسيح كامل في كماله الالهي المطلق، وهو منبع كل كمال، لانه هو الله وكفي.

 

الكمال الإنساني والكمال الالهي

قال
المحاور الغير مؤمن:
اسمح لي أقول أن الوحي الالهي سبق فوصف بعض
الاشخاص بالكمال فربما تقصد أن يكون السيد المسيح كاملاً بهذا القياس.

قلت
بنعمة الرب:
لاشك أن الكمال الإنساني النسبي اذا قورن بالكمال الالهي
المطلق تبين نقصه وعيوبه وظهر كلا شيئ بجانبه. فقيل عن نوح مثلاً أنه (كان رجلاً
كاملاً في اجياله، (تك6: 9،7: 1) أي اعتبر كاملاً وسط جيله، إذ كان محباً للرب
مستقيماً، كان رجل الإيمان والمذبح والطاعة والكرازة (2بط2: 5)، بينما زاغ الناس
في عصره وفسدوا وتجبروا وكثر شرهم وامتلات الأرض من ظلمهم (تك6: 3-13). ومع ذلك
فالكتاب المقدس يسجل لنوح هذا (الكامل) بعض الأخطاء والعيوب (لأنه ليس إنسان
لايخطئ) (تك9: 21).

وكذلك
قيل عن أيوب انه (كان كاملاً ومستقيماً يتقي الله، ويحيد عن الشر، وليس مثله في
الأرض) (أي1: 1-8). وكمال أيوب النسبي هنا يشار به لتقواه وصبره وبالرغم من أن
أيوب استحق الثناء والتطويب من الله والناس، علي صبره الذي ضرب فيه رقماً قياسياً،
وبخاصة أنه عاش في عصر ماقبل النعمة، بل وماقبل الناموس، إلاّ أنه إذا قورن صبر أيوب
بصبرالسيد المسيح – (2تس3: 5)- لظهر صبر أيوب ناقصاً ضعيفاً ومشوباً بالكثير من
العيوب، إذ اقترن بالكبرياء والافتخار، والغيظ والشكوي، ولعن اليوم الذي ولد فيه،
وسب الذين استهزأوا به، وعدم احتمال أصحابه، وتوجيه الكلام الشديد الباطل والمندفع
ضد الله، الأمر الذي عاد فندم عليه واعترف به، واعتذر عنه!!!

ومن
اجل ذلك يقول داود النبي عن الكمال البشري المحدود هذا (لكل كمال رايت حدا) (مز119:
96).

هذا
هو النوع من الكمال الذي يستطيع الإنسان أن يدركه، بالاستعانة بنعمة الله.فهو الذي
قال عنه الله لابراهيم (سر أمامي وكن كاملاً). وإذا استجاب ابراهيم للدعوة، كمل في
طاعته وفي إيمانه وفي محبته. وبنفس المعني قالالسيد المسيح (كونوا كاملين) كما أن
أباكم السماوي هو كامل) (متي5: 48). وقال أيضاً (ليس التلميذ أفضل من معلمه، بل كل
من صار كاملاً يكون مثل معلمه) (لو6: 40).

والكتاب
المقدس يحدد لنا بعض أمثله ومجالات الكمال المنشود. كقوله (طوبي للكاملين طريقاً
السالكين في شريعة الرب) (مز119: 1) وقوله (من لايعثر في الكلام، فذاك رجل كامل،
قادر أن يلجم كل الجسد) (يع3: 2) ومن يري ويسمع أخطاء الناس ويستر عليهم، فهو كامل
(اش42: 19) وكذلك الذي يسمع كلام الله ويحفظه ويعمل به (2تي 3: 17). ويطالبنا بأن
نعبد الرب بقلب كامل، أي غير منقسم ومجزء بين محبة الله والعالم أو المال00الخ

وواضح
ان هذا الكمال النسبي خاص بالبشر ويختلف تماماً عن الكمال الالهي المطلق الذي
للسيد المسيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار